عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-08, 03:42 AM   #23

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




8 – امرأة لا تطاق



كان مايك جالسا على شرفته , رافعا قدميه , متأملا أضواء الليل التي تتلألأ في سماء المدينة , عندما جرس هاتفه الخلوي , فأخرجه من جيبه ووضعه على أذنه : "مايك ستون " .
وتساءل عن هوية المتصل . أتراه أحد المبرمجين المتعاقدين معه ؟ لا ... لن يتصل أحدهم ليلة الجمعة . لعله ريتشارد يحذره مرة أخرى من أن يضع يده على عروسه المنتظرة .
مايك . أنا ناتالي !
عقد حاجبيه : "كنت أفكر فيك لتوي ".
فردت متهكمة : " أنا واثقة من ذلك . أين أنت الآن ؟ مهما كان ذلك المكان , فهو هادئ " .أنا في بيتي .
ما كان لي أن أطلبك على هاتفك الخلوي . حسنا , لقد فعلت ما أردتني أن أفعله . أخبرت والدي بالحقيقة وسيسرك أن تعلم أننا مدعوان إلى بيتهما إذا على الغداء .
ماذا ؟
اهتزت ركبته ما جعله ينزل قدميه على الأرض .
كان علي أن أنبهك إلى أن هذا ما سيحدث . بما أنهما يهتمان بي , فمن الطبيعي أن يطلبا رؤيتك , ليتأكدا من أنك لست منحرفا أو مريضا نفسيا , حيث أنك قد تكون كذلك . في الواقع , أنا لا أعرف كل شيء عنك .
أنا مزيج من أمور كثيرة , لكن الانحراف ليس منها . كما أنني لست مريضا نفسيا .
وما أدراني ؟ ليس لدي سوى كلمتك بهذا الشأن .
شعث شعره : "أنا لست قديسا , لكنني لا أكذب أبدا . اسألي عني تجدين أن مايك ستون هو رجل يلتزم بكلمته ولا يكذب " .
ومن علي أن أسأل ؟ ريتشارد كراوفورد , الذي اعترفت بأنه مساهم في شركتك وسيستفيد إذا ما تزوجتك وحصلت أنت على تلك الشراكة ؟
إذا تزوجتني ؟ ظننت أننا اتفقنا .
كان هذا قبل أن تزج أبوي في الموضوع . والآن عليك أن تنال رضاهما أولا . إذا حدث هذا , فأنا لك كليا .
خرجت هذه الكلمات المثيرة من فم ناتالي قبل أن تستطيع منعها . ما كان لها أن تتصل به فتعذبه بما سيحدث لو أخبرت والديها الحقيقة .
من حسن الحظ أن الحديث بينهما جرى هاتفيا فلم ير احمرار وجهها الناجم عن الشعور بالذنب , لأن تلك الكلمات المثيرة عكست رغباتها الدفينة . فهي ستعشق أن تكون له كليا .
لا , هذا ليس صحيحا تماما . فهي تفضل أن يكون هو لها كليا . لعبتها الخاصة التي تلعب بها حتى ترضي كل تلك الأشواق التي أثارها فيها .
لكن الخطة ليست عملية , وهي نسج الخيال فالعالم الحقيقي لا يمنح المرأة هذا الحق . فالمرأة تدفع ثمن علاقاتها العاطفية غاليا وألما يدمر الروح .
وحده الرجل يستطيع أن يأخذ ما يريد , ثم يرحل من دون أن يلقي نظرة إلى الخلف . لم تخطر لها قط فكرة أن براندون فقد القدرة على النوم من أجلها . كان بإمكانه أن يعود إلى زوجته إلى أن يعثر على فتاة أخرى يسهل خداعها .
كان براندون قد قال لها منتقدا حين طلبت منه أن يخرج من بيتها : " المشكلة معك هي أنك تأخذين الحياة على محمل الجد أكثر مما ينبغي " .
ذكرتها تلك الكلمات بأنها غير قادرة على العبث فهي صادقة ومخلصة في مشاعرها . لم يكن براندون مصيبتها الأولى بل الأخيرة , والأخيرة بكل تأكيد , كما عادت تؤكد لنفسها .
وتابعت تقول لمايك بلهجة حاولت أن تجعلها هزلية : " وقبل أن تذهب مخيلتك بعيدا , ما قلته كان مجرد طريقة في التعبير " .
أظن أن مخيلتي آمنة تماما معك , يا ناتالي .
آه ... لقد آلمها هذا .... آلمها تماما .
كلامك هذا أراحني , يا مايك . لكن ربما عليك أن تكون حذرا عندما تختار ملابسي الجديدة فالرجال مشهورون بأنهم سطحيون . في الماضي كانت مجرد لمحة من الكاحل تسيل لعاب الرجال .
فضحك : " أحتاج إلى أكثر من لمحة من كاحلك , يا حبيبتي , وهذا لا يعني أني رجل من طبعه أن يسيل لعابه . عرفت نساء كثيرات لم يثرن أي شعور في نفسي " .
مسكين يا مايك , هل لديك مشكلة ما ؟
فضحك مرة أخرى : " هذا صحيح الآن , لكنني سوف أصلح الأمر لاحقا , هذه الليلة " .
هذا ما خطر لها . سيخرج إلى المدينة لكي يحضر دمية جميلة .
آمل أن تتوخى الحذر .
أنا دوما أتوخى الحذر , يا عسلي .
هل تدرك أنك ناديتني بالصفتين ( حبيبتي ) و ( عسلي ) خلال نصف ثانية ؟ أظننا تفاهمنا على هذا الموضوع .
المشكلة معك يا ناتالي هي أنك تكثرين من التفكير . عليك أن تخرجي من بيتك وترفهي عن نفسك .
أتعني مثلك ؟
لا أنوي الخروج الليلة .
لكنني ظننت ...
أرأيت ما أعنيه ؟ أنت تظنين كثيرا , وظنونك غير صحيحة كالعادة .
أنت رجل لا تطاق .
وأنت امرأة لا تطاق .
تنهدت ساخطة : " لدي عمل أفضل من أن أتحدث إليك . وقبل أن نختم كلامنا هذا , على أن أعترف لك بأمر ".
هذا لا يعد بالخير .
في الواقع , أنا لم أخبر أبوي بالحقيقة . وما من دعوة على الغداء غدا في بيتهما .
آسف . لم أفهم .
أردت أن أريك كيف تتعقد الأمور إذا أخبرنا أبوي أننا سنتزوج . أعرف أنك تريد أن يبدو زواجنا حقيقيا , لكنني أود أن أحصل على طلاق هادئ لاحقا من دون أن أضطر إلى شرح أي شيء لأسرتي . ما رأيك ؟
ليس لدي أسرة أشرح لعا تصرفاتي على الإطلاق .
قال لها هذا ما جعلها تتساءل عنه مرة أخرى .
ماذا تعني بقولك ( على الإطلاق ) ؟
فزمجر قائلا : " أعني على الإطلاق " .
ومنعها غضبه هذا من طرح سؤال آخر حول هذا الموضوع . لكنها سألته : " وماذا عن أصدقائك؟".
ليس لدي سوى صديقين . ريتشارد يعرف الموضوع , وريس سيعرفه قريبا جدا . سأدعوه هو و زوجته إلى عرسنا .
ولماذا هذه الدعوة ؟
للتصوير والشهرة . ريس رجل أعمال شهير وزوجته ألانا حامل . وعلاقتي برجل مفكر وغني ورب أسرة مستقرة سيترك في نفس هلسينجر تأثيرا قويا .
ربما , لكنني سأكون محرجة .
بقدر حب ناتالي لريس وألانا , إلا أنهما كانا من زبائنها , ولم تشأ أن يعلما أنها ستتزوج مايك من أجل المال .
فقال هازئا : " أنت ... تشعرين بالحرج ؟ أبدا ... فأنت صلبة كالصخرة " .
وتصلب جسمها . ليت مايك يعلم ! وردت عليه بحدة : " ليس بصلابتك " .
هذا صحيح . إذن بما أخبرت أهلك ؟
بقد ما استطعت من الحقيقة . أخبرتهم بكل شيء عنك وعن احتمال أن تصبح شركا لهلسينجر وأنك عرضت علي مليون دولار إذا استطعت أن أجد لك زوجة في يوم واحد . بعدئذ , أخبرتهما بسرور بالغ أنني وجدت لك زوجة , لكنني لم أخبرهما بأنني أنا تلك الزوجة .
هذه مهارة فائقة منك .
نعم . هذه أنا , ماهرة بقدر ما أنا صلبة . أنت محق إذن , يا مايك . أنت آمن جدا بقربي , لأن الصلابة والمهارة ليستا من صفات المرأة التي تثير رغبات الرجل .
تمنى مايك لو أن هذا صحيح . لكن لسوء الحظ لم يشعر بمثل هذه الرغبة منذ وقت طويل .
لا بد أن عزوبيته الحالية جزء من المشكلة لكنها ليست السبب الوحيد في ثوران مشاعره المستمرة . فمها الوقح ذاك أثاره للغاية , فضلا عن جسدها الجميل البعيد المنال .
وابتسم يأسف . لقد خدعته حقا بشأن ما عليه أن يخبر والديها عن حياته .
وبقدر ما كان مايك يفضل الحقيقة , إلا أنه مضطر لأن يكذب في هذا الموضوع . فالحقيقة ستجعل أي أبوين محبين طبيعيين ينصحان ابنتهما الغالية بأن تقطع علاقتها به , مهما كان مبلغ الذي ستكسبه . كما أن الحقيقة قد تجعل ناتالي تهرب هي أيضا . لذا , عليه أن يكون حذرا جدا معها وبقربها . ربما عليه ألا يراها كثيرا قبل الزواج , كيلا يحدث ما يفسد الأمور .
نعم , هذا ما عليه أن يفعله .
وقال على الفور : " بالمناسبة , لا يمكنني أن أذهب إلى المصرف صباح الاثنين . سأذهب لاحقا لأوقع اتفاقية ما قبل الزواج " .
فقالت بحدتها المعتادة : "هذا حسن " .
وسنخصص يوم السبت القادم للتسوق . على أن أعرف من أسرة هلسينجر ما ستحتاجين إليه على اليخت ولكن من الأفضل أن نتفق على الموعد الآن , ما رأيك بالساعة التاسعة ؟
أتعني أنني لن أراك حتى هذا الوقت ؟ ماذا حدث لمشروعنا بأن نجعل هذه الخطبة تبدو حقيقية ؟ ألا ينبغي أن نمضي مزيدا من الوقت معا ؟ ونخرج أحيانا لتناول العشاء ؟ ويزور بعضنا البعض ؟
ليس ثمة أسوأ من هذا , كما رأى مايك . كان واثقا من أن هذا سيفسد الأمور وقال بحزم : "لا أظن هلسينجر يراقب كافة تحركاتنا . المهم هو تصرفاتنا على اليخت , وليس تصرفاتنا قبل ذلك . إلى اللقاء يوم السبت القادم , يا ناتالي " .
وأقفل الخط .
حدقت ناتالي في سماعة الهاتف . إنها لن تراه قبل أسبوع كامل .
وهذا يعني سبعة أيام كاملة .
وسبع ليال كاملة !
وتمتمت وهي تعيد السماعة إلى مكانها بعنف : "هذا حسن " .





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس