عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-10, 05:06 AM   #6

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,272
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- جرس انذار غبي

قطب ليو جفرسون جبينه وهو يسمع وقع خطوات على الطريق الضيق الذي يؤدي الى منزل اشتون هاوس . وكان انتقل اليه رسميا ذلك اصباح بعد ان رتب امر فريق تنظيف ليذهب امامه .
وكان الآن يتفحص الحديقة ليصل الى نتيجة انها بحاجة الى فريق بستانين ليعيدوها الى سابق مجدها .
امضى الايام القليلة الماضية في لندن حيث انجز عدة اجتماعات مختلفة تتعلق بتملكه المصانع ومستقبلها معا . والآن يبدو ان السلطة تريد ان تفتح تحقيقا حول اعمال المصنع المالية
وبالذات عندما كان تحت ادارة جيريمي . اذا هو قرر ان يبقي المصنع مفتوحا عليه ان يقرر ما سيفعله بالنسبة الى المصانع الاخرى .
واحد منها كان هو المصنع الاقدم , وينتج سلعا عتيقة الطراز ,وعماله مستفنزون ومن الافضل ان يغلق .
من الثلاثة الاخرين ... اذا شاء ان يبقى فراميتون منتجا عليه اما ان يبيع المصنع القريب من شبكة الطرق , او يغير استعماله الى التوزيع .
واذا فعل ذلك ... واجفل عندما توقف الخطوات عند البوابة في حديقته المسورة التي ينتهي عندها طريق المشاة وعند ذلك رآها بوضوح .
جودي مارش!
رأت جودي ليو في نفس الوقت الذي رآها فيه. وجمدت لرؤيته , ما الذي يفعله في حديقة هذا المنزل ؟
منزلها ّ انه المنزل الذي تمنته سرا منذ اللحظة التي وقع نظرها فيها عليه .
قبل ان تتمالك نفسها وتسرع متجاوزة المكان , كان قد فتح البوابة واتجه نحوها ثم وقف امامها سادا الطريق .
سمعته يقول لها بهدوء :
- اريد ان اتحدث اليك .
حملقت فيه داعية الله ان لايجعله يسمع دقات قلبها العنيفة او يتكهن بمبلغ تأثيره عليها . واجابت :
- حسنا , لكنني لا اريد ان اتحدث اليك .
كذابة , كذابة ... كما اخذ ضميرها يعذبها بصمت ... انك لا تريدين فقط ان تتحدثي اليه , بل .....
تملكها الذعر لاحتمال ان يحس بشكل ما , بما تشعر به .وحاولت ان تبتعد , لكنه سبقها بان امسك ذراعها , وبينما اخذت تقاوم الدوار الذي تملكها للمسته ,
وجدت انه كان يدفعها بلطف ولكن بحزم خلال البوابة الى الحديقة ... بدعوة من السيدة العجوز التي كانت تعيش هنا , وكانت مثل ليو , قد راتها مارة على هذا الطريق ذات يوم .
لقد تملكها الحزن حينذاك وهي ترى اهمال الحديقة , وتشوقت الى ان تكون هي التي تعيد الحديقة والبيت معا الى مجدهما الغابر .
وطبعا كان ذلك حلما مستحيلا , فقد خافت ان تتصور ما يكلفه ذلك من مال . كان ذلك كثيرا جدا عليها , ولكن كان يبدو ليس كثيرا على جفرسون .
- هل لك ان تكف عن استعمال العنف معي , رجاء ؟
سألته غاضبه عندما اغلق البوابة , ثم توهج وجهها احمرارا عندما رات الطريقة التي كان ينظر بها اليها .
نظر اليها عدة ثوان قبل ان يسألها بهدوء :
- ماذا كنت تفعلين في جناحي في الفندق ؟
نظرت اليه ذاهلة , واستغرق تنبهها من صددمة هذا السؤال المباشر عدة ثوان قبل ان تتمالك نفسها وتذكره بحزم :
- حسنا حسب قولك , كنت انا هناك لكي .... .
وسكتت عندما اخذ يهز رأسه :
- لا اريدك ان تخبريني بما كنت اعتقد انك تفعلينه هناك , ياجودي , اريد ان اسمع روايتك انت لما حدث .
روايتها هي ... لقد ادهشها الآن . وحولت نظراتها عنه , ثم قالت متحدية :
- لم يعد الامر مهما الآن , اليس كذلك ؟
- حسب قول ابن عمك . كنت هناك لتطلبي مني عدم اقفال المصنع.
فنظرت اليه بارتباك ثم سالته بقلق:
- هل تكلمت مع نايجل ؟
وادرك انه فاجأها .
- قلت له منذ البداية انها فكرة جنونية , لكنه لم يستمع اليّ ظننته في البداية يعني ان عليّ ان اتحدث اليك في ردهة الفندق , لكنه عاد فأخبرني انه استطاع ان يستعير المفتاح من المكتب .
- وهكذا صعدت الى جناحي لتنتظرني , واثناء ذلك طلبت شرابا .
فحدقت اليه :
- كلا .
انكرت ذلك بعف فأدرك انها الحقيقة . وهزت رأسها غاضبة :
- ما كنت لأطلب شرابا دون ان ادفع ثمنه . لا , لقد طلبت من نايجل ان يرتب الامر لأجلي , وظن نايجل انه طلب لي عصير فاكهة وليس ... .
وسكتت فجأة وهي تزم شفتيها وتحملق في ليو , ثم اخذت تقول :
- لا ادري ما هي صلة كل هذا بما نحن فيه الآن .
لكن ليو كان يريد ان يعلم ما حدث بالضبط ... ولماذا !:
- وهكذا اثناء انتظارك لي شربت العصير الممزوج بالكحول , ثم ... .
سمعت جودي ما يكفي فقالت بغضب :
- لا اريد ان اتحدث عن ذلك . ولا يمكنك ان ترغمني .
فقال يذكرها بلطف :
- لقد وجدتك في سريري , ومما سمعته عنك , ياجودي , يبدو هذا ... .
فأنكرت بحده :
- لم يكن شيئا . لم اكن واعية لذا دخلت سريرك دون ان ادري .
- تعترفين انك نمت في سريري .
وسكت فجأة لا فائدة من كل هذا الجدل , ولم يكن هذا ما يريده . وقال بهدوء :
- يبدو انني اسات الحكم على الوضع ... اخطات بالنسبة الى اسباب وجودك هنا , وفي هذه الحالة , ارى حقا ان نتحدث ...
فقفزت متوترة :
- لا شيء بيننا لنناقشه .
حقيقة انه كان قد اخطأ في فهم دوافعها للنوم في جناحه , لم يشكل فرقا لشعورها ازاء ذلك :
- ليس بيننا ما يقال .
قالت هذا مصممة على انهاء حديثهما , لكن الذعر تملكها وهي تراه يرفض ترك الموضوع :
- ربما هذا ماتظنينه انت لكن شعوري مختلف . دعيني اخبرك ان ليس من عادتي القيام بعلاقات عابرة مع سلسلة من نساء مجهولات .
اليس هناك نهاية لهذا الاذلال الذي ارغمتها تصرفاتها على معاناته ؟
وردت بحرارة :
- على كل حال لم يحدث شيء بيننا , ولمعلوماتك الخاصة , لم يكن لدي سلسلة من الرجال , وفي الواقع ...
وسكتت فجأة وقد توهج وجهها .لا عليها ان تخبره ذلك ! والا سيبدأ بإلقاء مزيد من الاسئلة , وما من مسبيل ابدا يجعلها تخبره عن شعورها الاحمق ذاك الذي تملكها حين راته اول مره في ردهة الفندق .
لا شك ان البعض قد يدعي انها وقعت في حبه من اول نظرة , وان هذا هو السبب ... لكنها هي , مصنوعه من مادة اكثر صلابة وواقعية . انها امراة عصرية التفكير ولن تهتم لمثل هذا الهراء !
*****
ما الذي اغاظه منها حتى تمنى لو يمسكها ويجعلها تصغي اليه ؟ اخذ ليو يتساءل شارد الذهن , غير قادر على منع نفسه من التركيز على وجهها متذكرا عناقها له ....
اراد ان يعانقها الآن , وهنا . لكنها كانت الان استدارت متجهة نحو البوابة , وحذرته موجة مفاجئة من
التعقل من ان يلحق بها بحماقة ويتوسل اليها ان تبقى بينما كان واضحا ان هذه ليست رغبتها .
- جودي ؟
ناداها في محاولة اخيرة للتحدث اليها , لكنها هزت رأسها كما كان يتوقع :
- لا , انا ...
لم تجد وقتا تشهق فيه غير مصدقه قبل ان تجد نفسها بين ذراعيه .... فحاولت ان تعترض ولكن ذلك تلاشى ازاء عناقه
وفي اعماقها دق جرس انذارا محذرا لكنها تجاهلته . كان ليو يعانقها ولا سبيل ان يقف بينها وبين هذه المشاعر أي شيء , خصوصا جرس الانذار الغبي العتيق هذا .
- مممم .
شعر بخفقات قلبه المجنونه عندما تخلت جودي فجأة عن أي مقاومة واصبحت ناعمه لينه بشكل ساحر بين ذراعيه ما تلهف معه الى ان يحملها ويدخل بها البيت .
لكن تقريد العصافير فوق رأسها اعادها فجأة الى عقلها . انتزعت نفسها منه شاحبه الوجه وهي ترتجف . ما الذي جعلها تسمح بحدوث هذا ؟
وتملكها الذهول لعدم تمكنها من السيطره على نفسها , فصرخت به بصوت معذب :
- اياك ان تلمسني مرة اخرى ... ابدا .
ثم هربت والتعاسة تتملكها وقلبها يخفق ألما وازدراء للنفس , رافضه ان تتوقف استجابة لندائه خلفها .
عندما وصلت الى بيتها كانت ماتزال ترتجف . كانت سمعت اشاعات في القرية بأن منزل اشتون هاوس استؤجر , ولكن لم يخطر ببالها قط انه قد يكون ليو .
كان نايجل نبهها الى ان ليو قال ان النقاش حول أي من المصانع التي ينوي اغلاقها يمكن ان يطول , ولكن لماذا اضطر للانتقال الى فراميتون هنا ؟
وشعرت بانه لم يعد ثمة ناحية في حياتها لم يخترقها او يغزوها , اسرعت الى مطبخها واخذت تجهز عشاءها . وكان نايجل سبق واتصل مقترحا ان يتناولا العشاء معا .
لكن جودي اجابته بانها مشغوله خائفة من ان يزل لسانها فتخبره عن المظاهرة التي سيقومون بها .
وهذا لا يعني ان عملهم ضد القانون , لكنها تعلم ان نايجل لن يواقفها تماما على اشتراكها بما سيحدث , وسيحاول جهده ان يصرفها عن ذلك .
لقد كانا مثل الشقيقين , وكانت تعلم كم سيصدم لو علم بأنها قضت الليلة في غرفة عازب , فقد كانت تشعر بالعار لذلك ....
غصت بريقها , محاولة التركيز على ما تفعل, لكنها كانت قد فقدت شهيتها للطعام . عندما وقفت في الحديقة مع ليو . ونظرت اليه , شعرت بشيء لم تشعر بمثله في حياتها .
*****
استيقظ ليو مجفلا متسائلا في البداية اين هو , وذلك في غرفة نومه غير المألوفة . كان يحلم بجودي وليس للمرة الاولى .
مد يده يشعل المصباح . كان البيت قد اعيد طلاؤه ومازالت رائحة الطلاء خفيفة في الجو . نزل من سريره الى النافذه يزيح الستائر وينظر الى الحديقة السابحة في ضوء القمر .
تذكر اثناء نومه شيئا عن جودي ازعجه , وهو شيء لم يكن سجله في ذاكرته تماما . لكنه شيء يقلقه ! ماهذا الذي يشعر به تجاهها !
اهذا هو الحب ؟
ستكون امه مبتهجة للغاية لو وقع في الحب واصبح لديها كنة تعجبها حتما وتتباهى بها اما مواطنيها الايطاليين .
اوووه , يا لها من افكار خطرة حمقاء تتجاوز في رأسه وفي لحظة جنونية ! تساءل عما اذا كانت امه نفذت تهديدها وجعلت حكيمة القرية توجه اليه بعض سحرها المتلعق بالحب .
وعبس . انه يريدها , وبطريقة لم يعرفها من قبل .
انه يريدها . يريدها ..... يا الله كم يريدها !
*****
تأوهت جودي بخفة أثناء نومها .وشفتاها تشكلان أسم ليو ،ثم استيقظت
فجأة ، فمحت حقيقة وضعها بهجة حلمها الضائع.
كانت تشعر بأمان أكثر عندما كان ليو يجهل هويتها .
عندما كان لسبب ما ، يظنها متفقة مع جيريمي دريسكول .جيريمي دريسكول !
وارتعشت ..ياله من رجل كريه !
إحدى النساء اللاتي سيشتركن في المظاهرة ،قالت في إجتماع اللجنة إنها رأت جيريمي
في المصنع ، خارجاُ من غرفة المخزن غير المستعملة .
قالت إنه لم يرها ، لكنه كان يتصرف بشكل ماكر يثير الشكوك .
لم يكن أي من العمال يحب جيريمي .وقد تساءلت جودي عما كان يفعله في المصنع بعد
أن أصبح ملكياً لليو .لكن هذا شيء لا يعنيها ... مايعينها هو أقرب إلى ذاتها من ذلك.
كانت على وشك أن تفضح نفسها هذا المساء عندما أخذ ليو يحقق معها .
لقد كادت تخبره بأنها انجذبت إليه منذ اللحظة الأولى .
أو عرف شعورها نحوه عندما رأته في ردهة الفندق .فإنها ستموت من الخجل والمذلة .
جذبت الأغطية فوقها ، وكان أيقظها حلمها بأنها بين ذراعي ليو وهو يعانقها برفق زائد ..
ماذا تراها تكون ؟ مراهقة تغرقها الأحلام ؟ أنها لن تحلم به مرة أخرى ، أبداً .
****
أول ما علم ليو عن المظاهرة ، كان حين تلقى اتصالاً تليفونياً من محطة الراديو المحلية تسأله
إن كان يريد أن يعلق على الوضع .
ومن عدة اتصالات أخرى علم أن المظاهرة غير عنيفة وأنها تطالب بعدم أقفال المصنع .
الاجتماعات التي سبق له ترتيبها مع مجموعة كبيرة من ناقلي البضائع الذين اهتموا باحتمال امتلاك المصنع
الواقع عند شبكة الطرق ، كانت تعني أن ليو لا يستطيع أن يذهب بنفسه إلى (فرامبتون) إلا في آخر النهار ، لكنه تحدث
مع قائد المجموعة لإقامة اجتماع معم لبحث الوضع .
رغم أنه غير مستعد لقول هذا في هذه المرحلة ،إلا أنه قرر فعلاً أن يبقى مصنع (فرامبتون) مفتوحاً.
وطبعاً ، ليس لهذا القرار صلة بجودي مارش .
وفي آخر النهار ، عندما اتصلت به الشرطة لكي بيلغوه أنهم ينوون مراقبة الوضع في المظاهرة ،أخبرهم
بأنه واثق من أن الأمور ستحل بسلام.
كانت الساعة الرابعة ولا سيبل له لمغادرة لندن قبل الخامسة .
وابتدأ يستاءل : ماالذي تفعله جودي الآن ؟ إنه حقاً بحاجة إلى أن يتحدث إليها .
****
نظرت جودي خلفها بشيء من القلق .لقد اشتركت في المظاهرة منذ ساعة،قادمة مباشرة من المدرسة .
كانت الأمور في البداية هادئة ،وأخبرها القائد بأن ليو جفرسن اتصل به لترتيب اجتماع في اليوم التالي .
ثم ، لدهشة الجميع ،منذ نصف ساعة وصل جيريمي دريسكول . طلب ، في البداية ، فتح بوابة المصنع للسماح له بالدخول ،
وعندما رفضوا ،خرج جيريمي من سيارته وتلا ذلك بعض الهرج والشجار لكن سمح له في النهاية بأن يدخل إلى مبنى المكاتب .
كان مايزال في داخله ،ولكن بعد عشر دقائق وقفت سيارة شرطة على بعد عدة ياردات
من المظاهرة وسرعان ماتبعها مصور ومخبر صحافي من الجريدة المحلية .
تغير الآن مزاج المعتصمين المسالم إلى مزاج عدواني ،عندما خرج جيريمي من المبنى فرآه أحد المتظاهرين الذي كان
جيريمي شتمه لكلمات بذيئة ،وهو في طريقة إلى داخل المصنع ,
وسمعته جودي يتحدى زميلها المتظاهر بقوله : ( لا أظنك تعتقد حقاً أن هذا التظاهر يمكن أن يجعل جفرسن يغير رأية فلا يغلق المصنع ).
فرد عليه الرجل : ( لقد وافق على الاجتماع بنا عند الصباح).
- وأنت تظنه سيصغي إلى ما ستقولونه له ؟ يالك من مخدوع !
لقد سبق وقرر أن هذا المكان عقيم .ومن يلومه بالنسبة إلى عماله الكسالى الذين لا يصلحون لشيء.
عمال مثلكم جميعاً ؟ لقد اضطررنا إلى بيع المصنع بسببكم ، كل شخص يعلم هذا ..
شهقت جودي ساخطة وهي تسمع ذلك ، وقاطعته بحزم : ( هذا غير صحيح ).
فالتفت جيريمي إليها وقال بصوت خافت : ( يا آلهي ، أهو أنت ؟
كان علي أن أتكهن بذلك).
وشخر ساخراً وهو يلقي على جسمها المكسو بالبنطلون الجينز والقميص المقفل نظرة فاسقة ،
ثم تابع : ( هذا لن يزكيك لدى اللجنة المدرسية ، ولكن ، طبعاً ستقفل مدرستك الغالية مع المصنع ، أليس كذلك ؟
سأحصل على قطعة الأرض لأنني فوقها ).
وابتسم منتصراً وهو يسير نحوها ، وحاول البعض أن يمنعه لكنه أسرع منهم ، مع أن أحد الرجال حاول أن يقف بينهما ليحميها .
كان فتى صغير السن لا يعادل القوة التي دفعه جيريمي لها جانباً .
رد الفتى الصغير على الأذى بمثله . وفجأة بدا لجودي وكأن جهنم فتحت أبوابها ، فقد أخذ الناس يصيحون ويتدافعو ن ،انفتحت
أبواب سيارة الشرطة ، ثم قبل أن تتحرك ، كان جيريمي قد أمسك بها وأخذ يجرها في فناة المدرسة .
حاولت أن تقاومه وقد تملكها الذعر ، وأخذت تضربه بيدها بينما تعمد هو استعمال العنف معها .
كان خوفها يشابة خوف أي امرأة من رجل تعرف أنه عدوها ، وليس له صله بدورها في المظاهرة .
جرها جيريمي نحو أحد ضباط الشرطة الأماميين مدعياً بأنها شتمته .
وسمعته جودي يقول وهو ينظر إليها بلؤم : ( أصر على أن تقبض عليها ياسيدي الضابط ، وربما أرفع دعوى قذف).
حاولت أن تحتج ببراءتها ، لكنها كانت قد دفعت نحو (فان) الشرطة التي كانت تزعق وهو تتوقف بجانب السيارة .
وطرفت جودي بعينيها إزاء وهج ضوء الكاميرا بينما المصور الصحفي يأخذ صورتها .
كان مخفر الشرطة مزدحماً ولم تكن جودي تصدق ما يحدث لها .
وأخذ رقيب أول رزين الهيئة لا تعرفه يلقي اتهاماته على الجميع.
كانت جودي تشعر بالغثيان والصداع والخوف والوضاعة وعلى ذراعها رضة من أثر قبضة جيريمي العنيفة .
- الأسم .
أجفلت جودي عندما أخذ رجل الشرطة يتحدث إليها .
- جودي مارش .
لم تستطع أن تفكر في كل ما سيظنه بها آباء التلاميذ المتحفظين ،
هذا عدا السلطة التعليمية أ ومجلس إدراة المدرسة .
- المعذره ، ياحضرة الضابط.
كانت حتماً على وشط الإغماء وهي تسمع صوت ليو جفرسن الذي
لا يمكن أن يخطئة سمعها ، يأتي من خلفها مباشرة ,
شيء في تصرف ليو الهادئ أثار انتباه الضابط .فوضع قلمه ونظر اليه .
وصل ليو إلى بوابة المصنع في الوقت المناسب ليسمع عن اللذين مازالوا موجودين ، ماحدث .
قال له أحد الشهود : ( نعم ،حتى إنهم أخذوا معلمة المدرسة )
وتساءل المتكلم عما جعل قوله هذا الرجل يستدير عابساً على الفور عائداً إلى المدرسة .
قال ليو يقدم نفسه إلى الضابط : ( أنا ليو جفرسن ، صاحب المصنع )
فقطب الضابط جبينه : ( صاحب المصنع ، حسب ماهو مسجل لدينا ، السيد جيريمي دريسكول الذي أبلغنا بأن هناك مشكلة)
فأجاب ليو بحزم : ( ربما ، لكن من المؤكد أنني أنا صاحب المصنع .هل لك أن تخبرني بالضبط .
عما حدث يا حضرة الضابط ؟
المظاهرة ، كما فهمت ، كانت مسالمة وقد رتبت أنا الأمر بحيث أجتمع معهم في صباح الغد ).
- حسناً ،ربما هذا ما حدث ، يا سيدي ، لكننا تلقينا اتصالاً تليفونياً من المصنع من السيد دريسكول قال إنهم لم يسمحوا له بالمغادرة وإنه ،
هو والمصنع ، مهددان بالعنف ..وعندما ذهبنا إلى هناك حدث بعض الهرج ، وهذه السيدة الشابة حاولت أن تشتم السيد دريسكول ز
توهج وجهها لهذه الإهانة وقفزت على الفور للدفاع عن نفسها بإنكار ذلك : ( أنا لم أفعل شيئاً كهذا .إنه هو الذي هاجمني ..)
وتملكها الذعر وهي تشعر بالدموع تملأ عينيها بشكل صبياني .
وكان ليو جفرسن يقول : ( أظن في الأمر خطأ ).
رغم أنها لم تستطع أن تنظر إليه ، شعرت به يزداد اقتراباً منها ولسبب جنوني شعرت
بجسدها يحاول أن يستمد الحرارة والحماية منه .
قال ليو كاذباً بهدوء : ( أنا أعرف الآنسة جودي مارش جيداً جداً .
وهي في الواقع ، كانت في المصنع بالنيابة عني ، وبصفتها نائبة عني لا أتصور لحظة أن من الممكن أن تشتم السيد دريسكول ).
قطب الرقيب أول جبينه : ( حسناً ، رؤسائي أبلغوي بأنه يصر على القبض عليها .
قال إنه يريد أن يرفع دعوى قذف عليها ).
أطلقت جودي شهقة صغيرة مختنقة .
وقال ليو : ( في هذه الحالة ، سيكون علي أن أرفع دعوى ضده بتهمة التعدي على أملاك الغير ، ذلك أنه لم يحصل قط على إذن مني بدخول المصنع ،
كما أنني أتصور أن مصلحة الضرائب سيهمها جداً أن تعلم ماذا كان يفعل هناك ، إن هناك بعض دفاتر الحساب المفقودة هم متلهفون جداً لرؤيتها ).
أجفلت جودي قليلاً لسماعها هذا ، والتفتت إليه عل ىالفور تخبره بسرعة : ( والدة أحد تلاميذي ذكرت أنها رأته يخرج من إحدى غرف التخزين في المصنع ).
وتلاشى صوتها وهي ترى كيف كان ليو ينظر إلى ذراعها ثم يسألها بصوت مخيف : ( هل دريسكول هو المسؤول عن هذا ؟)
ودون أنتظار جواب منها قال بحزم وتصميم : ( فهمت أنك ربما عليك أن تتهم الآنسة مارش يا حضرة الرقيب أول .
ولكن لا أدري إن كنت تستطيع أن تطلق سراحها على كفالتي وأعدك أن لا أدعها تغيب عن نظري ).
أخذ الرقيب . يتفحصهما ، هما الأثنين .لم تكن لديه زنزانة ولم يرى مانعاً من أن يطلق سراح جودي إذا كان ليو جفرسن مستعداً أن يكفلها .
- حسناً جداً ، ولكن عليك تحمل مسؤوليتها كاملة ، والتأكد من عودتها إلى هنا صباح الغد لكي تواجه إليها التهمة رسمياً إذا أصر بتعهد دريسكول غلى متابعة الدعوى .
- لديك كلمتي ضماناً لذلك.
وقبل أن تقول جودي شيئاً ،أدارها وهو يقودها إلى الباب برفق ليخرجها إلى هواء الليل ,
تملكها الذعر وهي تكتشف أنها كانت تبكي .وسمعته يقول لها وهو يقودها إلى السيارة : ( إنها الصدمة .ستكونين بخير عندما تأخذك إلى البيت ).
- أريد أن أغتسل ، وأريد أيضاً بعض الملابس النظيفة.
- يمكنني أن أقدم لك الحماما . أما الملابس فعلينا أن تمر لإحضارها من بيتك في طريقنا إلى بيتي .
- بيتك ؟ لكنني أريد أن أذهب إلى بيتي .
- يؤسفني أنك لن تستطيعي ذلك ، فقد أفرج الضابط عنك بكفالتي كما تعلمين .
علي أن أخذك إليه صباح الغد .
- ولكن لا يمكنني البقاء معك.
- آسف يا جودي ، أنت مضطرة لذلك.
-أنا لم أشتم جيريمي ، إنه الذي ..
وسكتت تعض شفتيها وهي ترى العنف في عيني ليو هو يلتفت ليتأملها : ( لو كان سبب لك ضرراً ....هل فعل ذلك يا جودي ؟)
عندما حولت نظراتها عنه شتم نفسه لعنف لهجته . فقد صدمها وأخافها بشكل واضح .
هذا بالإضافة إلى خوفها السابق هذه الليلة .
وقال هو يتجه عائداً إلى القرية : ( ظننت المظاهرة ستكون مسالمة )
- كانت كذلك ، لكن جيريمي واجه الأمر بعنف ، وبشكل ما خرجت الأمور عن السيطرة ، هل صحيح أنه استدعي إلى التحقيق ؟
- نعم ، ولكن ما كان لي أن أقول ذلك في الحقيقة .
عندما وصلا إلى كوخها أصر على الدخول معها ، وانتظر حتى حزمت بعض ضرورياتها .
وكانت مشتتة الذهن للغاية فلم تستطع المعارضة .
تصرف جيريمي نحوها جعلها تشعر بالعجز ، وتذكرت حين ربحت معركتها معه بشأن الأرض كيف هددها بالثأر .
كان رجلاً منتقماً خطيراً .وفي هذه اللية بالذات ، على الأقل، رغم اشمئزازها ،
عليها أن تعترف بالواقع ، وهي أنها ستشعر بالأمان إذا هي نامت تحت سقف ليو جفرسن ،أكثر بكثير من شعورها بذلك تحت سقفها .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس