عرض مشاركة واحدة
قديم 29-09-10, 12:58 PM   #1

pinou

نجم روايتي وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية pinou

? العضوٌ??? » 133062
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,054
?  نُقآطِيْ » pinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond reputepinou has a reputation beyond repute
افتراضي رسالة الى رواية



لا شك من استغرابك, فانت لم تعهدي ان توجه رسالة لك عوضا عن كاتبك...لكني اتصور أن طابور المتهافتين و المتزاحمين أمامه من اجل اخذ توقيعه و الادلال باعجابهم بك, قد اعطاه ما يكفيه لارضاء غروره الادبي و دليل بنجاح قلمه...
اجل هي اليك...لأن ما حدث بيننا لا علاقة لكاتبك به...لأني لطالما تصورت ان الكتب خامدة ,ساكنة تستعمل على الأغلب للزينة و التباهي..لكنك برهنتي لي غباء تصوري و فجاعة اعتقادي...
فالكتب ليست خامدة انما تعج بالحياة , فهي تعيش فينا أو نعيش فيها...تكتب عنا و تحيا بنا أو ننتقل الى عالمها و نستنشق هواء احرفها...
عندما حصلت عليك اعتقدتك مجرد زائر عابر سيرحل ما ان يصل الى أخر يوم له في ضيافتي ليرحل الى رفوف مكتبتي, لكنك جرفتني نحوك بقوة غامضة مست صميمي و غيرت لغة حياتي الهادئة و البسيطة الى لغة جديدة لم يألفها استسلامي ....
كنت عندي و بين يدي كسيف حاد منح اليا موجها نحو من لم اتمكن مسبقا من التصدي امامهم....لقد حولتني الى بطلها فمنحته روحي ليحيا بها و منحني بسالته لاتصدى بها...فاصبحت اخاطب الناس و ابعث في انفسهم الشجاعة للصمود امامهم...و توليت تدريب كل و قف الى صفي من اجل استرجاع ما هو لنا و سلب منا...واضع الخطط و الاستراتيجيات للتاهب لليوم المنشود...
حملت سلاحي و صوبته نحوهم بكل عزم دون أن آبه لحياة نفس تعيش بدون حرية....أعتقلت و تحملت آلام تعذيبهم الوحشي و انا كلي شموخا حتى لا أمنحهم لذة رؤيتي ذليلا مهزوما....ما ان تلبسهم الياس مني حتى أرشقوني برصاصات استقبلها صدري بكل فخر, لتسقطني ارضا و انا أصارع آخر زفرات عمري ارتسمت على شفاهي ابتسامة جهلت مصدرها....
لكن.....لحظة....لم افهم سببها...لا بل لم استطع ان أشعر بتلك السعادة التي أبهجت وجهه و هو يوادع الحياة...
لكن الم أعش كل بطولاته؟...ألم أتبادل حب كل رفقائه له؟...الم أقاسي من معاناته , و تحملت كل عذاباته....لكن لما لم أتمكن من مشاركته شعوره؟...
رميتك...ابعدتك عني, فانت قمت بخداعي ,لم تمنحيني ذلك الشعور الذي صرت افهمه...أجل انها ابتسامة الانتصار و مذاق الحرية...
هنا اكتشفت درجة حمقي ...كيف لي ان أتلذذ بطعم حرية لم اسعي لتحقيقها و و أنا محبوسا بين جدران غرفتي محكوما باستسلامي و صمتي, و اختبات وراء بطل لن يتجاوز أسوار صفحاتك....
توهيمك لي جعلني أدرك حقيقة ضعفي ...فتولد الكره بداخلي لك زاد من تحقيري لنفسي...
الآن عرفت لما كان الجبابرة و الطغاة يامرون بابادة الكتب و حرقها , لعرض استبدادهم و فرض وجودهم...كان لابد لي ان اتخلص منك...فكرت في حرقك ,لكني أضعف حتي من فعل ذلك...
فلجات الى دفنك في درج خال حتي لا أضطر الى فتحه و مواجهتك مجددا....
ظننتني للحظات قد محوتك وجودك...لكني بقيت عاجزا عن نزع خناجر عباراتك من صدري...و ردم حفرات كلماتك في عقلي ...
فشلت في ابادتك لان صراخ أحرفك الصادر من درجي هو الدليل على جبني....

تمت.
.


pinou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس