عرض مشاركة واحدة
قديم 06-01-08, 02:09 PM   #20

بلا عنوان

نجم روايتي ومشرفةسابقةونجم مسابقة الرد الأول

 
الصورة الرمزية بلا عنوان

? العضوٌ??? » 231
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 30,617
?  نُقآطِيْ » بلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond reputeبلا عنوان has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت السيدة براندون تجلس على مقعدها الوثير ، تطرز قطعة من القماش . نظرت إلى كريستينا باستهجان . ثم رأت ضمادة كاحلها فهتفت :

- جرحت قدمك يا ابنتي !
- كنت على الشاطئ والتوى كاحلي .

ركزت العجوز نظرها على الضمادة :

- هكذا إذن ولديك خبرة في تضميد الجروح والإسعاف؟

تلعثمت كريستينا وهي تشعر بالحرج والخوف :

- كلا لقد التقيت ... التقيت بابن أختك على الشاطئ . وقام بمساعدتي .

أجابت السيدة براندون بهدوء :

- صحيح؟ يا لها من بادرة كريمة . وليست هذه هي المرة الاولى كما علمت . اخبرني ثيو انك التقيت بديفلين في المارتينيك؟

قالت كريستينا بحياء شديد :

- نعم ولكنني لم اكن اعرف من هو آنذاك بطبيعة الحال .

صمتت السيدة براندون برهة ثم تأوهت :

- إنني في موقف صعب يا كريستينا . اشعر إنني مسؤولة عنك تماماً مثل أمك وعلى تحذيرك من ديفلين . لم يكن يصغي إلا لوالدته وما أن رحلت عن هذا العالم حتى تحول إلى شخص حاد الطباع ، لا يهمه رأى أحد .

وتابعت السيدة براندون ، و كريستينا تنصت باهتمام :

- لم يعد يبالي بالعائلة وسمعتها . وهكذا هجر هذا المنزل وقطن في ذلك الكوخ على الشاطئ وتخلى عن مسئوليته تجاه المزرعة وهو الآن يعيل نفسه من دخل الثروة المالية التي ورثها عن أهله ويحصل على رزقه من خلال حفر التماثيل الخشبية وبيعها .

كان صوتها جليدياً ، مفعماً بالازدراء . وعاد بكريستينا الخيال إلى ذلك المقعد الخشبي الذي لمحته في غرفة الكوخ . سألت العجوز بعفوية :

- هل يجيد حفر الخشب؟

حدجتها السيدة براندون بغطرسة :

- ما أهمية ذلك؟ انه يجد دائماً زبائن لشراء بضاعته . ولكن عمله لا يليق بمن ينتسب إلى عائلة براندون . أن واجبه أن يكون هنا ، يساعدني في المزرعة وفي إعداد ثيو من اجل ميراثه .

استفهمت كريستينا :

- ما الذي تقصدينه يا سيدتي؟

تأوهت السيدة براندون ثانية :

- أن المسألة في غاية البساطة . كان زوجي وكاري توأمين . ولد زوجي قبله بنصف ساعة ولذلك ورث المزرعة عندما توفي والده واصبح هو وأخوه كاري شريكين يديران المزرعة سوية . وفي أثناء ذلك التقى كاري بأختي مادلين وتزوجها بعد عام ، عشنا هنا جميعاً حياة سعيدة في البداية ثم بدأت المصاعب .

قالت كريستينا شاعرة بالحرج الشديد :

- هل من الضروري إخباري كل هذا يا سيدتي؟ إنها مسألة لا تعنيني و ...

استأنفت السيدة براندون التطريز :

- نعم ، من الضروري إخبارك . أنتِ الآن واحدة من العائلة يا عزيزتي . لا بد أن تفهمي سبب كره ديفلين لنا جميعاً ( وتناولت مقص الخياطة ) عندما ولدته أختي طارت فرحاً هي وزوجها وأخذا يدللانه إلى أن فسدت طباعه وتوهم ديفلين ، نتيجة الشراكة بين والده وزوجي في زراعة المزرعة ، أن له حقاً في الوراثة . وعندما أطلعناه على حقيقة الامر ، وفهم أن ثيو سيكون الوريث الوحيد ، جن جنونه . وجاراه والداه في آرائه وآخذو يضيعون أوقاتهم في السفر والرحلات والإبحار في المركب وكان ثيو في ذلك الحين لا يزال صبياً صغيراً ( وتنهدت متابعة ) وأثناء إحدى تلك الرحلات البحرية هبت عاصفة هوجاء وغرق المركب بمادلين وكاري وماتا .

صمتت قليلاً ، تتفرس في وجه كريستينا ثم استطردت :

- ومرة ثانية جن جنون ديفلين . اتهمنا بشتى التهم المخجلة و أمعن في تهمه وشتائمه إلى أن علا صراخنا بالشجار والكلام القاسي فقرر الرحيل . بعد مرور عامين أصيب زوجي بمرض شديد فطلب رؤية ديفلين ورجوت منه من كل قلبي أن نتوصل إلى تفاهم ما ، ولكنه أصر على موقفه أثناء تأبين زوجي ومنذ ذلك الوقت وهو يعمل ضدنا ويكن لنا العداء .

دهشت كريستينا لهذه العبارات فغامرت بسؤالها :

- وبأي أسلوب يمارس مضايقاته؟

أبدت السيدة براندون تأففها :

- ذهب ليدرس في الجامعة وتشرب بعض الأفكار الغريبة وعندما عاد بدأ ينتقد طريقة العمل في المزرعة ، وكيفية اقتصارنا على زراعة قصب السكر دون سواه . ادعى أن مصاعب جزر الهند الغربية وخاصة الاقتصادية منها سببها هذه الزراعة الأحادية . كان يريدنا تنويع المحاصيل . وزراعة الحبوب الغذائية وبالطبع رفضنا هذه الآراء وما لبث أن جمع حوله بعض الأشخاص الذين يشاطرون نظريته وهم الآن يدعون أنفسهم : لجنة الجزيرة .

تململت في مقعدها وعلت وجهها مسحة من القلق ثم تابعت :

- إنني أخبرك كل ذلك يا ابنتي لتأخذي حذرك أنتِ حديثة العهد هنا ، ولن يتردد ديفلين عن استغلالك خدمة لأهدافه الخاصة . حاولي تجنبه ولن يصعب عليك ذلك فهو قلما يزورنا .


بلا عنوان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس