عرض مشاركة واحدة
قديم 09-09-08, 01:30 AM   #8

sltana
 
الصورة الرمزية sltana

? العضوٌ??? » 31990
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 124
?  نُقآطِيْ » sltana is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم واليوم بنزل لكم الفصل الثاني والثالث
زيارة ستيلا


وصلت ستيلا الى البيت حوالي الساعة الثامنه من مساء اليوم التالي تقود سيارتها الثمينة ذات اللون الأزرق الياقوتي التي لم تكن تقل عنها اناقة وأبهة!
وشعرت ليلي بغصة في حلقها عندما نظرت الى اختها التي تصغرها عاما واحدا . ورمقت أمها فأحست من اسارير مرغريت بأنها تحس با لاحساس نفسه. هذا ما كان يحدث دائما عندما تريان ستيلا سواء مثلت بشخصيتها أو على شاشة السينما. كانت الفتاة أكمل ما تكون رونقا وبهاء.
وهمست مرغريت وهي تحيط ابنتها الممثلة الرائعة الاناقة بذراعيها : "ستيلا ياعزيزتي " ومست شفتها الخد الناعم فاذا نفحة من عطر غال تجعل انفها يختلج في تقدير . وما لبثت ستيلا ان خلصت نفسها ورمقت جولي في عجب وحيرة وهتفت
- ياألهي ! أهذه جولي الصغيرة ؟
هتفت جولي محتجة:
- صغيرة ؟ أنني الآن في السابعة عشر كاتبة اختزال مبتدئة ومؤهلة.
فقالت ليلي مازحة:
- قلت لها ان من الخير ألا تعد رويز يرى شيئا من عملها اذا كان هذا ظنها.
كانت مضطرة لأن تخفف من لهجتها اذ كان التئام شمل الاسرة ذا أهمية للجميع. ورفعت ستيلا حاجبيها متسائلة فقالت:
- تعملين مع ذلك الشيخ البغيض الصارم؟
قالت جولي:
- انه ليس بغيضا وليس شيخا وان كان على شيء من الصرامة.
وابتسمت في خبث قائلة لاختها ذات الشهرة:
- لقد فكرنا في انه يجوز ان نقدمك اليه فتلطفين طباعه قليلا.
عادت الابتسامه المميزة تبدو على فم ستيلا الجميل وقالت:
- أهو من مبغضي النساء؟ انهم عادة صنف ظريف. اتظنين ان بوسعي ان اعالجه؟
فابتسمت جولي قائلة:
- بل متأكدة.
وفي تلك اللحظة انفع التوأمان للحجرة فألقيا نظرة نحو اختهما وهتفا بتحيتها الموجزة:
- أهلا!
ثم انصرفا لأمور أخرى . كانت ستيلا تضحك دائما لطريقتهما الموجزة غير المبالية.
قالت تيس -احدى التأمين- وهي تتحسس المعطف الفرائي القصير الذي ألقته على ظهر أحد المقاعد في غير اكتراث: لا بأس به!. وهمس توم التوأم الآخر مبهوتا وقد ألصق انه بزجاجة النافذة : هذه سيارة ممتازة كان في عمر تشغل السيارة فيه الأولوية بين افكاره ختى قبل الفراء الثمين . فأولته ستيلا الابتسامة المشهورة في طول البلاد وعرضها وقالت
سأصحبك في جولة اذا كنت حسن السلوك.
فهتف في كبرياء:
- أنني حسن السلوك دائما ألست كذلك؟
والتفت لأمه في اقضاب :احيانا ! وتأملت ستيلا وعيناها تتحليان من ذلك الجمال الخالص. لكم كان يحيرها دائما انها استطاعت ان تنجب ابنة كهذه. واستدركت نفسها فقالت لقد تأخر ابوك في المكتب عطله امر لم يستطع تفاديه . لقد اتصل هاتفيا منذ دقائق. فابتسمت ستيلا قائلة:
- لا عليك سيتيح لي هذا أن أصلح ماكياجي من أجله.
وضحك الجميع لفكرة ان تتجمل ستيلا لأنها كانت بديعة بلا تجمل . وان هي الا دقائق حتى اصطحبتها جولي الى الطابق الأعلى وانطلق التوأمان الى مكانها المفضل الحديقة ووقفت ليلي وأمها عند اسفل السلم تشاهدان جولي وهي تثب الدرجات كأنها في سن تيس وقد تساقطت السنون أمام الانفعال الطروب وستيلا تداعبها في حب طاغ. حتى اذا اختفيا التفت الام وابنتها الكبرى كل للأخرى وابتسمتا. الأميرة شوق وقالت ليلي برفق:
- ماأطيب أن تعود ستيلا الينا!
فردت الام قائلة :
- انها جديرة بأن نفخر بها.
- ولم تتغير وهذا أروع ما فيها!
مسحت مرغريت الأم دمعة افلتت خلسة ثم تحولت نحو مطبخها مستردة نشاطها وقالت:
- أرى ان نتناول بعض الشاي فهو مفيد لاعادة الناس الى دنيا الواقع. ووضعت الابريق على النار والتفتت الى ليلي وهي تحضر الاقداح والاطباق وتضعها بعناية , وقالت :
- انك تبدين متعبة قليلا. هل آلدوريت يزداد صرامة؟
فابتسمت ليلي قائلة:
- أعتقد ان مابي نتيجة الانفعال.
- أهو متزمت في صرامته؟
-أظن هذا بدرجة ضئيلة على أية حال.
- فلماذا لا تغيرين عملك اذن؟
- لا يضايقني العمل تحت أمرته.. ما ان تتعودي عليه حتى تجدي ألا غبار عليه.
وقبت جبينا وهزت رأسها ورمقت امها بنظرة حائرة واردفت:
- بل أنني أحيانا أشعر بأسف لأجله.
ووضعت امها طبقا مليئا بالبسكويت ونظرت بدهشة فأومأت ليلي قائلة:
- أعرف أن هذا سخيف .. فهو من الثراء بحيث يحظى بكل ما ينبغي ومع ذلك فانني - احيانا- لا أتمالك ان اشعر بأنه في داخله غير سعيد. وفي تلك اللحظة التالية اذا هو كالعهد به دائما فاتر حاد منطو .. فأوقن انني كنت واهمة وأن من المحتمل انه يستطيب ماهو عليه.
ربما... أو لعله تحت مظهره غير سعيدا حقا.. حتى الاغنياء لهم مشكلاتهم.
وارسل الابريق صفيرا فأنصرفتا الى الشاي . وعندما تركتا المطبخ وجدتا جون ديرموت رب الاسرة يدخل من البا الامامي .. وفي اللحظة ظهرت ستيلا على السلم فهبطت مسرعة وبسطت ذراعيها لأبيها .. واحتواها كأنه دب كبير وضحك اذ احتجت بأنه يفسد استواء ثوبها المخملي وقال مداعبا:
- المخمل لا بيفقد استواءه في هذه الايام . تستطيع ليلي أن تحدثك عن الأقمشة التي ينتجونها اليوم في مصنع مريديت.
فرمت ستيلا أختها بنظرة مازحة وقالت:
- يا لمديرها الشهير!.. لابد لي من أن اقابله.
قالت ليلي برجفة مصطنعة:
- لم تخسري شيئا بعدم لقائه ياعزيزتي.. أن اه اسلوبا رهيبا في النظر فكأنه يكشف اعماقك!
وفي تلك اللحظة رن جرس البيت فجرت تيس الى الباب صائحة بأعلا صوتها بمجرد ان فتحته معلنة عن وصول كيري . ودخلت كيري وسط هذا الاعلان الصاخب والتقت عيناها عبر القاعة بعيني ستيلا فأومضت بينهما لمحة نفور. وأخفت ستيلا ما بها بسرعة بخبرة تشهد مقدرتها على التمثيل . ولكن كيري لم تكن أقل منها مقدرة وقالت بصوت ناعم:
- أهلا يا ستيلا سمعت بأنك قادمة اليوم.
أضافت جولي بسعادة وهي تهبط السلم :
- ستقضي اربعة عشر يوما كاملة.
وفكرت كيري في نفسها باكتئاب : اربعة عشر يوما ما أطولها ! وساورها شعور غريب مقبض . لم تكن تميل الى ستيلا ولا كانت تطممئن اليها ولل الممثلة كانت تحس بهذا مما يفسر التنافس المتبادل بينهما!
تأملتها في انتقاد متوار محاولة العثور على أية امارات لما كانت تخشاه ولكنها لم تر شيئا. كانت ستيلا تبدو عندما اخبرت أسرتها انها افلحت في اجتياز اختبار للسينما وظفرت بدور في أحد الافلام. قسماتها المتناسقة وشعرها الاسود اللامع وعينيها الخضراوين المائلين قليلا كل هذه تعاونت ولا ريب مع مقدرتها على التمثل لرفعها الى قمة السلم.ا
وبرغم ثرائها وشهرتها فانها لم تنس أسرتها قط ولهذا ازداد الجميع حبا لها غير أن هاجسا أوحى لكيري وحدها بأن لعودة ستيلا ديرموت للبيت سببا آخر ولو انها تهورت وذكرت بأن الممثلة ما جاءت لتزور اسرتها الا لسبب وليس لأنها كانت تحفل بهم لأنكروا هذا في شمم ولا نقطعت صداقتها لليلي وهي ما كانت لتريد ذلك. لهذا لزمت الصمت برغم انها كانت مقتنعة تماما بأن ستيلا لم تكن تجد وقتا لأسرتها اللهم الا خدمة لمصالحها فقد يكونون يوما ذوي نفع لها ولهذا لم تقطع صلتها بهم تماما ثم ان هذا كان يخدم الدعاية لها فقد كانت تحب ان تظل في عيون الرأي العام حسناء البلدة التي لم تنس اسرتها برغم شهرتها لولا هذا لنفضت ستيلا ديرموت عن نعليها غبار كورفيستون البلدة الصغيرة في أقليم كنت التي نشأت فيها ولنسيت انها عاشت فيها أو رأتها يوما.
وها هي قد جاءت لأربعة عشر يوما ولسوف تسبب شرا ما لم تكن كيري تعرفه نوعه بعد ولكنها كانت موقنة بأنه سيحدث يقينها من غروب الشمس كل مساء !.. وكانت ليلي محور القسط الاكبر من قلقها. وما كانت كيري تعرف ولكن حدسها أخبرها بأن ستيلا قد تكون أشبه بطفلة تمد يديها بطمع الى لعب اختها وانها تحظى بها دائما لأنها بارعة الجمال والكل يهيمون بها وبعد قترة تفقد عادة اهتمامها بما تكون قد اخذته وتهمله لصاحبته الحقيقية لتأخذه ثانية اذا شاءت ولكن اللعبة تكون قد تلفت. كانت كيري موقنة من هذا ومن ان ستيلا ما كانت لتعاقب أو تؤنب برغم ذلك لمجرد انها كانت ستيلا ,ستيلا الجميلة!

* * *

بعد حوالي عشرين دقيقة رن جرس الباب ثانية وأسرعت ليلي لتفتح الباب لبروس. كان شابا متين البنيان خشن الوجه في السادسة والعشرين أكبر من ليلي بعام واحد, وما كان ليوصف مهما تساهل التصور والخيال بأنه وسيم ولا كان ذا رشاقة تميزه ولكن ليلي كانت ترى دائما ان في جوهره شيئا ينم عن اخلاص صادق وعن أنه أهل للاعتماد عليه. وكان لكيري رأيها الخاص ازاءه هو الآخر . كانت ترتاح الى بروس كثيرا ولكنها تخال أحيانا فيه الضعف بجانب العند الذي يبرز أكثر ما يبرز الحب, فلاذت كيري يالصمت مرة أخرى.
قدمته ليلي الىستيلا بزهو باسم. وعند ذلك أدركت كيري ما كانت تخافه لأن ستيلا نظرت الى الشاب ذي الشعر البني والوجه الخشن ثم ابتسمت في نعومة وصمت. وراحت كيري تصلي باستماتة في قلبها:
- لا تجعله هو يارب هدفا لها ... ليس هو الآخر!
اللعب.. الدب, والدمية المحطمة, والآن الرجل الذي احبته ليلي قد تأخذه ستيلا هو الآخر!



أنتهى الفصل الثاني


sltana غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس