عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-10, 09:56 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتركها تتلمس خطاها بنفسها بين أشواك الزراعة الكثيفة التي أوقف السيارة فيها , وشعرت أنها لو أتهمته بتدبير الموقف الذي وجدت نفسها فيه لأشار بلا شك الى ضرورة التضليل والتمويه , لذا سارت بمفردها وخرجت من بين الأغصان التي تغلغلت في كل قطعة من ملابسها وشعرها كما تعثرت ووقعت وهي تمشي وراء روم وقد أختفى عن نظرها بين الأغصان , وأخذت تسائل نفسها بمرارة عن سبب ملازمتها لرجل من هذا النوع في بلد عرف رجاله بالشهامة , ثم أسرعت في خطاها عندما سمعت نباحا شرسا لعدد من الكلاب , وبعد دقائق قادها الطريق الى مساحة صفت حولها في دائرة ما يقرب من خمس عشرة عربة من عربات الغجر المغلقة ,ورأت عددا من نساء الغجر جلسن حول النار الموقدة وهن يشرفن على طهو الطعام في قدور تنبعث منها رائحة شهية , وكان المكان موقعا مسرحيا جمي يلائم النساء الجالسات فيه , وكان شعر النساء طويلا أسود لامعا مصففا في ضفائر طويلة , أما ملابسهن فكانت طويلة ذات طيات وصدور عارية , فتحاتها واسعة , وكانت ألوان ملابسهن زاهية متناقضة مع لون أجسامهن السمراء وعيونهن السوداء المعبرة , كما رأت عددا من الرجال مضطجعين في ظل شجرة كبيرة وهم يتبادلون الأخبار أنتظارا لأن تقدم نساؤهم الطعام , وكانوا يلبسون ثيابا رثة قديمة من نفس طراز الملابس التي كان روم بورو يلبسها أثناء عزفه , وقد أثار المنظر خيال مارييل حتى كادت تتصور أن صوت قارعي الدفوف والمغنين سيتصاعد من الدخان المنبعث من النيران.
وعندما حيا روم الموجودين ألتفت الجميع اليه , وفي لحظة كان محاطا بالرجال الذين أبدوا فرحهم بلقائه وهم يحيونه ويربتون على ظهره , كما حيته النساء اللاتي بلغ بهن الحماس ذروته للقائه , ودار الحديث بينهم جميعا بلغة تتخللها الكلمات البولندية لكنها أساسا لغة لم تفهمها مارييل , وللمرة الثانية في ذلك اليوم شعرت بعدم أهتمام الناس بها , بينما أخذ الغجر ذوو المشاعر الملتهبة يتجمعون لتحية روم بورو بدون الأعتراف ولو بنظرة واحدة بوجود الفتاة النحيلة التي تصحبه ةالتي وقفت بينهم مثل الزهرة الصفراء الهادئة في حفل مليء بزهر الخشخاش الأحمر , وأستراحت عندما شرح لهم باللغة البولندية قائلا:
" لقد أصطحبت معي يا أصدقائي زميلة ستشاركنا رحلتنا , وستكون في حمايتي دائما , لذا لا تساوركم الشكوك من جهتها , فأرجو ان ترحبوا بها وتتحملوا عدم درايتها بطباعنا وعاداتنا".
فألتفتت العيون الحذرة تتفقدها , ولم يظهر الموجودون شيئا مما كان يدور في ذهنهم من أرتياب , ومع ذلك أشعروها بوجود عداء نحوها بعث في نفسه الخوف , ودفعت شابة جموع الملتفين حولها وتقدمت منها لتنظر اليها عن قرب بجرأة وقحة , وبدا عليها أنها تعرف جمال نفسها وهي تقف أمام مارييل بخصرها المتمايل وعينيها البراقتين تلتهم كل تفاصيل مظهرها ,وفجأة زمت شفتيها وقالت:
" لا نريد أمرأة غريبة هنا".
وترددت همهمة بين الغجر تعبر عن موافقتهم على قولها , كفاهم تضليل البوليس وغيره من المسؤولين الصغار الذين يتدخلون في حياتهم , وقال روم ببرود:
" قلت أنني سأكون مسؤولا عنها تماما , ألم تعد كلمتي تكفيكم؟".
وأستطرد يقول وقد رقت نبرته وهو ينظر الى الرجال الغاضبين:
" يبدو أن هذه القبيلة أصبحت تحت حكم النساء في غيابي , بحيث تأتي أوامري في المرتبة الثانية بعد أوامر الفتاة لالا!".
ولم يتحمل الرجال كلامه المهين فدفعوا لالا بعيدا حتى ترنحت بين جموع الواقفين الذين قالوا كرجل واحد:
" ما زلت زعيمنا يا روم بورو وتستطيع الفتاة أن تبقى بيننا".
وتفرفت النساء وبقي الرجال لمناقشة شؤونهم الخاصة , وقبل أن ينضم اليهم روم بورو أخذ مارييل جانبا وأمرها قائلا:
" من الآن فصاعدا عليك أن تطيعي أية تعليمات أوجهها لك , وبمجرد شرح ظروفك لمجلس القبيلة سيوافق بلا شك على بقائك شرط أن أكون أنا المسؤول عن كل تصرفاتك , فأن سلامتك أنت وأفراد القبيلة سوف تتوقف على طاعتك العمياء , فهل تفهمين ما أقوله؟".
ألا أنها مالت برأسها وهي تقول معترضة على كلامه:
" لكنك تتناسى أنني لا أريد البقاء هنا , الفرار لم يكن فكرتي , لذلك فأن كل هذه العملية المثيرة لا داعي لها , فلو لم تتدخل أنت وخالتي في شؤوني لأمكن حل المشكلة بشرح بسيط لظروفي , فأنا لم أخطىء , أن كل ما فعلته هو أنني خالفت القانون بعض الشيء , لكن حتى الروس لا يستطيعون تحويل خدعة بسيطة الى جريمة شنعاء".
وحاول روم جاهدا أن يحتفظ بهدوء نبراته ألا أن الغضب كان باديا بوضوح في كلماته وهو يقول من بين أسنانه المطبقة:
" لولا خالتك لسلّمتك الى سيرجي أيفانوف شخصيا حتى أتشفى فيك وأنت تندمين على كلماتك هذه".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس