1-يا للرجال !
خطرت لها افكار كثيرة ومتنوعة اثناء تلك الرحلة الطويلة بالسيارة من مطار هيثرو الى شمال " ويلز " . لكنها لم تكن افكارها سعيدة . ولم يجلب البهجة الى نفسها تكاثف الضباب الذى زاد هذه الليلة من تشرين ، ظلمة ورطوبة وتعاسة . كانت ليلة تماثل مزاجها حقا
املت ان تنتهى الرحلة الى الى " الدوين هاول " ، فى " دينيغشاير" فى وقت قياسى ، لكن الرؤية السيئة جعلت السرعة ضربا من الجنون
ولا يعنى هذا انها كانت تنوى الذهاب الى ويلز ، عندما غادرت المطار . اول ما فكرت فيه ، غريزيا ، هو ان تعود الى بيتها قرب " تشيلتنهام " . على اى حال ، بعد ان قادت السيارة لساعة تذكرت ما عاناه والداها مؤخرا من اوقات عصيبة بسبب العمل ، واخر ما تريد ان تفعله الان بعد ان تقاعدا ، هو ان تسبب لهما القلق مرة اخرى ، خصوصا عليها
لديهما ما يكفى من اسباب القلق ، اولها اخوها جونى الذى حطم سيارته ..... كالعادة ، ثم ارتفاع ضغط الدم لدى والدها . كما ان الفندق الذى يملكانه بدا يخسر ما جعلهما يفكران فى بيعه ، وجاءت وفاة الجد ساتون لتزيد التوتر
لكن الناحية الاكثر اشراقا هى ان الفندق بيع اخيرا ، واستقر جونى اخيرا ، وهو فى الخامسة والعشرين ، فى وظيفة يحبها . اذن ، يمكن لوالديها الان ان يتطلعا الى حياة خالية من الهموم والتوتر وهما يستحقان ذلك بكل تاكيد
وهكذا ، ادركت فارنى ان لا سبيل لها للعودة الى بيتها لمعالجة جراحها . فهى تدرك تماما انها لن تتمكن من اخفاء التعاسة التى تشعر بها . وبعد طول تفكير ، ادركت ان لا حاجة بها الى العودة الى البيت بما ان والديها لا يتوقعان رؤيتها قبل اسبوعين !