عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-08, 12:19 PM   #9

اسيرة الماضى

نجم روايتي وناقدة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسيرة الماضى

? العضوٌ??? » 5714
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,703
?  نُقآطِيْ » اسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond reputeاسيرة الماضى has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس


قال وولف :" اريد ان اعرف تماما ما تعرفينه عن مكان ريبيكا."
حاولت سين ان تسيطر على انفعالها بعد ان فاجأها وولف بكلامه هذا , ما ان فتحت له باب الكوخ . لقد كانت تنتظر شيئا من هذا القبيل طيلة اليوم , منذ ان افسد هدوء يوم عطلتها في الساعه العاشرة صباحاً عندما تلقت مكالمه هاتفيه من ريبيكا هاركورت , تمنت وليس للمرة الاولى , لو ان رقم هاتف منزلها وهاتف عملها لم يطبعا على البطاقة التي اعطتها لريبيكا في لقائهما الاول , والالما وجدت وولف يقف على بابها.
دعته الى الدخول ." يحسن بك ان تدخل." كانت خائفه حين تراجعت الى الوراء لكي يمر.
تمتم بنفاد صبر :" انا" وهو يتبعها الى داخل الكوخ , وكاد راسه ان يرتطم بإطار الباب المنخفض.
قال بقصد إذلالها : " لم ادرك انك تعشين في منزل الاقزام السبعة !" واخفض راسه ليتفادى ارتطاماً آخر.
إرتفاع الغرف القليل وضيقها كانا احد اسباب سين الرئيسية التي ساعدتها على استئجار الكوخ , فلم يكن هناك العديد من ذوي الاحجام الصغيرة ليشعروا بالارتياح للعيش هنا.. فلا يحبذ العديد من الرجال فكرة ان يتجولوا دائما منحني الظهر داخل بيوتهم.
بدا وولف مثيراً للسخرية , فطوله وحجمه جهلاه يبدو كعملاق داخل بيت الاقزام السبعه. ولم يكن هناك من الرجال يدخلون الى هذا الكوخ . جلس بقلق على احد المقاعد . وقد اخدت ارجل المقعد تهتز من ثقله , حتى الاثاث قد اختير يناسب هذه الغرفه الصغيره . نظر الى سين ونبهها بقسوة :" حسناً "
نظرت سين اليه وكانت لاتعاني من الحجم الكوخ. وكلاهما يرتدي ملابس عمليه في هذا اليوم , وهذه الملابس هي وحدها القواسم المشتركه بينهما.
كان وجه وولف مقطباً , لاحظت سين ذلك بوضوح , كانت تعرف مايريد قوله , طبعا عرفت , ولكنها لم تعرف كيف ترد عليه ولم تكن تعرف مدى معرفته بامر ريبيكا ...
قالت بخفه :" لقد كنت على وشك تحضير فنجان من القهوه , هل تريد واحداً؟" رد وولف بحدة :" كلا . انا لم آت الى هنا لشرب القهوه ياسين . لقد أتيت من اجل بعض الاجوبه . اخبرني جيرالد انك تلقيت هذا الصباح مكالمه هاتفيه من ريبيكا , تطلب منك ابلاغه بالا يقلق بشانها وانها بخير ولكنها قد تطيل غيبتها الى اكثر من بضعة ايام . وان الزفاف قد الغي ."
كانت سيثن لا تزال شبه نائمه , عندما ردت على جرس الهاتف في ذلك الصباح الباكر . وكانت قد امضت ليله مرهقة , ومازالت متوترة من تلك المقابله مع وولف وباربرا في مكتبه . ولكنها استيقضت على الفور عندما عرفت ريبيكا عن نفسها عبر الهاتف , ومع ذلك لم ترد ريبيكا ان تفسح المجال لسين بالتكلم . ارادتها فقط ان تصغي , وبعد ذلك تنقل الرساله الى والدها . وعندما اعترضت سين على الرساله التي تلقتها , اقفلت ريبيكا الخط.
اندهش سين . ماذا كان عليها ان تفعل الآن ؟ كانت تعرف امراً واحداً هو انه لم يكن في نيه ريبيكا ان تتصل بوالدها وتتكلم معه بنفسها .إذا , إن لم تتصل سين فسوف يشعر بالقلق حيال ما قد يحصل لريبيكا التي لن ترجع الى البيت بعد قيامها بزيارة صديقة الدراسه وعندما يتصل بتلك الصديقه سوف يكتشف انها لم تذهب الى هناك . لم تحب سين الموقف الذي وضعتها فيه ابداً, وتمنت من جديد لو انها لم تسمع بعائلة هاركورت . ولكن بما انها سمعت بهم , وقد وثقت بها ريبيكا وكلفتها بمهمة اطلاع والدها على الامر , لم يكن امامها من خيار سوى الاتصال بجيرالد . ولقد صدم بما قالته . وقد اراد معرفة مكان ريبيكا , ولكن سين لم يكن لديها ايه فكرة عن مكانها لم ياخذ وولف وقتاً طويلاً بعد ذلك لكي يقرر ان سين تعرف اكثر مما قالت لهم.
هزت سين كتفيها قائلة:" هذا ما اخبرتني به ريبيكا بالضبط لاخبر والدها." وقطبت جبينها عندما احست بانها لم تف بالغرض . ولكن ريبيكا كانت مصرة على انها لا تملك اكثر من ذلك لتقوله . وهكذا فما كان في استطاعة سين ان تقول اكثر من ذلك.
نظر اليها وولف قائلا:" لماذا سين ؟ لماذا اختارتك ريبيكا انت بذات دوننا جميعا ! جيرالد هو والدها وانا ... انا كنت ..... خطيبها ."بلعت ريقها بصعوبه واقترحت بخفه "ربما لهذا اختارتني . انتما كنتما قريبين بينما انا..."
حثها وولف عندما ترددت :" نعم؟"
" انا ايضا لا اعرف لماذا اختارتني ياوولف " ولمعت عينها وتابعت :" عليك ان تسأل ريبيكا عن هذا ....ألن تفعل ؟"
ذكرها بنعومه :" ولكنني لا استطيع . فهي ليست هنا, انت هنا!" وتمنت لو انها لم تكن هنا ! عرفت انها ستحصل متاعب بسبب تصرف ريبيكا , وحاولت ان تفكر ببعض الاجوبه التي تستطيع اعطاءها لوولف لانه سوف ياتي الى هنا ويسالها ! ولكن في الحقيقه لم تكن تملك ايا منها , من دون ان تخون ثقة ريبيكا بها . ولم تكن لتفعل ذلك !
هزت كتفيها قائله :" لقد اخبرتك بكل ماخبرتني به " كان وولف يراقبها بعينين حادتين :" كل شيء!" لم تستطع ان تنظر في عينيه الان . نعم لقد اخبرتهم كل ماخبرتها به ريبيكا ولكن ليس كل ماتعرفه ! وكان وولف ذكيا الى درجة انه ادرك هذا . لم ترد ريبيكا عندما سالتها سين ان كانت تفضل ان تبقى وحيده من دون معرفة والدها عن مكانها . ولكن سين كانت في غاية الشوق لمعرفة قدوم البستاني الشاب الى العمل يوم الاثنين صباحا . هذا كل شىء . كررت سين بحدة:" حقيقه , ليس هناك شيء اخر استطيع اخبارك به."
اخبرها بينما هم بالقيام :" ولكنني ارفض هذا , سين"
ومرة اخرى احنلا راسه لكي لا يرتطم بالسقف المنخفض:" اردت ان اتكلم معك بشان ليلة امس."
اخذت سين تكتشف ان الغرف الصغيرة في الكوخ لها مساوىء اخرى . فالمساحه الصغيرة جعلت وولف يبدو قريبا جدا ومسيطرا جدا بقامته الهائلة وخطرا الى درجة ما! يقال , ان وسيله الدفاع الافضل هي الهجوم!
حسنا , اذا من الافضل لها ان تهاجم وبسرعه .لان وسائل دفاعها بدات تهتز!
سالته بازدراء :" لقد الغت خطيبتك للتو زفافها وتريد ان تتكلم معي ؟ اعتقد انه عليك ان تتكلم مع ريبيكا!"
هز راسه قائلا :" ولكنني لا اعرف مكانها بينما اعرف مكانك ." بلعت سين ريقها بصعوبه :" ليس عندي ما اضيفه بشان ليله امس . في الحقيقه ,ان الزواج قد الغي "فهي لن تتكلم عن باربرا ولن تعرض نفسها الى مثل ذلك التعذيب الروحي مرة اخرى ! " ولا ارى اي سبب لكي يكون بيننا اي اتصال . الا اذا غيرت ريبيكا طبعا رايها بشان الزواج , ففي هذه الحاله سوف اكون في غاية السعاده لكي اتكلم معكما من جديد ." تمرت سين عندما امسك بها فجاة وضمها الى صدره . وملامح وجهه تبدو صارمه :" اخرسي يا امرأة .... اخرسي." وزفر قبل ان يخفض راسه ليقبلها. تمنت سين لو انه يتوقف عن فعل ها لانها لاتستطيع مقاومته . لقد احبته . ذات مرة . ذات مرة؟ مازالت تحبه . ادركت ذلك وهي تكاد تشعر بالغثيان . كيف يمكن ان يحصل هذا ؟ كيف يمكن لها ان تستمر في حب هذا الرجل ؟ هذا الرجل لم يكتف بخيانتها فقط وانما بخيانة الفتاة التي كان على وشك الزواج منها؟ لم تعرف كيف , ولكنها عرفت فقط انها لم تتوقف عن حبه , فعلى الرغم من كل ذلك لقد احبته ! لقد كان السبب في انها لا تملك اي شعور يتعدى الاعجاب باي رجل اخر.
انتزعت نفسها بعيدا عنه , واصابعه مغروسه في ذراعيها ليمنعها من الحركه , وملامح مذهوله عندما نظر اليها مستفهما فسالته بقسوه :" ماذا دهاك ياوولف؟ الا تستطيع ان تبقى بدون امرأة في حياتك لعدة ساعات!"
قال لها متعجبا :" ماذا......."
اتهمته سين بقرف :" ذهبت خطيبتك في عطله ليلة امس , فدعوت , لا امرأة واحدة فقط بل امرأتين اتشاركانك العشاء. واليوم عندما بدا ان ريبيكا طلبت الغاء الزواج لم تلحق بها , مدعيا ان حبك لها لم يمت وتقنعها ان مستقبلكما معا , او ... كلا . بل اتيت الي . يبدو ان ريبيكا قد قامت باتخاذ قرار سليم !" كما فعلت هي .... قالت لنفسها بغضب.
تركها وولف كانما قد احترقت يداه وملامح الذهول استبدلت بغضب عاصف بينما هو يستمع لكلامها الجارح. ولكن سين كانت ابعد من تهتم كيف يشعر حيال كلامها . هذا الغضب لم يكن من اجل ريبيكا فقط , بل من اجلها ايضا , من اجل كل الالم الذي سببه لها وولف وكل وجع القلب الاتي . فنسيان وولف هذه المرة اصعب بكثير من المرة الماضيه !
قالت بكرامه متزنه:" والان اخرج من هنا , اخرج وابق هناك ."
قال لها وفمه مشدود بقوه :" انت تغيرين الامور لتناسب ماتؤمنين به."
فردت وعيناها تلمعان:" اريد ان اؤمن بانك ستخرج من هذا الباب ."
"سين..."
" لماذا لم تسأل نفسك لِمَ اريد ان أؤمن بهذه الأمور؟"
تحدته وعيناها تلمعان بدموع متحجرة. لم تكن لتبكي امامه ." هذا لاني لا اريدك هنا. انا لم اردك ابدا ان تكون هنا. انا لا اريدك" وهذه الكلمه الاخيرة خرجت من فمها بقسوه شديدة لانها ارادت ذهابه مع علمها انها لا تستطيع منعه لو اراد البقاء . ولكن لم عليه البقاء في مكان كان من الواضح انه غير مرغوب فيه ؟
لمعت عيناه بعدائيه ظاهره وتحجر وجهه للحظه:" علينا ان نتكلم."
" ليس لدينا ما ننقوله . اذهب وابك على كتف امرأة اخرى !" كتف باربرا كانت دائما حاضره للاستماع الى متاعب . واي شىء آخرل يختاره ليكلمها عنه.
توتر فم وولف :" كما أشرت الان , انا لست في حالة يرثى لها بسبب الغاء الزفاف وهذا بسبب..."
"لأنك لم تحبها!" انهت سين باتهام :" كنت اعرف ذلك .... انت غير قادر على حب اي كان ! لهذا السبب انا...." وتوقفت عن الكلام لانها كانت على وشك الاعتراف بانها شجعت ريبيكا على التفكير بجديه قبل ان تورط نفسها بزواج لم تكن واثقه منه , بدا ان هذا هو العذر الذي يريده وولف لكي يمزقه ارباً.
استفسرها وولف برقه:" نعم؟"
لم تعد وجنتاها شاحبتين , واستبدلت كلماتها مدافعه عن نفسها:" لهذا السبب لم اتزوج منك منذ سبع سنوات ."
لاحظت من عينيه المتحجرتين انه كان غاضبا جدا, حسناً, هي أيضاً غاضبة من طريقة تفكيره بانه يستطيع الرجوع الى حياتها....
صاح بقسوة :" حسناً ياسين , سوف اذهب , ولكن إذا ما اكتشفت ان لك علاقة بهروب ريبيكا فسوف .."
لم تكن سين تعرف ماذا بالضبط سيفعل بها لو عرف انها تكلمت مع ريبيكا! لانه استدار في تلك اللحظه بخطوات سريعه نحو الباب وبدا واضحاً انه نسي امر السقف المنخفض.
عندما ارتطم راسه بذلك الاطار , علقت قدمه ايضاً بشيء فانبطح على ارض الغرفه وتفادى ارتطام راسه مرة اخرى بالمرآة المثبته على جدار المواجه . لقد جرى ذلك في ثوانِ فقط . ووقفت سين عاجزه عن الحركه وهي تشاهد تتابع الحوادث , حائره بما جرى . ولكنها تحركت على الفور عندما ادركت ان وولف لا يستطيع ان يقف على رجليه .
كان ممدداً على السجادة عبر الغرفة, وتعجبت من حقيقة كونه استطاع ان يتفادى الارتطام على اي من قطع الاثاث , فالاريكه ذات المقعدين خلفه , والطاوله القهوه امامه . ازاحت سين على الفور طاولة القهوه , وجثت على ركبتيها الى جانبه, كانت عيناه مغمضتين ولم يكن يتحرك , آه , لم تمت , اليس كذلك ؟ ماذا يجدر بها فعله مع شخص مات؟ ربما عليها الاتصال بالاسعاف ؟ لتستدعي طبيباً على الاقل؟ عندما رفعت السماعه للاتصال بالطبيب اكتشفت ان الخط مقطوع. ولم تنفع كل محاولاتها بالضغط على ازرار الآلة.
" انت تضيعين وقتك بذلك . انه الشىء الذي اوقعني." قوة صوت وولف في الغرفه الصامته كادت تجعل سين توقع السماعه وتغيب عن الوعي هي الاخرى.
التفتت صوبه بعينين متسعتين , وارتاحت لرؤيته ينهض.ولكن من تقطيب وجهه عرفت كم يعاني من الالم . وضعت السماعه مكانها , وسالته :" كيف تشعر؟"
"كيف....؟" حاول سحب نفس عميق وهو ينظر اليها " كيف تعتقدين اني اشعر مع وجود نصف ميل من شريط الهاتف ملفوف حول كاحلي!"
فهمت سين سبب ملاحظته الاولى. فشريط هاتفها لم يكن فقط ملتفا حول كاحله ولكنه في الحقيقه انتزع اداة الوصل من تجويف الحائط , فلا عجب اذن ان يكون خط الهاتف مقطوعاً , ومن الصعب احضار طبيب . اخبرته بسرعه وهو يحاول الوقوف :" كنت احاول مساعدتك . لا اعتقد انك تستطيع الحراك حتى يكشف عليك الطبيب." ومن الواضح انه كان يشعر بالالم في مكان ما من جسمه عندما تاوه قليلاً. واخبرته :" لقد كنت غائباً عن الوعي لثوانٍ فقط" ووضعت يدها على كتفه لتمنعه من الحراك اكثر:" لم اكن غائباً عن الوعي ابداُ, ياسين" لم يكن تعبير نفاذ الصبر الذي ارتسم على وجهه, ولكن وهج الغضب عاد الى عينيه:" لقد كنت ملقى هنا وعيناي مغمضتان , اعد للمئه حتى لا اخنقك فوراً بسبب حقيقة انك دائما تسحبين شريط هاتف طوله ميل لكي تنتقلي من غرفه الى غرفه وانت تتكلمين في الهاتف !"
تراجعت الى الوراء كما لو لدغت , واحمر وجهها عندما تذكرت هذه الحقيقه . كما يبدو فان وولف تذكرها ايضاً , اذ انه منذ سبع سنوات خلت طلب ان ياتي مهندس الى شقته ليركب شريطا اطول للهاتف , بعد ان كانت تنتقل من غرفه الى غرفه وهي تتكلم في الهاتف , ونزعت مقبض الهاتفعدة مرات وقطعت الاتصالات . لقد كان من دواعي استغرابها ان هذا الرجل عرفها جيداً.
اكمل وولف بنفور بعد ان تمكن من فك الشريط عن قدمه:" واضح انك تحتاجين لنصف ميل زيادة من شريط الهاتف في بيت اللعبة هذا."وبنفاد صبر رمى الشريط الى جانبه "ولكن يكفيني انه كاد ان يدق عنقي بسببه!"
لم تشعر سين بان الوقت مناسب الان لتخبرهذا الرجل انه في كوخ , وان الاكواخ من المفترض ان تكون صغيرة. نمودج كما سماها وكيل ال****ات . وحدث انها احبته كما هو. وبدا ان الحظ لم يعد يحالف سين كثيراً مؤخراً , لو ان ريبيكا هاركورت اولا, وثانياً لم تكن لتقابله من جديد ابد . ولكنها قابلته من جديد وها هو الان ملقى على ارض غرفه الجلوس في بيتها , وكما يبدو لا يقدر على النهوض واستطاع ان يطلق تاوهاً من الالم مرة اخرى . كانت جاثيه الى جانبه تنظر برعب وبدا انه بحاجه الى طبيب.
" اين تشعر بالالم؟" وعبست :" هل هو راسك؟"
تمتم بنبرة متالمه:" راسي فيه تورم بحجم بيضه" بعد ان وضع يده على جانب راسه واكتشف التورم هناك وقال: " ولكن ربما ذلك سيوقظ بعض الاحساس بداخلي ! يبدو ان كاحلي هو الذي يمنعني من الوقوف." هز راسه منزعجاً من قلة قدرته , التي لاتعينه على القيام بشىء بسيط كالوقوف على رجليه, نظرت سين الى الكاحل المصاب. وانتبهت الى ان جوربيه اسودين. يبدو واضحاً انه لم يعد فوضويا يرتدي كل منها بلون. عرفت انه من الغباء منها ان تلاحظ ذلك ولكنه على الاقل تنبيه اخر الى انه غير الذي عرفته في الماضي والذي كانت تذكره دائما بان ينتبه الى الوان جواربه .... والا كان يخرج بجوارب ذات الوان مختلفه.
رد عليها وولف عندما تنبا بما تفكر:" لقد حللت تلك المشكله بشرائي جوارب سوداء فقط ." اولته نظرة حاده وقالت مرتبكه ونظرت بعيدا لكي تتحاشى نظرته المتهكمة:" انا اكيدة من ان

ذلك افضل وهي تناسب بذلاتك الخاصه بالعمل." وولف الماضي لم يكن متعقلا ابدا . لم يكن يرتدي بدلات العمل ايضاً.
مرة اخرى عجبت سين لما جرى له خلال السبع سنوات الماضيه ورفضت ان تصدق, بدون الالتفات الى ماقاله متناقضا مع ذلك , ان ذلك له علاقه بها . ولم يكن شيء مما فعلته قد حوله الى رجل اعمال. هي لم تكن تريد ذلك . لقد كانت فخوره برسوماته ومتاكدة من نجاحها.د
أضاف وولف مقطبا:" اتمنى لو كل المتاعب تحل بمثل هذه السهوله يا سين "
" لنر اذا كان في استطاعتي مساعدتك على التحرك!"
قالت بنشاط وهي تقف وتنحني وتضع يدها تحت إبطه. " ولكن إذا لم استطع والهاتف لا يعمل, سوف يكون عليّ الذهاب لإحضار طبيب الى هنا."
لم يحاول وولف الحركة ولكنه جلس ينظر اليها عن كثب :" هل انتهى الحوار؟" إستفزها بقوه.
رفضت سين ان ان تنظر اليه " الافضل نسيان الماضي يا وولف ." قالت له, وببداهة تحركت يده لتمسك بذراعها:" انا لا اتحدث عن الماضي."
قالت بخفة:"حسنا , لاتخدع نفسك بالاعتقاد بانه سيكون هناك حاضر . الشيء الوحيد هنا هو كاحلك المصاب وانوي إحضار مختص بذلك على الفور." وتحركت فسقطت يده عن ذراعها . " هل تستطيع على الاقل ان تجلس على كرسي كي استطيع ان انظر الى كاحلك بشكل افضل؟"
لقد كانت متشنجه وعالقه مثله بين الاريكه والطاوله . استمر في النظر اليها لدقائق طويله مليئه بالتوتر , ثم اوما ببطء واكفهر وجهه من الجهد الذي بذله ليتحرك , وكاحله كان يؤلمه جداً كما هو واضح.
في الحقيقه , انها عندما نظرت الى كاحله بعدما جلس على الكرسي , تعجب كيف انه استطاع ان لايصرخ عاليا من الالم الذي تطلبه تحريك رجله . وكان كاحله متورماً. وعرفت انه إذا لم تنزع حذاءه سوف يكون من الواجب قطع الحذاء من رجله . إشارة اخرى لحياة رجل الاعمال الثري الذي يتمتع بها وولف الان هذا لايعني ان ثيابه لم تكن جيدة في الماضي , لقد كانت جيدة ولكنه لم يكن يهتم بما يرتديه. والان ثيابه كما كل شىء آخر به, تبدو وكانها قد اختيرت بعنايه , الا اذا كان لا ينتقيها هو بنفسه! باربرا ماتزال مهمه في حياته , ولم تنس سين ان هذه المرأة هي التي زينت منزله منذ سنوات للاوقات التي يكونان فيها معا.
لم ترد سين التفكير بالامر, وكان مازال كل ذلك مؤلما. لم ترد سين التفكير بالامر , وكان مازال كل ذلك مؤلما. قالت له بجفاف: " يجب ان ننزع الحذاء" رفعت قدمه ووضعتها على ركبتها وتمتمت :" عفوا" عندما زمجر بالم من علاجها القاسي . وتحركت بانتباه اكثر عندما فكت شريط الحذاء وحلته لكي لا يضغط على قدمه المتورمه وبينما هي تسحب الحذاء, شعر بألم أكثر مع انه لم يقل شيئا, ولكن تعبير وحهه كان واضحا.
صرخت به: " لم لاتصرخ وتئن كما يفعل الناس عندما يتألمون؟" ونفد صبرها من تصرفه اللامبالي. لماذا لا يستطيع ان يكون طبيعياً؟ قال بهدوء:" هل سيغير ذلك اي شيء؟"
نظرت اليه وحولت نظرها بعيدا بسرعه عندما رات الالم على وجهه وتنهدت قائله من انعدام شعورها بالتعاطف معه :" انا اسفه ." وجلست القرفصاء . " اعتقد انه عليك الذهاب الى المستشفى" وعبست من العطب الذي اصاب كاحله وربما يكون قد كسره. قال وولف :" لقد عرفت ذلك منذ بعض الوقت , ولكن السؤالب هل انت ستنقلينني الى هناك؟"
" هل..؟ طبعا سانقلك الى هناك !" ونظرت اليه بلوم . كيف يمكن ان يفكر بعكس ذلك . لم تتغير الى ذلك الحد . قالت بغير اكتراث:" اكره ان ارى اي شخص يتالم"
قال وولف ببطء :" هكذا وضعتني في مكاني " واضاف بقسوة على نظراتها المتسائلة: " اذا ما خطر لي ان اهتمامك شخصي"
لم تزعج سين نفسها بسؤاله, وركزت انتباهها على اخراجه من البيت ووضعه في سيارتها لكي تستطيع نقله الى المستشفى وست ميدلكس الذي يبعد حوالي خمسة اميال. وهذا بحد ذاته كان صعبا . ولم يستطع وولف ان يمشي على رجله المصابه , وقد وضع ذراعه عليها متكئا على كتفها وانحنى بثقله عليها ومشى ببطء الى ان وصل الى سيارتها المتوقفه الى جانب الطريق ." اعتقد انك سترتاح اكثر في المقعد الخلفي ." وقطبت جبينها عندما ادركت انه من المحتمل الايستطيع الصعود الى المقعد الامامي. ولكنه يستطيع ان يرمي بنفسه الى الخلف من دون عناء . وهذا ما فعله وكاد ان يوقعها معه , اذ انها لم تكن قوية البنيه كفايه لمنعه من الاخلال بتوازنها!
شعرت سين بحرارة عندما تمكنت اخيرا من اجلاسه على المقعد الخلفي , فاي اتصال جسدي بينهما كان كفيلا باشعارها بذلك . ومن غير المهم كم تحاول ان تقنع نفسها بانهما لا يصلحان لبعضهما.
قال وولف:" عليك بتحريك سيارتي " واشار الى سيارته المتوقفة وراء سيارتها بالضبط.
" حسنا . لم انو الطيران فوقها ! " ونظرت اليه لتذكيره غير الضروري . كانت تعي تماما ان عليها تحريك السيارة . وكانت منتبهة ايضا الى ان الطريق ضيق جدا وسيكون من حظها السيء لو ان سيارته الثمينه ارتطمت بحائط حديقتها! وكان وولف جالسا يراقبها , الى ان تمكنت من ازاحة سيارته بشكل يكفي لمرور عربتها الى الشارع الرئيسي.
لم تحاول التفكير في وولف الجالس في الخلف بينما كانت تنقله الى المستشفى . وعندما وصلا الى المستشفى تولى طاقم مدرب امر وولف . وقد انزله رجلان قويا البنيه من السيارة واقعداه على كرسي المتحرك واخذته ممرضه الى غلافة الفحص وتركوا سين القلقه في غرفة الانتظار.
بدا انها ستنتظر هناك الى الابد , وبدات تفكر اذا كانوا قد نسوها تماما واحست بالجوع , اذ انها فوتت تناول الغداء مع وصول وولف المبكر , وفي هذه الحال سوف تفوت تناول العشاء ايضا!
اخيرا ظهر وولف منقولا على الكرسي المتحرك الى غرفة الانتظار وكاحله مضمد , ولكن لحسن الحظ لم يكن مجبرا ما يعني انه لم يكسر عظامه, مع ان وجهه بدا متهجما اكثر من اي وقت مضى . واعتقدت سين ان ذلك بسبب الالم الذي عاناه خلال الفحص والعلاج الذي اعطى له منذ قليل .
قالت الممرضه بسرور :" لا شيء مكسورا" دفعت الكرسي الى جانب سين . وقدمت الممرضه له عكازين " ان زوجك سيكون في حاجه لهما هذه الفترة . ولكن لا تعتمد عليهما كثيرا في اليومين الاولين ياسيد ثورنتون . فانت في حاجه الى الراحة حتى يزول الورم " واكملت الممرضه عبارتها هذه بعبوس قبل ان تذهب الى المريض الثاني . وقفت سين تنظر الى وولف بصمت , متجاهلة عمدا الملاحظة التي قالتها الشابه معتقده ان وولف زوجها لانها هي التي اتت به الى المستشفى مع انها احست بخديها يحترقان من هذا الخطأ . ولكن لم يحرج وولف من الملاحظه , فلماذا هي؟
ماذا عليهما فعله الان ؟ من الواضح ان اصابة وولف لم تكن خطرة الى درجة تستدعي دخوله المستشفى , ولكنه لا يستطيع في الوقت نفسه ان يعود الى شقته بمفردة . ولكن مع ذلك ففكرة نقله الى بيت والدته , واحتمال رؤية تلك المرأة مرة احرى تبدو اسوأ ورؤية باربرا من جديد ملاتها بالخوف . ولكن لم تكن في حاجه الى ان تقلق .بدا ان وولف عنده حل لتلك المشكله . "سيكون عليك نقلي الى كوخك لبضعة ايام طبعاً ". ولم يكن من المحتمل أن يبقى في كوخها معها ، لأي فترة من الزمن !


اسيرة الماضى غير متواجد حالياً  
التوقيع
سكرنا ولم نشرب من الخمر جرعة
ولكن احاديث الغرام هي الخمر
فشارب الخمر يصحوا بعد سكره
وشارب الحب طول العمر سكران




اشعر اننى انفاس تحتضر....بين رحيل قادم... ورحيل ماضى.....متعبا كل ما فينى
رد مع اقتباس