عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-10, 06:15 PM   #1

ضمآن بين النهرين

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ضمآن بين النهرين

? العضوٌ??? » 2194
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 4,869
?  نُقآطِيْ » ضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond reputeضمآن بين النهرين has a reputation beyond repute
Rewitysmile16 روايتي من واقعنا


الحياة الحقيقية مليئة بالمواقف والقصص فلكل انسان قصة ، نسمع كل يوم ونشاهد عشرات القصص إن لم تكن أكثر .
هذه الصفحة ستكون مقرا لتلك القصص الواقعية ، قصص سمعناها أو شهدناها ، قصص تركت في نفوسنا أثر عظيم ، قصص هادفة تكون للناس عبره .
قصص تكتبها أقلامنا لا أقلام سوانا ، فمرحبا بكل قلم يحط رحله هنا ليدون بواسطته ( قصه من واقع الحياة ) .

سأبدأ بهذه القصة وهي قصة واقعية بكل ما لهذه الكلمه من معنى .

سمعتها منذ زمن بعيد ، لا أعلم ما سبب تذكري لها اليوم .
قصة مؤلمة جدا لكنها واقع لا خيال ، قصة تمثل كل جشع الدنيا مقابل ضعف الحال .
ما زلت أذكر كيف روى لنا القصة ، بقلب موجوع وصوت حزين ، مثقل بالألم .
أتعرفون هذا الرجل الذي يهابه الكثيرون لماله وجاهه ؟ هذا الذي لا يجرؤ أي إنسان عادي على مخاطبته لا احتراما وتقديرا لشخصه بل خوفا من بطشه .
هو من قتل صديقي ، قتله بدم بارد ، دون استخدام خنجر أو سيف .
قتله بأسلوب آخر ، بطريقة محترفة تدل على احتراف تام ومهارة قلما يجدها المرء لدى إنسان آخر عداه .
كان صديقي إنسان بسيط ، بكل ما لهذه الكلمة من معنى ، عرف بين الناس بطيب أخلاقه ، أحبه الجميع لحسن خصاله .
لم يحسن صديقي هذا من صغر سنه سوى صيد السمك ، كان بارعا في مهنته لذا قام ببناء حضره ، ( وهي عبارة عن مساحة معينة من البحر يستأجرها صيادي الأسماك من الدولة لقاء مبلغ سنوي من المال يدفع كضريبة للدولة يشيدون فيها مصائد خاصة بهم ) . ليصطاد منها السمك فيأخذ منه حاجته وما زاد عن حاجته يبيعه في السوق ليحصل لقاء بيعه على المال الذي يعيش منه هو وأطفاله .
كان الموقع الذي أقام عليه مصائده موقع ممتازا جدا ، هذا ما مكنه من اصطياد الكثير من أسماك الصافي ذات الجودة العالية بكثرة .
اشتهرت ( حضرته واشتهر سمكها ) وبات الجميع يتحدث عن تلك المصائد الرائعة وعن أسماكها اللذيذة وعن الصيد الوفير الذي يجنيه منها .
شاء القدر أن يدعى رجل غني من النخبة لمائدة أحد موظفيه فتذوق على تلك المائدة سمك شهي وطازج له مذاق فريد من نوعه ، أعجبه مذاق السمك فبدأ في طرح الأسئلة على موظفه حول كيفية بلوغ هذا السمك مائدته .
أخذ ذلك الموظف يشيد بالسمك وبحضرة ذلك المسكين واصفا إياها بالحضرة التي تدر الذهب .
ما إن أنهى ذلك الثري وجبته حتى طلب من موظفه أن يقوده لمكان الحضرة وهذا ما حدث فعلا .
جلس الثري وعامله على الشاطئ يترقبون مقدم الصياد .
بلغ الصياد الساحل فدخل إلى حضرته وأخذ يصطاد السمك منها بالشباك الخاصة إلى أن اصطاد كل السمك الموجود فيها والذي ملأ حقيبة السمك الكبيرة التي يحملها ، أنهى عمله فغادر الحضرة متأنيا .
ما إن بلغ الشاطئ حتى وجد الاثنان بانتظاره ، خاطبه الثري طالبا منه رؤية السمك ليشتري منه ، فقال المسكين له بأنه لا يستطيع أن يبيعه السمك لأنه لا يحمل ميزانا ليزن له ، فأصر ذلك الثري على رؤية السمك ، قائلا بأنه إذا أعجبه السمك فسيصحب الرجل إلى منزله ليبتاع منه ، أمام هذا الإصرار ، أنزل الصياد حمله الثقيل على الأرض ، مستخرجا منه بضع سمكات ليريها لذلك الرجل الثري .
ما إن أبصر ذلك الثري تلك السمكات حتى تغير كل شيء .
تبدل أسلوب حديثه من اللطف إلى التهديد وأخذ يتوعد المسكين قائلا :
- بدءا من هذه اللحظة باتت هذه الحضرة ملكا خاصا لي ، اذهب ولا تعود ثانية إلى هذا المكان مطلقا .
انشده المسكين وقال :
- إنها مسجلة باسمي أنا والكل يعلم هذا .
فأجابه الرجل بغلظة :
- بل هي ملك الدولة لكنها لي الآن ولا شيء مما تراه الآن هو ملكك .
أطرق الرجل برأسه بعد أن عرف شخص مخاطبه من مرافقه وقال :
- إنها مصدر رزقي الوحيد ، إنها قوت أطفالي ، إنها عماد داري .
لم يكترث متحجر القلب لتوسلاته بل زاد بقوله :
- دع هذا السمك الذي اصطدته في مكانه وغادر المكان فورا ، فهذا السمك اصطدته من ممتلكاتي دون إذن ، إذن هو ملكي .
لم يصدق الرجل ماتسمعه إذناه ، لكنه لم يكن قادرا على مواجهة رجل مثله ، إنه رجل فقير وحيد بينما الآخر ، رجل ثري ذو نفوذ وقوة وبطش ، محاط برجاله الذين لا يسعهم إلا تنفيذ أوامره حتى وإن كانت الباطل بعينه .
ترك الرجل صيده أرضا ، وسار بضع خطوات على الرمال بقلب مثقل ليسقط على الأرض ميتا .
موت الرجل لم يكفي ذلك الثري ، موته لم يردعه أبدا عن أخذ قوت أطفاله الذين باتوا يتامى بعد أن قتله ورمل زوجته .

سمعت الكثير من الناس وهم يتحدثون عن فعال ذلك الرجل وعن سطوه على الكثير من أملاك البسطاء بنفوذه وبطشه .
عندما بلغ مسمعي موت ذلك الثري بعد مضي سنوات طوال قاسها في عذاب المرض الشديد ، دون أن يجد دواء ناجعا لدائه العضال ، قلت سبحان الله كثير من الناس يظلمون الضعفاء لأجل المال ويعيثون بالأرض فسادا ، وينتهي بهم المطاف معذبين في الدنيا قبل الآخرة .
جمع المال ورحل عنه ،ترك كل أمواله لأبنائه الذين هم ورثته .
جمع المال في الدنيا وكنزه فهل سينفعه هذا المال في آخرته ؟



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 04-07-13 الساعة 09:17 AM
ضمآن بين النهرين غير متواجد حالياً  
التوقيع
ظلم ، ظلم في أطيب شعب يرمون النار
جرم ، جرم أن يقتلنا الجيش ويدمي الدار

ترقبوا