عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-10, 03:24 PM   #9

تحت الشجرة

? العضوٌ??? » 129048
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 145
?  نُقآطِيْ » تحت الشجرة is on a distinguished road
افتراضي

خرج سعود مشى قليلا في الشارع الخالي تماما وإثناء مشية وتفكيره في الموضوع
ناداه شخص من خلفه
كانت فتاة تمشي خلفه
التفت سعود إليها
قالت له
هل أجد لديك ولاعة
رد سعود :أنا أسف لا أدخن
ثم واستدار وأكمل طريقة
لحقت به وقالت
ماذا حصل لك؟ أهم رفضوك
التفت سعود مرة أخرى
وقال:عفوا
قالت:أنا آسفة ظننتك ممثل عندما رايتك خارجا من هذا الاستديو
ومن علامات وجهك ظننت أنة رفض طلبك للعمل معهم
رد سعود لا ليس كما تظنين
ردت :أنا آسفة مرة أخرى أردت التحدث فقط
أرجوا آلا أكون قد عطلتك
عفوا يا سيدي ..أنت تسير في المكان الخطأ هذا المكان نهايته مغلقة
الطريق الصحيح خلفك مباشرة
نظر أليها ثم قال هل أنت ممثلة ؟
وبعدها أحس بتسارع في نبضات قلبه ورجفة بين أنامله
قالت : كنت ولكنني ألان لست ممثلة الآن أنا حرة
لقد طردوني اليوم
قالوا أني مصابة بمرض معدي
أنا سعيدة لأني مصابة بمرض مرض معدي وسعيدة أيضا لأنهم طردوني
ثم قالت ..هل تريد أن تستدير إلى الطريق الصحيح
قال سعود لا يهم فكل الطرق تؤدي إلى مكان ما
أصلا أنا لا ادري أين اذهب ؟
قالت ..يبدوا أنك غريب
ظلا صامتين وأخذ يمشي وأخذت تمشي بجانبه
ثم قال .: أنا غريب ليس في هذا المكان بل في هذه الدنيا
قالت :مثلي تماما أنا اشعر كما تشعر مع الاحتفاظ بالألقاب أنا مجرد نكرة
قال:كلنا نكرات
ثم عادت تسأل من جديد هل أنت شاذ ؟عفوا لا اقصد الإساءة
قال سعود وقتها لا اعرف لماذا خرجت مني ابتسامة أحسست بشي من الفكاهة عندما سألتني هذا السؤال
وقلت لها لا لست شاذا ولا ممثلا ولا دخل لي في هذه الأمور
سألته لماذا أنت هنا أذن ؟
رد أنا :هنا لكي أبحث عن وهم لا وجود له إلا في ذاكرتي
قالت : أنه أمر مؤلم
هل تريدني أن اسلك طريقا أخر
أشعر أني متطفلة عليك
توقف :نظر إلى أعينها الباردة والجميلة
وقال ..أنتي لا تعطليني ولستِ متطفلة أذا أردتي التحدث فتحدثي
نظرت إليه قالت :هناك شي ما على حاجبيك
هل تسمح لي أن أمسحة
وضعت يديها الباردتين من طقس الليلة الباردة
على حجابيه الصغيرتين وأزالت الشئ الذي عليها
أحس بقشعريرة تختلج جسده وبلذة غريبة الطعم كما وصفها
ثم قالت :وجهك برئ جدا وفية غموض

قال لها ما قصتك
عبس وجهها وأومأت رأسها إلى الأرض
أنها قصة تعيسة لا تستحق الذكر كشخصي لا يستحق الاحترام
هل تريد أن نجلس على المقاعد المقابلة أنها تطل على بحيرة جميلة
نستطيع من خلالها إن نرى المدينة بأكملها
جلسا في ركن ركين في أحدى المقاعد التي تطل على البحيرة الجميلة
جلس سعود واخذ ينظر أمامه جلست بجانبه وأخذت تنظر إلية
قالت أنها قصه حزين تلك التي عشتها أنا
أنا أسمي آنا ما أسمك؟
رد سعود :وقال سعود
ردت سعود!
ثم قالت هل أنت كولومبي ؟
رد سعود باستغراب وهل أشبة الكولميين ؟
فالت :لا اعرف ولكن يبدوا انك لاتيني
قال لا أنا عربي
هزت رأسها عربي
ثم سردت قصتها قالت :عندما كنت في السادسة عشرة قبل ثمانية أعوام
كانت لدي صديقة طائشة بعض الشيء قالت لي عندما كنا عائدين من المدرسة
نهاية العام الدراسي وبداية العطلة الصيفية
قالت لي أنها ستذهب إلى لندن ستعمل نادلة في احد المطاعم الشهير هناك لمدة ثلاثة أشهر
ستحصد الكثير من المال وإنها ستشتري سيارة لأنها تريد أن تذهب بها إلى الجامعة عندما ستدخلها
قالت لي بثلاثة أشهر سأحصد المال
قلت لها كيف ستذهبين
قالت تعرفت على صديق سيقلني إلى هناك
قلت :أنصحك بعدم الذهاب المال ليس كل ستشعرين بالغربة خاصة عندما تتعاملي مع الغرباء
قالت لا عليك أنا أحسن التصرف في لندن سأفعل كل شي
قلت لها ما أجمل العيش في بلدتنا الصغيرة
بعدها بيومين أصيبت بكسر في ساقها الأيسر
زرتها في بيتها
كانت حزينة قالت صديقي سيأتي اليوم ..ماذا أقول له .بالا حظي العاثر
قلت لها لا عليك صدقيني انه أفضل لك
بعدها بقليل
أتى صديقها رحب بها ورحب بي
وقال ماذا جرى لك ألن تذهبي معي
قالت أنا متأسفة
ثم نظر إلى وقال هل تذهبين أنتي
نظرت إلية وقلت لا أريد الذهاب إلى أي مكان
قال :ستقبضين 10 ألاف دولار ألان
قالت صديقتي :إنها فرصتك صدقيني لن احزن إن ذهبتي معه
اخرج المال من جيبه وقال ستكون رحلة جميلة أنها ثلاثة أشهر فقط
ستعملين في احد مطاعم ماكدونالد هناك تجنين المال ثم تأتين إلى هنا
لا اعرف لماذا وقتها رأيت أن الموضوع بسيط وان السفر بسيط وأنها ثلاثة أشهر فقط
فكرت في الأمر نعم أنا احتاج إلى المال وأمي أيضا وإخوتي الصغار لماذا لا اذهب

قال .:نحن معنا كل شي جواز السفر وغيرة
ذهبت إلى أمي التي رفضت بادئ الأمر ولكنها ٌتنعت بعد أن سلمتها عشرة ألاف دولار بيدها
سافرت إلى لندن معه
وبعدها لم أرى أمي أو إخوتي الصغار أو حتى أرسل لهم أي شي
قام بضربي عندما وصلت إلى هناك وقال لي أنا ألان ملكي أنا
وسأبيعك للذي يدفع أكثر
عرضني في مزاد
اشتراني ثري في الخمسين من عمرة استعبدني
وبعدما انتهى مني وانتهوا مني أصدقائه وصديقاته
رماني إلى حرسه وقال استمتعوا بها
نعم قال استمتعوا بها
هل شعرت بموقف مثل هذا
هل هناك امتهان أكثر من هذا
بعدها باعني إلى أخر وأخر وأخر
إلى أن وصلت إلى هنا
أجبروني على العمل في احد دور الدعارة
كنت يائسة كنت غير مسلية بالنسبة لهم ..دائما تكون الأمور رغما عني
وأخيرا راني احدهم
وأخذني إلى هنا
أومأت رأسها وصمت قليلا

وسعود ينظر إلى الإمام وهز رأسه عندما انتهت من حديثها
بعدها قالت أنا كنت شاعرة نعم شاعرة
لقد قالت لي أستاذتي ذات مرة أني شاعرة مميزة وسيكون لي مستقبل حافل بالشعر
هل هذا منظر شاعرة هل هكذا تكون حياة الشعراء
في مراهقتي الرائعة كنت أحفظ قصيدة لشاعر عندنا أسمة يوسف برودسكي
لا أتذكرها ألان ولكن سأقول بعض منها
كان يقول انه يرى الله في كل مكان
يراه خلف الأشجار يراه في مصباحه الزجاجي
يقف فوق عمود الإنارة
يراه في السماء في أسفل الوادي
كنت أحب هذه القصيدة جدا
حتى إني صدقته وأصبحت أرى الله في كل مكان
أراه ينام فوق مخدتي بين دفاتري أراه يبتسم لي في السماء أراه في كل مكان

ولكنني ألان لا أراه لا في دفاتري ولا في مخدتي ولا في أي مكان

أنا حتى لا أشعر به
التف سعود إليها نظر إليها لا يعرف ماذا يقول
ثم قالت أتذكر في ليلة كثير الثلوج
كنت نائمة في غرفة الجلوس ونسيت أن اخلد في غرفتي
عندما استيقظت صباحا وجد جسدي مغطى بلحاف جديد
سالت أمي هل أنتي وضعت غطاء علي البارحة
قالت لا
أتعرف ماذا قلت وقتها
قلت الله هو الذي وضعها نزل بنفسه من السماء ليضع اللحاف على لكي لا أصيب بمرض

نعم عشت في هذا الوهم أحسست أن الله يراقبني على الدوام يحاول مساعدتي يحبني
بعدها بشهر قال لي أخي الصغير أنه هو الذي وضع اللحاف
وأنة كان فتح غطاء جديد ليغطيني به
أتعرف ماذا قلت له ...قلت له أنت كاذب الله هو الذي فعل ذلك

أتعرف ماذا قلت له ...قلت له أنت كاذب الله هو الذي فعل ذلك
لقد كان وهما نعم

قال سعود وقتها لا اعرف بماذا أرد ..التزمت الصمت
وأخذت اسمع فقط إلى إن قالت
أتذكر مرة قبل عام جاء زبون كان يعيش في البلدة المجاور لنا
سألته عن القرية
سألته عن صديقتي السابقة اعرفها
أنها تعمل أستاذة في القانون في الجامعة
ومتزوجة وتزور القرية بعض الأحيان

أنها أستاذة محترمة
ذكرت له قصتي معها وكيف أنها كانت هي التي ستذهب
أتعرف ماذا قال لي ؟
قال أن الله يحب هذه الفتاة
بعدها لا اعرف لماذا أجهشت بالبكاء
الله يحبها ولماذا لم يحبني وأنا الذي كنت أحبة
نظر سعود إلى اعنها الباردتين
وقال : أنا حقا لا اعرف ماذا أقول


وبعدها ظللنا صامتين لدقائق عدة

ورفعت رأسها وأخرجت اصورة من محفظتها وقالت
انظر إلى هذه الصورة
كان عبارة عن شاطئ بين جبال
وبه سرير معلق بين نخلتين
قالت أتعرف هذا المكان
قال لها لا
قالت أنها جزيرة هونولولو
أنها حلمي ألان
يوما ما سأذهب إلى هذه الجزيرة
سأجلس على هذا السرير

سأتناول فطائر القريدس الشهية
واشرب الشاي الطازج
إنني أسعى إلى تحقيقه
سأذهب لوحدي
في هذا السرير سأقرأ قصة لديستوفيسكي
وربما لتلستوى
أو أقرا صحيفة اليوم
يوما ما سأهب
ربما يكون عمري وقتها في الأربعين وربما في الخمسين
أو ربما لا أزورها أبدا
من يعرف
قال سعود قلت لها ستزورينها يوما ما لا عليك
وبعدها ودعتها وأخذت منها رقم هاتفها
يقول سعود ..أنها هذه الفتاة غيرت في أشياء كثيرة جعلتني
لا اعرف ولكنها غيرت في أشياء كثيرة
وقال أيضا استغربت جدا من تعلق هذه الشابة بالله
استغربت لأنها تعرف الله


تحت الشجرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس