عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-10, 12:04 AM   #13

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

"تـــرميـم امــــرأه "
توقفت سيارة فهد أمام محل المجوهرات بواجهته الحجرية الجميلة
نزلت من السيارة بهدوء
تسابق الجميع على الترحيب بالشيخ فهد وزوجته
الذي هو عارف بزوايا المحل وأركانه المختلفة
سار للمكتب الخلفي يتقدمه بلباقة مرافقنا اللبناني
ليصافح صديقة نديم ويعرفني به :
المدام
نديم صديقي
بحثت عن تثمين الصائغ نديم لقطعة محلية الصنع في تعابيره
فوجدت ابتسامة استحسان
أسعدتني
كم هي الثقة بالنفس بيد الآخر
تتقلب بين قمة وتتدحرج إلى قاع
وحديث فهد بالسيارة ألقاها في غياهب الضياع
لماذا يحادث الرجل امرأته
ليفهمها
إجابة خاطئة
ليلجمها
جلست على المقعد الجلدي الوثير المواجه لمكتب نديم وألقى فهد بجسده على المقعد الآخر المقابل لي وقال وهو يخرج سيجارة ويشعلها ببرود :
نديم
أبي أحسن ما عندك لأعز الناس
وابتسم لي برتابة
قال نديم بحرفية البائع :
فهد
قد بعتك شيء وما كان الأفضل
البروش الأخير
بعد ما اشتريته
سأل عنه ثلاثة
بس قلت اللهم اخدوه اللي حظه يفلق الصخر
الله أكبر
كم تتحفز المرأة عند سماعها لدلائل الخفايا
وتعشق تتبع خيوط أدلة بواطن الشخصي من القضايا
لمن يشتري فهد المجوهرات
وهو من كانت والدته وأخته تشتكيان من كرمه مع نساء الأسرة وجفائه معهن
لم يسعدني أن فهد غير ما يشيعون عنه من شذوذ
وما أثار غيرتي انه له علاقات نسائيه
الغريب
ما أحسست إلا بمتعة اكتشاف سر
حتى هذا الشعور
ابتلعه طوفان التمتع بجمال المصوغات الفريدة
إبداع كم رأيته بورق مجلات ميساء المصقول وكان دعائي أن يكرمني الله به في جنات النعيم
تلك ميثى
أما الجوهرة التي اعرف ستقول :
بصراحة
لو في شيء أحلى من كذا
وهذا ما قلت
ورجع فهد بظهره إلى الخلف مسترخيا بالمقعد وراضيا من أدائي لدور العروس المتطلبة
ابتلع نديم الصدمة
و قال :
جورج جيب الأشياء الجديدة اللي جات أمبارح من جنيفا
والله لسة ما تسعرت
بس نبغى نرضي عروستنا
مسكين علي بابا فتحت له بكلمة مغارة الحرام وتنجس بإثم استباحة المسروق
صار بطل الأطفال ومجرم مبدأ
أظنني مثله
رأيت ذلك بعيون بائع سعودي شاب ينظر من بعيد
أتى به إلى المغارة قرار سعودة وظائف بائعي الذهب والمجوهرات المفروض
ليشهد كل يوم ثمن أحلام النساء يمر أمام عينيه لجيوب لا ترتوي
لمحني فهد انظر إليه
أعاد بصره لي
وقال بحدة :
شوفي كمان لو لقيت هدية مناسبة لميساء
كانت المجموعة الجديدة احدث وأرقى تصميما
خيرني فهد بين أضخم طقمين فيها أعجبني احدهما أكثر نعومة برأيي
وبحساب القيراط و ونوع تقطيع الماس ودرجة النقاء اختار فهد الآخر غير مبال بذوقي
انتقمت بكيد النساء
بهدية ميساء
فكانت طوق مطعم بكوكبة ملونة من أحلى الأحجار
فتان
سيظهر عيب رقبة ميساء القصيرة المكتنزة
فرحت بمقلبي الشرير أكثر من طقمي الماسي المفروض علي
اتمم فهد البيع
وعند خروجنا سلمه صديقه علبة مخملية سوداء صغيرة
أثارت فضولي
أ هدية لامرأة أخرى
في السيارة فتح فهد العلبة وألبسني الدبلة الماسية
أي شاعرية تلك
منذ متى كانت عقود البيع على ورق الورد
كان خاتم غليظ مؤطر بصفوف من الماس الباجيت الكبيرة
البنصر الأيسر يقود لشريان القلب
يرفض قيد نقش عليه اسم من لا يسكنه
فهد
ما طرق يوما أبوابه فكيف يريد أن يصير عنوانه
سألني :
ها عجبتك الدبلة
قلت بصدق :
بس ثقيلة
قال بحزن عميق أحرجني :
ما راح تثقل عليك كثير
كم شهر بس
قلت برجاء :
فهد
لا تقول كذا
الله يخليك يا رب
أنا بس ما تعودت على الخواتم
لكنه قطب جبينه وقال بعتاب :
ميثى
كان عندك خاتم فضة تلبسينه كثير
وعليه أول حرف من اسم عبد الله
اذكره
لا تلبسينه ثاني
دقة ملاحظة مفاجئة
قلت له :
فهد
أرجوك عبد الله مرحلة انتهت
بخطوبته من ميساء
كذبت
بتاريخ موت عبد الله الحقيقي
الذي كان عندما أساء لأسرتي بهتانا
طويل استيطان عبد الله لمشاعري
بقصر عمر مرور أيمن
الذي أعلن ميلاده وفنائه حوار متعجرف في حديقة الأعشاب الخلفية
أما الساري
فسرمدي لا نهائي
ما أكثر الرجال في حياتي القصيرة
هل كل البنات مثلي
هذا ما أحس به فهد وكأنه لمح تزاحم الذكور في الذاكرة :
ميثى
طول ما بيننا عقد
أنتي لي
وبتأفف قال :
يعني
أنا ما أعجبتني النظرات بينك وبين الولد اللي واقف وراء المكتب
قلت له وأنا أفكر أ يغار فهد :
حزني
مهب حرام كل يوم يشوف شوفات زي كذا
شكله على قد حاله
ابتسم وهو يقول :
تذكريني بنفسي كثير
زمان
صمت قليلا ليقول بتحذير مرعب :
زواجنا انتقام
لو صار بلحظة انتقام من نفسي
لحظتها انهيه وأنت معاه
قال عبد العزيز
فهد مرعب
صدق
أنا تعبت من تعداده لمبررات زواجنا المتناقضة
قال
تصفية حساب
اشتراكية
موت
انتقام
وصلنا بيتنا في النسيم والقائمة لم تنتهي
اختصرتها بما كتبه في الظرف الأزرق
الخوف
هو الذي أربك حسابات حياته
وساقه لعشوائية القرار
فدماغه يفترسه نمو خبيث
لا يوقفه
أماني لم تحقق
أو
ماضي لم يبرأ
في بيتنا شهدت كم هي غيرة فهد جنونية
أثارها يوسف بتقبيله لوجنتي بتلقائية عند دخولنا المنزل وهو يقول :
ألف مبروك
كذا
جاحدتني
ما تقولين عندي اخو
ولا تردين لي كلمة
فعلا ما صار عندي اخو
فقدته
بعد رؤيتي لوجهه يوسف الآخر دون أن يراني
رحلت الكلمات بيننا إلى مدافن الاختلاف
وصار بعيد
بقدر ما انساق لطريق الحرام
صرخ فهد بوجهه بانفعال وقال :
ليش أنت ولي أمرها
إذا كان أبوك قال اسألوها هي
تدخلت أمي بسرعة لتقول مرحبة :
تفضلوا القهوة
ليستمر يوسف باستفزاز فهد قائلا :
أي قهوة
أنا جاي اخذ ميثى تسلم على مزنه تعبانه مرة
جابوها زميلاتها أمس من الكلية
قلت بجزع :
وش بها مزنه
قال يوسف بصوت يتمنى الهرب من سماع فهد له :
شخص الطبيب حالتها بانهيار عصبي
مزنه
هل كان هذا القطار
ا كنت تلحقين برحلة انهيار
تودعين فيها الوعي وتنتقلين لعوالم محظورة على الإدراك
أظن التذكرة مهداة لك من الدكتور مجاهد الدون
بسرعة
أعطيت أمي علب المجوهرات التي نهبت من مغارة الستين وفيها ما يفوق قيمته ثمن بيتنا المستأجر
وكدت اخلع دبلتي معها
وقلت :
عن أذنكم أروح اتطمن على مزنه
أثقلت العلب الساكنة الكيس الفاخر يد أمي الضعيفة فوضعتها على طاولة جانبية صغيرة وهي تقول :
تكفين يا ميثى سلمي لي عليها
نهرني فهد بقول اجزع أمي :
بعدين
يوسف
تزورها بعدين
فيه أمور خاصة لازم اكلمها فيها الحين
نظر يوسف بغيض مكتوم وقال معلنا انهزامه:
طيب أخليكم براحتكم
وأشوفكم على خير
رافقت أمي يوسف
جلس فهد واضعا يده على رأسه وقال والألم في ملامحه :
الأحد الجاي
أمي عازمة عمي ماجد وخالتي زهوه جايين للسعودية إجازة
ولازم تحضرين
زهوة
رفيقة زوجة عمي الجوهرة منذ الطفولة وقريبتها المتنقلة مع زوجها الدبلوماسي الوسيم بين عواصم العالم
رائعة صداقتهما
لزهوة ابنتين جميلتين ريما وصبا
وقيس المراهق المدلل
لقاء هذه الأسرة اللطيفة من أمتع ما يحدث في قصر العليا
للجميع
إلا فهد المعارض
كان يتحجج بالتوافه لتفادي تواجده بينهم
إلا لأنهم مقربون من أمه
لا ادري
كيف يصر أن احضر ما كان يكره
ماذا سيحدث
ماذا ستقول الجوهرة لصديقتها عني
ومن أين لميساء قدرة لتتحمل زوجة الأخ القادمة من الصفوف الخلفية للصدارة
فعلا سيكون استعراضا غرائبي
كما رددت لزميلات مدارس الرياض
ميثى شو
أكمل فهد حديثه بما أخرجني من توقعات التحالف و المعارضة :
وبكرة نادين تستناك أربع العصر في مقر الشركة
فيه إجراءات إدارية
فتح حسابات وبطاقات ائتمان وعقود بيع وتوكيل مكاتب محاماة وإدارة أموال
أكيد بحكم دراستك ما راح تلقين صعوبة بالتفاصيل
ثم أشار للطاولة الصغيرة حيث العلبة الثروة
وقال :
و طبعا خزنة للأمانات
صمت قليلا وهو يشد من ضغط يده على جانب رأسه وتابع بعمق :
أيمن أنا ما أثق فيه
معاك
في حقوقك
عشان كذا أنا قررت اصفي أشياء مشتركة لسندات بورصة واسهم عالميه
وأبيع عليك ****اتي بعقود موثقة
فكرت
لماذا
أنا يورثني فهد كل ما يملك مسابقا المرض
هل قرأ السؤال بعيني ليقول :
أنتي زوجتي
انقلابي الصغير
في موتي حقيقة
وما راح تبقي على قبري دمعة اصدق
من هذي
مسح بيده اليمنى دمعة لا ادري كيف هربت من حصار أفرضه على الشفقة
وبيده اليسرى أبعد كفي من فوق فمه بعثتها رسول يستعطفه الصمت
وكأن الموت لا يحضره إلا نداء :
يا ليت يا ميثى
كنت اصغر وأنت اكبر
والعمر أطول
ودق على صدره بقوة مفزعة وقال :
وأنا هنا اطهر
لا شفت ولا سمعت
ما فهمتي
يعنى
لو أنا مثل أيمن
كانت الدنيا علينا أسهل
دخلت أمي بقهوتها
صدمها حزن المكان ووجوم العرسان
قلت محتارة من كلمات لا أفهمها ومتمسكة بتفاصيل اعرفها :
بس فهد أربع العصر
ما عندي احد يجيبني للشركة
قال مستدركا :
فعلا يبيلك سيارة وسواق
قالت أمي التي لم ترى عبوس سعد اليوم
حتى انه لم يبارك لي زواجي :
كلمي سعد ترا وش حليله
نظر فهد مستفسرا عن سعد فقلت :
سعد قريب وحده من رفيقاتي يوديني الحين الجامعة بعد انشغال رشيد مع ميساء
نظر فهد لساعته و قال :
ما دام عاجبكم
خلاص خليه يمر بكرا الظهر على الشركة يستلم سيارتك
ونعمل معاه عقد
أنهى فنجان قهوته بسرعة
قال موادعا :
لا تتأخرين على نادين مرتبطين بمواعيد مع
قاطعه رنين موحد لجواله
ولهاتف المنزل
ومكالمة بنغمة بكماء على جوالي من يوسف
كلها تحمل نفس الخبر
ففي الوقت الذي صرخ يوسف بإذني :
مصعب راجع الخميس
ابتسم فهد ليقول بطريقة وهو يخطو لخارج البيت :
هذا الوالد يقول الداخلية تقول نستلم مصعب من المطار صبح الخميس
وتابع فهد بضيق على خلفية صراخ أمي مبشرة بعودة مصعب :
وكأنه لازم نتلاقى
اقصد نتوادع
استمر صوت أمي يتدفق من صالة المنزل محاربا كل المشاعر إلا الفرح يردد :
الله يبشركم بالخير
مصعب راجع
يا الله لك الحمد
يا بنات مصعب راجع الخميس
ميثى تعالى كلمي أم عبد الرحمن زوجة مصعب
ميثى
وسط الأمان الذي يبشر به صوت أمي البعيد
وجدتها فرصة أن أتطاول على أطراف أصابعي وأنا أودع فهد عند الباب لأقبله على خده الحليق الناعم بسرعة وهمست :
شكرا
أعطاني اليوم الكثير
كم هو مهموم
ووحيد
حتى الصديق عاد متأخرا
مسكني مع عضدي بقوة كدت اصرخ من آلمها
ليقول بصوت يجاهد للخروج من بين أسنانه المطبقة غضبا :
انتبهي
عمرك ما تسوين كذا ثاني
ويخرج
هل يرفض الشفقة
أم يرفضني أنا
لا ادري
يتوجني ملكة على دولة ثرواته المترامية الأطراف
ويشمئز من قبلتي
أخذت أدلك ذراعي عند الباب
ليلتفت
ويلتقط لي صورة بجواله وهو يبتسم بغموض
ويغلق الباب الخارجي
أقف مشدوهة
تسحبني منيرة من ذراعي المصابة بحادث قبلة لتقول :
تعالي
زوجة مصعب على الخط
أم عبد الرحمن تبيك
الحفيد الأول لكل أبناء عمي اسمه عبد الرحمن
تيمنا بعمي الأمام
هل سيكون ابن ميساء عبد الرحمن الثامن
كان ابني
الثامن
يا فهد يا من تقتل قبلة
كان ابني عبد الرحمن الثامن
أتفهم
هذا المطلب العويص هو ما صرخت به منيرة :
أنتي ما تفهمين
شكلها مستعجلة
رقيقة هي هيلة زوجة مصعب
تجرعت الصبر وتميزت بالصمت
شروط الحياة في بيت أهل الزوج
غاب مصعب
فعاشت بين حمى جد أولادها الثلاثة
و راتب مزنه المشاع
وهبات فهد الموسمية
ماذا تريد مني
منيرة لها اقرب
كان صوتها بالهاتف منخفضا من فرح وخجل :
ميثى يا حبيبتي
سمعتي مصعب راجع
وأنتي تعرفين الحال
قصدي
بسم الله عليك أنتي تفهمين بسواليف التصبيغ والتسنع
وهو يوم يروح وأنا شي
والحين
الله يرحم الحال
تغيرت
أيتها المرأة
تحملين نفسك جريرة الهجران
وتتزينين لشارد بين دروب الأوهام
أكملت على استحياء :
يعني تكفين
أبي أسوي ترميم
باللي هو به
تو فهد الله يكثر خيره معطينا العويده
كنه عارف
أساعدك
اعرف كثيرا عن ترميم النساء لحيطان الجسد
ولكن يا هيله
كيف ننقذ أنوثتك من مجاعة عصفت بك أمد
هلكت أنتي من انتظار لإحساس رجل
الفصل الخامس عشر
لا تقــــــــــــــــــول
اتفقت مع هيله أن احجز لها بأشهر صالون بالرياض
بعد مغرب الغد
إذا انتهيت من لقاء نادين
ذهبت لغرفتي
واتصلت باستقبال الصالون
حجزت لهيلة
ترميم كامل
كما طلبت
لمن تتزين المرأة بسخاء
للرجل
إجابة خاطئة
الرجل أبخس زينة للمرأة
كان سريري الصغير محتل من علب المجوهرات
فتحت الغطاء
ليشع الماس بنوره على وجهي
مبهر اللمعان المحرر من مناجم التراب
أغلقتها مسرعة
خفت أن يغضب القمر ويرفض أن يسلمني نظرة الساري له
فلا يجتمع ارضي وسماوي معا
فتحت شباكي
وتلثم القمر بنطف سحاب وشح علي بانعكاس وجه الغائب عليه
استلقيت على سريري
انظر للقمر
انتظر العفو
ونمت
في الحلم كنت على ضفاف بحيرة صافية
أسبح بلذة
خرجت منها ولففت جسمي بمنشفتي الوردية
جلست على العشب انتظر
كان الساري خلفي
يخرج من الماء
تنزاح المياه عن بيجامة المستشفى الزرقاء فتغدو بيضاء ناصعة
يبتسم فرحا
لينقلب رضاه كدرا
و يشير بإصبعه على كتفي
انظر أجد حبال السوداء بدأت تنمو
ما خفت
أشرت له بيدي أن يصمت
وسلمتها جسدي لتغطيه كله
استيقظت
والعرق البارد يغطيني متجاهل نسائم باردة تهب من شباك لم يزره في ليلته القمر
تفحصت كتفي
خاليا
إنها الحبال التي أفزعت أمي
لماذا طلبت من الساري أن لا يقول
هو يتحول الآن
لأنقى
أسعدتني هذه البشرى
وأنا
ماذا يحدث لي
هذا ما قاله سعد الماكس في سيارته بالطريق إلى الجامعة صباح الغد :
ميثى أنت وش قاعد يصير لتس
كنت انتظر أن يطلب مني وصف مقر شركة أبناء عمي
إذا به يردد سؤالي بعد كابوس
قلت لأطرده خارج حدود أملاكي الروحية الخاصة :
سعد أنا أجهز لعرسي
واحتاج سواق
ما عندك مانع
الله يعطيك العافية
مرتبط
انتهينا
قال كثير بصوت لا يسمع وبسرعة لا تفهم إلا كلمات منها :
سواق
لي الشرف عمتي
قلت وأملي أن القلوب الطيبة مفاتيحها استنجاد :
أنا أبي أصير بحماك
تذكر
حماك
قال بصوت لا يخطئه السمع :
أنت كنتي بحماي عشاني
لا
يجب أن أوقف الكلمات القادمة
الزمن
انساب من بين كفي مرة عندما خطبني فهد راكعا بعبثية بجوار كنبته القديمة
والآن
كفى
لتتوقف الكلمات الخطرة
قلت بأمر العمة للسائق :
سعد
انتبه
لا تقول شيء
سكت سعد
وعرف أن سبب ضمي لحماه وصل لي وان استحال أن تتجند أي حروف بمهمة انتحارية للتعبير عنه
استمر الصمت إلى اقترابنا من بوابة الجامعة ليقول ببرود :
وين هي فيه شركة المعزب
وصفت الطريق ونزلت متأخرة
عند خروجنا من الجامعة أنا و فطومه ظهرا
طال انتظارنا لسيارة سعد
إذا به يفتح باب السيارة المرسيدس السوداء الواقفة أمامنا منذ دقائق
وهو يضحك ويقول :
ما بغيتوا تعرفوني
لتصفر فطومه رغم زحمة البوابة وتقول :
اكشخ يا ذا العز
في السيارة كلمني يوسف معاتبا :
إلى الحين ما مريتي على مزنه
قلت له :
ما تصدق كيف مشغولة
قال بضيق :
عادي
الفلوس تغير النفوس
يوسف
كيف تعيب المال وأنت تطارده بين كل ممنوع
هذا هو الحال هنا
نذوب عشقا بما نجلد بسياط ألسنتنا
نمعن بسب كل ما تمجد قلوبنا
الازدواجية ديدننا
تابع بحماس :
أنا كلمتك بطلب من أبوي
ممكن تسألين لنا فهد
وش بالضبط قالت الداخلية لعمي عثمان
أبوي منحرج يكلم عمي لأنه دايم يقول له لا تحرجني بأولادك الثلاثة
وحنا ما ندري
نبي نستقبله ويجي معنا للبيت
وإلا يبونه الداخلية يحققون معه نأخذ عياله للمطار يشوفونه
ها تسألينه
إذا كان فهد ينهى أن أناديه باسمه مجردا أمام الناس
فكيف أن أشعت بين الأسرة أنني اقصر الطرق إليه
قلت ليوسف بجرأة :
أسفه
عندكم رقمه كلموه
النفوس تغيرت على قولتك
وأنهيت المكالمة
لتقول فطومه بدعابة :
ميثى
ترا أنا صقيقتك
في العصر
جاءت سيارتي الجديدة لموعد نادين
وانطلقنا لمقر الشركة
حيث كانت تنتظرني
نادين التي كانت نادرا ما تتعطف وتسألني عن أخبار الدراسة وكيف الحال
تنساق اليوم لمشيئتي بتبعية يمتاز بها من يعبد الدولار
حاولنا إنهاء كل الإجراءات والمواعيد التي أمر بها فهد
وما بقي وعدت بإكماله وحدها
وعرفتني على جيزيل صديقتها التي استعان بها فهد لمساعدتي بالتجهيز للزواج
كانت سيدة قصيرة متأنقة
تكلمت عن مميزات مظهري وعيوبه
وعن احتياجاتي كعروس المدرجة عندها بقوائم محترفة التنسيق
كانت تسألني رأيي :
شو بديك
متل ما بتريدي
بس انا بأئترح عليك هيك
تخيرني
رغم أنها قادمة من عالم فهد القائم على المفروض
أخذت قياساتي لإرسالها بالبريد الالكتروني إلى ميلانو فقد اختار فهد فستان العرس
قالت :
الشيخ فهد
بدا يكون مفاجأة إليك
ممتعة جيزيل
كانت موسوعة معرفية بالذوق واللياقة
وعلى اطلاع بشبكة محلات الرياض الراقية التي لا تظهر خفاياها لكل من طرق أبوابها سائلا الجديد
كثيرة هي الترتيبات
ولكنني أنهيت الجلسة لوعد بيني وبين هيله
طلبت أن نتقابل السبت القادم
لتعرض على ما استطاعت توفيره من هنا وخاصة فستان حفلة الأحد و تجهز قائمة باحتياجاتي التي ستراسل لإحضارها من أوربا
قالت بقلق وهي تعيد تنظم أوراقها بملف مقوى :
أوف تلات أسابيع شو وئت أصير
بس كل شيء بدو يصير
متل ما بتريدي
هل أقول لها
لا تقولي مثل ما أريد
أنا لا ادري
إرادة من هي التي تتلاعب بي
بأحلام البنات
ما كان فستان الفرح طائر غامض يهبط من ايطاليا
وما كانت البدل الرسمية لباسي ماتينيه
والأسود هو السواريه
وما تمنيت فراء ال******************************** أو معطف طويل
ما عيب أن ارسم فستاني ليفسده الخياط وتخفي عيوبه طرحة الدانتيل البيضاء
وان البس التنورات المنفوشة والفساتين الملونة بالخرز المنثور
لماذا يا فهد هذا الإصرار على أن تبخل على رغم كرمك
تجرد زواجنا من جمال العفوية وارتباك الخطأ
هل يحق لي أن اعترض
أما قلت انه
انتقام
كانت هيله واقفة أمام باب بيت السويدي تنتظرني بعباءتها
أجلت الاطمئنان على صحة مزنه لعودتنا
التي تأخرت بسبب احتياج هيله لخدمات قائمة الصالون كاملة
إذا سأراها بالغد
فهيله تقول أن عمي سيقيم مأدبة غداء للعائلة بمناسبة عودة مصعب
ويذبح حاشي
الجمل رمز الصحراء حيا
وسعادتها النادرة منحورا
أوصلني سعد لبيتنا وأنا مرهقة
لأنام ببنطلون الجينز وبلوزتي القصيرة
في الصباح الباكر
أيقظتني أمي وهي تسمي الله
قلت لها وأنا أظنها كعادتها غاضبة من نومي بالبنطلون الضيق :
ما أبي أغير
مرتاحة فيه بس تكفين خليني أكمل نومي
لكنها قالت بصوت خافت :
ميثى قومي فهد يبيك بمجلس الرجال
نظرت لي وتابعت :
وكدي شعرك
قفزت من السرير ونظرت لساعتي
كان الساعة السابعة
هل أخطأت بأوراق الأمس
رتبت شعري بيدي وأسرعت للمجلس
وكان فهد وجه يكسوه السواد
يدخن بقلق
قلت أمازحه :
أي غلطة أسفه
النظام التعليمي عندنا هو السبب
نتفاهم بشويش
بس تكفى
ما أبي محاضرة يوم الخميس
ليقول دون أن ينظر لي :
صباح الخير ميثى
استلمنا مصعب
يصمت ليأخذ نفسا عميقا من السيجارة ويقول :
و وديناه الراجحي
نرفض أن نستوعب كلمة النهاية وان سطرتها حروف صارخة
لذلك قلت :
أي راجحي
فيه بنك فاتح الحين
قال فهد :
مسجد الراجحي
مغسلة الموتى
قلت طلبي اليائس :
فهد
لا تقول
تكفى
لا تقول
ما كان فهد ليصغي لهروب فأكمل :
مصعب راجع من العراق جثة
قالت أمي الواقفة عند الباب بإيمان العجائز :
لا حول ولا قوة إلا بالله
إنا لله وإنا له راجعون
عياله يعرفون
قال فهد موجها الحديث لي :
أنا قلت اخذ ميثى تعلمهم
زوجته كانت معك أمس
نعم كانت معي
تبدد ظرفها الأزرق على لقاء مصعب الذي لن يري لون شعرها الجديد
أو يصافح يدها المنعمة بالبرافين
ولن يتمرغ بما فعلناه لنهزم سلطة السنين على مقدرات امرأة منسية
مسكينة هيله
تزينت لزوج عائد مشحون بصندوق بعد أن لفظته مدن جهاده المزعوم
هي لا تعلم
أن الرجال هنا لا يخطئون
لهم الدنيا يسرحون ويمرحون
وإذا تذكروا بيتا بزوجاتهم مسكون
وعادوا
كانوا هم الفاتحين
وزوجاتهم أسرى الخطيئة التي نفتهم للأزقة التي بها عن المتع يبحثون
لبست عباءتي بجمود المفجوع
ركبت السيارة بجوار فهد المتوتر
كانت يده القوية تمسك بالمقود
رأيت فيها حركة واثقة
قريبا سترحل
مثل مصعب
هل بمثل هذا تفكر يا فهد
احتاجك
ساندني بقوة تنبض بها
الآن
أنا اضعف من انقل خبر وفاة لزوجة مشتاقة
وضع يده اليمنى بالقرب مني بما أغراني أن استأذنته بما يكره
أن يتصل به جسدي
وأتحسس الحياة في يديه
قلت بصوت يخاف مصير التجاهل :
ممكن امسك يدك
ليرد وعينيه لا تفارق الطريق :
لا
قلت وكأنني متسول لحوح :
طيب
أديني سيجارة
أطفئت ما تبقى منها قبل أن ادخل بيت السويدي
بعد أن صورني فهد وأنا انفثها بعمق
بلعبته الجديدة التي بدأ يستفزني تكرارها
كان أولاد عمي جميعهم يرتبون السجاد الأحمر المستأجر بساحة البيت الكبيرة
التفوا حول فهد ليتحادث معهم همسا
رأيت عبد الرحمن ابن مصعب بثوب جديد
يصرخ بوجهه فهد :
أنت السبب
قلت لنا ما دام قالوا استلموه يعني ما يبونه
حتى حنا بعد
ما نبيه
ميت
ما نبيه
أخذه يوسف خارج البيت ليهدئه
وركضت للداخل لئلا ينقل صراخ عبد الرحمن الثائر الخبر قبلي
كانت هيله بالصالة واقفة
امرأة محسنة
تنتظر غيري
الذي لن يعود
نظرت لي وقالت :
ميثى
يا خسارة ظرف السنة
ليت شريت به سيكل لعبد الرحمن وشنطة لحصة ورفعت الباقي للعيد
ضاعت أموال ظرفك يا هيله على عملية خاسرة
ترميم امرأة بور
لن يطأها رجل
فكرت
كأنك لم تخسري غيره يا هيله
حضنتها
وبكينا
سرعة الانتقال من الفرح للحزن امتياز نجدي
بلحظات فتح بيت عمي للعزاء
ولبست هيله السواد
وصار المهنئون معزين
وفي العاشرة جاءت الجوهرة و ميساء للعزاء
نظرت لي ميساء بغضب
لم تحادثني بكلمة
فكرت أن اصعد لمزنه بغرفتها
كانت ُمسجاة على سريرها تنظر للفراغ بعيون مفتوحة لا ترى إلا الخواء
وضعت رأسي على طرف سريرها
وبكيت الميتة الأخرى
سمعت صوت عبد الله يقول :
تراها ما تدري عنك
ما في داعي للتمثيل
رفعت رأسي ورأيت الحقد مصورا برجل وقلت :
عبدالله
أنت تحسب كل الناس مثلك
قال بسخرية :
يا ليت مثلي
طلعتي أحسن مني بمراحل
فهد
وش ذا الهبره يا ميثى
يا حول يا أنا اللي تورطت بأم رجل
هنا وقفت وأنا من يرفع السبابة هذه المرة
فلم اعد سلمى
التي لا تستطيع الانتصار ولا تطيق الانكسار
أنا ميثى التي قلت له مهددة :
تهنئتك بالزواج وصلت بالجوال
وبعدين
لا تقول الكلمة هذي ثاني
فاهم
لا تهين بنت عمي و أخت زوجي
أما أني أحسن منك
بمراحل
هذا أكيد
كان يظن أن له حصانة من ماضي العشق
ليتجرأ بصفاقته على مسمعي
لكن شفائي منه جعله يخرج متعثرا بثوبه
نظرت لمزنه
كأنها غفت رغم العراك
كان الأطفال يلعبون بمكنونات مكتبها
لتصير طائرات وسفن ورقية
لن يرضيك يا معلمتي سر الكلام أن تهان الأوراق وتستباح الأقلام
أخذت استرجعها من أيديهم الصغيرة العنيدة
وأرسلهم لساحة الدار ينتظرون الغداء
الحاشي الموعود
خط مزنه الجميل مسطرا رسالة أخيرة
لا تقول
عني
مقتاتة على الفتات
أنا من وهبتك ملذات الحياة
و صوتك كان بعثي من ممات الأجداث
فكرك أحافير كل حضارات الجزيرة
لا تقول
عريس أنا لهيفاء
تعيقينني يا أنت عن متعة الأجساد
أنا
أسألك فقط
لماذا تلونت كالحرباء
إما كنت لك كل النساء
لا تقول
لا تقول
مزقت الورق
سيقول يا مزنه
ويكفر بجدارية تشريعات مزنه القادر
الفصل السادس عشر
"الـعـشـيقــة "
كانت أيام العزاء الثلاثة ببيت عمي
مزدحمة بالتناقض
هناك من رثاه شهيدا
ومن حاكمه إرهابيا
كل تلك الأوجه ما تركت إلا الضيق
أي مواساة من تطفل
شهدت مظاهره نسائيه
بلافتات من أنواع العباءات التي تعبر عن الانتماءات الفكرية المخفية
ففي بحر من السواد
تتمايز
تلك المعتلية لقمة الرأس المبجلة
والمزاحة على الأكتاف المتمردة
ولأن الموت حاضر
تتأدب العيون المتعارضة بجدل محبوك من نظرات
فقط
ألزمتني أمي بالوقوف بجوارها
فكثير من كان يسأل :
وين زوجة فهد
قيمة متضخمة تكتسبها المرأة من الزواج
بقدر هامشيتها قبله
ماذا تكسب المرأة من الزواج
قيمة اجتماعيه
إجابة خاطئة
قمة الجوع
في اليوم الثالث
خرجت من بيت عمي عبد الرحمن مبكرا للقاء جيزيل في مقر الشركة التي أحضرت الكثير للتجربة والقياس
طلبت من سعد أن يحضر فطومه أريدها معي
جاءت متأخرة
بعد أن أنهيت معظم الاختيارات
فأبدعت بإزعاج جيزيل بتعليقاتها الساخرة التي أخرسها فستان حفلة الأحد
الغجري الجميل برسومه المرحة ومشد يعلوه من الجلد الأحمر و حذاء بكعب زجاجي مرتفع
أحببت الفكرة
أن أسير على الزجاج
وطلبت من نادين تؤكد موعدي مع الصالون
لتقول فطومه بقلق :
إلا ابشري بالدجة والرسوب
ولا كأن عندك دراسة وامتحانات نهائية
من عزي لعزيمة
ويا قلبي لا تحزن
خفت من حديث عن المذكرات المهملة على سطح مكتبي
هل سأضيع جهد سنوات الجامعة
وان كان
وماذا تعني لي الشهادة بعد أن و قعت تلك الأوراق وملكت ما تعجز أرقامي التي تعلمتها منذ الصغر على إحصائه
كلمني فهد ليسأل :
خلصتي مع جيزيل
وليكمل بأمر دون أن يسمع جواب :
بكرة الساعة سبعة بالمسا يجيبك السواق عندنا
وكمان أودعك عشان مسافر
استغربت أي سفر
والقادمون يعودون بتوابيت :
وين مسافر ومتى بترجع
ليقول بما يبعثر هواجسي :
لندن
شوية أعمال
وعشان ما أعطلك عن المذاكرة
راجع يوم الزواج
لا تتأخرين بكرة
مفتون بلندن
أخبرتني نادين انه اختارها لقضاء شهر العسل
وعلى طريقة فهد الخاصة
دون أن يسألني
عصر الأحد لبست فستاني الجديد
قرأت أمي المعوذات
وشهقت منيرة كيف تغير الملابس النساء
ذهبت للصالون
حيث نفذت توصيات جيزيل بدقة
عندما انتهيت
كانت بالمرآة
حرم فهد القادر تبحث عن ميثى في قسماتي
وهذا ما أرهق شغالة القصر جوزي العثور عليه عندما فتحت لي الباب الرئيسي لمدخل النساء
ما كنت لأدخل من الأبواب الخلفية بعد عقد القران
في صالون النساء
كانت ميساء تتحادث مع صبا وريما الجميلتين
من كل رفيقات ميساء أحب هاتين الأختين
لريما ملامح تشبه أمها زهوة بجمال صارخ
أما صبا فتتمتع بنعومة ورقة عذبة وجاذبية فائقة كوالدها ماجد الذي تجاوز الستين وعيون النساء لا تمل من النظر
كثيرا ما احترت
كيف كان في شبابه
دخل الصمت معي
زوجة فهد
نظرت لي ميساء
أعجبتها
قضيتها معي بسيطة
هي لا تريد ميثى تحرجها
الآن
لا شيء يحجزني عنها
سلمت علي بكلمة اشتقت لها رغم سماجتها :
أهلا حبوو كيفك
هذا سر اقتحام جلسات البنات المغلقة
فستان جميل وتسريحة بديعة
يبدو أن ميثى شو
لا يقاوم
كان ترحيب الأختين بي فياضا
ومع اندماجنا بحكايات حبسها طول الغياب
دخلت زوجة عمي الجوهرة تضحك مع صديقتها زهوة
للحظة لم تعرفني
مدت يدها مصافحة الضيفة الغريبة
سلمت عليها
سمعت صوتي
تجمدت الابتسامة المرحبة على وجهها
فقضيتها معي معقدة
حيتني زهوة ببرود
وقالت :
مبروك ميثى
حياة سعيدة إن شاء الله
أكملت لتخلصني من غرور التفوق :
السنة هذي كلها أفراح
ميثى
وميساء
وريما
ما بقي إلا صبا
لتقول ابنتها الصغرى بغنج :
لا أنا خلوني على مهلي
كفاية عليكم ريما
انسوني شوية
التفت لريما وقلت :
مبروك
ومتى الفرح
قالت بحسرة :
أنا فرحي بعد ميساء بأسبوع
قالت لميساء مهددة :
يعني تأخري الهني مون لحد ما تحضري فرحي
وبهذا غرقنا بتفاصيل التجهيز
هنا بالمقارنة
عرفت أنا متفوقة يا زهوة
بجيزيل
التي وفرت لى ما تتخبط في إيجاده ميساء وريما
ما كان لي أن اعتب على فهد
نظرت له بامتنان كان بالحديقة يجلس بين ماجد الضيف المميز وعمي الذي نادرا ما يحضر مناسبات القصر الاجتماعية
وهو متوترا يهز رجله بعنف مجبرا على مجالسة من مالا يرغب
ماذا سيقول حين يراني
أنا الجديدة
بدأت همسات الجوهرة وزهوة ترتفع حديثا مسموعا
عني
وليصفى جو الحديث بلا خوف من انقل لفهد ما تقول أمه
قالت الجوهرة زوجة عمي لميساء بتململ :
ايش رأيكم تطلعوا فوق
وريهم يا ميساء موديلات السهرة اللي اخترناها
وبعد لحظات من التفكير
ارتابت الجوهرة بنوايا ميثى التخريبية لتقول بحرص :
بس خلي فستان الفرح مفاجأة
اطمئني
أنا من تخبئ فستانها
حتى عني
ليس لؤم بقدر ما هو جهل
في صعودنا للدرج الواسع
قابلنا أيمن بخطواته السريعة
حيا ريما وصبا بمرح
فكثيرا ما يتقابلون برحلات الخارج
وقف أمامي
ونظر لي
بمثل تلك النظرة التي اخترقتني بحفل الرجال في الاستراحة وأثارت نادين غرابتها
عميقة
طويلة
متفحصة
تذكر بما هو أجمل من الشوكلاته
وتنذر بعاصف
ما هو يا ترى
نزل
دون كلمة
و صعدت للأعلى
نظرت لحذائي الزجاجي خائفة من سقوط المرتبك
لمحته
واقفا بالأسفل
يتبعني بعينيه ويهز رأسه كأنه ينفض مشهدا مزعجا من أن يسكن ذاكرته
عرفت أن لا أخاف أن اضغط بقدمي على كعبي العالي
ما لم تمزقني تلك النظرة
فانا حاوي
يمشي فوق الزجاج
في غرفة ميساء تحررت قصص تستحي من وجود الكبار
كانت الضحكات تنافس الكلمات
أول قبلة لريما
و غزل عبد الله بميساء
هذا المخادع
لو تعرف ماذا سماها في غرفة مزنه
كيف يملك كل هذا الكذب
وقف الدور علي
ماذا أقول
قالت صبا بلطف بالغ :
بلاش دلع حكينا
أنا ما اقدر أتخيل فهد يحب
سالت عن أخيهم قيس الغائب تهربا من أن اكذب :
فين قيس
ما جا معاكم يعني
لتقول ريما بصوت يخفت عن أمها وهي بالدور السفلي :
قيس برحلة جماعية مع منظمة تابعة لهيئة الأمم المتحدة
هو وصديقته اليهودية
يائيل
يموت فيها
وكل ليلة جايب لأهلي الجنان
كتابية
خلافنا معاهم سياسي
ومن حقي أرتبط باللي أبي
قالت ميساء بتعجب :
ومسموح انه السعودي يتزوج يهودية
قالت صبا باستخفاف :
هو مو حرام
بس الإجراءات كيف ما ادري
بس ماما تقول أنها حالة وتعدي
تخيلت فهد القومي عندما يسمع بغراميات قيس
سيكره هذه الأسرة أكثر
فلازال يستمع لأخبار فلسطين وان فقدت جماهيريتها ورحل زعمائها
يدندن مع مارسيل خليفة بخشوع المسبح
ويقرأ لدرويش ولقاسم ولطوقان وكأن الحرف محرر
هل سيصدق أن سعودي يفكر بمصاهرة يهود
أظنه سيرحب بموته الذي سيرحمه من أن يشهد مثل هذا
ففي نشاط مدرستي الثانوية
ما احترت لحظة
وقلت لمعلمتي اعرف اين اجد هذا الشعار
واستعرت الشماغ الفلسطبني من فهد
وقلت له :
ذبحونا بها القضية
كأنه مقدر علينا نتذكرها أكثر من أهلها
إذا كانوا يقولون ارفعوا أيدكم عنا
حنا أبخص
هذي بلدنا يا النفطيين
بس إذا جا وقت المساعدات
طلعت لنا
اسر الشهداء
وأطفال لحجارة
وقضية العرب الأولى
يتجاهلني حانقا وهو يخرج الشماغ الأسود والأبيض من درج مكتبه الواسع
ثم يقول :
ما بقي إلا أناقش مراهقة
طيب ليش ما غنيتي أو مثلتي للسعودية
اخطف الشماغ وأقول:
ما حطوا لها إلا فقرتين
وبايخة
كان فهد بتلك الأيام لي أقرب
كيف تغير
وأنا أفكر به
دخلت الشغالة جوزي لتبلغني أنه يريدني بجناحه المجدد
أحاطني ضجيج و غمزات
بطريقي إليه
عدلت من وضع المشد وأرخيت الأكمام لتكشف الأكتاف
وسويت خصلاتي الثائرة على وصايا جيزيل
دخلت الجناح
وضعت يدي على خصري الذي يبرزه هذا الفستان
كان واقفا وسط الغرفة الرئيسية
فخورا بما أنجز بوقت قصير وذوق مترف
قال بثقة :
وش رأيك
قلت
وأنا انتظر إجابة منه على نفس السؤال :
حلو
قال بعصبية :
حلو
كل ها المجهود وحلو
ليبدأ بحديث ممل عن تفاصيل التجديد
الشركات الأفكار العمال الخامات
كنت أتصنع الإصغاء
أغضبتك كلمتي الوجيزة
لم تعطي الحيطان المكسوة بالحرير وثريا الكريستال الملون حقها
والإنسانة التي أمامك
تكفيها كلمة
قل لي
حلو
لن اغضب
قل
انظر لي
توقف عن تفحص السقف والأرضيات
فتحت الشباك
كان صوت سعد يحمله الهواء من حيث يجتمع السائقون
صاخبا
مثل ما كنت
قبل أن أبدا أموت مع فهد
نظرت للسرير الفخم المغطي بمفرش من الستان اللامع والأشرطة الذهبية
جلست على حافته
كان مرتفعا
جلست مستندة بيدي الممدودة خلف ظهري العب بقدمي ذهابا وعودة
اطرق بحافة كعبي الحادة خشب الورد المحفور قاعدة للسرير
هل تعمدت أن استفز فهد
بحركاتي
ربما
لكنه استمر بحديثه الذي لم يوقفه
إلا رنين جواله
ليقول بحماس بعد تعرفه على الرقم :
هذا نياز مدير مكتب لندن
عن إذنك
ويلتقط لي صورة وأنا فوق السرير
ويخرج
اكره رائحة الخشب المنبعثة من الأثاث لجديد
كأنها تشكي أسرها من الغابات إلى الحجرات الضيقة مهما رحبت
لا احتمل شكوى مظلوم لعاجز
أريد ألفة الكنبة العتيقة
كانت بالغرفة المجاورة
بألوانها القبيحة
يا ملعبنا صغار بانتظار أذن الدخول للقصر
أدور وأدور
و ميساء خلفي
لكن حذائي المرتفع صار مؤلما
حللت الرباط
وأخذت العب
فالدوران يداوي الرتابة
تعبت
اختبأت خلف زاوية المسند العريضة
كانت ميساء تحتار أين ذهبت
وتبحث عني
وأنا متكومة كجنين وديع برحم حاني
أريد أن أبقى هنا
بعيدا
عن تفحص الجوهرة
لخطوتي وقصة شعري وفخامة دبلتي
و تجاهل فهد
لأنوثتي
وذلك الوعيد الساكن نظرة أيمن
الذي لا أخطئه
خبيني
يا لعبة الطفولة
سمعت فهد ينادي ميثى بالغرفة الرئيسية
قبل أن أجاوبه
قال أيمن وهو خارج الجناح :
يمكن نزلت للعشاء
وصلني صوت ولاعة فهد وهو يرد :
أنا تركتها عشان أرسل فاكس لنياز
دخل أيمن للجناح ليقول باستدراج خبيث :
يعنى مسافر يا عريس
ليرد فهد مؤكدا :
مسافر
بس جاي لحفلة الزواج
قال أيمن محققا مع أخيه :
يعني اشتقت لليزا
طيب فهمني
وش تبي بميثى
أجابه فهد بتفاخر رجل مع مثيله آمن من تصنت امرأة :
أيمن
هذا شأن داخلي على قولتهم
بس عشانك اخوي
أنورك
ليزا غير
هوى الغرب مختلف
بلا حدود
مين تكون ميثى عشان تلغي ليزا من حياتي
وش يعرف ها البدائية بفنون ليزا
أنت بوعيك
تقارن ميثى بليزا
قال أيمن مشجعا حديث يروي نشوى احتقاري :
الحين أنا فهمتك
يعني زواج ميثى واجهه اجتماعية
وحده مثلها
راح تخليك على كيفك
قال فهد مختالا :
زواجي من ميثى له متعته وأهدافه اللي ما تقترب من علاقتي بليزا
إلى هنا و انتهى الدرس
ارتحت الحين
خل ننزل تأخرنا عليهم
أعلن خروجهم صمت
إذن فهد مسافر للقاء العشيقة
الفائقة القدرات
بدا الشك يطل برأسه الماردي الضخم
قد لا يكون فهد مريضا
ماذا عن الأوراق التي وقعتها
خدعة لإرضاء طمع الفقيرة
وحلم أمي
ا اصدق أضغاث أحلام
وحالته الصحية المتغيرة منذ سنة
وصداعه المستمر
وفقدان السفر لتأثيره عليه
ما أدراك قد تكون أعراض العشق والوله على ليزا اللندنية
شعرت
بإغماء
أو يقظة
بحثت أين فردة حذائي الأخرى
كانت هنا بقربي
نهضت من خلف الكنبة بفرده واحده
ليقدم أيمن الأخرى
بانحناءة ساخرة وهو يقول :
أتمنى انك سمعتى زين
يا سندريلا
قلت له وأنا أداري الصدمة :
يعني عارف إني وراء الكنبة
قال بتشمت دنيء:
نسيتي انك كنت فرجتي
وألعابك دنيتي
شفت الجزمة وأنا بالممر
وعرفت
اللعبة القديمة
بس فهد هو اللي عارف قدرك
كبير هو على سحرك
يا بدائيه
يا ليت لي من السحر ما يخفيك من أمامي يا أيمن
جلست على الكنبة
جمعت قدمي لحضني
وأنا من كانت تشفق على ميساء المخدوعة بحديث عبد الله منذ دقائق
لست بأحسن حال منها
بقي أيمن واقفا
ليسمع مكالمة سعد المزعجة التي رديت عليها ليشتكي بصوته العالي العابر لأذن أيمن ببساطة :
ميثى
تر ولد عمك أيمن
قضب حلقي
شايفك قبل كذا
وين كنت تشتغل فيه
انتبهي
الظاهر انه عرف إني أنا اللي كنت معك بالاستراحة هكا الليلة
قلت له وأنا واقعة في مصيدة أخطر :
عادي يا سعد
عادي
ليرمي أيمن حذائي أرضا ويخرج من الغرفة ويقول بتلميح ******************************** :
أنت سعد
وفهد ليزا
صدق
لايقين على بعض


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس