عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-10, 02:03 PM   #8

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

الجزء الخامس


جلس حبيب على مقربة و مسح على شعر حُسين الرطب و همس :"هل أنت بخير "
تأمله حُسين بعينين متعبتين ثم أشاح بوجهه هامساً بصوت مبحوح :" أغرب عن وجهي "
تنهد حبيب و همس :" يا ابن خالتي ، ألم تنسى ؟! "
عض الآخر على شفتيه ثم همس :" و كيف أنسى قذارتك ؟"
شعر حبيب بطعنات مريرة بصدره ثم قال بألم :" كانت مجرد غلطة مراهقة و ما أكثر أخطاءنا في هذه المرحلة .. يشوبها الجنون و فقدان العقل .. "
صمت الآخر بنفور فقال حبيب مبتسماً :" لكم اشتقت إليك .. بعد أن تشتتت الأسرة .. "
و ابتسم و هو يربت على كتفه :" حُسين .. تغيرت كثيراً .. "
لازال يشيح وجهه و أغمض عينيه قائلاً :" هلاّ خرجت ؟! أريد أن أنام "
تنهد حبيب و قبّل رأس ابن خالته و قال بهمس :" سامحني ، و اللهِ أني نادم "
--
و غادر حبيب و هو يشعر بصعوبة التقرب من حُسين ابن خالته ..بينما كان حُسين يشعر بالكره و المقت العميق ناحية حبيب ..
سُهى جلست تراقب سميرة التي تغسل الملابس على يديها ثم قالت :" رباه .."
نظرت لها سميرة و زفرت :" إلى الآن لا تريدين العودة لأبيك .. سيموت حزناً و أساً عليكِ "
نظرت لها سُهى ثم قالت بحقد :" كان السبب فيما جرى لي .. فماذا استفاد بعد أن كرهني طلال ؟"
هزّت سميرة رأسها بأسى و همست :" أنتِ المخطئة .. و أبوكِ مخطئ أيضاً لأنه دللك كثيراً .. لولا النقود التي يرسلها لكِ لكنتِ الآن في خبر كان "
حاولت سُهى تغيير الموضوع :" ما اسمه المستأجر الجديد ؟! "
قالت سميرة فوراً :" السيد عبد الوهاب .."
" لا أقصد ذلك العجوز ، أقصد الشاب المريض "
نظرت لها سميرة لبرهة و هي تفرك الملابس بالصابون ثم قالت :" تقصدين الأستاذ حُسين ؟! "
قالت سُهى :" هل أتى الطبيب ؟! الشاب في حالٍ متردية كم آلمني حاله "
ابتسمت سميرة :" لا تقلقي بعد قليل سيأتي الطبيب "
نهضت سُهى قائلة :" أيمكنني الاطمئنان عليه ؟! "
نظرت لها سميرة باستغراب فجائهما صوت صباح المُقبلة :" سُهى الأفضل أن تذهبي لمراجعة دروسكِ .."
زفرت سُهى و خرجت من المطبخ مستاءة .. فجلست صباح قائلة بهمس :
" إن هذه الفتاة مجنونة و يجب أن أربيها "
عقدت سميرة حاجبيها قائلة :" لمَ ؟! "
تنهدت صباح و قالت :" كونها حاربت أهلها لأجل عشيق .. تخلى عنها فيما بعد .. فإن مشاعرها لازالت غير مستقرة .. تريد أن تعيش قصة جديدة بأسرع وقت .. و ذلك سيؤذي مشاعرها مجدداً .. فصارت تسأل عن حبيب .. ثم سألت عن حُسين .. و ربما تسأل في الغد عن عبد الوهاب "
ضحكت سميرة قائلة :" دعيها تعيش مراهقتها "
هنا جاء صوت العم طاهر :" سميرة .. السيد عبد الوهاب يريدكِ "
غسلت سميرة يديها عن الصابون و نهضت مبتسمة لصباح :" عن إذنكِ "
مشت مسرعة ناحية غرفة السيد عبد الوهاب .. طرقت الباب فجاءها صوته المفخم :" تفضلي يا سميرة "
فتحت الباب بهدوء و جلست على مقربة من المكتب الذي يعمل عليه السيد عبد الوهاب و هو يراجع بعض الأوراق .. أزاح النظارة الطبية عن عينيه و خاطبها قائلاً :
" سميرة ..هل يمكنني إضافة بعض المتطلبات مقابل زيادة الأجر لكِ "
ابتسمت :" بالطبع ، ما هي المتطلبات "
قال بجمود :" أولاً .. عدم طرق الباب علي من قبل أي أحدٍ غيركِ أنتِ و العم طاهر .. لا أريد تدخل تلك المرأة المتطفلة صباح و لا مضايقات ذلك الرجل ذو البثور السوداء في وجهه "
رفعت سميرة حاجبيها قائلة :" تقصد حبيب ؟! هل أزعجك ؟"
تنهد عبد الوهاب و هو يدخن بهدوء :" يتظاهر أنه يسأل عن الحال و الأحوال و لا أحب هذه الحركات أبداً .."
زفرت سميرة قائلة :" و ثانياً ؟!"
عبث بأوراقه قائلاً :" أريد تناول وجباتي هنا .. في الغرفة .. كما أريد أن يتم غسل ملابسي بشكل منفصل عن ملابس الآخرين "
قال ذلك و هو مشمئز .. ذلك ما بث الضيق داخل سميرة و قالت :" حسناً و ثالثاً ؟! "
" الساعة الواحدة صباحاً يبدأ عملي بتنسيق بعض الأوراق و أكون محتاجاً لأحد ما يعينني في ذلك فأتمنى لو ...."
قاطعته قائلة :" أنا أنام الساعة العاشرة مساءاً و ليس من مهمتي تنسيق أوراقكِ يا سيد "
تنهد و قال:" و رابعاً أريدك أن تعتني بأطفالي الذين سيصلون الليلة "
رفعت حاجبيها قائلة :" أأنت متزوج سيد عبد الوهاب ؟!"
ابتسم :" تزوجت و انفصلت .. و لدي ولدين ..أتمنى أن تعتني بهما "
تنهدت قائلة :" كل شيء أنا موافقة عليه عدا عن تنسيق الأوراق و أتمنى أن تتقبل عذري "
و خرجت من الغرفة مستاءة من تغطرس هذا الرجل ..لكنها عادت تعترف أمام نفسها أنه لازال محترماً في معاملتها ..
--
دخل الطبيب برفقة العم طاهر الذي دله على الغرفة فلحق بهما حبيب .. لم يخفِ حبيب قلقه على حُسين .. فحالته تسوء أكثر فأكثر ..
وقف الطبيب يتأمل حُسين المرهق تماماً .. و باشر بفحصه ثم غرس حقنة تحوي سائلاً معيناً في يده ..و حبيب يحول أنظاره بين وجه الطبيب و وجه حُسين الشاحب ..حتى قال معبراً عن خوفه :
" هل هو بخير دكتور؟! "
ابتسم الطبيب و هو يدلك مكان وغز الحقنة قائلاً :" بخير ، هذه الحقنة هي منوم ليأخذ راحته .. و سوف أكتب له أدوية يجب عليه تناولها و إلا فإن حالته ستزداد سوءاً .. "
تأمل العم طاهر حُسين الذي بالكاد يفتح عينيه و قال :" هل سيتعافى بفعل الأدوية يا دكتور "
أجاب الطبيب بثقة :" بالطبع .. فقط يجب أن تتركوه يرتاح طيلة فترة المُخدر و بعدها يجب أن يتناول الأدوية مباشرة "
حوّل حُسين نظراته الذابلة ناحية حبيب الذي ابتسم له مشجعاً .. و راح الطبيب يكتب أسماء الأدوية في ورقة ما أعطاها للعم طاهر .. ثم استدار لحُسين و عبث بشعره قائلاً :
" بإذن الله ستتعافى "
خرج الطبيب فلحق به حبيب مسرعاً .. و عند خروجهما سأله مباشرة عن تكلفة أجرته .. ذلك ما جعل سميرة تتوقف عن الكنس و هي تتأمل حبيب مندهشة و هو يدفع التكلفة بنفسه ..
خرج الطبيب فأقبل حبيب ناحية سميرة و سلمها أسماء الأدوية قائلاً :" سميـرة قومي بشراء الأدوية بأسرع وقت .. "
و أخرج محفظته مجدداً و قدم لها أوراق نقدية قائلاً :" و هذه النقود و الزائد منها اشتري منه ما ينقصكِ في المنزل "
نظرت له مبتسمة بانبهار من كرمه و نبل أخلاقه .. و كانت تفكر ..(( يا ترى لماذا يعادي حُسين حبيب و حبيب يسعى لإرضائه ؟ كنت أظن أن حبيب هو المُخطئ و لكن يبدو أن شخصية حُسين تميل إلى إثارة الحقد و البغضاء ..بينما كنت أجهل حقيقة شخصية حبيب ..رباه! كيف ظلمته كل هذه المُدة ؟))
--
بالكاد يفتح حُسين عينيه ليرى حبيب يقف يتأمله طويلاً .. أغمض عينيه على الفور انزعاجاً .. فتنهد حبيب بينما كانت سميرة تقف قرب الباب تستمع لحوارهما ..
قال حبيب :" هل تريدني أن أساعدك على تبديل ملابسك قبل أن تنام ؟! "
لم يرد فعض حبيب شفتيه قهراً منه .. و قال في نفسه :" يا لقساوتك !! يا لطبعك الحاد و معاملتك الجافة ؟ لم تكن هكذا في الماضي يا حُسين "
مسح حبيب على غرة حُسين برفق و قال :" أخبرني ما الذي تحتاجه ؟ و سوف ......"
زفر حُسين بضيق و أشاح بوجهه قائلاً بحدة :" لم أعد أطيق رؤية وجهك .. هلاَ تركتني ؟ "
صُعقت سميرة من رد حُسين الغير متوقع بالنسبة لها و القاسي .. بينما استغربت حنان حبيب و لطفه :
" لا بأس ، كما تشاء .. "
ظلّت تفكر سميرة وهي تعد طعام الغداء ..( يال لطف حبيب! لم أكن متصورة أنه رائع هكذا ! كم ظلمته بأفكاري و ظننته مجرد شخص لا يتقن إلا التحرش بالفتيات و مغازلتهن .. كريم و نبيل و حنون و متعاون .. تصرف بانسانية مع مرض حُسين ... كذلك استغربت تصرف حُسين ! ربما كان يهلوس أو أعياه المرض و لكني لم أتعرف جيداً على هذا الشخص .. )
هنا رأت حبيب يُقبل و هي تنتهي من صنع العصير لتضعه في وسط المائدة ..ابتسم حبيب و غمز لها :
" ياه ! ما هذه الرائحة.. ما ألذ طبخك يا سميرة "
هذه المرة ابتسمت له بصدق و استلطفت مدحه لها و قالت :" المرأة الممتازة هي التي تتقن إدارة منزلها "
ابتسم و جلس قائلاً :" أنتِ أدرتِ المنزل و أدرتِ القلوب أيضاً "
شعرت بحرجٍ كبير و شغلت نفسها بصف الأطباق بينما كان يرمقها مبتسماً .. و كان يخاطب نفسه :
" ما أجمل هذه المرأة ! أنها عفوية و رائعة ..و امتلكت قلبي "
هنا أقبلت سهى و جلست قائلة :" ما حال حُسين ؟! "
أجابها حبيب :" بخير، لقد أعطاه الطبيب مخدر ليرتاح .. و ستقوم سميرة بشراء الأدوية له "
حينها تذكرت سميرة السيد عبد الوهاب و سارعت برفع الأطباق الخاصة به و وضعها في صينية منفصلة فخاطبها العم طاهر و هو يجلس على أحد المقاعد :
" لمن هذه الأطباق ؟! "
تنهدت سميرة :" للسيد عبد الوهاب ، فضل أن يتناول وجباته وحده "
صاحت صباح باستنكار و هي مُقبلة :" ماذا ؟!!! و هل نحن دون المستوى ؟!"
ابتسم حبيب و قال :" هذا الرجل مصاب بالغرور "
و قال العم طاهر :" يحق له .. أنه تاجر ناجح و من حقه أن يشعر بالعلو "
ضحكت سُهى ساخرة :" غرور على ماذا فلينظر لوجهه المجعد في المرآة "
ضحكت سميرة و هي تحمل الصينية .. و اتجهت نحو غرفة ذلك الرجل ..
طرقت الباب بهدوء فأتاها صوته :" تفضلي "
فتحت الباب ببطء و اقتربت منه حيث كان يجلس أمام المكتب كالعادة و يراجع بعض الأوراق .. وضعت الصينية على مقربة فالتفتت لها مبتسماً :" أشكركِ يا سميرة .. "
ابتسمت و غادرت ..
--
حل الليل ..و وضعت سميرة الأدوية التي اشترتها على المنضدة المجاورة لسرير حُسين .. نظرت له حيث كان غاط في النوم تحت تأثير المُخدر ..و خرجت من الغرفة حيث دخل السيد عبد الوهاب برفقة ابنيه إلى داخل الردهة .. وقفت سميرة تتأمله ثم اقتربت و هي تبتسم للطفلين :" مرحباً "
ابتسم لها السيد عبد الوهاب قائلاً :" أهلاً "
قالت سميرة مستغربة :"للأسف فإن باقي الغرف ليست جاهزة .. لماذا لا تدعهما يشاركانك غرفتك ؟"
زفر و قال :" لا أحتمل أن يشاركني أحد غرفتي خصوصاً الأطفال "
استغربت سميرة و كانت تقول بينها و بين نفسها :" حتى لو كانوا أبنائك ؟!"
قالت مبتسمة :" لا بأس سأدعهما ينامان معي في غرفتي "
و مسحت بكفها الناعمة على رأس أحد الطفلين .. فابتسم السيد عبد الوهاب :" أشكر لك لطفكِ و سوف تكون أجرتهما منفصلة "
و سرح بعينيه في ابتسامتها ..
--
خلد الطفلين إلى النوم و ظلت سميرة على سريرها تفكر طويلاً في السيد عبد الوهاب .. لماذا لم يستلطفه الجميع و لم يحبه بالرغم من أنه يتصرف بشكل عادي عدا عن تحفظه في بعض الأمور .. انتبهت سميرة على صوت صراخ مفجع .. !!!! و فكرت ما الذي جرى ؟!!


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس