عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-08, 03:51 AM   #24

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



9
- غدا يوم آخر



لم تستطع أن تصدق مدى البطء الذي مر به الوقت في تلك العطلة الأسبوعية , وفي الأسبوع الذي تلا . حاولت أن تشغل نفسها بالتحضير لوضع إعلانات عن وكالة " مطلوب زوجات " في المجلات كما قامت بتنظيف البيت ومحيطه بمناسبة حلول فصل الربيع . تكررت زيارتها لوالديها وسرها استقرار حالتهما المالية , لكنها كانت في الوقت نفسه مشمئزة من مايك و أمواله اللعينة .
كان الرجل مصدر خطر مخيف , ليس لأنه أثار مشاعرها وحواسها وحسب بل لأنه جعلها تدرك كم هي فارغة حياتها , وكم هي وحيدة .
لم تعد تستمتع بالقراءة أو بمشاهدة التلفزيون , بعد أن كانت تتلهف , ذات يوم , إلى الوقت الذي تجلس فيه لقراءة آخر كتاب صدر , أو مشاهدة برمجها التلفزيونية المفضلة . وفجأة . بدت لها هذه النشاطات كلها مجرد تمضية عبثية للوقت . كما أن الذهاب إلى النادي الرياضي لم يعد يهمها . ولماذا تهتم برشاقة وجمال جسم لا يراه رجل ؟
أم عملها في وكالة " مطلوب زوجات " ... فقد بريقه بشكل خطير . وقررت ناتالي أن تغير عملها عندما تستلم المليون الثاني .
عاد ذهنها يفكر في الغد , كما فعل مرات كثيرة اليوم .
قال إنه سيأتي لاصطحابها في الساعة التاسعة . ما زال أمامها حوالي خمس عشر ساعة , فلماذا يبدو ذلك بعيدا كالأبدية ؟
وجدت نفسها تجول في أنحاء البيت وهي في حالة قلق بالغ , فيما أفكارها لا تستقر على موضوع معين لشدة اضطرابها .
في السادسة والنصف , قررت أن تقصد مطعم " بيرتوليني " لشراء المعجنات إذا لم تكن تحب الطهي بنفسها .
وتوقفت أمام مرآة الردهة ثم عبست لمظهر شعرها المرفوع بشكل جديلة مشدودة , لامعة وذات مظهر صحي . لكن مايك كان محقا . فطراز شعرها ممل ويظهرها أكبر سنا .
كان محقا بالنسبة لأمور أخرى أيضا , فهي لم تسدل شعرها منذ وقت طويل .
هزت رأسها ثم سارت إلى الباب الأمامي , قبل أن تتوقف وهي تصرف بأسنانها . فكرة أن تسألها صاحبة المطعم عن صديقها لا تطاق , كما أنها قد لا تسألها أبدا بل تكتفي بأن تنظر إليها والشفقة في عينيها .
وتأوهت ناتالي .
كانت رغبتها في أن تتصل بمايك جارفة , لكنها قاومت . غدا ستكون آخر ليلة أرقة تمضيها . يمكنها أن تنتظر ... وستنتظر .
إلى أين يمكنها أن تذهب ؟ بمن غيره يمكنها أن تتصل ؟
مازال لديها أصدقاء من وظيفتها القديمة , لكنها لطالما رفضت دعواتهم للخروج ما جعلهم يتوقفون عن دعوتها . كانت كاتي صديقتها الوحيدة الحميمة في العمل لكنها متزوجة الآن وحامل . ولم تشأ ناتالي أن تزورها وترى مدى سعادتها .
ربما عليها أن تشتري بعض أفلام الفيديو الجديدة وبعض ألواح الشوكولا لترفع من معنوياتها قليلا .
قطع حبل أفكارها رنين جرس الهاتف . لا يمكن أن يكون المتصل أمها , فوالداها يذهبان دوما إلى النادي ليلة الجمعة .
لا بد أنه مايك , وعندما ركضت لترد على الهاتف , خطر في بالها أنه قد يلغي موعدهما غدا . إذا كان هذا صحيحا فستموت .
ورفعت السماعة : " ناتالي فيرلين " .
ناتالي . أنا ألانا . ألانا دياموند .
فهتفت ناتالي وهي تحاول إخفاء خيبة أملها : "ألانا . ما أجمل هذه المفاجأة ! كيف حالك ؟ ".
في أروع حال .
يبدو أن ذاكرتك ما زالت حسنة .
ضحكت ألانا . كان ضحكتها جميلة أنثوية للغاية . إنها امرأة ذات أنوثة بارزة . وخطر لناتالي بتعاسة أنها ليست مثلها . لا عجب في أن يتجنبها مايك كما يتجنب السم . لو كانت رجلا لفعلت ذلك أيضا .
قالت ألانا : " أتعلمين ؟ لا أظنني شكرتك بما يكفي لزيارتك غير المتوقعة لي ذلك اليوم ".
هذا أقل ما كان علي أن أفعله .
لا يزعج الكل نفسه . على أي حال , يا ناتالي , لم أتصل بك الآن لهذا السبب . في الواقع , تلقيت مكالمة هاتفية من مايك اليوم .
فقالت ناتالي مترددة : " آه ..... " .
أخبرني عن زواجكما .
أحقا ؟
أخبرها أنه سيفعل ذلك , لكنها ما زالت تتمنى لو لم يفعل .
لقد طلب مني ومن زوجي أن نساعد ريتشارد وزوجته هولي في تنظيم حفل الزفاف .
حاولت ناتالي أن تتغاضى عن الحرج الذي شعرت به في كرامتها , لإهماله لها كليا . لكن سواء أكان هذا زواجا حقيقيا أم لا , أليست هي العروس ؟ فقالت بحدة : "أرجو أن يكون قد أوضح لكما أن زواجنا هو مجرد ترتيب عملي مؤقت , وليس زواجا سخيفا قائما على الحب " .
نعم , وكان واضحا جدا من هذه الناحية .
فقالت ناتالي ساخرة : " أتصور ذلك . أوضح مايك منذ البداية أن لديه حساسية على الحب والزواج ".
سمعته يقول ذلك . لكن هل هذا هو الحال معك , يا ناتالي ؟ هل لديك حساسية على الحب والزواج ؟ أعني ... لماذا أسست وكالتك للزواج هذه إذا كنت لا تؤمنين بالحب ؟
بل أنا أؤمن بالحب . لكن الحياة قد زعزعت إيماني بالجنس الآخر .
نعم . أعرف ما تعنين .
لعل ألانا تفكر في زوجها الأول الفظيع , وتابعت تقول : " زواجك هذا من مايك هو بسبب المال إذن . أنت تحبينه في السر أليس كذلك ؟" .
انتظرت ألانا من ناتالي أن تفكر ... بطريقتها العملية المعهودة . لكن عندما لم تسمع ردا فوريا من ناتالي , أدركت أنه ربما ... وربما فقط , في هذا الزواج أكثر من مجرد ترتيب عملي , من ناحية ناتالي على الأقل . وقالت ألانا فجأة بلطف : " ناتالي ؟ ".
الآهة التي سمعتها أخبرتها بما أردت معرفته . يبدو أن هولي كانت محقة , فقد أضفت زوجة ريتشارد لمسة حب على زواج مايك وناتالي .
كانت هولي قد قالت عندما تحدثتا بهذا الشأن : "ما من فتاة محترمة تتزوج رجلا من أجل أمواله فقط ".
وأردفت حينذاك : " إذا كانت ناتالي محترمة , كما تصفينها , فلا بد أنها منجذبة إلى مايك ".
وعادت ألانا تصر عليها :" أنت مفتونة به , أليس كذلك ؟ ".
تأوهت ناتالي مرة أخرى : " لا أدري ما السبب فهو أكثر الرجال الذين عرفتهم إزعاجا ".
لكن رجولته لافته .
هذا صحيح .
هل أنا مخطئة في القول إن الناحية العذرية في هذا الزواج لا تحظى بموافقتك ؟
لم تنكر ناتالي بل ردت : " لا فائدة من أن أتمنى القمر يا ألانا فمايك غير منجذب إلي على الإطلاق " .
وما أدراك ؟
هذا ما قاله لي .
آه ... لكنه , أحيانا , غير لبق .
غير لبق لكنه صادق . والآن أخبريني يا ألانا , ومن باب الفضول فقط , مع أي نوع من النساء يخرج مايك في العادة ؟
من الصعب تحديد نوعهن , فهن من كل مهنة وبيئة . لكنهن دوما جميلات وجها وجسدا .
فهت ....
فقالت ألانا تلفت نظرها : " قوامك جميل ".
فضحكت ناتالي :" لا أظن أن القضية قضية قوام فحسب , ولكنها شخصيتي كلها . فضلا عن تصرفاتي الساخرة وتصلبي في المطالبة بحقوقي , يرى مايك أن شعري تنقصه الحيوية وثيابي فظيعة . قال إنه سيأخذني لشراء الملابس قبل العرس لأنه لا يثق بذوقي " .
فقالت ألانا :" كلا , في الواقع " .
كلا ماذا ؟
ليس هو من سيأخذك لشراء الملابس بل أنا . وهذا سبب آخر لاتصالي بك . ليس لدى مايك الوقت لذلك فهو يعمل .
لكنه قال إنه في فترة استراحة .
لم يعد كذلك , فقد وجد " فيروس " وهو يعمل على مواجهته .
فقالت ناتالي بحدة : "كان يمكنه , على الأقل , أن يتصل بي ويخبرني بذلك " .
أنت محقة تماما . كان عليه ذلك . أظنك كنت متلهفة للخروج مع مايك للتسوق ؟
هذا تبخيس بالغ للأمر . وشعرت فجأة وكأنها بالون نفذ هواؤه , فقالت بعجز : "أردت أن أثبت له أنه مخطئ في قوله إني عديمة الأناقة . إنها كرامتي الحمقاء " .
لا أظن أن الكرامة حمقاء على الإطلاق . ما زال بإمكانك أن تثبتي له ذلك , بدء من يوم عرسك . أرهن على أن تحبين أن تري مايك يفغر فمه حين يراك في ثوب عرسك , أليس كذلك ؟
لم تعرف ناتالي بما تجيب . لقد أمضت كل دقيقة منذ عرفت مايك تقاوم رغباتها , وتحدث نفسها بضرورة ألا تجعل من نفسها حمقاء من أجله . ولكن إلى ما أدى ذلك ؟ لقد أصبحت في منتهى التعاسة . لو بقى لديها أمل ضئيل في أن تجعل مايك يرغب بها , حتى ولو لليلة واحدة , فستجربه.
واعترفت وهي تتنهد :" نعم . ولكن هل تعتقدين حقا أن هذا ممكن ؟".
يا حلوتي , يمكنك أن تصرعيه بالضربة القاضية . ما من مشكلة . عندما أنتهي منك , لن يستطيع مايك أن يبعد يده عنك. غدا هو يوم آخر . مع حلول أول أسبوع من شهر كانون الأول , سيكون عريسك قد عاش أعزب أسابيع عدة , وهذا أمر غير معتاد على الإطلاق بالنسبة إليه .
أجفلت ناتالي . أتريد حقا أن يقع مايك في هذا الشرك لمجرد أن إحباطه بلغ أعلى المستويات ؟
الجواب مشين بقدر زواجهما , وهو : " نعم " .
أفهم من صمتك أنك تودين أن يكون مايك في حال لا تطاق مع حلول يوم زفافك ؟ لا بأس . غدا صباحا سنبدأ مهمتنا . ليس لدينا وقت نهدره . سآتي لاصطحابك في التاسعة والنصف . سيكون هذا ممتعا للغاية .
ممتعا ! وأخذت تفكر في هذه الكلمة . لقد مضى وقت طويل منذ حصلت على شيء من المتعة , منذ استسلمت كليا لرغبات الأنثى في داخلها .
وفجأة , شعرت بانتعاش في كيانها وبعودة الحياة إليها كما لم تفعل منذ أربع سنوات .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس