عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-08, 03:36 AM   #4

بحر الندى

مراقبة عامة وقائدة فريق التصاميم والفوتوشوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية بحر الندى

? العضوٌ??? » 166
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 21,296
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » بحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond reputeبحر الندى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
¬» اشجع naser
?? ??? ~
ربي ثقتي بك كبيرة .. و انت الحامي لي من كل ضرعدو .. فخذ حقي منهم بقدرتك و قوتك ..وحسبي الله ونعم الوكيل,,
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الهجرة.. انطلاق وانعتاق وتضحية ونصر


سامية عبد الوهاب- 08/03/2003





بالطبع كان لا يمكن للحال أن يستمر على ما هو عليه من الاستضعاف والحصار والمطاردة للمؤمنين، وكان لا بد أن تأتي اللحظة التي ينعتق فيها المأسورون؛ لينطلقوا إلى عالم جديد فيه من مقومات الحياة البشرية الطبيعية ما يثمر الخير، ويصب في صالح الإنسانية جمعاء.

نعم كانت فترة المحن طويلة نسبيا، وكان لا بد أن تكون محن يمحص فيها الرجال الذين سيواجهون مسئوليات البناء والتعمير والتقدم والرقي والحضارة، وإطلاق النور الإلهي والتشريع السماوي وإشاعة العدل والرحمة، ومجالدة المتكبرين وبغاة الاعوجاج.

وطالما أن المبادئ راسخة والأهداف واضحة فلا مجال للمساومة ولا التخلي عن بديهياتٍ تصير الحياة بدونها ضياعًا وهراء، وإن لاح سراب من بعيد، وأغرى الخصوم بشيء من المال أو الجاه أو السلطان. فالحق أن الثبات على المبدأ والصبر والتحمل في سبيل الدعوة إليه إنما يقود حتمًا إلى نصر وتمكين، ولو بعد حين.

التمكين.. متى يتحقق؟ ولمن يكون؟

وبالطبع لا يقول أحد بأن هذا التمكين لا بد أن ينعم به هؤلاء أو أولئك ممن ساروا على الدرب، وأبلوا في سبيل دعوتهم البلاء الحسن، إنما الأمر لله من قبل ومن بعد، ولا يمكن لعاقل أن يشترط لعمله أن يُختتم بنتيجة حتمية يحددها هو كما يريد. فلو كان الأمر كذلك لكان الأولى به رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث إن الله تعالى بشره بامتلاك خزائن كسرى وقيصر، ومع ذلك لم يتحقق له ذلك في حياته الكريمة صلى الله عليه وسلم.

ويجب أن نعلم أن القدر لا يحابي أحدًا؛ فالأسباب المادية جزء لا يتجزأ من عُدة النصر، طالما أن فريق المؤمنين بوسعه الحصول عليها، أو على ما يستطيع منها؛ فالله تعالى يقول: {وأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ ومِن رِّبَاطِ الخَيْلِ} [الأنفال: 60].

والله تعالى حين يرى من عباده أنهم لم يقصروا في ناحيةٍ، علما ودراية، تخطيطا وتكتيكا، حرصا وحذرًا، تدريبا ومشقة… إلخ، ثم تغلب كِفة الخصم على كفة المؤمنين.. يرسل جنودًا لم يروها، وتتدخل المشيئة الإلهية لنصرة الصابرين المحتسبين اليقظين المجتهدين.

الأخوة.. ملاط البناء

والأخوة هذه الدرة الثمينة التي نفتقدها كثيرا بين المسلمين اليوم، وإن بدت في بعض الأحيان على هيئة مظاهر لفظية بينهم، أو ابتسامات وحوارات لا تنجلي عن تداخل حقيقي ومشاركة إيجابية مع الآخرين.

ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أن كثيرًا من الناس لا يحفظ من تعاليم الإسلام إلا ما يحرج به غيره من الزملاء والأصحاب حين يطلب من أحدهم مساعدة أو يمد يده ليأخذ ما لا حق له فيه، مدعيًا أن ذلك من حق الأخوة، ويصبغ على ذلك مسحة شرعية، ويحول الموقف إلى دعابة ومناظرة مغرضة.. في حين تجد هذا الشخص لا يبذل كثيرًا ولا قليلاً من هذه الحقوق التي يتحدث عنها لأي إنسان؛ فهو فقط يضع نفسه موضع الآخذ بصفة دائمة!

مقاطعة من نوع مختلف!

لا يغيب عن الأذهان ما سبق الهجرة في سنوات الحصار المرير بمكة ما فعله مشركو مكة من مقاطعة الصحابة اجتماعيا واقتصاديا لمدة 3 سنوات حتى استيقظ الضمير الإنساني داخل بعض المشركين فعمل على فك هذا الحصار الجائر.

وفي الجهة المقابلة وجدنا المسلم حين ضاقت عليه الأمور إلى حد لا يطاق بدأ في مقاطعة من نوع مختلف، مقاطعة جوانب في الحياة تعتبر أساسية لكل أحد، مقاطعة بالجملة للبيئة التي يحتكرها هؤلاء الأوغاد ولا يدعون فيها متنفسا للآخر، مقاطعة الوطن من أجل الإيمان والعقيدة، مقاطعة الأهل بالهجرة بعيدًا عنهم رغم ارتباطهم برباط اللحم والدم ورغم المشاعر والحنين والألم النفسي الرهيب، لكن كل ذلك تلاشى وذاب بحرارة ونداء الإيمان.

كلمة أخيرة

إن وطن المسلم هو عقيدته، وأهله هم إخوانه في العقيدة، والدعوة الإسلامية دعوة عالمية للناس كافة؛ فهي لا تعرف حدودًا ولا بقاعًا ولا أجناسًا، بل ميدانها هو العالم كله.

وكان لا بد للإسلام الذي يمثل رفضًا للواقع الفوضوي في ذلك الزمان أن يتمثل في صورة حسية يطبّق فيها تعاليمه على أرض الواقع، ويوجد البدائل والحلول المنبثقة من قيمه وتعاليمه للمشكلات التي تعاني منها البشرية، ويضع المنهاج الذي يجب أن يسير عليه الإنسان إن أراد الفلاح في الدنيا والآخرة.

ولقد هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ لأنهم أدركوا أن الإسلام لا بد أن تكون له دولة تحميه وتسهر عليه، وتقيم شعائره وأركانه، وتطبق تعاليمه وقيمه، هذا هو الإسلام كما نزل على محمد، دين ودولة، عقيدة وشريعة، إيمان وعمل، لا انفصام بينه وبين الحياة.


--------------------------------------------------------------------------------


بحر الندى غير متواجد حالياً  
التوقيع