عرض مشاركة واحدة
قديم 06-04-10, 05:09 AM   #9

عيناك عنواني
alkap ~
 
الصورة الرمزية عيناك عنواني

? العضوٌ??? » 85085
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,272
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » عيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond reputeعيناك عنواني has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8- كلمة تجرح ... وكلمة تداوي !


كانت جودي تسمع همهمة متحمسه تدور بين مجموعه من الاباء والامهات قرب بوابة المدرسة . نظرت اليهم بحيرة . يوم الاثنين كانت العادة ان يتم تسليم الاباء العمل بعضهم لبعض بهدوء .
لكن المزاج هذا الصباح كان متفائلا جدا بعكس مزاجها وهي تقف , عندما سمعت من يناديها بأسمها من امهات التلامذة :
- هل سمعت الاخبار ؟ اليس هذا رائعا ؟ لم اكد اصدق عندما عاد جون صباح السبت وقال لي ان ليو اعلن انه سيبقي على المصنع مفتوحا .
حدقت جودي اليها .
- هل فعل هذا ؟ لكنه اخبرها .... وقبل ان تتمكن من التفكير بوضوح اشتركت معهما في الحديث أم اخرى ضحكت بحرارة وهي تهنئ جودي على دورها في المظاهرة عند المصنع :
- لقد دهشنا جميعا وتأثرنا بالطريقة التي تحدث فيها ليو عنك للمخفر ,واخبرهم بانه لا ينوي ابدا ان يجعل الامور تتفاقم , ثم علمنا انه ينوي ابقاء المصنع مفتوحا . لقد غير هذا رأينا فيه جميعا .
وابتسمت وهي ترمق جودي بنظرة لم تفهمها هذه ثم تتابع :
- وطبعا كنت تعلمين قبلنا جميعا ان هذا سيحدث .
وابتدأ وجه جودي يتوهج . بينما اخذت المرآتان تتأملانها بتسلية , ماجعلها تدرك دون فكرة مسبقه , لماذا لم تسمع الا الآن فجأة ميرا فانشو تهتف بحرارة :
- حسنا , انا شخصيا اعتقد ان هذا من عدم اللياقة كليا . امرأة في مركزها ... معلمة مدرسة . مديرة مدرسة .. تطلق لنفسها العنان في علاقة من هذا النوع , لكنني يجب ان اقول انني لست دهشة , تماما . فأنا لم اوافق ابدا على بعض مناهجها في التدريس .
كانت ميرا تتحدث الى احدى الامهات وظهرها الى جودي , وعندما اقتربت جودي همست المراة الاخرى لميرا شيئا بسرعه وقد توهج وجهها ارتباكا .
لكن يبدو ان ميرا لم تشاركها ارتباكها هذا فقد ألقت برأسها الى الخلف وقال بصوت اكثر ارتفاعا :
- حسنا , آسفة , لكنني لا اهتم في الحقيقة لو سمعتني , فهي المخطئة في تصورها بهذا الشكل ... حيث تمضي الليل في جناحه في الفندق بشكل مكشوف , ثم تحاول ان تقنعنا جميعا انها تمثل الفضائل جميعها !.
شعرت جودي بالاشمئزاز وهي ترى نظرة الانتصار الحاقده في عيني المرأة الاخرى . لم تحبها ميرا قط , وهي تعرف هذا , وايضا على جودي ان تعترف بانها هي ايضا لا تحب ميرا .
ذكرت نفسها , وان تكن بغير حاجه الى من يذكرها , بوضعها ومسؤولياتها بصفتها مديرة مدرسة . تنفست بعمق ثم واجهت المرأة الاخرى :
- اظنني موضوع حديثكما , وفي هذه الحالة ... .
قاطعتها ميرا بفظاظة :
- لن تستطيعي انكار ذلك فهذا لن ينفعك , ايلي , موظفة الاستقبال في الفندق التي رأتك في الفندق عند وصولك وعند مغادرتك في الصباح التالي , ايلي هذه هي ابنتي بالتعميد وقد عرفتك على الفور من صورتك في الجريدة. لم تصدق ما قرات من انك اشتركت في مظاهرة عند المصنع وهي تعلم انك امضيت الليل مع صاحبه .
هبط قلب جودي . ما تسمعه اسوأ مما توقعت , ورأت من وجوه النساء الاخريات انهن ذهلن جميعا مما سمعن .
كيف تدافع عن نفسها ؟ واية ظروف مخففة يمكن ان تذكرها للتوضيح ؟ وتملكتها الكآبة وهي تدرك ان ليس هناك ما تقوله يمكن ان يحسن الوضع . وقول الحقيقة .. يجعل الامور اسوأ !
وتابعت ميرا تقول :
- هل تعملين انه , بالنسبة الى مركزي في مجلس ادارة المدرسة , سيكون متوجبا عليّ ان اذكر الشكوك التي اثارها سلوكك في نفسي وكذلك صلاحيتك لتعليم ابناءنا ؟
- انا لم ....
حاولت جودي ان تقاطعها لتدافع عن نفسها لكن ميرا هزمتها بقولها بصوت مرتفع :
- وفوق كل شيء , قبض عليك البوليس . اعتقد انه ينبغي ابلاغ السلطة التعليمية بالامر . والاسيمتلكني القلق على اخلاق ولدي التلميذ . لو كنت مكانك ... .
وكانت تقول هذا مظهرة شعورا عميقا مما جعل بعض الامهات يحملقن فيها باعين مستديره .
تملك جودي الاترياح عند قرع الجرس يدعو التلامذه الى صفوفهم ما منحها عذرا للهرب من معذبتها .
ربما من معذبتها لكن ليس من العذاب نفسه ... كما فكرت بعد نصف ساعه من وقفها امام النافذه دون حراك .
لقد رات النظرات ابتداء من الرثاء وانتهاء الى الفضول والنظرات الداعرة الكريهة ... وذلك من الامهات اللاتي كن يتابعن ردة فعلها ازاء فضح ميرا لأسرارها .
كانت تعلم ان لدى ميرا السلطة لجعل الحياة صعبة امامها وامام اسرتها . من الطبيعي ان يهتم بقية اعضاء مجلس الادارة باستقامة وسلوك مديرة المدرسة .
ورغم انه لم يكن من الممكن احالتها الى مجلس التأديب , الا انها لم تكن تحب طبعا ان تكون على خلاف مع اعضاء مجلس الادارة او تحب ان يجلب طراز حياتها سمعه سيئة للمدرسة .
اما بالنسبة الى ما قالته ميرا عن السلطة التعليمية فقد تشككت في ان يكون مجرد تهديد, لكن ضميرها لن يسمح لها بان تبقى في المدرسة ضد رغبات اباء التلامذة او في وضع يشعرهم بانها غير مناسبة لتربية اولادهم . عذوووب .
ابتدأ الصراع يتملكها .
كلام ميرا محا كل شيء ما عدا شعورها عندما عملت انه بعكس ما كان اخبرها , قرر عدم اغلاق المصنع , لماذا تركها تتهمه بهذا الشكل ؟
كان وقت الغداء تقريبا عندما علم ليو بما حدث لجودي . فقد انشغل مع محاسبيه معظم الصباح . يراجعان نفقات التغيير الذي احدثه في مصانعه التي اشتراها .
ولكن كل ما كان يفكر فيه حقا في الصباح , ويقلق لأجله , كان جودي والخصام الذي نشأ بينهما امس . لماذا تركها تذهب بذلك الشكل ؟
كان لديه اجتماع في المصنع , وعندما وصل الى هناك ؟ اكتشف ان جيريمي كان ينتظره ليراه .
واجه ليو بغضب بالغ :
- اريد ان آخذ بعض الاوراق التي تركتها هنا . لكن اولئك المعتوهين الذين تركتهم للحراسة رفضوا السماح لي بدخول المخزن , والله يعلم تعليمات من هذه .
فقال ليو برصانه :
- تعليماتي .
كانت هناك نسخة من الجريدة المحلية على المكتب . وقطب ليو جبينه وهو يرى صورة جودي على الصفحة الاولى .
ويبدو ان جيريمي رآها ايضا , فشخر ساخرا وهو يقول :
- الآنسة الصغيرة الطيبة ! حسنا , قريبا سيعرف حقيقتها كل انسان .
رأى ليو الحقد في عيني جيريمي فسأله :
- ماذا تعني ؟
فأجاب ضاحكا :
- ماذا تظنني اعني ؟ لقد رأوها تغادر جناحك في الفندق , متسللة في الصباح الباكر . قد يكون لهذا تأثير جيد عليك لكنني لااظنه كذلك بالنسبة الى اباء التلاميذ عندما يعلمون . مديرتهم تتسلل الى جناح رجل في فندق ولا تغادره حتى الصباح ... لن يدهشني ان يطلبوا استقالتها .
هبط قلب ليو وهو يصغي . كان جيريمي بالغ الثقة بنفسه وهو يتباهى , يبدو ان هناك من رأى جودي وهي تغادر جناحه في الفندق .
اخذ ليو يبحث بعنف وسرعة عن طريقة يدافع بها عنها . لم يكن هناك سوى شيء واحد يمكن ان ينفع .
سمر جيريمي بنظرة بارده ضجره وقال له بهدوء :
- آه , لا اظن ذلك . وعلى كل حال ما هو الخطأ ان يمضي خطيبان الليل معا ؟
نظر اليه جيريمي بحيرة ثم قال متحديا :
- خطيبان ؟ اذا كان هذا صحيحا لماذا لم يعرف به احد ؟
- لأننا اتفقنا على عدم اعلان ذلك حاليا , وان كان هذا ليس من شأنك او شأن أي احد أخر . آه , وبالمناسبة , فهمت من المحاسبين في المصنع ان مصلحة الضرائب اتصلت بهم بسبب بعض التلاعب في جهاز المحاسبة الذي كنت انت وضعته مكان الجهاز القديم الذي التهمته النيران , بطبيعة الحال , وقد طمأن المحاسبون لديّ مصلحة الضرائب بأننا مستعدون لإعطائهم كل العون الذي قد يحتاجونه .
*****
نظرت جودي امامها على المكتب بتعاسة . هناك اجتماع لأهالي التلاميذ هذا المساء حيث المفروض فيها ان تتحدث عن خطط لزيادة نشاطات المناهج الدمدرسية المعدة للتلاميذ .. وتملكتها رجفة .
يمكنها ان تتصور مقدار الانتقاد والاستنكار اللذين ستواجهانها في الاجتماع , محدثة نفسها بأها تستحق ذلك .
دخولها جناح ليو دون اذن منه , وشربها الكحول حتى ثملت , ثم النوم في سريره , وكأن كل ذلك لم يكن كافيا ...
وقررت بتعاسة انها ليست اهلا لتكون معلمة ولا لتتسلم هذا المركز . كانت ميرا على صواب وهي تنبهها الى ان اهل التلاميذ سيأخذون عنها فكرة قاتمة للغاية لما فعلته .
ياليت صورتها تلك لم تظهر في الجريدة . لكن هذا ماحدث .
واجفلت وهي تسمع نقرا خفيفا على بابها . احمر وجهها عندما اطلت هيلين ريدنغ , اقدم المعلمات لديها , اطلت برأسها من الباب تسألها غير واثقة :
- هل انت بخير ؟ فقط ....
فقط ماذا ؟ اخذت جودي تتساءل بإنكاسار .. انها فقط سمعت بالاقاويل فهي تتساءل ان كانت صحيحة .. واذا كان كذلك ماذا يمكنها هي جودي ان تفعل ؟
وردت عليها :
- آسفة , انه دوري في درس الرياضة , أليس كذلك ؟
قالت هذه متجنبة عيني المرأة عالمة جيدا ان غرضها من القدوم الى المكتب ليس لتذكريها بذلك .
فهتمفت ايلين :
- آه , لكنك لم تتناولي غداءك . يمكنني ان انوب عنك في هذا الدرس اذا شئت .
وسكتت برهة ثم قالت بارتباك :
- ميرا في الملعب مع بعض الامهات ... .
وعندما قطعت كلامها فجأة قالت جودي :
- لا بأس يا هيلين . يمكنني ان اخمن ماذا يجري. واظنك , انت وبقية زميلاتك , سمعتن الاقاويل ... .
شعرت جودي بشجاعتها تفارقها . قالت هيلين باهتمام حقيقي :
- لا يبدو عليك انك بصحة جيدة , لماذا لا تذهبين الى بيتك ؟
وتساءلت جودي بمرارة ان كانت هيلين تعني ان تذهب الى بيتها قبل ان يزداد وضعها ضعفا فلا تجد امامها سوى الذهاب الى بيتها ... نهائيا ؟
- كلا يمكنني ان افعل ذلك .
وابتدأت تشعر بالمرض . الاقاويل , خصوصا هذا النوع من الاقاويل ينتشر مثل النار في الهشيم . متى تراها تصل الى مسامع اسرتها واصدقاءها ؟ ابن عمها ؟ اسرته ؟
امها وابوها يستمتعان بتقاعدهما برحلة حول اميركا . لكنهما لن يغيبا طويلا بكل تأكيد , ذلك انهما مزهوان بها وبكل ما انجزته للمدرسة . ولكنها ستخبرهما بالحقيقة وسيفهمان الامر ....
ولكن ماذا عن الناس ؟ وعندما غادرت هيلين مكتبها واغلقت الباب خلفها , تنهدت مشمئزة من نفسها .
هل ما تشعر به نحو ليو مجرد انجذاب ؟ ولكن الانجذاب لا يؤثر في المشاعر كما تأثرت مشاعرها .
الانجذاب لا يوقظ الشخص من احلامه ليلا باكيا من الألم والخسارة لأنه اكتشف حقيقة الشخص الذي يحبه .
شعرت وكأن جودي تلك تنتمي الى حياة اخرى ! كيف جعلت نفسها في وضع كهذا ؟
كانت تسمع دوما ان الحب نوع من الجنون .. الحب ! انها تدرك الآن انها كانت على وشك ان تفقد سيطرتها على الواقع . لا سبيل الى ان تداوم على التفكير في انها تحب ليو .... لا سبيل الى ذلك !
*****
نظر ليو الى ساعته . كان يحضر اجتماعا طوال بعد الظهر , لكنه اصبح حرا اخيرا .
كان واعيا تماما الى ان من الفطنة البالغة ان ينبه جودي الى خطبتهما , ولكن بعد طريقة افتراقهما اخر مرة , تملكه الشك في ان الاتصال بها هاتفيا سينفع .
لابد ان المدرسة الآن اقفلت لهذا النهار فلم يبق اماه سوى الذهاب الى بيتها في القرية ليخبرها بما حدث , وانه عندما يتبدد الغضب العام يمكنهما ان يعلنا انتهاء خطبتهما .
مجرد تذكره نظرة جيريمي الداعره وهو يخبره عن الاقاويل التي تتناول جودي , كان يكفي ليشعر ليو بالاجرام وبأن له الحق في ان يحميها بالطريقة التي يختارها هو .
وحتى الآن رأيه ان احسن ما يمكن عمله هو ان تضع خاتمه في اصبع يدها اليسرى .... خاتم الزواج .
كان ايطاليا حقا اكثر مما كان يدرك , وكان يفكر في ذلك عابسا وهو يتوجه الى سيارته .

وهذا ذكره بأن عليه أن يتصل بأسرته تليفونياً .الزيجة التي وعد أمه بها
يجب أن تؤجل ..على الأقل حتى يطمئن إلى أن جودي بخير .
- فهمت أنك ستحضرين الإجتماع هذا المساء.
أجفلت جودي عندما تركت ميرا فرانشاو أمهات التلاميذ المجتمعين قرب
بوابة المدرسة لكي تواجهها : ( الآن بعد أن حصلت على خطيب ثري تهتمين به ،
لا أظنك ستهتمين بمستقبل المدرسة أو تلاميذها . أليس كذلك ؟)
خطيب ثري ؟ لها هي ؟ ماهذا الذي تفعله ميرا؟
كانت جودي تتساءل بملل .إنها لاتتذكر أنها شعرت يوماً ، بعد انتهاء اليوم الدارسي،
بمثل هذا الإنهاك ،لكن هذا اليوم لم يكن عادياً طبعاً .وهي تشعر بأن كل ما تريده هو أن تنام.
كانت ميرا الآن واقفة أمامها ، وعيناها الصغيرتان الباردتان تضيقان بالعداء وهي تتابع : ( أرجو
أن لا تظني لأنك مخطوبة لليو جفرسن ، لن توجه إليك أسئلة معينة ،من الأمهات
إن لم يكن من مجلس الإدارة ، و ...).
فأسكتتها جودي بحدة : ( لحظة واحدة ، مالذي تعنينه بالضبط عن أنني مخطوبة لليو جفرسن ؟)
أخذت تتساءل من أين حصلت ميرا على هذه الفكرة الخيالية الفظيعة لتنشرها في الإنحاء بأسرع ما تستطيع كما رأت من مراقبة
الموجودين لهما .
فقالت ميرا بإزدراء : ( لقد فات الوقت الآن على أن تتخذي صفة الحذر والبراءة ،
إنما لا بد لي من القوم بأنني ، بصفتي أماً ، أظن أن امرأة في مركزك كان يجب أن تتخذ الصفتين معاً بدلاً
من جلب سؤ السمعة للمدرسة ).
- ميرا . . .

ابتدأت جودي تقول عابسة . ثم سكتت عندما تراجعت مجموعة صغيرة من الأمهات عن البوابة للسماح لسيارة مرسيدس كبيرة بأن
تقف خارجها . وعندما خرج ليو منها ، أعلنت ميرا تقول : ( ها قد جاء خطيبك .
أرجو أن لا يظن ، لأنه اشترى المصنع بثمن بخس ، محتالاً على الأسرة ليبيعوه المصنع رغم إرادتهم ،
كما أخبرنا جيريمي ...
فهذا يعطيه أي نوع من المركز أو السلطة محلياً !
كان جيريمي محترماُ جداً من عماله ).
قالت ذلك بعد اعتبار للحقيقة ماجعل جودي لا تصدق إذنيها .
كان ليو قد وصل إليهم الآن ، ولسبب لم تكن جودي تريد أن تحلله ، اكتشفت أن جزءأ صغيراً منها شع بالرضى لوجوده .
لكن هذا لا يعني أن ليده الحق في التواجد هنا ، ليزيد الوضع سوءاً بوضعه يده على ذراعها بشكل المتملك ،ثم ينحني ليمسح وجنتيها بقبلة
وهو يهمس في إذنيها : ( سأشرح لك الأمر عندما نكون وحدنا ..)
ثم أبتعد عنها قليلاً ليقول بصوت مرتفع : ( آسف لتأخري ،يا حبيبتي ،هناك ما أعاقني ).
ودون أن يمنحها فرصة لتقول فيها كلمة ، قادها إلى سيارته وأصعدها إليها قبل أن يصعد
هو إلى مقعد القيادة بجانبها .
انتظرت حتى أصبحا خارج مرمى الأنظار ثم سألته وهي ترتجف : ( هل لك أن تفسر لي ما يجري ، ولماذا تظن ميرا فانشاو أننا مخطوبان؟)
فسألها بحيرة : ( ميرا فانشاو؟)
- المرأة التي كانت معي عند وصولك .
قالت هذا بفروغ صبر . وكانت تشعر بالتعب والإستياء والجوع ورغبة سخيفة في أن تتوسل إلى ليو ليوقف السيارة لتستطيع أن تريح
رأسها على كتفه ثم تستغرق في بكاء بهيج عنيف هو من القوة بحيث كاد يهزمها كلياً .
- إنها صديقة حميمة لجيريمي دريسكول ..و ..
- آه ، أحقاً ؟ لا عجب في إنها تعلم بخطبتنا .
فتأملته غاضبة : ( خطبتنا ؟ أية خطبة ؟ لسنا مخطوبين ).
- ليس رسمياً .
فقاطعته ثائرة :
- ولا بأي شكل .

فقال بهدوء : ( لم يكن لدي خيار يا جودي . فقد أخبرني دريسكول أنهم رأوك
خارجة من جناحي في الفندق ذلك الصباح وكان يبدو ..)
وسكت لا يريد أن يخبرها كيف كان وضع جيريمي وافتراضة كريهين ،
فقالت بحرارة : ( أنا أعلم ما تريد قوله . رأوني أغادر غرفتك .
ما يعني أنني امرأة ساقطة وغير صالحة كلياً للتعليم في مدرسة أطفال أبرياء .
بالله عليك ، كل ما فعلته هو النوم في سريرك لا معك ..وهذا لا يعني ..)
وذعرت عندما اغرورقت عيناها بالدموع وبدت مشارعها العنيفة في صوتها ..
فحاول أن يطمئنها : ( جودي ، أنا أعرف تماماً ما يعني هذا وما لا يعني . لكن تلك المعرفة هي بيننا نحن الأثنين فقط.
أنت تعلمين ما أقوله أليس كذلك ؟)
سألها هذا برفق ، وعندما لم تجب بل حولت نظراتها عنه إلى خارج النافذة ، رأى احمرار وجهها فتألم لأجلها .
- لأ أظنك ستهتمين بشكل خاص لو أنني أعلنت في صحيفة كاملة من الجريدة المحلية بأن لا شيء حدث بيننا في تلك الليلة .
- هذا لا يعني أن عليك أن تدعي بأننا خطيبان .
- فعلت هذا لأحميك .
لكي يحميها ! كيف يدعي هذا بينما ألمح سابقاً بأنه يريد ألا يراها ثانية ...
وتملكتها التعاسة ..هل هذا مجرد خدعة ساخرة؟
فقالت بغضب : ( أنت غير مسؤول عن حمايتي )
- ربما ليس في نظرك .
قال هذا بجد مفاجئ بطريقة جعلت قلبها يخفق بمشاعر أنثوية خالصة نحو
رجولته البالغة وقوته . ومبلغ تلهفها إلى الإعتماد على قوته والتماس السلوى والحماية والحب...
لكنها لا تسطيع طبعاً ! ولا ينبغي لها ذلك ..!
- في نظري أؤكد لك أنني أعتبر ذلك مسؤوليتي تماماً .
أنت لست وحدك التي تملك سمعة عليها أن تصونها ،كما تعلمين.
قال هذا بصوت موجز إلى حد مؤلم جعلها تلتفت إليه ، وسرعان ماندمت على ذلك بعد أن أثار مشهد جانب وجهه الشوق في نفسها طارداً أي شعور آخر .
يجب أن لا تشعر نحوه بشيء كهذا ، كما حدث نفسها بذعر .
عليها ألا تتوق إليه ، أو تحبه ..
وصدرت عنها آهه هي بين الألم واليأٍس فقال : ( كيف تظنين تأثير ذلك علي عندما ينتشر بين الناس ،
أننا أنا وأنت ..؟)
- أتعني أنك تقوم بهذا لأجل نفسك وليس لأجلي ؟
هذا هو الأمر إذن ؟
فقال بحزم : ( أنا أفعل هذا لأنه حالياً هو خيارنا الوحيد )
شعرت بنفسها تضعف . ستكون راحة كبرى لها أن تدع ليو يستلم المسؤولية ..أن تدعه يقف بينها وبين استنكار الناس.
وأن تدع الناي يعتقدون أنه يحبها وأن ..

لا ، لا يمكنها أن تفعل هذا ! لأنها إذا فعلت ستصبح في خطر تصديق ذلك هي نفسها .
وهزت رأسها رافضة بعنف : ( لا ! لن أختبئ خلفك يا ليو .
لن أكذب ، لن أدعي ..قد يكون وجودي في غرفتك خطأ وغير أخلاقي في نظر بعض الناس .
ولكن في نظري ، الأسوأ من ذلك هو أن أكذب بشأنه .
إذا شاء الناس أن يتنقدوني أو يدينوني عليّ إذن أن أقبل حكمهم عليّ، وأن أقبل نتيجة سلوكي ).
عندما أخذ ينظر إليها فيرى الخوف يتصارع مع الكرامة في عينيها ،
امتلأ إعجاباً بصدقها وإشفاقها على ضعفها .
اكنت صادقة للغاية وساذجة للغاية ، وعليه أن يحميها من نفسها بقدر ما هو من الآخرين .
وعندما اتجه بسيارته نحو منزله ( آشتون هاوس ) قال لها بخشونة : ( سيصلبونك . هل تريدين حقاً أن تخسري كل ما عملت لأجله ياجودي ؟
المدرسة وكل إنجازات ).
فقالت مجاهدة لإخفاء الألم الذي شعرت به : ( هناك مدارس أخرى ).
أوقف سيارته فأدركت أين هما : ( لماذا أحضرتني إلى هنا ؟ أريد أن أذهب إلى بيتي ).
وسكتت وهزت رأسها قائلة بعجز : ( لا يمكننا أن نكون خطيبين . هذا ليس ..نحن لا ..)
فقال مبدداً مابقى لديخا من ضبط النفس : ( علينا أن نكون كذلك يا جودي . لا نستطيع أن نكون غير ذلك ).
فقالت بتعاسة : ( خذني إلى بيتي . لدي اجتماع الليلة ، فإذا لم أذهب سيكون لدى ميرا فانشاو
مناسبة رائعة للكلام ضدي ).
*******
بأن تبقية مفتوحاً . على كل حال ، الحب يهزم كل شيء ، كما يقولون ).
أخذت جودي تفكر بتعاسة في أن الحب قد يفعل هذا ، لكنها لن تعرف أبداً مادام ليو لا يحبها .
رن جرس تليفونها ، وهذه المرة توقعت أن يكون المتكلم نايجل .
رفعت السماعة ، فقال : ( أنت جواد رابح ، أليس كذلك ؟)
فبط قلبها : ( أنت سمعت إذن )
- طبعاً سمعت . . . كل المدينة سمعت .آه ، وبالمناسبة ،اتصل الأ[وان بي يسألان متى بإمكانهما أن يتعرفا إلى الخطيب .
أظن أني ستتصل بك عصر هذا النهار.
فصرخت بذعر : ( ماذا ؟ لكنني لا أريدهما أن يعلما ..).
فقال بحيرة : ( ماذا ؟)
- أعني أنني لا أريدهما أن يعلما الآن ، لأنني أريد أن أخبرهما بنفسي وبكل ما حدث بهذه السرعة ..
- نعم ، وبسرعة بالغة . لقد صدمت قليلاً عندما علمت أنك أمضيت ليلة مع ليو في فندقه.
خصوصاً بعد أن عاملته أمام الناس في حفلة العشاء وكأنه عدوك رقم واحد.
- آه . يا نايجل.
ثم سكتت . كيف يمكنها أن تشرح لابن عمها ما حدث ؟
وإذا لم تستطع أن تشرح له خو ، كيف يمكنها أن تفعل هذا لأي شخص آخر ؟
عندما أخبرت ليو أنها لا تريد أن تورط نفسها في الخداع أو تختبئ خلفه ،
كانت تعني ما قالت ، لكنها أدركت الآن فجأة أن الأمر ليس بهذه السهولة .
وأن هناك أناساً آخرين في حياتها عليها أن تراعي مشاعرهم .
مضت عدة دقائق بعد انتهاء حديثها مع نايجل ، وهي تعض شفتها مفكرة ، ثم تناولت سماعة التليفون .
طلبت رقم ليو بأصابع مرتجفة ، مجرد سماعها صوته جعلها بأجمعها ترتجف ، وقالت بصوت أجش : ( أنا جودي .كنت أفكر في ما قلته بالنسبة إلي ..
إلى خطوبتنا ..وأنا الآن موافقة ..).
وعندما لم يجب ليو ، جف فمها ، ماذا لو أنه غير رأيه ؟

ماذا لو أنه لم يعد يهتم بسمعته أو يشعر بمسؤوليته ، كما كان قال عن حمايتها ؟
ثم سمعت صوت السماعة توضع مكانها فجأة فتملكها الغثيان .
لقد غير رأيه !
ماذا ستفعل الآن ؟
وبعد ذكل بعشر دقائق وكانت قد تكومت على أريكتها . قطبت جبينها وهي تسمع جرس الباب يُدق .
لا بد أنه نايجل ! وسارت لتفتح الباب .ولكنه كان ليو ، وعندما خطا إلى ردهتها وعندما حدقت إليه ذاهلة قال : ( ما أعلمه أن على الخطيبين
أن يحتفلا بخطبتهما ، مع الانعزال والسربر .والأفضل أن يكون السرير واسعاً والعزلة طويلة الأمد .
ولكن بما أن خطبتنا لن تكون عهداً مدى الحياة ، فسنلغي الأنعزال والسرير .
ونظر إليها ، فشعرت أن وجهها كان يحترق ليس بالخجل بل بالغضب ، كما أدركت مع شعور بالذنب .
وقال بلطف : ( وطبعاً ، إذا كنت تفضلين الخيار الأول ..)
فنظرت إليه ساخطة : ( ما أفضلة هو أن لا أكون في هذا الوضع على الأطلاق ).
وعندما ابتعدت عنه تساءل عما ستقولة لو أنه حملها بين ذراعيه وسار بها إلى مكان منعزل ليبقيها هناك حتى يشبعها حباً ..
ثم ماذا ؟ تخبره بأنها تحبه ؟ تساءل ساخراُ من نفسه ثم سألها بلطف : ( كيف سار اجتماع الأمهات ؟)
فقالت بجفاء : ( منحت خطبتنا المجال لمختلف وجهات النظر )
ولم تخبره بأن ميرا قررت أن واجبها الأخلاقي يدفعها إلى إبلاغ السلطة التعليمية عن الوضع .
فقال ليو برقة : ( إنها مجرد زوبعة في فنجان . بعد ستة أشهر سيكون كل شيء منسياً ).
ليس هذا ما قاله من قبل عندما أصر على أن السيبل الوحيد إلى حماية وظيفتها هو أن يعلنا خطبتهما . وعضت شفتها . ومع ذلك ، قد ينساها ليو في ستة أشهر لكنه
هي لن تنساه أبداً .
- بل علينا أن نحتفل . ماذا لديك لنشرية ؟
- أنا أكره الإدعاء والخداع . ولهذا من الخطأ أن تحتفل بهذا التقليد الشاعري بشيء هو مجرد زيف ..وادعاء..
- جودي !
بعث صدقها الصريح غير المتوقع غصة في حلقة .
بدت حزينة للغاية ، رصينة العيني وحبيبة إلى حد أراد أن يأخذها بين ذراعيه و ..
- هذا ليس ..
- أرجوك ، لا أريد أن أناقش هذا أكثر من ذلك .

جلست جودي على أريكتها الصغيرة . كان الاجتماع من السوء بقدر ما كانت تخاف بالضبط
حيث حاولت ميرا فانشاو بوضوح أن تحوله إلى مناقشة أخلاقية تريد بذلك أن تخجل وتذل جودي قدر إمكانها .
لكن جودي لم تكن دون مساندين فهناك عدة أشخاص جاؤوا يهنئونها على خطبتها بحرارة حقيقية .
وقالت إحدى الأمهات متعاطفة معها : ( لا بد أن الأمر بينكما كان صعباً ، حين كان خطيبك يريد أن يغلق المصنع بينما أنت ملتزمة
ثم نهذت وأخذت تسير في أنحاء الغرفة بقلق .
كانت تعلم ما كان سيقوله . وأن عدم الصدق غير مهم بالنسبة إلى الظروف .
ربما هو غير مهم بالنسبة إليه لكنه مهم بالنسبة إليها خصوصاً أن هناك شيء
مؤلم بشكل لا يطاق .. وقالت بصوت مختنق : ( أريد ..أريدك أن تخرج الآن ).
تردد ليو لحظة ، بدت له ضعيفة هشة للغاية إلى حد أن يبقى معها ..كما بدت شاحبة متعبة أيضاً .
أخذ يتفحصها مرة آخرى مقطباًُ جبينه : ( جودي ، لا أردي ما أقوله لك الآن ).
فقالت بحدة : ( لا تقل شيئاً ).
تملكتها المرارة . لو كانت تساءلت ، عما إذ كانت أساءت الحكم عليه .
فقد أتبت لها الآن أنها لم تسئ الحكم .
وإذا كانت أيضاً من الحماقة بحيث رأت نوعاً من العاطفة في حضوره إلى بيتها الليلة والأشياء
التي قالها لها ، إذن فقد أدركت خطأها تماماً .
قالت بفتور : ( أنا متعبة وأريدك أن تخرج ).
قالت هذا وسارت إلى الباب ،فتبعها . وعندما جلس في سيارته أخذ يتساءل عما كان يرجو أن يستفيد
من تصرفاته تلك . هل ظن حقاً أن مجرد اتصال تيلفوني منها ليحتفلا بخطوبتهما الزائفه سيغير من عدم حبها له ؟
وقرر وهو يعود إلى بيته أنه ربما كان أحمق لكنه مازال رجلاً شريفاًُ ، ويريد أن يطمأن تماماً إلى أن جودي وسمعتها مصانتان
سواء شاءت هي ذلك أم أبت ، أما الآن فهما خطيبان في نظر الناس ، وقريباً ستلبس خاتمه لإثبات ذلك .


عيناك عنواني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس