عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-10, 07:34 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وعندما تأخرت الشحنة للمرة الثانية , أحست ليزا بأنه عليها أن تواجه الواقع بقوة ونضوج فهي الآن متزوجة ولا يهمها الأمر من قريب أو بعيد , وسوف تحضر العرس كأي مدعو تتأبط ذراع زوجها الأنيق بشخصيته الجذابة بكل فخر وأعتزاز , بدون خوف أو وجل , وبالرغم من أقتناعها بهذا الواقع ألا أنها أحست وكأنها في حلم مرعب حتى ساعة دخولها الكنيسة لحضور العرس , حيث أحست أنها بداية النهاية لهذا الكابوس وكم ودت لو صمّت أذنيها وهربت من الأحتفال عندما تبادلا جوناس وليندا الخواتم , وكان القس يوعظ عن معنى الزواج والحب والأخلاص , فكل كلمة نطقا بها , كانت كالسكين الحادة تغوص في أعماقها وتجرحها حتى أثخنت بالجراح , وكادت محاولاتها لضبط نفسها أن تبوء بالفشل , وكم مرة جاهدت لتوقف الدموع التي تلألأت في عينيها حتى لا يراها أحد باكية , حتى بدأت تتشنج من كثرة ما حبست أنفاسها ولم يشعر بتشنجها سوى زوجها الذي حسب أن بكاءها نابع من رهبة الأحتفال , فشد على خصرها بذراعيه وجذبها نحوه وكأنه يحميها بحبه وحنانه.
وبينما كان العروسان في طريقهما الى الخارج تقابلت عينا جوناس الخالية من التعبير بعيني ليزا المملوئتين بكل العواطف المحبة , أما ليندا فنظرت الى ليزا وأبتسمت لها بأنتصار ثم مالت على كتف جوناس بدلال متشبثة به.
أقيم حفل الأستقبال الذي تبع مراسم الزواج في القاعة الذهبية من أحد أفخم الفنادق في دوربان , حيث تم تهيئة جميع أسباب البهجة والفخامة لتضفي على هذه الحفلة الروعة التي سيتحدث عنها أهل دوربان عدة شهور , بدأت الموسيقى تعزف وبدأ المدعوون يتوافدون على الساحة للرقص وما أن أصبح جوناس وليندا بجانب آدم وليزا حتى تقدم آدم من العريس طالبا منه مراقصة عروسته , كانت هذه المفاجأة هي آخر ما توقعوا ثلاثتهم , ومنعا للحرج تقدم جوناس من ليزا ليراقصها بينما رفضت محتجة بقولها:
" هذا غير معقول.... غير معقول".
فشدها جوناس وهو يهمس في أذنها:
" دعينا نرقص ولا تكوني حمقاء , دعينا نرقص".
" ولكنن لا أستطيع ذلك".
" وهل تعتقدين أن بأمكاني ذلك أيضا , ودعينا نظهر طبيعيين".
وأستسلمت ليزا لذراعي جوناس الذي أخذ يدور بها مراقصا أياها حتى غابت عن الواقع ولم تشعر بأحد في القاعة ألا أنها بين ذراعي جوناس وشعرت به يقبل شعرها ويهمس في أذنها:
" ليزا لماذا فعلت بي هذا؟".
" أنا.....".
" أقصد شجارك معي".
وكان صوت جوناس متهدجا وكأنه يعاني بعض الألم فقالت له ليزا:
" كان بأستطاعتنا أصلاح الأمر كالعادة , وأنت لا تحبها بل تحبني أنا , فلماذا أقبلت على هذه الخطوة؟".
تلألأت الدموع في عيني ليزا , وبدأت ترتجف , فقال لها جوناس:
" أرجوك لا تبكي , حاولي ضبط نفسك".
ثم سألها متهما:
" ماذا عنك , فلم تستطيعي الأنتظار وتزوجت آدم ثم تلومينني ".
" تزوجت بعد أن عرفت بأنك خطبت ليندا وتركتني... أنت لا تزال تحبني .... أليس كذلك؟".
" لم أقل عكس ذلك أبدا... ولكن قد فات الأوان , وربما....".
وقطع جوناس حديثه لدى عودة آدم وليندا حيث بادره آدم بقوله:
" أصرت عروسك أن تعود اليك , وأنا أريد عروستي".
أنفلت ليزا من بين ذراعي جوناس ورمت بنفسها على آدم وكانت الموسيقى لا تزال بطيئة مما أشعر ليزا بالأرتياح وأتاح لها الفرصة لتخبىء رأسها في صدر آدم حتى لا يراها أحد وهي تبكي .
حضر معظم الأصدقاء والأهل لوداع ليزا وآدم في محطة القطار قبل سفرهما الى لوفيلد , وبينما كان القطار على وشك الرحيل وليزا وآدم يطلان رأسيهما من نافذة عربتهما لألقاء آخر النظرات على المودعين , كانت هناك فتاة تشق طريقها بين الحشود لتصل اليهما حتى أذاما وصلت العربة صاحت:
" آدم ليزا , لقد حضرت لوداعكما".
نظرت ليزا بأتجاه الصوت لترى أديث غورتون واقفة أمامها وما أن رأتها حتى سرت رعشة في جميع أجزاء جسدها , أما آدم فأجابها:
" هذا لطيف منك يا أديث".
" هذا واجب عليّ , فأنني أعرفكما منذ عدة سنوات , واجبي أن أحضر وأتمنى لليزا حظا سعيدا بعد أن نالت ما تمنته طويلا".
تطلع آدم بأندهاس وسألها:
" ماذا تعنين بكلامك يا أديث فأنا لم أفهم قصدك".
" حقيقة؟ أعتقدت أنك تعرف , فمنذ أن تركها جوناس وهي تبحث عن زوج لتتزوج بسرعة , ووجدت فيك ضالتها , وها هي تسافر خارج دوربان حسب رغبتها حتى لا تلتقي بعائلة التايلر كثيرا أذا بقيت تعيش هنا".
وجم الجميع وكأن على رؤوسهم الطير , عندما قالت ليزا:
" أنك لا تطاقن , ولن أجد الكلمات التي تصف حقارتك يا أديث".
" هذا لا يهم , فلقد سددت دينا قديما".
وتمنت ليزا هذه اللحظة , لو أنها أخبرت آدم بكل شيء من قبل.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس