عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-08, 03:30 AM   #6

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




طالما جذب ناتالي هذا النوع من الرجال , الرجال غير التقليديين , الرجال الذين يلفهم جو من الخطر , الرجال الذين يثيرون فضولها ومشاعرها في الوقت نفسه.
لو قابلته منذ عشر سنوات , لأظهرت افتتانها به . أما اليوم فكانت أحاسيسها الأنثوية تملأ حياتها ضيقا .
سألها بصوت يماثل مظهره خشونة : " الآنسة فيرلين ؟ " .
نعم .
وتملكها الضيق من تسارع خفقات قلبها , ومن الطريقة التي كان يتفحصها بها وقد بدت الدهشة على ملامحه . ما الذي أخبر به ريتشارد عنها ؟ وعاد يقول وهو يمد يده مصافحا : "مايك ستون " .
ترددت قبل أن تضع يدها في يده , حاولت أن تتمالك نفسها كيلا يبدو عليها أي تأثر للمسته .
لكن عندما أطبقت يده العريضة الخشنة على يدها الصغيرة الناعمة , سرت الدماء حارة في عروقها , مخلفة قشعريرة في جلدها .
حمدت الله على أن سترتها طويلة الكمين .
يسرني لقاءك , يا سيد ستون .
كانت ببرودها الظاهر تغطي حرارتها الداخلية . لو تعرفت إلى مايك ستون في أي مكان آخر , لا ابتعدت عنه بل ركضت هاربة . لكن ليس بإمكانها أن تفعل هذا حاليا فهو زبون ترجو خيرا من ورائه ... مالا هي في أمس الحاجة إليه . قال : " مايك . ادعيني باسمي مايك " .
فقالت بابتسامة مصطنعة : " مايك . حسن تفضل بالدخول يا مايك . أول غرفة إلى اليسار " .
وعندما دخل , أسندت نفسها إلى الجدار . ينبغي ألا تدع جسمه القوي يحتك مصادفة بها أثناء مروره في الردهة الضيقة .
لكن وعندما تجاوزها بسلام , أخذت تنظر إلى ظهره بفضول بالغ قبل أن تتمالك نفسها وتقفل الباب الخارجي , ثم تتبعه إلى غرفة الجلوس .
أثناء ذلك , كان هو قد جلس وسط أريكتها , مادا ساقيه الطويلتين أمامه, متأملا ما حوله .
كانت ناتالي تعلم أن الغرفة مؤثثة بشكل غريب , فالأثاث غير متناسق لكنه يعجبها . ثلاثة مقاعد عريضة بذراعين منجدة بقماش منقوش . وأريكة مخملية طويلة , موضوعة تحت النافذة , وهي التي اختارها زائرها ليجلس بكل ارتياح .
على الجدار إلى يمين الزائر كانت رفوف الكتب تمتد من الأرض إلى السقف وأمامها مكتب قديم على طرفه كمبيوتر نقال حديث الطراز , بينما قام على الطرف الآخر مصباح قديم الطراز . كانت الأرض خشبية مصقولة تكسوها سجادة ملونة تضفي على الجو دافئا ولمسة شرقية . وقد وزعت في أنحاء الغرفة مجموعة منوعة من الطاولات بكافة الأشكال والأحجام ووضعت عليها تحفا غريبة وتماثيل .
ذات مرة , قال صديق ناتالي إن " الديكور " في غرفة جلوسها يشبهها تماما .
قالت لمايك وهي تتوجه إلى مقعدها خلف المكتب , ناظرة إلى ساعة يدها : " أنت دقيق في مواعيدك " .
أنا دقيق دوما عندما لا أعمل .
وقفت فجأة وقالت لحدة : " آسفة . لكنني لا أقبل زبونا ليس موظفا " .
أخذ يتفحصها مرة أخرى فيما بدت ملامحه غامضة بشكل مزعج : " أنا لم أقل إنني لست موظفا بل قلت إنني لا أعمل حاليا . لدي شركة لإنتاج برامج وملحقات للكمبيوتر .
تملكتها دهشة بالغة . فهو لا يبدو كرجل يمضي معظم وقته خلف شاشة الكمبيوتر . إنه أفضل مظهرا من ذلك بكثير , كما أن بشرته لوحتها الشمس كحال براندون . وشعرت بالضيق لأنه ذكرها ببراندون .
أحقا ؟ آسفة .
وكانت قد وصلت إلى مكتبها فجلست وفتحت الكمبيوتر , ثم أخذت تحضر لإدخال التفاصيل عن شخصية الزبون ومتطلباته , من دون أن ترفع بصرها حتى أصبح كل شيء جاهزا .
والآن , ماذا يحدث عندما تكون في العمل ؟
قد لا أحضر على الإطلاق .
فكرت , ساخرة , في مدى ظرفه . يبدو أن الرجال أمثاله متماثلون .
لم يلتزم براندون بموعد قط . ولكن كان لديه دوما أسبابه ليتأخر عن مواعيده معها , وحتى لئلا يحضر أبدا !
كان لديه عمله في وكالة مكافحة الإرهاب وزوجة وولدين لم تكن تعلم بوجودهم قط .
وتساءلت عن أعذار مايك ستون .
يبدو أنك مدمن على العمل .
هز كتفيه :" هذه ليست المرة الأولى التي يصفوني فيها بهذا الوصف " .
وراح إعجابها به يقل مع مرور الوقت : " هل هذا هو السبب في أنك لم تجد زوجة حتى الآن ؟ " .
وحمل صوتها نبرة غاضبة .
كلا . كان بإمكاني أن أتزوج ساعة أشاء .
أحقا ؟
وأضافت إلى قائمة عيوبه الغطرسة المثيرة للأعصاب . بدأت مسألة العثور على زوجة لمايك تبدو صعبة بالرغم من رجولته , ففتياتها يطلبن أزواجا طيبين وليس مغرورين , وقد عاشت معظمهن علاقات غير سعيدة مع رجال أنانيين . وعندما قصدن وكالتها هذه , كن يعرفن تماما ماذا يردن , ولن يعجبهن أي شيء آخر .
وتملكها الشك في أن يلاقي مايك ستون قبولا لدى أي منهن .
لكن عدم قبول أي من فتياتها به ليست مشكلتها . فهي تأخذ من زبونها خمسة آلاف دولار مقدما , سواء أوجد زوجة عبر وكالتها أم لم يفعل .
ستقدمه إلى خمس فتيات جميلات وذكيات هن الأكثر تناسبا مع ذوقه وشخصيته . بعدئذ , النتيجة تعود إليه . لكن إذا أراد زوجة , فعليه أن يظهر كياسة وظرفا في موعده مع الفتاة , أكثر مما يظهره حاليا . وكون شكله مثيرا لا يكفي بالنسبة إلى فتياتها الخجولات اللاتي مررن بتجارب مرة .
ومع ذلك , هذه ليست مشكلتها .
بما أنك تملك شركة لإنتاج برامج وملحقات الكمبيوتر , يا مايك , فلا بد أنك تعرف نوع البرنامج الذي أستعمله لتحديد التلاؤم بين زبائني . جهازي هذا يحتوي على برنامج لمراجعة صحة المعلومات التي يعطيها الزبون عن نفسه . ولا أظن أن لديك اعتراض على ذلك ؟
أبدا .
هذا حسن . فلنبدأ إذن . اسمك ؟
مايك ستون .
لا . أريد اسمك الكامل . الاسم الوارد في شهادة ميلادك ورخصة قيادة السيارة .
مايك ستون .
فصرفت بأسنانها ساخطة : " أليس ميكائيل ؟ ".
مايك فقط .
عنوانك ورقم هاتفك ؟ والخليوي أيضا .
طبعت ذلك وهي تفكر في أن عنوانه " غليب " قد يكون سيئا وحسنا , فقد أصبحت " غليب " مؤخرا الضاحية المفضلة , لقربها من المدينة ومن جامعة سيدني . لكن بعض نواحيها ما زالت قذرة وخطرة نوعا ما .
عنوان عملك ؟
أنا أعمل من البيت .
هذا خبر سيء . لا بأس , هناك أعمال صغيرة ناجحة تماما , لكنها ليست كثيرة . وسألته : " عمرك ؟ ".
أربعة وثلاثون .
رفعت حاجبيها , إذا ظنته أكبر من ذلك , فثمة خبرة طويلة بالحياة في هاتين العينين .
أضاف : " سأبلغ الخامسة والثلاثين في الخامس عشر من كانون الأول " .
فقالت وهي تنهي طبع هذه المعلومات : " أنت , إذن , من برج القوس ؟ ".
أنا لا أؤمن بهذه الأمور .
أحقا ؟
كان عليها أن تعرف ذلك . فقد قال براندون كلاما مماثلا عندما اعتبرت أن النجوم جعلت بينهما تلاؤما معقولا .
لكن ناتالي تمنت لو دونت ملاحظة عن أن برج العقرب يشير إلى وجود أسرار مخيفة وتابعت أسئلتها : " الوضع العائلي ؟ " .
ماذا ؟
أعني هل سبق لك أن تزوجت ؟
أبدا .
العديد من زبائني كانوا متزوجين من قبل .
أنا لست منهم , يا حبيبتي .
تصلبت في جلستها ثم نظرت إليه ببرود وقالت بصوت قاطع : " اسمي ناتالي وليس حبيبتي " .
لمعت عيناه لحظة , وكأنما شعر بالتسلية لاعتراضها هذا , وقال : " آسف لغلطتي هذه " .
لم تر أسفا على ملامحه . ولكنها أوضحت موقفها على الأقل . فهي لا تطيق الرجل الذي ينادي النساء بألفاظ التحبيب ! إذ يشعرها ذلك بالمذلة والحقارة .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس