عرض مشاركة واحدة
قديم 12-03-10, 07:46 PM   #34

Jάωђάrά49

نجم روايتي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية Jάωђάrά49

? العضوٌ??? » 106278
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,312
?  مُ?إني » الدار البيضاء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Jάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond reputeJάωђάrά49 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك dubi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الجزء الثاني والعشرون





ان شاء الله





في مدينة طنجة
بعد يومين



في بيت عمة ثريا وعبير



بعد فترتها التي امضتها مع عمتها
تحت سقف هذا البيت المتواضع
على تلال طنجة البهية

انتعشت لوجودها هنا فالجو لطيف اكثر من القرية التي جوها حار خانق
تعودت في هذين اليومين على عمتها كثيرا فلقد انطلقتا كل ما توفرت لهما الفرصة في التواجد مع بعضهما
في احاديث شتى كانت في البادئ
عن حياتها وامها واختها مع والدهم
وبعد ذلك سفر الام بعد ذهاب البنات الى جامعة الاخوين ومن ثم ذخلت في سرد المشاكل التي صادفتها هناك وبالاخص يوم الحادث
الذي ما ان بدأت في التحدث عنه حتى بكت غصبا عنها فلو لا ذلك اليوم المشؤوم لكانت تعيش وزوجها بخير

شرحت لعمتها سبب النقاب وعناد عثمان في ذلك وهي التي لم تستطع سوى ان تنفذ اوامره لكنه رغم ذلك يظل يهينها كما لو انها ليست بشرا تحس
والان فقط تتضامن مع السجناء الذين يحكمون ظلما وليس عدلا فالحكم يكون له تاثير سيء على نفسية الانسان حتى الاحباط واشد

كانت تجلس في شرفة عمتها الصغيرة وراء البيت رغم تواضع المكان الا ان الزهور والخضرة الانيقة بفضل العناية بها اعطت افضل منظر مع هواء البحر المالح بعذوبته يخترقهم بدفئ جميل

كانت الشرفة تتكون من طاولة وكراسي بيضاء
وقد جلست عليها ثريا وقد فضلت التحرر من ملابسها المنزلية الطويلة لذا ارتدت فستانا كانت تملكه في اللون الازرق الشاحب وقد انار لونه عيونها بشكل جميل
تقدمت عمتها لتضع الصينية التي احتوت الشاي والخبز الطازج مع الزبدة والجبن والمربى وايضا الشوكولا بما ان ثريا تحبه

قالت تبتسم تجلس قربها

- اليس بصباح جميل ومختلف
الاحساس بالوحدة سيء وقاتل ولاتظني انني اقنط لا حاشا لله لكن تواجدك يا بنيتي يسعدني ويملأ قلبي فرحا

قالت ثريا تحني راسها على اقدامها العارية
والتي اخدت تحركها امامها كطفلة
- عمتي الجو هنا ساحر ورفقتك لايشبع منها الواحد منا
لدى ترينني انا ايضا احببت المكان....

قالت العمة تصب الشاي في الكاس البلوري:
- ولكن....

نظرت ثريا الى من تشابهها في لون العيون وحمرة الشعر:
- لكن؟؟؟ هههه تعلمين جيدا ما اريده اليس كذلك حبيبتي ....نظرت الى الافق امامهم في مكان لايمكن لمخلوق رؤيتهم منه....
آآآآه استغفر الله ...لكن ياعمتي اتمنى لو يتغير كــــــل شيء واصبح حبيبته فعلا ...لكنها مع شخص قوي كعثمان مستحيل ذلك
وانا التي تعرفه لن يتغير
انسان تربى على شيء جعل منه قاسيا عديم الرحمة ....ما ..ماذا ينتظر من واحدة لطخة شرفه وعلى الاقل يخفي ذلك للحفاظ على ماء وجهه....

قالت العمة تمد لهاالشاي وفي نظرتها نفس الحزن المستوطن لكيان ثريا:
- خذي بنيتي ...ولا تقولي ذلك عزيزتي فانت تؤدين روحك النقية مادمت شريفة فليذهب هو حيث يريد المهم ان يكون ضميرك انت مرتاحا...هل تريدين في الخبز بعض الشوكولا ام ....؟؟

قاطعتها ثريا ترتشف من الشاي الساخن:
-... لا اريد شيء ....انا يا عمتي لا اقول ذلك لاذية نفسي بل لانه هو بذكراه يؤذيني لست في حاجة الى الكلام لكي ابكي ...آسفة عمتي اضنني جلبت لك الملل بهذا الموضوع

اردفت العمة بابتسامتها الحنونة:
- لاياثريا لا يا ابنتي ليس لي في كل يوم ان ارى بنات اغلى الناس كان على قلبي اجل ميدان عملي في الغناء الاندلوسي لم يكن بموافق عليه لكن رغم ذلك
كان يعزني وكنت احبه بشدة كان هو سندي المتبقي في هته الحياة رحمه الله ....وبالعكس ان استطعت اعطائك حلا لاعطيتك اياه لكن لم احصل انا نفسي على زوج لطالما فضلت البقاء هكذا سوف تسالين لما؟

قالت ثريا تبتسم رغم سقمها:
- اجل لما ان لم اكن متطفلة على خصوصياتك؟

ردت عمتها:
- لا بنيتي لا ابدا...انا كنت مثلك عندما كنت شابة تغيرت كل حياتي باعتناقي لميدان الفن الاندلوسي
تعرفين عندها في وقتنا ذاك... كنت قد التقيت باحد التجار الكبار وهو اسباني... تعلمين اننا هنا نتكلم كثيرا باللغة الاسبانية
فكان ان كان التفاهم معه سهلا احببته كثيرا لربما قد اظهر لك بشيء من الخروج عن العادات والتقاليد لكن قلبي نبض فعلا بحبه ....

قالت ثريا وقد عشقت اكتشاف ماضي امراة مثلها:
- اكملي ارجوك انا اسمع

اكملت عمتها تقول:
كان يسافر الى الخارج كثيرا ولم اكن اراه سوى في العطلة الصيفية ايام كانت حلوة بالفعل لكنه رحل تركني ولم يعد ...مات

تاسفت ثريا على حالها:
- آسفة عمتي ...آسفة لم اكن انوي ان اقلب عليك المواجع

قالت العمة تبتسم وكأن شيء لم يكن:
- لا عزيزتي الوقت يشفي الجروح رغم انها موجودة الا انها تكون قد اندملت في الخفاء

قالت ثريا تعود الى موضوعها:
- اشك في ان هناك مخرجا لي من قصة عثمان غير الطلاق اعرف انه ابغض الحلال لكني ساشعر بالتحرر بانه ابتعد او...او انا ابتعدت عن طريقه لكي لا ازيد من عذابه ...في بعض الاحيان اتفهم شعوره لكن اغلب الوقت ارى انه مجحف في حقي انا لا ارسى على فكرة معينة وليست لدي خبرة ولاانوي استخدام خبرة احد في هذا الموضوع فلن احاول بعد اليوم كسبه
يصر على الاحتفاض بكرامته وانا لن ارضى لما تبقى لي من كرامة معه ان تهان ...طفح الكيل فليخبرهم بطلاقنا وعندما ستتصل امي ساشرح لها الوضع ....رغم ان المشكل كله في جدي الا انني لن استطيع ارضاءه فلا احب ان يفرض احدهم سيطرته علي ...لو كان عثمان انسان متفهم لما تركته لكني ما عدت احتمل

نهضت من مكانها تخفي آلامها احمرار عيونها الرمادية السريع وتركت للهواء في مسحها على هوادة منه
مررت يدها في شعرها الاحمر في لوياته الجميلة
وقاومت كل كيانها بالا تنهار ابتلعت الغصة التي مرة كالحجر في بلعومها وتنهدت تخرج بذلك نفخات الحزن من صدرها
فمع ذكرياتها معه واحاسيسها اتجاهه لا تظن ابدا انه بالانسان السهل نسيانه
وعندما تسترجع لحظات الالم منه في كفة وحبها ومقدرتها على السماح في الكفة الثانية فتجد انها بحبها قد تصفح عنه تناقض مع اقوالها القاسية

سمعت عمتها من مقعدها تقول بصوت مرتفع لشدة الريح التي يشتته:
- الا تفكرين في الطلب منه ان يتزوج باخرى والا يتركك ...اعلم الامر قاس عليك لكن على الاقل ستشعرين بانه معك اعلم ما تشعرين به ينهش في صدرك اعلمه جيدا فقد عانيته
الفراق صعب حبيبتي لكن زواجه من اخرى والاحتفاظ بك في نظري فقط اظنه ارحم ...ما قولك؟

كانت الكلمات تنهش في كيانها تقطع اوصالها لا ليس لان العمة ذكرت ذلك هي ايضا وضعت ذلك الاحتمال لكن وضعته بعد ان تتطلق منه
استدارت تنظر اليها بحزن جعل من عيونها عالم يكتشفه الانسان مظلما يخفي اغوارا مليئة بالحسرة:
- فكرة ان يتزوج هو حر
لكن ليس على حساب تعاستي
افضل البقاء خارج حياته وليفعل ما يحلوا له ...قد ينتهي مني ويضعني على رف الارشيف في حياته اعرفه ...
قد ينتهي باتعاسي اكثر فاكثر وقد ينعم باولاد من الاخرى ويخرج معها ويعاملها افضل مني وامام عيناي ...لا ابدا لن احقر نفسي الى تلك الدرجة لست من تسمح لنفسها بالبقاء في صف الانتظار الى ان يفرج كربها معه فلينتهي هذا الامر بسرعة لم اعد اتحمله كرهته ...

ذخلت البيت مسرعة ودخلت عمتها المتوسطة الطول وراءها والتي لاتزال تبدوا شابة رغم امتلاء جسدها قليلا
نظرت اليها وهي تصعد الى الطابق الاعلى وقد لاحظت عليها بوادر الالم والامتعاض خافت ان تكون مريضة لذلك اسرعت اليها لتجدها في الحمام الذي يتشاركه الكل فوق

قالت لها عمتها بتوتر:
- انت مريضة يا ثريا ....خدي نفس حاولي جهدك... لم تاكلي حتى الان لتستفرغي

اسندتها عمتها وارتمت ثريا بتعب على السرير
وحاولت عمتها ان تدثرها لكنها من ملامحها بدى انها كرهت التدتر فدفعت الشرشف بقدميها
وراء عيونها المغمضة لم تكن ترى سوى صور من الماضي
اتعبت روحها ورسمت الهالات حول عيونها
هو صاحب الشموخ الذي لايهد اراد ان يوصلها باحتقاره وكرهه لها الى نهاية حتفها
كان زواجا بدون امل وكانت تعلم نهايتها لكنها ابت ان تصدق انه سياتي اليوم الذي ستفقد صورته فيها الى الابد والتي لن تمسها لن تستند اليها

استدارت والارتعاشة تهز كامل جسدها
وكيف لاتتصور المستقبل هي من نسجت خيال انه يضمها في ليلة ممطرة
تلى الارتعاش دموع بحر من الدموع الخالصة المهانة المسكينة التي بدات تتوسل عدم الخروج من عيون لاتستحق الدموع الا ان تختفي في دفئها





***********************



في المستشفى بالدار البيضاء

وبالضبط في الكافيتيريا



كان عثمان في قميص طويل اسود يزيد من تبيان رجولته للعيان
مع شربيل في اللون الابيض الناصع من صنع فاخر من الجلد
كان يجلس في مكانه وهالة من ضوء الشمس الساطع في ذالك الصباح تسترسل على شعره الاسود
ازال في تلك اللحظة نظارته السوداء الشمسية ووضعها قربه على المائدة بانت عليه نظرات فارغة
لايستطيع شيء في حياته سوى مسايرتها وعدم الوقوف في صف اية مشاعر قد تهين وتنقص من كرامته

نظر الى ساعته الفضية الكبيرة التي التمعت مع الوهج ونظر الى باب الكافيتيريا وفي تلك اللحظة بان الرجل اللذي كان ينتظر وصوله ابوا الهام

اقترب الرجل الكهل الى مائدة عثمان الذي وقف بطوله في انتظاره وسلم عليه وهو يقول:
- كيف حالها عمي ؟

قال الرجل :
- يقول الطبيب انها ستخرج اليوم من غرفة العناية وسنتمكن من زيارتها

ابتسم عثمان للسعادة التي ضهرت على الاب وهو يتحدث وغير مصدق للنعمة التي اعطاه الله
فتناسى الموضوع الذي اراده من اجله عثمان:

- بني استميحك عذرا لقد انجرفة في فرحتي على بنيتي ونسيت انك اردتني لتحدثني فتفضل بالكلام

قال عثمان يريح ظهره ويستريح اكثر في جلسته :
- اردتك يا عمي فعلا فالموضوع يخص ابنتك الهام واتمنى ان تصغي الى ما ساقوله لانه مهم

قال الرجل باهتمام واثق :
- حسنا انا كلي آذان صاغية...اسمع





*****************



في القصر



كان هذا الصباح القصر هادئا
فمعضم الرجال قد خرجوا باكرا
والجد ايضا الذي بعد عودته من سفره متعبا قرر ان يقوم بجولة ويظهر حضوره وراء احفاده على العمال وقد خرج مع سليمان وسعيد اما عبد الصمد فقد بقي في المنزل لانه فضل ان يطلع امه وهي وحيدة على مستجدات حياته



في جناح سعيد


كانت عبير ولاول مرة ترفض النزول فكانت عادتها ان تنزل باكرا بعد نزول زوجها لكي تساعد في تحضير الافطار واكمال الواجبات مع امها وحماتها
لكنها ظلت كما هي يومان مرا على تخاصمهما
لاحظت فيها تغيرا جذريا سعيد الاول في بداية الزواج تحول الى قطعة ثلج مغلفة بالجليد باحكام
اين هو الرجل العاشق الولهان
هل تكون قد ظلمته واخطأت في حقه
يدخل متاخرا جدا حتى انه لايترك حركة وراءه لاتشعر بوجوده وبذلك تذهب مع الريح كل رغبة لها في رؤيته ولو حتى من بعيد
لا صدف تجمعهما ولانفس منه تشعر به قريبا منها
اين هو فعلا اين تسبح به افكاره
ماتحلله الان انه ولابد تلك سميرة كذبت
الم يعترف لها من قبل بانه يحبها ويموت حبا بها؟
الم يعترف بانه كان انسان منفلتا وفي ثاني يوم من زواجهما؟
كان صريحا معها لربما ما ارته وقالته تلك المرأة كان في الماضي قبل مجيئها هي
لكن ما يؤلمها ان تلك المراة كانت عشيقته
ما ينحرها ويشد على اوتارها انها عرفته
تمنت الا تعرف ابدا شكل النساء في حياته
فرغم انها تقبلت انه كان منفلتا الا ان الواقع في ذلك مر مرارة العلقم
ان يبقى المرأ جاهلا في بعض الامور يجعل حياته تشع نورا بشكل غريب راحة لامثيل لها
لكنها لاتتمكن من ضحد المراة من تفكيرها الان لاتستطيع

رمت الغطاء عنها وازاحت الستارة لتخرج من سريرها
اقتربت من مكان نومه حتى ان هته الستارة لم تزحزح فلم تعد تراه حتى من بعيد نائما
ازاحتها واقتربت من مكان نومه
واضطجعت فيه تلف نفسها في عطره ودفئه الذي خلفه
وتغمض عيونها في احلام تشفي هذا الغم من مكانه



في الاسفل



توقف عبد الصمد قرب باب المطبخ ودخله بعد ان طرقه

- صباحكم خير يا احلى البنات

ضحكت مليكة تقول:
- بنات اول مرة ارى شابا يصبح علينا يا بنات صغرتنا كم سنة بالضبط؟

قال يقبل راس عمته:
- تبدين انت وامي ما شاء الله في ريعان شبابكن

قالت فاطمة تضع فنجان القهوة الممزوجة بالحليب الذي ياتى به من المزرعة محلوبا طازجا من البقر:
- انت أليس لديك عمل ؟

اقترب منها يقبلها على خدها:
- امي اريدك في امر لن آخد من وقتك الكثير

قالت لمليكة امامه تشير اليه:
- ارأيت اولادي اصبحوا يريدون فقط ...لا يعرفون العطاء

ضحكت مليكة وجذب عبد الصمد امه من يدها برفق واخدها معه الى مجلس النساء اجلسها ووقف يقول:
- امي الحبيبة تدرين والكل ان زواجي سيقام في اواخر الصيف اليس كذلك؟

قال فاطمة تغضن جبينها باهتمام:
- اجل... لماذا؟

قال عبد الصمد بشيء من التردد:
- لقد قررت ان اتزوج الاسبوع المقبل ...وارجوك امي لا تسالي الامر وما فيه ان القصة صعب شرحها الان لكني...

قاطعته امه:
- كيف ؟؟؟ لكن اتدري معنى كلامك يا عبد الصمد اننا يجب ان نضاعف سرعتنا ومجهودنا في التجهيز

ركع قرب امه يمسك يديها ويقبلها:
- امي ثقي بي الامر لو كان بيدي لانتظرت الى موعد الذي سبق وحددناه لكن المشكل الذي طرأ يستدعيني الى الاسراع في الزواج واعطيك يا امي كامل الصلاحية في تحمله ارجوك يا امي حاولي فهمي

قالت فاطمة تطأطا راسها:
- احاول فهمك انت واخوتك فلا استطيع
اتضنني غافلة عما يجول في هذا المنزل ...اولا سفر ثريا وحدها دون استشارة احد سوى زوجها كما لو كانت تعيش وحيدة هنا ...ثانيا ارى تغيرا في تصرفات سعيد هذين اليومين يعود حتى ساعة متاخرة من الليل وبسيارته الشيء الذي كان قد تخلى عنه منذ مدة زواجه كلها...وثالثا انت عليك على الاقل تفسير المشكل لكي اقتنع فانا لاانوي اقامة عرس يتشمة الناس في به


نهض عبد الصمد وقد تغيرت ملامحه وهو لايدري ما ستأول اليه حياته بعد اليوم لتغير ضروف زوجته لكنه قال:
- ساخبرك باختصار امي لكن عديني الا تتسرعي في حكمك عليهم فهي مهما كانت حياتهم الشخصية وانا الان زوجها وعلي ان اقف معها في محنتها الى ان تسوى الامور بينها وبين والديها

سالته والفضول يكاد يقفز من عيونها:
- وما الذي بينها وبين والديها؟؟

قال عبد الصمد يتكئ على مائدة الاكل
- هند ليست بالابنة البيولوجية لسي محمد اي انها ليست ابنته فعلا لم تلدها لا رشيدة ولاهو من امراة اخرى لقد ربياها وهي ابنة عائلة فقيرة لكن هذا لايمنع انها لاتزال ابنة السي محمد فالاسم هو الاسم


اصابت ام عبد الصمد صعقة امتزجت بشيء من عدم الفهم ونفور من العائلة بطريقة مفاجئة :
- ليست ابنتهم لكن لما اخفو عنا ذلك... لما؟

قال عبد الصمد بهدوء:
- لان هند ما كانت تعلم شيء
ضروفهم يا امي قاسية في هذه الاثناء اريد ان اتزوجها في حفل بسيط هناك واجلبها الى القصر علني استطيع تسوية هذا الخلاف واتمنى فعلا الا احتاج الى ذلك

بدى الامتعاض الشديد على وجه امه
لطالما حلمت بان ابنها الفارس المنصوري يتزوج بامرأة تليق مقاما به
كانت تعلم جيدا انه في الجمال يغلب اخوته بحيث يتبعه عثمان في ذلك
كم كانت تخاف عليه من تلك الاجنبيات اللواتي كانت تلتففن عليه كانت تخاف بان يدخل باحداهن في يوم الى القصر لدى فضلت ان تسرع في تزويجه وتحصينه
نظرت بعين فاحصة الى هند ووجدتها مرضية فعلا قوام وجمال
لكن الاصل اصلها ليس مرتبطا سوى فوق الورق بسي محمد اذا صادف وعلم اي احد بحقيقتها فقد تدمر صورة العائلة التي تشكلت عبر الزمن لايرتبط باصل هذه العائلة سوى من هم اهل لها


شعرت وكان الارض تدور حولها امسكت راسها بين يدها

قال عبد الصمد يجلس قرب امه يمسك يدها:
- امي ماذا بك ...هل انت بخير هل يالمك راسك؟

قالت تنظر اليه وفي عيونها تصميم:
- بني لست ادري ما ساقوله....اولا لن احرمك منها ان كنت تريدها لكن على الا يعلم احد باصلها ...ان صادف ووصل خبر ان اصلها من عائلة فقيرة الى احدهم فستطلقها

نهض عبد الصمد وقد علت الدهشة وجهه وبدى فكه في غاية التوتر
فشعر ببعض الامل في طلب امه لدى قال ليقفل الموضوع ويخرج:
- لاتخافي امي تلك المرأة زوجتي الى الابد ولن يعلم احد باصلها ان كان هذا سيرضيك

نظرت اليه وابتسمت غصبا عنها فهي تحب ما هو خير لاولادها:
- انا يا حبيبي ...يا بني تعرف انك واخوتك من اعشق واتمنى لكم ما تحبون
المهم لاتنسى شرطي واعتبر طلبك منذ الان مقبولا
ولاتحمل هما فزواجك في الاسبوع المقبل ..الحمد لله اننا لم نرسل الدعوات بعد ...هيا اذهب وانا ساتولى الامور

انحنى على راسها يقبله وخرج متوجها الى عمله
خرج وقد لاحظ ان سيارة جولييت غير موجودة لكن لفترة وجيزة فقط
فقد تغيرة وجهة افكاره الى المراة الوحيدة التي يتمناه حتى الالم ويتمنى فعلا الا يتسرب امر اصلها لان ذلك سيدمر له حياته وحياتها




في الاصطبلات


وبالخصوص مكان الحصانين الخاصين بجولييت الطويلة المغناجة
دخلت تتسحب دون ان يراها احد
ذكية رغم جمالها المزيف الذي تغدق عليه من كل وقتها فتبدو كالبهلوان لكن بدون ان نكذب على انفسنا
فاصحاب الانفس الضعيفة يرون ما نراه مزيفا على انه الشيء الاكثر سحرا وروعة وهذه مجرد نظرية مني ولكم واسع النظر

اقتربت جولييت بحذائها العالي الذي تعودت على الجري به حتى دون ان تكسر اقدامها البيضاااء
ونظرت الى الفرسين اللذان فصلا كل واحد منهما في جهة جذبت من جيبها شيء وضعت منه في كلتا يديها واكلته الى الحصانين
وخرجت بسرعة تتاكد من انه لم يلمحها احد
ارادت ان تكمل لعبتها رغم ان الوقت الذي طلب فيه عبد الصمد البقاء في المزرعة قد نفذ ومكتوب للحصانين انهما سيخرجان غذا لكن
سنرى بعد ان يتورط عبد الصمد في تسميم الاحصنة وليس موتها طبعا كيف سيضطر لارضاءها وابقاءها هنا مدة اطول





*******************


في المستشفى





اخرج عثمان تنهيدة تنم عن تفكير في الوضع وكيف سيخبر الرجل امامه:
- عمي عليك ان تعلم بان المتبرع بالقلب يطلب ذهاب ابنتك معه الى الخارج في فترة نقاهة تقضيها هناك لكي تسترجع صحتها
اخبرته انا من بعد اذنك انني ساذهب معها فقط لكي اضعه تحت التجربة فان كان صادقا لن يرفض ولم يرفض طبعا
لكن بطبيعة الحال لايمكن لالهام الا ان تذهب ومعها محرم وقبل ان اقرر شيء اردت اخبارك بالامر في حالة وجدت انه يمكن لاحد معارفك او اي شخص اخر الذهاب معها فسكون هذا قرارك طبعا فانت والدها


الرجل شعر ببعض التحفظ لم يكن ليحبذ ذهاب ابنته لكنه الف بعدها طيلة السنة في مدينة او بالاحرى قرية بعيدة تسكنها وحدها لدى قال :
- ليس لدي سوى اخ واحد وهو ليس هنا فلديه اعماله واشغاله لم تكن في يوم العلاقة بيننا جيدة لكن انا املك جواز سفر يخولني الذهاب معها ولكني لا اعرف كيف ساخرج الاوراق التي ستساعدني على السفر واياها

قال عثمان وقد توضحت الامور الان:
- اذن حضرتك لاتمانع ذهابها هناك؟
لكن على ان تذهب انت معها يمكنني ان اساعدك وهي في اخراج الفيزا في وقت وجيز لدي اصدقاء في القنصلية سيساعدونكم في ذلك ...لا عليك ساتكلف بالامر

قال الرجل يشكره:
- اشكرك بني اعرف اننا اثقلنا عليك كثيرا فلسنا ندري كيف لنا ان نرد لك الجميل هذا

ابتسم عثمان يعيد ارتداء نظارتيه السوداوين:
- لاعليك لاتشكرني فانت بمثابة ابي ...هيا ماذا تطلب للافطار انجرفنا في الحديث




بعد اخراج الهام من غرفة الانعاش
كانت تعاني من اثار العملية وتعبها لدى فضلوا ان يزوروها في وقت آخر حيث تكون قد اصبحت افضل حالا
حتى عصام الذي كان يطلع على حالها كان قلقا حقا
يدري انه شديد القلق وشيء جديد يشده اليها
ولم يغفل لحظة عن عائلته التي اخد ياخد اخبارهم من ميغيل
وعلم بذلك عن استعادة امه بعضا من توازنها بعد تقبلها للوضع
و اخته التي لم تبخل بمد يد العون لها ان احتاجتها




**********************



في القصر



بعد مدة من بقائها في جناحا
نزلت عبير بعد اخدها لحمام بارد في هذا الحر والذي انعشها منه
وارتدت حجابا ورديا وفستانا ورديا كذلك
لم تنزل الا في ساعة الغذاء رغم انها لم تفطر الا انها احست انها تريد اكل شيء يسد عليها زقزقات بطنها المزعجة

نزلت الى الاسفل ورات امها تحضر مائدة مجلس النساء وقالت ترفع يديها:
- واخيرا ابنتي نزلت ...ارحتني كنت ساصعد لاجرك الى الاسفل فاطمة خرجت منذ مدة تدرين ان عبد الصمد قرب زواجه في الاسبوع المقبل

ازاح هذا الخبر بعض الغم عن راس عبير:
- حقيقة؟ لكن لماذا هذه السرعة؟

قالت الام :
- ساخبرك ساحضر السلطة فقط واعود

انتظرت عبير امها الى ان جلست قربها لتشرعا في الاكل
فقالت عبير :
- امي قبل ان تكملي الم ياتي الرجال للاكل اليوم؟

اجابتها امها :
- المنزل فارغ لاتوجد سوانا فيه
ذهب جدك وزوجك الى القرية لربما عزمه احدهم او شيء ما لست ادري اذا جاء زوجك اسأليه...
لاكمل لك اخبرتني انه قرب الزواج فقط لانه لايحتاج الى كل تلك الترتيبات فهو يريدها في القصر بسرعة ...لا اظن ان شباب اليوم عاد عندهم ادنى صبر

قالت عبير وهي تضع يديها في حضنها دون ان تلمس الطعام:
- هل اتصلت بثريا ؟

اجابتها امها تحرك راسها بالايجاب:
- ورغم ذلك لم تجبني لابد من انها ضحدت الهاتف من سفرها اظن ان عثمان ذهب اليها كما اعتقد ويمضيان شهر عسلهما على راحة تامة

اخرجت عبير تنهيدة متحشرجة فنظرت اليها امها تسال:
- مابك صغيرتي لما لاتاكلين ؟

قالت عبير لامها بكل صراحة:
- حصل شجار بيني وبين سعيد امي اعلم انه شيء لربما تافه لكن لست ادري اتمنى فقط ان لاتخبري حماتي بشيء

غلفت الجدية وجه مليكة:
- وتدرين انني كنت انتظر فقط ان تخبريني انت وثريا عن اي شيء في زواجكما لاقوم بما علي فعله اي النصح
ماذا الان ما المشكلة تكلمي فلن يسمعنا احد؟

قالت عبير تسند ظهرها على المخدة:
- لقد صارحني سعيد بانه كان من قبل ...لست ادري ان كان من الصواب اخبارك بهذا لكن احس انني سانفجر
اولا في بداية زواجنا اخبرني انه كان على علاقة بالنساءو بالخمر ايضا
لاتنظري الي هكذا هو لم يعد اليه منذ زواجنا لاتخافي
انه انسان شهم وو....ولكن قبل ثلاثة ايام اتت احداهن الي على طريقي الى الاراضي واخبرتني بانها على علاقة به لحد الان ...امي اكاد ابكي ..انا لااريد ان انقص من صورته امامك لكنك امي وانا زوجته ولن اسمح بان يتخلى عني من اجل اخرى اخبريني ماذا افعل؟

قالت مليكة والجدية والصرامة بادية على كل ملامحها:
- هو اعترف بانه تخلى عن الاثنين اليس كذلك اذن لما انت تصدقين فاسدة تغار منك ....اعلم انه صعب على المراة لقاء من كن في حياة زوجها من قبل
لكن سعيد انا اعرفه واحبه لايمكنني ان اضع اللوم على طريقة سير حياته اجل لربما كان ...ككل الرجال عليك ان تعرفي انه لم يكن محصنا بزوجة جميلة مثلك وهو شاب كامل الرجولة ان هو لم يقترب من تلك الامور فعلى الارجح ستتقرب منه احداهن وتضعف نفسه
مهما كان يا ابنتي ومهما فعل الرجل لايعاب
عليك انت فقط ان تعرفي مفتاح الغازه وبهذا سيبقى زوجا محبا طيلة حياته
الماضي انسيه وركزي على اعترافه فهذا شيء قلة من الرجال يفعلونه
ولانه الرجل الانسب لك ....
اخبريني ما الذي فعله عندما علم بلقائك بتلك الحقيرة؟؟

قالت عبير تخفض نظرها خجلى:
- اراد مني ان اصدقه انه لم يقرب غيري منذ زواجنا والله ويحلف انه يحبني بصدق لكن رغم ذلك ....

قالت مليكة تمسك يد ابنتها:
- يا ابنتي انت صغيرة وجاهلة في هته الامور خذي نصيحتي وحاولي مصالحته رغم الشك ففي الاخير ستتاكدين بغريزتك انه لايعاشر غيرك ثقي بنفسك ومقدرتك على ذلك


رغم كلام امها احست عبير بشيء يمنعها من مصالحته لربما تعودة الدلال الزائد عن حده لدى تنتظر ان يبادر بالكلام فتعتذر بعد ذلك شيء يرضي غرورها






********************




في الاصطبلات



هم عبد الصمد والتجهم باد على وجهه بدخول مكتبه شبه عاصف
بلباس الركوب المتكون من سروال وبوط اسود وقميص في الابيض المتناقض مع سمرته
اقترب من مكتبه وجولييت تتبعه وهي تجلس على الكرسي الجلدي امام المكتب بينما هو يجلس وراء مكتبه
مغتاضا من صوت نحيبها وكانه موسيقى مزعجة حقا

قال بعد ان شعر بان الوضع يستفز عصبيته:
- ارجوك يا انسة جولييت الافضل ان تتمالكي نفسك ترين ان الطبيب يسيطر على الوضع فلاتكدري نفسك

قالت تمسح دموعها باظافرها المطلية:
- اعرف ابد الصمد لكن الوضع يصعب احتماله اتمنى ان اعود الى المزرعة الاخرى بسرعة لانني اشتقت لجوها الرائع لكن هذا لايمنع ان اقول انني فعلا استمتع هنا معك في الاصطبلات واوضاع العمل تسليني هنا ...لكن...

بدأ يتجاهلها عبد الصمد وهو يتصفح الروجيستر امامه ليلهي نفسه عن الغضب الذي يعصف به
اولا لايستطيع فعل شيء لان ما حصل حصل في مزرعته
ولاينوي الحصول على مشاكل زيادة
وما يفنيه هو اسمه المبتدل من فمها يكره الوضع مايجعله هكذا حاقدا على الجنس اللطيف الاجنبي انه اصبح يشعر بالغثيان من كثرة العلاقات القديمة في حياته فلم يحصل ان استمالته في ذلك الوقت غير الاجنبيات يستغفر ربه كثيرا لانه فعلا كان في ذلك الوضع ويحمد الله لانه اطال في عمره ليصلح خطأه بزواج بات يشعره بشعور انه انقى واطهر واصفى بكل المعايير وكان كنزه لايتمتع بمثله احد
وما يوتره اكثر وضع حبيبته فهل سينتهي كل شيء على ما يرام هذا مايتمناه
لايعرف بالتحديد ان خرج الوضع عن السيطرة كيف سيكون ردة فعله ومع اي اتجاه

قالت جولييت وهي تلاحظ سهوه على الروجيستر:
- هل قلت مايزعجك ابد انا فعلا لم اقصد

قال ينتبه لها اخيرا:
- لا اخبرتك قبلا اننا ناسف للوضع الذي نجهل من فاعله بالضبط لكن سنتكلف بضيافتك على احسن وجه الى ان تعافى الاحصنة

ابتسمت ترمش له بعيونها وابتسامة جريئة اكثر منها بريئة فوق شفاهها
حول نظره عنها فقد بهت لجرائتها دخل في تلك اللحظة الطبيب البيطري

قال عبد الصمد بصوت صارم:
- كيف حالها هل استطعت معرفة علتها؟

قال عمر :
- لا سيدي لكن ما ساقوله ان ما اعطي لها كان كفيلا باتعاب عضلاتها بشدة ستبقى تحت العناية لمدة تزيد عن الاسبوعين هذا ما قدرته ..هذا بطبيعة الحال ان لم تمت وهذا ما ساسعى سيدي لعدم حصوله

قالت جولييت وهي الادرى بعملها فهي اذكى منهما طبعا بما انها من سممت حصانين يساويان ثروة لكن كما يامن الغربيون
المال يجلب المال
قررت المغامرة بالاحصنة لتلعب لعبة الاغراء وان تحاول الاطاحة بعبد الصمد عله يكون صيدا زهيدا

- يا الهي رب السماوات كيف تموت ؟؟؟؟
لكن غير معقول اتمنى الا يحصل ذلك

قال البيطري وقد شاهد علامات الامتعاض على سيده:
- لا يا انسة هذا احتمال وارد فقط وليس مؤكد مادامت الاحصنة بين يدي فاعدك بانها ستبقى على خير ان شاء الله

استمع عبد الصمد للكلام وهو غير قادر على التقاط شيء في الهواء يبدو وكانه يصل الى استنتاج ما احساس في بعض الاحيان يحصل معنا لكن سبحان الله نفقده بسهولة
قال وقد تناسى شعوره:
- حسنا اذهب لعملك عمر شكرا لك

- لاشكر على واجب سيدي

قال عبد الصمد ينهض من مكتبه يحمل سوطه ويقول :
- اعتبري نفسك في مزرعتك لدي امر مهم علي فعله

قالت بسرعة تقترب من مكان وقوفه:
- هل آتي معك

ابتعد ببخفة ينزل الدرجات في الخارج :
- لا سازور زوجتي ليس داع منك ان تاتي استمتعي بوقتك

نظرت جولييت وعيونها تقدح شررا منذ ان ذكر زوجتي
تريد ان تلفت انتباهه باي طريقة لكن كيف؟؟؟
ابتسمت وهي تدري انها ما ان تسال شيطانها الكافر حتى تاتيها الفكرة على وجه السرعة لانها تعودت المماطلة والالاعيب




*****************




في صباح يوم الخميس

بالساعة التاسعة
في مدينة طنجة الساحلية




كانت العمة في الاسفل تغسل اواني الافطار فبعد ان شعرت بابنة اخيها تتعافى طلبت منها بعد الافطار الذهاب لكي ترتدي ملابسها وترتاح قليلا الى ان تنهي اشغال البيت الصغير القليلة
بعد ان اعادت كل الاواني الى مكانها ازالت وزرة العمل الصفراء بزهورها البرتقالية ووضعتها على كرسي قرب المائدة في المطبخ واسرعت في ارتقاء السلم الذي قادها الى فوق حيث ثلاث غرف للضيوف مع غرفتها هي
فالغرف الكثيرة في بيتها ليست الا لانها تستقبل لديها صديقاتها الفنانات الاندلسيات

عندما وصلت الى غرفة ثريا وجدتها قد جلست امام المرآة القديمة فوق منضدة خشبية قديمة ايضا لكن بزخارف جميلة
قامت ثريا بتتبيت شعرها الاحمر بعد ان مشطته كعكة فوق راسها ووضعت حجابها ومن ثم نقابها واخدت تتفقد محتويات حقيبة يدها

قالت عمتها التي اخدت جلبابها من الغرفة المجاورة وارتدته :
- سنذهب الى دكتورة شاطرة رغم انها متواضعة لكنها فعلا شاطرة في ميدانها

اجابت ثريا وهي تضع بعض المناديل الورقية في الحقيبة مع الهاتف
وهي تتفقد محتوى محفظتها الذهبية الراقية
- اجل عمتي اثق بك على اي حال ليست سوى نوبات استفراغ اضنها من تقلبات معدتي لا اكثر

قالت عمتها وهي تلاحظ انها تجذب دفتر الشيكات من حقيبتها:
- بنيتي لاتحملي هذا معك انا من سيدفع

قالت ثريا مبتسمة لعمتها :
- لاعمتي حان الوقت الذي ساستعمل فيه المال الذي ورثته من والدي سيكفيني لمدة طويلة وابدا لن اضيف من اعبائي عليك هيا فلنذهب

تنهدت عمتها تنظر اليها بحنان وتتسائل كيف لرجل مثل ذلك الرجل ان يتخلى عنها لم ترى لقلبها مثيلا ماشاء الله

وهما تنزلان الدرج قالت ثريا:
- آخر مرة كنت فيها بافران اتيت بسيارة الجيب وللاسف اخدها مني عثمان لربما ترك الاخرى في الدار البيضاء واتى في القطار السريع تصرفاته غريبة حقا

كان عثمان قد ترك السيارة مع والد الهام لكي يسهل عليهم التنقل من المستشفى الى الفندق

قالت عمتها تجيبها وهي تعلم سبب قولها ذاك:
- لاتحملي هما سناخذ سيارة تاكسي صغيرة وسنصل في ضرف خمس دقائق ليست الدكتورة بعيدة كثيرا...تدرين انا اصر بعد ان نطمئن عليك ان نذهب الى البحر قليلا لتغيري وتنضفي راتيك ببحرنا سيعجبك متاكدة من ذلك

قالت ثريا تجيبها:
- طبعا اعرف فلقد كنا هنا في طنجة لكن في منطقة مختلفة تماما وبعيدة وهذا احد الاسباب الذي جعلنا لاناتي اليك دائما

بعد ان استقلتا السيارة العامة كان فعلا الموعد الذي ذكرته عمتها دقيقا
بحيث وصلوا بعد خمس دقائق ما اعجب ثريا في طنجة النضافة فلأنها مدينة تستقطب السياح الاجانب بكثرة والإسبان فاصبح مطلوبا من السكان تزيين واجهات بيوتهم دائما بالورود واصبح زائرها كما لو انه في بلاد اوربية جميلة وانيقة وقد لقبت بعروسة الشمال المغرب

صعدت العمة وثريا في مصعد قديم من طراز فرنسي يفتح يدويا كباب مقفل وليس تلقائيا
عند وصولهما الى الطابق الاخير خرجت الاتنتان منه واغلق الباب الثقيل وحده
واقتربت العمة تحث ثريا لتتبعها طرقت عمتها بابا كبيرا خشبيا وقد كانت هناك لوحة كتب عليها الدكتورة
ماري لاغوز فرنسية

قالت ثريا تسال عمتها:
- هل الدكتورة فرنسية ؟

ردت عمتها:
- اجل فرنسية هي الان في سن الثانية والخمسون لكنها تبدوا اصغر اما انا فاصغرها بعام

انبهرت ثريا تنظر الى عمتها وهي لاتصدق انها في ذلك السن فقطعت جملتهم الفتاة المغربية التي تستقبل الحالات

- تفضلا من فضلكما كيف حالك ؟

اجابت عمة ثريا بابتسامة للفتاة:
- بخير الحمد لله اعرفك ابنة اخي رحمه الله

- تشرفنا

ابتسمت لها ثريا تومئ وقالت العمة تسال الفتاة:
- هل الدكتورة لديها مريض

اجابت الفتاة:
- لا يمكنك الدخول عندها لكن اسرعي فستبدأ في استقبال مرضاها ابتدائا من العاشرة

دخلت ثريا وعمتها التي تكلمت مع صديقتها:
- صباح الخير لاغوز كيف حالك يا امراة ؟؟

رفعت المرأة الشقراء صاحبة عيون زرقاء حادة الى العمة وابتسمت:
- اهلا بالتي لاتزورني الا اذا كانت مريضة

ضحكت ثريا وعمتها واقتربت عمتها من الدكتورة تسلم عليها في وجهها:
- انا بخير يا غوز بخير

قالت ماري تانبها:
- إما ناديني لاغوز يا نفيسة او ماري لاتنقصي من اسمي

قالت نفيسة العمة:
- لا ساناديك بما يحلوا لي تقدمي يا ثريا وارفعي نقابك لتتعرف عليك غوز

اقتربت ثريا ورفعت نقابها ولاحظت ما كانت متاكدة منه فقالت الفرنسية:
- نفيسة ايتها الكاذبة متى ولدت هته الفتاة المسكينة وخبأتها عني طوال هته السنين تشبهك كثيرا

ضحكت نفيسة عمة ثريا وقالت :
- يا لك من مجنونة تذكرين عهدنا ...لارجال ...انا لحد الان لارجال الا اذا كنت انت خنت العهد

قالت الدكتورة:
- طبعا لا
فتجون
لم يترك قشة صغيرة تلعب بقلبي دفنه معه
كم حياتنا متشابهة ...لكن فعلا من هته الفتاة هل تقربك؟

قالت نفيسة:
- انها ابنة اخي والشبه اخدته منه لذى تشبهني اتيت عندك اليوم لانها مريضة اخبريها يا ثريا لتعرف حالتك

قالت ثريا اخيرا:
- انا يادكتورة اشعر عندما استيقض بالدوار وكان النجوم تحوم حولي وايضا اتقيئ وكانما بي التهاب ما
اتيتك تحت اصرار عمتي لولاها ما كنت هنا

قالت الدكتورة تقف لتقول لها:
- هيا اسبقيني لغرفة الفحص هناك

وضعت ثريا حقيبتها ونقابها على الكرسي وذهبت الى غرفة الفحص فبقيت المراتان نظرت كل منهما بحكم العشرة الطويلة كانت غوز تتحدث بلغة البلاد فقد تعلمتها بسرعة وبما ان نفيسة وهي صديقتا العمر اخترعتا لغة اسمها" الهوس" اكشف لكم اسرارنا
وهي لغتنا او اية لغة مقلوبة الامر صعب جدا في تعلمها لكن مع التعود يستطيع البعض فعلها
هذه اللغة نتحدث بها بيننا اذا حصل ووجدنا انفسنا في مازق وتنفع في غالبية الاحوال

قالت الفرنسية:
- له يه تجوزتم؟
تعني "
هل هي متزوجة؟

اجابت نفيسة بتنهيدة مقطبة :
- لجا
تعني"
اجل

فقالت الدكتورة غوز :
- ىرنس ام اهب
تعني"
سنرى ما سنفعله

اردفت نفيسة مغضنة الجبين:
- اهجوز ىلخت اهنع و نوكتس تنحم ول تناك لماح
تعني"
- زوجها تخلى عنها وستكون محنة لو كانت حامل

ردت الدكتورة تربت على كتفها:
- اهيلع نا اهريغف اوربص ىلع دئادش ربكا
تعني"
- عليها ان تصبر فغيرها صبروا على شدائد اكبر

كانت ثريا تحاول في الداخل سماع الحديث بينهما لكنها تاهت لاتدري ان كانتا تتحدثان ام ماذا بالضبط
ارتدت وزرة زرقاء وجلست على الكنبة البيضاء الباردة حتى دخلت الدكتورة التي فحصتها بخبرتها في الميدان

بعد انتهائ الفحص قالت الدكتورة التي بدت متجهمة:
- ارتدي يا ابنتي ملابسك واتبعيني

قالت ثريا والقلق يدب في اوصالها:
- حاضر دكتورة

خرجت الدكتورة التي جلست تتحدث بنفس اللغة الى صديقتها وبعدها توقفت الاتنتان على الكلام لرؤية القلق باد على محيا المراة التي اكملت ارتداء عبائتها

قالت الدكتورة وقد شعرت بان الفتاة مسكينة وقالت:
- تعالي اجلسي يا فتاتي انت جميلة حقا ولاتستحقين مثل هذه الملامح المتجهمة افردي وجهك بابتسامة متفائلة اولا

غصبا عنها ثريا ابتسمت واتبع ذلك كلام الدكتورة وهي تنحني على اوراقها:
- انت حامل بنيتي والطفل في مرحلة خطرة جدا بل وتحتاج منك الى عناية فائقة ولكن انت بامان كوني واثقة ...امسكي يدها يانفيسة

فعلت نفيسة ذلك لتشعر ثريا بانها لاتحلم وتشعرها بالثقة

اكملت الدكتورة :
- ساخبرك بشيء انت الان يجب عليك ان تشتري كل ما يلزمك لكي يكبر الطفل في بطنك بشكل سليم ...هل انت متزوجة من ابن خالك

قالت ثريا :
- اجل

ردت الدكتورة:
- في مثل هته الحالات قد تحصل تشوهات للطفل لان صلة الدم قريبة لكن مع التعليمات التي ساخبرك بها والفيتامينات المكملة للنمو الصغير لن يحصل شيء سيء كوني مطمئنة

انحنت عمتها تطل على ملامح ثريا وتقول مبتسمة برقة ودفئ وتضغط على يدها لتشعرها بالامان:
- عزيزتي ...الحمل امر عادي اجل انا لم اجربه لكنه اجمل ما قد يحصل لامراة

قالت ثريا بصوت خفيض وعيونها تترقرق فيها دموع الحزن:
- لكن هل سيكبر من دون اب يالي من جاهلة درين انني لم آكل منذ زواجي ولاحبة منع الحمل
لما لم افعل لما لم افكر في ذلك

قالت الدكتورة تنصحه:
- الراحة ثم الراحة يا ثريا يحتاج ابنك للراحة لانه لمن الممكن ان تفقديه في الشهور الثلاث الاولى لان ما لاحظته انك تعانين من سيالان طفيف من الدم وهذا يجعل حالك اسوء

قالت ثريا بخجل:
ماكنت اضنه امرا سيء بل لم افكر سوى في انها الدورة وهي متقطعة اشعر بالخوف الان

طمئنتها الدكتورة:
- ليس عليك من الخوف بل اسعدي اضحكي انشرحي وحتى ولو كنت حزينة حبيبتي اشتري مجلات مضحكة فهناك العديد منها واملأي فراغك بالقراءة الكتابة اي شيء لكن لاتختلي بهمومك وهذا يانفيسة من عملك حاولي ان تتاكدي انها ستبقى مشغولة ومرتاحة في ان واحد

اومئت نفيسة باجل
اخدت ثريا الاوراق منها وهي تمسكها وتشعر بانها غريبة والاكثر غرابة ما يحمله بطنها يتكون رويدا رويدا وهو يعاني ايضا يا للبيبي المسكين
وجدت نفسها تدعي ربها في نفسها كثيرا وتعد ان هي تمكنت من قيام الليل فقط الا يسقط ما في بطنها
جذبت دفتر الشيكات لكن الدكتورة رفضت بحدة فنهضت الاتنتان تشكرانها وتخرجان من المبنى
وحارت ثريا وسبحان الله سبحان مبدل الاحوال فمن مرض الى سعادة غامرة فاقت حزنها بقليل تعوض عنها غياب الحبيب





*********************




في الدار البيضاء


عثمان
لديه موعد في النيابة على الساعة العاشرة
انتهى من ارتداء سترته السوداء ورش العطر المفضل لديه على ملابسه واخد المفاتيح لينزل الى اسفل الفندق حيث خرج ببذلته المفصلة بدقة حيث اعطته هيبة وشموخا غريبا قوة وفي داخله ضعف يكبر ويكبر لها لكن من جهة اخرى سلاح الكبرياء فيه اقوى
فالى متى
الى اي حد يتمنع عن ممارسة حياته بطبيعية
الى متى يخنق روحه التي تعشق امتزاجها بروحها
الى متى يحرم على نفسه احلام اليقضة واحلام النوم
الى متى
يخترق التعب قلبه شيء فشيء يلهبه ويحرقه يعذب اوصاله ووجدانه ويتزوبع في دماءه الالم باستهتار
كائن يبدوا في نظرته ومظهره قمة في التوحش الهادئ لكنه على حافة انهيار من التفكير
يستطيع وهو في السيارة ان يحركها ويقودها حيث يريد لكنه ابدا لايستطيع ان يحول مشاعره المرهفة المتبلورة حولها لما تبدوا له هي الاميرة التي خرجت من زهرة منتعشة لما كان احمق وجاهلا حتى وقع في غرامها لما
يترف نفسه يعشق اظهار القوة واخفاء الضعف
لكن ما لم يفلح في فعله هو اخفاء ذلك الواقع المر المرير عن نفسه فآخر لقاء اظهر له ان قلبه قبل ان يلمسها حتى يكاد يفتت قفصه الصدري من شدة القرع كالطبول المجنونة في خفايا افريقيا الغريبة

يعشقها يحبها يهواها هو لم يحلم حتى بهذا القول وعندما كان يسمعه في اي مكان او زمان كان يمر عليه مرور الكرام كما لو انه من دون معنى خارج عن الواقع
لكنه الان يذبحه يعذبه انه المسجون في سجن الحب وهي مالكة المفتاح
صرخ راعدا يكاد يضرب شخصا على الطريق ضرب بكفه على المقود :

- تبا تبا تبا لهذا الوضع ...تبا له

اعتذر من الرجل وانطلق مجددا في طريقه الى موعده
يتمنى فعلا ان يركز على ما سيقوم به في هذا الاجتماع لانه سيجن لامحال
لكنه دو عزيمة قوية اتبت لنفسه انه سيتناساها لمدة العمل لديه وكونه انسان واثق من نفسه يترك له وراء تلك الثقة كما من الارهاق النفسي لانها عصفت ببساطة بكل كيانه وصدره القوي العريض
وكانه طفل لكنه رجل وعاشق متذمر ويدمر



****************



بطنجة الساحلية

في مساء ذلك اليوم بالساعة الخامسة
على ضفاف شاطئ



كانت تجلس كل من نفيسة وثريا على الرمال في مكان بعيد عن السياح الذين يسبحون
قالت ثريا ساهمة :
- الشمس برتقالية

قالت نفيسة تمسك بيد ثريا:
- ارى الحزن في عيونك يا ثريا هلى ارحت بال عمتك واخبرتني في ما تفكرين

قالت ثريا تنظر الى الرمال تحت اقدامها
المغلفة بجورب اسود شفاف
فقالت بعد تفكير:
- لن افعل شيء عمتي ساخفي عنه حملي لن يره ابدا اضن انني الان قد اعيش هنا معك ان لم تمانعي الامر
ساصرف على نفسي واستخدم شهادتي في عمل دو مركز قوي فلقد تخرجت برتبة عالية لاتخافي لن افعل سوى الرضاء بحكم الله عز وجل

خرجت التنهيدة حارة من جوف عمتها:
- انا لاامانع في بقائك عندي لكن الطفل حرام يا ثريا حرمانه من والده

وجدت ثريا نفسها تصرخ بدون وعي :
- ابوه ذاك....اخفضت صوتها...ابوه ياعمتي يضنني عاهرة ليس...هناك ماهو اسوء من الظلم انا عمتي ...انا مظلومة انا مذبوحة حتى الموت بكلامه ان يخرج من فم اي شخص لكنت تناسيت
لكنه من فم الشخص الذي اعشق كيف تريدين مني ان افكر في قول ذلك اتدلل له مرة اخرى ويقول عن ابني لقيط ماذا افعل بعد ذلك ...ماذا افعل قد اجن قد تنتهي حياتي وحياة هذا الصغير لذلك لن افعل شيء يعيد المياه العكرة الى مجاريها الافضل ان يرحل عني رغم عذابي فسانساه ولن اتذكره كثيرا الوقت سيشفيني وابني سيكون ظلي الوحيد في هذه الدنيا قد اكون سلبية في تفكيري لكن لربما هذه تجربة الحمد لله ان انا خرجت منها سالمة
علي اذن ان اعمل ان تستمر حياتي وان اتزوج مرة اخرى فالكثيرات فعلن ذلك ولم يحدث سوى ماكتب الله

قالت عمتها تتاسف:
- ياابنتي يملأ قلبي الالم لرؤيتك شابة في ريعان شبابك وتتاترين بهته المشاكل لاتفكري بعد اليوم ودعي الامر في يد الله فكري في الذي يسكن احشائك فهذا انت مسؤولة عليه لاتنسي

قالت ثريا :
- هذا ما سافعله ...عمتي هلا ذهبنا اشعر بالتعب

-حسنا عزيزتي هيا بنا



بعد وصولهم صعدت ثريا الى الطابق الثاني وتركت عمتها تحضر طعام العشاء ودخلت هي غرفتها وهي تشعر ان دموعها جفت وانعدمت وان شبح ابتسامة من القلب يعلو شفاهها
وهي تقيم بطنها التي لم تكن في يوم مهترئة
ستتخد شكلا دائريا بعد شهور
لكن الرعب دب في جوانحها عندما تذكرت كلام الدكتورة عن التشوهات وفقدانه وتوقفت على انه هو الله سبحانه قادر على الاعتناء باي شخص على كوكب الارض
سترضى بحكمه وستدعي ان يحفظ ابنها ويحفظها له
وان يكون ذرية صالحة حنونة طيبة القلب بريئة
لاتجرح كابيها ولاتظلم كابيها


في الاسفل بعد ان انتهت الاتنتان من طعام العشاء جائت صديقات نفيسة
واخدن في التدريب على الاغاني الاندلسية بالدف والعود
وهي جلست في مقابلة النافذة المطلة على المدينة واضواءها المتلألأة وتفكر به رغم انه بعيد عنها ولربما هي بعيدة عن مكان النبض في صدره وكذا افكاره وحنينه الا انها تعيش في الخفاء والافكار في دفئ ذكراه




في اليوم التالي



بدى فجرا هادئا على المدينة الخلابة
استفاقت غصبا عنها ثريا في الصباح الباكر وقد استطاعت الاغتسال والوضوء للصلاة وقراءة القرآن الحكيم وشعرت بنفسها وكانها مع كلام الله ترتاح وترتاح وترتفع الى السماوات وترفرف شعرت بخفة في اوصالها وحياة ونشاط سبحان الله مشاعر رائعة هي تلك السعادة الربانية

نهضت ولاول مرة تنزل باكرا قبل عمتها وشرعت في تحضير الافطار الصباحي
وصنعت بعض العجة بالبيض والتوابل الحارة التي اشتهتها وايضا صنعت الشاي بروية لكي يكون اول شاي جيد تتذوق منه عمتها


بعد انتهائها حضرت المائدة وصعدت الى غرفتها
اقتربت من المنضدة ورفعت عنها الحجاب لتقوم بتمشيط شعرها
ذهلت لانها ترى شعرها يتساقط بتلك الكمية وذعرت

سمعت وراءها عمتها :
- صباح الخير على ابنة الغالي

ابتسمت ثريا لعمتها وقالت :
- عمتي حبيبتي صباح الخيرات عليك يا اعظم عمة اخبريني كيف نمت

ضحكت العمة:
- تسالينني ...نمت جيدا في الحقيقة انا من يجب عليه سؤالك وانت ؟

قالت ثريا بخفة لم تعهدها في نفسها:
- انا نمت افضل من جيد الحمد لله انه الطفل الشقي يحب ان يهدي امه ساعات من الراحة يحب الكسل ...عمتي انظري الى شعري في نظرك الحمل السبب


قالت نفيسة :
- انه كذلك لكن اعتني به فقط وسيمر ذلك سانزل لتحضير الفطور انت استريحي انزلي وافتحي التلفاز اذا اردت ذلك

قالت ثريا تلحق عليها
بمنامتها الحريرية السوداء

- عمتي لقد حضرت الافطار انا اعرف انك متعبة من العمل لدى قررت فعله بنفسي

تحدثت عمتها بدهشة:
- لا من فضلك حاولي الا تجهدي على نفسك كثيرا الطفل في مرحلة حساسة نريده قويا




على المائدة

سالت ثريا بمرح:
- هل تاتين معي عمتي الى السوق التجاري لكي اشتري بعض الملابس الصغيرة لاتدرين كم ...كم اريد ان اشتري منها

الم بعض الخوف بقلب العمة فهي بقدر ماتريد ان تشارك ابنة اخيها الفرحة بقدر ماتريد ان تجعلها تتروى الى ان تتاكد من ان الحمل تابت لكنها قالت بابتسامة:
- بالطبع لكن بنيتي اليس مبكرا بعض الشيء

قالت ثريا وغمامة من الحزن تغشى عيونها:
- اخاف فقدانه يا عمتي...
اريد ان اشبع من هذه الفرحة عسى ربي الكريم بها ان يشفي مافي صدري
ولاتخافي فالله كبير رحيم ادعوه كثيرا منذ ان علمت بالحمل
وسادعوه الى حين الولادة هو بقدر كرمه مستجيب للدعاء... اتخلى عن كل شيء... فقط ان يبقى ابني على قيد الحياة


قالت العمة التي اغبنها الوضع:
- سنذهب الى سوق اعرفه فقد سبق وذهبت اليه لشراء ملابس لي ولاحظت ان هناك الكثير للاطفال الصغار

ابتسمت ثريا بين دموعها واخفضت راسها تتمتم في روحها المرتبطة بذلك الجنين ان يكمل الله فرحتها وان يدع الصغير يرى النور في دنياها فهي تحتاجه



ارتدت ثريا عبائة زرقاء قاتمة ومعها نقابها وحملت حقيبة بلون ازرق شاحب من الجينز راقية في صنعها حملت هاتفها ولاحظت انه مطفئ لكن متى اطفئته اشعلته وتوصلت بعدة ميساجات وعدة اتصالات من القصر ومن اختها لابد من انهم قلقون لكن ما احزنها ان من تعشقه بشدة لم يفكر بها حتى ولو باتصال خاطئ

شغلت الهاتف ووضعته في الشاحن لان البطارية هي من اطفئه
ركبت رقم اختها فهي الاقرب لعلها تخبرها بما يستجد هناك انتظرت للحظات


في جناح سعيد

كانت عبير ترتب له سريره عندما رن هاتفها
اقتربت من الهاتف ونظرت الى الرقم وشعرت بالسعادة وكان جبلا انزاح من القلق على نفسها

قالت ثريا التي جلست تنتظر عمتها حتى تحضر نفسها:
- السلام عليكم

قالت عبير بصوت مخنوق وقد شعرت لمدة طويلة بتانيب الضمير وقد اخفت القلق الذي كان ينهشها عنهم وعن امها:
- وعليكم السلام ثريا اختي كيف حالك يا عزيزتي اخبريني ما الذي حصل معك هل تقبل عثمان الوضع خفت ان ...ان ..يكون قد قتلك

قالت ثريا تبتسم بشحوب:
- ولربما لو فعل....لا... لاتفكري هكذا
ليس مجنونا ليلطخ يديه بدمي فهو يعرف ربه وعقاب ذلك
انا بخير تدرين انني عند عمتي نفيسة التي لم نرها منذ زمن

قالت عبير باندهاش :
- ولكن ما الذي جيئ بك اليها

قالت ثريا بحمحمة:
- لقد افترقت و عثمان الم تعلموا للان؟؟
لم يخبر احدا؟؟
ظننته فعل ولذلك الاتصالات ملأت هاتفي
على اي حال انت تعرفين الان والاجدر الاتخبري احدا شيء
حتى يتحدث هو بنفسه وجدت انه لايصلح لي ولا انا اصلح له...وانا حامل


كانت عبير في حاجة الى الهواء بدل من ثريا التي تعاني كل هذا شعرت ان مشكلتها مع سعيد لاتضاهي ضخامة المشكل مع اختها لدى قالت:
- آآآآآه يا اختي المسكينة انه لسيء ومجحف ما يحصل معك لكن الله وحده من يعوض حبيبتي اعانك الله....ستصبحين اما وانا خالة هذا جميل ورائع

ابتسمت ثريا وقالت :
- ادعي لي بالحفظ ارجوك لاتنسيني وان سالوك عني وعنه اخبريهم اننا بخير فقط لاشيء آخر اصلا هو لايعلم بالحمل ولا اظنه سيصدق انه ابنه لدى من الافضل الكتمان مفهوم ....سلمي على امي السلام عليكم ساتصل بك لاحقا ساخرج الان .


بعد ان اتت اليها عمتها خرجتا من المنزل الذي قامت باغلاقه عمتها باحكام وذهبتا لتستقلا سيارة تاكسي والتي حملتهما الى المحلات التجارية في السوق
واعجب ثريا كثيرا بنظام الامور فيها وجمال الالبسة الصغيرة الصغيرة جدا حتى ظنتها تصلح للعرائس التي تلعب بها البنات
اختارت كما هائلا من الملابس لفصل الشتاء القادم الوانا زاهية للبنات والوانا غامقة للصبيان والوانا تتماشى مع الاتنين شعرت انها تود اخد كل شيء لكنها حافظت على توازنها فلاتنوي خسارة كل المال ويضل الكثير الكثير مما تحتاجه ناقصا


بعد انتهاء جولتهم عادتا الى البيت
محملتان بالالبسة الرائعة والاحذية الصغيرة الصوفية ايضا جلست ثريا في غرفتها وهي تنظر الى كل ما جلبته معها وحنان متدفق يريد العبور منها الى الجنين في بطنها تريد ان تمنح ما تملكه منه كله للجنين
فهي تحتاج لتبادل الحب ان تعطي وان تحصل عليه ايضا
كم تتخيله بين ذراعيها ينام بحضنها يبقى في الصورة مكان الاب فارغا لكنها ستمنح للصغير الحب الكبير كما لو انه يملك ابا رغم عدم وجوده بدأت تخطيطاتها الكبيرة الصغيرة بكل حب وصفاء بال ولايكاد يخترق عثمان هذا الهدوء الذي تنعم به كثيرا
ولكن هذا لايعني انها لاتعاني منه الامرين من الاشتياق والوجع في الحب



قالت العمة التي صعدت اليها تنظر اليها منهمكة في صف الملابس مع بعضها بسعادة غامرة:
- حبيبتي ثريا انهضي وخذي لك دوشا ساخنا لقد حضرت لك الحمام

نهضت من مكانها وهي تقول:
- الحمل ممتع رغم تعبه الا انه يسعد المراة الحامل انا فعلا سعيدة

قالت عمتها بحزن:
- سعيدة فعلا بنيتي ؟

نظرت اليها ثريا بتمعن وفي نفس الوقت تعود ذكراه المريرة الى ارض الواقع بقوة لتكسر تلك السعادة الهشة المبنية على السحب بعناية:
- انا...سعيدة لايسعني ان اكون سوى ذلك ....الحمد لله على كل حال

اقتربت من الخزانة واخدت لها منشفة كبيرة وادواتها الخاصة بالاستحمام في حقيبة صغيرة وتوجهت الى الحمام تحت نظرات عمتها القلقة

نظرت نفيسة الى سريرثريا
واقتربت منه تلمس تلك الملابس وتتنهد بثقل التفتت لتجد حقيبتها قربها نظرت اليها للحظة وقد واتتها فكرة مجنونة لكنها فكرة
نظرت الى الباب واخدت الحقيبة وبحتث فيها بتأن لكي لاتخرب ترتيبها وعندها لمحت ماارادته الهاتف النقال ....
اخذت رقم عثمان بما انه زوجها ولاتملك سوى رقم واحد بهذا الاسم قامت بارساله كرسالة الى هاتفها الخاصة ومسحت اثر فعلتها وهي ترتعد من الخوف اعادت المحتوى الى مكانه ونهضت تخرج من الغرفة
لتدخل غرفتها



وجدت الرسالة على هاتفها وقامت بتخزين الرقم دون الاسم اياه قررت ان تتصل بزوج ثريا ان تخبره انها حامل
لاتريد ان ترى ابنة اخيها تنهار امام عيونها
وان تجرح بتلك الطريقة وهي مسكينة بريئة وشريفة سهلة الكسر رغم ادعائها القوة

ركبت الرقم واقتربت من ضجيج المدينة المنبعث من النافذة التي تتلألأ فيها النجوم والاضواء في الليل بجمال



كان عثمان في غرفته يراجع عمله
رغم كربه هو ايضا لكنه رآى انه عليه ان ينهي عمله ويتعب كثيرا ايضا حتى الجري بالليل ان اضطره الامر الى ذلك
فهو يحتاج الى النوم بعد حمام بارد

تراجع على الكنبة وقد فتح ازرار قميصه وفتح كامل ربطة عنقه ليشعر بالهواء يضرب صدره عله يبرد هته الحرارة
رن هاتفه النقال بصوت الاذان

قام برفع جسده ليتمكن من جذبه من جيبه وجد الرقم غير مرئي
تعجب للامر لكنه اجاب رغم ذلك:
- السلام عليكم من معي؟

قالت نفيسة بشيء من القلق:
- السيد عثمان المنصور

قال عثمان بشكل متراخ:
- هو... من معي؟

قالت نفيسة تعض على اصبعها:
- سيدي عليك ان تعلم ان زوجتك حامل ...و هي حامل في شهر تقريبا ومنك... اعلم انني لربما اتطفل على حياتكما لكن لتعلم ان لها من يستطيع الدفاع عنها
اريد ان اعرف حضرتك هل تصدق انها حامل منك ام هته المرة ان هي ارتك الاوراق ستقوم برميها في وجهها


ضاعت عيون عثمان في سراب من الافكار ردد لنفسه شهر
وتذكر وتذكر وشعر انه عليه ان يتاكد لانه ان كان حملها في شهر فهي حامل منه هو يتذكر جيدا يعرف ذلك
ثريا تحمل ابنه وهذا سبب مرضها
انها تحمل ابنه من صلبه من لحمه ودمه ثمرة حب مجنون ولحظات لاتنسى
تنفس الصعداء يحاول ان يتحلى بالهدوء :
- من حضرتك؟؟

قالت نفيسة:
- اكون عمتها نفيسة يا عثمان انت تذكرني لانك سبق واتيت الى هنا في سن صغيرة وانا للاسف لم اتذكرك الا عندما اخبرتني ثريا من انت لكن يا بني ان لم تعطني الجواب على سؤالي الان فلن تراها مجددا ...هل تصدق وانت الاعلم انها في شهرها الاول وان الابن ابنك؟؟

قال عثمان:
- اجل الحساب يؤكد ذلك ...

قاطعته:
- هل ستاتي؟

اجاب :
سآتي اليها اخبريها انني آت لأسوي الامور بيننا فلم يعد هناك من طلاق بعد هذا الخبر

قالت العمة:
- هل تعدني بالله انك لن تاذي مشاعرها بكلام جارح
او ان تشكك في نزاهة ابنها
ان لم تفعل فاقسم انك لن تراها وثق بي كما لك نفوذ لي نفوذ اكبر منك ساجد لها مكانا تختبئ فيه منك
فهي لعلمك تعاني تعاني من كلامك الحقير في حقها
لست نادمة عن اي كلمة قلتها اليوم والان لكن اعلم انك تملك امراة شريفة واقسم بالله انها شريفة ولو لم تكن كذلك لما اتصلت بك ....لتعلم ايضا انها بسببك تعلق امالا كبيرة على ذلك الطفل فان فقدته اعتبر نفسك فقدتها وفقدت آخر الفرص لك في استرجاعها


كان عثمان يسمع الكلام بعقل منفتح واع الكلام آلمه وعذبه ويشعر انه يوجع صدره المغلول بقيود الكرامة المريضة تلك
نهض يضع الهاتف بين اذنه وكتفه القوي واقترب من المنضدة ليقول:
- اعدك يا سيدتي انني لن ااذيها واتمنى من الله ان يحفظها وطفلي اخبريها باي شيء فساتي الليلة الى هناك

اقفل الهاتف ووضعه على المنضدة
وعيونه ملتهبة كالنار
العاطفة في قلبه لها قوية وبالذات الان لايصدق انه آذاها فعلا
وهو يزرر ازرار القميص وينزع الربطة وادخل القميص في داخل السروال وبدأ في توضيب ملابسه وهو لايدري حتى كيف له ان يطلب منها ان تسامحه على تفاهته فهل ستسامحه؟؟
ام ان كرامته ستتشبة بتقبل الطفل وتركها هي على الهامش ؟؟
لايزال خائفا من ان يكتشف يوما انها خانته ماهو الشيء الذي سيبرأها من تهم الماضي
فالحاضر يعلم انها لم تخنه لكن الماضي فقط من يعذبه





في بيت العمة
خرجت من غرفتها على اثر ثريا التي جلست تنشف شعرها وهي تقول:
- تدرين عمتي اريد ان اشتري الالعاب واشياء اخرى كالرضاعة الصغيرة تخيلي كيف سيكون حجم يديه وفمه يا ربي اتمنى ان تحفظه يا رب

قالت العمة التي غزت الحمرة خدودها:
- ثريا اتصلت بزوجك وهو آت
وقد تقبل فكرة حملك ولم يقل شيء سيء ادري انك قد تكرهينني لذلك لكنك تحتاجين اليه الان في فترتك هته آسفة
آسفة بنيتي سامحي تطفل امراة عجوز ارجوك


شحب لون ثريا وتراخت كل قدرة لها على الاحتمال سقطت في السرير على ظهرها شبه غائبة عن الوعي

بعد ساعة في فراشها كانت في منامتها الوردية تتكمش على نفسها ولاتستطيع منع عيونها من البكاء المرير
وكانت عمتها تشعر بالكرب لما فعلته واعادت قولها:
- ثريا ان لم تسامحيني فلن اسامح نفسي وساضل ادعي عليها حتى الموت واكرهها الى ما لانهاية ارجوك انهضي اصرخي فجري ما في نفسك في ولاتبكي

همست ثريا بصوت ضعيف:
- لا الومك على شيء عمتي... اجل لربما تدخلت في.. حياتي ..لكنني أأمن بشيء...اسمه القضاء والقدر

لمست نفيسة يدها الملمومة على المخدة واخدتها بيدها وارتاحت لتشبت ثريا بها وكانها تستمد منها الطاقة التي سترى بها زوجها في هذه الليلة
قالت العمة:
- تريدين ان احضر لك بعض العصير الماء اي شيء؟

حركت راسها نفيا تقول :
- ابقي قربي... فقط ...ولاتذهبي

- حسنا بنيتي لن اذهب صغيرتي نامي فلن يصل سريعا نامي فقط

في عمق احلامها شعرت ثريا بيد على كتفها
تخرجها من احلامها
فتحت عيونها لتعرف انها في غرفتها وان عمتها التي سهرت قربها ونامت قليلا توقظها وهي تقول:
- ابنتي قومي لنصلي ان كنت طاهرة عزيزتي

قالت ثريا بصوت نعسان :
- حاضر عمتي سانهض الان ...هل اتصل ...؟؟

قالت نفيسة:
- لا لم يتصل لحد الان لابد من انه على الطريق السيارة فليحفظه الله

همست ثريا في خفوت :
- آآآآمين

نهضت وصلت صلاتها وتخشعت ليحفظ الله كل من تحب من عائلتها واسرتها وزوجها رغم ايلامه اياها ودعت الله ان يفرج كربها ويحفظ جنينها
بعد ان انتهت وتركت عمتها حانية على القرآن فوق سجادتها وقفت تزيح عنها الحجاب وجلست على حافة السرير
لم تستطع ان تبقى راسية هكذا نهضت واخدت هاتفها لتطمئن فقط وضعته على ان يخفي الرقم ان وصله
واتصلت فان سمعت صوته الصوت الذي يذيب اوصالها ويرعشها حبا وشوقا فستقطع الاتصال الى حين مجيئه
رن الهاتف لدقيقة كاملة واخيرا اجيب
لكن الاختلاف موجود وشيء مفقود

- الو ...الو من معي

لم يكن هو
اخدت تتنفس بعمق رغم الشحوب الذي اختطف كل الدماء من جسدها

- الو من حضرتك ؟؟....انا زوجة صاحب...صاحب... الهاتف هل هو هناك؟؟

قال الرجل بصوت متقطع:
- آسف سيدتي لكن صاحب هذا الهاتف نقل الى المستعجلات ولاندري عن حالته شيء صبرك الله سيدتي

جمد الدم في كامل جسدها واسندت نفسها على السرير الذي حمل ثقلها
لاحظت عمتها حالها فنهضت مسرعة تسالها:
- ما الامر ...اخبريني بنيتي

ارتعدت بشدة وهي تنطق والدموع والرهبة وعدم التصديق تهاجم قلبها المعصور:
- عـ...عـــعثثثثمان لق...د...تعرض لحا....حادث.....عمتي ارجوك ...ارجوك ...ار..جوك خذيني اليه...هات يدك اقبلها... افعل...اي شيء فقد خديني اليه...اتو...اتوسل اليك..اتوسل ...اليك

لفت الصدمة العمة المكلومة لحال ثريا
ونظرت اليها فقد بدت كالمجنونة وهي تبحث عن نقابها بينما كل شيء في الغرفة واضح
نظرت اليها وهي تشعر بالذنب
للحظت شهدت توقف ثريا وانخراطها في بكاء مرير
اقتربت منها وهي تقول :
- هيا تعالي اجلسي هنا ...اهدئي الله سترك يارب اللهم احفظه ساتي بملابسك والبسك اياها ونذهب

قالت ثريا جاحضة العيون تكاد تفقد ما تبقى من عقلها:
- يارب اتوسل اليك يارب اتوسل اليك يارب رحيم ارجوك لاتحرمني منه ارجوك لاتحرمني من عثمان لاتحرم ابني من والده ..ارجووووووك.....


يتبع.........









************************************************** ************






الجزء الثالث والعشرون


ان شاء الله


لفت الصدمة العمة المكلومة لحال ثريا
ونظرت اليها فقد بدت كالمجنونة وهي تبحث عن نقابها
بينما كل شيء في الغرفة واضح
نظرت اليها وهي تشعر بالذنب
للحظت شهدت توقف ثريا وانخراطها في بكاء مرير
اقتربت منها وهي تقول :
- هيا تعالي اجلسي هنا ...اهدئي الله سترك يارب اللهم احفظه
ساتي بملابسك والبسك اياها ونذهب

قالت ثريا جاحضة العيون تكاد تفقد ما تبقى من عقلها:
- يارب اتوسل اليك يارب اتوسل اليك يارب يا رحيم ارجوك لاتحرمني منه ارجوك لاتحرمني من عثمان لاتحرم ابني من والده ..ارجووووووك.....

بعد ان البست العمة ثريا ملابسها بعناية وهي تحاول تهدئتها قالت:
- ارجوك ثريا حافظي على هدوءك فالان زوجك يحتاجك

كانت ثريا وهي تنزل الدرج مع عمتها ترتعش في داخلها
تتمنى ان يحمي الله فؤادها
ان يحفظ الله القلب النابض فيها
فان حصل ومات عثمان فلن تستطيع العيش
تعلم انها سيكون مصيرها الضياع من بعده
قد يكون قاسيا مستبدا
لكنه زوجها ولن تتخلى عنه الى ان ترى انه بخير بام عينيها

خرجت الاتنتان ومشتا الى موقف سيارات الاجرة
كانت ثريا تائهة ضائعة لاتستطيع ان تفكر في شيء سوى عثمان وحالته
تهاجمها اشنع الهواجس
وتحرك راسها بعنف لتنفض عنها الخوف
وانفاسها تتحرك مهددة بالانقضاض على وجنتيها دمعا حارا
يشفي اذا كان سيشفي شيء مما في صدرها
لكنها لاتريد ان تبكي انه بخير باذن الله بخير ولن يحرمه الله من ابنه ولن يحرم الله ابنه منه
دعت وتعالت روحها مع نور الخشوع
وارتبطت بالسماء وكانما ترى بابها مفتوحا
وهو ليس سوى ايمانها بان الدعاء سيصل وان الله موجود ينتظر ان يستجيب له العبد بالدعاء

شعرت بيد عمتها على يدها الباردة وهي تقول:
- ابنتي حبيبتي ارجوك اصبري هيا لن ندع السائق ينتظر اركبي في الخلف ساركب قربك

ركبتا السيارة بسرعة ولم تكن ثريا واعية تقريبا فقد اتكلت على عمتها في كل شيء
كان قلبها يتوجع في افكارها التي توسوست كليا

تراجعت الى الخلف لتسند نفسها على المقعد
نظرت اليها عمتها بقلق
كانت تضهر فقط عيونها ترى فيهما الحزن
وتاسفت لانها لم تعش مع هته الفتاة مدة اطول لكانت علمت كيف تفكر الى ماذا تحتاج الان قبل اي وقت
الاسى يملأ جوها ويخترق عالمها المسكين

عيون ثريا الرمادية كانت هائمة
تفكر فيه وفي هيبته في قوته ارادته
دائما هكذا حتى وان آلمها فلن تريه آلامها فحبها له غريب
يكتسح فيها السعادة ليحولها الى جمرات موجعة
ونظرة اليه تحول الالم في قلبها الى حياة
فهي لاتنسى قلبها التي تقشفت عروقه وكاد ان يموت من حسرتها
لكنه اتى وكأنه كأس ماء ارواه وجعله مزهرا باشواك قاتلة
تدري انها لن تستطيع مهما فعلت ان تضهر القوة بدل لضعف
لكن لايمكن لاحد ان يجبرها لانه قلبها
فآآآآآآآآه لو ذهب قلبها عنها فستفقد طعم الحياة والوانها البهية
ستنطفأ الشمس
ستقفل نوافذ بالهواء ترضيها وستذبل
لن تستطيع ان ترى احدا بل قد تقفل على نفسها لمدى الحياة لانه هو الهواء في راتيها هو عيونها الرمادية
فهو يخلق فيهما التألق هو يشعلهما عاطفة وهو من يجعلها تتقلب غضبا
لكن لذة العيش معه لاتنسى
اعطى طعما لعمرها كله لن تتخلى عنه في هكذا ضرف ابدا
ستسجد لله ستدعوه بان يطيل في عمره لانه الشعلة المضيئة في افكارها وقلبها وكل عروقها


اهتزت لدى سماع صوت السائق الكبير في السن يقول:
- وصلنا سيدتاي

نظرت الى ماحولها باهتمام يصعب على عمتها عدم اظهار الشفقة فيه على حال ثريا
التي بدت عيونها حمراء من دون دمع بل محمرة بالجمرات التي تكوي كيانها التي تعصرها عصرا
فالقادم يصعب عليها تحمله
خرجت بسرعة من السيارة ونسيت حتى حقيبة يدها قطعت الطريق الفاصل بينها وبين المستشفى ودخلت اليه

نظرت اليها عمتها بتوتر
وهي تتبعها بعد ان اعطت السائق الاجرة وتاخد حقيبتيهما

توجهت الى حيث وجدتها
تسال الفتاة المحجبة في الثلاثينات من عمرها:

- ارجوك ..سيدتي هل دخلت هنا حالة ...اقصد رجل في الثلاثين من عمره تعرض لحادث في سيارة جيب على الطريق السيارة هته الليلة

قالت الشابة التي شهدت القلق في عيون الفتاة:
- اجل هناك ثلاث حالات... اثنان منهما فوق في الطابق الثاني والاخرى في حالة خطيرة ادخلت لغرفة العمليات

دون ان ترد حتى بشكرا
تحركت ثريا بحذائها العالي قليلا الى المصعد وقد لاحظت ان المشفى ممتلأ بالحالات التي تقشعر لها الابدان
خافت وخوفها بات كالغشاوة على عيونها

كانت عمتها وراءها تحاول ان تستعلم اكثر عن الحالات لكن الفتاة لم تخبرها بشيء كثير تقدمت من ثريا وهي تقول :
- ثريا عزيزتي تحلي بالايمان ....ارجوك

وضعت يدها على ذراعها
ونظرت اليها ثريا بعيون تائهة محترقة لاتريد ان تصدق بل انها تضن انها ليست هي الان من يندفع الى المصعد الذي خرجت منه ممرضتان ودخلته هي وعمتها

في الطابق الثاني بعد ان خرجت من المصعد
بقيت واقفة مسمرة في مكانها لم تستطع الحراك
تتذكر اثنان هنا والاخر في غرفة العمليات
قالت تمسك بيد عمتها وانفاسها تتلاحق:
- اذهبي واسالي انت انا ... انا سابقى هنا... لا استطيع اخشى انني لن اتحمل

اقتربت من مكان للجلوس وجلست منحنية الظهر فقالت عمتها:
- هل... هل انادي لك على ممرضة ان شعرت بتوعك؟

قالت ثريا تحرك راسها بعصبية :
- لا عمتي
ارجوك اسرعي لم اعد استطيع الصمود اكثر ارجوك اذهبي وتحققي

اجابتها لترضيها باي شيء:
- حسنا ساذهب حالا لن اتاخر

ذهبت عمتها
وبقيت ثريا في مكانها تنظر الى القلق البادي على وجوه بعض الناس ورائحة الدم والادوية تعبئ المكان
اغمضت عيونها وضمت يديها على حضنها والخوف يالمها ويزيد اضطرابها واخدت الدموع تتدحرج فلم تعد تستطع
تخيلت ان عمتها تاتي
وتخبرها انه هو من في غرفة العمليات وزادها الامر نكبة على نكبة
- لا ....يا ربي اتوسل اليك لا ...انا اريده بخير ...ارجوك يارحيم

المشكلة الكبرى انها لم تعطي نفسها الوقت للتفكير في العائلة
اذا حصل واتصل المشفى بهم ما سيكون رد فعلهم ؟؟
ماذا ستقول لهم اذا ماسألوها؟؟

سمعت وقع الاقدام يقترب منها ابت ان ترفع عيونها خوفا من القادم
يد عمتها ربتت على كتفها وهي تقول:
- انه بخير يا ثريا ...انظري الي وكوني قوية اذا اردت رؤيته الان فهو تحت تاتير المخدر...اعطني يدك وتعالي لنذهب اليه سمح لنا الدكتور بذلك

لم تستطع ثريا النهوض
فقد كادت تموت رعبا
ولم تبقى قوية لمدة طويلة بل ازداد نحيبها المقطع للقلوب
انتحبت وبكت بحرقة
اشفقت عمتها عليها وجلست بالقرب منها تضمها اليها بقوة
عسى ذلك يشعرها ببعض القوة والايمان

قالت بعد ان انتهت الدموع في جوف عيونها من النزول:
- فلنذهب.. عمتي

اسندتها عمتها بحنو:
- هيا..صغيرتي تماسكي ابنتي

امسكت ثريا ذراعها وكانها تحاول الاختباء من الالم والجرح والنزيف الغزير في قلبها عساه يزول
ودخلتا الى الغرفة التي كانت مشاركة مع رجالان آخرين ويبدو التعب والدماء من تحت الضمادات تقطع القلوب

كان هناك في السرير الاوسط مغمض العيون
مضمد الراس ويبدو على يده اليمنى ورجله اليسرى انهما مكسورتان من البياض الذي يلفهما
كانت ترى ذلك الوجه العزيز على قلبها يبدو متعبا
ارتعدت شفاهها تحت النقاب وارتعشت العيون بالدموع التي ان عبرت فهي تعبر عما يخالجها من ضعف من الم ومن حزن اكتساها كلها تقريبا استندت على عمتها التي لم تفتها حالها
وعلمت من نظرتها التي تشبتت بملامحه التي علتها بعض الخدوش
ان هته المراة صعب عليها الكذب
وصعب عليها تحمل البعاد عنه مهما ادعت ذلك

اقتربت منه وحمدت الله لان الرجلان الاخران نائمان ايضا لكي لايشهدى انهيارها هذا والدموع تبلل نقابها بدون هوادة

اقتربت منه وجلست على السرير بقربه
لم تدري ان هو فتح عيونه هل ستصمد
ام ستنتهي بالهروب

عساني انا قبلك انا ولاتكون انت في هذا المكان
ااه يا منبع حياتي يا حبيبي ليتني مكانك

همست بالكاد يستطيع احدهم تمييز صوتها ورفعت يدها التي ازاحت عنها القفاز ومررت راحتها التي انقلبت من البرود الى دفئ
بعد تاكدها من صحته وانه بخير:
- عزيزي ..ايها الغالي .. يا قلبي افتح عيونك ارجوك...عسى قلبي يستعيد نبضه من جديد

كان جامدا الجمود هذا ارعبها
لكنها حركت يدها قرب انفاسه المنتظمة وكانها تنفخ في جسدها لتجدد كل خلية فيه
انه حي يرزق لكن لو يتحرك فستكتمل سعادتها
نزلت فلثمت كتفه من تحت النقاب

اقتربت منها عمتها تضع يدها على كتفها:
- ثريا فلنخرج عليهم ان ينعموا بالراحة حبيبتي

قالت ثريا حيث نظرت الى عمتها ومن ثم اعادت عيونها على وجهه
فاخدت تعيد يدها في القفاز:
- س...سارى الطبيب



خرجت ثريا برفقة عمتها
وتوجهتا الى الطبيب الذي اشرف على حالتهم سالته ثريا تقول:
- ارجوك سيدي كيف حال الحالات في الغرفة ...هل سيستفيق الرجل الذي في السرير الثاني قريبا ...ارجوك طمني؟

تكلم الدكتور وبدى عليه البرود وعدم الاهتمام الشخصي:
- بخير سيستفيق بعد ساعتين على الاكثر فلقد عانى من الكسرين في يده ورجله لكنه سيتعافى بسرعة انه قوي حضرتك تقربينه

قالت ثريا بشجن:
- اجل انا زوجته

قالت العمة تسال:
- هلا اخبرتنا حضرتك ما حصل في الحادث؟؟

قال الدكتور :
- شاحنة دات حمولة ثقيلة
انقلبت الحمولة من الشاحنة
ما وجدناه ان السيد عثمان على ما اعتقد ...قد كان محظوظا فقد رمى بنفسه من السيارة في حين السيارة التي كانت وراءه صاحبها والاخر بقيا في سيارتهما
مما ادى باحدهما الى التاذي على مستويات شتى صعب الجزم بانه سيعيش
عن اذنكما لدي حالة تنتظرني

شكرته العمة نفيسة على اعلامهم بالوضع
تنفست ثريا الصعداء واقتربت من المقعد لتجلس عليه ووضعت كلتا يديها في حضنها فقالت عمتها تضع قربها الحقيبتين
وفتحت حقيبة يدها لتجذب منها محفظتها وتقول:
- ثريا ابقي عزيزتي هنا ساذهب لاحضار شيء نأكله اتفقنا

اومئت ثريا وقلبها وكامل عقلها مع الشخص في الغرفة البعيدة
تفكر كم هي محظوظة بان انقذه الله من تلك الحادثة التي كادت توذي بحياته
تحبه وتعرف الان ان حبها له يتعلى فوق اعلى قمم جبال في العالم ينشر علما بل اعلام الحب بكل شموخ
لاتتمنى شيء في الحياة غير كمالها وهو كمالها هو الجزء الناقص فيها
هو مفتاح الروح في جسدها
ليت الامور تسير بعد الان على خير ليتهما يعودان لبعضهما فلا يتطلقان
كيف لها ان تتركه كيف لها ان تتحمل سماع خبر مرضه وهي بعيدة عن حضنه
كيف تتخيل سعادته في فتراة من حياته دون ان تشاركه اياها
اجل يرفضها وهي ليس بيدها خيار
لكن خيارها ان تطلب الرحمان في ان يحافض على الصغير في بطنها عساه يجمعهما من جديد






**********************




في القصر



في هذا الصباح المختلف
نسائم الصيف الدافئة تعبث بالستائر البيضاء المفضية للشرفة
تغريد تلك العصافير ورونق صباح البادية الساحر لم يكن سبب استفاقة
عبير نشطة عن غير عادة
هو كلام امها الذي اخذ يصبوا الى عقلها
وانعاش قلبها الذي تالم لمدة بعد ما افترقت عن سعيد في الغرفة
انه الشخص الوحيد الذي يملأ خيالها وهي بين ذراعيه وهو يغلغل خصلات شعرها على صدره بنفحات انفاسه الدافئة
كم تعشقه حتى الدمار
وكم تشعر بالاسى لانها تعرف انها جرحته
باتت تشعر انها تنضج على يده
تتزين كسماء متلألأة في مرآآآآآآتها نهر هادئ صاف ولامع
انه في الغرفة فقد عاد من صلاة الفجر
ودخل على الجهة الاخرى التي تحافض على عزلته بتلك الستائر
انه بارد وجاف للغاية فالسلام تخرج من شفاهه الرقيقة القاسية
وكانما يستهزء منها متكبرا بطريقته
لم تعرف انها في يوم من الايام ستبدا في الاكتشاف ان للرجل طرق في جعل المرأة تندم ان هي ركبت دماغها او اسائت اليه
البرود هو ما لم تعهده فيه وما لاتريده ان يبقى
تريده ان يختزنها بين اضلعه ان يبقيها حوريته اللطيفة
ستسعى الى الوصول الى قلبه مرة اخرى
وستحاول ان تفتح معه صفحة جديدة عله يسامح جهلها وقلة خبرتها في هته الامور


بعد خروجها من الحمام وقفت قرب المنضدة واخدت المصفف لتقوم بتجفيف شعرها الاسود البني
واطفئته بهدوء
اقتربت من الخزانة واخدت فستان قصير فوق الركب
وبدون حمالات في اللون الاصفر الرقيق المزين بورود صغيرة بيضاء
انسدل ببساطة على جسدها
تعرف انها تبالغ فلا عادة لها في ارتداء شيء كهذا
وايضا مضطرة هي للتغيره لكي تنزل الى الافطار
لكن ان يراها جميلة يغرق مبسمها في بحر ابتسامات خجولة مشعة واحمرار طفيف يعلو الخدود
رسمت شفتاها باحمر شفاه في اللون الزهري ولمعته بحيث منحها روعة واضافت ماسكرا فوق رموشها المكحلة
اعجبت بنفسها بعد ان خللت اصابعها في شعرها
اقتربت من الخزانة
وشفاهها المبتسمة تشدو بدندنة رقيقة عساه يسمعها ياليته يفعل ذلك


لكن من اخبرها انه نائم؟؟؟
بل كان صاحيا
عاري الصدر بسروال في اللون الاسود
كان يشتم عطرها من هنا
والوجع يكتنيه من هنا
بل هي من توجعه حتى الالم بصوتها العذب الرقيق وهي تشدو بعدم اكثرات
الا تدري انها بذلك تحفز ما تبقى له من صبر عليها للانهيار
لايريد ان يخرج ليحتضنها
ويكتفي من وجعها المعذب هذا فقد يكون عاصفا
وقد لايضمن ان يكون لطيفا معها
احتفض برباطة جأشه ووقف يضع يدا على خصره القوي ويدا يبعثر بها شعره دون شعور
حار في كيفية الخروج حتى
لكنه خطى الى الامام وخرج
قبل حتى ان يرفع عينيه الناريتين اليها عصف بقلبه وبعروقه العطر الذي يتغلغل اصلا في صدره حتى صار ممزوجا بانفاسه لايمكنه تجاهله


رآى ما صعقه بمرة واحدة
كم تبدو له شهية وبريئة حتى في وقفتها امام سريرها دون ان تنظر اليه منحنية على قمصانه
الوجع منها تسلل الى كامل اوردته اذاب كل خلاياه وتسرب كحرارة وغليان اهوج من جميع مسامه
اذن هي تعتني بنفسها هكذا
لكن لما بالتحديد تفعل ذلك وفي الصباح
ابعد اهتمامه من جمالها
فان اطال ذلك سيتحرك منوما اليها ولايريد ان يفعل ذلك
ترسى على قمصانه بين يديها الدافئتان
الان عليه ان ياخذ قميصا ما
وهي لم تفكر في اعادة ترتيبها سوى الان


دخل الى الحمام لينعش نفسه بحمام بارد
عله يبرد النار في جوفه
ان الفتاة تعبث بكيانه كما لم تفعل امراة فليس هذا في مصلحته
يحبها اجل يكاد يفني عمره من اجلها
لكن ليس عليه ان يدعها تشعر انه بدونها لن يستطيع ان يعيش
رغم ان هته هي الحقيقة فقد عادت الشيء الوحيد الذي يستطيع تشتيت تفكيره عن اي هم او عمل او اي شيء آخر
فما ان تتربع على صدره وتخفي راسها في عنقه حتى يشعر ان قلبه سيقفز من اذنيه



علمت انها تلعب بالنار لكنها نار حبها فليست بالنار الحقيقة
وان كوتها فسيكون ذلك اجمل شيء يحصل لها
خرج من الحمام وقد لف جسده بقطرات المياه الباردة على جسده في روب الحمام" اكرمكم الله"

كانت تشعر بوجوده لكنها لم ترد ان تستدر

مشط شعره الكث ولم يحلق ذقنه منذ يومين فاراد ان ينبث الشعر فيه قليلا يعطيه جاذبية اكثر
ارتدى سروال الجينز الاسود
ولعن في نفسه فقامتها المديدة المنعكسة في المرآة تكاد تدمر كل ما يملكه من ارادة
اقترب من مكان وقوفها وهي تشدو بدفئ
غمره احساس بالشوق المألم اكثر فاكثر
فقد كانت قمة في الروعة لم يفته منها ولا جزء

تنفس الصعداء ومد يده وراءها على قميصه الاسود
واخترقه عطرها الندي
ضن انه سيفقد عقله سيجن ان لم يلمسها انها تتلاعب به يشعر بذلك فليس بالغبي

كانت تحس بالدوار وانفاسه تقترب من كتفها واذنها
تطرب قلبها بسعادة عله يضمها وينتهي هذا الوضع
لكنه همس ليظهر قمة التحكم في النفس:
- عبير غيري هذه الملابس وارتدي شيء محتشما

جحضت عيونها وترقرق الدمع فيهما
واعتلتها رجفة والم لايضاهيه الم
استدارت تنظر اليه لتفهم كلامه:
- انا لا افهم... ماذا.... في ...ملابسي؟

قال يقاوم النظر الى فمها الذي يذكره بلحظات تكاد تبعثر كلامه في الهواء:
- ....ليست محتشمة ولسنا في الليل الان

ابتعد يرتدي قلادته والقميص ويرش بعضا من عطره ليقول من دون ان يراها او ينظر اليها:
- سآتي اليوم الى الغذاء... السلام عليكم

خرج ليتركها تشعر بالاسى الكبير
لمحت شبحها الشاحب في المرآة
والذي بكلامه فقد الدم من عروقه
وشعرت بالخجل من نفسها جلست واتكأت على العمود في السرير
نظرت الى الفستان وحركته الى اسفل قليلا
غصة تبتلعها كالصخر في حلقها اوقفت الدموع قبل النزول





**********************



في بيت هود




كانت بين ذراعيه نائمة غائبة عن العالم الان
تثير فيه حب الحماية والرعاية
يعرف الان انها انسانة بقلب كبير خلافا عن الاب الكريه
ويتمنى من الله ان تكون اختها بمثل رقتها وسماحها
المهم لديه الان هو عشقها السالب للروح من مكانها ليرسلها الى اعالي السموات تحلق بين الطيور
كانت قد ابحرت به في بحر السعادة الى ما لا نهاية بخبر الحمل
انه اسعد الرجال وسوف يصبح ابا
سيتبث لابنه او ابنته انه رجل يستحق ان يحصل على امراة وطفل
سيحقق لنفسه ذلك النجاح فهو يستحقه


تململت جميلة لتعتدل وتنظر اليه بين رموشها المنعسة
- انت مستيقظ ...؟؟؟اوف منك لما لم توقظني.. لكنت حضرت الافطار

قال يعيد راسها الى المخدة قربه ويسند نفسه على ذراعه:
- انا من سيحضر الافطار لست جاهلا ...نسيت انك البارحة كنت مريضة واكتفيت حتى اللالم من الاستفراغ اخفتني فلاتفعلي بي ذلك مرة اخرى

ابتسمت تتمطى مغمضة الاعين كقطة :
- تعرف انه ليس بمشيئة لي ما يحصل
تدري انه من يختبئ في بطني السبب واحـلــــــــــــى سبب

قبل جبينها واسند راسه عليه
ومرر يده على بطنها وهو يهمس:
- جميلة ...حبيبتي ..علي اطلاعك على امر...يخص اختك

فتحت عيونها وقد اندهشت لكنها تشعر بالحزن بدل السعادة
- هود ...ماذا تعني باختي؟

قال يبعث الدفئ في بطنها بلمساته الحانية:
- اخبرتها بما عليها ان تعرفه
تركت الامر بيدها الان
وان هي ارادت فسنتمكن من رؤيتها عن قريب

قالت جميلة تمرر يدها على يده فوق بطنها وتنفسه بعمق:
- هل تشبهني اختي ...هل لها من ملامحي شيء؟

قال يجيبها وهو يحتضن يدها ويقبلها قبلات دافئة:
- اجل....تشبهك انت اروع
هي تبدوا اصغر منك واكثر دلالا فالعائلة التي تعيش في كنفها غنية ولامحال هي الان تحاول الاستفسار

نظرت جميلة اليه تحرك وجهه اليها:
- الم تتسرع اليس من الخطير اسراعك في اخبارها لربما لانها مسكينة وصغيرة صعب عليها تفهم الامر ليس مثلي انا ...فعلا اشفق على حالها
فلربما تتالم لمعرفة ان من احبتهم كعائلة لها لم يكونوا كذلك

قال هود يمرر اصابعه على وجهها وخصلاتها:
- عاجلا ام آجلا كانت ستعرف لست انا المذنب فلقد كنت يافعا ومراهقا احمق لايعرف لتلك الامور شيء
لكني الان اعلم جيدا مهية عملي ان تعرف هو المهم...والمخطئ في الامر برمته والدها المزيف...ومع احترامي لك ووالدك الخبيث الفاسد ايضا

عندما تتذكر والدها وما فعله بها وما كان يفعله بامها
تشعر ان الله افرج عنها كربها فلو لم يكن هود قد احتضنه حبها فلاتظن ابدا كيف كانت ستعيش مع الحقير الاخر

ضمت نفسها الى صدر زوجها واغمضت عيونها تقول:
- الم تخبرك هند متى سنلتقي

قال يحرك راسه:
- لا للاسف ...ولكن لاتحملي هما فمتى شعرت بالحاجة لمعرفة تلك الامور فستاتي الينا على وجه السرعة

قالت تساله بفضول:
- الا يزال اسمها هند الم يغيره ذلك الرجل؟

قال هو بجدية:
- لا في ذلك الوقت الصغيرة كانت آلفة لاسمها ورشيدة المراة التي ربتها كأم احبت الاسم فلم تشعر برغبة في تغييره


تاسفت جميلة لان اختها كبرت بعيدا عنها
لكن من جهة اخرى حمدت الله على ذلك
لانها لم تضطر للتعرض للضرب المبرح والسجن
ولكن الخوف اعتلاها هو والاهتمام لتعرف كيف الان هي ردة فعلها مع اسرتها






**********************




في القصر



بجناح سليمان وفاطمة



سليمان الذي اخذ جلبابه الاحمر القاني وارتداه وقف امام المنضدة يعدله جيدا ويمشط شعر راسه ولحيته

قالت فاطمة التي كانت توضب السرير وتنفضه
- سليمان ...عزيزي لم اخبرك بآخر الاخبار

قال سليمان يقفل ازرار القميص عند ياقته
- وماهي هته الاخبار اللهم اسمعنا خيرا؟

قالت تحمل روب نومها لتقوم بتعليقه على المشجب :
- انه عبد الصمد لقد عجل بموعد الزفاف في الاسبوع المقبل

نظر سليمان الى زوجته وقد علت حواجبه ورفعت كتفيها علامة ليس بيدي حيلة:
- هلا افهمتني مايدور في خلد ذلك الولد
اعجز فعلا عن فهمه
حسنا على اي حال هو زفاف فقط اسرع فيه كان ام ابطئ فهو من سيتزوج

طال بفاطمة الكتمان فهي تشعر انها لاتستسيغ الزواج من اساسه :
- عزيزي شئنا ام ابينا ذاك ابننا وعلينا ان نرى ما يرضيه وتلك الفتاة تعبث بمشاعره ....لست ادري ان كانت فكرة سديدة بان زوجناه منها لكن كن واثقا ان زواجه سيجلب لنا الفضيحة على اي حال

استدار سليمان وقد انتهى من وضع عطر المسك على ملابسه ليجلس وينتضر ان تلبسه جواربه وشربيله
- لكن عن اية فضيحة تتكلمين يا امراة الفتاة مادبة بل ووالدها رباها افضل تربية

اجابته فاطمة ممتعضة تلبسه جواربه:
- يقول ان مشاكل قد صادفتهم ما يدفع بابني انا ان يتزوجها بهته السرعة...انها ليست ابنة سي محمد فعلا اكاد ابكي على بني المسكين وحظه الذي جمعه بها

قال سليمان بصوت غامض:
- لاحول ولاقوة الا بالله...انا ادري عن الامر هو سر بين صديقين لايقال ووعدته بذلك فلاتنظري الي يا زوجتي بعينيك تلك

قالت فاطمة تنهض بغضب:
- ولم تخبرني ...لم تخبرني يا سليمان عيب عليك والله كنت منعتني من عرض الزواج على تلك الفتاة لما فعلت بي ذلك لما ....ااه اه

نظر سليمان لزوجته التي بدت حساسة للوضع وكانها مستفزة الى اقصى درجة:
- يا غاليتي يا ام اولادي سواء اخبرتك ام لا الولد يريـــــــدها هذا يجعل الموضوع من اساسه مستحيل فيه الرفض
الفتاة تربت احسن تربية ودرست احسن دراسة وتعرف كيف تتعامل مع الطبقة التي هي مثلنا لاتنسي انها عاشت مدللت الى اقصى الدرجات ....وسبق ومدحت طبخها يا امرأة وجمالها وعيونها وانها بدت لك في قمة الجمال وستحصن ابنك من الزلل فما الذي تريدينه....؟؟؟
ارجوك يا فاطمة لاتكوني انانية وفكري في ان ابنك يحتاجها وان رفضناها
لاتنسي انهما زوجان قد نفقد ابننا قد ينتهي باخذها والذهاب بعيدا ولست بمستعد ليبقى كل اولادي بعيدين عني....تاخرت عن العمل

انحنى يقبل راسها رغم غضبها وخرج
بعد ان اطلق السلام

شعرت فاطمة انها تستفز فعلا بهذا الوضع
هي تريد الاصل قبل كل شيء بعدها يليه الجمال وما الى ذلك
كيف الان ستعاملها ستنظر اليها دائما كما لو من مرتبة الخدم
ولاتزال الفكرة في راسها مترسخة
الاصــــــــــــل هـــــــــــو الاهـــــــــــــــم





**********************



في المستشفى

الساعة تقارب الحادية عشر والنصف




وجدت ثريا نفسها بعد عودة عمتها جائعة فعلا فبعد ان علمت بان الطاغية في حياتها حي يرزق
انشرحت ملامحها وبدات تهتم لمن حولها وتشعر بالاسى على عائلات الضحايا في الطرقات
كيف للانسان ان ياتي ويتاكد من ان الميت يخص عائلتهم
الصعقة تكون قوية ويصعب التحمل
لاتدري ما كانت عليه الان لو ان عثمان مات لكانت انهارت بل جنت
والان لم تستطع عمتها تحت طلبها من الجلوس فكلما جلست تعود لترى ان استفاق عثمان من التخدير الذي يسبب له النوم

جلست العمة بالقرب منها تقول بصوت ثابت:
- قالت الممرضة سيستفيق بين الفينة والاخرى وفي هذا الوقت ....اسالك ياثريا ما الذي ستفعلينه بعد ان يفتح عيونه

قالت ثريا والارهاق باد على وجهها وعيونها الرمادية المنتفخة بالدموع:
- لست ادري لا استطيع رؤيته ...لااعرف ما ردة فعله لدى رؤيتي اشعر بالخوف فلربما رغم الحادث لن يتغير ..واشك قي ذلك

ربتت عمتها على ذراعها فوق العبائة :
- لاتكوني متشائمة اتينا اتنين وسنراه اتنين لاتتركين مع الشاب لوحدي وانت زوجته ...اصلا كلامك غير منطقي من قد يفكر في المشكال وهو على فراش المرض عليك ان تريه والا ساجعلك ترينه بالغصب

نظرت الى عمتها بامتعاض :
- عمتي انت لاتفهمين انا خائفة من ان يرفضني ان يراني و...

تقدمت احدى الممرضات تقول لنفيسة بصوت رقيق:
- سيدتي المريض الذي تسالين عنه في الغرفة رقم سبعة قد استفاق

قالت العمة تبتسم:
- اشكرك ابنتي...هيا ثريا كفاك ارتجافا الان لن يعضك فانت معي

قالت ثريا بشجن:
- لانني فقط معك لكن ان بقيت واياه وحدي فمن يضمن لي انه لن يعيرني

امسكت عمتها بيدها بقوة واجبرتها على الخضوع
حاولت ثريا جذب يدها من عمتها وهي تتوسل:
- ارجوك عمتي ارجوك لاتفعلي ذلك ليست لي القدرة على النظر اليه ارجوك عمتي

قالت العمة تقترب من الغرفة :
- اصمتي ولاتكوني بلهاء هو زوجك والواجب ان تكوني معه واضمن لك انه لن يفعل شيء يزعجك

قالت ثريا تحاول ايجاد الاسباب:
- ليس هذا عمتي تفهميني انا ..لا اقدر قد انهار

جرتها عمتها من يدها ودخلت تطرق الباب المفتوح اصلا
حيث كان الرجل في السرير الايسر يحدث عثمان عن حالته

استطاع الان قلبها ان ينبض بالحياة انه يتكلم لم يراها في تلك اللحظة لكن فقط بعد ان طرقت عمتها الباب حينها استدار
اوجعتها نظرته التي تسمرت على وججها المخفي وراء النقاب
تحركت عمتها تسبقها الى الاقتراب من عثمان
تحدثه بينما هي بقيت قرب السرير اسفل قدميه المدثرتين تشعر بالاحراج والحب في قلبها لهذا الرجل يتعدى البحار بعمقها وطولها
نظرت الى ملامحه الرجولية وقد بدأ التعب الغادر يغادرها
بدى لها كما تحبه رغم المرض الا انها شعرت انه فقط بصوته الذي تحدث انه ينفذ الى كيانها من كل منفذ تمسكت بمأخرت السرير الحديدية

قالت العمة مبتسمة:
- نحمد الله على سلامتك بني كيف تشعر الان؟

قال عثمان بصوت لايخلوا من رجولة تهز كيان ثريا :
- بخير الحمد لله فرؤيتكم اسعدتني ...الحمد لله على فضله اكثر وعلى كل حال

اردفت العمة تقول وملامحها تشفق على الشاب كما تقول:
- خفنا عليك يا ابني كثيرا سمعنا انك نجوت باعجوبة عساها تكون من مغفرة الذنوب لك

قال عثمان يبتسم بشبح ابتسامة ويطالع تلك العيون السابرة البعيدة عنه ترمش وترتجف بخفة احس بشيء يزعزع كيانه انها حامل وقد نسي حتى الان ذلك قال يسالها:
- ثريا كيف حالك ؟

اهتزت ثريا لدى سماعها لاسمها ينطق من اعز الشفاه الى قلبها:
- بخير ...ونريد سلامتك

قالت العمة :
-ثريا اقتربي من زوجك ساخرج قليلا لاجري اتصالا يهمني هيا

نظرت ثريا لعمتها بخوف وهي تراها تخرج من المكان
نظر عثمان لها بقلب وجع ملهم حتى الثمالة وقال يطلب منها بتلك الطريقة الاقتراب:
- تعالي ثريا هلا رفعت السرير قليلا وعدلتي لي المخدة ارجوك

اقتربت ثريا منه وفعلت له كما طلب
شيء واحد انعش عروقه الموجعة وهو عطرها الخفيف
رواه الى آخر قطرة لذيذة
لاحظ عيونها الظاهرة منها وهي تعدل له المخدة باضطراب تحت كتفيه ليصبح جالسا باعتدال
كانت تلك العيون الشقية التي تلعب بمشاعره فلايتذكرها سوى وهي قاتمة من الشوق هذه المراة لايسهل نسيانها مهما حاول ان يفهم ذلك لنفسه

همس لها :
- اشكرك ...آسف على التعب

قالت ترفع حواجبها وابتسمت خلف النقاب:
- لا ارجوك لاتعب..هل تشعر انك هكذا افضل؟

قال يشعر بالسعادة لاهتمامها به
وتلك العيون التي تسبر اغواره وتفهمه :
- بخير ...اجلسي هنا قربي لاحدثك قليلا

شعرت ان العالم بدأ يدور حولها
عما سيحدثها الان هي لاينقصها كلام عن الطلاق لانها ستموت ان هو فعلها واصر
جلست في المكان الذي اشار له بيده اليسرى المتحررة

قال بصوت لايصل الى الزملاء في الغرفة :
- كيف حال حملك ثريا هل تشعرين بانك على ما يرام؟

قالت تنظر اليه ومن ثم تبعد نظرها عنه وفي الفكر تقول:
لايهمك سوى حملي يا ربي الا يستطيع ان يفكر في ولو مرة واحدة؟

قالت تجيبه بصوت اجش:
- بخير احمد الله على فضله
على كل حال لست متيقنة ان كان سيعيش لكني اتشبت بحبل الله

آلمه ما قالته والحزن عميق في عيونها تحت رموشها المنسدلة
نظر حوله بتنهيدة تنفس عما يكبث في صدره
لو لم يكن مع احدهم في هته الغرفة لامسك وجهها ومسح عنه الحزن كليا

قال يمسك بيده اليسرى يدها في القفاز
شعر بان الحواجز كبيرة الان فلم تعد كما كانت يشعر بذلك
نظر الى عيونها وهي تبعد يدها
فعلت ذلك وقلبها يسقط بين قدميها فلقد اكتفت من جنون هذا الزواج ان كان الصبي او الفتاة من سيربطهما ان كتب الله فليفعل لكن ليس كليا
فالخوف يبثر افكارها وقراراتها من الجذور

نظر اليها بقساوة مغضن الجبين وعاد التعجرف الى العلو الى فوق :
- لو سمحت هلا ..ناديت على الممرضة فراسي يألمني احتاج الى مسكن الم فوري


نظرت اليه تقول:
- لكنك لم تفطر بعد ....لاحظت النظرة الثاقبة التي اعطاها لها فشعرت بنفسها تداس بقسوة تحتها
...حسنا ساذهب لجلبها

نهضت ومشت الى خارج الغرفة حيث دخل في نفس اللحظة عائلة الرجل الذي يجلس في السرير الايمن له
لم يعلم ان للحب طرقا عصيبة في الإيلام
يشعر ان شرايينه تجذب بقوة موجعة ساحقة ليست كما هي
تغير حصل ويعرف انه السبب فيه
لكن الى متى وهذا التعجرف بدل الخضوع ولو قليلا ليستعيدها فيه
لايعرف كيف يطلب السماح حتى فكيف لها ان تسامحه
العشق بات وجعا خطيرا يزداد
ويشعر انه يعصر كل كيانه دفعة واحدة
وينسف كل ما في وجدانه بقسوة ليت الفرحة تتم لكان عاش وهي بسلام

دخلت الممرضة التي اقتربت منه لتعطيه الدواء
ونظر وراءها لكنه لم يراها فسال الممرضة:
- زوجتي التي ارسلت في طلبك اين هي؟

- لست ادري سيدي اخبرتني بالمك وضننتها تبعتني لكن ....هزت اكتافها تعطيه الدواء ويتمنى ان يهمد هذا الوجع فهو يكاد يفنيه


دخلت ثريا الى حمام السيدات واقفلته انسدحت في الارض تتكأ عليه
قلبها ينزف وبكت بحرقة وارتجاف قوي
الهذه الدرجة انت قاسي
حتى في نظراتك لااشعر بذرة حنان لما ...لما
يا ربي كم احبه اكاد اهديه عمري ان اراد فقط لايعاملني بجفاء




عثمان بعد ان شعر بالصداع يخف وقد طلب من الممرضة ان لايتصل احد بعائلته او يعلمهم بوضعه
شعر انه بالغ في نظرته القاسية المحقرة تلك على ثريا
لما لا يحاول ولو يوما ان يراجع حساباته ويعطيها فرصة
لطالما نددت رغم كل العوائق انها بريئة شريفة
اعجبه ان يرى في تصرفاتها ادنى عناد
رداءها الاسود لم يتغير
واحترامها لنفسها من تصرفاتها اصبح اكثر نضوجا
حولها بل وروضها ويصفق لنفسه على ذلك
لكن ما الفائدة التي استفادها يمكن حسنات في ميزانه هذا افضل شيء
لكن قلبه الان يتذمر وحصون دفاعه تتلاشى كالسراب
لايضل سوى وجهها الذي يخترق قلبه بكل المقاييس فقط ولاغير

دخلت العمة نفيسة تنظر اليه والاستغراب يعلوا وجهها:
- عثمان بني كيف تشعر الان؟

قال يجيبها بعد ان هدأ الالم:
- بخير والالم لن يكن اقسى من...الحمد لله على كل شيء

قالت تساله:
- اين ثريا ؟

قال ينظر اليها مغضن الجبين:
- لقد خرجت منذ مدة ولم تعد لست ادري اين هي

قالت تنظر اليه وتسال:
- انت لم تكدرها اليس كذلك؟

شعر عثمان ببعض الغضب يجتاحه
فيمقت مقتا من يتدخل بحياته فما يعانيه يكفيه
لكن الاحترام فرض السيطرة:
- لا لا اذكر انني كدرتها فارتاحي سيدتي

قالت العمة تنهض :
- حسنا بني ساذهب لابحث عنها وساحضر لك بعض الطعام لابد من انك جائع

قال يبتسم من جانب واحد:
- مم ان شاء الله

خرجت نفيسة وقلبها غير مطمئن البتة عن ابنة اخيها
تشعر انه لمن الممكن ان توجد في اي مكان
بدأت تبحث كان صعبا عليها ان تجد من يساعدها
توجهت راسها الى الحمامات فهي تدري انها تحتاج اليها في فترة الحمل هذه
فتحت الباب لكنها لم تجد احدا
تنفست بعمق وخرجت لتجد ثريا تسند نفسها على احدى النساء وتخرج من غرفة فحص ما

اقتربت بهرولة منها امسكتها من كتفيها تسندها وهي تسالها :
- ماذا بك صغيرتي هل انت متوعكة؟؟

قالت المرأة التي اسندتها حتى اوصلتها الى مكان الجلوس:
- لقد كنت في حمام النساء عندما وجدتها تبكي وفي حال يرثى لها حتى انها اغشي عليها ضننت انه لمن الممكن فقدت شخصا ما او ...لكنني تاكدت من انها حامل فالممرضة فحصتها كان ضغطها مرتفعا وهذا ليس في صالحها

قالت العمة تشكر الفتاة:
- اشكرك اختي والله اتعبناك

قالت الفتاة دات الوجه البشوش:
- لا سيدتي ان شاء الله ت شفى...عليها ان ترتاح فقط

اومئت العمة مبتسمة تنظر الى الفتاة التي ذهبت ونظرت الى ملامح ثريا الحزينة:
- انت يا بنيتي ما كان عليك ان تاتي
انا غبية حقا نسيت حتى ان مرحلة حملك هته في الخطر سامحيني

وضعت ثريا كلتا يديها على وجهها المتعب وتسند مرفقيها على ركبها:
- انا بخير عمتي ...لاتشغلي بالك طمئنتني الممرضة ان ابني قوي وسيتحمل لا عليك

قالت العمة:
- يتحمل ماذا هل حصل شيء بينكما في غيابي؟؟

قالت ثريا لاتريد ان تجذب الموضوع :
- لم يحدث شيء فقط انا حساسة اكثر من اللازم

واستوطن الحزن عيونها حكم عرش قلبها
وغرز فيه نبلة مسننة حادة تخترقه بعنف
وتجلب لها يأسا ورعبا من المستقبل





********************





على ممتلكات السي محمد



شعرت بسعادة غامرة وفرحة لاتوصف وهي تستقبل زوجها بحماس
عرضت هند على عبد الصمد ان يخرجا قليلا في الحقول ليمشيا قليلا
وتنفرد به عساه ينسيها المها وحزنها

اراد عبد الصمد ان ياتي اليها لكي يطلع على اوضاعها
تبدوا سعيدة بوجوده وهي تتابط ذراعه
كانت جميلة بحق وعيونها كالاسهم الرائقة له تعبر فؤاده
لابد من ان حزنها ما يكدره ويجعله ماخرا في قمة العصبية

قال وهما يقفان قرب احدى الاراضي قرب احدى الاشجار
- هند لحد الان لاتزال العلاقة بينك وبين والديك متوترة

اخفضت هند راسها بحزن وهي تشعر بتاتر كبير من الموضوع:
- لاتقلب علي المواجع عبدو ارجوك ....انا حائرة في ما علي فعله

قال عبد الصمد ينظر الى فوق حجابها ساهما يفكر:
- لست بمتدخل في امورك صغيرتي لكن الافضل ان توطدي علاقتك بهما الان قبل اي وقت فهما والداك حتى لو كان الواقع مختلفا لاتنسي انهما تعبا كثيرا من اجلك

قالت باسى:
- وحرماني من اختي وامي وابي الحقيقين

قال عبد الصمد الذي يعرف كل شيء من ايوب:
- انت مخطئة وسوف تفهمين ان والدك الحقيقي ليس بالرجل الجيد كما تعتقدين ...آسف لقول هذا لكنه من فرقك عن عائلتك باعك وخدع الاخرين بانك ميتة ....

اقترب منها وهو يرى نظرات الهلع في عيونها
ضمها اليه عساه ينفض عنها ذلك

- اسف يا عمري ليس لي الحق في هذا القول اعرف الصراحة والحقيقة صعب تقبلها
لكن هذا فقط لتعلمي ان والدك رجل جيد ان امك المسكينة المريضة تحتاجك فليس عدلا
وانت احكمي...ليس عدلا منك ان تعامليها بتلك الطريقة
لربما هما اخفيا عنك الامر لكن فكري لربما فعلا ذلك لانك كنت ستعيشين مضطربة وما كنت لتجدي الراحة التي نعمت بها حتى نضوجك

غادرتها القدرة على ذرف دمعة واحدة فلايهمها الان
ستذهب الى بيت زوجها في الاسبوع المقبل وليس هناك ضرر في رفع هذا الغلاف القاسي عن ملامحها نحو والديها ومعاملتهما بشيء من الرقة فانهما يستحقانها
اليس عليها ان تشكر والدها فعلى الاقل كان من الاسباب من حبه الكبير لها ان اهداها دروسا لدى هذا الرجل صاحب الرجولة والنبالة

اطلت على ملامح زوجها بابتسامة شاحبة:
- سافعل ذلك ليس سيء لو حاولت كما تقول
فكلامك كله منطقي
ادعوا من الله ان يسامح فضاضتي وقسوتي عليهما

رفع راسها قليلا بين انامله وتاملها مسحورا:
- جمالك تكمله رقتك فلاتفقديها وعززيها بطيبوبتك

انحنى يلثم جبهتها بحنان ارعشها
وضع ذراعه القوي على اكتافها يضمها اليه ويبادلها الابتسام

قال عبد الصمد :
- حضري نفسك ففي اية لحظة قد تاتي امي لكي تاخدك معها الى الدار البيضاء حيث ستختارين الالبسة وتلك الاشياء"الاخرى"

قالت تمازحه وتقرص وجنته التي مرر يده عليها مغضن الجبين:
- يا لحظك الجيد انت لست مضطرا سوى لارتداء لباس او اتنين ولست مضطرا لتسريح شعرك او ....اوف يتطلب العرس الكثير فعلا اشعر بالتعب وانا احاول التفكير فما بالك بالتطبيق

قال يهمس لها:
- المهم ان نكون معا وتحت سقف واحد الا تظنين؟

ابعدت عيونها عنه تبتسم بخجل:
- هه لاتفكر في شيء آخر

قال بصراحة:
- احب التفكير في زوجتي وحلالي فهل من مانع ...ترك كتفيها ودفعها بكتفه ...وافكر في النمش...دفعها مرة اخرى... وفي اشار بحاجبه الى ثغرها وغمز

ضربته وهي تشعر بخفة وتضحك:
- مجنون لم ارى شخصا مجنونا مثلك يااااااه

سبقته تضحك
وتشعر بالحزن لانها تسعد هنا بينما هي نفسها تسبب الحزن لوالديها اللذان سيقومان بدفع تكاليف سعادتها
عليها فعلا ان تسعدهما وتعلن مسامحتها فليس لها قلب اسود البتة

نظرت الى زوجها بابتسامة وراءها واكملت طريقها امامه


شعر عبد الصمد بالسعادة الابدية هذه هي السعادة الغريبة العجيبة التي تخلفها امراة حقيقية رغم صغر سنها رغم ما قد يجلبه المستقبل الذي علمه عند الرحمان
فحبها يلخبط الدماء بين الحلو والمر
بين النار والبرد الذي يجتاحه ليتدفئ بها
وبين سحر عيونها البرية وجمال وفتنة ثغرها


بعد وصولهم الى البيت الكبير
دخلت هند بسرعة ترتقي الدرج بينما عبد الصمد ياخذ وقته في التمتع بمظهرها السعيد توقفت تنتظره على الدرج وقالت بعد ان رفعت اعينها اليه تظللها من الشمس
- حبيبي عليك الدخول معي لا استطيع ان انظر الى والدي وانا من صرخت في وجهه ذلك اليوم اشعر بالخجل من نفسي ارجوك حبيبي

قال يمسك يدها :
- حسنا والدك فقط اما امك فعليك الذهاب اليها بنفسك ايوب طلب مني بعد الصلاة ان نلعب لعبة الشطرنج مفتخر الاخ بنفسه وكانه سيربحني

قالت تبتسم بتوتر :
-اتمنى ان تفوز

عند اقترابهم من الباب قالت ترجع الى الوراء خلفه:
- عبدو ارجوك انت ادخل اولا وساتبعك

تنهد عبد الصمد وطرق المكتب يسمع الصوت من الداخل الذي اذن اليه بالدخول:
- السلام عليكم عمي كيف الاحوال؟

قام سي محمد من مكانه ينتظر وصول عبد الصمد ليسلم عليه:
- وعليكم السلام بني بخير والحمد لله تفضل اجلس

قال عبد الصمد ينظر الى هند باشارة من عينيه لكي تبادر
- اشكرك عمي

اقتربت هند من والدها والدموع تغشى عيونها
انحنت تقبل يده وضمته بقوة دون ان تمنع نفسها من ذلك

ابتسم السي محمد وربت على راسها المحجب زينته وردة من الحجاب نفسه على اذنها اليمنى
- ابي عفوك عني سامحني ارجوك لا استطيع مسامحة نفسي على ما فعلته انا سيئة

قال سي محمد يمنع دموعه:
- لا يا غاليتي ...انا احبك بنيتي واسامح ما بدر منك لاعليك

نظرت اليه بخجل:
- اتركك بابا اريد رؤية ماما سيخبرك عبدو بما سنفعله من اجل الزواج اتمنى الا تشعر بالحزن من قراري ارجوك

اومئ والدها يعود الى كرسيه
وينظر اليها تخرج من المكتب تلوح لهما وبقي عبد الصمد مع والدها ليطلعه على ما وصلوا اليه من ناحية الزواج


عندما صعدت هند الى فوق
نظرت الى باب غرفة امها بحزن وشجن تخاف ان تكون قد كدرتها كثيرا انها تحبها بل لاتحب شخصا اكثر منها فهي امها انيسة دربها في كل حياتها التي مضت فلم يكن عليها جرحها بتلك القسوة



مررت يدها على الباب وبعدها
طرقته ودخلت
وجدتها جالسة على سريرها تمسك القرآن بين يديها تقرأ فيه ما تيسر
عندما رفعت عيونها الى ابنتها من وراء نظاراتها
شعرت رشيدة بانها تائهة فما الذي ستفعله هل تبتسم لها ام تتركها الى ان تدخل وترى ما بها
لكن ما اعاد الروح الضائعة منها الى جسدها وهو شبح الابتسامة البريئة الحزينة فوق ثغر ابنتها

قالت رشيدة بتعب لهند:
- اقتربي عزيزتي هل تريدين شيء؟؟

جلست هند تضم امها وتدفن راسها في صدرها الحنون الدافئ الذي لايهدئها غيره ولايشعرها بانها دائمة الوجود على هذا الكوكب سواها وان الطاقة للعيش تستمدها منها لا من غـيرها
- امي اريد رضاك فقط ولاغير فارجـــــــــــوك سامحيني انا مخطئة في حقك ووالدي ارجوك امي قولي انك سامحتني قولي انك تحبينني واني ابنتك واني لاازال في نفس المرتبة بالنسبة لك كما في الماضي
ارجـــــــــوك ماما

لم تستطع الام منع دموعها فلم ترد سوى ابنتها وطول هته الحياة لم ترد سواها ربتها وكبرتها وزرعتها في احضانها الدافئة من البرد وكم اغدقت عليها من الحب والاحاسيس التي افتقدتها من عقرها
لكنها توالدت وتوالدت لدى مكوث هذه البنية بين ذراعيها وهي صغـــــيرة

قالت الام:
- رضي الله عنك ابنتي ...وحماك برحمته من كل شر وانت ابنتي وحبيبتي والغالية على قلبي ...يا صغيرتي اسامحك من اعماق قلبي فقط على الاتعيدي جرح امك عزيزتي

نظرت هند الى امها من بين دموعها :
- شعرت بالسوء لما فعلته
انتم تستحقون افضل من الخير امي انا احبكما اكثر من الكرة الارضية اقسم على ذلك فقط اتمنى ان اضل ابنتكما مهما حدث

مررت رشيدة يدا مرتجفة على وجه ابنتها:
- ابنتي ولن ينزعها من فمي مخلوق

ابتسمت لها وبادلتها هند الابتسامة براحة راحة عمت على افراد هذا المنزل لتنسيهم كليا ما حدث

قالت هند :
! – امي؟

اجابتها رشيدة تسال:
- ماذا بنيتي؟

قالت هند بخوف :
- ماما ساخبرك بشيء واخاف ان تحزني او تغضبي...قررت انا وعبد الصمد ان نقرب موعد الزواج في الاسبوع المقبل

ازالت رشيدة نظاراتها واقفلت القرآن لتعيده الى مكانه:
- اليس هذا تسرعا يا هند كيف سيكون العرس في اسبوع ولم يتم تحضير كل شيء؟

قالت هند والخجل يملأ خدودها حمرة:
- ليس مهما العرس بالنسبة لي امي يمكن تحضيره ببساطة والتخلي عن تلك الاشياء المترفة لا اريد ان ازيد من عبئي...

قاطعتها امها :
- هل حددتما اليوم ؟

قالت هند :
- السبت المقبل سيكون هنالك وقت للتحضير لاتخافي فحماتي ستساعدني في ذلك وانت ايضا ماما اليس كذلك؟؟

قالت رشيدة تبتسم:
- مندفعة وقد تضعين نفسك في المتاعب يا هند
المهم سنحاول الاسراع في كل التحضيرات وساتصل بفاطمة للتاكد من انها ستوافقني على تلك الاشياء ايضا ساحدد معها وقتا لكي نسافر الى البيضاء عسانى نلحق الامور بسرعة

ضمت هند امها تقول بسعادة:
- اشكرك ماما انا فعلا سعيدة بذلك لاتدرين كم سعادتي بزوجي وهو ايضا كبيرة

اردفت امها بدعاء:
- اللهم اتم سعادتك به وسعادته بك يـــــــــارب يارحيم







*******************



في الدار البيضاء




قبل ان يسافر عثمان
كان قد ترك تعليماته للفندق بترك الجيب البيضاء تحت تصرف العائلة
وايضا اجرى بعض الاتصالات التي ستساعد كلا من الاب وابنته الهام في امور الجوازات

كان قد علم عصام من عثمان ان والد الفتاة سيرافقهم الى اسبانيا
واعجب بمساعدة ذلك الرجل لهته العائلة
رغم انه لاحظ على عثمان انه ليس انسان سهل اختراق عقله لكن يبدو انه يتعب من التفكير المتواصل
وكانما يتوقف على عمره الآلاف من الناس





في المستشفى


الهام التي كانت تعاني من التعب في بداية العملية
وبعد ان قامة بالفحوصات ما بعد العملية
توضح ان القلب يتجاوب بشكل جيد جدا مع جسدها
وذهب التعب الذي كان ينهكها فقد عادت قادرة على الخروج الى الحديقة في الاسفل الوضوء الاستحمام حتى بكل بساطة اصبحت قادرة على العيش في حياتها بشكل عادي ومريح

اما ما زاد من ارتياحها زيارة اهلها لها والسعادة على ملامحهم اعادت لها الارادة والصحة من جديد
لكن كان هناك عنصر اساسي صديق وفي اعاد اليها الحياة رغم انه السبب فحسب ولكنه بقي دا اثر قوي في قلبها

تتسائل دائما لما لم يعدها عثمان لما لايأتي ويطل عليها
وخامرها شعور بالوحدة وبانه ولابد يتهرب منها الان فلم يعد له فائدة من زيارتها
لكن لما هي بهته الغباء كيف لها ان تقول شيء كهذا عن شخص متزوج في بداية زواجه وايضا منحها من الوقت الكثير

وقفت مرتدية لبيجامة طويلة الى تحت الركب بسروالها في اللون الوردي القاتم مع حجاب في الوردي الفاتح
تحرص اخواتها على الاعتناء بها كملكة
تشكر الله على فضله فلولاه لما اعطاها شخصا كعثمان الذي تكلف بدفع تكاليف الفندق لأزيد من شهر
وكذا السيارة التي اعطاها لابيها لكي يتنقل بها
شخص في مثل عطائه ونبالته لم تجد

لكن شبح عصام تلى افكارها المنحصرة على عثمان
فذلك الرجل ايضا غامر بقلب اخته لاعطاءها فرصة في العيش
ويريد ان يمنحها عطلة صيفية في بلاد تسمع بها في الاخبار فقط

ابتسمت وهي تنظر الى الحديقة من النافذة فتدخل صوت رجولي يحمحم:
- احم ...السلام عليكم

التفتت تنظر الى عصام بابتسامة واسعة وهويقترب من المائدة الصغيرة ليضع الزهور
و نظرت اليها برقة:
- سيد عصام لما ازعجت نفسك ارجوك ما كان عليك ذلك؟؟

اقترب من السرير المرتب يقول:
- هل مسموح لي الجلوس؟

قالت بابتسامة اوسع:
- تفضل ارجوك

اقتربت تنظر الى الزهور الرائعة
- انها لابد وغالية اشكرك كثيرا عليها انها تلهم

قال والابتسامة على شفاهها تعديه:
- لا ..لن تساوي شيء فانت اغلى بكثير

احمرت لكلامه كانت الكلمات تخرج بشكل رجولي اكثر وهي ممزوجة باللكنة الاسبانية

اقتربت من الكنبة البعيدة قليلا عنه وجلست تقول:
- كيف حالك سيدي اتمنى ان تكون بخير؟؟

قال يضم يديه ويسند مرفقيه على فخديه:
- بخير المهم انت كيف تشعرين؟؟

قالت والابتسامة الخجلة لاتفارق ثغرها:
- بخير فبعد ان تاكد الدكتور من فحوصاتي اخبرني انه يمكنني مغادرة المشفى متى شئت

حرك راسه بالايجاب:
- جيد هذا يخول لنا البدأ في الحديث عن بلدي هناك تدرين ان اختي الصغرى نسرين لن تدع لك الفرصة في حك راسك كما تقولون
انها فتاة نشيطة وذكية وتتاقلم مع الجميع بسهولة


اومئت لاتجد ما تقوله صعب هو الكلام مع شخص غريب لا تعرفه كثيرا فالكلام ينفذ ويبقى التوتر لكنها قالت:
- اعلم انك اخبرت والدي بانني ساسافر معك وهو وافق ...لست ادري لم السيد عثمان لم ياتي؟؟؟


شهد الاهتمام الذي على تألق عيونها ولايدري لما ملأه احساس غريب بان السيد عثمان لمحظوظ بالفعل:
- اظنه سافر آنستي لربما الى زوجته او لديه اعمال ما لايبدوا عليه شخص حر طليق ويملك الوقت كله

قات الهام بتبعثر:
- اه زوجته انك محق كان انسانا جيدا ويستحق كل الخير

قال يغير دفة الحديث لانه لايشعر بالراحة كثيرا وهي تمدحه هكذا:
- لقد دفعت بمساعدة والدك الاوراق الى القنصلية واخبرونا ان ...""وجد انه لمن الصعب التخلص من سيرة عثمان بسهولة""....ان عثمان قد اتصل ببعض المعارف
وهناك من سيسهل وضع الاوراق وعلى اكبر وقت ستكون جاهزة في الاسبوع المقبل مابين الاثنين والاربعاء على حسب التحضيرات ...المهم...

نهض من مكانه يجذب الهاتف النقال خاصته حيث وجد اتصالا من اخته وبما انه وضعه على الصامت حتى دون رجاج لم يسمعها قال لإلهام :
- اسف علي ان اخرج الان وان شاء الله الرحمان الرحيم ساتي في المرة المقبلة والاوراق معي


قالت تنهض هي ايضا:
- اذا سافر والدي معنا اين سيبقى اخوتي وامي؟

قال عصام يقفل الهاتف ويضعه في جيب سترته:
- يمكنك القول انهم سيبقون في الفندق وبعد عودة والدك سيعود اليهم فلا تحملي هما ...شيء ما مر بباله بعد ان نظر الى ملامحها الهادئة لكنه ابتسم ...السلام عليكم

قالت خجلانة من نظرته تلك :
- وعليكم السلام


نظرته كانت
انه في بلاد الاسبان يجد بينه وبين الاصدقاء ان السلام بقبلة على الخد امر عادي جدا
لكن ما فتنه انه هنا وجد من يضع الحدود القسوى ضد اي نوع من التقارب حسنا الكلام يكون له تاتير قوي
لكن احترام الجسد في الاسلام وبالخصوص لهذه المراة التي اشعرته بشيء مختلف جعله يبتسم لانها تضع نفسها في برج امين احتراما لخالقها
احب ذلك كثيرا فهي بتصرفاتها ولباسها وصلاتها وقراءة القرآن تلك الاشياء المفقودة لدى اسرته باسبانية ادفئت قلبه
حسنا كان عليه ان يغض النظر لكن والله يشهد انه لاينظر اليها بنية سيئة


خرج من المستشفى وهو ينوي الاتصال باخته التي منذ ان علمت بعملية الفتاة التي تحمل الان قلب اختهم
حتى اخدت في الاطمئنان عن حالها
قلب ومن لحم اختهم الميتة اشعرهم انها حية تنبض بتلك العضلة بينهم





************************



في المستشفى
الذي ينزل فيه عثمان




بعد ان هدأت ثريا طلبت غصبا عن ما يقوله لها عقلها
ان تحمل بنفسها الطعام لزوجها
وان تكون هي ايضا معهما
عليها ان تظهر له انها قوية ولم تعد ضعيفة انه انضجها وكان افضل استاذ لها في مادة القساوة والجرح


كانت عمتها تجلس على جانب السرير تحادثه
في موضوع الحادث وكيف نجى منه:

- اذكر فقط انني عندما لمحت تلك الحمولة التي تاتي من البواخر تميل
اندفعت من السيارة وبعد ذلك لاشيء الظلام لفني

قالت العمة باسى:
-الشخص الذي ادخل غرفة العمليات هذا الصباح
مات و آآآه فقط لو رايت عائلته كان دمهم يحترق من اجله

كانت ثريا تجلس قربه تفتح اكياس الطعام وتضعها على الطاولة قربه
قال يعتدل قليلا في جلسته بهيبة جسده الذي يخلق في قلبها الدفئ غصبا عنها فليست تملك السيطرة على جماح عواطفها

- رحمه الله وصبرهم ...كنت سالقى حذفي لكن ساعتي لم تحن بعد

نظرت ثريا اليه بغضب
واخفضت نظرتها
كيف يتحدث هكذا كما لو انه رخيص لايوجد من يتالم لاجله ترقرقت دموعها فلايوجد شخص اقسى منه راته في حياتها

ردت نفيسة على كلامه:
- طول عمرك يا بني لديك زوجة وابن والله يرأف بالعباد

تسائلت العمة لما يقتصران على كلام العيون تعلم انه كلام ليس بالجيد فهو ان عنى شيء فهو العتاب الشديد الذي يكنه كل منهما للاخر

قالت عمتها تنظر الى الطعام الذي احضرته:
- انا ساخرج لاتمشى قليلا وشافاك الله والمسلمين يابني رائحة المستشفى تبعث على الغثيان

عند خروجها نظر عثمان بمكر الى الطعام ومن ثم الى ثريا الصامتة التي انحنت على بلاستيك الخبز الصغير تفتحه:
- ثريا ستساعدينني في الاكل ...لايمكنني الاكل باليسرى لست متعودا سوى على اليمنى

همست بالكاد:
- حسنا

حملت منديلا ابيض وضعته على ياقة قميصه
قالت مغصبة:
- هل ازيل قفازي الان؟

نظر الى المتواجدين في الغرفة ولم يكن المريضين مستيقضين
اما العائلات فلسن سوى من النساء والأطفال
اجابها وهو يبتسم على تملكه فيها:
- ليس هناك مانع ولكن ستعيدينه عندما انتهي

خرجت تنهيدة متحشرجة من حنجرتها المزمارية تلاقي نظرته :
- حاضر

شرعت في اطعامه وكان متطلبا لايستمتع بالاكل اكثر
ما يتمتع بوجودها
بدفئ يدها التي تمنى ان يلتهمها بين شفاهه
ولكن الذي يتمناه ان يرى كامل وجهها ويتمناه بقوة
لانه مهما حفر صورتها في قلبه وعقله لاتكون بنفس الوقع الجبار وهي واقعية

مدت لفمه الملعقة وصعقتها النظرة في عيونه
تابعت تعطيه الطعام وهي تشعر انه بهاته النظرة سيحضر انهيارها
تحمد الله لان السرير تحتها يساعدها على الصمود
لكانت سقطت من اضطرابها ومن رخوت ركبها وهشاشتهم تحت تاثيره
فهو لاينظر بشكل عادي
درست وتعمقة في تلك النظرة تحكي لها عن اوقات حميمة
راتها في شوقه المدمر لاوصالها والذي يرعش قلبها والهوى فيه بشدة
تعرف ان تلك النظرة ان عنت شيء فهي اريدك
كم هي غبية متى ستثوب عنه

قالت تساله بصوت بعيد عن الاخرين فهي تشعر بانهما معزولان ولايوجد غيرهما:
- هل شبعت...؟

قال يمسك يدها برفق لكن بتملك:
- لا وليتني فقط... اشبع

لاقت نظرته وقالت تماطله عساها تهرب من سحره:
- هل تريد اي شيء آخر لاحضره لك؟

زاد من احتضان يدها يرسل لها رسائلة خاصة تقتلها وتبعثر تنفسها:
- ما اريده هو الان ....امامي

نظرت الى السرير الايسر والى السرير الاخر مع العائلة الاخرى ايضا ولاحظت انهما رغم خفوت كلامهما غير ان ذلك يبعث عن الفضول والعيون الحسودة:
- عثمان هلا تركت لي... يدي من فضلك
اريد ان انهض لكي آخذ الصينية ...خارجا


بعد ان عصر اناملها من غضبه المفاجئ
بين اصابعه القوية حتى اختفت فيها
تغضن جبينه ونفض يدها بقسوة

امسكت يدها تعيد اليها القفاز رغم المها فقد ظهر من ارتعادها
ونهضت تحمل الصينية فسمعته يهمس:
- لاتختفي مرة اخرى فانا اود الذهاب الى الحمام

جحضدت عيونها من تكبره
وعاد الى الاستلقاء
كأمير لايقهر
حملت الصينية الى الخارج والتقت بعمتها تجلس قرب احدى النساء يتحدثتن عن حالة ابنها الذي كاد ان ينتحر لولا انهم اعتقوه قبل فوات
الاوان

اقتربت ثريا من عمتها بعد ان تخلصت من الصينية تهمس في اذنها:
- عمتي هلا ساعدتني في اسناد عثمان يريد ان يذهب الى الحمام تعلمين لااستطيع اسناده فهو ضخم ما شاء الله عليه

نظرت اليها عمتها تضحك وهي تنهض :
- والله لم ارى لتناقض كتناقضك مع نفسك يا ابنتي مثيلا
اعذريني سيدة نعيمة ان شاء الله ينهض ابنك سالما... ساذهب
ردت المراة الجالسة بآمين

وانصرفت العمة مع ثريا وهي تقول تقول:
- يبدوا عليك الارهاق بنيتي لكن اصبري سيخرج وناخده معنا الى البيت وستجدين الوقت للراحة

نظرت ثريا اليها :
- هل سنستقبله في بيتك عمتي ؟؟

قالت العمة:
- يظهر انه لم يخبر العائلة لدى فهو لايريد ان يخيفهم حسنا اشعر بالمسؤولية اتجاهه فانا من اتصل به والحادثة اشعرتني بالذنب

وضعت ثريا ذراعها حول عمتها:
- انه طاغية
والحمد لله انه بخير
لكن انت امراة عظيمة فلاتحملي نفسك عبئ شيء كتب وقدر

قالت العمة قبل ان تصلا الى الغرفة:
- ورغم ذلك ساعتني به الى ان يتعافى

ابتسمت لها ثريا ودخلتا اليه
ورغم ذلك تشعر ثريا بالحنين لهذا الرجل بالسعادة لانه قريب منها الان انه بخير وعافية حتى خانتها الابتسامة التي اظهرت ان عيونها تبتسم له دون ان تشعر
رغم قساوته فقلبها خائن كل الخيانة
الحب الذي يجرفهما حب خطير حساس يهتز بعمق مع اية شائبة

اقتربتا من سريره وقالت ثريا :
-اعطني ذراعك كي اساعدك ...عمتي الا تظنين انه يحتاج الى عصى او....

قالت عمتها :
- لا انتظرا سآتي حالا

تحرك يجلس والالم يظهر من امتعاضه
اقتربت ثريا تجلس قربه وتقول باهتمام:
- هل انت بخير اتريد ان انادي الدكتور؟

قال بدون وعي:
- لاحياتي انا بخير

اخفضت راسها واوجعتها الكلمة تلك حتى السعادة
ولاحظ هو ذلك من عيونها التي اختلجت وانحنت بعيدا عنه
لعن نفسه لما لم ينتبه فقول تلك الكلمة ستعطيها قوة ضده عليه ان يحترس بعد الان عما يطلقه قلبه النابض باسمها في هوس دائم
بدل عقله

نظر الاثنان الى عمتها التي دخلت تجر مقعدا متحركا
نظر اليه عثمان بنفور عليه ان يستعمله منذ الان الى ان يشفى هذا واضح فرجله وذراعه مكسورتان كيف له ان يمشي او يستند الى العكازين

قالت نفيسة تطلب من ثريا:
- ساعديه بنيتي ليجلس عليها

اقتربت ثريا منه باكراه وزرعت كتفها تحت ذراعه وبجهد قوي استطاعت ان تساعده في الجلوس عليها
يقول في نفسه
ليتك اكثر قربا يا حبي لشفيت من عجزي هذا بسرعة

قالت العمة لثريا التي التهمها دفئه وعمق عيونه السوداء القاتمة:
- ثريا هيا ابنتي...حاولي دفعه اذا استطعت او افعل ذلك انا

قالت ثريا تدير الكرسي بثقل زوجها عليه:
- سافعل ذلك انا

بعد فترة من عودته الى السرير ودثرته ثريا بعناية قالت نفيسة :
- عثمان بني ...ثريا تحتاج الى الراحة كثيرا
فليس بالجيد لها ان تبقى هنا سآخدها واعود لك في ساعة الزيارة الاخيرة بالمساء اتفقنا

قال عثمان يشعر ببعض الاسف لانها ستذهب وقد استمتع اليوم بتواجدها قربه فلم يمر وقت بينهما طويلا بهذا الشكل وساحر بل خالب للبه فسال:

- ومن سيضل معها في البيت لا اريدها ان تبقى وحدها

تسائلت ثريا هل يهتم لها ام يهتم لابنه؟

اجابته نفيسة تقول :
- هناك صديقاتي انهن لطيفات وتستطعن ان تهتممن بها

فقال عثمان براحة من استرخاء اساريره لكن القوة لاتغادره:
- بالطبع ...انظري ثريا اذهبي مع عمتك وارتاحي لا اريد من ابننا ان يحصل له مكروه مفهوم

نظرت اليه تقول :
- حسنا لاعليك فهو في بطني انا واعرف كيف احافظ عليه

خرجت ثريا كالعاصفة من الغرفة فقد انتظرت التفاتة تخصها لكنها تدري ان هذا طبعه وعليها ان تتحمله

شعر كانه جرحها بشكل ما لربما كان عليه ان يظهر اهتمامه بها لكنه لايستطيع كرامته تفوق قدرته
لكنه لايتراجع ابدا عن شيء قاله:
- المهم ياعمة نفيسة اتمنى الا تشعري بانك مضطرة لكي تاتي في المساء يمكنني تدبير اموري

قال نفيسة تربت على ذراعه لتنهض من قربه:
- لا سآتي واطمئن على راحتك
ساحضر معي شراشف نضيفة واشياء اخرى فهنا المستشفى يجلب القرف لاشيء منظم البتة ما علينا ...السلام عليكم بني اراك على افضل من الخير

رد بهدوء :
- وعليكم السلام

خرجت تنهيدة من فمه
وهو ينظر الى صاحبة تلك الرشاقة في الخارج وتبدو غاضبة
التي رغم احتواءه لها لاتكفيه يريدها قريبة في كل الحالات ان يتحدث اليها
يريد ان يهمس لها بشيء ما
اسرار بينهما لايسمعها غيرهما ان يلمس بطنها ان يستنشق عبيرها الذي لايفنى
لكنه بتعجرفه يجري على نفسه في عالم من البرد بدل البرود
وسمع الرجل في السرير قربه يقول بتعب:
- هذه عائلتك يا سيد عثمان ؟
فقد تعرف عليه في الصباح

حرك عثمان راسه بالإيجاب يقول:
-واحلى عائلة المنقبة زوجتي والاخرى عمتها

قال الرجل بابتسامة:
- ونعم الزوجة ...تبدو مرتاحا فلولا عنايتها ياصاحبي لشعرت بالمرارة مثلي انا ...انا لا املك عائلة كل واحد مرمي في بلاد الوحدة قاتلة

شعر عثمان بالرجل
فليس لانه يملك عائلة لايشعر ببعض الوحدة
فهذه الوحدة تخلفها وراءها زوجته برائحتها ودفئها الشهي
يشتاق اليها لكن لما هو غريب الاطوار على الاقل ما يعيشه الان يستطيع ان يغفر لها الماضي الذي يوسوسه
لكن طباعه القوية الصلبة من تمنع ذلك

يتبع.................





الجزء الرابع والعشرون




في موعد خروج عثمان من المستشفى كانت العمة
تساعده في ركوب الكرسي النقال
وقامت بترك سيارة التاكسي بالاسفل تنتظر نزوله
حيث ساعدته في دخول المصعد
وايضا ساعدته بمساندة السائق في دخول السيارة وقام السائق بوضع الكرسي في المقعد الخلفي

ارتاح في مقعده بعد هته الثلاثة ايام التي قضاها في المستشفى شعر فعلا بمعانات المرضى
شعر بمعانات المساكين وغضب لان المستشفى ولعلمها بمركزه في المجتمع خصوه بتعامل فريد من نوعه طلبت منه العمة نفيسة ان يغير المستشفى لكنه رفض وقرر البقاء ليبقى بالقرب من اولائك الناس ويشهد على مآسيهم في مثل تلك الحالات الصعبة

قالت نفيسة وقد اتخدت مكانا لها في التاكسي :
- ماذا اخبرك الطبيب يا عثمان حول الكسر

اجابها يتفقد حاجياته التي احتفظ بها في المستشفى:
- اخبرني ان الكسر في يدي قد ازيل عنه الجبيرة بعد اسبوع اما قدمي فساقوم بنزع الجبيرة عنها بعد اسبوعين واحمد الله على فضله الحمد لله الذي منحني الحياة مرة اخرى لاعيشها باذنه وارى ابني كذلك لاتوصف سعادتي يا سيدة نفيسة

قالت تبتسم :
- محق الحمد لله وان شاء الله تشفى كليا تدري
المسكينة ثريا تسال عنك كلما راتني ادخل من الباب تلك الفتاة لاتقدر بثمن

اراد ان يقول انت محقة من جهة لكن
ماذا عن الجهة الاخرى

قالت تساله مجددا:
- هل زال الم الراس عندك ام انه يعاودك

قال يمرر اصابعه في شعره الاسود:
- لا ليس كليا ساشتري بعض الدواء الذي وصفه لي الطبيب و...ترين لقد نزعوا الضماد

قالت نفيسة :
- هلا اعطيتني الاوراق ساقوم بجلب الدواء لك عندما اتركك في البيت

ابتسم يقول:
- اشكرك يا عمة على اعتنائك هذا
لست مضطرة لاتعاب نفسك

قالت تبتسم وتربت على كتفه:
- لايابني اشعر بالمسؤولية لا استطيع تحميل ثريا كل شيء فاعلم انها تحتاج للراحة كثيرا

قال يستفسر باهتمام:
- اخبريني عن حالتها

اردفت العمة تجيبه:
- هي حاليا بخير الحمل لم يكن في وضع طبيعي كليا لانها تعاني من بعض النزيف لربما من المشاكل او تعبها النفسي

شعر عثمان بانقباض في صدره
كيف يحصل هذا هل يمكن ان يكون المسبب لشيء خطير كهذا
هل يمكن ان يكون جرحها وعذبها بتصرفاته القاسية ويكون ظالما لها

قالت العمة تنتزعه من افكاره:
- هي الان تعلق يا عثمان امالا كبيرة على الطفل لاتدري كم اشترت من الملابس وكيف تمضي وقت فراغها في التأمل فيها ...ارجوا ان تفهمني انها ابنة اغلى الناس كان على قلبي
فارجوك ان تحاول التوصل الى اتفاق لايؤلمها في زواجكما على الاقل الى حين الولادة

دون ان ينظر اليها وعيونه متبتة قربه على النافذة تنهد بصوت خافت :
- ان شاء الله




في المنزل




بقيت ثريا تحاول ان تبعثر قلقها من خلال توضيب المنزل
ومحاولة جعل نفسها مفيدة لبعض الشيئ فلا تستطيع ان تشكر عمتها بالكلام فقط
قليل في وقتنا هذا ان تجد شخصا من العائلة ليس الكل لكن من الصعب وجود شخص يقدم لك يد العون دون الاستفادة مما قد يعود عليه بالنفع

ذخلت الى غرفة عمتها ووجدت بعض الملابس في سلة الملابس للغسيل
اخدتها وابتعدت خارجة فعمتها تقوم بتوضيبها قبل ان تبدأ العمل في البيت كله
نزلت الى الاسفل ودخلت الى غرفة الغسيل ووضعت كمية من الصابون فيها وقامت بتفريق الالوان لتبدأ باللون الابيض اولا وتتركها وراءها

دخلت الى المطبخ والتهت في جذب ما تمكنت من الثلاجة لتحضير ما تعرفه رائعا في الطعام

ورغم الهاء نفسها في ماتمكنت
ما استطاعت ان تضحد طيفه من ضباب الافكار في عينيها
تجد افكارها تصل اليه فتتشوش
تحاول ان تهرب منه من مكان لاخر لكنها لاتستطيع
حسنا لما جعلها تشعر انه فقد فكرة الطلاق مع الريح واشعرها بانه يتودد اليها
تخاف ان يكون ضامرا لها على شر تخاف ان يخدعها ويجعل بعد ولادة الطفل حياتها جحيما
تخاف كثيرا ان ياخد منها لحمها ودمها ويرميها بعد ذلك
انه من عائلة المنصور وهو ذكي ليس بغبي تخاف كثيرا على ابنها منه


وهي في المطبخ اشعرها كل هذا العمل بالتعب
خرجت لتنهي الغسيل وعادت الى المطبخ بعد ان تاكدت من ترتيبها للسلطة
ووضع الاكل لينضج فوق النار وجلست في الخارج على الشرفة لتستنشق الهواء اللذي يجدد الراحة في رأتيها
وفي يدها فنجان من الشاي الاخضر الدافئ

سمعت من الداخل الباب يغلق وصوت عمتها يناديها تركت ما في يدها
ونظرت الى نفسها في زجاج نافذة الشرفة
كانت ترتدي فستانا في اللون الرمادي الغامق بخطوط رقيقة فضية وصندال خفيف جلدي
ونظرت الى تنظيم شعرها الذي سرحته بدقة وعقصته كعكة مرتبة في وسط راسها خرجت من الشرفة الى داخل البيت

ونظرت اليه
نفس الاحساس المرير العميق الذي يزعزع كيانها حبا
لابد من انه بنظراته لايشعر بشيء تجاهها
امر عادي فلقد باتت تتقبل كل شيء منه ببساطة

نظر اليها من فوق رموشه كانت تبدو له الان هزيلة ولم تعد كما كانت تزين وجهها او ....اختفت ثريا التي كان يعرفها معاندة دائما لربما الحمل ما غيرها

قطعت العمة الهدوء تقول:
- عثمان ساتركك الان وساذهب للصيدلية لن اتاخر يمكنك ثريا الاعتناء به ومساعدته في الدخول الى غرفته

قالت ثريا بهدوء:
- اجل عمتي ستذهبين للصيدلية؟؟ هلا احضرتي لي شيء معك يخص الفيتامين الاخير الذي لم اشتره بعد فصاحبة الصيدلية تقول انه لم يجهز

قالت العمة :
- هيا اسرعي بنيتي اذهبي واحضريه سانتظرك

صعدت ثريا وهي تمر بالقرب منه ولم تستطع النظر في عيونه المخترقة تلك فهي ان فعلت شيء فهي تعذبها وتحيرها
لاتعرف كيف تجذب منها الصراحة
ما الذي يظنه وهو يراها هل يفكر فيها بشكل جيد ام انه يضمر لها الشر

قالت العمة لعثمان:
- لابد من انك متعب اتريد الدخول لغرفتك الان؟؟

قال بصوت واثق:
- لا... ساقتصر على الجلوس في الصالة اذا لم يكن لديك مانع

قادته العمة الى الصالة واسندته الى ان جلس
وارتاح اكثر من الجلوس في المستشفى
لاحظ ان هناك تلفاز اشعلته نفيسة واعطته آلة التحكم وهي تنصح بشتى النصائح حتى حولت افكاره الى امه المسكينة لو تعلم بما كاد يحصل له لانهارت هذا السبب فقط ما منعه من الاتصال بها الى القصر

نزلت ثريا من فوق بخطوات خفيفة فانبتها عمتها:
- ثريا لا تقفزي هكذا ليس جيدا للبيبي في بطنك هيا ساذهب ...ارى انك قمت بالاعمال لم ارى راسا كالحجر مثلك

ضحكت ثريا بخفة وقالت :
- عمتي وطبخت ايضا عسى طبيخي يكون لذيذا هذا اليوم حضرت من الاكل الذي تحبين والذي احب والذي....يحبه عثمان

ابتسمت عمتها متوجهة الى الباب تفتحه:
- لاتشغلي بالك ساتي لاكمل التحضير عنك اذهبي للجلوس قرب زوجك

بعد ان اغلقت العمة الباب شعرت ثريا بالنفور واحساس شاق عليها
كيف لها ان تذهب وتجلس قربه
كيف لها ان تستشعر دفئه من بعيد فقط وهي حلمها وامنيتها ان تضمه بقوة قبل ان يضمحل
تنهدت واقتربت من الصالة حيث يجلس منشغلا بالتمعن باخبار في احدى الاداعات الخارجية
اقتربت منه وجلست قربه وقالت تساله:
_ كيف حالك الان عثمان هل تشعر بانك بخير؟؟

قال دون ان يوجه لها اية نظرة :
- بخير

امتدت نظرتها الى كامل ملامحه وحاجب في وجهها مرتفع
كانت تتفحص فكه الصارم وقوة ملامحه انفه ورقة شفاهه
لم يسر الدفئ في اوصالها بقدر ما سرى فيه من القشعريرة التي اخافتها
ابعدت عيونها عنه ونهضت من مكانها
فقال يجمدها في مكانها القريب"
- ما هذا المنظر الكئيب يا ثريا هل هكذا تستقبل زوجة زوجها المريض اشعرتني بان المستشفى ارحم لي من الجلوس بقربك

انصدمت من كلامه وقالت تشاهد نظرته الرائعة على كامل وجهها وجسدها باحتقار:
- انت لن تتغير سواء ارتديت الجواهر ام ارتديت ملابس مقززة اليس كذلك عثمان ؟؟ ارحم نفسك فانا لا ارضيك لنفسك بل لله لانني زوجتك وفرض علي ان اعتني بك وليس لك دخل في مظهري ...

قال بجفاء :
- اذا اردت ارضاء الله فارضيه برضاي واذهبي لتغيري من شكلك اريد ان ارى شخصا نظرا وليس كئيبا هكذا لسنا اروبيين ثريا

نظرت اليه بعمق وشعرت بانه دارة كهربائية تصعقها بدفعات متكررة
قالت باستسلام:
- حسنا لك ما تريد لكن بشرط لا يوجد بعد قرار الطلاق بيننا شيء يقال عثمان لاانوي ابدا اعطاءك مني ماتشاء كن واثقا ابني فقط مايهمني

قال بقسوة:
- لم يعد هنالك طلاق لتعلمي فقط

اللعنة على هذه التي تمنعه من الوقوف وجعلها تبتلع كلامها الجارح
نعم انه يجرحه بعمق كما لو انها تنتزع منه كل الانوار التي تريه الطريق الى الفرصة الاخيرة التي قد تنقد هذا الزواج

خرجت من الغرفة وتركته لايستطيع ان يذهب وراءها تعرف انه الان في موقف مكبل وتفعل ماتشاء
لكنه سيجد فرصة ما يجعلها تطلب منه ان يضمها ولو لمرة
سترى

صعدت الى الغرفة وهي في قمة الغضب
شخص خبيث لايستطيع المرأ ان يفهمه البتة افكاره تجعلها تشك ان كان انسانا عاديا
كبقية الناس

اخدت تفك شعرها بقوة وتضربه بالمشط بسرعة
وضعت من الماكياج بشكل خفيف
وارتدت تنورة تصل الى الركب بطيات منتفخة قليلا في اللون الابيض مع قميص بدون اكمام وبدون حمالات في اللون الاصفر وصندالها الجلدي لم تغيره فهو يريحها

نزلت واختبئت في المطبخ تساعد في تجهيز المائدة
وقالت عمتها التي عادت بعد ان وضعت الدواء في الغرفة التي سيشغرها عثمان
بان تقوم بنقل ما في المائدة الى المائدة في الصالة للغذاء مع عثمان
شعرت ان الوضع يضغط عليها بقوة

دخلت الى الصالة لتضع الاطباق وشاهدت نظرة الاعجاب الهادئة الملتهبة في عينيه
نظر اليها عثمان مندهشا من الاختلاف اللذي جعلها اجمل بكثير مما توقع فهو يراها جميلة غير ان الوضع في انه لن يستطيع ان يلمسها وهو يحتاجه
يعقم عليه الامر
انعشت كيانه وكانها وردة متفتحة بعناية ودقة تامة
ينظر الى هذه المراة التي تحمل ابنه ويحمل لها هذا الكم من المشاعر
فتنته بشدة حتى انه تخلى عن النظر الى التلفاز بل تابع حركاتها وكانه اصبح مهوسا لايستطيع وقف ذلك
نفسه تنزعه اليها فليس له الا ان يستمتع بوجودها هكذا تمشي وتجيئ وتعذبه بحلاوتها العذبة لايدري انه الحب السبب
فان استوطن قلبا يجعله ايلا للانفجار او يجعله يتدمر ويتكسر من الالم وهو يعاني من الاثنين لكنه قوي ويصبر وسيعيد المياه الى مجاريها لكن في الاول عليه ان يبدا في تصفية نفسه من جهتها وبعد ذلك
سيرى ما سيفعله





**********************


المساء
في القصر



بعد العشاء الذي لم تلمس منه الكثير صعدت عبير بعد ان تمنت للجميع ليلة طيبة
صعدت الى جناحها وهي هائمة البال في التفكير التقت في صعودها بجولييت التي قالت وهي مرتدية لعباءة مزركشة سوداء

- مساء الخير ابيغ كيف حالك صغيرتي هل تريدين ان ترافقين لنتمشى قليلا

قالت عبير تشعر بنفسها تحتاج للعزلة:
- اسفة لكني اريد ان ابقى لوحدي قليلا

قالت جولييت ولا يستطيع ان يغلب على افكارها احد:
- تعالي معي اراهن على انك لاتخرجين كثيرا البقاء في المنزل يجلب التافف تعالي ....امسكت يدها تجرها الى الاسفل....هيا

تبعتها عبير الى الخارج واتخدتا طريقا وسط الحديقة الغنية وراء القصر
قالت جولييت :
- انت تخرجت اليس كذلك؟

اجابت عبير بصراحة:
- اجل لكن لما تسالين؟

- لربما تستطيعين العمل بدل الضجر الذي تعانين منه كل يوم

قالت عبير بتفكيرها التلقائي المتمدن:
- انا لا اسعى حاليا سوى لارضاء زوجي وبقائي قربه افضل لي ...لربما انتم الاجانب تعانون من الوحدة والسبب فقط انكم تحبون ان تخرجوا وتكونوا على حريتكم لكن نحن هنا لانشعر بالحرية سوى في كنف عائلاتنا ...وازواجنا

قالت جولييت ملاحظة:
- انت سعيدة مع زوجك كيف كان لقائكما في الاول ؟

قالت عبير تبتسم:
- عاديا رغم انه كان رومنسيا غير انني لم افهم في الرومنسية الا بعد مدة

غضنت جولييت تجلس على احدى الكراسي البيضاء
- لم افهم؟

قالت عبير وهي تشعر انها ليس من الجدي اعطاء اسرارها الى هته الغريبة لكنها قالت :
- اعني اننا تزوجنا والحب اتى بعد ذلك ...لم نلتقي ابدا في اي وضع وانا وهو كنا نعرف بعضنا منذ الصغر اي منذ صغري فهو يكبرني غير ان كل هذا انمحى واختلجت حياتي بمشاعر الحب ...انا الان احبه فعلا وان لاحظتي الحب هكذا يكون طاهرا
الاسلام شيء نبيل سامي ونحمد الله عليه كثيرا فهو يجعل لكل شيء طعما مميزا

حولت جولييت نظرها الى بعيد:
- انا لست وحيدة اعني انا لست وحدي في العائلة لدي اخوين وام واب
غير ان كلا منا اتخد مصارا مختلفا والداي يعيشان في بريطانيا واخواي واحد منهما في سويسرا يعمل في شركة ضخمة للمعلوميات والاخر اختفى تقريبا لاندري عنه الا انه فضل السفر الى احدى الجزر الاستوائية ولم يعد يتصل او يسال التحرر كما قلتي له بالنسبة لنا فوائده وسيئاته لكننا نعشق الحرية على اي شيء اخر

ابتسمت عبير بالغصب فكلام هته الامراة يجلب لاوصالها البرود تنهدت ونهضت تقول:
- علي ان اذهب الى جناحي عمت مساء

قالت جولييت :
- ابيغ شكرا لكلامك معي

اجابت عبير ببساطة:
- لايوجد مايمنع ذلك الى اللقاء

صعدت عبير الى الجناح بسرعة لاتدري لكنها تشعر ان زوجها الان هناك ولربما يتسائل عن مكانها
عند دخولها وجدته يجلس على سريره وقد نزع ملابسه وضل بسروال قصير يريحه من الحر
شعرت عبير ببعض الرهبة فنظرة من عيونه انبأتها بانه كان ينتظر ان تكون في الغرفة وان تحضر له سريره

قال يسالها بصوت يملأه الجفاف والخشونة:
- عبير.. اين كنت ؟

قالت تدافع عن نفسها منه وباضطراب:
- لما تسال سيدي انا لااسالك اين تكون طيلة النهار ...اقصد انا لا اسال ومن ثم انا لم اذهب الى مكان بعيد كنت في الحديقة مع جولييت
في ذلك شيء سيء؟؟؟

شاهدت نهوضه والنظرة المشتعلة في عيونه وشعرت بالخوف يبعث الرعشة في اوصالها
لكن بدل ان يصل اليها قام بدفع الستارة بينهما بقوة حتى ظنتها ستقلع من مشابكها

شعر بالثورة في عروقه كيف لها تكلمه بهته الطريقة
والتي تدل على شكها به والذي يزيد الطين بلة انها مدللة مفسودة ويعترف بخطئه ما كان عليه معاملتها مثل الاميرة
جلس يضرب الوسادة بقوة ويستلقي ليغمض عيونه رغم انها لاتختفي من عقله


ارتعشت عبير من تصرفه
لم يكن ابدا غاضبا منها الى هته الدرجة لربما يريد ان يفرض عليها سيطرته بالكامل لكن ماذا ان هي خرجت ولم تحضر له مايرده كل ليلة ماذا في ذلك
الغضب كما عصف به عصف بها

بعد ان غيرت ملابسها بغلالة في اللون الازرق القاتم تصل الى ما تحت الركب
جلست على المنضدة تسرح شعرها وتشعر باختناق سيء
دلكت يديها بكريم اليدين برائحة الياسمين الزكية ورشة من عطرها الخاص وراء اذنيها وعلى ساعديها ونهضت من المنضدة
تحلل نفسها وتتذكر كلام والدتها الاثنان اوصلاها الى انها اخطئت بشكها بزوجها وجرح مشاعره تلك العاهرة سيئة الخلق اخبرتها وارتها ما ارادت ووصلت الى النتيجة التي ارادت وهي تفريقهما وابعاد الثاني عن الاخر
اقتربت بتحد لغرورها ودلالها التي تعرف انها تبالغ فيه فما عادت بريئة الان وعليها استعمال ما تعلمته في فنون الحب لتصل الى زوجها وتستمد منه السماح والحنان

اعادت شعرها كاملا الى كتف واحد ومررت يديها على خصرها تعدل نفسها واقتربت من الستائر تزيحها كليا
نظرت اليه مستلقيا على ظهره في السرير ولم تتفاجئ من الدفئ الذي سرى في جوانحها فلكم تعشق هذا المتغطرس ولاتستطيع تحمل ان يعاملها بشراسة وجفاء بل تريد ان يدللها كما كان
شبه ادمان او تعود

قالت تقترب من مكان نومه وقالت بصوت مغناج:
- سعيـــــــد ...سعودتي

جلست على الزربية قربه ووضعت يدها على كتفه تحركها بطريقة مستفزة:
- سعيد حبيبي استفق ولاتدعي النوم استفق

امسك يدها وهو ينظر اليها من بين رموشه السوداء بنظرة تتطاير شررا:
- هل جننت دعيني عنك يا عبير فلست حمل تصرفاتك الطفولية اتفهمين

علمت انه غاضب
عليها الا تصاب بالياس وتزيد جرعة التصالح بطريقة اكثر:
- حبيبي سعيد انا آآآآآآآسفة ...انا مخــــــــطئة فلقد كنت زوجة سيئة وان بعد الظن اثم
لكن افهمني انا قلبي ينبض بك حبي فكيف لي الا اغار من شخص مثلها

احس بموجة من المتعة واستند على يده فوق ذراعه القوية ينظر اليها بكسل وقال:
- وماذا تعنين؟

قالت تلوي الخصلات من شعرها على اصابعها بدلال:
- اقصد انني اسفة لظني السوء بك اعرف انك شريف ونزيه حبيبي واسفة ايضا لاني لم اكن هنا عند مجيئك واسفة....

اوقفها مغضن الجبين بصفحة يده:
- كفى ...تريدنني ان اصدق بعد هذا ان الاعتذار نابع من قلبك ومن ثم لما ذهبت مع تلك المراة الى الحديقة الاتخافين من ان تجرك الى عالمها

قالت بصوت رقيق :
- لست بلهاء لكنها لربما شعرت بالوحدة تعرف انهم وطباعهم من يخلق ذلك ولم اجد ضررا في الكلام معها....

قال سعيد ولايزال في نفس وضع الملامح الغاضبة لكنه يخفي بها استمتاعه بتدللها وغنجها اللذيذ:
- حسنا فلنقل انني تفهمت لما جلست وتكلمت معها لكن ما اريد ان افهمه كيف سامحتني انا لا استطيع ان اتغاضى عن كلامك المسيء الى شخصي يا حضرة السيدة

اقتربت منه اكثر وغرست اصابعها برفق في شعره الكث تقول:
- انا احبك سعيد واصدقك سعيد ولا استطيع ان اعيش من دونك حبيبي فلا تكن قاسيا علي

قال ينتعش بلمستها الرقيقة التي استقرت على فكه استنشق انفاسها القريبة منه بلطف وقال يهمس:
- اذا راضيني ....ام تريدين ان ابادر اولا

ابتسمت بخجل وقربت راسها لتدفنه في صدره وساعدها لتستلقي في السرير الضيق قربه وكل منهما ينعم بدفئ الاخر له




*********************



في طنجة
وفي منزل العمة



بعد ان صعدت العمة لغرفتها تركت ثريا في الاسفل تحضر الغرفة السفلية لعثمان فهي لاتنوي ان يشاركها غرفتها تحت اي ضرف من الضروف
ويعلم انها اوصلت له الرسالة شفهيا في الصباح

دخلت وهي تجر كرسي عثمان الى الداخل وتوقفت تاركة اياه لتحضر له الشراشف النضيفة على السرير
قال يسالها:
- ما الذي حصل للسيارة والملابس التي فيها فلا انوي البقاء بهذه

قالت ثريا دون ان تنظر اليه وهي تلتهي في وضع الشرشف وتعديله على السرير:
- احضرناها عثمان وقد سبق ورتبت الملابس الخاصة بك في الخزانة

قامت بفتح الشرشف وتعديل المخدات الاربعة
واقتربت منه بقلب نابض تقول:
- هلا استندت الي لكي اضعك على السرير

قال ونظرته لاتبرحها
- تفضلي

ساعدته على الوصول الى السرير
وشعرت ان اللمسة على خصرها يتعمد جعلها جريئة
نظرت اليه بشيء من التوتر والغضب لكنه لم ينزعج بل نظر الى الخزانة يقول:
- ثريا احضري لي قميصا ابيض طويل لارتديه فلا اشعر بالراحة في هذا السروال

اقتربت من الخزانة وجذبت قميصا ناصع البياض ومدته له
فنظر اليها بتمعن والى القميص في يدها ليقول بشيء من العجرفة:
- هل تريدين مني ان ارتدي القميص وحدي هل ابدوا لك في وضع يسمح بذلك

قالت تشعر باللون الاحمر يغزوا خدودها:
- حسنا لا اقصد شيء
ساساعدك عثمان فلا داعي لتكبرك هذا ...الا تستطيع نزع الملابس وحدك

قال باستهزاء:
- طبعا سافعل ... لكن ثريا ماهذا الاستهبال الذي تلعبينه علي تدرين انني عاجز الان ...فساعيني من دون نقاش

كان يقسوا عليها فقربه يالمها يعذبها لانها تحبه
ولانها تشعر بدفئه التي تحرم الان منه ويحرم ولدها منه
وتتذكر القسوة التي تعانيها منه فهو لايرحم مشاعرها ابدا

كانت تخاف ان تنهار فمع التماس اصابعها لصدره النامي شعرا اسود واكتافه العريضة القوية كانت تجزء لجزيئات ضئيلة يصعب جمعها

قال بعد ان ارتدى القميص الابيض الطويل الى كعبيه:
- والان هلا جلبتي لي دوائي فانا اريد ان انام ...وهناك شيء اخر لكن احضري الدواء اولا

لم تستطع ان تنظر اليه لم تعرف انها كالعبدة
يعاملها بهذا التحكم الكامل وهي لاتفقه كيف تستطيع ان تجد لديه نقطة ضعف واحدة تستطيع بها ان تالمه ايضا


كان عثمان بالخلاف عنها يتمتع في تعذيبها واذاقتها مرارة الكلام الذي تفوهت به
يبتسم لنفسه يعرف جيدا انها تموت عشقا به لكنها تتضاهر بالقوة
سيعرف بالتروي كيف يخترق حصونها المنيعة التي صنعتها منذ لقائهم في افران
نظر اليها وهي لاتزال بالملابس الفاتنة التي ارتدتها في الصباح
شعر بالنصر لانه قادر على ادارتها متى شاء الى حيث يشاء
لكنه يعلم ان لها ايضا قوة غير ضاهرة في مجابهته

مدت له الاقراص وتتبعها بالماء وهمست بصوت منخفض:
- بالشفاء ان شاء الله

قال يجيب:
- امين...ثريا ..هلا اقتربت من فضلك

نظرت وحاجباها يشكلان قوسا فوق وجهها المشع بياض وصفاء:
- ماذا عثمان ليس لانني اساعدك تقفز الى استنتاجات انا لم ولن....

قاطعها يتكئ بعجرفة دون ان يوليها اهتماما :
- انا لست اهتم بك الان فتعالي اريد ان اهمس لابني اريده ان يتعرف الي

قالت في نفسها:
- ابنه حسنا هذا ما كنت خائفة منه انه يريد ان يتعرف على ابنه ولايهمه امه يا له من رجل خبيث

اقتربت تجلس قربه بعد ان تركت صندالها على الارض
شعرت به يميل عليها وانفاسه قرب جدعها وصعقتها اللمسة التي منحها لبطنها
انه يمنحها لابنه وليس لي كم انا سخيفة

قال يهمس:
- انه هنا المسكين ...لا الومه لابد من انه دافئ اليس كذلك ايها الصغير ههه لا اصدق انه في الشتاء القادم ان شاء الله سيكون هذا الصبي او الفتاة بين يدي سبحان الله اضن انه سيكون ...خارق الجمال

كانت نظرتها بعيدة ولم تشعر بنظرته على ثغرها واكتافها وتابع يكلم ابنه ويرسل له الغازا تتعلق بثريا وهي تسمع وتشعر بشيء يدعى الغيرة وكانها تشعر بالغيرة من ابنها
لكنها نفضت الفكرة من دماغها

قالت بجدية:
- اريد ان اذهب للنوم

قال بشبه ابتسامة وعينه لاتبرح وجهها مفتونا بها:
- اذهبي واتركي ابني لم انهي الحديث معه بعد

نظرت اليه باندهاش وابعدت نظرتها عنه مجددا
لمسته على بطنها كان لها وقع الخذر على نفسها وقلبها ينبض سعادة نوعا ما لانه تقبل الطفل على الاقل من دون اية مشاكل ويهمس له
الان فقط تستشعر مواقف النساء وكيف تشعرن بالحاجة لدفئ يد الزوج او قبلاته على البطن او وضع راسه عليه فلكم تبدو رائعة

لكن كيف لها ان تستمتع بهذه المواقف وهو لايعتبرها شيء
بينما يهمه ابنه فحسب

قال يصارع المشاعر المتوهجة في جوفه كالنار الملتهبة وقبل اطراف اصابعه ووضعها على بطنها ببطئ وقال:
- اذهبي الان

نظرت اليه بكسل تقول وقد حملها فوق بساط مشاعر تشتاق اليها :
- ماذا...؟؟؟

قال بجدية يرتاح اكثر على المخدات:
- اذهبي ثريا واعتني بطفلي جيدا ...اه على فكرة غذا احضري الى غرفتي كل ملابس ابني لايجب ان تحتكريها لك وحدك

شعرت وكانه يخرق قلبها بسيف:
- لعلمك عثمان انه ابننا اي ابني ايضا والملابس اشتريتها من مالي فلايحق لك ان ....

قاطعها لسبب وجيه:
- ستحضرينها الى هنا ولاتخفي شيء اذا اردتي تخيل شكل الطفل وتلك الاشياء فلن تفعلي ذلك وحدك اريد ان اتخيله ايضا فهو ابني ام بطلبي هذا اكون شريرا ومتكبرا

تركته تقول:
- تصبح على خير سيد عثمان

وصفقت الباب بقوة
خرجت من بين شفاهه تنهيدة قوية كان يكتمها فهي ان دلت فستدل عن مدى تعاسته
ان هو طلب منها ان تحضر الملابس فلكي يخلصها من شيء اسمه هوس
يخاف ان يقدر للطفل ان يسقط وهذا ما لايتمناه لكن ان قدر فلايجب الا ان يرضيا بحكم الرحمان
لكنه لن يستطيع تحمل ان يراها تنهار والا تتحمل وترفض الصمود





******************



في اليوم التالي



في الاسطبلات
وبالتحديد في مكتب عبد الصمد
كان اليوم بالنسبة له من سائر الايام التي مضت اصبح يراكم الاعمال بجدية اكبر لكي يستطيع التفرغ للزواج بسهولة
وراحة بال

لايدري لما يشعر بان الوضع الان اصبح في غاية الحساسية
اولا جولييت التي ظنها ستذهب في وقت مبكر فهاهي الان تبقى الى اسبوعين
يشعر بالضيق من الموقف الذي يتذكر فيه زوجته فحتى انه لم يفعل شيء يسيئ في امر في ذلك اليوم
لكن هند غضبت ويشعر بالقلق ان هو اخبرها بان الاجنبية ستبقى هنا اسبوعا اخر

اما الامر الاخر الذي يشعره بان اعصابه تكاد تنفجر
الامر المتعلق باصل هند لم يشعر بالغضب من امه كما يشعره الان انه يحبها
لكن ان تفرق بينه وبين من يحب لاجل الاصل فقط سخيف لدرجة لاتصدق
يصلي ويدعوا كثيرا لكي لاينفضح اصل الفتاة ويوضع حد لزواجه بها
ان حصل ذلك فقد ينهار هو الجبل الشامخ الذي يعهده رجاله من اصلب الرجال في العائلة

قال يحدث نفسه:
- يجب ان يسير كل شيء على مايرام

سمع رنين الهاتف قربه وطالع فيه برهة ليمسكه ويقوم بالاجابة:
- السلام عليكم من معي؟

تكلم الرجل العجوز :
- اهلا سيد عبد الصمد كيف الاحوال ؟

نهض عبد الصمد يلتف على المكتب ليسند طوله على حافته :
- بخير سيدي وانت ؟

اجاب الرجل:
- باتم الصحة والعافية كنت اتصل لاستعلم عن جولييت واحصنتها فالانسة لم تتصل بي منذ ذهابها عنكم وضننت انها سحرت بشيء ما

كان يعني شيء محددا بكلامه
فقال عثمان بدهاء:
- لاسيدي لااضنها سحرت بل فقط الاحصنة من تاخد وقتها بل لربما هي فوق المهووسة بها تراها الوقت كله وتاكلها من يديها وتريد ان تعود الى المزرعة عندك باسرع وقت ...لكن يجب ان تصح الاحصنة اولا ويمكنها العودة بعد ذلك

قال العجوز يبتسم:
- هلا اخبرتها باتصالي

قال عبد الصمد:
- ساناديها ان اردت محادثتها

قال العجوز:
- الوقت غير مناسب وانا لدي ضيوف كثر على اي اخبرها باتصالي وساكون شاكرا لك مع السلامة

ابتسم عبد الصمد ابتسامة جانبية تدل على تملله من هذا الرجل والاجنبية التي بدات تضهر شيء مما يسميه مخالبهن الذهبية لتغويه لكنه بغنى عن اغواءها فهو مكتف بعصفورته ولايتخيل حياته مكتملة الا بها
فكيف بامه ان تكون قاسية عليه الى هته الدرجة
لايريد ان يجرحها من حيث اصلها ولايريد ان يذكرها به
لكن من يضمن تصرف امه تجاهها

دخلت في تلك اللحظة جولييت تغلغل يدها في شعرها بدلال وتنظر اليه باغواء
فابعد نظره عنها يعود الى مكتبه يقول بعجرفته المعتادة:
- السيد يريدك ان تعلمي انه اتصل ويتمنى ان تسرعي في العودة اليه

وضعت يديها على المكتب تميل عليه:
- هل اخبرته انني وجدت ظالتي هنا

قال بغضب مكبوت:
- هلا فعلت انت ذلك خذي الهاتف واخبريه بنفسك

اقتربت تضع يدها على كتفه:
- اخشى انني لا اعرف الرقم هلا ركبته لي ابد

نفض يدها بسوطه وشعرت بالالم فيهما
ونهض بهيبته وطوله يكاد يخنقها من مكانه:
- استرجعي الرقم لحالك يا ...جولييت

خرج من المكتب بعد ان اغلق الادراج وتركها
شعرت انها منبوذة فامثالها يعيشون على الفسق نعود بالله منه
فلاتكتفين بشخص واحد
اللهم استرها معنا يارب
المهم انها شعرت بعد هذا الكلام الجاف منه بالخواء فاخدت الهاتف وبحتث فيه ووجدت ما كانت تبحث عنه
ركبت الرقم وهي تقضم اضفرها بدون اذيته طبعا

عندما سمعت الهاتف يرفع اطلقت ضحكت رنانة:
- ههههه ابد الصمد انت مضحك فعلا ..اوه...اه الو مزرعة السيد ...

قالت هند التي شعرت بلون وجهها يتحول الى القرمزي فلم تجب الا لانها تعرفت على رقم حبيبها:
- الو من انت ...هل انت تلك الاجنبية الوسخة

سمعت هند جولييت تقول وكانها تكلم احدهم:
- لابد من انني اخطئت حبيبي ....او اسفة عزيزتي اظنني اخطئت الرقم

اغلقت جولييت الهاتف بغنج وهي تتنهد بدلال
ومحت جريمتها بذكاء شيطاني
وخرجت من المكتب بسهولة تامة تتمايل كالهرة
حظ يحالف الباحثين عن الشر

وضعت هند يدها على فمها حتى احمر من قبضتها عليه
واعادت السامعة وكل اعضائها ترتجف صعدت الى غرفتها بسرعة وتجاهلت منادات ايوب لها
واستلقت على سريرها تبكي كالمجنونة في حالها





****************



في القصر

بعد الافطار



توجهت كل من مليكة وابنتها السعيدة اكثر من السعادة نفسها
دخلاتا الى المطبخ للشروع في طبخ الاكل للغذاء
اما بالنسبة لفاطمة فقد اخدت الهاتف من على الطاولة الصغيرة
وانصرفت الى حيث يمكنها التكلم بدون ان يسمعها احد

ركبت رقم منزل السي محمد وانتظرت لفترة الى ان اجابت صفية:
- الو السلام عليكم من ؟

قالت فاطمة بشموخ ظاهر:
- انا فاطمة زوجة سليمان المنصور هلا اعطيتني سيدتك رشيدة واسرعي ليس لدي الوقت كله

قامت صفية تصعد الى فوق حيث تتواجد سيدتها تضع الملابس قربها وتقوم بطيها :
- ما الامر صفية؟

قالت صفية:
- انها السيدة فاطمة المنصور تريدك على الهاتف

قالت رشيدة بهدوء:
سانزل حالا

وضعت رشيدة ما في يدها ورفعت حجابها على راسها ونزلت الى الاسفل لتستقبل المكالمة وهي تتوجه بالهاتف الى الصالون

- الو السلام عليكم كيف حالك الغالية فاطمة كيف الاحوال في بيتكم؟

قالت فاطمة وهي تشعر بعدم الرضى لانها تحدثها:
- كلنا بخير الحمد لله المهم الان اريد ان احدثك في موضوع زواج ابنائنا او بالاحرى ابني من الابنة التي تبنيتها...اعني هند المهم اريد ان اخبرك انني سامر في الغذ عليكما لكي نقوم بالذهاب الى الدار البيصاء وتجهيز الذي يمكن تجهيزه للعرس

قالت رشيدة التي كادت تبتلع لسانها والحزن هاجمها من افضل صديقة لها:
- اسفة يا فاطمة لانك علمت بان هند تكون ابنتي بالتبني لاني فقط ربيتها اتمنى الا ياثر هذا على صداقتنا فهي تضل هند صغيرتي التي اشعر وكانها تكونت في احشائي انا عاقر ولا الد واتمنى ان تتفهميني فانت ام

نهضت فاطمة ترفع حاجبا بتكبر لاتستطيع عليه امرا:
- اجل اتفهمك واتفهم الامر لكن مالا افهمه لما الكذب علينا حسنا كنتما تخفيان عنها الامر
لكن ما ذنب مولاي عبد الصمد في الامر تدرين انه يستحق ان يرتبط بصاحبة اصل ونبالة وفي مجتمعنا الناس لاترحم فان خرج خبر انها ليست ابنتكما الحقيقية فقد تنتهي صمعتنا في الطين وهذا ما لانريده لا لنا ولا لك

شعرت رشيدة بالاهانة الشديدة وكانهم خيروا صديقتها بين ان تخنق او تذبح فبدل ان تنقدها من احباطها فعلت الامرين بنفسها جعلت قلبها الرقيق رغم سنها ينزف هي امراة شريفة ونبيلة وابنتها ليست الا صورة طبق الاصل عنها فكيف بامراة مثل فاطمة ان يخرج منها هذا الكلام

قالت فاطمة بصوت ناعم:
- اعلم انني قسوة عليك يا رشيدة لكن اعلمي فقط انني اشبه الهرة التي تدافع بشراسة عن اولادها واولادي هم نظري فان فقدتهم او مسهم احد بضر قد اصبح شريرة لابعد حد

لا لا هذا غير معقول كيف لرشيدة ان تسلم ابنتها لهته العائلة
ولكن كيف لها ان تطلقها منه وهي تعلم انها تحبه
لكن كيف لها ان تطلقهما وهي تعرف ان ابنتها سيتأذى شرفها وقد لا تتزوج بعد ذلك فقد يظن الناس بانها كانت غير شريفة ولذلك تركها عبدو
او قد يظن البعض انها عاشرته قبل الزواج
كانت الافكار السوداء حول كيف تحمي ابنتها تدور كالزوبعة في راس رشيدة فقالت:
- انظري يا فاطمة انا اعرف انك سيدة مجتمع راقية
انعم الله على ولديك بالزواج من بنات عمتهما من اصلكم تماما
لكن بقي عبد الصمد وهو رجل قوي قادر على معرفة مصلحته انه يعشق البنت وياتي اليها كل يوم تقريبا بل هي تموت حبا فيه تذكري انت وزوجك وانا وسي محمد ما الذي جمعنا في الزواج غير الحب فان انبثر وهو في ريعانه قد يتاذى الاولاد لمدى الحياة والجرح في سنهما صعب ان يندمل

قالت فاطمة بجفاء لتعود الى جلستها الاولى وهي تشعر ان ابنها يخونها بزيارة الفتاة وراء ظهرها :
- اخبريني الان هل موافقة على الذهاب ...لكن طبعا موافقة يا رشيدة فليس لديك خيار وللاسف لاجل ولدي ولاجل انه طلبني سازوجه بها لكن لو فقط لم يحبها لكانت الان طالق وهذا فقط بسبب الغضب الذي في نفسي عليك لانك كذبت علي انا اعز صديقاتك يا رشيدة .... الى الغذ ان شاء الله


عند اقفال السماعة في وجهها شعرت رشيدة بانها تموت حسرة على نفسها وعلى ابنتها الهذه الدرجة استخسرت فيها الدنيا سعادة ابنتها
استغفرت الله كثيرا ثم نهضت لتعيد السماعة الى مكانها

نظرت الى فوق لتشهد نزول ابنتها المحجبة مسرعة واقتربت من الباب لتفتحه
فقالت رشيدة وهي ادرى بتربيتها لابنتها عن نوع الاحساس الذي يظهر من ملامحها لكنها تعلم انها تزوجت الان ولابد لها اسرارها مع زوجها :
- الى اين هكذا هل اعلمت زوجك بخروجك؟

قالت هند بصوت مبحوح:
- ليس علي اخباره بشيء فاصلا انا ذاهبة اليه السلام عليكم

ردت رشيدة تقفل الباب وراءها:
- وعليكم السلام


بعد وصول هند الى مزرعة المنصور بسرعة هائلة
توقفت السيارة ونزلت منها تصفقها بقسوة
وذهبت لترى ان كان زوجها في مكتبه وفعلا وجدته
دخلت وصفقت الباب بقوة فنظر اليها عبد الصمد وقال بين الدهشة لوجودها والدهشة لما يعلو وجهها:
- هند ....ماذا بك وما الذي جاء بك الى هنا؟؟

قالت تقف امام المكتب وهي تقول ووجهها يعصف غضبا:
- اتصلت بي من هنا من رقمك وكنت معها عبد الصمد ..كيف كيف تفعل بي انا ذلك ...كيف تدمرني كيف ؟

نظر اليها وشيء من عدم الفهم يمسح على وجهه:
- هند ما الذي تقولينه وقبل اي شيء اجلسي واستنشقي الهواء جيدا لانك تخيفينني بهذا الوجه

نهض من مكانه واقترب منها لكنها نفضت يديه عنها:
- عبد الصمد اريد توضيحا الرقم من هنا من المزرعة صعد على الهاتف هذا الصباح وسمعت ...سمعت صوت تلك الحقيرة الاجنبية تكلمك وتقول حبيبي ...."صرخت "...فلا تقل لي انني كاذبة اللعنة عليك وعليها تبا

قال بصوت صارم اعادها الى وقت مضى:
- هند اجلسي حالا والا استعملت طريقة سيئة في اجلاسك واقسم ان قساوتي لن تعجبك وستترك عليك كدمات شتى فاجلسي

تقدم من الباب يقفله بالمفتاح ويضعه في جيبه وهي تجلس في مكانها ويعود اليها قائلا يجلس على الطاولة جاذبا الكرسي لتكون هي بين ساقيه حتى ان الحرارة غزت خدودها من الخجل:
- هيا الان اخبريني بالتفصيل ومن دون صراخ من اتصل بك وماذا اخبرك؟؟

قالت تشعر بالتوتر يهزها تحت نظرته وطغاوة رجولته القوية:
- انا ...انا كنت اتفرج على التلفاز في الاسفل مع ايوب...ووردني اتصال رأيت الرقم وهو هذا الرقم الذي تتصل بي منه...عندما اجبت سمعت شخصا امراة تتكلم وهي تضحك وتقول ابد الصمد حبيبي وبعدها قالت اسفة الرقم خطأ شيء كهذا ....فهمت انها تتصل من هنا من هذا المكتب وانها الخبيثة جولييت

قال بشيء من الدفئ وابتسامة تعلو وجهه الوسيم:
- وانت صدقت ؟

قالت تنظر اليه بغرابة :
- اجل ...ما...لست...

قال ينظر اليها بخبث:
- تعالي وتاكدي بنفسك هيا

نظرت اليه وهي تقول :
- اتي ؟؟

قال بجدية يامرها :
قفي الان واذهبي الى الهاتف وابحثي عن الرقم الذي ركب ان كان الخاص بك...ولتعلمي انني لست الوحيد في هذا العالم الذي خلق اسمه عبد الصمد ويمكن لاي احد ان يلعب بمشاعرك

نهضت فعلا واقتربت من الهاتف تبحث وهي تشعر بالخجل من نفسها ونظرت اليه يقترب منها والخطر في عيونه السوداء النارية:
-لا اجد اي اتصال

قال يمسك يدها ويقول:
- انا كنت هنا للإعتراف فقط....وكانت جولييت معي ولكن السبب في تواجدها ان ذلك الرجل الذي ارسلها من اتصل بها ولكنها لم تكن موجودة
وعندما اتت اخبرتها باتصاله

امسك بالسماعة واراها الرقم واتصل به رغم احتجاجها على انها صدقته:
- الو السلام عليكم سيدي كيف الحال اخبرك ان الانسة جولييت قد وصلها خبر اتصالك وهي تود ان تتصل بك ايضا ...الم تفعل...ها ...المهم ستفعل اذا في ما بعد على الارجح....هناك شخص انا في غاية السعادة يا سيدي لوجوده الان بقربي فهلا قدمت حضرتك التهانئ لزوجتي هند بزواجنا القريب

اعطاها عبد الصمد الهاتف هي تشعر بالحرج من تكذيبه وقالت:
- الو ...شكرا لك مشكور سيدي هذا لطف منك....ان عبد الصمد في عيوني ...اشكرك

اعطت السماعة لعبدو وهي محرجة ممتقعة اللون ووضعها على الهاتف
فقالت تتوسله:
- انت لست غاضبا مني عبدو ؟؟

قال عبد الصمد يفكر في جمع قطع البوزل وهو يعود وراء مكتبه ليجلس:
- انا لست غاضبا منك عمري لكني افكر فقط ...ولا انكر ان كلامك وطريقة دخولك غير مأدبة البتة جعلتني اضن اننا من تربية الشوارع

قالت تقترب منه بخجلها الذي يجعله في قمة السعادة لضمها:
- اسفة يا عبدو والله انا لو لم اكن احبك لما فعلت ما فعلته وبالخصوص عند نطق اسمك تماما كما نطقته تلك المراة لكنني الان نسيت فلا تحزن من كلامي

قال بحبور يجرها من يدها ليجلسها في حضنه:
- روعة غيرتك وخجلك يكادان يفنيانني ويصرعانني جنونا من اين لك خضرة هته العيون يا الله عليها... تسحرني

قالت تبتسم:
- الحمد لله خلقني الله جميلة لاعطى على طبق من ذهب لك فعليك ان تشكر خالقنا على ذلك

قال بهمس:
- الحمد لله حلالي يفوق الخيال






********************



بعد ساعة الغذاء بالقصر



كان قد صعد عبد الصمد وسعيد الى مكتب جدهما لبحث الامور المالية والى ما تصل اليه المزرعة من تطورات
وكل منهما سعيد والانشراح باد على محياه
الحب يلطف جو الانسان بل يجعل شعلته دائمة لاتنطفئ ابدا


قبل ان يصعد سعيد كانت عبير تقف امام المطبخ تنتظر بزوغ شمسها من المجلس
وجهت له نظرة فيها غنج وتلاعب وابتسامة تكشف عن ما في داخلها
وعندما لاحظت عبد الصمد معه خجلت وتوقفت عن النظر
غير انها نظرت الى زوجها مرة اخرى ولاحظت انه يغمزها
فقد علمها طرقا غريبة في التواصل اي شيء بينهما يتواصلان به بحركة فتدري ويدري انهما ليسا وحيدين في هذا المنزل
ولكن عبير تجد الامر كبير في التسلية ومثير ايضا ان تكون الامور رائعة وان تكون الحميمية بينهما الى هته الدرجة لكن لا احد يفهمها غيرهما يجعلها ذلك تضحك بشكل يستطيع ان يفضح امرها

ارادت الصعود الى جناحهما لتبخره قليلا بالعود
لكن امها قالت تناديها:
- عبير الى اين ؟؟؟تعالي علينا ان نتصل باختك لنطمئن عليهما

شعرت عبير ببعض الاحباط لكنها تعلم ان البعد يولد المحب اكثر
قالت تجيب امها:
_ حسنا ساضع المبخرة واتبعك امي

بعد لحظات كانت عبير تتبع امها الى المجلس وقالت لها وهي تنظر اليها حاملة الهاتف:
- امي ساتصل بها على رقمها الجديد

جلست امها قربها تنتظر ان تركب ابنتها الرقم والمشكلة انها لحد الان تشعر بالخوف من ان تعلم امها بمستجدات ثريا وحياتها
اجابها صوت ناعس:
- السلام عليكم

قالت عبير بمرح لتشعر امها بما تعانيه ثريا:
- اهلا بالعروس الهاربة من القصر كله... لا اتصال ولاشيء

نهضت ثريا بتكاسل تثائب وتتمطى كقطة كسولة:
- يا لك من مزعجة اليوم فقط احصل على الراحة عبيرة مجنونة انت لتزعجي ...امراة حامل في شهرها الاول

قالت عبير تبتسم بمرح اكبر:
- يارب اتمنى ان اكون مثلك انا ايضا اشعر بالسعادة لاجلك

قالت ثريا تقف ببيجامتها الوردية الحريرية وتلمس بطنها:
- لاتدرين كم انا سعيدة تدرين شيء.. عدلت انا وعثمان عن فكرة الفراق او الطلاق ليس بالوقت الجيد لذلك والطفل يحتاج لوالديه وساتحمل المر من اجل ان اراه وسابقى بقربه ما حييت ان شاء رب العالمين

قالت عبير تسالها دون ان تدير شكوك امها اليها:
-اخبريني هل هو سعيد مثلك؟

قالت ثريا تبتسم لذكرى دفئ يده على بطنها :
- اجل وقد احبه خلافا على ما ظننته ...اه لم اخبرك انه حصلت له حادثة كادت ...يا الله ...كادت تودي بحياته لكن الحمد لله الذي ادام الله في عمره وهو بخير ارجوك... لاتخبري احدا حسنا

قالت عبير وهي تسمع الحاح امها على اخد السماعة:
- المهم الحمد لله يا ثريا الحمد لله ...هههه وخدي امي تريد التكلم معك

قالت مليكة بابتسامة واسعة تكاد تفر الدمعة من عينها:
- اهلا بنيتي يا صغيرتي كيف حالك يا ثريا؟

قالت ثريا وهي تشعر بالحنين لحضن غاليتها وهي تقول:
- امي اتوسل اليك سامحيني على ما مضى وما هو قادم ان شاء الله ...انا اتفهم مشاعرك فقد اصبحت اما انا حامل ماما حامل

ضحكت الام وشعرت عبير بامها سعيدة حتى البكاء:
- اه يا غاليتي وكيف انت ...هل...هل تعتنين بنفسك... كيف احوالك؟

قالت ثريا تبتسم وهي تعود للفراش لتجلس عليه بهدوء:
- بخير يا احلى واغلى الامهات على وجه الارض اشتاق لرائحتك امي

قالت مليكة:
- عليك اذا ان تاتي انت وزوجك الى عرس عبد الصمد اخبري عثمان بذلك الاسبوع المقبل عليكما ان تاتيا ارجوك اشتاق لتواجدك بحضني بنيتي ..آآآآآه...

قالت ثريا تريد ان تبعد الحزن عن امها فقالت:
- فليحفظك الله من الآه يا اماه سناتي في الاسبوع المقبل ولن نتاخر الموعد في اي يوم؟

قالت مليكة :
- يوم السبت لاتنسي...والان صغيرتي كيف حال الصغير اخبريني وبصراحة وان احتجت للسؤال عن اي شيء فاساليني انا والمثل المغربي يقول<<سال المجرب لاتسال الطبيب>>

قالت ثريا تضحك:
- حاضر امي ساخبرك بكل شيء ان شاء الله انا بخير وزوجي كذلك

قالت مليكة :
- هاته لي لاكلمه فهوابن الغالي سليمان

قالت ثريا تبعد العبوس عن وجهها وكأن امها تنظر اليها الان:
- لا انه في الحمام يستحم<<استغفر الله من كذبتي>> في المرة المقبلة حسنا

قالت مليكة بحبور وشجن:
- ابنتي اتمنى لك حياة سعيدة مليئة بالراحة والهناء عزيزتي الحمد لله ستاتين الى هنا وساعتني بحملك فلا تخافي

قالت ثريا تلتفت الى الباب حيث تواجدت عمتها :
- حسنا امي ساقفل الان مع السلامة حبيبتي دعاءك لاتنسيني

بعد ان اقفلت الهاتف الخلوي
سمعت عمتها تقول:
- من كانت هل تلك مليكة كيف هي؟

قالت ثريا تطمئنها:
بخير تسال عني وعن عثمان فاخبرتها باننا بخير ...هل اردتني يا عمتي الغالية

قالت عمتها تبتسم:
- اجل زوجك يريدك فانزلي اليه لتساعديه في الخروج من الغرفة

قالت ثريا تمسك ظهرها :
- تدرين اشعر عمتي بالتعب فعلا ...اتمنى ان يشفيه الله بسرعة

قالت العمة:
- ان كنت تشعرين بالتعب فابقي في السرير وانا ساتولى اموره

قالت ثريا تنهض دون ان تلقي نظرة على شعرها المشعة وبيجامتها التي تضهر جدعها مع بداية صدرها :
- لا ابدا سانزل لاخرجه الى الشرفة ولكي يستنشق هواء البحر اللذيذ هنا وانا ساعود للنوم اشعر ان النوم في العالم كله لايكفيني

ضحكت عمتها وتوجهت الى غرفتها
بينما نزلت ثريا بهدوء الدرج
دخلت الى غرفته حيث وجدته كما تركته بعد صلاة الظهر بنظارتيه وشعره المرتب وقميصه الطويل المفتوح عند الصدر يقرأ القرآن
قالت تعلن وجودها:
- احم..عثمان ...ناديتني

نظر اليها وفقد الرغبة في الكلام
فلقد سحره منظرها وخدودها المحمرة من النوم
وجسمها الملفوف باهمال في بيجامتها الحريرة في لونها الوردي
واحمرار شعرها زاد من فتنه كاملا
فقال اخيرا وهو يزيل النظارة ويضعها على المنضدة الصغيرة قربه والقرآن ايضا وقال :
- اردتك ..اجل لكي تساعديني في الخروج من هذا السرير

اقتربت منه والكسل باد على محياها اسندته ليجلس وفعل شيء لم تتوقعه ولا هو توقعه جذب خصرها اليه وقال:
- كيف حال ابني الصغير؟.... هل نام دافئا؟

وضع راسه على بطنها يدعي انه يسمع:
- اخبرني هل ادفئتك جيدا...جيد... لابد من انه محظوظ

نظرت اليه وقالت بصعوبة:
- لقد سلمت على ابنك والان هلا اعطيتني ذراعك لاجلسك على المقعد

نظرته القاسية اجمدتها كم تهاب هته النظر التي تتغير بسرعة
قالت لتغير مجرى تفكيرهما:
- تدري اتصلت بي امي وهي تقول ان صهري عبد الصمد سيتزوج في الاسبوع القادم وعلينا الذهاب لحضور زفافه

قال عثمان مغضن الجبين:
- اتمنى انك لم تخبريهم بحادثتي والا لفزعت امي والغوا كل شيء

قالت تساعده في الجلوس وتدفعه:
- لم اخبرهم بشيء غير عبير وهي لاتتفوه بكلمة...المهم يجب ان نعود في الاسبوع المقبل الى هناك

قال عثمان وهو يتوقف في الشرفة ويقول:
- اجلسي قربي في احدى الكراسي يا ثريا

قالت :
- لكن ارجوك يا عثمان اريد العودة الى النوم فلنتحدث في وقت اخر ..اعرف ان المهم الان هو الطفل والطفل في بطني فلا تخف سافعل كل ما تجده مناسبا
من اجله فقط سابقي على هذه العلاقة
فلم انسى انك عيرتني بما يكفيني واهنتني ...

قال يقاطعها بحدة:
- ثريا ليس لاني الان عاجز تستطيعين قول ما تشائين لا يعطيك الحق في التطاول على شخصي يا سيدتي المحترمة فالزمي حدودك والمرة المقبلة تذكري مركزك اذا اردتي ان تبقي قرب هذا الطفل فالافضل ان تكوني مطيعة وان تحترميني مفهوم

شعرت بارتباك هزها واخفضت نظرتها بعيدا عنه اخدت الكرسي وجلست
ليتحدثا لم تستطع ان تنظر اليه
وهو شعر انه يزيد الطين بلة ومن دون فائدة ترجى
- انظري ثريا هناك الان من يربطنا سواء اردت ام لا انا زوجك وانا أأمر هنا ستصغين الى كلامي ومن دون عصبية

قالت بهدوء لاتدري من اين لها به:
- تفضل انا اسمعك

قال يعود بظهره ويظهر صدره القوي وقوته رغم كسريه:
- علينا ان نتفق نحن لن نتطلق ابدا فلا اريد لابني ان يعيش بعيدا عن دفئ والديه فهمتني

حركت راسها باجل
اكمل بنفس العجرفة في ملامحه وصوته الخشن:
- انت تفهمين ما عليك من واجبات

نظرت اليه بصدمة:
- ماذا تعني بواجبات انا ...همست...لاتحلم بلمسي عثمان
من اجل ابني سابقى قربك وانت ...
اذا اردت فتزوج باخرى انا لن انام بعد اليوم في فراشك

شعر وكان خجرا متوحشا طعنه بقوة حتى الالم:
- ومن اخبرك انني ارغب فيك
لقد مللتك ولو لم اكن مللتك لما وافقت على الطلاق في السابق
فلا تشعري بالفرح لاجل شيء

شعرت بانها تريد ان تبكي بشدة
فهو يالمها اكثر مما تفعل هي
- ارحتني هكذا ...نكون قد تفاهمنا

قال يصر على اسنانه وفكه يتموج بخطورة:
- يمكنك الذهاب وان رايت ان هناك ما قد يجمعنا في الحديث فساناديك و...لاتنسي حافظي على ابني قدر الامكان

لم تستطع ان تلاقي نظرته فالالم في قلبها يفوق البحار باسرها
صعدت الى غرفتها وانسدحت على السرير بقوة تبكي وتتلوى بالم قلبها المبرح يرد ان ينهي امرها هذا ما يريده انه خبيث اناني انه قاس ومتسلط الى ابعد الحدود

- اه يا ابني لاتصدق ما اقوله في نفسي ابوك رجل حنون سيحبك ...فلتحبه انت ايضا مهما كان قاسيا احبه فقط احبه


يتبع...................






Jάωђάrά49 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس