عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-08, 01:48 PM   #2

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

بدا لها أن قائمة الخبرات طويلة لا تنتهي . ولكن لا بد لها من الإقرار بعجزها عن إتقان أية مهنة . وهل يوجد شخص آخر يرضى بخدماتها مثل العمة غريس؟
لقد وجدت نفسها تعيش فجأة مع ربة عملها عندما تعرضت والدتها لنوبة قلبية ، بعد أن فقدت زوجها ، و كريستينا لا تزال طفلة صغيرة .

وواظبت كريستينا على الذهاب إلى مدرستها وهي تعرف أن عمتها غريس هي التي تدفع رسوم التعليم ، كما كانت تفعل منذ البداية . وما أن بلغت سن السادسة عشر حتى طلبت منها العمة غريس التوقف عن الدراسة والبقاء معها في البيت ، فتخلت عن متابعة الدراسة وخضعت للأمر الواقع . وهي لا تنكر مدى راحتها في العيش معها ، والسكن ضمن أجواء قرية جميلة كانت عمتها أحد وجوهها البارزة .

بذلت كريستينا جهداً خاصاً لإيجاد رابطة ودية بينها وبين عمتها القاسية ، وذات الآراء المتزمتة فقد كانت ضد تحرر المرأة بما تحمله هذه الكلمة من معنى وترى ان كل امرأة تحتاج إلى رجل ليرعاها ويحميها من " عوادي الزمان "
ووجدت عمتها من يرعاها في شخص السيد فريث ، محامي العائلة والذي كانت تتقيد بآرائه حول أية مسألة ، باستثناء مستقبل كريستينا كما يبدو . وماتت بدون زواج أو أولاد . وما أن شيعوها إلى مثواها الأخير حتى تقدم السيد فريث من كريستينا ليبدي اسفه وعجزه عن إقناع عمتها لتغيير وصيتها لتشملها ولو على نحو متواضع .

قال لكريستينا بلوعة :
- تظاهرت بأنها لم تسمعني . وأنتِ تعرفين أسلوبها المعهود في هذه الأمور .

لم تجد كريستينا تفسيراً معقولاً لتصرف عمتها . أما السيدة ويبستر فهي لا تعرف معنى الشهامة والنبل . كان همها الوحيد بأسرع وقت ممكن وبدون إظهار أدنى اهتمام بمستقبل فتاة سهرت الليالي للاعتناء بعمتها إن عليها الآن الاعتماد على نفسها ، ولتحمد ربها على بقائها مدة طويلة تعيش حياة مرهفة هنيئة وهي كما تدل تصرفاتها لا تبدي أي اهتمام بالبيت الصغير أو محتوياته فهي لا ترغب في التخلي عن لندن والانتقال إلى الريف . لم تكن السيدة ويبستر مهتمة بأكثر من تحويل ارثها إلى أموال سائلة ، وبأقصى سرعة.

كانت كريستينا تتمنى أن تحتفظ عائلة ويبستر بالبيت الصغير ، لقضاء عطلة نهاية الأسبوع ، والإبقاء عليها لترعى شؤونه أثناء غيابهم . لكن خابت كل آمالها ، ورفضت السيدة ويبستر ان تساعدها في إيجاد عمل ، واكتفت بأن قالت لها : " هناك مكاتب التوظيف".

أما السيد فريث وزوجته فكانا كريمي الأخلاق ووعداها بإعطائها توصيات ملائمة عندما يحين الوقت وذهبا إلى حد دعوتها للسكن معهما ،عندما يأتي دور البيت الصغير لطرحه في المزاد العلني . لكن كريستينا لم تقبل عرضهما .
اعتقدت أن وجهة نظر عائلة ويبستر اكثر عملية بضرورة تولي أمورها بنفسها ودخول معترك الحياة قبل فوات الأوان . ثمة مجالات كثيرة خارج هذه القرية الصغيرة وعليها أن تبحث عنها .

وقررت أن اتخاذ الخطوة الأولى هي اصعب مرحلة في أي عمل . وكانت خطواتها الأولى استئجار غرفة في فندق القرية الوحيد ، مع إدراكها أنها ستكون خطوة مؤقتة . فهي لا تملك إلا النذر القليل من المال ، وستحتاج صاحبة الفندق السيدة ثرثتون لكل غرفة لاستقبال السياح مع تقدم فصل الصيف.

وظلت كريستينا تفكر في عمتها ، ومع ذلك ، لم يستقر رأيها على أحد وهي تعرف أنها تتمتع بقدر معين من الجمال ، شعرها الأشقر الطويل يزيدها جمالاً ، إضافة تموج عينيها الخضراوين .

ومنذ وفاة عمتها ، اتضح لها أن عدم زواجها يعود إلى إدراك معظم عائلات القرية لوضعها الاجتماعي وتواضع إمكانياتها المادية . وهي عائلات غنية في معظمها تتوقع مصاهرة من هم بمستوى قريب من مستوياتهم .

شعرت بالألم وهي تفكر في هذا الأمر ، وقررت طرد شبحه من ذهنها . ألقت نظرة على ساعة يدها . كان المزاد العلني مستمراً ، ففكرت أن تتوارى عن الأنظار فهي لا ترغب في لقاء عائلة ويبستر مرة أخرى والإصغاء إلى أسئلتهم الكثيرة عن مدى نجاحها في إيجاد عمل . تنهدت بحسرة . هذه هي الحقيقة المرة فهي تقدمت بطلبات عديدة للعمل وبدون فائدة.

علاوة على ذلك ، يبدو نهارها مملاً ، طويلاً . فلتركب القطار إلى لندن وتتصل ببعض مكاتب التوظيف . إنها الآن وحيدة ، وعليها أن تشق طريقها ومهما كانت الصعاب.

ألقت نظر أخيرة مليئة بالحزن على المكان والحديقة ، واستدارت نحو الباب ثم اكتشفت أنها لم تكن وحدها ، وانطلقت صرخة اندهاش من فمها . وخيل إليها ان المرأة الواقفة أمامها ، كانت تراقبها منذ فترة طويلة.

لم تكن امرأة طويلة ، ولكنها قوية الشخصية ترتدي ملابس أنيقة وتتكئ على عصا دقيقة الصنع مرهفة كالسيف.


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس