عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-10, 04:34 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت ترينا قد قطعت الأمل في أن يدعوها أندرو لمشاركته عشاءه حين سمعت قرعا خفيفا على بابها , دخلت الخادمة مرغريبت وأبلغتها الدعوة للعشاء مع أندرو في غرفة الطعام هذا المساء وبأن عليها أن تقابله قبل العشاء في غرفة الجلوس , لم تنس الخادمة أن ترفق بأسمه الألقاب المناسبة ولكن ترينا وجدت نفسها تفكر فيه من دون ألقابه , عليها أن تحترز من أستعمال أسمه بدون ألقاب في حضرته هذا المساء , يمكنها أن تتصور الثلج يذوب لو نادته بأسمه المجرّد من ألقابه الرسمية.
شكرت ترينا الخادمة وسألتها:
" هل يلبس السيد دلوين ثيابا رسمية للعشاء؟".
أكدت لها مارغريت ذلك , شكرتها ترينا مرة ثانية وبعد أن خرجت فتحت خزانة ملابسها لتنتقي ثوبا مناسبا من بين ثيابها , قطنية أو كتانية , لم تكن ترينا تتوقع أن ترافق الجنس الآخر هنا في براكيه , يوجد بين ثيابها ثوب حريري يفي بالغرض , منوع من الفوال الأحمر اللاهب , مفتوح الصدر ومحلى بأزرار لامعة من ألماس الأصطناعي.
بدّلت ترينا يابها ورتبت شعرها الأسود اللامع وعقصته فوق رأسها كعادتها , راقبت شكلها في المرآة , تمنت لو كانت قامتها أطول مما عليها قليلا , أنها تشبه جدتها برصانتها ولياقتها, نزلت السلالم وقرعت باب غرفة الجلوس , أنها غرفة واسعة تمتد على طول المنزل من الجهة الأمامية , سمعت أمرا بالدخول بلهجة قاسية خشنة , دخلت وهي ترتجف , حتى الساعة لم يخبرها أندرو بقراره بعد, حتما ليس لديه أنباء حزينة وألا لأرسل لها رسالة مع الخادمة كي توضب حقائبها وتستعد للرحيل....
كان أندرو يقف أمام طاولة الشراب.
" مساء الخير يا سيد دلوين".
قالت بتهذيب رفيع كأنها لم تتبادل وأياه قارص الكلام في صباح ذلك اليوم.
" قالت لي مارغريت أنك ترغب في رؤيتي".
كانت تحاول أن تبدو جادة كأنها في أجتماع عمل حتى لا يبني أمالا خداعة لأنها قبلت دعوته للعشاء.
" هل هذا الأجتماع بشأن بقائي أو رحيلي؟".
" بالطبع".
تعجبت ترينا , لم تفهم من جوابه ماذا يعني , ما الذي يدور خلف قناعه الأسود؟ كانت عيناه تحدقان في فستانها الأحمر , هل قرّر أن لونه فاقع؟ هل يعتقد أنه زين بطريقة تنم عن ذوق سقيم , شكلها حتما يختلف عن شكل معلمة مدرسة محافظة , عليها أن تغادر براكيه بدون تأخير!
قال أندرو مخترقا أفكارها بصوته الأجش:
" أرجوك أجلسي , هل تشربين عصير الليمون؟".
" شكرا".
شكرته بهدوء , تناولت كأسها الزجاجي , وتشاغلت بالنظر الى لون الشاب بداخله , كانت تنتظر قراره بفارغ الصبر , عبس أندرو قليلا وظنت أن النتيجة مؤسفة وليست لصالحها:
" هل قررت أن عليّ أن أرحل؟".
رد بلهجة عادية خالية من الأنفعال:
" لا , بما أنك تستطيعين القيام بعملك الذي حضرت من أجله فأنا لا أرى سببا لترحلي".
أنه شهم , شعرت بسرور يغمرها , شكرته وأكدت له أنها تشعر بالثقة من قدرتها في أيصال أولاد كامبل الأربعة الى المستوى المطلوب , ماذا عليها أن تخبره , أنه شديد الحساسية ,كان يتعمد أن يخفي عن المتكلم معه , وجهه الأيمن حيث تقع الندبة , ويحاول أن يخفيها قدر الأمكان , لا يمكنها أن تبحث معه في أمكانية جراحة تجميل لوجهه الآن.
كانت ترينا تحس بشعوره ورهافة حسّه على عكس شعورها نحوه هذا الصباح , هي لا تستطيع أن تنسى وضعه في القاعة أمام المرآة والمرارة التي أرتسمت على وجهه وهو يحدّق في الندبة ويلمسها بيدة مرة تلو المرة , أنها لا تزال تكرهه ولكنها تشعر بالحزن لوضعه وتتفهّم أسباب حساسيته.
حضرت السيدة جاميسون وأعلنت أن العشاء جاهز وبذلك أنقذت الحديث الصامت بينهما , دخلا غرفة الطعام المجاورة وهي ليست الغرفة الزرقاء كما أعتقدت ترينا بل غرفة أصغر منها , أضواؤها خافتة وستائرها مخملية داكنة الألوان.
تظاهرت ترينا بتفحص الغرفة وموجوداتها ثم أكتشفت أن رفيقها يراقبها عن كثب ولكن تعابير وجهه باردة كالعادة , أستدار أندرو فجأة وعن قصد وجعل الندبة في مواجهتها , نظرت ترينا الى وجهه وقالت:
" كيف حصل لك ذلك؟".
سألته وتمنت لو أنها لم تفعل , تسمر أندرو لحظة وأعتقدت بأنه لن يجيب عن سؤالها.
قال بأقتضاب:
" حادث سيارة".
" والديّ توفيا في حادث سيارة".
" أحيانا الموت يكون أفضل".
" هل هذا ما تعتقد؟".
بقي لحظة يفر بألم ومرارة كما كان حاله في القاعة أمام المرآة , سألها:
" وهل كنت تتمنين أن يبقيا على قيد الحياة.... مشوهين؟".
قالت بلهجة أكيدة:
" بالطبع".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس