عرض مشاركة واحدة
قديم 27-07-08, 11:29 PM   #3

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

لكن تشارميان هزت رأسها بازدراء وقالت: أتظنني لم أفكر بهذا؟ لقد فتشت جميع الكتب يوم الثلاثاء الماضي عندما ذهبت أنت الى بورتسماوث. أخرجت جميع الكتب ونفضتها ولم أعثر على شئ.

تنهد ادوارد, ثم نهض وحاول -بلباقة- تخليص نفسه من ضيفتهما المخيبة للآمال قائلا: جميل منك أن تأتي الى هنا وتحاولي مساعدتنا. نحن نأسف لاخفاقنا. أشعر أننا بددنا الكثير من وقتك... سأخرج السيارة لايصالك بحيث تلحقين بقطار الثالثة والنصف.

- آه, ولكن يجب أن نعثر على النقود أليس كذلك؟ يجب ألا تستسلم لليأس يا سيد روسيتر. اذ لم تنجح من أول مرة فحاول, ثم حاول, ثم حاول.

- هل تقصدين أنك ستواصلين... ستواصلين المحاولة؟

- بالضبط. أنا لم أبدأ بعد, وكما تقول السيدة بيتون في كتابها عن الطهي: "أمسك أولا أرنبك...", وهو كتاب رائع ولكنه باهظ الثمن وتبدأ معظم وصفات الطعام بعبارة: "خذي ربع غالون من القشدة وعشر بيضات". ماذا كنت أقول؟ آه, نعم؛ علينا أن نمسك بأرنبنا. وقد أمسكنا أرنبنا اذا صح التعبير والأرنب هنا عمك ماثيو بالطبع وما علينا الا أن نقرر الآن أين كان من شأنه أن يخبئ الأموال. يجب أن يكون هذا بسيطا جدا.

سألتها تشارميان: بسيطا؟

- نعم يا عزيزتي. أنا واثقة أن من شأنه أن يفعل الشئ الواضح... أظنه وضع المال في درج سري.

قال ادوارد بجفاء: لا يمكنك أن تضعي سبائك ذهبية في درج سري.

- نعم, بالطبع. ولكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأن المال يأخذ شكل سبائك ذهبية.

- لقد كان دائما يقول...

- وهذا ما كان يقوله عمي هنري عن خزنته! ولذلك أشك كثيرا في أن كلامه لم يكن سوى ستار للتضليل. ان أحجار الألماس يمكن وضعها في درج سري بسهولة تامة.

- ولكننا فتشنا كل الأدراج السرية. لقد أحضرنا نجارا لفحص الأثاث.

- أحقا يا عزيزتي؟ هذا ذكاء منك. أرى أن طاولة المكتب الخاصة التي كان عمك يستخدمها هي المكان الأرجح. أكان مكتبه ذلك المكتب المقابل للحائط هناك؟

- نعم, وسوف أريك.

ذهبت تشارميان الى المكتب وفتحت مصراع المنضدة. كان في الداخل رفوف صغيرة مربعة وأدراج صغيرة وفتحت بابا صغيرا في الوسط ولمست لولبا داخل الدرج الأيسر. أصدر الدرج الأوسط صوتا وانزلق الى الأمام فأخرجته تشارميان كاشفة عن حجيرة صغيرة تحته وكانت فارغة.

صاحت الآنسة ماربل: أليست هذه مصادفة غريبة؟ كان للعم هنري مكتب مثله الا أنه كان من خشب الجوز أما هذا فمن خشب الماهوغاني الأحمر.

قالت تشارميان: على أية حال ليس فيه شئ كما ترين.

- أظن أن النجار الذي أحضرتماه كان شابا ولم يكن يعرف كل شئ. كان الناس بارعين جدا عندما يصنعون مخابئ سرية في تلك الأيام وكان ما يسمى السر داخل السر.

أخرجت دبوسا من كومة شعرها الرمادي المرتب فأدخلته في مكان بدا ثقبا صغيرا لحشرة في أحد جوانب الدرج السري وببعض الصعوبة أخرجت منه درجا صغيرا. وكان بداخله حزمة من الرسائل باهتة اللون وورقة مطوية.

انقض ادوارد وتشارميان على هذا الاكتشاف معا. ففتح ادوارد الورقة بأصابع مرتجفة ثم رماها وهو يصيح مغتاظا: تبا! انها وصفة لتحضير وجبة طعام... لحم مشوي!

حلت تشارميان الخيط الذي كان يربط الرسائل وأخرجت واحدة منها فنظرت اليها قائلة: انها رسائل غرامية!

هتفت الآنسة ماربل بحماسة فكتورية: هذا مثير جدا! ربما كان هذا هو سبب عدم زواج عمك أبدا.

قرأت تشارميان بصوت مرتفع:

عزيزي الغالي ماثيو,
لابد أن أعترف بأن الوقت قد طال على استلام آخر رسالة منك. انني أحاول أن أشغل نفسي بالمهام العديدة الموكلة الي وغالبا ما أقول لنفسي انني محظوظة جدا لمشاهدتي كثيرا من بلاد العالم رغم أنني لم أحسب عندما ذهبت الى أمريكا أنني سأسافر الى هذه الجزيرة البعيدة!

سكتت تشارميان ثم قالت: من أين هذه الرسالة؟ آه! من هاواي! ثم أكملت:

للأسف, فان السكان المحليين أبعد ما يكونون عن المدنية. انهم بدائيون ويقضون معظمهم وقتهم في السباحة والرقص ويزينون أنفسهم بأكاليل الزهور. وقد نجح السيد غراي في تنصير بعض السكان ولكنه عمل شاق وقد ثبطت عزيمته وعزيمة زوجته. انني أحاول بذل جهدي لتشجيعه وادخال السرور الى نفسه لكنني -أنا الأخرى- حزينة لسبب تعرفه يا عزيزي ماثيو. للأسف فان الغياب محنة قاسية على القلب المحب. ان قسمك الذي تجدده كل مرة وتأكيداتك على حبك لي تفرحني كثيرا. أنت تملك الآن والى الأبد قلبي المحب والمخلص يا عزيزي ماثيو. وسأبقى دائما... حبك الحقيقي, بيتي مارتن.

ملاحظة: أرسل رسائلي لك على عنوان صديقتنا المشتركة ماتيلدا غريفس كالعادة. أرجو أن يسامحني الله على حيلتي الصغيرة هذه.

صفر ادوارد قائلا: امرأة تعمل في البعثات التبشيرية! كانت تلك -اذن- هي قصة حب العم ماثيو. ترى لماذا لم يتزوجا؟

قالت تشارميان وهي تتفحص الرسائل: يبدو أنها سافرت الى جميع أنحاء العالم... جزر موريشيوس... جمع الأماكن. ربما ماتت من الحمى الصفراء أو مرض مثله.

جفل الاثنان بسبب ضحكة خفيفة أطلقتها الآنسة ماربل وقد بدا عليها الفرح. قالت:حسنا, حسنا,هذاغريب!

كانت تقرأ وصفة تحضير اللحم المشوي, وعندما رأت نظراتهما المتسائلة قرأت بصوت مرتفع:

لحم مشوي مع السبانخ. تؤخذ قطعة من لحم الفخذ تفرك بالثوم وتغطى بالسكر الأحمر ثم توضع على نار خفيفة في الفرن. ثم تقدم محاطة بالسبانخ المهروس.

ماذا تريان في هذه؟

قال ادوارد: أراها أكلة مقززة.

-لا, من شأنها أن تكون أكلة رائعة. ولكن ما رأيكما بالأمر كله؟

أضاء وجه ادوارد فجأة وقال: أتظنينها شفيرة ما... أو رسالة سرية؟

أمسك بها وقال: انظري يا تشارميان قد تكون كذلك بالفعل! والا لما كان من داع لوضع وصفة طعام في درج سري.

قالت الآنسة ماربل: بالضبط؛ هذه نقطة مهمة جدا.

قالت تشارميان: أعرف ما يمكن أن تكون... حبرا سريا! دعنا نسخنها, أشعل المدفأة الكهربائية.

فعل ادوارد ما قالته, ولكن لم تظهر أية اشارات على وجود كتابة سرية.

تنحنحت الآنسة ماربل وقالت: أظن أنكما تصعبان الأمر قليلا. ان وصفة الطعام مجرد مؤشر فقط. أعتقد أن الرسائل هي الأمر المهم.

- الرسائل؟

- وخصوصا التوقيع.

لكن ادوارد لم يكد يسمعها, اذ صاح دهشا: تشارميان, تعالي هنا! انها على حق. انظري... المغلفات قديمة بالفعل ولكن الرسائل نفسها كتبت حديثا.

قالت الآنسة ماربل: بالضبط.

- لقد زيفت بحيث تبدو قديمة. أراهن أن العم ماثيو هو الذي زورها بنفسه...

قالت الآنسة ماربل: بالضبط.

- الأمر كله خدعة. لم تكن هناك امرأة تعمل في التبشير. لا بد أنها شفيرة.

- يا ولدي العزيزين... لاحاجة لجعل الأمر صعبا للغاية. كان عمكما رجلا بسيطا تماما وكان يريد أن يمزح كعادته وهذا كل ما في الأمر.

لأول مرة اصغيا اليها اصغاء كاملا. سألتها تشارميان: ماذا تقصدين بالضبط يا آنسة ماربل؟

- أقصد أنك تمسكين بالمال بيدك في هذه اللحظة بالفعل.

حدقت تشارميان الى الرسالة.

- التوقيع يا عزيزتي... انه يكشف كل شئ. وصفة الطعام مجرد مؤشر. اذا جردنا كلماتها من الثوم والسكر الأحمر وبقية هذه الأشياء فماذا تكون عمليا؟ سيبقى فخذ اللحم والسبانخ بالتأكيد. فخذ اللحم والسبانخ. والمعنى: هراء! ولذلك فالواضح أن الرسائل هي المهمة. ثم فكرا بما فعله عمكما قبل موته بوقت قصير. لقد غمز بعينه كما قلتما. حسنا, هذا يعطيكما المفتاح.

قالت تشارميان: هل أنت مجنونة أم نحن المجانين؟

- لابد أنك سمعت -يا عزيزتي- العبارة التي تقول: "ليس كل ما يلمع ذهبا". لقد كان القدماء يقولون اذا ما رأوا فتاة جميلة: "عيني على بيتي مارتن".

شهق ادوارد وعيناه تنظران الى الرسالة التي يمسك بها بيده وقال: بيتي مارتن...

- بالطبع يا سيد روسيتر. كما قلت لتوك: لم توجد أبدا واحدة بهذا الاسم. عمك هو الذي كتب الرسائل كما أظن أنه استمتع كثيرا بكتابتها! وكما قلت فان الكتابة على المغلفات تبدو مكتوبة قبل الرسائل نفسها بوقت طويل... وفي الواقع هذه المغلفات لا تخص الرسائل التي فيها لأن خاتم البريد على المغلف الذي بيدك يحمل تاريخ ألف وثمانمئة وواحد وخمسين.

سكتت, ثم شددت على كلماتها: عام ألف وثمانمئة وواحد وخمسين. وهذا يوضح كل شئ, أليس كذلك؟

قال ادوارد: ليس بالنسبة لي.

- بالطبع, أظن أنه ما كان سيتضح لي أيضا لولا ليونيل, ابن بنت اختي. كان ولدا صغيرا يهوى جمع الطوابع ويعرف كل شئ عن طوابع البريد. وهو الذي أخبرني عن الطوابع النادرة والثمينة وأن طابعا اكتشف حديثا سيعرض في المزاد. وأذكر أنه ذكر لي طابعا معينا... صدر عام ألف وثمانمئة وواحد وخمسين... طابع أزرق من فئة سنتين. وقد بيع بمبلغ يصل الى نحو خمسة وعشرين ألف دولار حسب ظني. تخيل! وأظن أن الطوابع الأخرى نادرة وثمينة. لا شك أن عمكما قد اشترى هذه الطوابع من أناس يتعاملون بها وكان حريصا على "تغطية خدعه" كما يقال.

زأر ادوارد وجلس واضعا وجهه بين يديه, فسألته تشارميان: ماذا في الأمر؟

- لا شئ. لقد راودتني فقط الفكرة بأننا -لولا الآنسة ماربل- كنا سنحرق هذه الرسائل بكل أدب وفاء لذكرى العجوز!

قالت الآنسة ماربل: هذا ما لا يدركه هؤلاء المسنون الذين يحبون المزاح. أذكر أن العم هنري أرسل ورقة نقدية بمبلغ خمسة جنيهات لابنة أخ له يحبها هدية في عيد الميلاد. وقد وضعها بين ورقتي بطاقة المعايدة وألصق الورقتين وكتب عليها: "مع حبي وأطيب أمنياتي. أخشى أن يكون هذا كل ما يمكنني عمله لك هذا العام". وقد تضايقت الفتاة المسكينة مما ظنته بخلا منه فألقت البطاقة مباشرة في النار. ثم كان عليه أن يعطيها غيرها بالطبع.

تغيرت مشاعر ادوارد نحو العم هنري تغيرا تماما وقال: آنسة ماربل, سأقيم لك مأدبة عامرة على شرف عمك الراحل هنري

النهايـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــة






قراءة ممتعة للجميع


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس