عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-08, 02:46 PM   #9

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصـــــــــل الرابع


عاد كيلتي من المدرسة في الساعة الرابعة ، فكلفته نيرن على الفور بتنظيم الغرفة الصغيرة على السطح . وبعد ذلك بفترة قصيرة نزل مطمئناً نيرن أنه لم يعد هناك خطر من انهيار الفراش بعد الآن .
قال : " لقد وضعت لوحين من الخشب تحت الفراش ما أصبح سقوطه بعد ذلك مستحيلاً ، وهو في الواقع مريح أكثر من ذلك الذي أنام فوقه عند العمة آني . "
فقالت نيرن : " هذا حسن . " وكانت تقف عند الحوض تقشر البطاطس . ثم توقفت لحظة ، لتستدير إليه قائلة : " بالمناسبة ، ذهبت في الأسبوع الماضي لزيارة آني فأرتني الصور الفوتوغرافية التي ألصقتها أنت على جدار غرفة نومك إنها رائعة تماماً . "
فقال : " شكراً يا نيرن . "
لم يكن في صوته تواضع زائف ، كما لاحظت وعدا عن لون خفيف ظهر على وجنتيه ، لم يكن هناك دليل على أن إطراءها ترك أي تأثير عليه . وكان إطراؤها صادقاً فقد كانت الصور الفوتوغرافية تمثل مناظر من قرية غلينكريغ . البحيرة والمناظر التي تحيط بالجبال . وكان كل ذلك من الجمال بحيث احتبست أنفاسها وهي تنظر إليها وتابعت تقول : " ولكن آني تقول انك تركت التصوير منذ أقمت معها لماذا يا كيلتي؟ "
فهز كتفيه وهو يحول عينيه عنها ويقول : " لقد فقدت اهتمامي فقط كما أظن ومن ناحية أخرى ، أنتِ تعلمين كم هو صغير منزل آني حتى أنني لا أجد فيه زاوية يمكنني استعمالها كغرفة مظلمة أظهر فيها أفلامي لهذا حزمت كل أمتعتي ووضعتها جانباً ."
فسألته : " بما في ذلك آلة التصوير أيضاً؟ "
فعبس وهو يعبث بقدميه قائلاً : " لقد بعتها "
فلم تتمكن نيرن من منع شهقة أفلتت منها وهي تقول : " بعتها؟ أوه يا كيلتي ... كيف أمكنك هذا؟ كانت والدتك قد أخبرتني كم تعب والدك في توفير ثمن تلك الآلة لقد ضحى بأشياء كثيرة ...."
وذهلت وهي ترى الدموع تتفجر من عيني كيلتي الذي رفع يده يمسحها بكمه بخشونة وهو يمر بها أثناء ذلك دون أن يراها متابعاً قوله : " لا أريد أن أتحدث عن هذا الموضوع يا نيرن . " وتابع يقول بصوت مرتجف : " لقد فقدت اهتمامي بالتصوير .. ألا تفهمين؟ كان ذلك عملاً صبيانياً قد انتهيت منه . "
ودفع باب المطبخ وفي لحظات كانت تسمع خطواته صاعداً السلم نحو غرفته الصغيرة ليكون بمفرده وشعرت بقلبها يتمزق لأجله . ما زال في نفسه أشياء لم يفصح عنها ، أشياء جعلته يتخلى عن هوايته في التصوير . أشياء شخصية عميقة لا بد أنها تركت في نفسه ألماً عميقاً ماذا يمكن أن تكون هذه يا ترى؟ إنها طبعاً ليست عدم وجود مكان في بيت آني يجعله غرفة مظلمة لتظهير الأفلام لقد كانت أحلامه أقوى كثيراً من أن يسمح لها بالتبدد بهذه السرعة .
وأجفلت حين سمعت صوت الباب الخارجي يغلق لا بد أنه ستروم غالبريث جاء ليتناول عشاءه وأسرعت بإنهاء تقشير البطاطس وكانت تمسك بآخر حبة منها عندما سمعت خطواته في الصالة .
بعد لحظة ، كان يدخل من الباب الذي كادت كتفاه العريضتان تملأنه وما أن تقدم مقترباً منها ، حتى شعرت برغمها ، بالجو حولها يمتلئ بالحيوية والنشاط اللذين يشعان منه .
وقال يخاطبها : " إنها رائحة شهية . "
فأجابت : " انه حساء العدس . " وأسقطت البطاطس في إناء على النار تغلي فيه المياه وهي تتابع قائلة ببساطة : " ألي أين ذهبت هذا العصر؟ "
فأجاب وهو يقف في وسط المطبخ دون هدف : " آه ، هنا وهناك . "
ولاحظت نيرن أن هناك دلائل على مشاعر الرجل في نفسه ، هي فوق مستوى إدراكه وذلك في ما يتعلق بميدان المرأة ، فحاولت أن تعامله كما تعامل أي فتى من أولئك الذين ترعاهم ، فقالت وهي تناوله ملعقة طويلة اليد : " هيا تقدم واجعل من نفسك شخصاً ذا فائدة وحرك هذا الحساء . "
لم يكن الحساء بحاجة إلى تحريك .... ولكنه لن يعرف ذلك أبداً لقد عرفت ذلك عندما دخل في إحدى المرات أحد الفتيان المطبخ ليقف دون هدف لقد أراد أن يكون بقرب امرأة ولكنه لم يكن يدرك ذلك في أعماقه وسرعان ما اكتشفت هي أن في إعطائه عملاً يقوم به يجعله أكثر راحة فهل يمكن أن يفيد هذا رجلاً منعزلاً كئيباً مثل هذا الرجل؟
وعندما أخذ الملعقة منها اشتمت منه رائحة تبغ خفيفة فقالت بفتور : " آه لقد كنت إذن في مقهى رويال تتحدث إلى المواطنين . "
فانحدرت نظراته إليها ولأول مرة شاهدت عينيه تبتسمان وهو يقول لها : " هل هي خطيئة يا سيدتي؟ "
كان يقف أكثر قرباً منها مما أرادته أن يكون حين ناولته الملعقة وشعرت بالضيق لهذا ، وهذا جعلها تتراجع قليلاً إلى الخلف وهي تحول الحديث قائلة : " لقد اعتاد روري أن يقوم بذلك أحياناً فيجلس قليلاً في مقهى رويال وهو في طريقه إلى المنزل حين يذهب إلى المحطة ليرسل الخضر إلى لندن في قطار بعد الظهر . "
وساورها الآن شعور بالارتياح وهي تضع روري بينهما ، وذلك لتقطع الطريق على تلك الأحاسيس التي تتفاعل بينها وبين هذا الرجل الغريب وتابعت تقول بمرح وهي تتابع تقشير حبة البطاطس : " إن يدك رشيقة في تحريك الحساء ولا بد أن لك بعض الخبرة في ذلك هل أنت متزوج؟ "
وشعرت بالغضب من نفسها هل بعد كل تلميحاته وتعريضه بها الليلة الماضية ، تأتي الآن لتضع نفسها موضع الريبة مرة أخرى وذلك بإلقائها سؤالاً كهذا يمكنه أن يفسره برغبتها في أن تعرف ما إذا كان حراً في حياته؟
ولكنها ما لبثت أن شعرت بالارتياح وهي تراه يأخذ سؤالها هذا بنفس البراءة التي ألقتها بها ، فيجيب قائلاً وهو يتابع تحريك الحساء : " كلا لست متزوجاً ولم أتزوج قط .. وليس من المحتمل أن أتزوج وأخشى أنني مرشح ضعيف لمؤسسة الزواج المقدسة تلك .. "
فسألته : " ولماذا تظن ذلك؟ "
فأجاب بحدة : " لأنني في كل مرة تبتعد فيها تلك المرأة المسكينة عن أنظاري سأظن أنها ذهبت لملاقاة صديق أي أساس يمكن أن يكون لهذا الزواج؟ "
فقالت له بعدم تصديق واضح : " هل أنت من النوع الغيور؟ آسفة لعدم تصديقي هذا . "
فأجاب : " لا لست من النوع الغيور وإنما من النوع الساخر! . "
فقالت : " الساخر؟ و كأنك .... "
فقاطعها قائلاً : " وكأنني لم أقابل بعد امرأة تستحق ثقتي . "
إذن هذا يفسر كل شيء لا بد أن هذا الرجل كانت له خبرة سيئة مع إحدى النساء وربما مع أكثر من واحدة ، هذا إذا اعتبرنا سخريته القاسية تلك . فهل يمكن أن يكون هذا هو سبب تجهمه ذاك وهو يتفرج على المشهد السعيد الذي كان يدور بين كيلا وأسرتها في غرفة الجلوس مساء أمس؟
وقال بسخرية رقيقة : " لا أراك أسرعت إلى الدفاع عن بنات جنسك؟ "
فنظرت إليه بهدوء وهي تجيبه قائلة : " كلا فأنا لا يمكنني أن أتحدث عن أي امرأة أخرى غير نفسي ولكنني آسفة لما نالك من سوء الحظ في ....."
فضحك هازئاً وهو يقاطعها قائلاً : " سوء الحظ؟ ليس للحظ شأن في هذا الأمر لقد كانت المرأة التي عرفتها قاسية متحايلة تعرف اثنين في وقت واحد الخلاصة أنها كانت فتاة سافلة . "
استدارت نيرن وهي تسمع صوت كيلتي خلفها ، كان واقفاً عند الباب وعندما لاحظت الشحوب الذي يعلو وجهه وتوتر ملامحه شعرت بالفزع يتملكها .
لم يكن ينظر إليها بل إلى ستروم محدقاً فيه وقد بان في عينيه مزيج من الغضب والتعاسة والفوضى . وبحركة لا إرادية اقتربت نيرن منه عدة خطوات ولكنه تراجع إلى الخلف ليصبح في الصالة مرة أخرى ثم قال بصوت مرتجف : " سأخرج الآن لقد أنهيت فروض المدرسة وسأعود في العاشرة . "
فهتفت : " كيلتي ...." ولكنه كان قد خرج قبل أن تستطيع إيقافه ليصفق الباب الخارجي خلفه بعنف تجاوبت معه أرجاء المنزل . وتساءلت بخوف عما قد يكون حدث للغلام . لم تره من قبل يتصرف بمثل هذه الغرابة كانت متأكدة من أن الأمر لا يتعلق بها هي ، إذن فلا بد من أن يكون الأمر متعلقاً بستروم غالبريث.
ولكنه لم يسبق له أن قابل هذا الرجل قبل الآن فهل يمكن أن يكون هذا الغريب قد قام بعمل جعل الغلام يستاء إلى هذا الحد؟
لقد رآه طبعاً وهو يتسلل من البيت هذا الصباح ولكن كيلتي علم تماماً أنه كان هو المخطئ في تصرفه ذلك الحين كما أنها كانت تعرف أنه ليس من الأشخاص الذين يحقدون كلا لا بد أن هناك شيئاً آخر يحمله على هذا التصرف .
وبطبيعة الحال ، كان أسهل شيء هو أن تسأل ستروم مباشرة عما فعله ليسبب عند الغلام ردة الفعل هذه ولكن غريزتها أوحت إليها بأنه مهما كان يوجد بين الاثنين فلا بد أنه شيء لا يريد أي منهما أن يخبرها عنه .
وتنهدت وهي تعود إلى المطبخ ذلك أنها طيلة الثمانية أعوام الماضية قد تمكنت من إقامة علاقات طيبة مع الفتيان الذين كانت ترعاهم ، ولكن الأمر مع كيلتي كان مختلفاً فقد كانت متعلقة جداً بالغلام وربما بطبيعة الحال ، لأنها كانت صديقة حميمة لوالدته ولأنها كانت تعرف كيلتي منذ يوم ولادته ....
سألها ستروم فجأة : " بماذا تفكرين؟ "
فأجابت وهي تسير نحو الموقد : " آه لقد كنت أفكر في اليوم الذي ولد فيه كيلتي ." وجذبت إناء البطاطس جانباً فخمد صوت غليان الماء وهي تتابع قائلة : " لقد ولد قبل أوانه بشهر ولكن وزنه مع هذا كان أكثر من أربعة كيلو غرامات كما كان طفلاً نهماً يزمجر على الدوام إنني أذكر قول والده ( حسناً لقد أقبل علينا كالأسد أليس كذلك؟ ) لقد كانت ولادته أول يوم في آذار ( مارس ) وذكرى مولده أصبح قريباً جداً .... "
فسألها : " كم سيصبح عمره؟ "
فأجابت : " خمسة عشر عاماً ، انه يبدو أكبر من سنه لطول قامته ومتانة بنيته . "
فعاد يسألها : " هل قلت انه ولد قبل الأوان؟ "
فأجابت : " لقد كان هوغ غائباً في رحلة صيد لمدة شهرين أو نحو ذلك وقد تزوجا هو و هازيل بعد رجوعه بفترة قصيرة لقد كانت آني هي القابلة التي استقبلته إنني أذكر إصرارها على أنه طفل كامل النمو ولكنها كانت قد تقدمت في السن وفي الواقع كان كيلتي هو آخر طفل استقبلته قبل أن تتقاعد وكانت مخطئة في تقديرها بطبيعة الحال ، إذ لا يمكن أن يكون طفلاً كامل النمو لأن هوغ كان في رحلة الصيد طوال شهر أيار ( مايو ) ومعظم شهر حزيران ( يونيو) ....
فقال ستروم وهو يلوي شفتيه تهكماً : " أتعنين أن الطفل إذا كان قد جاء في أوانه فان هوغ لا يمكن أن يكون والده حقاً؟ "
فأجابت بذهن شارد وهي تخرج من الدرج بعض أدوات المائدة : " بالضبط وبالطبع لا يمكن لهذا أن يكون صحيحاً . "
فقال : " ولم لا؟ "
كان في صوت ستروم شيء ما ، برود هادئ أرسل قشعريرة في جسد نيرن فنظرت إليه متسائلة وقد أدهشتها أن ترى تلك النظرة القاسية الهازئة في عينيه .
وسألته بصوت يحتوي على نوع من الدفاع : " لم لا؟ لأن هازيل لم تكن من ذلك النوع من الفتيات! وكانت تخرج مع هوغ منذ أيام الدراسة فقد كانت موعودة به."
فسألها : " موعودة به؟ "
فأجابت : " نعم . "
قال : " انهما لم يكونا خطيبين إذن . "
فأجابت : " كلا لم يكونا خطيبين لم يكن لدى هازيل خاتم خطبة ولكن كل شخص كان يعلم أن زواجهما ما هو إلا مسألة وقت فقط . "
وتساءلت عما يجعله يهتم بكيلتي ولماذا يهتم بهازيل وتبادرت إلى ذاكرتها ذكرى أول مرة رأته فيها وكان واقفاً يحدق في قبر هازيل لقد ظنت حينذاك أنه يقول شيئاً وعندما اقتربت منه كانت الكآبة والمرارة تكسوان ملامحه ، هذا إلى شيء آخر لم تستطع إدراكه حينذاك ولكنها أدركته الآن وهي ترى نفس النظرة في عينيه كانت نظرة احتقار . ولكنها عندما سألته عند ذلك عما إذا كان يعرف هازيل أنكر الأمر . على أنها عادت تصحح لنفسها قائلة ، كلا انه لم ينكر الأمر إنما غير الموضوع فقط وبدقة فائقة إذ أنه هز كتفيه قائلاً انه مهتم بالمقابر القديمة.
واهتز قلب نيرن والحقيقة تنبلج أمام بصيرتها فجأة ... هذا الرجل كان يعرف هازيل! أو أنه على الأقل كان يعلم عنها أمراً ما ولسبب ما كان يكرهها .
وشعرت نيرن وكأن شخصاً ضربها على رأسها ، فاصعقها . أي ذكرى من الماضي يراود هذا الغريب الغامض ، ولماذا؟ وإذا كان هذا يسبب له كل هذا الألم فما الذي جعله يعود ليعرض نفسه لذلك؟
وأخرجت شوكة من الدرج تختبر بها نضج البطاطس ، دون أن تعي ما تفعل وكانت هذه ناضجة تماماً فتمتمت تقول : " العفو . " وهي تمر من أمامه إلى حوض الغسيل لتصفي الخضر من مائها.
لم تعرف سبب مجيئه إلى غلينكريغ حتى أنه لا يمكنها التكهن به ولكن مجيئه قد سبب إزعاجاً ، كان كالحجر يلقى وسط مياه بحيرة هادئة ، وبصرف النظر عن نعومة الحجر وهدوء البحيرة فان التموج سيحدث ولن تعود إلى البحيرة هدوءها مرة أخرى إلى أن تتلاشى آخر موجة .
أو في هذه الحالة حتى يعود ستروم غالبريث إلى بلده .
وسألته : " من أين أقبلت يا سيد غالبريث؟ "
فأجاب : " من لندن عندي شقة هناك . "
فعادت تسأله وهي تملأ إبريق القهوة بالماء : " أي نوع من العمل تقوم به؟ "
فأجاب : " البناء . "
فسألته وهي تمد يدها تتناول مناشف قطنية ملونة من على منضدة بجانبها : " هل تبني بيوتاً أم تقيم إنشاءات تجارية؟ "
فأجاب : " إنني أشيد مساكن في أنحاء العالم .. لأجل أنصار الرياضة مثلاً وخاصة متسلقي الجبال وشركتي تدعى أكواخ قمم الجبال . "
فجمدت يد نيرن وهي تحمل المناشف ثم سألته : " أكواخ قمم الجبال؟ إن لهذه الشركة أملاكاً مجاورة لمنزلي هذا ... تبلغ حوالي المائة فدان ."
وحدقت فيه وهي تتابع قائلة : " هل أنت صاحبها؟ هل أنت صاحب أكواخ قمم الجبال؟ "
فأجاب : " نعم يا سيدة كامبل . "
فقالت : " آه أتمنى أن تكف من مناداتي سيدة كامبل إن كل إنسان يدعوني نيرن يا سيد غالبريث ..."
فقاطعها مازحاً : " ستروم . "
فقالت : " ستروم ... لماذا كنت متمسكاً بتلك الأملاك؟ إن الأرض مهملة لا تستغل منذ ... آه لا بد أن ذلك منذ خمسة عشر عاماً . "
فرفع حاجبيه ساخراً وهو يسألها : " وما الذي يهمك من هذا؟ "
فتنفست نيرن بعمق ثم قالت : " لأنني أنا و روري حاولنا أن نشتري منها خمسة فدادين منذ عدة أعوام من خلال المحامي الذي نتعامل معه ، ولكن المحامي المسؤول عن أكواخ قمم الجبال ، محاميك ، أخبرنا أن الأرض ليست للبيع . "
فسألها : " هل كنتِ تريدين أن تشتري قسماً من كريجند؟ طبعاً ليس لأجل بناء بيت ريفي لأن هذه الأرض عبارة عن صخور متراكمة وسقوف متآكلة . "
فقالت : " كلا ، ليس لأجل بناء بيت ريفي فهي قذى للعين ينبغي أن تجرف وتسوى ولكن موقعها رائع .... إذ أنها تشرف على الوادي والبحيرة ، كلا كنا نريد الأرض فقط . "
فسألها : " وماذا كنتما تريدان أن تفعلا بها؟ "
فأجابت : " كنا نريد أن نخصص قسماً منها قرب الطريق كمركز للمراهقين ، أما البقية فقد كنا نريد أن نزرعها بشجر التوت . "
قال : " آه ."
فسألته بهدوء : " وأنت؟ ماذا كانت خططك بشأنها عندما اشتريتها؟ لأنني متأكدة من أن رجل أعمال ناجح مثلك كما هو ظاهر ما كان ليشتري أملاكاً دون هدف . "
فأجاب : " كنت قد خططت في ذلك الوقت لبناء مساكن لمتسلقي الجبال . "
فقطبت نيرن حاجبيها قليلاً وهي تفكر في قوله ذاك ثم سألته : " مساكن لمتسلقي الجبال قرب نزل برواش مباشرة؟ "
فقطع عليها أفكارها قائلاً : " هل أرى من ردة فعلك عدم استحسانك لهذا؟ "
فسكتت عدة لحظات قبل أن تجيب و عندما تكلمت قالت مفكرة بصوت هادئ : " كلا أظن هذا سيكون في مصلحة غلينكريغ من نواح كثيرة فسيكون هناك أعمالاً كثيرة في هذا الوقت الذي أصبح العمل فيه شيئاً نادراً .. كما هو الآن ولكن ..."
فقال : " آه نعم . دائماً هناك ( ولكن ) هذه .... "
فقالت : " حسناً إنني اكره أن أرى منشآت عصرية في هذا المكان إنني سأتألم عندما أرى ما يفسد جمال قرية غلينكريغ الطبيعي . "
فقال : " إنني لا أفسد الأشياء الجميلة يا نيرن . "
نطق بهذه الكلمات ببساطة وإنما بحزم وهذا جعلها تنظر في عينيه . كان ينظر إليها ولأول مرة ترى عينيه صافيتين صريحتين وهو يكرر قوله : " إنني لا افسد الأشياء . " كانت لهجته هذه المرة أكثر رقة وشعرت بأنفاسها تحتبس وهي ترى تحديقه في وجهها بينما عاد هو يتمتم قائلاً : " خصوصاً الأشياء الجميلة . "
لم تتحرك في مكانها وقد أدركت ماذا يعني . وعندما نهض من مكانه متقدماً نحوها رن جرس الباب فقفزت من مكانها قائلة : " دعني أرى من في الباب . " واستطاعت بشكل ما أن تفلت من نظراته ، لم تنظر إلى الخلف وهي هاربة كان كل ما تريده هو أن تبتعد عنه قبل أن تدفعها الحماقة إلى ارتكاب ما تندم عليه .
وقفت أمام الباب لحظات تسوي من شعرها و تحاول التقاط أنفاسها . وأطلقت آهة قصيرة سرعان ما أخمدها رنين جرس الباب مرة ثانية . وازدردت ريقها بصعوبة وهي تتظاهر بالهدوء ثم فتحت الباب .
كان القادم رجلاً نحيلاً أشقر الشعر وكان يبتسم لها محيياً وهو يقول : " آه نيرن إنني مسرور لوجودك في المنزل . "
فقالت بدهشة : " أهلاً بك يا دكتور كوغيل تفضل بالدخول . "
وأشارت إلى القاعة . ما الذي يريده يا ترى؟ فهي لم تطلب إليه الحضور .. وأطلقت ضحكة عصبية وهي تسأله قائلة : " أتريدني أن آخذ معطفك؟ "
فخلع سترته المصنوعة من فروة الخروف ، وناولها إياها شاكراً منتظراً ريثما علقتها في الخزانة ثم التفتت إليه قائلة : " فلنذهب إلى غرفة الجلوس . "
ومشت أمامه وهي تغتنم هذه الفرصة لتعيد تنفسها إلى طبيعته ... وتبعد أفكارها عن ذلك الرجل المزعج في المطبخ .
وبعد أن جلسا إلى جانب المدفأة المضطرمة قالت له : " والآن أي خدمة تطلبها مني؟ "
فأجاب : " لقد تلقيت للتو مكالمة من انفرنيس من آني لو . لقد أصيبت بأزمة صحية وقد أخذت إلى مستشفى ريغمور . "
فهتفت نيرن وهي تنحني إلى الأمام بقلق : " أوه ، إنني جداً آسفة هل ستكون بخير؟"
فأجاب : " نعم ستصبح بخير ولكنني لا أظنها ستعود إلى منزلها في غلينكريغ لقد تحدثت مع الطبيب الذي عالجها فقال إنها لن تستطيع العناية بنفسها بعد الآن وهو سيبقيها في المستشفى عدة أيام ، لكي تنال قسطاً كاملاً من الراحة ثم بعد ذلك يرسلها إلى دار المسنين . انكِ تعرفين طبعاً انه كان عليها أن تدخل الدار منذ سنوات فهي قد قاربت التسعين من عمرها . "
فقالت : " ألم تقدم طلباً لحجز غرفة لها في الدار منذ سنة؟ أذكر أنهم أعطوها غرفة؟"
فأجاب : " نعم ولكن بعد وفاة هوغ و هازيل ، كان عليها أن تعتني بكيلتي فألغت الحجز وقد حاولت أنا في ذلك الحين أن أجنبها تلك الوصاية على الصبي ولكن كان البديل لذلك أن يرسل كيلتي إلى دار رعاية الأطفال فلم تقبل هي بذلك وطبعاً العناية بغلام مراهق لامرأة في سنها هو أكثر مما يمكنها احتماله . "
فقالت : " طبعاً إن دار المسنين سيكون أفضل مكان لها ولكن ماذا سيحدث لكيلتي الآن؟ فهو ليس لديه من يرعاه ؟ آه كم أتمنى لو أستطيع مد يد العون له بطريقة ما.."
فتنحنح الطبيب ثم قال : " إن لدي فكرة يا نيرن ... وأنا لا أريد منك أن تعطيني جواباً الآن لأنني أعلم أن هذا الأمر يتطلب منك تفكيراً طويلاً ... ولكن ..."
وتردد..... وتساءلت هي عما يمكن أن يطلبه منها ....... فقالت تستحثه أن يتابع كلامه : " انك تعلم أنني أفعل أي شيء لأجل كيلتي فهو فتى رائع ومن أفضل الفتيان ."
فوقف الطبيب ووضع يديه في جيبي بنطلونه محدقاً في نيرن بنظرة ثابتة طويلة من خلف نظارتيه ثم رأت ابتسامة خفيفة على شفتيه وهو يقول برقة : " عزيزتي نيرن إنني أدرك تماماً مقدار الوحدة التي تعانيها منذ وفاة روري ومع أنني أعلم كم شغلت نفسك بالعمل ، ومقدار حب والديك وأختك وزوجها لك .. فهذا كله ليس كما لو كان لديك شخص يخصك أما ما أريد أن أقول دون أن أعرف كيف أتطرق إلى الأمر بلباقة هو .... هلا فكرت في حضانة الغلام؟ "
وأخذت نيرن تذرع غرفة الجلوس في الساعة العاشرة إلا خمس دقائق في انتظار عودة كيلتي ونظرت إلى الساعة الموضوعة على رف المدفأة للمرة العشرين كان الدكتور كوغيل قد تركها لتخبر الغلام بما حدث لعمته آني وعندما أخبرته بأن الغلام كان قد أقبل ليقيم عندها ، اتفقا على أن أفضل شيء يقومان به هو أن يتركاه حيث هو إلى أن يتقرر كل شيء .
ولكن ، ماذا كانت ستقرر هي؟ كانت تتساءل بقلق عن ذلك وهي تسير نحو النافذة العريضة تنظر منها وأزاحت الستارة الوردية الثقيلة حيث أخذت تنظر إلى الظلام في الخارج .
منذ أدلى الدكتور كوغيل باقتراحه هذا لم تستطع نيرن أن تفكر في أي شيء آخر لقد عادت إلى المطبخ حيث تبادلت أحاديث عادية مع ستروم وهما يتناولان العشاء كانت أثناءها شاردة الذهن ومن حسن حظها أنه وقف بعد تناوله الفنجان الثاني من القهوة قائلاً بأنه سيخرج ليتمشى قليلاً .
أما الأسئلة التي كانت تلح عليها قبل فترة عن سبب وجود هذا الرجل في قرية غلينكريغ هذه ونوع صلته بهازيل ، ولماذا لم يشأ أن يبيع كريجند ... كل هذه الأسئلة قد أصبحت تافهة أمام تركيز أفكارها على اقتراح الدكتور ذاك .
وتصاعدت خفاقات قلبها وهي تسمع صوت الباب الخارجي يفتح ثم يغلق فأسرعت إلى باب غرفة الجلوس وفتحته لترى أن القادم كان كيلتي كما توقعت .
قالت له باسمة : " أدخل إلى هنا لقد كنت بانتظارك. "
فقال : " إنني لم أتأخر يا نيرن أليس كـــــــــــذلك؟ "
ولم يكن يرتدي سترة فوق تنورته السوداء وقميصه المقفل ومع ذلك لم يكن يبدو عليه أنه يشعر بالبرد فانحنى يخلع حذاءه ، وعندما دخل إلى غرفة الجلوس لم تحدث قدماه المرتدتين جورباً ، صوتاً على السجادة وعبقت في أنفها رائحة تبغ تفوح منه.
وقالت تسأله : " أتريد كوباً من الحليب؟ "
فقال لها : " كلا أشكرك لقد تناولت لتوي كوباً من الكاكاو. "
وبينما جلست نيرن على ذراع الأريكة ، جلس هو على كرسي ذي ذراعين وقد مد ساقيه أمامه و تنورته على ركبتيه واضعاً يديه على فخذيه ثم سألها : " هل أردتِ أن تتحدثي إلى عن شيء ما؟ "
فأجابت : " نعم . "
ذلك أنها عندما التقت عيناها بعينيه الصريحتين الذكيتين ، فكرت بأن لا فائدة من المداورة حول الموضوع ولأفضل أن تبدأ بإخباره بالأسوأ ومن ثم تنتهي من الأمر وتابعت تقول : " لقد جاء إلى هنا الدكتور كوغيل عند العشاء . لقد أصيبت عمتك آني بنوبة وأخذوها إلى مستشفى ريغمور . "
فقفز كيلتي واقفاً وهو يقول : " أتراها ستشفى؟ "
كان يزدرد ريقه بصعوبة بينما تصاعد الاحمرار إلى وجنتيه وتابع يقول : " أيمكننا الذهاب لرؤيتها؟ "
فأجابت : " إنها ستشفى . "
وكان صوتها مطمئناً قدر استطاعتها وتابعت تقول : " ولكن ليس بإمكاننا رؤيتها قبل بضعة أيام إذ أنه من المفروض أن تنال راحة كاملة ثم يعيدونها بعد ذلك بسيارة الإسعاف ... "
فقال : " إذن ، علي أن أذهب قبل ذلك إلى بيتها ، إنني أريد أن أطمئن إلى أن كل شيء في البيت على ما يرام قبل عودتها . علي أن اشتري شيئاً من الخبز والحليب والــ .... "
فقاطعته قائلة : " انك لن تعتني بها يا كيلتي ، فهم سيأخذونها إلى دار المسنين . "
وساد صمت ، أخذ الغلام أثناءه يستوعب هذه المعلومات وما أن أوشكت على الكلام مرة أخرى ، حتى رأت كتفيه المتصلبتين تسترخيان قليلاً ، ثم يقول بهدوء : " إن هذا حسن . أعني أن تجد مكاناً في دار المسنين . "
ونظر إلى نار المدفأة . ورأت نيرن الدموع تتألق في عينيه وهو يتابع قائلاً : " لقد كان من الكثير عليها أن تعتني بي ولكنها لم تكن تستمع ألي والآن ستجد هي من يعتني بها. "
وتدفقت مشاعر نيرن . كان واضحاً أنه لم يفكر مقدار ذرة في مأزقه هو في أن تغيير وضع عمته يعني تغيير وضعه هو أيضاً وهو تغير قد يؤدي إلى انقلاب عنيف آخر في حياته .
وعندما نظرت إليه ، وإلى الشجاعة التي أراد أن يظهرها في طريقته الشاذة في ملابسه وإلى الضعف الصبياني في وجه الفتي الذي كان يظهر عليه الآن بجلاء مظاهر الألم الذي عاناه في حياته عند ذلك عرفت ما عليها أن تفعل عرفت ماذا تريد أن تفعل .
وما أن قررت أمرها ، حتى شعرت بعبء ثقيل ينزاح عن قلبها وشعرت بارتياح لم تشعر به منذ شهور كثيرة . وقفت تنظر إليه وهي تشبك يديها معاً بشدة ودهشت وهي ترى راحتيها تنضحان عرقاً ولكنها تساءلت عن الغرابة في ذلك ... وهل في كل يوم تتخذ المرأة قراراً خطيراً مثل هذا؟ ولكن ماذا سيكون رأي كيلتي في ذلك؟
رفع كيلتي تنورته إلى خصره وهو يقول : " أظن من الأفضل أن أذهب إلى سريري يا نيرن . "
ولكن التنورة سرعان ما انزلقت إلى وركيه مرة أخرى وتابع يقول : " بالمناسبة لقد قررت الكف عن التدخين إنني أعرف أنكِ لا تحبينه وأنا لا أريدك أن تقلقي خوفاً من أن أشعل النار في برواش وقد رميت آخر سيكارة خارجاً قبل دخولي ."
فقالت : " ما رأيك في البقاء هنا يا كيلتي؟ "
وحالما انطلقت الكلمات من فمها شعرت نيرن بأن الغلام قد انتابه التوتر مرة أخرى فتابعت تقول : " وأنا لا أعني أن تبقى في الغرفة الصغيرة على السطح ولو أن لا بأس بها مؤقتاً ما دمت تريد ذلك ، كلا بل أعني أن تعيش هنا في برواش ما دامت عمتك آني ستدخل دار المسنين . "
فسألها قائلاً وقد بدا الحذر في عينيه : " هل تعنين بصفة دائمة؟ مثل ... أحد المستأجرين عندك؟ "
فضحكت بصوت مرتجف وهي تقول : " كلا ، آه .... "
ما كان لها أن تضحك فقد تجمدت عينا الغلام كما تصلب جسمه فقد ظن أنه نطق بحماقة ما أو بدا وقحاً وبسرعة تابعت تقول : " إن دكتور كوغيل يرى أن فكرة الحضانة هي فكرة حسنة وهذا أفضل من إرسالك إلى دار العناية إن بإمكانك أن تعيش معي وسيكون ذلك بإجراء قانوني ، فيكون كل شيء شرعياً ..."
فانحنى وأخذ يسوي ثنية جوربيه ومع سرعته في الحركة فقد تمكنت نيرن من أن ترى اللمعان في عينيه فلم تدهش وهي تراه يقف منتصباً وهو يقول : " هل فكرتِ في الأمر يا نيرن؟ هل هذا ما تريدينه أنتِ حقاً؟ "
فأجابت باسمة : " نعم ."
كانت تعلم بأنها قد صنعت القرار الصحيح وتابعت تقول : " هل تظن أن بإمكاننا القيام بالتجربة؟ "
وقبل أن يجيب تناهى إلى مسامعهما صوت فتح الباب الخارجي يقتحم فيض المشاعر التي شملتهما ورأت عينيه تغيمان ويتصلب ظهره . ما أسوأ هذا التوقيت وداخلت نيرن الخيبة . لماذا لم يبق ستروم غالبريث في الخارج عشر دقائق أخرى؟ ربما سيصعد إلى غرفته مباشرة ...
ولكنه لم يفعل وبينما كانت وكيلتي واقفين يستمعان ، فتح باب غرفة الجلوس ودخل منه ستروم وبدا عليه عدم الانتباه إلى التوتر الذي كان يسود الجو وهو يسير مباشرة نحو المدفأة قائلاً : " إنها ليلة باردة حتى بالنسبة إلى شهر شباط ( فبراير)"
قال كيلتي : " إنني صاعد إلى غرفتي يا نيرن وشكراً لإخباري عن عمتي . " وألقى نظرة قصيرة على ستروم قبل أن يستدير مرة أخرى إلى نيرن قائلاً : " وبالنسبة إلى ما كنا نتحدث عنه ، أظنها فكرة عظيمة وليس عندي خيار آخر ، أليس كذلك؟ وبعد أن مات أمي و أبي ودخلت عمتي الدار لم يبق لي أقرباء ليعتنوا بي وسأشعر بالفخر إذا اعتبرتني بمثابة ولدك . "
ولأول مرة في حياته عانق نيرن كان عناقاً سريعاً غريباً وكانت رائحة التبغ تفوح من قميصه المقفل ثم ذهب ولكن حداثته وضعفه مسا قلبها .
كانت تعرف أن هذا الأمر سينجح لأنهما كانا يودانه هما الاثنان . ولم تستطع أن تصبر عن إخبار كيلا . وفي نفس الوقت قررت بعد أن اغلق باب غرفة الجلوس وبقيت بمفردها مع ستروم غالبريث شعرت بأنها تريد أن تشارك أحداً بأخبارها وتحتفل بالمناسبة فليس في كل يوم يتيسر لامرأة أن تصبح أماً ....
واستدارت نحوه تقول ببشاشة : " هل تريد أن تتناول معي فنجان قهوة؟ فقد حدثت هذه الليلة أشياء كثيرة . "
فقال بصوت أجش وكانت عيناه قاتمتين غامضتين بعثتا قشعريرة في جسد نيرن : " لقد سمعت ، انكِ سترعين الغلام أتظنين أنه قرار حكيم؟ "
أذهلها قوله وما لبثت أن قالت بحزم : " نعم إنني متأكدة من أنه قرار حكيم ، إن كيلتي بحاجة آلي ... وأنا بحاجة إليه .. ونحن الاثنين من القوة بحيث نعترف بذلك فليس ثمة من يرغب في العيش منعزلاً يا ستروم وأنا متأكدة من أنك تعرف هذا. "
وتنفست بعمق . لقد سبق وحدثت نفسها مراراً أنه مهماً كانت مشكلات ستروم غالبريث فهي ليست من شأنها وليس لها أن تدس أنفها في مالا يخصها ولكن شيئاً في أعماقها ، شيئاً لا تستطيع السيطرة عليه كان يدفعه إلى أن تحاول مساعدة هذا الرجل فتقدمت من المدفأة تضع مزيداً من الخشب ثم نفضت يديها على قفا بنطلونها الجينز لتقف بعد ذلك وتواجهه مرة أخرى ، قائلة : " ألم تعرف في حياتك قط ما معنى أن يحتاج أحد الآخرين؟ " وأضافت برقة قائلة : " أم أنك مصنوع من الصخر؟ "


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس