عرض مشاركة واحدة
قديم 04-10-08, 09:57 PM   #22

المـايســترو
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 40197
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,512
?  نُقآطِيْ » المـايســترو is on a distinguished road
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الثانى عشر


فوجئت بـ ريم تدخل فجأة علىّ .. و أنا اقلب صفحات صور سارة وهائما به ..
ريم :- أنا جيت ..

أحسست بالصاعقة وقتها .. وحاولت أن أغلق الألبوم .. لكنى لم أنجح .. وقد رأته ريم ..

ريم فى ابتسامة تخفى صدمة وحيرة :
- مين الحلوة دى ؟
نظرت اليها فى ارتباك :- اه .. دى .. دى مريضة .. كان مرضها محل دراستى ..
ريم وهى تتمالك نفسها :
- وصورها مالها ومال الدراسة؟!
:- اه .. امال أيه ..ما أنا لازم أقارن بين شكلها قبل المرض وبعده .. بس الحمد لله خلصت الدراسة .. بس هى نسيت البومها عندى ..

بدأت ريم تسألنى كثيرا عن سارة وكأنها غير مقتنعة .. و أخذت تقلب الصور هى الاخرى ..
ريم :- هى اسمها سارة ؟
فى دهشة :- عرفتى منين ؟!
ريم :- اسمها مكتوب هنا على صورة ..
أخذت نفسى :- اه
ريم :- هو فيه مريضة بالجمال دى ..
:- يا حرام .. دى حالتها متأخرة اوى .. دى مسكينة ..
ريم :- هى ساكنة فين ؟



*********


ظلت ريم تسألنى .. وتسألنى .. و أنا أجيب اجابات غير حقيقية .. فحاولت أن أجد مخرجا من تلك المناقشة ..

نظرت اليها :- أيه رأيك نخرج نتفسح .. يعنى نروح سينما .. نتمشى شوية ..
على الفور وافقت ريم .. فتلك هى المرة الأولى التى يكون فيها طلب الخروج منى .. رغم أن خطوبتنا منذ شهر تقريبا ..



خرجنا .. وليتها كانت فسحة .. ففى كل لحظة تسألنى عن سارة .. حتى أصابنى الغضب وضيق النفس من كذبى عليها .. وكلما أحاول أن اغير مجرى الحديث عن سارة تعاود مرة أخرى .. حتى تنفست الصعداء حين انتهى ذلك اليوم ..



************


بدأت سارة تشعر بالملل من جلوسها بالبيت طوال تلك الفترة .. و أن تكون حبيسة الذكريات ..حتى شعر العجوز بذلك ..

الحاج حسن :- سارة ..أنا ليا واحد صاحبى عنده مطعم فخم .. وعاوزك تشتغلى معاه ..
سارة فى فرحة كبيرة :
- بجد ؟!!
ضحك :- بس طبعا ده بالنهار بس .. عشان الليل بتاعنا احنا ..
سارة :- ياه .. أنا مش عارفة اشكرك ازاى يا بابا .. أنا نفسى كنت أخرج فعلا .. وعمرى ما هقصر معاكم ابدا ..


فرحت سارة كثيرا لهذا العمل .. فكم كانت فى أمس الحاجة الى الخروج والتعامل مع اشخاص كثيرا .. حتى تودع الماضى هى الأخرى .. وبدأت فى اعداد نفسها للعمل وهى فى قمة السعادة ..



**********


أما أنا عدت الى منزلى بعدما تركت ريم فى قمة الغضب واحتقار النفس .. وجلست أحدّث نفسى :
:- أيوة طبعا .. ريم عندها حق انها تعرف مين سارة .. و صورها بتعمل أيه مع خطيبها ..
:- حط نفسك مكانها لو لقيت معاها صور شاب تانى ..
ثم نظرت الى صورتى فى المرآة :
- فين كانت شجاعتك لما سألتك عنها .. وليه كدبت كدة ..
:- امتى بقى هتفوق من الماضى ده .. ولا هتعيش كدة طول عمرك ..
:- انت فعلا بتحب ريم .. ولا خطبتها عشان تنسى الماضى ..


و هنا أخرجت خطاب سارة و ألبوم صورها مرة أخرى .. لكن تلك المرة ليس لأتصفحه .. ولكنى بدأت فى احراق الصور صورة تلو الاخرى ... وداعا أيها الماضى ..



*********


ذهبت سارة الى العمل ..وهناك جاء مدير المطعم :
- دى سارة .. زميلتكم الجديدة .. عاوزكم ترحبو بيها .. وتكونو أكتر من زمايل ..
جاءت أحدى الفتيات :- أنا غادة اللى هعلمك كل حاجة .. واللى هناك دى ريهام .. واللى جمبها سها .. أما اللى هناك ده مروان .. وكلنا هنا عيلة واحدة ..

تعرفت سارة على زملائها الجدد .. وكم شعرت بحبهم لها .. و بدأت العمل وكم كانت جميلة فى زى العمل خاصة مع شعرها الأسود الناعم .. و اكتسبت ثقة مدير المطعم حين وجد حسن معاملتها لزبائن المطعم الذين كانو يعشقون ابتسامتها الجميلة ..



تمر الايام ... وتتحول حياة سارة الى حياة سعيدة مشرقة .. و أدركت هى الأخرى أنه لا فائدة من الماضى .. ووجهت نظرها الى المستقبل .. تريد أن تحقق طموحها كأى بنت فى سنها .. و أصبحت سارة محل الاعجاب .. حتى غارت منها زميلاتها بعدما اكتسبت ثقة الجميع فى وقت قصير ..



كانت سارة تذهب الى عملها .. وتعود وتحكى للعجوز وزوجته ما يحدث لها فى العمل وكم المعاكسات اللطيفة التى تتلقاها من زبائن المطعم .. وكم كانت سعادتهما لتغيير حياتها واشراقتها الجديدة ..



********


فى أحد الأيام جاءت غادة التى اصبحت صديقة سارة المقربة فى العمل :
- انتى فاضية بعد الشغل ياسارة ؟
سارة :- اه .. ليه ؟!
غادة :- هتيجى معايا محطة القطر .. هنقابل واحدة قريبتى ..
سارة :- طيب .. خلاص مفيش مانع ..

ذهبت سارة مع غادة .. و هناك وقفت هائمة .. وشرد ذهنها حتى سقطت دموعها ..
غادة :- أيه يا بنتى فيه ايه .. انتى بتعيطى ولا ايه ؟!!
سارة وهى تمسح دموعها :
- لا .. دى قصة طويلة .. و كل ما اجى محطة القطر افتكرها ..
غادة :- قصة .. و معاها دموع .. ده أنا لازم أعرفها ..
سارة :- ربنا يستر بس من مفاجآت القطر اللى بخاف منها ..

لم تكمل سارة جملتها .. حتى سمعت صوت هاتفها ..
صوت السيدة رجاء : - أيوة يا سارة .. اتأخرتى ليه ؟
سارة :- أنا بس رحت مشوار مع غادة ..
السيدة رجاء فى فرحة شديدة :
- طيب تعالى بسرعة .. عشان فيه اللى مستنيكى على نار .....




يتبع


المـايســترو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس