عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-10, 03:21 AM   #4

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي

تذكر ذلك وهى تجدحه بعينيها الزرقاون فى إلحاح وعمق متسائلة . لقد بدت هشة مثل الطفل المهجور ، وعنايته بها تضطره إلى إلى استخدام الرقة التى لم يتعود عليها وهو السريع الغضب فى العادة . ثم إنه يحس الآن بهذه الرغبة العفوية التى تدفعه إلى الثرثرة التى قد تعرضه للخطر . منتديات روايتى . وحاول جاهدا ألا يلعب دور الأم الحانية وأن يستعيد سيطرته على نفسه . قالت له :
- ولكن الجو ممتاز هنا .
- إنك قد تدفعينى إلى خلع ملابسى يا صغيرتى هل تفضلين أن أفعل ذلك ؟
احمر وجهها خفيفا ولكن اهتزاز رموشها الخفيف هو الذى أسعد "شيز" .
هناك فى مكان ما من المراكز المنطقية فى مخه ، أخذت إشارة عاطفية تومض بانتظام : الحذر . . . الحذر !
مال نحوها وحاول دون جدوى أن يعيد ربط الزر الثالث من البلوزة ثم انتفض واقفا فجأة وألفقى بقبضته التى سقطت فوق مائدة المطبخ ثم قال – وهو يسترد أنفاسه مع تجنب النظر إليها :
- حسنا ! أريد أن أعرف ماذا كنت تفعلين هنا ؟ . . من أنت ؟
أجابته دون أى تردد :
- " آنى ويلز" .
لم يخبره ذلك بشئ ولكنها كانت تنظر إليه برباطة جأش لدرجة أنه وجد نفسه يسألها :
- وهل هذا يعنى شيئا ؟
- آه . . بالتأكيد . . بالتأكيد . لقد تزوجتنى منذ خمس سنوات .
- انا تزوجتك ؟ هذا لا معنى له .
من الواضح أنها تمادت فى الأمر . . . ولكن كان من الصعب أن يراهن على الجزء الأخير من تأكيدها .
- وهل كان ذلك مند خمس سنوات ؟ لم أكن أعيش فى هذه البلاد منذ خمس سنوات لقد كنت . . .
- فى "أمريكا الوسطى "
ثم أضافت بلهجة مرحة :
- لقد كنت فى مهمة إنقاذ خاصة بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" وكنت أنا جزءا من الأمريكيين الذين قمت بإنقاذهم .
دهش "شيز" تماما . . . لقد أعادت ذاكرته بقسوة إلى فترة ومكان من المستحيل أن ينساهما . . تلك المهمة إلى "كوستاريكا" والتى كانت بالنسبة له كابوسا حقيقيا . . . لقد أرسلوه وفريقه لتحرير علماء أمريكيين أسرم المتمردون . . وكانوا قد تفرقوا حتى يعثروا على الأمريكيين . . والأسيرة التى تم العثور عليها حية كانت فتاة مراهقة مختبئة فى دير هدمته القنابل .
وكانت مأساته أنه لم ينجح فى إعادتها سليمة معافاة . فقد لقيت حتفها فى حادثة سيارة على الطريق المؤدى إلى الجبهة . وهو نفسه خرج سليما بأعجوبة .
قاطعها بخشونة وهو يحاول إيقاف سيل الذكريات وهو ممزق ما بين الغضب وعدم التصديق : من هذه المرأة بحق السماؤ ؟ ردت :
- لا . . بل إنه أنت . . " تشارلز بودين" . إن الرجل الذى أنقذنى كانت له نفس سحنتك . وكان يدعة "شيز" وكان يستخدم أيضا سوطا ، آه . . أرجوك أن تتذكر ! لقد كنت مختبئة فى دير فى ضواحى "سان لويس" عندما عثرت على – لقد كنت هناك من شهر منذ أن قتل الارهابيون والدى .
انقطع صوتها فجأة وكأنها تجد صعوبة فى الاستمرار ، ثم استطردت :
- إننى أتذكر أدق التفاصيل . . لقد جرحك احد المتمردين ، وكان موجها سلاحه نحوى وقمت بنزعه منه بسوطك . فأخرج مدية هل تتذكر ؟
أحس "شيز" بألم ممض فى المكان الذى انغرس فيه سلاح المدية عند ساقه .
أخذ قلبه ينتفض داخل صدره عندما خرج بسرعة للخارج حتى يستطيع أن يسترد أنفاسه وسيطرته على نفسه . لابد من وجود تفسير منطقى ومن الأفضل أن يجد حلا . ز ولكن قد تكون إحدى الصحفيات الدؤوبات كالنحلة والتى تهتم بالتحقيق حول بعثة "كوستاريكا" ؟ ومن غيرها يعرف هذه التفاصيل ؟ لابد أنها حصلت على هذه المعلومات من التحقيقات الصحفية وقتها والتى كانت غنية بالمبالغات .
سألته – وقد أحست ببعض الاهانة والجرح لكرامتها :
- ولكن لماذا لا تصدقنى ؟ إننى أقول الحقيقة .
استدار يتأملها واكتشف أنها جلست بصعوبة وأسندت إحدى كتفيها على الجدار ، قرأ فى عينيها الأمل والخوف وكذلك عاطفة جعلته يحس بالعذاب . . واليأس . إنها تطلب – يائسة – شيئا ما . . ولكن ما هو ؟ الاعتراف ؟ ما الذى تنتظره منه ؟ بذل جهدا خارقا ومؤلما حتى يبدو قاسيا من أجل ألا يغرق فى سحر عينيها . قال :
- وأنا أقول الحقيقة يا "آنى ويلز" . . واثق تمام الثقة أننى لم أرك فى حياتى أبدا .
فكر "شيز" أنها لا يمكن أن تكون تلك المرأة التى تدعيها . . وليأخذ الله روحه ! لقد أغرق دم تلك المراهقة يديه . وكان هو وراء عجلة القيادة عندما انحرفت عن طريقها .
أخذ يبحث فى ذاكرته عن مراهقة وأى دليل يثبت أن تلك المرأة هى نفسها . ولكن لم يكن لديه سوى ذكريات مبهمة .
إن اصابته بالحمى التى عانى منها خلال مهمته قد أثرت على ذاكرته ، وبالتالى على حسن حكمه على الأمور . . لقد أدى الحادث إلى إسدال ستارة من الضباب على ذكرياته . . وهو لا يستعيد سوى ذكريات نادرة وقليلة جدا .
لقد قال لـ"آنى ويلز" الحقيقة ولكن ليست كل الحقيقة . ليس لديه أى ذكرى عن الشابة التى أنقذها قبل ان تلقى حتفها بعد ذلك ، إنه لا يستطيع حتى أن يتذكر اسمها .
قالت له فى تحد واضح :

- إجراء رسمى ووسيلة للخروج من المأزق . ولقد كنا مدركين لذلك نحن الاثنان .
قال ردا عليها بصوت قاطع :
- ربما أنت . ولكن بالنسبة لى فان ذلك لم يحدث ابدا . ان الوعد الوحيد الذى اقسمته كان فى اليوم الذى اوشك فيه والدى ان يقتل كل منهما بزجاجة الشراب القوى بعد ان ابتلعا محتوياتها . فى هذا اليوم اقسمت الا اتزوج ابدا . اذن اخبرينى يا "آنى ويلز" لماذا احنث بقسمى ذلك من اجلك ؟
ارتجفت "آنى" انها لا تعرف بماذا تجيب على سؤاله ولكنها تمكنت بصعوبة من ان تجيبه قائلة :
- لست ادرى لماذا . ربما كان بدافع العرفان بالجميل .
- ولماذا بحق السماء ؟
أحست بالاحباط . كانت لديها رغبة فى ان تقول له : ان ذلك العرفان بسبب انها انتزعته من بين براثن الموت .
لقد ظلت بجانبه وهو فى حالة من الهذيان وفقدان الذاكرة . . كيف امكنه ان ينسى ذلك ؟
- لقد أعطاك القس الأدوية . ولكن كان يلزمك شخص يظل بجوارك ليل نهار .
أشاحت بوجهها بعيدا عنه وهى تعلم أنها لا تستطيع ان تدخل فى تفاصيل تلك المحنة الآن .
لقد كان من المؤلم للغاية بالنسبة لها أن تحكى ما عانته وما اضطرت إلى فعله .
لقد كان التعب قد هدها ! فتركت نفسها تسقط على الفراش مرة ثانية وتغمض عينيها . لقد كان عذابا ان تشاطره نفس الحجرة بعد كل تلك السنوات الطوال . ان قربه منها يعيدها الى زمن كانت عواطفها نحوه وحشية وقوية وحلوة .
كانت قد وقعت صريعة حبه فى الحال مثل فتاة مرعوبة تغرم بالرجل الذى يغامر بحياته من أجل انقاذها . . ربما كان شغفها بالبطل المغوار ! ولم تكن تعرف ان كان يحبها ام لا ، ولا تستطيع ان تحكم على وضعها بالنسبة له ولم تجد امامها سوى ان تفعل الشئ الوحيد فى مثل هذه الحالة وهو ان تنتظر ان يعود اليها .
اجبرت نفسها على فتح عينيها مرة ثانية وتشابكت نظراتهما وتساءلت : كيف امكن ان تكون ساذجة لهذه الدرجة ؟ انه لم يعد ابدا اليا ولم تكن لديه ابدا نية العودة . غمرتها موجة من المرارة وهى تحاول ان تطرد الذكريات من ذهنها . . انها ذكريات مؤلمة . سالها:
- ما الذى تنتظرينه منى ؟
- اجابات صادقة .
تحملت نظراته وهى تدعو الله الا تعكس ما يدور بخلدها من افكار . هل يعرف من هى ؟ الا تذكره اذن باى شئ ؟
لم يكن هناك سوى اجابة صادقة على هذا السؤال ، ولكن "شيز" ليس لديه اى نية فى ان يقولها . ان تعرف كل تفاصيل مهمته وبعثته أمر جعله يهتز ويرتج ، ولكن طالما لا يعرف بالضبط من هى ؟ وماذا تريد ؟ فلا مجال هنا لأن تقول له المزيد . انه يتذكر انه افاق فى مستشفى امريكى بعد الحادثة وكان مساعداه "جيوف دياز" و "جونى ستارهوك " وقد اعدا تقريرهما وذكرا فيه انه لم يعثر ابدا على جسد الفتاة والاثر الوحيد كان فردة حذاء وسط الاحراش .
لقد تبعته تلك الحادثة ربما لانه لم يصل الى تذكر ما هو سببها . ولكن الذى يطارده الآن ويلح على ذهنه هو حكاية الفتاة .
إنها تعرف عنه الكثير من الامور التى لم تستطع الفتاة ان تقرا عنها فى الصحف .
انتزعه صوت تحطم كوب زجاجى من افكاره ، من الواضح ان "آنى ويلز" هى التى اسقطته وهى تحاول ان تستخدمه . قال "شيز" – وهو يشعر بعدم ارتياح واضح :
- هيا . . اهدئى ! ساعطيك كوب اخر .
بينما يملا الكوب بالماء عبرت راسه صورة ساحرة وغريبة . . فتاة صغيرة ذات شعر احمر ورقيق تهمس فى اذنه بكلام غير مفهوم . اوشك الكوب ان يفلت من بين اصابعه . قد تكون صورة اى امراة ممن عبرن حياته على مر السنين .
عندما فتح صنبور الماء أحس ببرودة الفولاذ تسرى بين مفاصل أصابعه . . تذكر صوت طلقة مسدس . قالت له " آنى ويلز" :
- لا تتحرك والا اطحت براسك .
- ما الذى تفعلينه ؟
قالت بصوت منخفض بلهجة تهديد :
- اننى امراة يائسة يا سيد "بودين" . . لقد مرت اسابيع وانا ابحث عنك وقطعت الاف الكيلومترات حتى اعثر عليك مرة ثانية . . اذن عليك ان تنصت الى ، وعندما انتهى ستعطينى ما اريده .
وضع "شيز" كوب الماء ورفع يديه عاليا .





( نهاية الفصل الأول )


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس