عرض مشاركة واحدة
قديم 10-10-10, 03:31 PM   #11

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


فالسياح على وجه العموم يرتدون ثيابا جديدة أنيقة , أشتروها خصيصا لعطلتهم , وجميعهم تقريبا بلا أستثناء يحملون آلات تصوير , ولكن هذا الرجل لا يبدو مهاجرا من شتاء الشمال , ليس فقط لأنه بحاجة ألى حلاقة , أو لأنه يرتدي بنطلونا قديما من الجينز وحذاءا رخيصا لشاطىء مصنوعا من القماش.
كان من الصعب تصنيف هذا الرجل في فئة معينة , لم يكن حتى بوسعها أن تخمن سنه فبنيانه بنيان شباب , نحيل رشيق , أكثر قوة مما تكشف عنه حركاته المتراخية , كان وجهه يبدو صغيرا أيضا عندما يبتسم , ولكن خطوطا ظهرت حول عينيه لم ترها من قبل لدى شخص يقل عن الخامسة والثلاثين من عمره وشعره الداكن المتموج خطه الشيب فوق أذنيه ,وقالت :
" لا أعلم..... لكنك لا تبدو كسائح وهذا كل شيء ".
" تلك رائحة طيبة".
قال لها ذلك وهي تفتح غطاء الترموس لتنبعث منه نكهة لذيذة.
لحسن الحظ كان هناك دورق آخر من عصير الفاكهة المثلج وبذا أصبح لديها فنجانان من البلاستيك أستخدمتهما ككوبين ملأت الكوب الكبير بحساء سرطان البحر الساخن قائلة :
" أنها ساخنة , فلا تحرق لسانك , تناول ما تريد من الخبز".
قال لها وقد وضعت أمامه بقية الطعام :
" هل تتناولين عادة كل هذا الطعام!".
" نعم – لكن لا تقلق فنحن نتناول وجبتنا الأساسية في المنزل عند غروب الشمس , ولذا يمكنك أن تقاسمني هذا بكل سرور".
أبتسم قائلا :
" لم يكن هذا ما أعني , فمعظم الفتيات النحيلات يعشن على ثمار الليمون الهندي وأوراق الخس ".
" أوه! حسنا لا يمكنني التخلص من نحافتي ".
كانت شارلوت أعتادت سماع صوت أمها وفيوليت يستحثانها على الطعام , ومع أنهما أستسلمتا , كما يبدو , لنحولها كأمر واقع , ظلت تفكر في أنها نحيفة , خاصة أذا ما قارنت نفسها مع أختها فلافيا الممتلئة الجميلة .
رفع حاجبيه قائلا :
" لا يمكنني أن أصفك بأنك نحيلة يا عزيزتي".
كانت نبرة صوته , ونظرته أليها تقييم معجبة متأنية , ومناداته أياها بكلمة عزيزتي , كل هذا جديد على شارلوت , جديد ومثير بشكل غريب في آن , فطريقة نشأتها المتشددة , وطبيعتها القانعة , عملتا على تأخير تلك اللحظة التي تحس فيها , كفراشة حبيسة , برغبة قوية لخلع رداء طفولتها وبدء مرحلة جديدة من حياتها , لكن عندما قطب ليام هاملتون عينيه الزرقاوين الداكنتين , ونظر أليها كأنها فتاة ناضجة جميل , أحدث أول شق في هذا الغلاف , لم يخطر في بالها أن جاذبيته وأعجابه قد يكون فيهما زيف , فهي تعرف الكثير عن مخاطر البحر ولكن القليل عن الأشخاص الخطرين .
بعد أن تناولا طعامهما بادرته قائلة :
" أنت لم تر المنزل جيدا , تعال ,دعني أريك أياه ".
" ألا يمكننا أن نستريح قليلا بعد الغداء ".
" هل أنت متعب؟ أنا لست متعبة ".
وقف بتكاسل ثم تبعها قائلا :
" حسنا , سآتي معك ".
" آمل أن تراه في الصيف وقد توهجت أزهاره خلف المنزل أشجار ذات أوراق مذهبة , أما تلك النباتات المتسللة التي تحيط بالأعمدة فتأتي أزهارا برقية برتقالية اللون , وبينها أيضا نبات الجهنمية وأنا أنوي تشذيبها لكنني لن أزيلها تماما ".
" هل كان للجزيرة أسم آخر قبل أن تشتريها أسرة سوليفان ؟".
" نعم , كانت تدعى جزيرة المانغو , أسمها ولا سيما باللهجة المحلية له رنين حزين يذكرني بأشياء تعسة حدثت منذ زمن بعيد , حروب جرت في الزمن الغابر ".
" هل هناك مكان لزوج في خططك للمستقبل".
" زوج؟".
رددت الكلمة من بعده بذعر فقال :
" حسنا , أعتقد أنك تستمتعين بوقتك جيدا بما لا يسمح لك التفكير في الأستقرار , لكنني لن آخذها كقضية مسلّم بها أن يشاركك شريك حياتك حماسك هذا , ربما يفضل العيش في مكان أكثر عصرية وحداثة".
" ألا تحب أن تعيش هنا؟".
" ربما , أذا كان معي شخص مثلك يمسك بيدي عندما تظهر الأشباح في الليل!".
مرة أخرى أحست بالأثارة والأرتباك , لم يكن لديها شك الآن في أنه يعتقد أنها على الأقل في عمر فلافيا , كانت تعرف في أعماقها , أن والديها لن يوافقا على مثل هذا الرجل , ولكنها كانت تستلطفه وأحست فجأة برغبة في أن تكون أكبر سنا .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس