عرض مشاركة واحدة
قديم 14-03-10, 08:46 PM   #58

عيون الرشا

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية عيون الرشا

? العضوٌ??? » 105883
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 273
?  نُقآطِيْ » عيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond reputeعيون الرشا has a reputation beyond repute
افتراضي

16
-" الو ..غزوان " كان صوتها هادى عبر الهاتف وهي تناديه باسمه الذي مضى عليه شهران لم يطرق مسمعه .
-" ليلى!!"
-" نعم .."
-" كيف حالك ؟"
-" الحمد لله ...حمد لله على نجاح العمليه وعودة بصرك "
-" شكرا ..من اين تتصلين ؟ "
-" من هاتف عمومي ..لماذا ؟"
-" ظننته هاتف خاص لك " .
-" لا املك هاتف ."
-" ليلى .. لماذا لا تريدين لقائي ؟" كان الاجدر به قول اني مشتاق لكِ.
-" ربما هو افضل لكلينا " ..بدء صوتها يضم غصة لبكاء ساخن ..إنها حصلت على رقمه من فرح التي اصرت عليها مهاتفته على الاقل بعد ان وجدت الرفض من مقابلته .
-" اتعلمين ما هو اول وجه وددت لقائه بعد العمليه ..." كانت صامته وكانها تحاول اخفاء هذه الغصة " ..رؤية وجهك ..ليلى لا تسافري .." ود ان يقول لا تهربي ..
-" لا استطيع ..الانضمام في هكذا جمعيه هو حلم بالنسبة لي " .
-" حسنا انا لا امنعك ..ولكن اسئلك بحق كل الايام التي قضيناه معا وبحق الصداقة التي افشينا فيها بعض من اسرارنا ان نلتقي " .
-" حسنا ..ما رايك ان يكون لقائنا على جسرالشهداء..الساعة الرابعة قرب المكان الذي وقفنا به "
-" موافق ..لكن لا اعلم اي نقطة على الجسر تقصدين ..لاني لم اكن ابصر حينها "
-" لكن ابو وسام يتذكرها .."
-" حسنا ..ساكون في الموعد " .
..اغلق السماعة وفرحة كبيرة بدت تدخل في قلبه وكأن العالم اصبح بلون اخر ..لون يعرفه مع ليلى فقط .
ومع اطلاله الصباح ..كانت الشمس تحجب بسحب مثقلة بقطرات المطر التي تتوق الى احتضان الارض ..بدء غزوان مبتسما متفائلا ..نظر عبر المرآة ..وبريق في عيينه الرصاصيتن يتلألى .." سامنعها من الرحيل ..ساعترف لها باعجابي ومدى تعلقي بها ..من المستحيل ان تتركني " ..فكرة واحده في مخيلته الخصبة بذكرياته معها ..صوت ضحكتها ..مازال يتردد صداها على مسمعه .." لابد انها ستكون مفاجئة لها ..اكيد إنها معجبة بي ..لكنها تهرب مني ..ربما تظن اني انظر لها كما نظرت لفتيات اخرى قبلها ..ربما كنت احمق عندما اخبرتها بكل مغامراتي ..ربما هو هذا السبب من هروبها مني ..لكنها لا تعلم انها مميزة عندي ..لابد من ان اصارحها بهذا " ..
اخذ يقلب خزانة ملابسه محاولا ايجاد شيء مميز يرتديه للقائها ..كل ملابسه جميلة وانيقة ..احتار ايهما يرتدي ..لكنه في النهايه استقر على بلوزة من نسيج قطني يقارب لون عينيه الرصاصيتين مع بنطلون جينز داكن اللون ..اخرج جزمته السوداء ايطاليا الصنع ..أنها ما زالت كما هي ..جديده فقد اشترها قبل الحادثة ولم يرتديها بعد ..ربما كانت بانتظار هذه اللحظة ليرتديها ..ذهب غلى الطابق الارضي بخفة وهي يسال ام جميل عن ابو وسام ..لكنها اخبرته انه قد اتصل من منزله طالبا جازة مرضيه من والدته ..بسبب نزعة برد اصابته .." يا الهي ..الجسر طويل وابو وسام مريض كيف سأعرف المكان المقصود الذي سيكون اللقاء هناك .لابد من الاتصال بابو وسام لعله يذكر لي علامة يمكن ان اهتدي بها " ..قالها بقلق لم تالفه من قبل ام جميل التي وقفت تنظر إلى الاضطراب الذي بدء على ملامح وجه غزوان ..اتصل بجواله لابو وسام الذي اخبره بدوره انهم توقفوا في منتصف الجسر تقريبا ..أغلق الخط وابتسامة شفافة عادت تشرق في وجهه كل شيء جاهز ..بعد ساعات سيكون اللقاء ...كيف سيكون غزوان وردة فعله مع رؤية ليلى ..إنه لقاء انتظره شهران ..واليوم قد حان ..
17
فتاة في العشرينيات متشحه السواد ترتدي.بلوزة و تنورة متوسطة الطول تصل الى جزمة طويلة ( بوت ) حاملة حقيبة متوسطة الحجم على كتفيها وقد اسدلت شعرها المتموج الحالك السواد على كتفيها ..كانت تقف قرب منتصف جسر الشهداء تنظر إلى ساعتها التي قاربت الرابعة عصرا تارة واتارة اخرى تنظر إلى يمينها وشمالها لعلها تلمح من قادم ..إنها ليلى بانتظار غزوان الذي كان في هذا الوقت في مقدمة الجسر بسبب ازدحام ناتج من حادث بين سيارتان وقد اعاق هذا بدوره السير ..انتظر خمسة دقائق ..والحال كما هو ..لم يجد غيران يوقف سيارته جانبا ويترجل خارجا يهم في السيربقدميه نحو منتصف الجسروعيناها تترقب الى الامام لكن ما هي برهة حتى تذكر أنه لا يعلم اي جانب ستكون بانتظاره..وبينما هو سائر اخذ يحاول الاتصال بابو وسام للاستعلام لكن تغطية من الشبكة لا توجد ..حاول مرات عدة لكنه فشل ..بدء قلبه يخفق بسرعة وهو يدرك ان الوقت قد يداهمه ..كانت عيناها تفترسان الماره ..من رجال ونساء ..وكأنه تاهة يبحث عن ملاذ ..ساربخطوات سريعة نحو المنتصف وهو يلتفت ممعنا الى المتواجدين ...كانت الساعة الرابعة وخمس عشرة دقيقة ..عندما وصل في منتصف الجسروقد بدئت السيارت بالحركة فقد سحبت السيارتان التي اصيبتا بالحادثة جنبا لتسهيل مرور السيارات الباقيه ..اخذ ينظر يمينا وشمالا لكن لم تكن ليلى هناك ..إنها في الجانب المقابل له وعلى بعد عدة خطوات من منتصف الجسر كانت تقف ..لم يستطع احدهما ان يميز الاخر بسبب السيارات التي توزعت احجامها بين الكبيره والصغيره ..قطرات مطر بدئت بالتساقط شيء فشيء حتى اعقبها هطول بغزارة ..عادت تلتفت الى الجانب المقابل لها ..وفكرة ان يكون هو في ذاك الجانب واردة ..عبرت بخفة في الوقت الذي هو قد وصل الى الجانب المقابل له ..كلاهما ما زال على جانبين معاكسين ..يا السخريه !..
توقفا قليلا ..والمطر ما زال ينهمر على الشوارع التي بدت تمتلى ماء مع وجود السيارت التي بدت تشغل الماسحات في مقدمتها وهي تشعل مصابيحها..والرياح بدت تعصف بشدة خاصة فوق جسر تتلاطم موجات نهر دجله اسفله ..اخذ كلاهما يتسائل مع نفسه عن الاخر ..لكن دون جواب ..عادت الى الجانب الذي كانت تقف فيه منذ البدء ..لكنه لم يكن هناك فقد عبر هو الاخر ..حقا! ..موقف ساخر! ...شعرت بيأس ..اخذت تتنهد ببطأ رغم ان هندامها شعرت برطوبته من اثر بالبلل من المطر ..اخرجت الوشاح الاحمر الذي اشتراه إياها في عمان وربطته في السياج الحديدي ..وكأنها تود ان تعطه علامة انها لم تتخلف الموعد كما فعل هو ..اوقفت تاكسي كان مارا بالقرب منها ..ركبت به وقد بدء الاسف على ملامح وجهها ..وسؤال يتردد في خاطرها ..لماذا لم ياتي ؟...وبينما السيارة اخذت تسير مبتعدة ..عادت ليلى تنظر إلى الوراء كنظرة اخيره لعلها تلمح غزوان ... لكنها لم تجده ....استقرت في جلستها مستسلمة لفكرة انه لم يأتي او ربما هناك حدث ارغمه عن التخلف عن الموعد ...غابت السيارة بين السيارت ..ولم تعد ليلى تلمح الوشاح ..او السياج الحديدي الذي كانت تقف قربه في الوقت الذي كان غزوان لمح الوشاح الاحمرالذي كان طرفة الحر يتطايرمع الرياح القويه ..عبر مسرعا ..التفت يمينا وشمالا لعلها يلمحها ..لكنها لم تعد موجودة فقد رحلت تاركا خلفها هذه العلامة ..فك عقدته وملامح الحزن زادت ترتسم على وجهه مدركا أنها كانت هنا ..بأنتظاره لكنه تاخر..كان المطر يهطل بغزارة وخصال شعره قد تبلل وهندامه الانيق قد تلوث مما تحدثه عجلات السيارت الماره اثناء سيرها على ارض مبللة ..امسكه وهو يتامل ملمسه "..ليلى .." همس اسمها بحزن وهو يتجه بناظره نحو الافق البعيد .." هل من لقاء قريب ؟؟؟؟"

يتبع بقلم رشا الصيدلي


عيون الرشا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس