عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-10, 08:21 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وفجأة أطقئت الأنوار تاركة حلقة من النور مسلطة على منتصف حلبة الرقص , وهدأ الجمهور والتزم الصمت ثم أنفجر في تصفيق عصبيّ عندما أنسل رجل من الظلال المحيطة بالحلبة وظهر في وسط حلقة النور , ولم تكن هناك مقاعد خالية في القاعة , وكان مكان الوقوف مكتظا بالناس لذا كان من حظ مارييل وخالتها أن يسمح لهما بالوقوف في مقدمة الدائرة الخارجية للمتفرجين , وحتى من تلك المسافة شعرت مارييل بقوة شخصية الرجل , فمن قمة رأسه ذات الشعر الأسود الفاحم حتى قدميه , ومن كل عضلة قوية في جسمه كانت تشع جاذبية فطرية بوهيمية.
وبدون مبالاة بالأعين المتعلقة بكل حركة من حركاته سحب كرسيا صغيرا ووضع قدمه عليه ثم أسند منكبه فوق ركبته المرفوعة , وببساطة أخذت أنامله الدقيقة تداعب أوتار الغيتار المعلق في رقبته برباط أحمر زاه من الشاموا , وكان نفس اللون يتكرر في الغلالة التي يلبسها الغجز حول رقابهم القوية ,وكان يلبس قميصا أبيض من الحرير له أكمام منفوخة ومزمومة عند المعصمين ,وللقميص فتحة مدببة من أسفلها تصل الى الحزام الأحمر العريض الذي يطوق خصره , ويكمل ملبسه بنطلون أسود ضيق قد يبدو على غيره كأنه بدعة تمثيلية لكنه يجعله يبدو غجريا أصيلا ذا كبرياء وشمم.
وأخذت أنامله الرقيقة تعزف الألحان , وبعد أن جال بنظرته الساخرة بعض الشيء حول جمهوره المتحمس له , بدأ في عزف لحن عاصف جميل أثار به المشاعر , ولمدة ثلاثين دقيقة لا تنسى أستجاب لرغبات المستمعين ,وبدأ أثر غنائه على المستمعات فأثارهن بسحره ودفعهن الى الأنفعال لدرجة االبكاء , كما أثر على الرجال ودفع الدماء في عروقهم , والذكريات الحلوة تجول في مخيلتهم عن مواقف وغزوات كلها قوة ومجد , وعندما بلغ بهم الأنفعال ذروته حرمهم من سحر فرحتهم , وسلبهم نشوتهم , بالأنتهاء فجأة من أغانيه والأنسحاب من حلقة النور.
ووقف الجمهور على أقدامه مطالبا بمزيد من الأغاني , وبلغ الحماس الذروة عندما عاد الرجل للظهور ثانية , وتوقف برهة وقد رفع حاجبه بكبرياء وبدت حركة مرتجفة حول شفتيه وأنتظر حتى هدأ الصخب وخيّم السكون على المكان , ثم أنحنى من خصره وحيا الجمهور مودعا أياه بلغة الغجر قائلا:
" والآن أترككم في رعاية اله".
ولم تهدأ عاصفة التصفيق ألا بعد بضعة دقائق أستطاع الجمهور بعدها أن يتابع الحديث فيما بينه , وأنتظرت مارييل وكلها تساؤلات , ومع ذلك ضغطت على مشاعرها بشدة بحيث بدت اللهفة في صوتها عندما سألت خالتها قائلة:
" من هو يا خالتي صوفي؟".
وأبتسمت الخالة وقالت:
" أسمه روم بورو وهو نجم دولي من نجوم النوادي الليلية المشهورين والمحبوبين من الملايين في جميع أنحاء أوروبا".
وقطبت مارييل جبينها وقالت:
" ولماذا لم أسمع به قبل الآن؟ فلندن هي مركز أصحاب المواهب من أمثاله , وحسب معلوماتي لم يظهر هناك مطلقا".
" لا أظن أنه يريد الذهاب الى هناك ألا أذا شعر برغبة أكيدة في ذلك , فه يعمل فقط في الزمان والمكان اللذين يحلوان له , أنه غجري أصيل من الذين لا يعرفون حدودا , كل دولة هي دولتهم وهم يحتقرون فكرة الحدود التي تفصل بين الدول , قد يظهر في باريس أسبوعا ثم ينتقل الى بودابست لمدة أسبوع آخر , وبعدها بقليل يظهر في روما , حاول مديرو النوادي الليلية في أوروبا أن يأخذوا منه الوعود للظهور لديهم في تواريخ محددة , لكنه يرفض كل هذه العوارض , فالغجر دائمو الترحال وروم وفي لقبيلته مائة في المائة , وأفراد قبيلته أوفياء له , كما يدل على ذلك معنى أسمه روم بورو أي الرجل العظيم , وهو تكريم من جنس يؤمن بأن كل أنسان حر ويعترف بصفات الرجال العظماء ويمدح البارزين منهم".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس