الموضوع
:
23 -المـــلاك الحــارس ع.دار الكتاب العربي ( كتابة/ كاملة** )
عرض مشاركة واحدة
06-01-08, 01:56 PM
#
11
بلا عنوان
نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول
?
العضوٌ???
»
231
?
التسِجيلٌ
»
Dec 2007
?
مشَارَ?اتْي
»
30,617
?
نُقآطِيْ
»
-3-
شبـــــح الليــــــــل
تسمرت كريستينا في مكانها ، تتأجج في حيرة ، وتبحث عن عبارات تنطق بها . ظلت معقودة اللسان . لم تكن تتوقع أن تراه ثانية . لا بل تمنت إلا ترى وجهه في حياتها ، خاصة بعد تلك الحادثة المؤسفة ، وتصرفه البارد معها . ألم يؤنبها بعد أن خلا الشارع من المارة ، واعتبرها مجرد طفلة صغيرة ضالة؟ ألم يعتبرها سيئة النوايا لا هم سوى استغلال امرأة طاعنة في السن؟ ألم تشكره على مساعدته ، ومضى كل منهما في سبيله ، فماذا يريد الآن؟ من هو بالضبط ..؟
هتف هازئاً :
- ما هذا الصمت أيتها السكرتيرة البارعة؟ آمل انك لم تتعرضي لمزيد من المصائب منذ لقائنا الأخير .
شمخت كريستينا بأنفها . يدل مظهره ، وطريقة دخوله المنزل انه أحد الزوار الدائمين ، أو ربما يكون أحد أقارب السيدة براندون . وعرفت ان من الأفضل لها إخفاء عدائها إزاءه ولكن كلماته تجرح مشاعرها ، وتثير أعصابها إلى ابعد حد .
قالت بتأفف :
- شكراً . كل شيء على ما يرام .
رفع حاجبيه :
- هل أنتِ في طريقك إلى المكتبة لتناول الشاي؟
كادت تنكر كل شيء ، وتنسحب إلى غرفتها . ولكنها قاومت رغبتها العابرة وهي ترى يولالي منتصبة قرب باب المكتبة تصغي إلى تبادلهما العبارات المثيرة بدهشة . لا ، لن تتصرف بحماقة ، خاطبت نفسها ، ومشت بخطى وئيدة صوب المكتبة .
كانت غرفة المكتبة جميلة للغاية ، مربعة الشكل ، منخفضة السقف ، مفروشة بسجادة عجمية . وتمتد أرفف الكتب فوق ثلاثة من جدرانها وتزين الجدار الرابع نوافذ فرنسية ذات شراعات لاستقبال النسيم العليل . ولمحت مقاعد جلدية أمام النوافذ مع طاولة صغيرة في الوسط ووضعت هناك صينية ، يتوسطها إبريق شاي فضي وإلى جانبه فنجانان فاخران . وأدركت لتوها أن الشاي معد لشخصين فقط .
التفتت وراءها وهالها أن تراه يهم بإغلاق باب المكتبة . نظر إليها مبتسماً وكأنه يقرأ أفكارها . ثم قال ساخراً :
- افضل الشاي مع بعض الحليب ولكن بدون سكر من فضلك .
احمرت وجنتاها ، وأسرعت تظهر انهماكها بإبريق الشاي . بدا قديماً وثقيلاً وأحست بارتعاش خفيف بيدها ، حيث اندلق بعض الشاي فوق الصحن والصينية عضت شفتها آسفاً ، وأخذ المجهول المتطفل يهز رأسه تشفياً :
- ما هذا أيتها السكرتيرة البارعة؟ عليك تلقي بعض الدروس قبل أن تصبي الشاي لعمتي . إنها لا تتساهل أبداً حول أشياء كهذه ، وتبدي رأيها بصراحة . ألم تلاحظي ذلك؟
أرخت كريستينا إبريق الشاي باضطراب . تنبهت إلى كلمة واحدة نطق بها:
- تقول عمتي! هل أنت .... هي ...
قال بهدوء :
- هذه هي الحقيقة المرة . اعتقد أن الأوان حان لتقديم نفسي . أنا ديفلين براندون ابن أخت السيدة براندون .
ردت كريستينا بعد لحظة مليئة بالدهشة :
- هكذا إذن!
اخرج ديفلين براندون علبة سجائر من جيب قميصه وأشعل واحدة منها وعلق ببرود :
- اعرف أن وجودي مفاجأة غير سارة . هل يهدأ بالك لو قلت أن ردة الفعل كانت متبادلة؟
أجابت بامتعاض :
- وكيف ذلك؟
ابتسم بخبث :
- لأنك لم تشبعي فضولي كسكرتيرة حول حاجة عمتي إلى خدماتها .
تمالكت كريستينا أعصابها ، وصبت الشاي في الفنجان ، وحملته إليه بثقة و ثبات :
- ألا تعتقد أن سؤالاً كهذا يوجه إلى عمتك؟ وكف عن مناداتي بهذا اللقب!
أشار بأسلوبه اللاذع :
- لا يمكنني . إن ذلك يبدو لائقاً .
قالت وهي تشعر بالاعتزاز :
- لم أتصور أن اللياقة تهمك كثيراً يا سيد براندون .
ظل محافظاً على هدوئه ، مسترخياً في المقعد الجلدي ، وابتسامة ساخرة تعلو وجهه :
- إن للقطة الصغيرة مخالب إذن . أنصحك بعدم إظهارها . لا يتسع هذا المكان لأكثر من نمرة واحدة ، وكما ستلمسين ذلك بنفسك وإنني انتظر .
بلا عنوان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى بلا عنوان
البحث عن كل مشاركات بلا عنوان