عرض مشاركة واحدة
قديم 02-10-08, 06:45 PM   #7

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث


لو ان الامور سارت بشكل طبيعي , لما كان وولف وسين ليتقابلا ابدا. وفي الحقيقه , كان من الافضل لهما وللجميع لو انهما لم يتقابلا قط كانت سين تعمل في احد استقبالات المساء عند آل ثورنتون , الفندق الشيق الذي تملكه العائله في قلب لندن. وهو نفس الفندق الذي ستجري فيه حفله زفاف ريبيكا و وولف في شهر آب_اغسطس.
كان هناك الكثير من العمل في النهار والليل من اجل تللك الليله بالذات . فاليكس ثورنتون وزوجته كانا الضيفين في حفلة ذكرى ميلاد والدته كلوديا التي اصبحت في الستين , اضافه الى ان هذا الحفل كان معلنا عنه على لائحة الملاحظات حيث يدخل الضيف , فلقد امضت سين معظم الليل في ارشاد الضيوف الى الغرفة المناسبه.
لكنها لم ترا ايا من افراد عائلة ثورنتون ,حيث قام مدير الفندق شخصيا بادخالهم الى الحفله. عند الساعة العاشرة والربع تاكدت سين من ان كل الضيوف قد حضروا , فجلست الى جانب الكومبيوتر لتنهي بعض الاعمال التي لم تستطع اتمامها في وقت ابكر بينما اخدت بعض الفتيات وقتا للراحه . فقد كن يعملن جميعا بشكل قاس جدا خلال هذا اليوم من اجل اتمام كل شىء لحفلة ثورنتون. وكانت سين سعيدة بانتظار ان تاخد وقتها للراحة, رغم عملها انها لن تكون طويلة.
سال صوت عميق مرح , مستفهما :" ماذا فعل لك هذا الكومبيوتر؟" رفعت سين راسها بعد ان كانت مركزه باهتمام على الشاشة امامها , وفتحت عينيها جيدا عندما لاحظت شكل الرجل المنحني امامها على الطاولة بينما كان يراقبها تتصارع مع نظام الكومبيوتر لادخال اسم نزيل في المجال المخصص للاسماء على الجهاز .فمن الواضح انهم لم يهتموا بترك مجال واسع لاسماء الناس القادمين من روسيا عندما اعدوا هذا النظام. ولكن نظرة واحدة الى هذا الرجل جعلتها لاتهتم لامر العنوان فهذا الرجل كان رائعا ! طويلا. من المؤكد انه على هذا الشكل لكي يستطيع الانحناء فوق مكتب الاستقبال ! مع شعر طويل اشقر ينسدل فوق جبينه . وعيناه الواسعتان تنظران نحو سين بعذوبه بينما هي تحملق فيه, فقسماته تتعدى ما يسمى بالوسامة وكل ما يتعدى الحياة. فوجنتاه عاليتان وانفه لفطس كانما كسر ذات مرة وفمه .... آه من ذلك الفم ! وقفت سين على مهل , وعبرت الى الجانب الاخر من المكتب.
قالت بسخريه:" الآلات وانا لانتفق." وعرضت عليه بتهذيب :" هل استطيع ان اساعدك ؟" وبدا لها من خلال قميصه الناصع البياض وبدلته السوداء وربطة عنقه التي يبدو انه قد عقدها بسرعه , انه ضيف آخر لحفلة ثورنتون.
ولم تستطيع ان تمنع نفسها من التساؤل عما اذا كانت اي من الفتيات تعرف من هو هذا الضيف . كانت هناك قائمة بالطبع من اجل دواعي الامن . ولكن بدا ان الاستعلامات الكثيرة عن الحفلة قد استهلكتها . القت سين بنظرة جانبيه على القائمة الموجودة الى جانب يدها . ولكن كان هناك العديد منالاسماء التي لم تشطب, الى درجة انه من لمستحيل ان تعلم ايا منهم هو هذا الرجل , الا اذا سالته, ولم تستطع سؤاله مع انها كانت راغبة في ذلك. قال بتهجم:"اتمنى ذلك." ثم اردف :"اخشى انني تاخرت كما ترين وحفلة آل ثورنتون..."اومات بتفهم:"حسنا,لو كنت مكانك لما قلقلت على هذا التاخير.فان تلك الغرفة مكتظة الى درجة ان احدا لن يلاحظ غيابك!"
مع انها لو دعت هذا الرجل الى حفلة ما وحتى اذا كان فيها ثلاثمائة ضيف كانت ستلاحظ غيابة . وعمق تهجمه وهز راسه رافضا:"ما كنت اكيدا كل التاكد لو كنت مكانك!"
آهو فكرت ان هناك امرأة ما بالموضوع.امرأة مثلها تلاحظ غيابه.امرأة علىمايبدو ولايريد جرحها.والا لما كان هنا على الاطلاق .لسبب ما جعلها هذا الامر مكتئبة.
"لقد نسيت امر الليلة كما ترين." وقطب الرجل وجهه غير منتبه لافكار سين المخيبة." ولكن منذ نصف ساعة قمت باسرع تغيير في التاريخ,ماذا هناك؟"
عبس عندما لاحظ انها تومئ له ببطء.
فلم يكن في امكانها ابلاغ اي من ضيوف الفندق ان لباسه غير لائق. وعبس متطلعا الى مظهره العام عندما ادرك ان هذا ما يسبب لها الاحراج.
"لم ارتد جاربين مختلفي الالوان من جديد... هل انا؟ لا يمكن ان يكون ... لاتسطيعين النظر الى قدمي , حسنا"
قال متنهدا:"ماهو ؟ دماء على ياقتي؟ صابون الحلاقة على اذني؟" ارتبك يائسا.كانت سين تضحك, ولم تستطع منع نفسها , بسبب استهزائه من نفسه تجاه اقتراحه!من بين هذه الاشياء, لابد انه اقترف كل هذه الاخطاء مرة واحده...
اكدت له بابتسامة:"ولا واحدهمن هذه." واخبرته بسخرية واضحة:"ولكن ربطة عنقك غير مرتبة." وضع يده متفحصا القطعة المتهمة.يدطويلة ناعمة الملمس والاصابع طويلة ومقلمة.تمتم:"لم اكن ابدو جيدا في هذه الامور اللعينة.لا اعتقد انك..."
قطبت سين بارتباك:"انا ماذا؟"
"لايمكنك ان تكوني أسوأ مني في عقد ربطة العنق."
وقرر بحزم منحنيا فوق المكتب من جديد:"هيا"
ورفع ذقنه الى الوراء ليسمح لها بأن تربطها بشكل افضل حول عنقه. نظرت اليه بعدم رضا لعدة ثوان. فهي لاتستطيع ان تمضي في اعادة ترتيب ملابس الضيوف! لابد وان هناك بالتأكيد بندا فيما يتعلق بهذا الامر في عقد الاتفاق الذي وقعته للعمل هنا , وبم يمض زمن طويل على استلامها له.
تمتم وفمه مشدود :"حسنا" وبدا تعبا من وقفته غير الطبيعية."سوف احصل على رقبة متشنجة اذا ما استمريت في رفع ذقني عاليا لمدة اطول, وانتهي بالمشي هكذا كل الليل. وعندها فعلا سأصبح مشهورا!"مع المرأة التي تنتظر وصوله في حفلة ثورنتون. ولكن لماذا هي مهتمة؟ ازدردت سين ريقها, فمن غير المحتمل ان ترى هذا الرجل مجددا, وهكذا فما الفرق بالنسبة اليها عمن ينتظره في غرفة الاستقبال؟ تنهدت بتثاقل وهي تنحني الى الامام وتحاول فك ربطة عنقه, لتبدأبربطها من جديد وقد احست بخشونة القماش. كان دنوه منها مهما واحست بشيء من التوتر, مما ادىالى فشل محاولتها الاولى.ولكن الرجل كان قريبا منها الى درجة انها رأت مسام وجهه, واحست بأنفاسه الدافئة على وجهها فكيف تستطيع التركيز؟
قال برضى :"ليس سهلا؟" عندما بدأت من جديد,شعرت انها محظوظة لكونه لم يلحظ انه هو سبب فشل محاولتها الاولى .
"همم"عبست سين بينما ركزت انتباهها على ربطة عنقه ولسانها بين اسنانها مانعا اياا من المضي في الحديث, اذ انها اردت التركيز على ربطة بدلا من جاذبية الرجل الذي تعقد ربطة عنقه.
ازدرد ريقه فجأة وقال :" كل من يرانا الآن معذور في ان يفسر الموقف كما يريد. كنت امزح فقط." عارض ابتعادها القاطع عنه وهي تضع يديها خلف ظهرها.
"لا تستطيعين تركي هكذا." عارضته سين بصمت مع ان اقتراحه قد ايقظ بعض الخيالات في عقلها .
أمرته بنفاد صبر :" تعال الى هنا" وشدته من ربطة عنقه الى الامام , باتجاهها , وراحت اصابعها تعمل بسرعه وهي مضطربه بسبب احلام اليقظة التي اجتاحتها . لابد ان هذا الرجل فوضوي . ولكنه شخص مهم جدا كي يدعى الى حفلة ثورنتون. وفيما كانت تربت على العقدة الجديدة برضى. سأله صوت مستنكر وجوده في ذلك المكان ." انت وولف , ماذا تفعل هنا؟"
لم تشعر سين برضى عن ذلك الصوت المتدخل . لابد انها الآن في ورطة بسبب هذا الرجل الذي يدعى وولف . لم يبد منزعجا من المتدخل, وادار وجه نحو المرأة التي نادته.
" أسأل عن مكان الحفلة ، يابربارا ." وانسحب بسهولة :" كيف تسير الأمور ؟" ومر من أمام مكتب الاستقبال لينظم إليها . نظرت سين نظرة ثاقبة إلى المرأة الأخرى . كانت من الضيوف الذين حضروا باكراً . كانت جميلة طبعاً . قسمات وجهها ناعمة وفتية وعيناها الخضراوان
محاطتان بأهداب مكحلة وفمها أحمر ولون بشرتها أسمر ذهبي لم تكتسب هذا اللون من المدينة . وشعرها الأسود يصل إلى كتفيها ليبدو طبيعياً ، ولكن في الحقيقة ليس كذلك ، فلابد من مصفف الشعر قد أمضى وقتاً طويلاً في تصفيفه ليبدو كذلك . وتبدو طويلة حتى بدون الحذاء ذي الكعب العالي الذي تنتعله مع فستانها الأسود الضيق الذي يعلو عن حدود ركبتيها مظهراً ساقيها الناعمتين .
كانت على النقيض من سين تماماً . ففي الحقيقة أن سين ذات الشعر الذهبي المعقود في جديلة تصل إلى خصرها وقسماتها الهادئة ، لايمكن أن توصف بالجميلة . وكانت عقدة حياتها في قصر قامتها ، فلطالما تمنت أن تكون طويلة مثل المرأة التي يقبلها الآن وولف على وجنتيها بحرارة .
أجابت المرأة التي تدعى باربرا على استفهام وولف " يبدو أليكس هذه الليلة أكثر تهذيباً مع مرور الوقت ."
وسمعت سين حديثهما وهي تقف قرب مكتب الاستقبال وعلى مسافة قصيرة منهما مع أنها كانت منهمكة بالأوراق التي أمامها على المكتب . وأضافت المرأة ذات العينين الخضراوين :" إنها إشارة واضحة إلى أنه مغتاظ ."
تنهد وولف :" وهل هو غير ذلك ، هذه الأيام ؟" وهز رأسه :" سوف يتسبب لنفسه بالذبحة القلبية إذا ما استمر هكذا ، باربرا . هل تعرفين أنه ..." قاطتعه باربرا بنفاد صبر :" إنه مغتاظ منك يا وولف . أنت تعرف أنه كان عليك الحظور مبكراً إستقبال ضيوفنا !" أليكس ؟ باقي العائلة ؟ ضيوفنا ؟ لقد خطر لسين فجأة بينما كانت مسمرة في مكانها ، أن وولف هذا هو أحد أفراد عائلة ثورنتون ، وان أليكس ، هو أليكس ثورنتون صناعات آل ثورنتون ، وبالتالي رب عملها .
لقد تذكرت أنها قالت لوولف ان أحداً لن يلاحظ غيابه عن الحفلة مع كل هذا الحشد ! وقد انتقدت مظهره قبل أن تحاول إعادة عقد ربطة عنقه ! ولكن من هو؟ ورفع حاجبيه بسخرية فوق عينيه العنبريتين قبل أن يقول :" عندما تلقيت دعوة رسمية اعتقدت أن اسمي وارداً في اللائحة الرسمية للضيوف ، وليس للعائلة ." ورمقته باربرا بنظرة لوم ، تغير فيها شكل وجهها مظهراً بشعاً لملامحها ." أنت تعرف أن الدعوة قد أرسلت إليك لكي تساعدك على تذكر المجيء إلى هنا . واضح أننا قد أضعنا وقتنا في تجربة ذلك . حسناً أن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل أبداً ، كما اعتقد " وتأبطت ذراعه واتجها نحو غرفة الاستقبال ." ربما عندما يراك أليكس هنا سيهدأ؟"
تمتم وولف بدون اهتمام :" أنا لا أولي ذلك اهمية فرؤيتي لن ولم تكن لتؤثر على أخي الحازم من قبل ."
أخي ! أدركت سين أن الأمر أسوأ مما ظنت ، لم يكن وولف مجرد فرد من عائلة ثورنتون فحسب ، بل الابن الآخر للعائلة ، والذي ازعجهم جميعاً لأنه أصبح فناناً موسيقياً أو أي شيء آخر حسبته العائلة غير لائق بوريث عائلة ثورنتون شريك أليكس ثورنتون في صناعات آل ثورنتون ويملك نصف هذا الفندق في الحقيقة .
أجابت باربرا لاوية شفتيها المطليتين بأحمر الشفاه :" كلا ، ولكن هذا سيزود والدتك ببعض السعادة لأنك هنا وهذا سيساعد الموقف ." لم يظهر على وولف الإقتناع ، ولا باربرا بدت مقتنعة بما تقوله . وبما أنها رأت أليكس ثورنتون عدة مرات ، لم تستطع سين منع نفسها من الاقتناع بأنهما كانا على حق في خشيتهما ، فالشقيقان لايبدوان مختلفين فقط ، فأليكس يبدو أكثر سمرة وعيناه رماديتان ولا يملك قوام شقيقه الفارع بل أن طباعهما مختلفة أيضاً كما يبدو من القليل الذي رأته . فأليكس ثورنتون حازم بينما وولف ثورنتون بدهائه الساحر قد أسر قلب سين على الفور . في الحقيقة ، لقد نظرت إليه بلهفة عندما أخذته باربرا بعيداً إلى غرفة الاستقبال حيث سيكون بلا شك منشغلاً بعائلته وأصدقائه هناك ناسياً موظفة الاستقبال الصغيرة .

لقد تمنت سين بالفعل أن يكون نسيها ، فلم تكن تريد أن تطرد من عملها بسببه ، وتصرفها معه لم يكن لائقا! في الحقيقه ان سين لامت نفسها على عدم انتباهها لحضوره اللافت للنظر ، وثقته بنفسه اللذين كانا جزءا متمما له قد يكون اكبسبهما بالوراثه ، ولكن كيف لها ان تدرك ذلك قبلا ؟
والآن وهي تراقبه مبتعدا، من المؤكد أنها ماكانت لتنسى اسما كوولف لو سمعته قبلا!
توقف وولف فجأة وتمتم بشئ ما للمرأة التي إلى جانبه قبل أن يستدير ويمشي إلى المكتب حيث ماتزال سين متوقفة . شاهدت تقدمه نحوها بعينين واسعتين، آه ، ماذا سيقول لها الان؟ "هل تتناولين العشاء معي غدا، يالوسيندا سميث؟ "
أضاف بخفه بعدما نظر إلى اسمها المعلق على ياقة السترة التي أعطاها إياها الفندق كجزء من لوازم العمل.
‏بلعت ريقها بصعوبة ، ورمقت المرأة الأخرى التي تقف وراءه في الممشى وهي تنظر إليهما بعينين خضراوين محددتين، ونقلت سين نظرها فحأة ، عندما لمحت الحقد في تلك النظرة. ونظرت إلى وولف وكأنه جن فجأة أو هي قد جنت . لم يدعوها إلى العشاء معه مساء غد؟ هل دعاها..؟ أجابته، مصححة:"سين."
ابتسم مظهرا أسنانه البيضاء على بشرته السمراء التي اكتسبها هو و باربرا في نفس الوقت معا! لم تستطع سين منع نفسها من التعجب. ولكن من كانت المرأة الاخرى؟ وما الدور الذي تلعبه في حياته كي يتمكن من تركها ليدعو سين إلى امسيه في الخارج؟
"أنا لا احمل أي خطيئة في تفكيري من أجل موعدنا الأول؟"قال وعيناه ترمقانها باستهزاء مرح:"فقط عشاء"
وهز كتفيه العريضتين واضاف :"ولكن إذا الححت ..." أجابته متأثرة:"عنيت ، اصدقائي يدعونني سين ، إنه تصغير لاسم لوسيندا."
وكان هو ينظر إليها بمرح. ولكن من يستطيع لومه؟ لقد كانت تتصرف كمراهقه بلهاء وليس كفتاة مسؤولة تبلغ العشرين من العمر. لوى فمه باهتمام لافظا اسمها بحرارة:"حسنا سين. هل تتناولين العشاء معي غدا مساء؟
‏ليس في مكان فخم كهذا، كما أخشى." وكان ينظر حواليه واستطرد :"استطيع أن أتحمل هذا النوع من الثراء حوالي مرة كل شهرين!" ولم تكن سين لتشعر بالراحة في مثل هذه الاماكن ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في اي مكان ولكنها لاتستطيع أن تلتقي بهذا الرجل في أي مكان .
لقد كان رب عملها.سمعت ان الابن الثاني لعائلة ثورنتون يبقى بعيدا عن مجال الاعمال. هزت رأسها قائلة:"انا لا اسطتيع . اخاف..."اوما بتفهم وهو يقول:"تعملين,استطيع ان اطلب من اخي ان يرتب امر اجازة لك غدا مساء."
"آه,لا"صرخت سين بعدم رضاها على الاقتراح .اخر ماتريد ان يسمعه رئيس عائلة ثورنتون,هو علاقتها بأخيه:"انا لن .."انهى وولف اعتراضها بمزاح:"اعتقد ان افضل طريقة هي اي ليلة اجازة لك سوف نتدبر الامر."
نظرت اليه سين بتركيز.لايبدو انه يستهزئ بها لكن مع ذلك لماذا يدعو فتاة نكرة مثلها؟
اضاف ترغيبا لها:"هل تحبين الطعام الصيني؟هذا ما احبه انا الا اذا كنت ..."
قالت سين بسرعة :"انا احب الطعام الصيني." واعية لنفاد صبر باربرا الجميلة المتوقفة في الممشى."وليلة غد تصادف يوم اجازتي ولكن..."
"عظيم,سوف القاك خارجا في الساعة السابعة والنصف مساء."
ونظر الى الوراء ليرى الرجل الذي انظم الى باربرا الجميلة.انه رجل تذكرت سين جيدا انه اليكس ثورنتون. اخبرها وولف:"اكره ان اكل متاخرا."ثم انضم اليهما ولم ينظر اليها بعد ذلك عندما ذهبوا ثلاثتهم الى قاعة الموسيقى.نظرت سين اليهم وهي تفكر , لقد دعيت بأعذب طريقة للقاء وولف ثورنتون على العشاء مساء غد.
لم يكن عليها الالتزام بذلك الموعد لو عرفت ان التقرب اليه اكثر سيقودها الى ما يشبه الذبحة القلبية . آه الذبحة القلبية لاتكفي لوصف الالم الذي عانته من الوقوع بحب وولف ثورنتون! وتناول العشاء مع جيرالد هاركورت.انه اقل قسوة.فرفقة جيرالد كانت سهلة وكان هو مغريا ولكن بدون ظغط.ربما لانه لايحتاج الى ضغط.وفكرت سين ان سحر جيرالد الطبيعي ووسامته كافيان للفوز بالقلوب, ولكن ليس قلب سين.فهي تحبه بشكل كاف.ولو انه لميصبح حما وولف ثورنتون لكانت ابقت على صلتها به.ولكن بما انه سيصبح حما وولف..
أخبرها بحرارة :" انا لن اتخلى عنك." وقال عندما رفضت دعوته الثانية :"فكرت انك ربما ستكونين المرأة التي تغير رأيي بالزواج."
نظرت سين اليه نظرة عتاب بينما وقفا في غرفة الجلوس الصغيرة داخل كوخها المؤلف من غرفتين للنوم والذي استأجرته منذ عامين في احد ضواحي فلتام وكان جيرالد قد رافقها الى منزلها بعد ان تناولا العشاء. وقالت:"هل تقع النساء عادة في هذا الشرك؟"
قال بازدراء وبغير خجل:"قليل منهن في الواقع."
ضحكت سين بخفة:"جيرالد,ربما نستطيع تناول العشاء معا من وقت الى اخر, انما الان اريد التركيز على حفلة زفاف ابنتك."
كشر قائلا:"تذكيري بابنة على وشك الزواج يكفي لإبقائي في مكاني , اليس كذالك؟"
هزت رأسها قائلة :"لم اقصد ذلك , ابنتك مازالت صغيرة على الزواج."
قطب جيرالد جبينه وقال :"انها تجاوزت العشرين من العمر اعترف بأن وولف اكبر منها بكثير . انه في الخامسة والثلاثين, ولكن انا اكيد بأنهما مناسبان لبعضهما البعض."
قالت بوهن:"ولكن العريس يبدو غريبا قليلا."فوولف الذي التقته اليوم يكاد لايكون وولف المثير الذي تعرفت اليه منذ سبع سنوات, لقد بدا وكانه لايعرف كيف يكون مثيرا!
اضاف بعدم اكتراث :"اوه,وولف لا بأس به ,هو وريبيكا صديقان ..."
صديقان ؟ عبست سين :"اليس من الغريب قول ذلك عن اثنين سوف يتزوجان في غضون اربعة اشهر؟"
لم يوافقها جيرالد :"لا, ليس غريبا على الاطلاق...انني اتمنى لو انني ووالدة ريبيكا كنا صديقين قبل الزواج, ربما لم نكن لننتهي عدوين لدودين عندما انتهت العاطفة الاولية بيننا . ويمكنني ان اخمن بأن نفس الشيء قد حصل معك." ونظر اليها نظرة حازمة. فاتسعت عينا سين وسألته:"ماذا تقصد؟"
ماذا يعنب؟ لقد كانت اكيدة بأنها وولف اليوم لم يعطيا اي انطباع على انهما يعرفان بعضهما البعض منذ عدة سنوات.
ازدرد جيرالد لعابه وقال :" كائنا من كان الرجل في ماضيك والذي اعطاك عدم الثقة بالزواج مثلي, فأنا استطيع الرهان على انكما لم تكونا صديين ."
لقد كان رهانا خاسرا . فهما كانا صديقين حميمين منذ بداية علاقتهما,مما ادهش سين التي كانت متأكدة من انه لا يوجد اي شيء مشترك بينهما. ولكن مامن طريقة لتخبر جيرالد عن الرجل! ابتسمت بعدم اكتراث:"انا اكيدة من ان كلا منا قد عانى من الازمات العاطفية في ماضيه الى درجة انها قد اثرت على حياته, ولكننا تغلبنا عليها." ورفعت وجهها عاليا اذا انها كانت تعرف انها لن تنسى وولف.
اوما جيرالد بتفكير :"بعضنا يفعل." واخذ يراقبها.وقد وافقها اخير بخفة:"سوف أؤجل دعوة العشاء اذا . وتحرك ليجذبها اليه من كتفيها بخفة:"ولكنني اقصد انني لن اتركك بالفعل " وقلب اصابعه بخفة على شفتيها . وقفت سين على باب كوخها المضاء تلوح مودعة جيرالد الذي كان يقود سيارته بطريق العودة. وتعجبت ماذا سيفعل لو انه عرف انها وولف كانا على وشك الزواج منذ سبع سنوات!
بالعودة الى الماضي, عندما انهت عملها في الفندق تلك الليلة لم تر وولف ثورنتون بعد ذلك . لسؤ الحظ,فقد اعتقدت سين انه لم يكن جادا,فما الذي دفعها لانتظاره خارج فندق ثورنتون في الساعة السابعة والنصف في الليلة التالية؟
شعرت بارتباك شديد وهي تقف في الممشى, والناس الداخلون الى الفندق ينظرون اليها بفضول, بينما حاولت ان تبدو طبيعة وتتظاهر بأنها تنتظر احدا ما , شخصا ما لم يصل حتى الثامنة الا ثلثا! لم يكن جادا, ادركت ذلك بقلب غارق, وهي تفكر كيف تستطيع الانسحاب من دون لفت الانتباه اكثر اليها.
النادل الذي تعرفت اليه منذ بضعة اسابيع كان يراقبها بانتباه, فقط ليعرف مع من كان موعدها. كم هو مريع ان هذا الموعد لم يتم! قال لاهثا:"من حسن الحظ, انني وجدتك." سمعت الصوت من خلفها:"لقد اعتقدت انني تأخرت."
لقد كانت سين على وشك الانسحاب من امام البوابة الرئسية للفندق, ولكنها التفتت بسرعة عندما سمعت صوت وولف ثورنتون. بدا ان وولف قد احتار ماذا يرتدي لتلك الامسية, تماما كما احتارت سين بين الملابس العملية او الرسمية.حيث انه لم يكن يرتدي سترة مع ان برد شهر نسيان كان قارسا. وبدا على قميصه الازرق بعض بقع الطعام!لقد كان مظهره اقل ترتيبامن مظهره ليلة السبت وشعره اشعث من الهواء.ولقد انتبه الى ذلك عندما لاحظ نظراتها الصامتة اليه, ووضع يده على شعره يحاول ازاحةبعض الخصلات عن جبينه:"انني اسف حقا لتاخري عن موعدنا ياسين, ولكنني تأخرت في العمل."
ولم تستطع منع نفسها من التعجب:"انت تعمل يوم العطلة؟" عبس لردة فعلها وامسك بيدها بقوة:"انا اعمل كل يوم ياسين" واقترح بنعومة:"دعينا نذهب وسنتكلم ونحن نتاول طعام العشاء." لقد ظن انها سترفضتناول العشاء معه لانه تأخر عشر دقائق فقط!
ادركت سين بذهول.
لم تكن سين سعيدة بوقوفا في ذلك المكان بانتظاره, اعترفت بذلك . والان بما انه قد حضر فإن النادل قد اضطرب لرؤيته الشخص الذي اتى ليقابلها . ومن الواضح انه مايزال يذكر وولف من ليلة امس! ولكنها ما كانت لتغير من رأيها في شان العشاء من اجل عشر دقائق تأخير. ومن تعبير رون , النادل, المندهش , كان من الافضل لهما الابتعاد عن الفندق بسرعة! "لقد اعتقدت انك قد تناولت طعامك؟" وعبست في وجهه وهما يتجهان نحو سيارة الاجرة التي اشار اليها وولف بالاقتراب.
اعطى وولف عنوانا للسائق وجلس بجانب سين في المقعد الخلفي. وبدا مرتبكا ونظر اليها قائلا:"مالذي اعطاك هذا الانطباع؟ هذا ليس طعاما."
وضحك باستخفاف من طريقة نظرتها للامر ووضع يده على البقع معترفا بذنبه:"كان علي تغييره قبل مجيئي للقائك. ولكني انشغلت في عملي, وكانت تقريبا الساعة السابعة والنصف عندما تذكرت موعدنا." وضحكت بنعومة وبدأت تشعر بالراحة وهما يبتعدان عن الفندق , لقد كان اسوأ مكان ممكن لتدبر موعد لقائهما, مع انها كانت تعرف انه لم يكن امامه الكثير من الوقت ليقرر مكانا اخر.
قالت بابتسامة عاتبة:" ما استطعت قوله لم يكن جديرا بالاطراء." وتحركت يد وولف للامساك يبدها:"عندما تعرفينني جيدا ستدركين انني لا اجيد الاطراء ابدا."
واخبرها بحده:" في الواقع لقد اتهمت بعكس ذلك تماما في اكثر من مناسبة." وبدا انه اعطى بعض الحياة للحوار حين قال :"امل انك لاتمانعين , فلقد طلبت من السائق ان يأخذنا الى شقتي , فانا حقيقة علي ان اغير ملابسي قبل ان اصطحبك الى العشاء." لم تأبه سين الى اين يذهبان , لان جسدها كان يرتعش من مجرد لمسة يديه ليديها. ولاحظت دفء نظراته العنبرية بينما كانا في طريقهما الى الشقة .
كانت الشقة كما توقعت سين في ماي فير, وأخذها الى الطابق الاخير من المبنى. ولكن اثاث المنزل كان في غاية الغنى. فالخشب الابونية مع الكروم مغطى بجلد بني بدا وكأنه ليس ذوق وولف. وقال وولف:"باربرا هي من جهزت الشقة." وكأنه يقرأ افكارها ! باربرا من جديد.لم تقدر سين ان تمنع نفسها من التفكير في موقع باربرا في حياة وولف وجعلها هذا الامر تشعر بالاكتئاب.
بدا وولف هذه المرة وكأنه لايعي مشاعرها فقال بخفة:"امنحيني بضع دقائق لاغير ملابسي وسأكون معك." ودلها الى مكان الثلاجة:"قدمي لنفسك عصيرا واطلعي على رفوف الكتب." واسرع الى الغرفة مشرعا بفك ازرار قميصه.
أخذت سين بضع دقائق لالتقاط انفاسها قبل ان نفذ فكرتها, فكونها برفقة وولف ثورنتون جعلها تشعر وكأنها دخلت في القطار السريع! ولكن عندما نظرت الى رفوف الكتب الممتدة على حائط الغرفة لم تعد مهتمة بالعصير. فلقد وجدت ذوق وولف بالكتب حيويا مثل تفكيرها تماما, ومواضيع الكتب تشمل الشعر والسير الذاتية التاريخية والحديثة الى الفن والتاريخ, وذوقه بالقصص الخيالية يختلف بين الرعب والاحلام والغموض حتى الرواية العادية التي تصنفها ضمن الرومانسيات.
بدا ان اهتمامه ينصب على الكلاسيكيات.ولكن مع ذلك ما زالت سين تعتقد انه من الصعب الحكم على طبيعة انسان من خلال ذوقه باختيار الكتب. ورغم الوقت القصير الذي عرفته فيه الا انها احست انها بحاجة ماسة لان تعرف عنه اكثر.
لكن بضع الدقائق التي طلبها وولف امتدت الى وقت اطول. وعندما نظرت الى ساعة يدها عرفت انه انصرف منذ اكثر من نصف ساعة.بالتأكيد لايلزمه كل هذا الوقت لكي يغير ملابسه؟ وحتى اذا كان قد قرر ان يستحم ويحلق ذقنه قبل ان يرتدي الثياب النظيفة فمن المؤكد انه لن يلزمه كل هذا الوقت الطويل؟
نادته :" وولف؟" واعادتها ثانية عندما لم تسمع ردا على ندائها الاول :"وولف!" ومع ذلك لاجواب.ماذا كان يفعل ؟ لم تشعر بالراحة تماما من فكرة دخولها غرفة نومه, ولكن اذا كان لا يستجيب لندائها ... الى جانب ذلك قد يكون وقع ارضا ولايستطيع الرد عليها. لم يكن امرا محببا, ولكن هناك امر ما قد اخره."الامر." يتحول الى مفاجأة كاملة لسين, التي لم تكن لديها اية فكرة عن اي شيء .غرفة نوم وولف غرفة اخرى تستطيع سين ان تقول عنها انها لم تفرش حسب ذوقه. فمفروشاتها الفخمة لا تناسبه ابدا , ولكنها كانت خالية من الرجل نفسه, والحمام ايضا كان خاليا ولكن الباب الاخر الملحق بالغرفة كان اكثر اهمية. دخلت الغرفة ببطء وفتحت بقوة عينيها عندما وجدت نفسها داخل محترف. محترف فنان – رسومات كاملة وشبة كاملة منتشرة على جدران وسقف الغرفة من الزجاج يسمح بوصول اكبر كمية من ضوء الشمس . وصدق تكهن سين ان المناظر هنا, هي التي تحتاج لضوء لكي تؤثر بالاحاسيس, وليس فقط بالنظر, وحينما نظرت اليها باهتمام, اخذ استغرابها يتزايد, فالرسومات كانت جدة جدا برغم عدم معرفتها بأمور كهذه.وولف قد رسمها جميعا.
كان وولف يجلس وظهره اليها, مهتما كليا بلوحته شبه الكاملة امامه. والمرأة في الرسم كانت مستلقية مثل جنية بين الصخور الرمادية والبحر الرمادي الهائج حولها يحاول ان يغرقها في لججه الحريرية .شعراشقر متناثر بفعل الهواء الهائج. وفستانها الازرق الباهت يلتصق بمنحنيات جسدها.وعادت نظرات سين الى وجه المرأة مرة اخرى.فتعبيرها الصافي على وجهها مرتكز على عينين ساحرتين, كان هناك شيء مألوف في هذه المرأة , ياللعجب انها هي!
لابد انها شهقت عاليا لهذا الادراك لان وولف استدار بحدة , وتجمدت نظراته بضع ثوان عليها, وهز رأسه منزعجا من نفسه."تبا! لقد فعلتها من جديد , اليس كذالك؟"
وقف بغير توازن وهو يمسح الطلاء عن يديه بمنديل وكأنه يفعل هذا للمرة الولى اليوم.فلقد بدا ان هذا المنديل كان ابيض من قبل. لقد كان الدهان على قميص وولف ايضا.
وادركت سين وفجأة انه كان يعمل في هذا الرسم قبل ان يأتي ليقابلها. هذا كان سبب نسيانه للموعد. والمرأة في الرسم كانت هي.كانت متأكدة من انهاهي




راى وولف الارتباك على وجهها عندما عبر الغرفة ليقف امامها ."نعم انها انت.... انه سبب تأخري عن لقاءك هذا المساء."
أومأت له بذهول وكانت لاتزال تحملق في الرسم امامها وقالت له :"كنت مشغولا بالعمل عليها."
"انني كذلك منذ عدت الى المنزل مساء امس." وكان ينظر الى الرسم :"ولكن لم يكن هذا فقط." وامسكها من كتفيها بنعومة وازداد تعبير وجهه عمقا:"عندما اعمل في الرسم يبدوا لي الزمن كما لو انه توقف. وعندما اخبرتك انني نسيت موعدنا لم اكن اقصد ذلك انما الوقت قد انساب بسرعة مني , لقد كنت اتشوق لرؤيتك من جديد منذ ان تركتك ليلة امس. هل تؤمنين بالقدر؟"
استفزها بقوة وهزها بخفة عندما لم تجبه على افور."انا لم اكن متأكدا من ذلك حتى مساء امس .الرسم هو حياتي ياسين, لم ارغب في اي شيء آخر ولم افعل اي شيء آخر منذ ان وعيت على الدنيا."
كان يتكلم بسرعة ويأس لكي يجعلها تفهم مايعني صمت لحظة وأضاف:"وكنت راضيا وحتى مسرورا في بعض الاوقات . لم اخسر صدقيني فأنا انتقد نفسي! ولكن ليلة امس عندما استعطت الهروب من الحفلة , كنت ملهما, كنت اعلم ان علي ان ارسمك." ونظر الى الرسم واستطرد :"انه جيد , ياسين."
ولمع وجهه برضى كونه قال الحقيقة.لم تستطع سين الجدال.كان الرسم جميلا ولكن ماذا يعني؟ لماذا رسمها وولف بتلك الطريقة؟:"انني احضر هذه الرسومات لمعرضي الذي سيجري في الصيف القادم .وكنت في حاجة الى شيء خاص ليكون موضوعي الرئيسي للمعرض."
ونظر الى الرسم مجددا:" هذاالرسم سيكون الموضوع الرئيسي."
اشاحت سين نظراتها عن الرسم الجذاب ونظرت الى وولف الذي اصبح مستغرقا مرة اخرى في الرسم
كان من الواضح , الان , انه رسم يستحق اسم "شيء مميز", وهذا ليس له علاقة بأن وولف قد رسمها لتبدو جميلة.كان هناك سحر خاص في كل عمل له ولكن هذه..!
لم تشك سين للحظة بأن المعرض سيكون ناجحا وان اسم وولف ثورنتون الفنان,سيعرف عالميا وايضاهي اسم ثورنتون في عالم الاعمال. قالت بخجل:"انني سعيدة لان لقاءك بي قد وهبك هذا الالهام."
التفت لينظر اليها مبعدا اثر الرسم الاسر, وابتسم ابتسامة دافئة زينت وجهه الجميل, وامسك بكتفيها مرة اخرى, وقال:"لقد اعطاني اكثر من مجرد رسم ياسين, لقد اعطاني المرأة التي سأتزوج منها."
شعرت بان كل الانفاس قد خرجت من رئتيها وجف حلقها وكل عضلة في جسمها قد توترت غير مصدقة.الم يقل حقيقة انه..
"القدر ياسين"ذكرها بتشويق ضاحكا بسبب تعبير وجهها الجامد.
"لم اكن اتكلم عن الالهام للرسم فقط.انه لقاء المرأة التي اردتها ان تكون زوجتي هو الذي اعطاني الالهام!"
صرخت به :"انا"لاتستطيع تصديق هذا الرجل . فهو من عائلة ثورنتون من جهو , ورجل لو صدق القدر فمن المفترض ان يكون بين اشهر الفنانين من جهة اخرى. ويريد الزواج منها..؟
لم يكن يعرف عنها شيئا فسنوات عمرها الاولى قضتها في الميتم وسنوات عمرها الاطول في بيوت الرعاية والوقت الذي امضته بعد ذلك قضته في الصراع من اجل تلقي بعض علوم السكرتاريا لتحظى بعمل مناسب.
عملها كموظفة استقبال في فندق ثورنتون كان الاكثر اهمية حتى الان. والان هذا الرجل يملك نصف الفندق يخبرها انه يريد الزواج منها! امر لايصدق.
اكد لها :"انت يالوسيندا سميث...وقبل ان يتم معرضي الاول سأقنعك بالزواج مني." وقد اقنعها بدون جهد .كان من المستحيل ان لا تقع في حبه وان لاتكون هناك حين يحتاجها.وقد مضى الاثنان كل ثانية متاحة لهما معا منذ الليلة الاولى, ومن اجل ان تتأكد من انه لم ينس تناول الطعام عندما يستغرق في رسوماته. وقد ذهبت في تلك الليلة واحضرت وجبة طعام صيني الى المنزل وامضيا الليلة معا.ومع نهاية شهرهما الاول انتهى رسم سين كما ارده وولف ووضعت سين خاتم الخطوبة. وهي تعرف جيدا ماجرة لخاتم خطوبتها العقيق مع الماس.لقد اعادته اليه بعد بضعة اسابيع.
لكن ماذا حدث لرسمها؟ والرسومات الاخرى التي اتمها في محترفه ايضا؟ اذ لم يكن هناك اي معرض لاعمال وولف في ذلك الصيف, ولا اي صيف اخر, كما تعي سين , وكانت تبحث عن لوحات وولف ثورنتون خلال الاعوام التالية وتتمنى لو ترى ايا منها من جديد ولكن لم يكن هناك اي عرض لرسوماته ابدا
ماذا حدث لوولف؟.


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس