عرض مشاركة واحدة
قديم 26-12-10, 02:29 AM   #11

جرح الذات

مراقبة ومشرفة سابقة ونجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية جرح الذات

? العضوٌ??? » 54920
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 16,539
?  مُ?إني » الدمــام
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » جرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond reputeجرح الذات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك dubi
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
قول الله تعالى ..(إذكروني أذكركم وإشكروا لي ولا تكفرون )
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




كان يجلس على الكرسي و يضع رأسه بين يديه ..
يحاول أن يهدأ للحظة ..
حقا لا يملك أدنى فكرة عما يجب فعله الآن ..
كل ما يصبو إليه في هذه اللحظة أن ينزوي في مكان لا يراه أحد ..
و يستسلم لرغبة ملحة بإفراغ ذلك الحزن الذي يمزقه ..
.
.
.
لحظات ..
يدور في حديقة المستشفى التي تخلو من الناس في هذه الساعة المبكرة من الفجر ..
.
.
و ها هو صوت الأذان ..
يدق طبلة أذنه برفق ..
.
.
لينتشله مما هو فيه ..
و يذكره ..!!
بأنه هناك من هو قادر على المساعدة ..
لو توجه له طالبا اياها ..
هو رب العالمين ..
.
.
لا يخيب رجاء عبدٍ أبدا ..

.................................................. ............................................


- حمـــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــدة ..!!
.
.
إنتفضت بذعر ..
أخافها الصوت في هذه الساعة المبكرة و هي جالسة في الخارج ..
لتلتفت له بسرعه و لهفة ..
- هاا ؟!!
عقد محمد حاجبيه ..
- صليتي ..
- لا بسير الحين أصلي .. آآآ .. محمد ..
نظر لها بتمعن يعلم أنها ستتحدث عما حدث البارحة ..
- لبيه ..
.
.
تفرك يديها بتوتر ..
- محمد .. من ظهر سلطان امن البيت امس ما رد ..
عقد جبينه بشدة ..
- شوه ؟؟!! .. وين سار ؟
- ما ادريبه .. محمد .. بات برا البيت .. لا تسير الدوام قبل لا نعرف وينه .. أخاف استوى به شي ..
بدا محمد الآن قلقا ..
- ما عليه .. انا ساير اصلي الحين .. و يوم أرد نتفاهم ..
.
.
ذهب و تركها تقف مكانها .. حيث قضت ليلتها بطولها ..
في إنتظار ..!!
.
.
سلطـــــــــان ..
أيـــــــــــــــــــــــ ـن أنـــــــــــــــــــــــ ــت ؟!!

.................................................. ......................................

كانت الشمس قد أشرقت .. ترمي بأشعتها كل عابر سبيل ..
و الناس تجري خلف أهدافها ..
.
.
و لكل منا مصير ..
.
.

و ها هو الآن يقف مواجها لذلك المبنى الضخم ..
بأسواره المرتفعه ..
.
.

و زنزاناته القذرة ..
و آهات تحوي بين جدرانها ..
و أحلام تلقى حتفها على أرضها ..
و أمل يوئد هنا قبل أن يملأ جوها ..
.
.
.
بلا رحمه ..!!
.
.
.
و تمر أمام عينيه مجموعه من الصور ..
و الذكريات ..
.
.
كم مر من الوقت ..
أسبوعين ؟؟ .. ثلاث ؟؟!!
.
.
لا يهم ..
فهو هنا لرؤيته .. و لن يردعه مشهد هذا البنيان المشيد الذي ما زال يبعث فيه مخاوف يدفنها في أقصى الروح ..
يمسك بتلك اليد الصغيرة .. ليتقدم بإصرار نحو الباب الحديدي الضخم ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
و خلف الأســـــــــــــــــــــ ــــوار ..
يجلس خلف مكتبه الخشبي يدير شؤون الطلبة المساجين ..
و يتلقى رسالة الكترونيه جديدة ..
.
.
أصبحت الرسائل غزيرة هذه الأيام ..
تصله التقارير بتفاصيل دقيقه كما طلب ..
أشياء غير مهمة و بلا فائدة ..
و لكنه يلتمس شيئا كان مألوفا ..
لا يريد أن ينسى نفسه يوما بين هذه الجدران ..!!
.
.
- سيف بن سلطان ..
.
.
تردد الأسم بين الجدران و لصداه رنين غريب ..
.
.
لم يستخدم الاسم منذ زمن ..
كاد يصدأ ..!!
.
.
رفع نظره للمنادي .. ثم وقف على قدميه بهدوء ..
- نعـــــــــــــــــــــــ ــم ..
- مطلوب فمكتب الضابط سهيل ..
.
.
- لحظة لو سمحت ..
و يغلق البريد الالكتروني ..
رغم أنه لم يكمل الرسالة بعد ..
سيعود لتلك الكلمات ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يقف أمام باب الضابط سهيل .. ليقرع بده الخشب ..
- تفضــــــــــــــــــــــ ـــل ..
يفتح الباب الموارب .. ليدخل الغرفة ..
- السلام عليـــــــــــــــــــكم ..
.
.
.
.
و تبخرت كل كلمة كاد أن يقولها .. ليقف عند الباب يفتح فاهه مصدوما مما يرى ..
يريد أن يمد يده ليلمسه ان كانت الصورة حقيقية أم أنها مجرد هلوسة إثر اشتياقه الشديد له ..
يغمض عينيه ليفتحها مجددا .. و الضياع يرتسم على وجهه الوسيم بوضوح ..
.
.
لطالما حسده ذياب على ثباته ..
و ها هو اليوم يراه في موقف هز وجدان ذلك الصمت الذي يختبئ هو دوما خلفه ..
ليتقدم دون أن يتكلم منه .. لا يهم اذا كانت تلك أوهام ..
لا يهم إن زالت الصورة بلمسها .. يريد اللحاق بهذا الطيف قبل أن يهرب ..
أصبح سيف يواجهه الآن ..
ليمد يده بتردد ..
يقبض على كتفه ..
.
.
.
.
شعر ذياب أن كتفه يكاد يطحن ..
و سيف غير واعٍ بأنه يشد بكل قوته ..
اقترب منه ذياب ..
ليجذبه و يحتضنه ..
.
.
.
.
.
و غرق سيف في حضن ذياب ببساطه ..
كان يكافح دموعه .. و هي تعاند بإنطفاح .. تبغي الخروج ..
و قلبه يدق بشدة ..
و للحظات ..
أسدل جفنيه ليختبئ العالم وراء الظلام ..
و سالت دمعة حارة على خده ..
لم يدرك فرارها الا حين لذعه طعمها المالح ..
شعور غريب راوده تلك اللحظات ..
الرثاء بالنفس ..
شعر بوحدة غريبة في داخله ..و أنه منسي ..
شعر بأنه هنا تحيط به الجدران و لا يمكن لروحه حتى إختراقها ..
.
.
كان ذلك الشعور ينتابه بقوة ..
أراد أن يهز ذياب و يستغيث به ..
لا يريد أن يراه هذه المرة ثم يرمي به للنسيان ..
.
.
.
.
.
وقفا و كل منهما ينظر للآخر بقوة ..
كل يشبع عينه برؤية الآخر .. يتفقد إن كان هناك ما تغير بهذا الصديق ..
ذياب كان يرى سيف .. و في عقله تدور صورته و هو يبكي في الحلم ..
حمد قال أن البكاء بلا صوت في الحلم هو اشارة جيدة ..
و أنه فرج قريب ..
هل كان صادقا ؟!!
أم أنه أراد التخفيف من ذعره ..!!
لا يبالي الآن بشيء ها هو سيف يجلس أمامه و إذا تجاهل الألم الذي يكمن خلف عينيه سيراه بكامل الصحة ..
و بدا وقع الكلمات عاليا يتردد ..
- شحالك يا الشاعر ..
ابتسم سيف بمرارة ..
- بخير يعلك الخير .. حاليه ما تغير .. انته شحالك ..
شعر ذياب للحظة بحرج خفيف لا يعلم لما .. ما زالا واقفين ..
- يسرك الحال يا بو هناد ..
و نظر الى الخلف حيث اختبأت هي ..
- شمامي تعالي سلمي على عمي سيف ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
لا بد أن تلك كانت مفاجأة العمر لسيف ..
رؤية الطفلة هدية لن ينساها مدى حياته ..
وقف ينظر بدهشة عظيمة لذلك الكائن الصغير و هو يخرج رأسه بتوجس من خلف ذياب ..
.
.
بدت النقاوة و الطهارة على وجه الطفلة الحلو ..
تنظر لسيف بشك و عيناها تتسعان بإهتمام ..
.
.
كم مر عليه من الوقت لم يرى فيه الأطفال باستثناء صورة الصغيرة التي يبدو أنها كبرت الآن ..
عشر سنوات ..!!
.
.
و ها هي هذه الطفلة تقتحم الزمن .. تأبى أن يمر المزيد من الوقت دون أن يعيش لحظات مسروقة من طفولتها ..
لم يشعر بنفسه و هو يجثو على ركبته ..
عيناه ما تزالان تتعلقان بوجهها الصغير ..
و الشك في عينيها لا يذوي ..
.
.
يعض شفتيه بقسوة ..
و هو على وشك البكاء ..
لم يشعر فحياته برغبة بالبكاء كما شعر في تلك اللحظة ..
و لا يدري سببا لتبادر صورة عبدالخالق لذهنه .. إنه متأكد أنه كان ليسعد بمقابلة هذه الطفلة ..
.
.
.
.
.
.
.
أمسك ذياب بيدها و هو يهز رأسه يطمئنها ..
- شمامي هذا عمج سيف ..
ترفع نظرها لأبيها لتهمس بصوت تظن أنه خافت و لكنه داعب أذنيّ الشاعر..
- شرات عمي عيسى ؟؟!!
ابتسم ..
- هيه ..
تعود لتنظر للرجل الجاثي على ركبته و هي تقول في شك ..
- يلعب حرامي باكلكم ؟؟!!
ضحك ذياب بأريحية في حين ابتسم سيف برقة لتلك الأسئلة البريئة ..
- مادري .. تخبريه كان يعرفها ..
ما زالت تختبئ خلف أبيها و لا يرى منها سوى وجهها ..
فقال سيف بهدوء و الابتسامة تعلو شفتيه ..
- امنوه انتي ؟؟!!
قالت الطفلة بسرعة و كأنها تسمع درسا تحفظه ..
- أنا شما ذياب عبدالله علي الـ ... و عموووه تقول أنا شمامي انسانة ..
.
.
يبدو أن سيف لم يفهم آخر كلماتها و لكنه ضحك ..
شعر بانشراح غريب .. لم يصدق أنه منذ لحظات كاد ينتهي تحت وطأة اليأس و الوحدة ..
- انزين شمامي انسانه .. ما تبين تسلمين على عمج سيف ..
.
.
نظرت له بشيء من الشك ..
- انتوو تعيشون هنيه ..
- هيه
كررت السؤال ..
- انتو تعيشون في السجن ؟؟!!
.
.
.
.
.
.
.
.
بدت الكلمات عادية .. و لكن وقعها كان غريبا في أذنيه ..
لأول مرة في حياته يشعر بصفاء ذهنه ..
إنه هنا في السجن ..
.
.
و كأن شما قد أمسكت بيده لتريه حقيقة لم يدرك أبعادها حتى الآن ..
يمعن النظر في وجه تلك الطفلة ليجيب بشيء من الحيرة ..
- هيه ....!!
.
.
عندها ابتسمت في وجهه و هي تقول ..
- حتى أنا دخلت السجن ..
ثم بلعت ريقها و عينيها تتسع باهتمام ..
- عمي سلطان ياب شريط السفاح لي أنا و دااابي .. اصلا داابي ما يعرف يلعب بس أنا أعطيه الجهاز لي ما يشتغل .. عمي عيسى يقوول الكذب حراام .. بس هو صغير ما يفهم شوه يعني كذب .. و هذاك اليوم لعبت بالسفاح أهاا و بعدين أنا دعمت سيارة الشرطة .. أهاا .. و دخلونيه السجن .. و يعدييين عمووه لقت الشريط و كسرته .. تقول انه هب زين .. بس عمي سلطان قال بعدين بييب لنا شريط ثاني ..
بدا الأسف يعلو وجهها على الشريط المكسور ..
- الحين ما عندنا الا كرااش اليديد .. و انا ما أعطيه داابي عسب لا يكسره .. بعدين من وين نييب دموعه و هن غالياات .. صح الشريط بعشر ربيات .. بس امااه تقول نشتري شريط ابو عشر ربيات و لا تروح دموعه .. أنا يوم أصيح تروح دمووعي بس ما اشتري شريط ..
.
.
كان سيف يضحك الآن ببساطة لهذا الكم الهائل من الكلمات الطفولية يفهم منها شيء ..
التي لم
ذياب ينظر له بفرحه ..
ليقول سيف للطفلة ..
- تعالي سلمي ..
ترفع بصرها لأبيها الذي يهز رأسه بتشجيع ..
.
.

تقترب من ببطء و ما زال هو يجثو على الارض ..
تضع يدها على كتفه و تمد وجهها لتطبع قبله على خده ..
.
.
.
.
و تلامس شفتيها وجهه ..
.
.
و أغمض سيف عينه بقوة ..
يشعر بشيء يتوهج بداخله ..
شعر بقوة غريبة ..
بشيء يشبه الشمعه ..
يضيء ببطء الظلمات بداخله ..
.
.
شعر بيدها الناعمة تلامس وجهه بتردد ..
فتح عينه ..
.
.
تلتقي بنظرتها الفرحة ..
.
.

لتقول بابتسامة كبيرة فخورة ..
- لحية أبوووية أطول .....!!


.................................................. ..............................................


و هو غارق في غياهب الظلام السرمدي ..
تناهى من البعيد له صوت مألوفا .. لحوحا لا يتوقف ..
إذا انقطع عاد ليرن من جديد ..
.
.
يفتح عينيه ببطء .. و لم تعتادا النور بعد .. فيؤذيها هذا الوضوح ..
يمسك برأسه بوهن .. يكاد ينفجر من الضغط أي ألم هذا الذي يكاد أن يحطم جمجمته ؟!!
.
.
و يواصل الرنين ليجبر عينيه أن تنظر للرقم ..
.
.
لا يذكر ما الذي حدث .. لذلك يرد بتكاسل ..
- ألووووووه ..
وصله صوتها الملهوف ..
- سلطااااااااااااااااااان .. انت وييييييين .. من أمس ادق عليك .. سلطان رد البيت و بنتفاهم .. دخيلك .. ترا أمايا ما تدري انج هب في البيت ..
.
.
أمسك برأسه مجددا و أحداث الأمس تتراءى له بضبابية ..
- حمدوه .. خالص أنا برد البيت ..
- في ذمتك ؟!!!!
- خلاص قلتلج برد ..
- انت وين الحين .. بخلي محمد يسير ييبك ..
تثاءب بشدة مجددا .. و هو يرى ذلك القادم من الطرف الأقصى ..
- انا عند واحد من الربع .. برد بروحيه ..
.
.
و أغلق الهاتف دون انتظاره الرد منها ..
يرفع عينه للذي وقف على رأسه ..
.
.
بدت ابتسامة شنيعه على شفتي الآخر ..
- صبحك الله بالخير بو مييد ..
.
.
لم يجبه سلطان فقد لمس المكر في صوته ..
و لكنه أمسك برأسه ..
.
.
و ها هي صور الأمس تتضح في ذهنه ..
.
.
ضربه لعذابة ..
و صفع محمد له .. خروجه من البيت ..
و التجاءه لفهد ..
و أخيرا قدومه مع فهد الى هنا ..
.
.
ليقول بشي من الخوف ..
- علي .. شوه لي عطيتونيااه أمس ..
ابتسم علي ابتسامه صفراء و هو يقول ..
- عيبك ..
.
.
يتوتر الآن ..
- شوووه هوو ..
.
.
نظر له علي لولهة قبل أن يقول باستخفاف ..
- و ليش خايف .. هاا ؟؟!!
.
.
.
.
يخفق قلب سلطان بشدة ..
و ذعـــــــــر ..!!
.
.
اللعنة ..
ما الذي حدث البارحة هنا ..؟!!

.................................................. .................................................. ...............


تنقل بصرها بين زوجها و أخيه بحيرة كبيرة ..
ثم تلتفت لأمها الجالسة في الزاوية ..
.
.
لتقول بضعف ..
- عيسى وينها البنية أبا أشوفهاا ..
يقترب منها لينحني و هو يهمس برفق ..
- حسنا ارتاحي انتي الحين و خلاف بييبونهاا لج ..
و ضعت يدها على صدرها و دمعه في عينها تهدد بالسقوط ..
- لا أبا أشوفهاا الحين ..
ما زال رافضا ..
- حسنا الحين لازم ترتاحين و البنية ما بطير .. بنييبها لج عقب ..
.
.
فجأة و بدون سابق انذار انخرطت حسنا في بكاء مرير ..
- البنية ماتت صح .. أنا أدري انتو ما تبون تخبرونيه .. أنا ما سمعتاا تصيح يوم ولدت .. بنتي ميته يا عيسى ..
نظر عيسى بعجز لزوجته .. فيما شاركتها أمها البكاء ..
يجلس بجانبها على السرير و هو يحتضنها و يمسح رأسها ..
- حسنا تعوذي من ابليس البنيه ما عليها شر و في الحظانة الحين .. بس الدختر يبونج ترتاحين شوي قبل لا ييبونها و تلعوزج ..
.
.
تمسح عينيها كطفلة صغيرة ..
و تنظر لسلطان الذي يقف صامتا و يتجنب النظر اليها ..
- سلطــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــان .. سلطان يا خوية .. انته ما بتكذب عليه .. خبرنيه .. البنت شوه فيها ..
.
.
يهرب سلطان من مواجهة تلك العينين المعذبتين .. لينظر لأخيه بحزن ..
و لكن عيسى كان ينظر للأرض .. و كأنما يتهرب من استنجاد سلطان به ..
نظر لها ..
.
.
تلك العزيزة على الفراش الأبيض ..
تنشج بهدوء ..
.
.
أمها الآن تكتم الأنفاس ..
و الدمـــــــــوع ..

...

سلطان ينثر الخبر بخبرة اكتسبها ..
.
.
كلمة .. كلمة ..
و قد يجعل ذلك وقع الخبر أقل أذى ..
- حسنا .. انتي حرمة عاقلة و مؤمنة بقضاء ربج و قدره .. - رأى عينيها تتسعان في جزع فسارع ليكمل - بنتج حية و بخير .. و الحين في الحظانه .. بس ..
.
.
و صمت لبرهه ..
و علقت الأنفاس في الصدور ..
تلك هي اللحظة الحاسمة ..
.
.
يقول بصوت هادئ متحكم ..
- حسنا البنت مولودة بمتلازمة داون ..
.
.
ينتظر شيئا يدل على صدمتها و لكنها واصلت النظر بترقب ..
- كيف يعني .. مريظة .. ؟؟!!
.
.
تنهد سلطان و أغمض عينه لولهة قبل أن ينطق بالاسم الشائع لهذا المرض و الذي يعلم أنه اسم خاطئ .. و لكنه شائع أكثر من المسمى الحقيقي ..
- حسنا بنتج ولدت منغولية ..
.
.
.
.
.
.
و اختلجت رموش عينها و هي تشد بقبضتها لصدرها ..
تنظر لسلطان و كأنها لا تراه ..
في حين ارتفعت وتيرة بكاء أمها التي لم تحتمل الخبر حتى الآن ..
.
.
يشد زوجها بذراعيه حولها ..
يريد أن يبثها الأمان ..
.
.
و لكنها تبدو ساهمة و هي تتملص من بين ذراعيه ..
ما زالت عيناها تتعلقان بسلطان .. و هي تقول بخفوت ..
- سلطان أبا أشوف بنتي .. ودني صوبهاا ..
سلطان يعلم أنها مصدومة الآن .. و لكن ما يخيفه هو برودها .. لا يبدو للانفعال أثرا على محياها ..
- حسنا البنية في الحظانه .. و انت لازم .....
تقاطعه باصرار ..
- سلطااااااااااان أباااا اشوووف بنتي .. بتودينيه و الا بسير بروحيه ..
.
.
ينظر لعيسى ..
هز زوجها رأسه
- سلطان هات كرسي متحرك عسب نوديها ..
.
.
تركهما سلطان لوحدهما في الغرفة ..
في حين تلاقت عيني عيسى المتألمتين ..
و عيناها الخاليتين من الدموع ..
لتقول بقوة مأكدة ..
- هاي بنتي يا عيسى .. ما بخليها .!!


.................................................. .................................................


- تعـــــــــــــــــــــــ ــال ..
.
.
أوقفه الصوت لحظة دخوله الصالة الرئيسية للبيت ..
فالتفت ببطء ..
و دوي صفعة البارحة ما زال يرن في أذنيه ..
لم يتكلم بل استمر بالنظر لهما ..
.
.
كانت شقيقته الكبرى تنظر له و هي على وشك البكاء ..
متأكد من أنه أثار قلقها البارحة ..
في حين أشار هو ..
- تعال وياية ابا ارمسك ..
كان سيعاند بشدة لم ينسى ما حدث بالامس ..
و لكن هناك خوف يسكنه الآن .. كان خائفا .. مما عرف قبل قدومه ..
.
.
.
.
.
لحق بعلي الى غرفة تستخدم كمجلس يندر استخدامه ..
أغلق الباب خلفه و جلس بعيدا عن محمد ..
.
.
- وين كنت ..
توتر سلطان ..
- عند ربيعي ..
- و ليش ما اتصلت تخبرنا ..
لم يرد ..
- سلطان اسمع .. انت هب ياهل الحين .. ريال و عليك العمد ..
انفعل سلطان ..
- ريال بتظربنيه ..
- الريال ما يظرب خواته ..
- هي بدت ..
- اسمعني ......
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول ..
- انا هب ياي أحاسبك ع لي استوى البارحة .. خلاص لي صار صار .. أدري انيه غلطان يوم ظربتك .. بس لا تلومنيه .. اباك تصون خواتك تقوم تظربهن ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
و في الخارج حمدة تفرك يديها بخوف .. ارتاح قلبها لمرأى سلطان و عودته سالما ..
و لكنها تنتظر خروجه الآن ..
كانت مرهقة بشدة اذ لم تذق طعم النوم منذ البارحة ..
.
.
.
.
طالت الدقائق ..
قبل أن تسمع صرير الباب و هو يفتح ..
فقفزت من مكانها لترى ..
.
.
اتسعت ابتسامتها بارتياح .. حين خرج الاثنان و سلطان يبدو أكثر هدوءا فيما بدا الانشراح على محيا محمد ..
.
.
توقف الاثنين أمام حمدة .. قبل أن تقترب من سلطان لتحتظنه .. ثم توجه لكمة لكتفه ..
- مرة ثانية لو زعلت ازعل في الميلس .. روعتنيه عليك ..
ضحك محمد و سلطان بأريحية ..
- عذابة وينها ..
نظرت له بشك ..
- ليش ..
- براضيها ..
ابتسمت بارتياح ..
- فحجرتها ما سارت الجامعه ..
.
.
ذهب سلطان ..
فنظرت حمدة لمحمد ..
- رمسته ..
- هيه .. أمايا هنيه ..
- في حجرتهاا ..
- انا بسير لها ..
.
.
.
.
.
.
لحظات و جلست حمدة لوحدها على الأريكة ..
كانت مرتاحة لإنتهاء الموضوع على خير ..!!
رغم أنها تشعر بضيق في صدرها ...
.
.
.
هل حقا إنتهت المشكلة ..؟!!
هذا ما لم تملك حمدة له إجابة ..




جرح الذات غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس