عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-10, 07:23 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستعادت وعيها بعد ساعات طويلة ولأول وهلة أعتقدت أنها في سريرها في فندق هيلتون القاهرة , نظرت حولها وأدركت أنها في محيط تجهله كليا , كانت داخل خيمة بسيطة , خالية من أي ديكور فاخر معروف عادة في قصور الأثرياء , الأثاث بسيط ومؤلف من سرير مخيم ضيق وفوقه غطاء رمادي , ومصباح معلق بالسقف , شعرت بشيء بارد على جبينها , فرفعت يدها لتكتشف منديلا وضعت بداخله قطع الثلج.
فأنتصبت في الحال وبدأت تستعيد ذكرياتها ..... الرسالة لم تصل الى صاحبها , العطل في السيارة , الصحراء , الرجل ذو العينين الزرقاوين على ظهر الحصان .... كان من المفروض أن تكون عيناه سوداوين .... وماذا بعد ذلك؟ أغمي عليها , من شدة الحر والتعب , وبالكاد تتذكر شيئا ضئيلا عن العودة على ظهر الحصان , في الغسق , جالسة أمام الرجل الذي كان يتمسك بها بشدة , ذراعه القوية أعطتها الطمأنينة والأمان بالرغم من كرهها الأعتيادي أن يلمسها أحد , لم تعرف الى أين يأخذها , ومن يكون , لكنها لم تكن في حال تسمح لها بطرح الأسئلة , لذلك أسترخت أمام هذا الشعور بالأمان والأستقرار , قبل وصولهما , أغمي عليها من جديد.
وبينما كانت منغمسة في ذكرياتها شعرت بأهتزاز في الخيمة فألتفتت نحو الباب ورأت رجلا يدخل , وللحال عرفت الفتاة منقذها , من دون عمامته وبزته العربية , كان يبدو أوروبيا بشعره القصير الأسمر ووجهه الملوّح الحليق وعينيه الزرقاوين , كان يرتدي قميصا أصفر وسروالا بيج وحذاء يامع , وعلى خصره زنار أحمر يضيف غرابة الى هيئته , قامته الممشوقة وعرض كتفيه يعبّران عن حيوية كبيرة.
والفتاة كانت بيضاء كالثلج , شعرها الأشقر يبدو كالفضة تحت النور المترجرج , وبشرة جلدها طرية وبيضاء كاللبن , عندما ألتقى بها الرجل كانت ترتدي فستانا أبيض وسترة خفيفة , في هذا الطقس الحار يرتدي الفلاحون حتى اليوم جلابيات واسعة , لم تعد ترتدي السترة الآن وبدا عنقها وذراعاها بلون أبيض كالحليب وبشرتها تلمع تحت النور الشحيح , العنصر الملون الوحيد في هذا المزيج من البياض كان حاجباها ورموشها الطويلة التي تحيط عينيها الرماديتين , حتى فمها لم يعد له لون.
والرجل الذي ينظر اليها مفصلا , هل كان معجبا بها أو مستاء؟ من الصعب أخترا وجهه , بريق أهتمام برز في عينيه الزرقاوين الثاقبين وأختفى في الحال , هل هذه علامة شفقة أو أنفعال ؟ لم تتوصل الفتاة الى تمييز ذلك , فقال لها:
" أخيرا , أستيقظت من نوم عميق".
كان صوته حادا وجذابا , أضاف يقول:
" ..... والآن , ربما بأمكانك أن تخبريني من أنت. وكيف ضللت طريقك في الصحراء".
مسحت الفتاة جبينها الرطب بالمنديل , الأفكار تغلي في رأسها , لم تكن تعي ألا لأمر واحد: هذا الرجل الواقف أمامها , لا شك أنه وسيم وجذاب ولم تر أحدا بجاذبيته من قبل , نظراته القوية توترها ,راحت تتأمل ذراعيه القويتين وتذكرت في الحال كيف حملها وأمسكها بقوة أمامه على الحصان , أجتازتها قشعريرة وأجابت بصوت ضعيف:
" أدعى لورنا ترافيرس".
" أذن, يا لورنا ترافيرس.... أنت نحيلة حتى الذبول".
ألتفت الى جانبه وتناول كأسا وضع بداخله شرابا وبعض قطع الثلج وقال:
" ..... خذي, أشربي , هذا شراب مفيد لأعصابك".
جرعته دفعة واحدة , لا شك أن هيئتها مخيفة..... شعرها المليء رملا وفستانها المتسخ , وشحوبها القوي , للأسف.... كانت تود لو بأمكانها أن تؤثر فيه , ربما كان ذلك ممكنا بحالتها الطبيعية , العديد من الرجال أعجبوا بها , لكنها لم ترغب في أغراء أي منهم , أما هذا الرجل الجذاب الواقف أمامها فيختلف كليا عن بقية الرجال وتريد منه أن ينجذب اليها.
وذكرت بأنها فقدت تبصّرها لشعورها بهذه الأنفعالات العاطفية , معروف عنها أنها تتصرف ببرود وترفع أمام الرجال الذين أطلقوا عليها لقب ( المرأة الجليدية).
لم يعد الرجل يتحمل صمتها , فقال:
" أذن....؟".
" كنت..... كنت متوجهة الى سيدي دار".
" الى سيدي دار؟ آه ,كنت بعيدة عنها كليا! لكن , هل كنت ذاهبة مشيا على الأقدام؟".
وقع نظره على ساقي الفتاة النحيلتين وعلى قدميها وحذائها المقطع , فأضاف يقول:
" وبهذه الأحذية؟".
" كلا, كلا.... كنت موكلة بأيصال رسالة الى عمدة القرية , جئت من القاهرة في سيارتي".
" لا شك أنها في مكان ما هنا .... لما تعطلت قررت أن أكمل طريقي سيرا على الأقدام.... وهكذا ضللت طريقي".
" لا عجب بذلك! في هذه المنطقة الصحراوية , الطرقات تتشابك وتتقاطع في كل الأتجاهات , لكن , في أي حال , أنت مجنونة أن تأتي الى سيدي دار وحدك! لقد ألتقيت بك بطريق الصدفة , ولما خلعت قبعتك أصبت بضربة شمس..... كدت أن تموتي...........".
" أنا أعترف أنني كنت متهورة وغير حذرة , قيل لي أن سيدي دار لا تبعد عن الطريق العام , خالتي تعاني من آلام حادة في الرأس , فتضطر أن تبقى طريحة الفراش يوما كاملا على الأقل , أرادت أن توصل رسالة الى عمدة القرية لتعتذر منه , ولذلك أضطررت للمجيء.....".
قال ساخرا:
" مبادرة رائعة! ولماذا كانت خالتك مصرّة أن توصل رسالة الى عمدة مصري؟ فأبراهيم بدوي وكمعظم البدو لم يعد يعش حياة الترحال بل قرر الأستقرار نهائيا في هذا المكان , لكن هذا لا يمنع أنه ما يزال غريزيا في نظرته الى الحياة ".
لكن لورنا كانت تفكر بأمر آخر, فصرخت بأستغراب:
" آه , ستقلق خالتي عليّ ! الوقت متأخر , أليس كذلك؟ أذا دخلت الى غرفتي ولم ترني عائدة فستتساءل ماذا جرى لي".
" بأمكاني أن أساعدك على ذلك ,في المخيم هاتف , سأتصل بالشرطة وأطلب منهم أن يتصلوا بخالتك ,أذا أعطيتني أسم خالتك وعنوانها , سأبلغ الشرطة في الحال".
" شكرا , خالتي تدعى الليدي أوغوستا كلافرينغ وتعيش الآن في فندق هيلتون في القاهرة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس