عرض مشاركة واحدة
قديم 30-10-10, 10:32 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

سوف يزودها الأطباء الذين أشرفوا على علاجه بتفاصيل وضعه الصحي , ولكن خبرتها كممرضة ذكّرتها بأن مضاعفات جروح الرأس غير مأمونة العواقب ولا يمكن التنبؤ بها خاصة عندما تكون الضحية قد أصيبت بشظايا قنبلة.
حملت أنجي حقيبتها وسارت مع مايا ألى داخل الفيللا وما أن أصبحت في الداخل حتى أشتمت رائحة سيكار سيغاريللو من النوع الذي يفضله الأسبانيون , قالت لمايا:
" أشعر كما لو أنني كنت هنا بالأمس".
" لماذا بقيت بعيدة عنا؟ لم تكوني دائما مشغولة لدرجة تمنعك من زيارتنا".
فضحكت أنجي وأجابتها :
" أنت لا تعرفين مدى صعوبة عمل الممرضة ".
ولم تجرؤ عل القول أكثر من هذا , ثم لو أرادت , ماذا يمكنها أن تقول لمايا . أتقول لها بأنها أبتعدت عنهم بسبب رايك , وأنها بسببه أيضا عادت أليهم , وقفت الفتاتان في بهو المنزل تتحدثان , وجال نظر أنجي على أثاث المنزل , كانت الأرض مفروشة بسجاج شرقي غني الألوان يتزاوج بروعة مع أثاث المنزل الداكن اللون.
ثم أخذت أنجي تتأمل مايا بشعرها الداكن المعقود ألى الخلف في تسريحة رياضية تبرز جمال عينيها.
فجأة قالت مايا:
" يبدو أنك كبرت , وأصبحت تليق بك مهنة التمريض , أنا لا أستطيع أن أعبر لك عن فرحتي بقدومك ألينا , قد يسمح لك رايك بمساعدته".
وأبتسمت أنجي بتصنع للتخفيف من الأضطراب الذي بدا على صديقتها وقالت :
" سوف أصر على هذا الأمر , لقد تعلمت أن أكون صارمة مع المرضى الذين يظهرون عنادا".
" غريب أن تصبحي ممرضة".
" وتابعت مطرقة:
" كان أبي يحبك على الدوام , على الأرجح لأنك تشبهين أمي ألى حد بعيد بسبب لونك ".
" أنا أتذكر تماما كيف كانت تبدو أمك من خلال الصور , كانت أجمل مني بكثير".
ثم نظرت من أحدى النوافذ تتأمل شمس المغيب وأستطردت قائلة :
" أنا سعيدة لأن المنزل لا يزال على حاله , لا يبدو أن شيئا تغير هنا".
" لا , و..... طبعا بأستثناء رايك".
وجالت مايا بنظرها على نوافذ الحديقة الداكنة اللون فأيقنت أنجي أنه موجود في الداخل فسألت مايا بلهفة:
" متى سأراه ؟ هل تم أبلاغه بأنني سأصل اليوم ؟".
أومأت مايا برأسها أيجابا وتابعت قائلة :
" أنه لا يجتمع بنا عند الغداء , فهو لا يزال حساسا أتجاه واقعه لذلك يفضل أن يتناول طعامه وحيدا في غرفة الجلوس , وأحيانا في الحديقة , أنه هناك الآن".
" أستطيع أن أشتم رائحة السيغاريللو , هل أذهب أليه الآن ؟ علينا أن نواجهه عاجلا أم آجلا".
نظرت مايا أليها بعينين حزينتين وقالت :
" لم تتصوري أبدا أنه من الممكن أن تعودي ألى الجزيرة في ظروف محزنة ألى هذه الدرجة , أليس كذلك ؟".
"كنت أتمنى كل شيء ألا هذا".
كانت تعرف سلفا بأن رؤيتها لرايك على هذه الحال ستؤلمها وتحزنها فطلبت من الله أن يساعدها على تخطي مصاعب النصف ساعة المقبلة , لقد كان بالنسبة أليها رجلا بكل معنى الكلمة : طويل القامة نحيلها , وخطرا ألى درجة أصبحت تقدرها الآن بعد أن تخطت مرحلة المراهقة .
جذبتها مايا من يدها وسارت بها نحو الحديقة المقفلة وقالت لها :
"هيا , تعالي وألقي عليه التحية".
ما أن تقدمت عبر الباب حتى أنبعثت رائحة السيغار بشدة ممتزجة برائحة الورود التي تزين الحديقة على مدار السنة .
ومن الحديقة شع ضوء خفيف, وما أن أصبحت في الداخل حتى أدار الرجل الجالس على الكرسي في وسط الحديقة رأسه , تراءى لها فجأة أن العينين تحاولان البحث عن شيء ما دونما جدوى وشاهدت مدى الضرر الذي أحدثته الشظايا في الوجه وحدقت وهي مشدوهة برأسه عند الصدغ حيث أجريت له الجراحة لأستئصال الشظايا , لقد سبق وشاهدت حالات أشد خطورة , لكن المصاب هنا هو رايك , شعرت فجأة برغبة في الركض أليه وأحتضانه بذراعيها .
" من هنا؟".
" هذه أنا , مايا".
" من معك؟".
أتجهت مايا صوب شقيقها رايك وأنحنت عليه وقبلته ثم قالت له ضاحكة :
" حاول أن تتكهن يا صديقي ".
أشاح بوجهه عن شفتيها بحدة وبحركته هذه أستطاعت أنجي أن ترى عينيه , لم يلحقهما أي ضرر خارجي وما زالتا على بريقهما المعتاد وحدّتهما , لقد أحست فجأة بأن القنبلة لم تستطع , وأن زالت حاسة النظر , أن تزيل الجاذب المغناطيسي فيهما .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس