عرض مشاركة واحدة
قديم 03-10-08, 04:24 AM   #28

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي




12- ما يخفيه المستقبل




هتفت ألانا : " ناتالي ! أخير ! كدت أموت لهفة بانتظار اتصالك طوال الصباح . مع ذلك , أظن أن الساعة ما زالت العاشرة . حسنا ؟ ماذا جرى بعد مغادرتنا البيت أمس ؟ يبدو صوتك أكثر مرحا . أريد أن أعرف كافة التفاصيل ".
ضحكت ناتالي رغم احمرار وجهها . لا سبيل لأن تخبر ألانا بكافة التفاصيل . مع ذلك , لا داعي للادعاء بأنها ومايك لم يتما زواجهما . لعله أخبر صديقيه , فالرجال يحبون أن يتباهوا بغزواتهم .
وقالت لألانا : " لا بأس , لا بأس . جهودنا نجحت وأتممنا زواجنا الليلة الماضية ".
يا لها من طريقة رقيقة ومهذبة تروي بها ما حدث ! وهتفت ألانا : "عرفت ذلك . قال ريس إن مايك لن يستطيع أن يقاومك وإن مايك والعزوبة لا يتفقان ".
أجفلت ناتالي . كانت تعلم أنها ليست أول امرأة يختارها مايك كرفيقة له , إلا أنها ما زالت لا تحب أن تعلم أن الإحباط وحده هو الذي أرغم مايك على قبول عرضها . وعادت ألانا تقول : " والآن , ما رأيك فيه ؟ هل ازداد ميلك إليه ؟ ".
عبست ناتالي . كان عليها أن تعلم أن ألانا ستطرح عليها أسئلة كهذه . وكانت تشتبه في أنها وهولي تعتقدان آمالا على هذا الزواج . لكنها رفضت أن تشجع صديقتيها , أو نفسها , وقالت تجيبها : " هذا ما أظنه . لكن ما من نقاط مشتركة بيننا ".
الاختلاف يسبب الانجذاب عادة .
الانجذاب لا يكفي أبدا للزواج يا الأنا .
إنه البداية . أتظنين أنك قد تقعين في غرامه في الوقت المناسب ؟
فأجابت ناتالي مراوغة : " لا أظن ذلك ".
أن تدمن عليه أمر ممكن , أنا أن تقع في غرامه ؟ فيا إلهي ! وهي تتمنى من صميم قلبها ألا يحدث ذلك . أن تنتحر مرة أخرى من أجل رجل هو القمة في البلاهة والحماقة . لكن ناتالي اشتبهت في أنها , في أعماقها , في ذلك المكان الذي تختبئ فيه الحقائق التي لا تود مواجهتها , سبق واختلطت عليها الأمور بين الرغبة والحب .
وقالت ألانا : " قد لا يكون ذلك ممكنا , لكنه ليس مستحيلا ".
ما من شيء مستحيل .
أين هو الآن ؟
ذهب إلى بيته ليحضر بقية ملابسه من أجل رحلتنا في اليخت , كما أنه سيشتري بعض المؤن .
أحقا ؟ أي نوع من المؤن ؟ قالت هولي إن البيت يحتوي على كل ما تحتاجونه لإقامة قصيرة.
أجابت : " مجرد الجريدة , وبعض الحليب . نحب الحليب الطازج مع القهوة ".
فقالت ألانا : " أرأيت ؟ ثمة قاسم مشترك ".
أنت متفائلة للغاية , يا ألانا .
الحياة من دون تفاؤل فظيعة . عليك دوما أن تتمسكي بالأمل . أعرف معنى العيش من دون أمل . كنا , أنا وهولي , نتحدث الليلة الماضية . ورأينا أنك المرأة المناسبة لمايك .
يا إلهي ! لماذا ؟
أنت ذكية ومثيرة ومتعلقة جدا . وأراهن على أنك طاهية ماهرة أيضا .
أنا ماهرة في الطبخ .
كان براندون يحب الطعام الجيد , لكنه لا يحب أن يدفع المال ليحصل عليه , فأخذت تمضي الساعات في المطبخ في طهي وجبات شهية له . لكنها غالبا ما كانت تأكل الطعام وحدها لأنه لا يأتي بحسب وعده .
قالت ألانا : " أنت بالضبط لزوجة المثالية يا ناتالي ! والآن كل ما عليك أن تفعليه هو أن تجعلي مايك يرى أن الحصول على زوجة مثلك هبة من الله وليس عبئا عليه ".
فردت ناتالي بحدة : "وماذا لو كنت أنا لا أريد مايك زوجا لي ؟".
فضحكت ألانا : " لقد أمضيت الأسابيع الأخيرة معك يا ناتالي و أظنني أصبحت أعرفك جيدا . أتعرفين كم مرة تحدثت عن مايك ؟".
كم مرة ؟
بصورة دائمة . كلما جربت قطعة ثياب , كنت تسألينني هل سأعجب مايك بهذا الثوب ؟
هذه مجرد مشاعر سطحية وغرور أنثوي يا ألانا .
إذا بقيت تردد هذا الكلام , فقد تصدقه في النهاية .
إلى أن تتحول إلى شيء آخر . مايك رجل جيد يا ناتالي , ووحيد للغاية . إنه بحاجة إلى امرأة تحبه.
إنه لا يظن ذلك , فهو شديد المعارضة للحب والزواج .
حاولي أن تكتشفي وراء شخصيته هذه , الرجل الحقيقي . إنه ليس بالخشونة التي يدعيها . أتعرفين مقدار الأموال التي أنفقها على الأولاد المعدمين ؟ الأولاد الذين ليس لديهم عائلات أو مال ؟
أجفلت ناتالي لهذا الخبر : "لا . لم يذكر هذا الأمر قط ".
إنه لا يتكلم عن ذلك . لكنه يمنح مبالغ طائلة لهؤلاء الأولاد سنويا , لكي يذهبوا إلى المخيمات الصيفية كما يشتري لهم أجهزة الكمبيوتر . ويدفع لهم تكاليف الدراسة . وقد بدأ مؤخرا مشروعا جديدا وهو إنشاء نواد لهم , نواد رياضية تضم غرفا للعب ولممارسة نشاطات أخرى . إذا ظننت أنه يطمح للحصول على تلك الشراكة لكي يزيد ثروته الشخصية فأنت مخطئة تماما .
ذهلت ناتالي : " لماذا لم تخبريني بهذا من قبل ؟" .
لم يخطر لي أن أفعل . كنا مشغولتين بتزويجك . والآن , بعد أن عرفت , هل أصبح مايك , الرجل الإنساني المحب للخير , أقرب إلى مشاعرك ؟
.... أنا ..... حسنا . من المؤكد أن هذا يجعلني أرغب في أن أعرف المزيد عنه . أعني , ما الذي يدفعه إلى ذلك ؟ ما الذي حدث في طفولته فجعله ما هو عليه الآن ؟ هل تعرفين ؟
لا , هو لا يتحدث عن هذا الموضوع أبدا , ولا حتى لريس أو لريتشارد.
لا بد أنه شيء فظيع .
فظيع جدا , بحسب ظني . لماذا لا تسألينه يوما ما ؟ عندما يكون ... هل نقول ... بحاجة إلى البوح بأسراره ؟
مايك ليس من النوع الذي يبوح بأسراره .
ربما عليك أن تسأليه بشكل مباشر . على أي حال , ستحتاجين لمعرفة بعض التفاصيل عن ماضيه قبل الرحلة في ذلك اليخت . قد يسألك هلسينجر أو زوجته عن ماضي مايك , وسيبدو جهلك بهذا أمرا مستغربا .
قالت ناتالي وهي تتظاهر بهدوء لا تشعر به :" نعم . هذا ما أظنه ".
رفضت أن تمثل , فتفكر دوما بأنها عاشقة , وأنها تريد ما لن يمنحه لها الرجل الحالي في حياتها . المنطق يقول بأن ترضى بالاستمتاع بأي وقت تمضيه مع مايك , لا سيما في هذا الأسبوع القادم .
لكنها لم تشأ في الوقت نفسه أن تتحدث مع ألانا أو مع أي شخص آخر , بهذا الشأن .
شعرت ناتالي بارتياح عميق لأنها أخبرت والديها أنها ذاهبة في إجازة مدة أسبوع وذلك قبل أن تقفل هاتفها الخلوي .
قالت : " علي أن أذهب , يا ألانا . قد يعود مايك في أي لحظة . اسمعي , لن أتصل بك مرة أخرى قبل نهاية الأسبوع القادمة , فأنا لن أحمل معي هاتفي الخلوي إلى اليخت لأني سأكون مع مايك طيلة الوقت وسيسبب لي الهاتف بعض الإحراج".
لا باس . أتمنى لك وقتا سعيدا . والآن , هل يمكنني أن أخبر هولي عنك وعن مايك ؟
شرط ألا تجعلي الوضع بيننا شاعريا .
لكنه شاعري يا ناتالي ... أنت فقط لا تستطيعين رؤيته بعد .
لا . أنت من لا يستطيع الرؤية يا ألانا . أنا لست مغرمة بمايك . الأمر بيننا مجرد انجذاب اتفقنا ؟
نعم , ما دمت تقولين ذلك .
أدارت ناتالي حدقتيها . بعض الناس يرفضون الإصغاء إلى ما يقال .
وداعا يا ألانا .
وداعا يا حلوتي .
وضعت ناتالي السماعة وهي تتنهد ساخطة .
هل تحاول ألانا أن تسير على نهجك؟
استدارت ناتالي فرأت مايك واقفا عند باب المطبخ يتأملها بحذر .
لم أسمعك تدخل .
سارعت تقول قبل أن تدرك أنه من الطبيعي ألا تفعل فالباب الأمامي بعيد عن المطبخ . كما أن مايك كان حافيا .
وأضافت عابسة :" ماذا تعني بقولك تسير على نهجي ؟".
أعني تشكيل الثنائي المناسب وتزويجه.
عبست ناتالي , لكنها لم تجد فائدة في إنكار ما سمعه , وقالت : " إنها تريد لك الأفضل , يا مايك . تظن أنك بحاجة إلى حياة طبيعية كما تظنني مغرمة بك , لمجرد أننا أتممنا زواجا كان يفترض به أن يبقى صوريا . حاولت أن أخبرها أنها أخطأت في تفسير الأمور ".
نعم , سمعتك تقولين إن الأمر مجرد انجذاب ...
إذا كان هذا صحيحا , فلم لا يبدو عليك السرور إذن ؟ أليس كل ما يريده هو إرضاء رغباته ؟
قال وهو يضع الحليب والجريدة على مائدة المطبخ : " ما مشكلتكن , أنتن النساء ؟ هل من المفروض أن تخبر إحداكن الأخرى بكل شيء ؟ ".
رفعت ناتالي رأسها . لا تريد أن يتحدث إليها أحد بهذا الشكل , لا سيما مايك . وأجابت : " هذا كثير . الغريب فينا نحن النساء أننا نحتاج الناس في حياتنا لما هو أكثر من متعة عابرة . نحن بحاجة إلى الرفقة والرعاية والأولاد والمرح والتشجيع ... وإلى الحب أحيانا . فنحن غبيات حمقاوات ! ولكن لا تخف يا مايك , فأنا لن أقع في غرامك أبدا . لست حمقاء إلى هذه الحد فأنا أراك تخاف من كلمة الحب حتى الموت ما يعني أنك لا تستطيع أن تحب أحد حتى ولو كانت حياتك متوقفة على ذلك ".
حملق فيها بعينين لامعتين وقد انقبضت يداه إلى جانبيه : " أنت لا تعرفين عما تتحدثين ".
أخبرني إذن . أحب أن أعرف . ما الذي يسيرك في حياتك يا مايك؟ لماذا أنت كريم في بذل المال , بخيل في مشاعرك ؟ ما الذي حدث لك وأنت صغير فجعلك ما أنت عليه الآن ؟
بدا عليه الغضب لحظة , ثم عاد فضحك : " يبدو أن ألانا أفشت لك أسرارا في وقت غير مناسب؟".
لا يمكن أن يبقى الكرم والعطف سرا !
ما أفعله بأموالي هو شأني وحدي .
وهكذا ستبقى على الدوام يا مايك ... وحدك .
هذا هو خياري .
هذا أكيد , وأنا آسفة . لكنني لا أظن أن بإمكاني أن أستمر بعلاقتنا كزوجين فعليين .
وتمنت , وهي تقول هذا , لو لم تفعل .
انتفخت خياشيمه : " لما لا ؟ ".
أنا ... لست واثقة من أني قادرة على مواجهة ذلك ؟
لقد واجهت ذلك أمس بشكل حسن .
لا تكن لئيما !
هذا ليس لؤما بل الحقيقية .
وأمسك بيديها ووضعها على صدره : " أنت لم ترفضي إتمام زواجنا , الليلة الماضية . هذا الصباح لم يتغير شيء يا ناتالي , فأنا ما زلت الرجل نفسه وأنت المرأة نفسها ".
ودت لو تصرخ في وجهه : أنت مخطئ , فثمة ما تغير بيننا , ألا يمكنك أن تراه ؟ ألا يمكنك أن تشعر به ؟
وعاد يقول مزمجرا : " أنا شخصيا لم أشبع منك ".
حتى وهو ينطق بهذه الكلمات , فضحت عيناه رغبات تتعدى رغباته الجسدية . أخبرتها ألانا عن مبلغ وحدته , مدى حاجته إلى امرأة تحبه . وكانت على حق إذا بدت الحقيقة لناتالي في وجهه , حيث لمحت الكآبة العاطفية خلف مشاعره المحمومة .
لكنه لن يعترف بذلك أبدا , هي تعرف ذلك . فجراح ماضيه , أيا كانت هذه الجراح , لم تلتئم بشكل صحيح . كل ما يمكنها أن تقدمه لمايك هو السلوان . لا يمكنها أن تقول له إنها تحبه , لكن بإمكانها أن تظهر له ذلك .
تمتمت وهي تمر أناملها على صدره : " جميل أن أسمع هذا ".
وعندما حاولت أن تدنو منه أكثر , تأوه وهو يتراجع إلى الخلف بخطوة غير ثابتة فهمست وهي ترفع بصرها إلى وجهه : " أليس هذا ما تريده ؟".
كم هو مختلف شعورها , الآن عما كان عليه الليلة الماضية . لكنه انحنى يحملها ويخرج بها من المطبخ باتجاه غرفة النوم وهو يقول : " كلا . ليس هذا ما أريده . أنا أرغب فيك , يا ناتالي ".
لم تنطق بكلمة وهو يدخلها الغرفة . كانت مشغولة جدا بمحاربة أمالها العديمة الجدوى والتي أحبتها في نفسها كلماته المحمومة . فهو لم يدكن يريدها , إلى الأبد , بل لفترة مؤقتة . لكن هذه الفترة كانت مثيرة للغاية , كما حدثت نفسها .
استمتعي يا ناتالي .... فمن يعرف ما يحمله المستقبل ؟
كانت ألانا قد قالت إن الحياة من دون أمل لا طعم لها , وعلى ناتالي أن تعترف بأنها محقة . وهكذا تمسكت بالأمل .


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس