عرض مشاركة واحدة
قديم 14-04-10, 07:25 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وماذا بعد خمسة عشرة دقيقة , نظرت اليه خلسة ورأت أو تخيلت في الظلام وجها ذا خشونة وبأس ,ولكن الجانب الآخر من الرجل- أستعلاؤه ورصانته وثقافته – ول أهتمام كيم عن مخاوفها نحو أمور أخرى , فكل شيء فيه يتناقص مع رعونة فيمي , قالت فجأة :
" هل أستطيع أن أسألك شيئا؟".
" بكل تأكيد".
" سؤلي يتعلق بك شخصيا".
" أسرعي بالسؤال".
" هل تحب فيكي ؟ هل كنت جادا في رغبتك الزواج منها؟".
" كل الجد".
" ولكنك عزفت الآن عن ذلك , هذا ما قلته منذ هنيهة".
"لم أعد أريدها الآن".
قالت كيم بذهول:
" كيف تستطيع التوقف عن حبها بهذه السهولة ...؟ ليس في مقدوري أستيعاب ذلك لأنني لم أحب في حياتي".
" لم تحبي مطلقا ؟ سألها جادا , وكم عمرك الآن يا كيم؟".
" ثلاث وعشرون سنة".
تمهل جوليان في قيادة السيارة الى أقصى حد ليتفادى قطع الحجارة المنتثرة على الطريق وتساءلت يف وقع جوليان على الدير .
" تكلمي عن نفسك حدثيني عن عملك وكل شيء".
ترددت في أول الأمر ولكنها رغبت في ذلك لتبعد السأم عنها وكل هذا وهي لا ترفع نظرها عن المبنى المشؤوم .
" والدك يعيش في كندا , قال جوليان بعد أن توقفت عن السرد , ألا تتوقين للعيش معك هناك؟".
" علاقتي لم تكن طيبة مع زوجته الجديدة , في كل الأحوال لن أترك عملي الذي أحبه".
كل ذلك الوقت كانت أفكارها مشوشة ولم تفطن الى عملها , ما مصير عملها؟
" سيفتقدوننني في الدائرة".
ولكن جوليان قال بأن رئيس الدائرة سيعلم أنها لن تكون هناك الأثنين صباحا.
" ومهما كان الأمر , لن تعودي".
" ما.... ماذا تقول؟".
أختنق صوتها وأحست بجفاف الدم في وجنتيها.
" حتى اللحظة التي أنتهي فيها منك يكون مديرك قد أحل واحدة محلك".
بحركة سريعة خرج من المنعطف الأخير ودخل البوابة.
" وأخيرا وصلنا الى البيت يا كيم".
لم تحر جوابا , كان حلقها جافا من الرعب , لكن لا يجب أن يتولاها الفزع , فقد تجد طريقة للتملص , تصورت كيم أن كل شيء في هذا البناء صدىء ومهترىء , كان الممر المؤدي الى المدخل مليئا بالعشب وسطع نور السيارة وشعرت بالهواء الثلجي يخترق ثيابها وينفذ الى العظم , فكرت في الجري كي تدفأ وكأن جوليان فطن لنيتها فتأبطها شادا على ذراعها بقوة.
" هل المبنى مزود بالكهرباء؟".
سألت متلعثمة لأنها كانت تعرف تفاهة سؤالها غير أنها تريد أن تظل تتكلم.
" لا تكوني بهذه السذاجة".
سلط جوليان أضواء السيارة على مدخل البناية , اراءى لها أن قناطر الأورقة متداعية متهاوية , وفي كل مكان أشجار هزيلة مشوهة الشكل وعن بعد كان صدى سيل ماء جارف يخترق سمعها كأنه مطرقة , كل هذا زاد كيم أقناعا بأن جوليان مصاب بالجنون كي يترك شقة دافئة مريحة ويرتمي أحضان طبيعة رهيبة فقط حبا بالأنتقام .
قادها نحو السلم وضغط على ذراعها وآلمها عندما حاولت أن تقاومه وقال بصوت ناعم:
" لا تحاولي الهرب كيلا تختبري شدة بأسي ".
ولما دخلا البهو أقفل الباب بالمفتاح وتركها حرة , ثم تلمس طريقه في الظلام ووجد ما كان ينشده , أضاء البهو ببطارية جيب قوية كشفت لكيم ما جعلها تحبس أنفاسها , الغبار متراكم في كل مكان ونسيج العنكبوت متدل من السقف حنى سياج الدرج الصدىء , وأدار جوليان المصباح حول البهو ورأت كيم عددا مذهلا من الأبواب وسلط الضوء على باب الى يسارها كان مفتوحا فألقت كيم نظرة الى الداخل.
" هذا هيكل".
قال جوليان بلطف مما جعل كيم تلتفت اليه بسرعة فورية , رأت في وجههه عكس ما توقعت : عدم المبالاة , ولما رأته يتوجه نحو السلم ويسلط النور عليها , أفهمته بأنها لن تصعد الى الطابق العلوي , قال لها ليطمئنها:
"أنه أكثر راحة بكثير , فقد أعددت غرفة أو غرفتين ورتبتهما نوعا ما".
" كان عليك أن تبدأ بأزالة الأوساخ هنا".
" تتكلمين بفلسفة ربة بيت , ستباشربن أنت بعمل ذلك غدا".
تقدم نحوها ومد يده ورافقها نحو الدرج وقال:
" مزاجي الآن لا يسمح لي بتحمل نزواتك يا كيم , هل ستصعدين أم سأصعدك محمولة؟".
صعدت الدرج معه وهي تختنق من الغبار ورائحة العفن , كانت وهي صاعدة تتفحص أبواب البهو العديدة , من يدري , ربما تمكنت من الهرب عبر أحدها , عزمت على تغيير مسلكها , ستبدو سلسة متفهمة عله يخفف من غلواء حذره فيتهاون.
عندما وصل جوليان آخر الدرج, فتح بابا وضغط على زر بجانبه ,أمتلأت الغرفة بنور كهربائي ساطع بهر عيني كيم.
" كهرباء ! قالت كيم ملتفتة نحوه , أعتقدت أنه لا كهرباء ف هذا المكان".
كانت المفاجأة تعقد لسانها لأنها لم تتوقع شيئا كهذا , دخلت الغرفة ومشت على البساط السميك المفروش فوق أرضية الغرفة ووقفت في الوسط متناسية كل شيء في دهشتها , رفعت بصرها نحو السقف المزخرف ثم ألقت به على الجدران التي تغطيها طنافس جميلة و الأريكة والكراسي كلها قديمة , أما باقي الأثاث فله قيمة تاريخية .
" رائع! رائع! ".
قالت كيم وهي تدور على نفسها , رادياتورات أيضا...؟".
" راديانورات زيت- غرفتان فقط مجهزتان بالتدفئة الآن".
قال ذلك وأقترب منها وعلى ثغره أبتسامة لطفت كثيرا من قسوة نظرته.
" بالفعل البيت مجهز غير مجهز بالكهرباء , تضاء بعض أجزاء البيت بالبطاريات في الوقت الحاضر ,وهناك مفاوضات بيني وبين ذوي العلاقة لمد خط كهربائي للمبنى".
" هل ستعيش أنت هنا؟".
" بل سنعيش نحن هنا – في الوقت الحاضر على الأقل , ثم أضاف:
" المطبخ وغرفة الحمام في آخر في الممر وهنا غرفة النوم "
أشار الى الغرفة ضاحكا .
أحمرت وجنتا كيم , ولكنها أحتفظت برباطة جأشها وهي ترافقه الى الغرفة المجاورة ,وتذكر أن السيارة ما زالت مضاءة وعليه النزول ليطفئها , فهل تجد كيم طريقة للهرب؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس