عرض مشاركة واحدة
قديم 27-06-10, 01:06 PM   #14

lola @
 
الصورة الرمزية lola @

? العضوٌ??? » 108977
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,648
?  نُقآطِيْ » lola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond reputelola @ has a reputation beyond repute
افتراضي

جرى هذا الحديث في مساء أحد الأيام ، وقد اصطحب كاترين إلى بيت أمه 0
وضعت السيدة ترافس – والدة سيمون – صينية على الطاولة بجانب كرسيها ، عليها صحن فيه بسكويت ، وثلاثة فناجين من الشاي ، ثم قالت تؤكد كلام ابنها :
(( هذا صحيح يا كاترين ، فأنا لا أعذر أختك أبداً على ما فعلت وعلى هروبها ، وأعجب كيف تعالجين هذا الأمر على حسابك ، بلا مبالاة !!))
(( بلا مبالاة ؟))
رددت كاترين تلك الكلمات وهي تنظر إلى السيدة ترافس باستغراب ، وسمعتها تتابع قائلة :
((بالتأكيد بلا مبالاة ، وأنت تمثلين دور أختك ، وتمنحين غلين عواطفك ، مع أنك تدركين ما يمكن أن تكون عليه النتائج ))
(( حقاً كان على غلين أن لا يسمح لأختي بقيادة السيارة ، ولكنه لما كان مغرماً بها كثيراً ، ويفعل كل ما يرضيها ، كي يراها سعيدة ، ارتكبت هذا الخطأ ، نحن جميعاً نقر أنه خطأ ، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟ إنه الشخص الوحيد الذي أصيب ، وهو الشخص الوحيد الذي يعاني ، أليس ما أصابه عقاباً كافياً لما فعل ؟))
ومن غير أن يلتفت إليها ، أو يقتنع بكلامها ، قال سيمون وهو يتناول قطعة من البسكويت :
(( على أية حال ، فإن رأيي يتفق مع رأي والدتي ، وأظن أنه حظي بالكثير من كرمك ))
(( من ؟ غلين ، لا هو لم يحظ 000))
قاطعها سيمون موضحاً قصده :
(( لا ، ليس غلين من أعني ، إني أعني عمه بالطبع 0 يمضي هكذا ، ويتركك تتحملين المسؤولية بمفردك ))
هزت الأم رأسها متدخلة :
((وهذا ليس مناسباً من أجل سيمون أيضاً ، هل تشعرين بما يحس به ، عندما يسأله بعض الأصدقاء عما تفعلين في المتشفى ؟ إن للناس ألسنة تتكلم يا عزيزتي ! ))
نظرت كاترين نحو سيمون وقالت وشفتاها ترتجفان :
(( أصدقاء ؟ من ؟ ))
((توبي ريتشارد ))
ذكر سيمون الاسم وهو غير راغب في أن تقحم والدته هذا الموضوع في مناقشاتهم ، أما كاترين فقد هزت رأسها باستغراب ، وقالت :
(( إذن هو ريتشارد ، بربك سيمون ، هل يمكنك أن تسمي هذا الإنسان صديقاً؟ ))
(( لا ، لكنه كان زميلي ، وهو يعرفك من بعيد ))
(( ورآني في المتشفى ؟ ))
(( نعم ، رآك مع عم غلين ، فقد كان توبي ذاهباً إلى المتشفى ليزور أمه المريضة هناك ، تماماً في الوقت الذي خرجت فيه بصحبة جيرد ))
(( آه ، عرفت ))
لقد فهمت كاترين أن زيارتها لغلين ليست هي المقصودة ، ليست هي التي كانت تزعج سيمون ، بل ظهورها بصحبة رجل آخر ، أنها تسمع الكثير عن توبي وسمعته السيئة ، وهي تقدر الآن ما الذي قاله ن وتخيلت أي تأويل يمكن أن يكون قد قدمه لسيمون :
(( على كل ، كيف حال غلين هذا المساء ؟ ))
تدخلت السيدة ترافس بهذا السؤال عندما رأت الغضب يطل من عيني كاترين ن غير راغبة في الدخول في مشادة ثانية ، خصوصاً وأنها لم تكن متأكدة تماماً من الجانب الذي سينحاز إليه سيمون ، والسيدة ترافس تعلم أنه في الغالب كان يقف إلى جانب كاترين ، حتى ولو كانت ادعاءات الوالدة صحيحة 0
أرادت كاترين أن تتجاهل السؤال وتتابع قصة توبي ريتشارد ، ولكنها لم تكن ترغب في أن يدب الخلاف بينها وبين سيمون الآن ، فاصطنعت ابتسامة باهتة وأجابت :
(( إن حالته الصحية في تحسن مستمر ، أما مسألة البصر فهي المشكلة الرئيسة ))
سألتها السيدة ترافس :
(( ألا يستطيع رؤية أي شيء ؟ ))
((مطلقاً ، مسكين هو غلين ، أحس بأني حزينة جداً من أجله ))
نفذ صبر سيمون وهب واقفاً وهو يقول :
(( أوه ، متى سيعود جيرد هذا ؟ متى تتوقعين أن نتحرر من هذا الواجب ؟ كاترين أكاد اختنق ))
وضعت كاترين فنجان الشاي من يدها على الطاولة ، وقالت :
((آسفة ، لأنك تشعر بهذا الشعور ، ولكن ماذا تريدني أن أفعل ؟ هل أتوقف عن زيارة غلين ؟ ))
أخذ سيمون نفساً عميقاً وقال :
(( حسناً ، ولكن عندما يعود عمه 00))
(( عندما يعود عمه ، سوف يصطحبه إلى بلده))
قالت ذلك وهي تشعر أنها ستفتقد غلين 00
عادت كاترين مساء الخميس من المتشفى إلى البيت مباشرة ، وفتحت الباب على رنين الهاتف ، نظرت إلى ساعتها فألفتها تشير إلى التاسعة والنصف تقريباً ، توقعت أن يكون المتكلم جيرد ، فلم تتعجل الرد ، عندما رفعت السماعة انتابها شعور غريب لم تستطع تحديده ، كان كان الصوت آت من بعيد ، قفز تفكيرها رأساً إلى أبيها ، فقد يكون قرر أخيراً أن يتصل بها ، إلا أن صوتاً آخر هو الذي سمعته ، صوت عميق ينبض بالحياة ، إنه صوت جيرد 0
((لا أظن أني أيقظتك من نومك ، هل فعلت ؟ ))
قال ذلك بعد أن حياها وردت التحية 0
((لا ، الآن قد وصلت ، كنت أزور ابن أخيك ، من أين تتكلم ؟ ))
أجاب بصراحة :
((من موزباي فقد أردت الاطمئنان على غلين ))
((لماذا لم تتصل بالمشفى ؟ ))
(( لقد اتصلت ، وتكلمت مع غلين ، في اللحظة التي تركته بها ، لهذا فإني أتحدث إليك ))
تسمرت راحة كاترين بالسماعة ، وغاصت في الأريكة ، وسألت :
(( ولكن لماذا ؟ ))
((لأسألك أنت عن حاله ؟ فأنت تعرفين الحقيقة أكثر منه بالتأكيد ))
هزت كاترين رأسها وقالت :
((لا جديد , غير أن اضطرابه ازداد بسبب عدم رجوع بصره إليه ))
قال جيرد بصوت حزين :
(( الله وحده يعلم كيف سيتمكن غلين من التعايش مع هذا العمى الذي لا يعرف أحد متى تكون نهايته ))
صمتت كاترين هنيهة ثم قالت :
(( هل أخبرت والدته بذلك ؟ ))
(( نعم أخبرتها ، فوقع عليها وقوع الصاعقة ، وكذلك على والدي))
(( أنا آسفة ))
أحست أنها كلمات تافهة تلك التي تفوهت بها ، ولكنها لم تجد كلمات أخرى مناسبة تقولها 0
وأضافت :
((متى ستعود ؟ ))
((لماذا ؟ هل اشتقت إلي ؟ ))
((بالتأكيد ، فإن غلين ، اشتاق إليك كثيراً ، وهو يذكرك دائماً ، ولا بد أنه سيشعر بالتحسن عندما تعود ، ويغادر المتشفى ))
((حسناً سأعود مساء الجمعة المقبل ، وسأتصل بك صباح السبت ، هل هذا يناسبك ؟ ))
(( لا بأس ))
وقبل أن ينهي المكالمة قال :


((كاترين ، أريد أن اعتذر عن تلك الليلة ، في الحقيقة لم أكن أقصد إغاظتك ، ولا أدري ماذا كنا سنفعل أنا وغلين بدونك ، سأراك يوم السبت ، إلى اللقاء ))
وضعت كاترين السماعة ببطء مكانها ، ومرت بضعة دقائق قبل أن تخلع معطفها ، أحست برعشة قوية تسري في جميع أوصالها ن وبضعف المّ بها 0 ولكنها عنفت نفسها ، لأنها أخذت بجاذبية هذا الرجل ، فالمسألة كلها أنه كان مؤدباً ، وسبب اتصاله بها كان واضحاً ، لقد كان قلقاً على ابن أخيه ، وعليها ألا تنسى أن غلين هو من يحتاج إليها ،وليس جيرد ، ومع كل هذه الأمور التي تقنع نفسها بها ، لم تستطع إنكار حقيقة أنه رجل جذاب 00


lola @ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس