عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-08, 11:28 PM   #2

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

وعندما جلسوا بدأت تشارميان حديثها على الفور: حسنا, هاك الحكاية! الحكاية تبدأ بالعم ماثيو... أو بالأحرى العم البعيد, البعيد... لنا نحن الاثنين. كان عجوزا بلغ من العمر أرذله وكنت أنا وادوارد قريبيه الوحيدين. وكان يحبنا كثيرا وقد أخبرنا دائما أنه سيترك عند موته كل ثروته لنا نحن الاثنين مناصفة. وقد مات في شهر آذار الماضي وترك كل شئ كان يملكه لنقتسمه أنا وادوارد مناصفة. ان ما قلته توا قد يبدو كلاما قاسيا ولكنني لا أقصد هنا أن موته كان أمرا مفيدا؛ فقد كنا نحبه كثيرا في الواقع. ولكنه كان مريضا منذ فترة طويلة. المهم أن "كل شئ" الذي تركه لنا ظهر أنه لا شئ أبدا وكانت هذه -بصراحة- صدمة موجعة لنا نحن الاثنين, أليس كذلك يا ادوارد؟

وافقها ادوارد الودود قائلا: لقد اعتمدنا قليلا على هذا الأمر. أقصد أن المرء عندما يعلم أن ثروة كبيرة في طريقها اليه فانه لا يبذل مجهودا كبيرا لجمع ثروة بنفسه. أنا في الجيش ولا أملك شيئا يذكر سوى راتبي كما أن تشارميان نفسها لا تملك شيئا انها تعمل كمديرة مسرح وهو عمل ممتع تماما وهي مستمتعة به ولكنه لا يحقق عوائد تذكر. كنا نعقد آمالا على موضوع زواجنا لكننا لم نقلق بخصوص المال لأننا كنا نعرف أننا سنصبح أغنياء تماما يوما ما.

قالت تشارميان: وكما ترين فنحن لسنا كذلك! والأنكى من هذا أن "أنستيز" (وهو بيت العالة الذي أحببناه أنا وادوارد) ربما تعين عرضه للبيع ونحن نشعر أننا لا يمكن أن نطيق هذا الأمر ولكن اذا لم نجد أموال العم ماثيو فسوف نضطر الى بيعه.

قال ادوارد: ما زلنا بعيدين عن النقطة الحيوية يا تشارميان.

- حسنا, تكلم أنت اذن.

التفت ادوارد الى الآنسة ماربل وقال: الأمر هكذا. فمع تقدم العم ماثيو بالعمر أخذ يزداد ارتيابا ولم يعد يثق بأحد.

قالت الآنسة ماربل: انه سلوك حكيم جدا من جانبه؛ فالطبيعة البشرية فاسدة الى حد لا يمكن تصديقه.

- ربما تكونين على حق. على أية حال كان العم ماثيو يعتقد بذلك. كان له صديق فقد أمواله في أحد البنوك وصديق آخر دمر حياته محام فار من وجه العدالة كما أنه هو نفسه قد خسر أموالا في شركة وهمية. وقد بلغ به هذا الأمر حدا جعله يقول دائما ان التصرف الوحيد الآمن والمعقول هو أن يحول المرء أمواله الى سبائك ذهبية ويدفنها.

قالت الآنسة ماربل: آه, بدأت أفهم.

- نعم. لقد ناقشه أصدقاء له في هذا مشيرين الى أنه لن يحصل على فوائد بهذه الطريقة ولكنه كان يرى أن هذا الأمر غير مهم. وقد قال ان ثروة المرء "يجب أن تحفظ في صندوق تحت السرير أو تدفن في الحديقة". كانت هذه كلماته.

أكملت تشارميان الحديث قائلة: وعندما توفي لم يترك أي سندات مالية أبدا رغم أنه كان غنيا جدا. ولذلك نعتقد أن ذلك هو ما فعله دون شك.

أوضح ادوارد: لقد كشفنا أنه باع سندات مالية وسحب مبالغ ضخمة من وقت لآخر دون أن يدري أحد ماذا فعل بها. ولكن يبدو ممكنا أنه طبق خطته فاشترى ذهبا ودفنه.

- ألم يقل شيئا قبل أن يموت؟ ألم يترك ورقة أو رسالة؟

- هذا هو الأمر الذي يثير الجنون... لم يترك شيئا! لقد فقد وعيه بضعة أيام لكنه أفاق قبل أن يموت وقد نظر الينا نحن الاثنين وضحك... ضحكة ضعيفة باهتة, ثم قال: "ستكونان على ما يرام أيها الغزالان الجميلان". ثم أغمض عينيه (بل عينه اليمنى, وغمزنا) ثم مات. مسكين العم ماثيو.

قالت الآنسة ماربل متأملة: أغمض عينه.

قال ادوارد متلهفا: هل يدلك هذا على شئ؟ لقد جعلني هذا أفكر في قصة أرسين لوبين حيث كان شئ مخبأ في عين زجاجية لأحد الرجال. لكن العم ماثيو لم تكن له عين زجاجية.

هزت الآنسة ماربل رأسها حيرة وقالت: لا, لا أستطيع التفكير بأي شئ في هذه اللحظة.

قالت تشارميان بشئ من خيبة الأمل: أخبرتنا جين أنك ستخبريننا فورا عن المكان الذي ينبغي علينا أن نحفر فيه!

ابتسمت الآنسة ماربل وقالت: أنا لست بالساحرة, ولم أعرف عمك أو أي نوع من الرجال كان كما أنني لا أعرف البيت أو الأراضي المحيطة به.

قالت تشارميان: واذا عرفتهما؟

- حسنا, لا بد أن الأمر سيكون بسيطا للغاية, أليس كذلك؟

- بسيطا! تعالي الى البيت وانظري ان كان بسيطا!

ربما لم تكن تشارميان تقصد بعبارتها تلك دعوة الآنسة ماربل جديا, الا أن الأخيرة سارعت على القول: حسنا, هذا كرم كبير حقا من طرفك يا عزيزتي. لقد أحببت دائما أن تتاح لي فرصة للبحث عن كنز مدفون.

ثم أضافت وهي تنظر اليهما مبتسمة: وباهتمام دافعه الحب أيضا!

* * *

قالت تشارميان وهي تشير بيدها بطريقة درامية: أترين!

كانوا قد اختتموا جولة كبيرة في البيت وما حوله فقد تمشوا في حديقة المطبخ التي حفرت في كل جزء منها كما ساروا خلال الغابات الصغيرة حيث حفر حول كل شجرة ونظروا بحزن الى السطح الملئ بالحفر للمرجة العشبية التي كانت يوما مستوية رائعة. ثم صعدوا الى العلية حيث بعثرت محتويات الصناديق والخزائن الموجودة فيها وأفرغت من محتوياتها ونزلوا الى السراديب حيث تم اقتلاع الأحجار من مكانها وقاموا بقياس الجدران والضرب عليها وشاهدت الآنسة ماربل كل قطعة أثاث أثرية احتوت أو يشك في أنها تحتوي على درج سري.

كان على طاولة في غرفة الطعام كومة من الأوراق... جميع الأوراق التي تركها الراحل ماثيو ستراود. لم يتم اتلاف أي ورقة منها, وقد اعتادت تشارميان وادوارد الرجوع اليها مرة تلو الأخرى يمعنان النظر في الفواتير والدعوات ومراسلات العمل على أمل أن يعثروا على دليل لم يلحظاه حتى اليوم.

سألتها تشارميان بشئ من الأمل: هل يمكنك التفكير في أي مكان لم نبحث نحن فيه؟

هزت الآنسة ماربل رأسها بالنفي وقالت: يبدو أنكما تعمقتما تماما في البحث... بل ربما كان تعمقكما هذا أكثر قليلا من المطلوب. أنا أرى دوما أن على المرء أن يضع خطة وهذا يشبه ما حدث مع صديقتي السيدة ايلدريتش فقد كانت لديها خادمة صغيرة لطيفة تلمع أرضية البيت بكل حرص ولكنها كانت من الحرص بحيث بالغت في تلميع أرضية الحمام وبينما كانت السيدة ايلدريتش تخرج من الحمام انزلقت الممسحة من تحت قدميها فوقعت على الأرض وقعة شديدة وكسرت ساقها! وكانت تلك مشكلة فظيعة للغاية لأن باب الحمام كان مقفلا وقد توجب على البستاني أن يحضر سلما ويدخل من خلال النافذة لانقاذها.

تململ ادوارد فسارعت الآنسة ماربل للقول: أرجو أن تسامحني. أعرف أنني أنحرف دوما عن موضوع الحديث ولكن الشئ بالشئ يذكر وهذا ما يكون مفيدا أحيانا. كل ما أحاول قوله أننا لو حاولنا أن نشحذ عقولنا ونفكر في مكان محتمل...

قال ادوارد غاضبا: أنت فكري لنا في مكان يا آنسة ماربل؛ فعقلي وعقل تشارميان أصبحا الآن فارغين!

- أيها المسكينان. انه أمر متعب جدا لكما بالطبع. اذا لم تمانعا فانني أود القاء نظرة على هذه...

وأشارت الى الأوراق على الطاولة وقالت: هذا ان لم يكن فيها أوراق خاصة؛ فلا أريد الظهور بمظهر المتطفلة.

- آه, لا بأس. لكن أخشى ألا تجدي شيئا.

جلست قرب الطاولة وبدأت تعمل في كومة الأوراق وعندما كانت تنتهي من كل واحدة كانت تفرزها -آليا- في مجموعات صغيرة مرتبة. وعندما انتهت من عملها جلست تحدق أمامها بضع دقائق.

سألها ادوارد بنبرة لا تخلو من خبث: حسنا يا آنسة ماربل؟

فوجئت الآنسة ماربل (وكأنها كانت شاردة بعيدا) وقالت: أرجو المعذرة, لم أسمع ما قلته.

- هل وجدت شيئا ذا صلة بالأمر؟

- آه لا, لا شئ من هذا. ولكنني أعتقد -حقا- أنني أعرف أي نوع من الرجال كان عمك. انه مثل عمي هنري؛ كان مولعا بالمزاح. واضح أنه كان أعزب... لا أدري سبب ذلك ربما كان بسبب خيبة أمل مبكرة؟ وهو منهجي الى حد معين ولكنه لا يحب الارتباط. ان كثيرا من العزاب على هذا الشكل!

قامت تشارميان باشارة لادوارد من وراء ظهر الآنسة ماربل مفادها أن هذه المرأة معتوهة.

كانت الآنسة ماربل مستمرة في الحديث عن عمها الراحل هنري بسعادة: كان مولعا جدا بالغمزفي كلامه وهذا الغمز مزعج جدا لبعض الناس... ان من شأن التلاعب بالألفاظ أن يثير الغضب الشديد. كما كان رجلا شكاكا أيضا وكان مقتنعا دائما بأن الخدم كانوا يسرقونه. صحيح أنهم كانوا يسرقونه أحيانا ولكن ليس دائما. وقد تفاقم ذلك عند الرجل المسكين حتى بات -في النهاية- يرتاب في عبثهم بطعامه فأخذ يرفض أكل شئ سوى البيض المسلوقة (بحجة أن أحدا لا يمكنه العبث بداخل البيضة المسلوقة)! لقد كان العم العزيز هنري ذا روح مرحة في وقت من الأوقات وكان يحب تناول القهوة بعد العشاء ويطلب المزيد منها دائما.

أحس ادوارد بأنه سيصاب بالجنون لو سمع المزيد عن العم هنري, ولكن الآنسة ماربل تابعت قائلة: كما أنه كان مولعا بالشباب والصغار ولكنه كان يميل الى اغاظتهم قليلا فكان يضع علب الحلوى في مكان لا يمكن للطفل أن يصله.

ألقت تشارميان بالأدب جانبا وقالت: أظنه يبدو فظيعا!

- آه, لا ياعزيزتي؛ كان مجرد أعزب عجوز ولم يكن معتادا على الأطفال. ولم يكن بالغبي أبدا في الواقع. كان يحتفظ بمبلغ كبير من المال وقد ركب خزانة حديدية في البيت وظل يردد -طوال الوقت- مزاياها وما توفره من أمان. ونتيجة لحديثه الكثير عنها اقتحم اللصوص بيته ذات ليلة وفتحوا ثغرة في الخزنة باستخدام أداة كيميائية.

قال ادوارد: ووقع في جزاء عمله.

قالت الآنسة ماربل: آه, ولكن لم يكن في الخزنة شئ. كان يحتفظ بنقوده في مكان آخر... وراء بعض مجلدات المواعظ في المكتبة وكان يقول ان الناس لا يأخذون كتابا من هذا النوع من مكانه!

قاطعها ادوارد بانفعال: هذه فكرة جديدة. ماذا عن المكتبة؟


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس