عرض مشاركة واحدة
قديم 20-10-10, 12:14 AM   #15

taman

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية taman

? العضوٌ??? » 62057
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,430
?  نُقآطِيْ » taman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond reputetaman has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل التاسع عشر
"وصـفـة غـبـــاء"
العيون نوافذ الأرواح
بقدر نفور عيناه الخضراء من بدو الجزيرة
كانت بريق التوافق ينادي من عيون سمر البنية الضيقة
صافحتني
وعرفتني بنفسها
نائبة مدير مكتب لندن
ووقف هو بلا مبالاة بالقرب من فهد المشغول بجواله وهو يلتقط صورتي كمهووس
حتى في ليلة الزفاف
ضاقت المصورة بتصوير بالجوال بحضرة أدق آلات التصوير
كان الأشقر الوسيم يبتسم بسخرية
ونظراته تنتقل بيني وبين فهد
وكأنه يقول
متى يمل ذئب النفط من هاتين اللعبتين
لماذا نلتقط الصور
للذكرى
إجابة خاطئة
الصور نطق الذاكرة
تقدم فهد ليعرفني به
قال :
نياز مدير مكتبنا بلندن
بالمجاملة التي سمعت انه يكره رحب بي:
تشرفنا يا مدام
رن جوال فهد ليتحدث وجهه بالفرح قبل شفتيه ويقول بالانجليزية :
قادم أنا بطريقي
أكمل أوامره لنياز المغتاظ
ورحل قائلا لي :
ميثى
بيوصلونك للشقة
عندي موعد مهم
يمكن أتأخر
لم ينتظر مني رد
بقدر سمر المتعجبة
ترقبت أن تنطق زوجة الشيخ
تعجبت إلا ينمو بتلك البلاد شجر ولا لسان
عروس جديدة تلقى مع الحقائب في المطار
ليلتقطها الموظفون
أهن نساء أم إماء
قاد نياز السيارة بنا في الطريق إلى الشقة في ماي فير
ركبت وسمر بالمقاعد الخلفية
حديثها السريع المرح عن جمال لندن وخطط النزهات
ما سمعت منه
إلا تربيت جليسة أطفال على صغير معاقب بلا ذنب
فكرت
من المطار يا فهد رميت بي
ولهثت للقاء ليزا
دمعت عيناي من قسوة الطيوب
قال نياز بلباقة قومه بغير لغتهم :
سمر
مدام فهد تحتاج المناديل الورقية
كان يرصد الوجع بالمرآة الأمامية
الحديث بالانجليزية في لندن
خلصني من مترادفات نتلاعب فيها بالحقائق
وبلاغيات نجمل بها النكسات
قلت بتبرير ساذج رفضته اللغة الجديدة قبل أسماعهم :
اعتذر
أول مرة ابعد عن أمي
لو تعرفون
أمي
التي ما قربت منها
سعد الماكس
اخترت لي الكذب هواية في حواري عليشه
صار في أكسفورد ستريت احتراف
بعد إيصالي لشقة عائلة عثمان القادر
استأذنا بالانصراف
وأكدت سمر أن موعدنا غدا
لزيارة قصر بكنجهام و مشاهدة تغير الحرس الملكي
قالت :
تقليد السياحة هنا
ابتسمت
وفكرت
سمر
لا تحدثني عن التقاليد
أنا قادمة من حيث نافست الأديان
كانت الشقة جميلة بذوق الجوهرة الراقي وعناية العاملة الانجليزية ذات النظرات الجامدة والبنية القوية المتفانية بخدمة الأسرة السعودية منذ سنوات
قالت أنها بخدمتي
ما اسمها
لا أتذكر
حتى وجودها لا اشعر به
من عشرتها للفراغ صارت منه
قادتني لغرفة نومي المجهزة لاستقبالي من غرف النوم الثلاث
وأشارت بيدها للغرفة المجاورة :
تلك غرفة السيد فهد
كان بغرفتي تلفزيون يستقبل المحطات العربية الغنائية
سهرت معه بعد مكالمة مع أمي
قصيرة موجزة
فلا املك جواب لسؤال الأمهات عن ليلة الزفاف
كانت الأغنية رفيقة الطائرة تبث كل ساعة بإهداء لأعزاء
تذكرت نصيحة مزنه
بيعي
ينتشر
يغنى
يهديه الأحبة لبعضهم
نحن رهائن الأصل
لنكفر بأشهر المقولات
اعلموا
أن فاقد الشيء هو من يعطيه
الحرية
لك يا كلماتي
ولي
العبودية
أغلقت التلفزيون
السكون البارد منتشرا في كل الأماكن
الوحدة
تستدعي الأخيلة المخيفة
يا أحلام الصغيرات الساذجة
بأن بيوت الأهل ممر نعبر منه لدفء العواطف والأسرة المزدوجة
غرفة النسيم
ما دخلتها ليلة قصص ملوك الجان ولا أشباح الموتى
هنا
كل قصص يوسف المخيفة
اقتسمت معي الفراش
تكومت تحت الغطاء الناعم المعطر برائحة اللافندر
لكن الباب الزجاجي للشرفة الصغيرة يئن بأزيز رتيب
صار الصوت نداء
فتحته
ليصمت
و وقفت وسط الظلام
لندن
تهديني محبتها وتقرئني السلام
وتبشر برحلات جميلة
وبشيء ما
إنذار شؤم
فلأنام
قبل أن يصل
هذا الطارق
في الصباح
ارتديت الجينز الباهت وقميص ابيض وسترتي الجلدية وحذاء الجري
توعدتني سمر بسياحة لا تليق بها أناقة المطار
في المطبخ المجهز بإمدادات سعودية
حضرت القهوة العربية وطبق من التمر السكري المكنوز
وجهزت العاملة إفطار انجليزيو قالت أن السيد عاد قبل ساعتين مرهقا
ولا يريد الإزعاج
أسرعت افتح الباب لأوقف الجرس اللحوح
فهو لم يتعلم أن يسمع الكلام
كانا نياز وسمر
شربنا القهوة وتشاركنا الإفطار
نياز يتجنب الحديث بترفع المختلف
ويتجرع القهوة العربية بلذة المغترب
وأنا وسمر
تعارفنا أكثر وصار الحديث بيننا أسهل
وجد بيننا ما يشبه الصداقة المذبوحة بصراع الحضارات
أي نفتقر لخطوة
لا نتجاوزها
ما كنت سيدتها ولا رفيقتها
بين هذا وذاك
نتبادل بعض الأفكار
بالكلمات
والأخرى
تحتجز على حدود التلميح
تشعر بي
بإحساس الأنثى
وتصمت لخدمة رب المهنة
قلت لهم بدهشة :
غريب
ما كنت اشتاق لقهوة أمي ببلادي
وهنا
صرت درويشه
قال نياز بتعجب وهو يثبت نظارته الشمسية بشعره الأشقر الكثيف :
كيف تتذوقين درويش
قلت له بتحد :
كما تتذوق قهوتي
بعد هذه الجملة
ما غاب يوما عن حواراتنا الانجليزية المطرزة بالقصائد العربية
والسخرية القاتلة
والنقاشات الحادة
نفترق بعدها
ليذهب إلى العمل
ونسرع أنا وسمر لمحطات الأندرقرواند
لنجهز على قوائم سمر الاستكشافية لمعالم لندن
المتاحف
القصور
الحدائق
أما الأسواق فطلبت أن تكون غنيمة الأسبوع الأخير
لنعود بالمساء
حيث يستعد فهد للخروج
فهو في لندن كائن ليلي
تحضر سمر كل ليلة مشهد خروجه من الشقة لأعماله الخاصة الغائبة عن جدول أعمال نائبة مدير مكتبه
تدرك
فراقنا المتوحد بعقد الزواج
وتتجاهل
مثلي
على طاولة الإفطار الدائرية أعلنت فتوحا في قلب نياز المغلق أمام امرأة سمراء
مهجورة
تتمرغ بالمهانة بلا حراك
يفرح قلبي بومضات عينيه المفتونة
وتحول تراتيل البغض في المطار لصفاء عابد
هل تواجده معي ثأر من رفض فهد لي
تعويض لكبرياء مهشم
بلا اضرار
حتى حدث الانقلاب
ببيانه الأول الذي قال فيه ذات صباح :
حاربت العيون السود لبلادتها
والمرأة لطمعها
أنت
جبار بغموض زاهد
يحيرني
من أين لك سيدتي
هذا الإبهار
مع قهوتك دفء معشر سنفتقده أنا وسمر
لن تعود لندن بعدك
كافية للحياة
أدمناك
قلت بضيق
فحديثنا اليوم خرج عن المسار :
لا تجاملني
بدفاع عن نفسه أكد :
لا
أنا مجاملتي مختلفة
إذا سكت أو رددت نزار
اعرفي أنني عاجز عن الحقيقة
هنا أعلنت سمر انقضاء ثلاثة أسابيع سريعة من شهر عسل زوجة الشيخ بقولها :
سنمضي يوم الغد في هاوردز
وقت تسوق الهدايا قد حان
قلت برجاء:
لا
لماذا لا نعيد زيارة متحف مدام توسو
ابتسمت لتقول :
لماذا
كنت كحبة فيشار
تقفزين أمام كل تمثال
قلدتني و لتتطاير بالهواء وتشد يدي بمثل ما افعل معها
قال نياز بصوت هادئ:
أتعلمين
الدهشة تملك على وجهك سلطة أخاذة
تذكرت فستان فرحي المفاجأة كأنه حدث من ألف عام وقلت :
نعم
فهد يقول ذلك
يحب الدهشة على وجهي
ليقول بجرأة غريبة :
أهنيئة
فهو يرى الجانب الآخر من وجه العملة
يقال النوم بالمقابل يملك اثر أجمل
هنا
دخل فهد غرفة الطعام
يبدو أن الألم أعاق هجوم النوم على جسده المتعب
سمع تعليق نياز
رأيت ذلك بوجهه المكفهر
قال وهو يتفحص فستاني الأبيض بزهور زرقاء و سترة صوفية بلون سماء ذلك الصباح المشرق :
إلى أين ستذهبون اليوم
قالت سمر بصوت مرتعش :
نادي يوركشير للبولو
رد بعنف :
هل آخذتيها لعين لندن
قالت وهي تنظر لي :
لا سيدي
السيدة تخاف المرتفعات
ولإنقاذي أكملت :
وأنا أيضا
نظر بحدة وتشفي لنياز وقال :
لا
يجب أن تذهبوا إلى هناك
اذهب معهم يا نياز
اخرج من جيبه جواله وألقاه عليه بعنجهية و قال :
وصورها
لماذا يا فهد
تحول نياز لسياف
عامل تحت أوامرك يسوقني لما أكره
قلت له بالعربية التي أعادها لحديثي الخوف :
فهد
تكفي
ما أبي
أنا شفت لندن من الأرض وشو داعي من السما
جاوبني بالعربية بصوت خافت
لا يجادل
بالقرب من أذني :
لا بتروحين
و ابتسمي للصورة
وريه أن عملة السعودية لها أكثر من وجهين
التفت تجاههم وقال بلهجة تسلط :
غدا
أنا ادعوكم للعشاء هنا
ليحضر كل منكم رفيق
قالت سمر بمحاولة لتبديد التوتر :
سيسر عاصي بالحضور
اعرف عاصي
خطيب سمر الذي يتصل بها كثيرا في جولاتنا
التقيت به يوما في حديقة سانت جيمس بارك
قبلها بشوق
وضع يده على خصرها
وأهداها باقة ورد حمراء
حياني وقال:
أخذتي مني سمر
متى تعيديها
أغضبها تدخله بعملها
اصمت عتابها بقبلة طويلة
ابتعدت عن العشاق
ونظرت للبجع الذي يتهادى في البحيرة
على صوت شتائم أيمن
ملعونة
محبوسة
ببحيرة راكدة
وأفكر
فهد يهديني كل يوم
النوم
يحضره لك من عند ليزا
التي ما تمتعت بنوم فهد العميق في سريرة الضخم وأدويته بجواره والستائر السميكة تحجب النور
أنا وحدي من تتسلل كل فجر لزاوية الغرفة وتراقبه
وتتنصت على صوت أنفاسه
وتدعو الله أن لا تتوقف
وأحيانا
أخاطر
والمس كفه لأعيدها تحت للغطاء
عاصي لا تغتر بهداياك
فزوجي يحضر لي النوم من بين كل النساء
قال فهد كمعلم يستحث الطلاب :
بسرعة
عين لندن تنتظركم
عين لندن
تلك العجلة الحديدية الضخمة على الضفة الجنوبية لنهر التايمز
مشنقة لروحي
أحسست أن أنفاسي تكاد أن تقف
ارتفعت بنا
أنا و نياز
ومجموعة من السياح
تصبح الكابينة الزجاجية الواسعة أضيق
تزيغ الرؤيا
أتلمس قدمي اليسرى
رباط الستارة الذي عقدته ماري على فخذي
عاد
أحس به
قدم من ذاكرتي إلى عين لندن بلا تذكرة
إلى متى جسدي تنفيس غضبكم علي
فهد
تعلقني بين الأرض والسماء
وأنت تذكر
ليلة الخريف ونسمات الرياض البخيلة إذا هبت
ولعبة الأسرار بالحديقة
وقارورة الماء تدور
وقفت
وأشارت بفوهتها الفارغة على
قلت بسرعة :
سري أخاف المرتفعات
استبشر ت عندها وقلت :
زين عرفنا شي ممكن نعاقبك فيه
هو أذا عقاب
توقفت العجلة بنا
لكن رباط الستارة يضغط بقوة
صورني نياز
ما احتملت الألم
صار أقوى
كانت عيون التغير الخضراء أخر ما رأيت
أغمى على
أيقظتني لسعات الماء البارد على وجهي
وعطر سمر القوي
وغضبها الذي يستسقي العربية فتنهمر كلمات حانقة :
از هو ما بدو إياها
وكل همه انو يدمرها
ولا بتشوف خلئتو الا بخرجاتو ودخلاتو
لك يعتئها لوجه الله
سمر
الا تسمعين الأخبار
لقد حررت الجواري في بلادي
كان جاكيت نياز وسادتي على المقعد الخشبي
وهو راكع بجواري
قال بهمس :
الغبي
حقق أمنيتي
رأيت إغراء الغيبوبة على من وجهه مثير بالدهشة
نهضت بجمود
وعدلت من ملابسي
وقلت بصوت من ذاق العقاب وفهم الدرس :
سمر
لا اسمح بكلمة سوء عن الشيخ فهد
أراد أن أتعلم الشجاعة
نياز
أرجو أن تلزم حدودك بالحديث معي
لنعود للشقة
وما عاد شيء كما كان
في الغد
استيقظت متأخرة
فحفل العشاء الليلة
كانت العاملة تجهز كل التفاصيل بمهنية المعتاد
الزهور
المطاعم
الأواني
أما أنا
فأمضيت النهار بمكالمة طويلة مع فطومه
التي لا تحتاج مني إلا الإصغاء
سمعت صوت فهد بالغرفة المجاورة
أول يوم في لندن اشهد صباحه المسائي
عند خروجي من غرفتي
قالت العاملة انه رحل
عاد بعد نصف ساعة
كنت أمام المدفأة المعطلة عن العمل في هذا الوقت من العام
دخل وأشعل سيجارة
بدأت ملامحة تصاب بالضعف
كأنها تستجدي مني الغفران على قسوة المؤدب
قال ببرود يماثل المدفأة :
جبت نيويوركر شيز كيك للعشاء
رجاء
لا تنسونها
واخذ يتصفح الجريدة
ذهبت لغرفتي
ففي الصالون الكبير من التماثيل ما يكفي
أعدت الاتصال بفطومه
وفكرت
كيف ستكون رفيقة نياز
أظنها شقراء
في السابعة
حضرا سمر وعاصي
بعدهم بدقائق رن الجرس
ذهبت لأفتح بفضول التعرف على ذوق نياز
صدقت
شقراء رشيقة ثلاثينية
يا لجمالها
فستان اسود يبرز سحر الغرب
والروعة
هذا الدبوس المغموس بطعم النفط
وردة الياقوت الأحمر بفراشة الأحجار الكريمة
نياز
حتى أنت تتلاعب بي
أيها الخادم الوفي
تحضر عشيقته لبابي
يا من تشاركني قهوتي وخبزي المعجون بالقهر
التغير في عينيك اصطناع
ما كان حقيقة
أنت أحقر من أن تكون رفيق
وأدني من كل حوار
رحبت بهما
وجلست بالمقعد الكبير بصمت
اقتربت مني سمر
ووضعت يدها على كتفي
بمواساة
من يفهمك
رغم غضبها مني بالأمس عندما نهرتها
بدأت حديث ثرثار
كيف تجادلت السيدة ميثى مع المتحدثين في السبيك كورنر في الهايد بارك
وأبواب محلات الادجور رود الزجاجية التي ترفض أن تفتح لها
فتصطدم بها بتكرار
فيعلق نياز الجبان كحر نبيل :
اعذريها يا سمر
تريد أن تصطدم بالسيدة
لا تحتمل أن يعبر هذا السحر دون أن تلامسه
استفز فهد
أحست بذلك رفيقة نياز ليزا الطبيبة النفسية لتقول :
حقيقة
السيدة ميثى مميزة
أنت محظوظ جدا يا سيد فهد
يقول بصوت يشبه فهد الرياض :
نعم
زواجي منها من أفضل ما حدث بحياتي
اسمع باقي الجملة وحدي
حياتي التي تعرفين عنها أكثر
نعم
تسكن أروحهما لبعض
تملك أخر كلمات جمله الناقصة
تبعد الوسائد التي تعيق حركة يديه
تضع له قالبين سكر بكأس الشاي كما يشرب في داره
تتعلق بذراعه بغفلة
تذكرت
كان يسألنا بعد كل حفلة
ما خطبتوا لي
في تلك الأيام
لو رأيت مثل ليزا لجئت لك فرحة
وجدت من تليق بك يا ابن عمي
نعم
هي لك
أين أنا منها
بدائية
بكل ما تعلمت
تناقشه بورقة قرأتها لفرويد عن التابوا
يضيف لها تصحيح
تضحك بعذوبة
يبتسم ويتذكر كتاب
يأخذها للمكتب لتتعرف على تذكارات عربية محنطة ومخطوطات قديمة
تصل للصالون تعابير الانسجام
يضيق عاصي من الوضع ويقص علينا أحداث مسرحية هزلية ويقول :
أتمنى أن تأخذك لها سمر ذات مساء
قبل عودتك للسعودية
بمرارة أقول :
عاصي
أرتني لندن من الهزل
ما يفوق دراما الرياض
بعد العشاء
أحضرت العاملة قالب كيكة الجبن بصلصة الفروالة السميكة لتقول ليزا بعفوية :
الحلوى المفضلة عندي
يبتسم فهد بحرج
ينظرلي
اغرس شوكتي بقطعة الفروالة
يطمئن
غبية ما فهمت
استأذن
اذهب للشرفة أدخن
يتبعني نياز
يتمتم :
لماذا تدخنين
قلت وان انفث الدخان بقوة :
علمني فهد
قال بالعربية لنزار :
أرفضي
لن أكون رمادا في سيجاراتك
ولست اهتم
بنارك أو جناتك
قاطعته بضيق :
لماذا لا
آنت تهتم جدا
أكملت :
ما يحيرني
لماذا يفترض الكل أنني غبية
قال بقناعة :
لأن لديك مقادير الوصفة
امرأة
سعودية
لا بل نجدية
جميلة
سمراء
غنية
قلت بتعجب :
وهل هذه مؤهلات الغباء بنظرك
قال بتنهيدة خبير :
أنها مجربة
وصفة
أكيدة
انضمت لنا ليزا
لماذا لا ابغضها
في نظراتها لي ما يحميها من كرهي
لا اعرف ما هو
جديد
احتار
هل طلبت من فهد أن تراني
أم أنها شاركت بإذلال نياز
قالت بلطف :
عن ماذا تتحدثون
بسأم رديت:
عن وصفات الطبخ
ويبدو أن نياز
شيف بإحضار الطلبات للمنازل
نظر لحذائه متهربا وفهم أبعاد حديثي وقال :
سيدتي
أعلن فشلي
الوصفات لا تنجح كل مرة


taman غير متواجد حالياً  
التوقيع











رد مع اقتباس