عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-10, 12:10 AM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- طلب مفاجىء

أنزلقت بجعتان رشيقتان على صفحة البحيرة , فيما أصطف عند ضفتها سرب من البط والأوز يسوي ريشه بمنقاره تحت أشعة شمس شباط , وبسبب أرتفاع الحرارة غير المألوف في هذا الفصل , خرج عمال المكتب والمتجر الى المنتزه يتجولون حول ضفاف الحيرة , أو يجلسون على التلال المعشوشية قرب أزهار اللبن الثلجية والزعفران.
وجلست غايل في فرصة الغداء , ومدتها ساعة , على مقعد طويل تحضن كتابا لم تفتحه , وخلال الدقائق العشرين الماضية أستمتعت بالهواء المنعش والأزهار وتغريد العصافير , لكنها سرعان ما تجمّدت أذ رأت طفلين يعبران الممر قفزا وقد لحق بهما والدهما , هل يسعها الأنصراف بدون أن يراها أحد؟ كلا, فالأشجار العارية لا توفر لها غطاء أو مظلة , لذا أضطرت أن تلزم مقعدها وقد رجت الله ألا يراها أحد.
ورفعت أبنة الرابعة وجهها الجميل لتسأل والدها الذي أبتسم لها :
" هل نستطيع أطعام البجعتين يا أبي؟".
أعطاها والدها كسرة خبز فأخذها شقيقها , الذي يكبرها بثلاث سنوات , وقال:
" أريد مزيدا من الخبز".
أما والدتهما وهي شابة عادية المظهر تبلغ التاسعة والعشرين من العمر , فقد وقفت بجانب عربة أطفال تراقب ولديها وتحذرهما:
" لا تقتربا كثيرا من حافة البحيرة".
وغرق الجميع في ضحك ومسامرة , بينما رقد الصبي , الذي ولد قبل ستة أسابيع في عربته بسلام.
وركزت غايل عينيها على الرجل , أنه الآن في الثالثة والثلاثين من عمره , وسيبلغ الرابعة والثلاثين في العاشر من تموز...
أنقضت تسع سنوات على الحادث , ورغم أن غايل شعرت بالمرارة كلما تذكرته , فالحنين أشرق في عينيها البنيتين الجميلتين , وعصر اليأس قلبها لدى رؤية الأطفال الأبريائ الذين كان يمكن أن يغدوا أطفالها لو شاء القدر.
ذعرت غايل أذ فطنت أن المرأة لمحتها , وتحدّثت عنها الى زوجها , الذي أستدار نحوها , فنهضت وسارت نحو حافة البحيرة مسمّرة عينيها على الطفلة الملحة في طلب المزيد من الخبز.
" كيف حالك يا غايل؟ لم أرك منذ زمن بعيد".
" بخير يا مايكل".
ثم أبتسمت بلطف لجون , وهي تهز رأسها , أما مايكل , فحدّق بها وتأمل ملامحها الدقيقة ونضارة جلدها الصافي , وأهدابها السوداء الطويلة ال تي طالما أطرى على حسنها , ورأى شعرها الكستنائي اللماع , ففتنته خصلة مجعدة منه سترت صدغها , وقال مايكل بأندفاع عقد له جبين زوجته قليلا:
" أرى أنك لم تكبري يوما واحدا , متى ألتقينا للمرة الأخيرة؟".
علا شفتي غايل طيف أبتسامة , ومع أنها عرفت التاريخ بالضبط , فقد قالت:
" منذ سنوات عدة , لم يكن قد ولد لك سوى داريل".
وخفضت غايل ناظريها مبتسمة , فيما رفع الصبي رأسه لدى ذكر أسمه , وتحرك الطفل في نومه , فأنحنت غايل فوق العربة تسأل:
" ما أسمه؟".
لم تخف جون دهشتها عندما ردت:
"يبدو أنك عرفت أننا رزقنا بمولود ذكر".
طرفت عينا غايل:
" قرأت الخبر في الصحيفة".
" أسميناه وليم تيمنا بوالد مايكل".
" سيفرحه الأمر كثيرا".
كانت غايل عل ى وفاق مع والد مايكل , السيد وليم بانكفوت , الذي قال لها أن أبنه أوفر الرجال حظا وأسعدهم على الأطلاق , وقد أنوعج كثيرا للقطيعة بينهما , وساءت علاقته بأبنه فترة طويلة.
هنا جذبت تريسيا كم والدها قائلة:
" أريد مزيدا من الخبز يا أب , فالبجعتان تبتعدان , أسرع".
ثم نظرت غايل الى ساعتها وقالت:
" علي أن أذهب , وألا تأخرت".
سألت جون بتهذيب:
" هل ما زلت تعملين في المكتب ذاته؟".
" أجل".
وأستدارت غايل نحو مايكل لتخاطبه بأرتباك:
" حسنا يا مايكل , الوداع الآن".
" الوداع يا غايل".
عاشت غايل بعد مقابلة خطيبها السابق حالة قلق دامت طوال ما بعد الظهر , والى حين عودتها عند السادسة والنصف الى البيت الذي عاشت فيه منذ وفاة والدتها مع شقيقتها بيث وصهرها هارفي ,وفور دخولها البيت , حيّاها أبن شقيقتها وأبنتها تحيتهما المألوفة:
" مساء الخير يا خالة غايل".
طبعت غايل على خد كل من الصغيرين قبلة وهي تقول:
" مرحبا يا حبيبي".
ثم أستمعت غايل منهما الى أخبار اليوم , فأعلن توماس بفخر :
" اليوم أصبحت عضوا في فريق كرة القدم , وأنا أصغر اللاعبين فيه على الأطلاق وذلك لأنني لم أبلغ الحادية عشرة بعد".
" هذا عظيم يا توماس , لكنني كنت أعرف أنك ستنتدب لهذا العمل".
ونزعت معطفها , وحملته على ذراعها :
"وماذا عنك يا ماريلين؟".
" أنا المشرفة الجديدة في وقت تأمين وجبة الحليب".
عقب شقيقها بأحتقار:
"عمل بسيط , ليس من الفخر بشيء مراقبة هؤلاء الصغار".
وافقته أمه من المطبخ:
" أنني أشاطرك الرأي يا طوماس , فأنا بكل تأكيد لا أرغب بالحصول على وظيفة تقديم زجاجات الحليب لأربعين طفلا قاصرين".
عبست ماريلين :
" أنك شديدة القسوة يا أماه , فنحن لسنا أطفالا عاجزين وأنما أولاد مهذبون حسنو المعشر".
دخلت بيث ضاحكة وهي تحمل الصينية:
" هذه وجهة نظر".
ثم وضعت الصينية على الطاولة وأمرت ولديها بالأنصراف:
" نريد أن نشرب الشاي بسلام".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس