عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-10, 05:04 AM   #5

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,272
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- مـــــن المخطــــىء ؟

- أنت دفعتني !
- لا ، لم أفعل .
بحزم مشوب بالرفق فضّت جودي نزاعاً أحدثه أكثر تلامذتها إثارة للمشاكل
وهي تسير في الملعب .
لم يكن ترك بن فانشاو ذي السابعة وشأنه تصرفاً قد يجعله صبياً اجتماعياً سعيداً.
ولكن بفضل أمه المتسلقة درجات المجتمع أصبح صبياً صغيراً يهرب منه الأولاد .
كانت جودي قد حاولت بلباقة أن تناقش الموضوع مع أمه لكن مشاكل بن كانت مؤلفة من حقيقة أن ميرا فانشاو لم تكن
أمه فقط .. لكنها أيضاً أحد أغضاء مجلس إدارة المدرسة ، وهو مركز وضعت عينها عليه منذ الدقيقة التي انتقلت
فيها مع زوجها إلى هذه القرية .
وكانت أوضحت لجودي ، هي الصديقة الحميمة لجيريمي دريسكول وزوجته ، وأضوحت أنها كانت تفضل أن ترسل أبنها
إلى مدرسة خاصة ، لولا أن والدي زوجها رفضا دفع نفقات المدرسة قبل أن يصبح في سن مناسبة لذلك
تشبهاً بالإجيال السابقة من ذكور العائلة ، ولهذا اضطرت إلى إدخال بن مدرسة القرية .
بعد أن شقت طريقها ، بمختلف الوسائل ، إلى عضوية مجلس إدارة المدرسة ، أخذت تمطر الإثنين ، جودي ومجلس الإدارة ، بإرائها
في تحسين المدرسة .
بعد أن خسرت ، ميرا ، آخر معركة لها كي تفرض على المدرسة نهجاً في الرياضيات رأته هي مفيداً جداً لأبنها ، أوضحت لجودي أنها
أصبحت من ألدّ أعدائها .
حاولت جودي بلباقة أن تقترح تشجيع ابنها على أن يتخذ مزيداً من الإصدقاء بين زملائه من التلامذه ،
لكن ميرا قابلت تلميحاتها الرقيقة بغضب بالغ وعداء قائلة لجودي بأنها لا يمكن أن تقبل بأن يختلط
أبنها بإبناء القرية العوام .
- عندما يغادر ابني هذه المدرسة ، سيتعرف إلى طبقة من الأولاد مختلفة جداً .
وهو يعرف هذا ،ويعرف أيضاً أنني كنت أفّل له أن يدخل مدرسة خاصة حقيقة .
ياليتني أستطيع إقناع جدية بأن من الأفضل جداً لو كان الآن في مدرسة خاصة!
لقد ذعر جيريمي وزوجته أليسون لمجرد تفكيرنا في السماح له بدخول هذه المدرسة .
على الأقل ، بعد أن أصبحت الآن عضواً في مجلس الإدارة .
صار بإمكاني أن أتأكد من أنه يتلقى أصول التعليم الصحيح .
لقد أخبرتني زوجة القسيس منذ أيام فقط كم تحسنت المدرسة منذ اشتراكي في إدارتها .
قالت هذا متباهية تاركة جودي مزعة بين الرثاء للصبي والحيرة من عدم مراعاة ميرا لأحاسيس الأخرين .
هذا مع العلم بأن أنّا ليزلي زوجة القسيس ،
كانت في الواقع أخبرت جودي أنها لا تطيق ميرا وتشمئز من غطرستها .
بعد أن لم يبق سوى وقت قصير على انتهاء الفصل الدراسي ،كان من الطبيعي أن يتملك الأولاد الحماسة والنشاط ،طكما أقرت جودي وهي تسير
إلى مكتبها .
وعندما رن جرس المدرسة يستدعي التلاميذ إلى التجمع لدخول الصفوف ،كانت هي مستغرقة في عملها بحيث
نسيت تقريباً ليو جفرسن.
تقريباً ...
أجفل ليوم عندما رن تليفونه الخليوي . كان في سيارته متجهاً إلى اجتماع مع محاسبه في مصنع فراميتون الذي كان موضوع ذلك الجدل الحار بينه وبين جودي تلك الليلة .
قطب جبينه وهو يرى الرقم المسجل لطالبه . إذا كانت تتصل به محاولة أن ...
رفع التليفون إلى أذنه لكن صوت الطالب لم يكن صوت جودي .
حتى ولا صوت امرأة بل صوت جيريمي بريسكول : ( إسمع . لقد فكرت في الإتصال بك لكي أرى إن كان بالإمكان أن نتفق .
ما أريد أن أقوله هو أنك مضطر إلى إقفال مصنعين على الأقل ، فأنا أقدم إليك هنا عرضاً جيداً وهو استعدادي لشراء مصنع ( فراميتون) منك ).
وكان ليو يصغي إليه عابساً .
- تشتريه ؟
سأله متحدياً وانتظر أن يهدده جيريمي بالإبتزاز لكي يوافق .
لكنه دهش عندما لم يُشر جيريمي إلى جودي وزيارتها له في سريره .
- إسمع . نحن الإثنين من رجال الإعمال . ونحن الإثنين نعلم أن هناك طرفاً ووسائل من وراء بيعك لي المصنع ستفيدنا نحن الإثنين مالياً...
لم يجب ليو!
كان جيريمي بريسكول يقوم مع زوجته برحلة إلى البحر الكاريبي عندما قبل والد زوجته عرضه لشراء المصنع،
وأخذ يبدو واضحاً لليو ، أن جيريمي لسبب ما ، لا يريد أن يرى البيع يتم .
فقال ، وكانت هذه الحقيقية : ( إنني لم أقرر بعد أي المصانع سأغلقها ).
- مصنع ( فرامبتون) هو الخيار الواضح ، أي شخص يمكنه أن يرى ذلك .
قال جيريمي هذا بإلحاح ، وأحس ليو بنبرة قلق في صوته :
كان ليو قد أوشك على الوصول إلى المصنع فأراد أن ينهي المكالمة : ( سأتصل بك عندما أتخذ قراري ).
عندما أنهى ليو الإتصال ازداد عبوسه . أزعجه أن جيريمي دريسكول لم يقل كلمة عن جودي .
هل أخبرته أنه رفضها ؟ لكنها بقيت تلك الليلة في غرفته وهذا كاف ليستغله رجل كدريسكول ...
دريسكول ليس بالرجل الذي يغفل فرصة تزيد من أرباحه إلى أقصى حد .
ورغم أن ليو يعلم أنه لن يسمح له بأن يبتزه ، إلا أنه مع ذلك ، في موضع ضعف .
ولكن لا يمكن أن يقاس ذلك بموضع الضعف الذي وقعت فيه جودي نفسها ، كما أقرّ عابساً .
*****
سأل ليو محاسبه بعد أن أنهيا جولة قاما بها في إنحاء المصنع :
( إذن ، أنت تنصحني بأن أغلق هذا المصنع ؟)
- حسناً ، يبدو أن هذها هو الخيار الوحيد . لأن مصنع ( نيوهام) يقوم بجانب شبكة طرق السيارات .
فقاطعة ليو : ( وهذا يعني سهولة بيع البضائع للمتعهد . وهذا سيسمح لي بأن أعزز الإنتاج في مصنع ( فرامبتون) وأستعمل ( نيوهام) للتوزيع فقط.
أو ، إذا ثبت أن ذلك غير إقتصادي ، أبيعه ).
فقال المحاسب : ( نعم ، يمكنك ذلك ).
فتابع ليو : ( كذلك (فرامبتون) لديه ميزة حصوله مؤخراً على خط جديد للإنتاج).
- نعم أعلم هذا . يبدو أن حريقاً شب في المصنع القديم وهذا يذكرني بشيء آخر .
وأخبره المحاسب بحذر : ( هنالك أمر أو أثنان غير مفهومين ).
- مثل ؟
- مثل شبوب حريقين في فترة قصيربة جداً ، وخلل معين في جهاز المحاسبة . يبدو أن هذا المصنع كان يدبره صهر المالك ،
والذي سبق له العمل في عمل أكسبه سمعة غير مقبولة من مصلحة ( الضرائب ).
فقال ليو بحدة : ( إذن هذا يعني الغش ).
- لا أدري ، لكنني لم أجد في الحسابات أي غش أثناء الإستلام .
وعلى كل حال ، قد لا تكون تلك الحسابات هي الوحيدة المسجلة للمصنع .
لكن هناك ما يحدثني أن الأمور ليست كما ينبغي أن تكون .
وتساءل ليو إن كان المحاسب أدرك ، دون وعي ، السبب الذي يجعل جيريمي بهذا القلق لإستعادة المصنع هذا بالذات .
وكان محاسبه يتابع : ( إذا كنت جاداً في البحث عمن يشتري مصنع (نيوهام) ، فأنا أعرف واحداً ...)
فقاطعة ليو : ( أفضل أن أقرر توزيع أعمالي بنفسي . ومع إرتفاع الأسعار كما هو الآن ،
ومن المفيد اقتصادياً السيطرة على تلك الناحية من العمل ).
مالذي يفعله بحق الله ؟ تساءل ليو في داخله ساخطاً . إنه يبحث عن مناقشات تبقي مصنع (فرامبتون) مفتوحاً !
من المؤكد أنه لا يسمح لنفسه بأن يكون تحت تأثير آراء عاطفية لامرأة لا تعرف شيئاً عن الإعمال .
رغم أنها تعرف كل شيء عن كيفية إغراء الرجل . امرأة كانت تخنقة وتقودة إلى الجنون ، كما قرر ليو ساخطاً .
افترقا ، هو ومحاسبه ، عند بوابة المصنع ، وكان وقت الغداء قد حل تقريباً ، وتذكر ليو أن هناك مقهى في القرية يمكنه أن يجد فيه ما يأكله.
إذا غير خطتة وأبقى على مصنع (فرامبتون ) فهذا يعني أنه سيمضي فترة لا بأس بها من الوقت في هذه المنطقة ، عدة أشهر على الأقل ،
ولهذا عليه أن يستأجر مكاناً يسكن فيه .
تذكر أن المقهى كان مقابل الكنيسة تقريباً . ويفصل بينه وبين المدرسة ، المقبرة وحقل معشوشب .
ولأن الوقت وقت الغداء ، كان ملعب المدرسة مليئاً بالأولاد .
فاتجه إلى موقف سيارات المقهى حيث أوقف سيارته ثم اتجه إلى المدخل الرئيسي .
أثناء ذلك استرعي انتباهه مجموعة من الأولاد يحيطون بشخص مألوف .
كان شعر جودي الجعد يلمع تحت أشعة الشمس .كانت ترتدي تنورة قطنية وبلوزة بلونها .
لم تره ، كما أعترف ، لكنها كانت تضحك لشيء قاله أحد تلاميذها ، وهي تلقي برأسها إلى الخلف كاشفة عن خط عنقها بلون
بشرتها الحنطية ، وخفق قلبه بعنف لمرآها - إنه يريدها !
كان تبتدو في دورها هذا الذي اختارته لحياتها كأنها في بيتها .
الأولاد كانوا معها مرتاحين تماماُ ، ثم ، وكأنها ، بشكل ما ، شعرت بنظراته ، فنظرت بإتجاهه .
جمدت مكانها وتلاشت البهجة فجأة من وجهها عندما تصارعت نظراتهما بصمت عبر تلك المسافة التي تفصلهما .
وكأنهما أحس الأولاد أيضاً بعدائهما ، فجمدوا وسادهم الصمت .
وما لبث ليو أن رآها تشير إليهم بالإبتعاد عن سور المدرسة إلى حيث تواوروا عن الأنظار .

كان المطعم مزدحماً ، لكن ليو لم ينتبه إلى أحد من الزبائن.
كانت أفكاره مع جودي ما جعله يتساءل عابساً عما يحدث له .
تناول طعامه بسرعة دون أن ينتبه إلى نوعه ، وهو مايزال يتخيل جودي محاطة بتلاميذها .لقد بدت ...
هز رأسه محاولاً أن ينبذ صورتها من ذهنه ماجعل النادلة التي خدمته ترتجف قليلاً
وتفكر كم يبدو خطراً .
بعد أن انهى عشاءه ورفض كوب قهوة ثانياً ، نهض ، غافلاً عما سببه للنادلة من خيبة أمل .
في عودته إلى السيارة ، لاحظ أن ملعب المدرسة خالٍ الآن ولا ريب أن الأولاد عادوا إلى صفوفهم .
بينما عاد إلى المدينة في سيارته وهو يعنف نفسه : ( أليس لديه ما يفكر فيه سوى معلمة المدرسة تلك ؟)
قال السمسار : ( حسناً ، ليس لدينا ، عادة ، أملاك للإيجار .ولكن ماحدث هو أنه طلب منا أن نجد مستأجرين لمنزل فاتن خارج قرية (فرامبتون) بالضبط .لاأدري إذا كنت تعرف القرية ).
- نعم أعرفها .
- أنا نفسي أعيش فيها . فإذا كان لك أولاد أنصحك بأن تضعهم في مدرسة القرية . المديرة جودي مارش رائعة .
فقاطعهم : ( أنا أعرف جودي ).
- تعرفها ؟ حسناً ، إن كنت صديقاً لجودي ستجد ترحيباً حاراً في القرية ،
فهي محبوبة جداً من أهل التلاميذ كما هي من التلاميذ .
وهي تستحق ذلك . زوجتي ترتجف خوفاً من فكرة مغادرتها القرية ,
وهي تقول إن المدرسة لا تساوي شيئاً من دونها .
كلنا معجبون بجهودها التي لا تكل ولا تملّ للإحتفاظ بالمدرسة مفتوحة .
ولجمع ما يكفي من المال لتشتري الملعل الرياضي القريب منها لكي تمنع جيريمي دريسكول من أن يشتريه
أرضاً للبناء.وهذا لم يجعل بينهما ، هي وجيريمي ، مودة على الإطلاق ،فهي لم تكن قط من أنصاره ، كا ربما تعلم ...
وألقى على ليو نظرة أخرى متفحصة ، لكن ليو أكتشف أنه كره بشكل غريب أن يصحح للرجل فكرته المغلوطة .
ذلك لأنه كان مشغولاً بتحليل قول السمسار المدهش عن كراهية جودي لجيريمي دريسكول ).
سأل السمسار : ( إذا كنت تريد أن ترى منزل ( آشتون هاوس ) ....)
حدث ليو نفسه أن عليه أن يرفض ، وأن أختبار العيش بعيداً عن جودي مارش بمسافة أقل من مئة ميل هو جنون تام.
ولكن لأمر ما ، سمع نفسه يوافق على رؤية المنزل ، وعلى أقتراح السمسار بأن يذهبا على الفور ...
- حدث لدي انطباع بأن جيريمي دريسكول غير محبوب هنا .
سأله ليو هذا بعد نصف ساعة وهما أمام المنزل الجورجياني الجميل : ( حسناً ، لا . إنه ليس محبوباً .
ورغم أنه متزوج ، إلا أنه يظن نفسه معشوق النساء ، وطبعاً جودي بالذات معروفة جيداً بتزمتها الأخلاقي ،
ولهذا أظن أنها أفهمته بصراحة أنه غير مرغوب فيه ).
جاهد ليو ليستوعب هذه المعلومات الجديدة عندما غيّر السمسار الموضوع ليخبره عن البيت : ( لقد بني المنزل أصلاً للإبن الأصغر لملاك أراضي .
ومع كل زخارفة الداخلية يعد جوهرة رائعة ، ولو كان لدي مال كاف لاشتريته .
صاحبته العجوز توفيت منذ أسابيع ، فأراد الوارثون أن يبيعوه ، لكنهم يريدون له مستأجراً الآن إلى أن يتم فرز
الأملاك . هل تدخل ؟)
كان المنزل جوهرة حقاً . وشعر ليو بأنه كان سيشتريه لو أنه يبحث عن بيت دائم .
ولهذا كان سعيداً بدفع الإيجار المتواضع نسبياً الذي طلبة السمسار .
وعندما عادا إلى مكتب السمسار لإنجاز أوراق الإيجار ، لم يكن بيته الذي استأجره يشغل أفكارة
أكثر مما يشغله ما أخبره به السمسار عن جودي .
لماذا يبدو أن كل شخص يعتبر جودي مثالاً للفضائل ؟
هل يمكن أن يكون رأية فيها خاطئ إلى هذا الحد ؟
بشكل ما وبعد عودته إلى الفندق ، عاد الشك يساوره بشكل لم يستطع التخلص منه .
هل يعقل أن كل أولئك الناس مخطئون وهو وحده على صواب ؟
وأخبره المنطق بأن ذلك غير صحيح .
ولكن لا شيء يغير حقيقة أن جودي كانت في غرفته وفي سريره .

أرغمت جودي نفسها على الإبتسام لمجموعة الآباء المجتمعين خارج بوابة المدرسة يتحدثون مع بعضهم البعض بينما هم يحرسون أطفالهم بانظارهم .
في المصنع تجري مجموعة تنقلات ، وهذا يعني بأن مجموعة كبيرة من الآسر التي يعمل فيها الأم والأب معاً ، قد قسم كل والدين
بينهما مهمة إحضار وأخذ أولادهما من المدرسة .
كان الآباء يفضلون لذلك فترة الظهر ، ولو لم تكن جودي مشغولة البال بليو جفرسن لوقفت معهم تتحدث قليلاً .
أثناء مرورها سمعت الرجال يتحدثون عن إمكانية إغلاق المصنع ، ونيتهم في إظهار اعتراضهم : ( علينا أن نفعل شيئاً يمنع ذلك .
لا يمكننا الوقوف متفرجين بينما أعمالنا ومصدر معيشتنا يضيع ).
قال رجل هذا بغضب ، فقال رجل آخر : ( نحن بحاجة إلى أن نقوم بمظاهرة ).
مظاهرة ! هذا ما سنفعله هي إذا ما هدّد أحد بإغلاق مدرستها الحبيبة .
قطبت جبينها . هؤلاء هم أنفسهم الذين ساندوها في تصميمها على إبقاء المدرسة مفتوحة .
وجمع التبرعات لشراء الملعب القريب منها .
أقل ما يمكنها عمله لأجلهم أن تساندهم بدورها ، ولا صلة لمشاعرها نحو ليو جفرسن بذلك.
واستدارت عائدة إلى المجموعة الصغيرة : ( سمعت أقوالك عن إقفال المصنع والمظاهرة التي تنوون القيام بها .
يمكنك حتماً الإعتماد على مساعدتي لكم ).
فقال أحدهم متحدياً : ( كيف ، أمام الجميع ؟)
- نعم ، أمام الجميع .
قالت هذا بحزم وهي تتصور بوضوح ليو جفرسن يراقبها بإزدراء بالغ أثناء العشاء .

- ليو ... لحظة واحدة !
في منتصف ردهة الفندق ، توقف ليو ونايجل مارش يهرع نحوه :
( إسمع ، كنت أتساءل إن كان بإمكاننا تبادل كلمتين ).
قطب ليو وهو يرى أبن عم جودي ،بينما بدا الضيق على الشاب والتصميم في نفس الوقت .
نظر ليو إلى ساعته : ( يمكنني منحك عشر دقائق ).
فبدا الأرتياح على نايجل : ( شكراً ، أريد فقط أن أحدثك عن جودي ، ابنة عمي ..أنت قابلتها ذلك العشاء ).
وتساءل ليو عما عسى أن يقوله نايجل لو أنه أخبره بأن جودي امرأة لن ينساها أبداً.
على كل حال ، لم يكن في نية ليو أن يكشف عن أي شيء وبدلاً من ذلك أجاب : ( أتعني المعلمة ؟)
- نعم ، أنا أعلم أنها ربما تعترض طريقك حيث أنها ...
مشوشة بالنسبة إلى استلامك ...المصنع ...
فقاطعة ليو ببرودة : ( إن لديها موقفاً عدائياً جداً بالنسبة إليّ).
- الأمر ليس شخصياً ! إنه فقط أن المدرسة تعني لها الكثير .
لقد جاهدت كثيراً لكي تجعلها ناجحة ، ودوماً هي منجذبة نحو العاجزين والمهزومين .
إنني أتذكر عندما كنا أولاداً ، وكانت هي تمثل دور الأم دوماً لشيء أو لشخص .
أنا أعرف أنها تاجوزت ذلك المساء بعض حدودها ، لكنها لم تكن تتوقع أن تراك هناك.
وأظن ذهابها إليك الليلة التي قبلها لتعرض عليك أمرها ، ثم جبنها عن ذلك ...
وسكت فجأة وقد بان عليه الخجل والضيق .مدركاً أنه قال أكثر مما ينبغي ، لكن الوقت كان قد فات ، فقد كان ليو يسأله بحده : ( هل لك أن توضح آخر جملة ؟)
كرر نايجل قوله وقد زاد ضيقة ، فسألة ليو غير مصدق : ( أتعني أن جودي أرادت أن تراني في جناحي لكي تعرض علي وضع
مدرستها وتطلب مني عدم بيع المصنع ؟)
- أنا أعلم أنه ما كان لي أن أشجعها أو أساعدها على ذلك ،
وربما إذا عرف غراهام بالأمر سيراني فوضوياً ، لكنني لم أستطع منع نفسي من مساعدتها .
لو كنت تعرفها جيداً لتفهمت الأمر .
لكن ليو يعرفها ، وازدادت معرفته بها كثيراً الآن .
مثل سبب وجودها في غرفته ...في غرفته ولكن ليس في سريره .
أتراها طلبت ذل كالكوكتيل الكحولي لتمنح نفسها بعض الشجاعة ؟ ثم ، ربما أفرطت بتعاطية ؟
إذا كان الأمر كذلك ...
وكان نايجل ما يزال يتكلم فأرغم ليو نفسه على الإصغاء :
( جودي تستحق استراحة , فقد جاهدت كثيراً لأجل مدرستها .
أولاً لتحسين مستوى التعليم لكي تحصل على مزيد من التلاميذ ، ثم ثانياً ضد جيريمي
دريسكول لكي تمنعه من شراء الحقل الذي تتخذه المدرسة ملعباً ).
- كنت سمعت شيئاً عن ذلك .
- استاء جيريمي جداً لخسارته قطعة الأرض تلك ، ثم إنها ، كما سبق وحذرت جودي ،
جعلته عدواً خطراً لها . وليس سراً أنه غير محبوب في المنطقة .
جودي لا تطيقة وأنا لا ألومها .
قطب ليو جبينه وهو يستوعب ما يسمع بصمت .
نايجل هو الشخص الثاني الذي يخبره بأن جودي تنفر من جيريمي دريسكول .
وهذا يعني ...يعني أنه هو ، ربما أساء الحكم عليها في أمرين ، نعم ، ولكن ذلك
لايوضح سبب قيامها بإغواءه .
إذا كان له أن يقبل رآي شخص آخر ، فهذا التصرف منها غير مناسب .
وكان نايجل يتابع : ( أنا أعلم أن جودي تجاوزت حدودها قليلاً ذلك المساء .
لكنها ، والحق يقال ، كانت محقة بالنسبة إلى المصنع ..)
- لأن مدرستها الغالية ستكون في خطر الإغلاق .
- إننا في منطقة ريفية وسيكون العثور على وظائف بديلة صعباً جداً .
وهذا يعني أن على الناس الذين يبحثون عن عمل أن ينتقلوا من هذه القرية ، ولهذا
من المحتمل أن تعود المدرسة إلى الحالة التي كانت عليها عندما استلمتها جودي .
لكنها من نوع الأشخاص الحساسين للغاية نحو مشاعر الآخرين ، واهتمامها بهم هو الذي دفعها إلى القلق البالغ
هذا الذي لم تعرف مثله من قبل .
لقد كانت مدرسة خاصة قد عرضت عليها راتباً كبيراً لتعمل فيها ، بما في تلك علاوة أضافية تتضمن تعليماً مجانياً لأولادها لو أصبح لديها أولاد.
- لكنها ليست على علاقة بأحد ، أليس كذلك ؟
لحسن الحظ لم يستغرب نايجل هذا السؤال ، فهز رأسه :
- آه ، كلا ، إنها سيدة صعبة الإرضاء ، العلاقات العادية ليست عادتها ،
وكذلك لم تصادف بعد الرجل الذي ترضاه لعلاقة جادة .
- امرأة عاملة ؟
- حسناً ، إنها تعشق عملها تماماً . أسمع ، أخذت الكثير من وقتك لأجل جودي ،.و أرجو المعذرة .
فهز ليو كتفيه : ( أنا نصف إيطالي . والولاء للأسرة هو بعض تراثي ).
وكانت هذه هي الحقيقة ، وشعر ليو بالإعجاب بنايجل مارش لدفاعه النشيط عن ابنة عمه .
لكن حديثهما ترك لديه أسئلة لا يمكن أن يجيب عليها سوى شخص واحد هو جودي نفسها .
ولكن هل ستجيبه عليها ؟ وهل من الحكمة أن يلقيها عليها مغامراً في تورط أكبر معها ؟
تورط أكبر ؟ أليس هذا ما يريده قلبه ؟

أغمضت جودي عينيها وتنفست بعمق هواء المساء النقي .
مضت ثلاثة أيام على رؤيتها ليو جفرسن لآخر مرة ، لكنه لم يكن
يفارق ذهنها حتى عندما يكون عليها أن تركز على أمور مثل إجتماع اللجنة
لأجل يوم المدرسة الرياضي الذي حضرته منذ يومين ،
والإجتماع المرتجل الأقل أهمية لبحث المظاهرة أمام لمصنع .
كانت مشارعها متوترة للغاية بالنسبة إلى إغلاق المصنع المحتمل .
ورغم أنها تحدثت مع نايجل عن ذلك ، إلا أنه لم يستطع أن يخبرها بأي شيء ، بل قال : ( كان ليو جفرسن في لندن مرتبطاً بعدة اجتماعات ).
مالم يستطع أن يخبرها به ، حفاظاً على أسرار العمل ، هو أن جيريمي دريسكول سيقدم إلى التحقيق بسبب تلاعب
في ملفات ودفاتر الحساب ، فقد كان فيها تناقضات كثيرة دون تفسير معقول لذلك.
كانت جودي تتسلق طريق المشاة الضيق صعوداً إلى أحد أماكنها المفضلة ،
( منزل آشتون هاوس ) ، ذلك المنزل الجورجياني الرائع الفخامة والجمال ، المبني على أرض خارج القرية .
أرض تم الإتفاق أثناء أجتماع الليلة الماضية على أن يقوم العمال بمظاهرة صباح الغد ،
وكانت جودي مصممة على الإنضمام إلى المظاهرة بعد انتهاء اليوم الدراسي .
عندما كانت تلميذة ، شاركت في العديد من المظاهرات لأجل حقوق الأنسان و الحيوان أيضاً .
وعند ذلك، مثلها الآن ، كما وضحت بحزم للجنة ، كانت تعارض بعنف استعمال أي نوع من العنف والقسوة .
وكانت والدة أحد تلامذة جودي قالت : ( أظننا اتفقنا جميعاً على هذا الموضوع .
وياليت الأمر لم يصل إلى هذا الحد ! لقد حاولنا أن نبدأ بالحديث مع ليو جفرسن ، لكنه قال إنه لا يعتبر من المناسب أن يجتمع بنا حالياً ).
ليو !
وأغمضت جودي عينيها وتنهدت . ربما لم تره منذ ثلاثة أيام ، لكن ذلك لا يعني ..وفتحت عينيها بسرعة ، إنها تفكر في ذلك
الرجل الذي لا يبارح مخيلتها لحظة ...


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس