الموضوع
:
23 -المـــلاك الحــارس ع.دار الكتاب العربي ( كتابة/ كاملة** )
عرض مشاركة واحدة
06-01-08, 02:07 PM
#
18
بلا عنوان
نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول
?
العضوٌ???
»
231
?
التسِجيلٌ
»
Dec 2007
?
مشَارَ?اتْي
»
30,617
?
نُقآطِيْ
»
وفجأة انكب فوقها وحملها إلى حصانه . أقعدها فوق السرج وامتطى الحصان وراءها ، قطعا مسافة قصيرة خالتها كريستينا أميالاً تتلوها أميال . يا لها من لحظات حرجة انعقد خلالها لسانها وهي تصارع أحاسيسها الغريبة . تجمدت فوق ظهر الحصان لا تجرؤ على الآتيان بأية حركة ، كان راكباً وراءها وكأنه لا يبال بما يدور في داخلها من صراع رهيب . لا شك انه رجل جذاب وتدرك ذلك من أعماق قلبها ، لكنها لن تفصح بأي شيء . لا ، لن تخضع لوسامته ، لن تبوح بعواطفها المتأججة .
تمهل الحصان قليلاً ، ووقع نظرها على مركب فخم يتهادى قرب الشاطئ وقرأت اسمه المطلي بإتقان : عذراء القمر . لم تكن معتادة على امتطاء الخيول من قبل فأحست بالإعياء وظل كاحلها يؤلمها بشدة . حمدت لله عندما ترجل ديفلين وحملها وأنزلها عن السرج وبدأ الحصان يعدو مبتعداً عن الشاطئ .
سألته :- لماذا فعلت هذا؟
قال :- إن الإسطبل في ارك اينجل وهو يعرف طريق العودة . مارك سيهتم به .
لم تصدقه . انه لا يسكن في ارك اينجل ورأت كوخاً صغيراً قرب تله رملية . ترى هل يعيش في هذا المكان؟ سألت نفسها حاولت أن تمشي ، فأخفقت إخفاقاً مزعجاً حملها بين ذراعيه واخذ يصعد بها السلم الخشبي . دخل غرفة كبيرة مبعثرة الأثاث تغطي أرضها بطانيات مزخرفة الألوان . ورأت في الزاوية مقعداً خشبياً تتكوم فوقه بعض الأقمشة تستر شيئاً ضخماً تحتها .
فتح باباً داخلياً فوجدت نفسها في غرفة النوم ، حيث ألقى بها فوق السرير . توارى عن نظرها لبعض الوقت ، فعرفت انه يجلب بعض الماء وضمادة . عادة يحمل إبريقاً وصندوق إسعاف وقال آمراً :
- ارفعي أطراف بنطلونك إلى أعلى . هيا وإلا طويتها أنا .
فأذعنت لأوامره صامتة . وأخذت تراقبه بحذر وهو يعلب دور الممرض والدكتور خف الألم الموجع وقد لف كاحلها ضماد متين ، قالت بامتنان : شكراً .
ابتسم بعذوبة : - حاولي الوقوف الآن .
وأمسك بيدها ، وتحاملت على نفسها حتى لمست الأرض بخفة . وقفت منتصبة رغم إحساسها ببعض الوجع وتمتمت :
- إنني بخير الآن . يجب أن انصرف .
أشار نحو الباب :
- كما ترغبين . ولكن القهوة الآن جاهزة إلا تريدين شيئاً ساخناً؟
- شكراً من الأفضل أن اذهب . ستفتقدني السيدة براندون .
ألقى نظرة سريعة على ساعته :
- في هذا الوقت؟ ما بالك ، هل تخافين مني؟
توردت وجنتاها : - ما الذي تقصده؟ لم يخطر ...
قال وهو يلتهمها بعينيه :
- يوجد مشط في الدرج أنصحك بالاعتناء بمظهرك سأتدبر آمر القهوة . انضمي لي ساعة تشائين .
استدار وخرج . ياله من وغد! خاطبت كريستينا نفسها ما الذي يدبره لها؟ يا ليتها لم تخرج إلى الشاطئ . إنها الآن أسيرة نزواته الشريرة . كان العراف على حق انه إبليس بعينه ، إبليس الذي يعذبها بأساليب ملتوية و يهزأ منها كلما حاولت مقاومته .
وقفت أمام المرآة تسرح شعرها ، وتفكر في وضعها . قررت أن تشرب القهوة فتهدأ أعصابها قليلاً ، وتتمكن من التفكير بوضوح اكثر . توجهت إلى غرفة الجلوس . كان ديفلين يجلس في الزاوية يحمل إبريقاً وبعض الفناجين . استنشقت نكهة القهوة وكأنها فخ لاصطيادها ، فجلست على طرف المقعد ، متمنية أن يظل بعيداً عنها وبدا للوهلة الاولى منهمكاً في احتساء القهوة ، فاطمأنت .
أخذت تتمعن في الغرفة . رأت صفاًً من البنادق قرب الجدار المجاور لها وبعض أدوات صيد السمك . كان كل شيء يدل على مكان لا اثر لذوق النساء فيه .
تنحنحت : - هل تعيش هنا منذ مدة طويلة؟
- منذ أربع سنوات ، منذ وفاة أهلي .
حملقت فيه كريستينا بدهشة . غاب عنها للوهلة الأولى انه ابن مادلين شقيقة السيدة براندون ، تألمت لحاله بدون أي مبرر . سألته بعفوية :
- وتسكن هنا وحدك؟
قال وهو يقهقه :
- ياله من سؤال! لا تتوقعي مني أي جواب .
بلا عنوان
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى بلا عنوان
البحث عن كل مشاركات بلا عنوان