الحلقة 2
خاتمي الذهبي
ـــــــــــــــ
دخلنا البيت و مازال الشيطان مسيطرا على أمي أما أبي يلزم الصمت صعود أمي لبيتنا أو ما نسميه نحن (قسمنا) في الطابق العلوي فالبيت الذي يجمعنا مع عمي مبارك وعائلته في الطابق السفلي حدثت نفسي سأستغل الفرصة قبل أن تعود أمي لتأخذ بروك (مبارك) ذو السنتين فـ أمي معلمة وتتركه كل صباح عند جدتي (سارة).. كنت اركض لمناير وسوير واخبرهما عن الروضة ..
..أطلقت ساقي لغرفتهما وحقيبتي على كتفي وأحاديثي الكثيرة التي سأرويها اليوم فانا مثلهما لدي حكايات عن المدرسة أغلق طريقي شرشبيل يضع يديه على جانبي باب المدخل المؤدي لغرفتهما وسألني والشر ينطق من عينيه كعادته (وش جاي بك عندنا ؟؟
قلت له بخجل وخوف (بشوف مناير ..بقولها شي ..
قال لي بسخرية (ما هي فاضية للبزارين روحي لامك !!
أشرت بسبابتي وكأني امثل شي صغير ( بقولها شي صغير وبروح ..
لم اكمل حتى دفعني بقسوة (أقول تقلعي ما تفهمين ؟!
وقعت على الأرض وحاولت أن امنع دموعي وقلت له (والله لا اعلم أبوي عليك ..
اقترب وامسك بإحدى جديلتي يسحبها حتى أخرجني (لا عاد أشوف وجهك يالحروشه ..عندنا ..وبداء بضربي و لأنه الأقوى كانت له الغلبةكما كل مرة يضربني فيها واخبر جدتي او عمي مبارك او ابي ..فيجد ما يشفي غليلي فيه ..
وأنقذني من يديه هذة المرة عمي مبارك الذي انزل العقال على جسده بـ مبدءا (وين اللي ما يوجعك) وأظن هذا ما جعل محمد دائما مايستغل الفرص حتى يضربني ..وبشكواي الدائمة منه حصلت على لقب مس حروشه ..
خرجت وأنا امسح دموعي حتى لا تدري أمي وتبدءا بالشجار مع والدي كما في كل مرة يضربني ذلك الشقي..
دخلت غرفتي وأبدلت ملابسي وأمي أظنها عند جدتي نظرت لشعري المنكوش وحاولت أن انزع تلك الشرائط ولم استطع لاسبيل لحلها سوى من عقدها اتجهت لغرفة جدتي فوجدت امي تتحدث معها وكأنها تشكي لها وما أن رأت شعري حتى شهقت (من اللي مسوي بشعرك كذا ..
حينها بكيت وأخبرتها.. كان يوما منحوسا فقد وبختني جدتي نمت ابكي يحتضنني سريرها الذي يعبق برائحة الحناء والريحان .. فقد منعتني من الخروج من غرفتها عقابا لي , واستيقظت عصرا على صوت مناير تحدث جدتي التي تجلس على سجادتها بان اخرج العب معها .. ودخل بعدها عمي مبارك مقبلاً رأسها وان أظهرت له الغضب لأنه ضرب شرشبيل المدلل الذي ما ان يخرج حتى نصرخ وكأننا نقول -سنفرو بحياتكم- أي انقذوها من بين براثن شرشبيل ..فشره ليس علي بل حتى على مناير وسوير التي تكبره بسنه ,حتى هنو ابنة عمتي حصة التي تزورنا كل نهاية أسبوع لا تسلم منه فأخوها سعد ما هو إلا هرهور..
خرجنا بعفو عمي مبارك وتسابقنا درجات السلم الى غرفتي حتى اري مناير هديتي التي لم ارها أنا كان ابي يستعد للخروج فاصتدمت به ( بسم الله ..تركدي..شـ طايرتن عليه ؟!
فابتسمت وقلت له (اليوم الابله عطتني هديه ومناير تبي تشوفها..
ضحك وقال لي وهو يغمز لوالدتي (بعدي والله بنيتي ..حتى انا بشوفها ..
كدت اقفز فرحا واحضرت حقيبتي وفتحتها واخرجت هديتي ونزعت عنها كسائها الملون بالرسومات كانت كرتون ملون معلق به حلي بلاستيكيه وغلفت بغطاء شفاف ..
كانت اروع هديه وكانها طقم حلي من الماس ..لعبنا بها وسمحت لمناير ان تلبس خاتمي البلاستيكي الذي لا انزعه ابداً.وفي نهاية الاسبوع لم يبقى من الهديه الا الخاتم الوردي ذو النقش الذهبي .. اماباقي الحلي اخذها شرشبيل على حين غره مني كما يفعل بكل عرائسي التي نساها احيانا في غرفة جدتي ..
لبست هنو خاتمي واعجبها كثيرا وعندما كانت تغادرنا تلك الليلة قلت لها (تعالوا الاسبوع الجاي وأخليك تلبسين خاتمي ومددت يدي لها ..
ضحكة عمتي حصة ووالدها علي وهرهور كان يجلس جانبها في السياره وقال لي (يارب انه ينكسر..
وبالفعل بعد يوم واحد من دعوته انكسر خاتمي وحزنت عليه بكيت ليلتها وانا اطلب من امي ان تصلحه .. ووعدني والدي بان يشتري غيره ..
ووفاء بوعده فاصبحت في احد الايام .. على صوت والدي يقول (سوسو شوفي شـ شريت لك ؟!
فتح علبه مخملية عنابية اللون وقف على سريري لارى ما داخلها فكانت تحمل خاتم ذهبي صغيرعليه رسمة زهرة تعلقت بعنقه طويلا لا ادري ان كان هذا تعبيرا عن شكري له !!!!
أما امي على باب غرفتي كان عينيها تقاوم الدموع التي تحجرت فيهما.. وقالت (قولي لابوك شكرا والله يخليك لي ..
ورددت خلف والدتي ولم استشعر معناها فكل همي ان ترى مناير خاتمي الجديد لبست الخاتم وقفزت لاخرج ببجامتي البرتقاليه عليها صوره دوار الشمس ..فاوقفني سوال والدتي (وين يالله صباح خير ..
رد والدي بدلا عنها (لمناير وين بعد بتروح ..
ابتسمت امي (مايخالف تفطر اول .. كنت يومها سأكل كل ماتقدمه امي حتى لو كان بيضاً مسلوقاً فانا لا احبه.. كل هذة التضحية .. حتى اخرج لمناير بـ خاتمي الذهبي ..
*ربما لن تحضر السطور الجمعة