عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-10, 08:13 PM   #13

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وردت عليها خالتها بسرعة قائلة :
" أعلم ذلك , كما يعلم الجميع أن كلا منهما كان ملائما للأخر , وكان حبهما كالمصباح الذي أضاء تلك الأيام التعيسة وألقى نورا على المحيطين بهما , لذلك كان الجميع على أستعداد لمساعدتهما على الفرار , وعندما تسرّب الينا خبر وصولهما سالمين الى أنكلترا , أقيم أحتفال أذهل الألمان فتحيروا من أمرنا وحاموا حولنا يحاولون معرفة سبب هذه الأفراح".
وضحكت الخالة عندما أستعادت هذه الذكريات وشاركتها مارييل في ضحكها ولكنها شعرت بغصة في حلقها , لقد كان سلوك خالتها لطيفا ألا أنها شعرت بغصة في حلقها , لقد كان سلوك خالتها لطيفا ألا أنها شعرت بأنه مفتعل , وكأن الذكريات التي تستعيدها لم تكن كلها سعيدة.
وأخيرا قالت مارييل :
" لماذا لم تردي على خطابي يا خالة صوفي؟ كتبت اليك بمجرد وفاة والدتي لشعوري بأن هذه رغبتها , ولما لم أتلق منك ردا بدأت أقلق , وأفترضت أنه ربما أعترضت الرسالة ظروف منعتها من الوصول اليك , مثل تغيير العنوان أو ضياعها في الطريق , ولم أتحمل فكرة جهل الفرد الوحيد الباقي على قيد الحياة من أسرة أمي بخبر وفاتها".
وكانت يدا صوفي ترتجفان من الأنفعال وهي تمد يدها لتأخذ سيكارة أخرى من علبتها , محاولة تفادي نظرة مارييل المتسائلة , ولم يفلح الدخان المتصاعد من فمها في أخفاء نظرتها التي تدل على الخجل والقلق , وأخيرا قالت وهي تحاول الأعتذار عن تصرفها وتبريره:
" آسفة لعدم ردي عليك , والواقع كنت أنوي الرد , لكن الخبر أزعجني في بادىء الأمر فبقيت أياما لا أقوى على شيء غير أسترجاع الأشياء الصغيرة التي أذكرها عنها , طريقة بريق عينيها عندما تبتسم , وروحها المرحة , وخفة ظلها , وحرصها على مساعدة المتعبين , كنت في طور المراهقة عندما غادرت الوطن الى أنكلترا , ألا أن روابط العاطفة بيننا ظلت قوية حتى صدمني موتها صدمة شديدة".
وأرتجفت شفتا مارييل من التأثر , وكانت على أستعداد لقبول شرح خالتها وأعتذارها بدون الحاجة الى المزيد من الكلام , ألا أن صوفي رأت أن تسترسل في كلامها , فأمتقع لون وجنتيها وهي تضغط على نفسها لتكون صريحة مع الفتاة ذات العينين الرماديتين اللتين تشبهان عيني شقيقتها , لذا تلعثمت في كلماتها وأعترفت قائلة بصوت خافت:
" غضبت في قرارة نفسي من والدك لقيامه بما أعتبرته في ذلك الوقت عملية أختطاف لشقيقتي , ومرت عليّ أوقات لمته بمرارة على الوحدة القاسية , والأسى القاتل اللذين عانيت منهما , وأشتد شعوري هذا فكرهت ذكراه حتى بعد موته".
وشهقت مارييل من الكلمات المؤلمة , وأخيرا أعترفت الخالة قائلة :
" كنت مخطئة وعرفت ذلك الآن , كان في وسع أيفا العودة الى وارسو بعد الحرب لكنها رفضت ذلك قائلة أنها وجدت في أنكلترا عزاء في المنزل حيث أقاما , حينئذ فقط بدأت أدرك شيئا عن مدى حبهما لبعضهما".
وتراجعت مارييل خطوة الى الوراء وحدقت بعينين ملأهما الألم وقالت تدين خالتها:
" كنت تشعرين بالغيرة من أختك ولم تهتمي بالكتابة اليّ لأنك شعرت بأنني أنا أيضا أستحوذت على مكانك في حب والدتي , ظللت سنوات أتمنى مقابلتك , خاصة بعد موت والدتي لأنني ظننت بسذاجتي أن وجودك قد يساعدني على تحمل فراقها , ولكن الآن ......".
وسكتت مارييل عما كانت تود أن تضيفه من عتاب لخالتها وأستدارت متجهة نحو الباب , ثم توقفت عند عتبته عندما توسلت اليها خالتها قائلة والدموع واضحة في عباراتها:
" أنني أستحق الأزدراء يا مارييل وأعترف بكل الكلمات التي صدرت منك , فأرجو أن تصدقيني عندما أقول أنني آسفة , وأن تحاولي العفو عني".
ولو لم تكن مارييل أبنة أمها لما أستسلمت لهذا النداء الصادر من القلب , فقد آلمها أستعداد خالتها لتجاهل وجودها , لكنها كانت تشعر بالوحدة , فلم تستطع الأستغناء بسهولة عن حاجتها للحب الذي أظهرته خالتها نحوها في تلك اللحظة.
وببطء تراجعت مارييل من الباب , وأدارت وجهها نحو خالتها , ثم أرتمت في أحضانها مبدية بذلك عفوها عنها.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس