عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-11, 12:06 AM   #109

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل السادس : خيبة امل.
في الصباح عندما كانت امل في طريقها الى الفندق كما هي العادة .. كان تفكيرها مشغولا بما حصل لها البارحة .. لقد اطلعت شخصا اخر على ماضيها .. لكنها احست بالراحة لكون هذا الشخص هو انور .. مع انها كانت خائفة من ردة فعله التي قد تكون سلبية .. الا انه فجاها بتفهمه التام لوضعها.. ابتسمت امل عندما تذكرت الموقف الطريف الذي حصل بينهم في المقهى عندما حكت له قصتها.
"اااه, لااصدق ذلك"
فزع انور بشدة من كلمات امل ونظراتها القلقة .. ونظر بالاتجاه التي كانت تنظر اليه امل ثم سالها:"ماذا , ماذا هناك؟"
ردت عليه امل وهي تشير باصبعها الى الساعة المعلقة على جدار المقهى:"انظر كم الساعة لقد تاخرت على فاطمة ولا بد انها قلقة الان."
تنفس انور بعمق وقال:"لقد افزعتني .. ظننت بانك قد رايت والدك وقد جاء ليعيدك الى سجنه."
كادت تموت امل من الضحك من الافكار التي راودت انور وقالت من بين ضحكها الطويل:"هل اعتقدت..ذلك حقا."
"اجل, لقد خطر ذلك على بالي عندما صرخت قبل قليل .. لقد خفت عليك من والدك بعد كل ما حكيته لي عنه."
توقفت امل عن الضحك وقالت بجدية:"وان كان ابي فعلا قد اتى لكي يعيدني الى منزله فماذا كنت ستفعل؟"
رد انور بنفس النبرة الجادة التي تكلمت بها امل قبل قليل:"لم اكن لادعه ياخذك من هنا ولو على جثتي .. لقد سبب لك الاذى لسنوات طويلة فقط لانك ولدت فتاة .. ولا احد يعرف ماسيفعله الان بعد ان هربت منه وتمردت على سلطته .. لهذا لن اسمح له بان يوذيك ثانية .. واعدك بانني ساحميك منه ومن اي شيء يريد اذيتك."
افاقت امل من شرودها .. وتفكيرها بالسبب الذي جعل انور يعطيها ذلك الوعد الذي بدى جادا في الوفاء به .. ودخلت الى الفندق لكي تبدا عملها كما يجب.
بعد ساعتين كانت امل قد انتهت من تنظيف العديد من الغرف الخالية من اصحابها .. كانت تعمل بسرعة كبيرة .. لكي تصل الى غرفة انور.. كانت تريد رويته خصوصا بعد ان حكت له كل شيء عنها البارحة .. ارادت التحدث اليه اليوم ايضا .. بل انها اصبحت تريد رويته طوال الوقت .. لانها كانت تحس بالامان عندما تكون معه .. امان لم تشعر به في منزل والدها ولا في منزل فاطمة التي تحس بانها عالة على تلك العائلة الفقيرة.
احست امل بخيبة امل كبيرة وهي ترى البطاقة الخضراء معلقة على باب غرفة انور .. والتي تعني بان الغرفة خالية ويسمح لعاملات التنظيف بالدخول اليها .. ولكنها اعترفت لنفسها .. بان انور لم ياتي الى هنا كي يستمع الى مشاكلها او ينقذها في كل مرة من موقف محرج تقع فيه .. بل اتى لكي يتمتع بالهدوء والراحة في هذه المدينة.. فتحت امل الباب بعنف ودخلت الى الداخل لكنها فوجئت عندما وجدت انور لا يزال في الغرفة جالسا امام جهاز كمبيوتر محمول .. وعندما راها وقف فورا وابتسامة كبيرة ترتسم على وجهه الوسيم وقال:"صباح الخير .. لقد انتظرتك كثيرا."
بسبب دهشتها سالته مباشرة قائلة:"مالذي تفعله هنا بعد .. لقد ظننت بانك قد خرجت عندما شاهدت البطاقة الخضراء على باب غرفتك."
اقترب منها انور حتى اصبح واقفا امامها وقال:"لقد وضعت البطاقة الخضراء على الباب حتى تدخلي .. لانني كنت اريد التحدث اليك."
قالت امل وهي تتامل الغرفة:"هل تشاركني عاملة اخرى بتنظيف هذه الغرف ام ماذا؟"
قال انور وهو يضحك :"لا, لاتخافي .. انه فندق صغير لن يستعمل الكثير من العمال." واكمل قائلا:"لقد رايت بانك تتعبين كثيرا في العمل فقلت لا باس ان قمت بترتيب غرفتي بنفسي."
ضحكت امل على كلام انور وقالت:"حقا, انا مظطرة لان اخيب املك واقول لك بانك لم تساعدني بما فعلته .. لان السرير ليس مرتبا بطريقة جيدة كما يجب .. وايضا علي تنظيف بعض الاشياء الاخرى كالحمام وغيره." عندما اكملت كلامها ذهبت الى السرير لكي تعيد ترتيبه لكن انور وقف في طريقها مانعا ايها من اقتراب اكثر من السرير .. فضمت امل حاجبيها الى بعضهما البعض استغرابا من تصرفات انور الغريبة وقالت:"انور مابك؟ انه عملي وعلي القيام به .. ثم ان هذا العمل قد تعودت عليه ولايتعبني كثيرا كما قلت."
"انا اريد ان تبقى غرفتي بهذا الشكل .. احبها هكذا .. ولا اريدك ان تقومي بشيء فيها .. ثم انني ساتكلم مع المسوول واقول له بانني لا احتاج لاحد ان يرتبها وينظفها وهكذا تكونين معفية من العمل فيها."
قالت امل وقد بدات تشعر بالانزعاج:"هيا انور قولي ماسبب هذا القرار الغريب والمفاجىء؟"
عندما لاحظ انور اصرار امل على معرفة سبب قراره هذا وقال لها:"بصراحة امل .. اخجل من ان ادعك تنظفين غرفتي وانت قد اصبحت صديقتي العزيزة."
تفاجئت امل من مقدار احترام انور لها .. الهذه الدرجة يحترمها ويقدرها .. لدرجة ان يخجل من خدمتها له.
"انا ايضا اقدرك كثيرا انور .. منذ ان اتيت الى هنا وانت تقدم لي الكثير .. شهامتك وبسالتك لا توصف انور..لاتوصف."
قال انور بتوتر لم تلاحظه امل :"حسنا.. حسنا يكفي من هذا الكلام .. انه وقت الغداء .. لابد من انهم يسمحون لكم باخد فترة استراحة لكي تتناولوا طعامكم."
اجابت امل بانزعاج لان انور قد ذكرها بشعور الجوع الذي ينتابها منذ الصباح :"اجل انهم يمنحوننا وقتا لستراحة الغذاء ولكنني سامضيه في العمل, فلم اجلب معي اكلا لكي اتناوله وايضا لا استطيع شراء الطعام فانا احاول قدر الامكان توفير المال الذي اجنيه من هذا العمل."
قال انور:"اذن سادعوك لتناول الغداء معي."
قالت امل موافقة بعد برهة تفكير" حسنا ..ساذهب معك لكن بشرط واحد.. وهو ان تدعني ارتب غرفتك وانظفها كما يجب..غير ذلك لن ارافقك لاي مكان."
وبعد محاولات عديدة لامل باقناع انور بان يدعها تقوم بعملها .. اقتنع اخيرا بكلامها .. وتركها تقوم بتنظيف غرفته الا انه اصر على مساعدتها..كانت امل تضحك بين الحين والاخر على محاولات انور الفاشلة لمساعدتها في ترتيب الغرفة .. وايضا لانها لم ترى في حياتها شخصا مثله .. يساعد خادمة في تنظيف غرفته.
......................
خرجت امل بعد ذلك في استراحة الغداء مع انور وفي الطريق سالته وقد تذكرت اخيرا امر اصدقائه الذي ذهب من بالها:"صحيح انور .. لما ليس اصدقائك معك هذه المرة؟"
اجاب انور عليها:"لقد ذهبوا في نزهة حول المدينة .. وانا لم اذهب معهم .. لانني اردت رويتك والتحدث اليك."
"لابد من انهم قد غضبوا لعدم مرافقتك لهم .. اليس كذلك؟" قالت امل ذلك وهي تترقب ردة فعله.
"ساتكلم مع انور عندما يعود وانا متاكد من انه لن يبقى غاضبا مني."
فكرت امل مع نفسها(اذا صحيح ما كانت تعتقده .. لابد ان الياس قد تشاجر في الصباح مع انور لانه لم يذهب معهم وبقي ينتظرها هي.) نظرت امل الى انور الذي كان يمشي بجانبها وسالته سوالا حيرها كثيرا :" كيف اصبحت انت وذلك المتعجرف صديقان؟"
حدق انور فيها وقد فهم انها تتحدث عن صديقه الياس فقال لها:"لديه اسم يدعى به يا امل .. انه الياس."
قالت امل وهي تضحك لكي تخفف من الجو الذي صار مشحونا فجاة:"اوووه لا تغضب .. اعرف بانه صديقك وانك لا تحب من يتكلم عنه بشكل سيء لكنني لم اقل سوى رايي فيه .. وهو ايضا لم يعطني فكرة حسنة عنه .. فهو كلما راني يتعامل معي بقسوة."
قال انور:"اعرف بان انور لم يعاملك جيدا في المرات القليلة التي صادفك فيها .. لكنه فتى طيب جدا .. حتى انني اذين له بحياتي .. فلا يمكنني ان انسى بانه هو من انقذني من الموت .. وليس هذا وحسب .. لقد اخرج حياتي من الظلام الى النور."
سالته امل بلهفة:"لماذا؟ مالذي حدث لك كي ينقذك الياس من الموت."
"انها قصة طويلة امل."
قالت امل وهي مصرة على رغبتها في معرفة ماحدث له في الماضي:"وانا احب كثيرا القصص الطويلة ."
ضحك انور على فضولها الطفولي وقال لها:"يالك من عنيدة."
لم تجب عليه امل بل كانت تنتظره بفارغ الصبر كي يخبرها قصته التي من الواضح انها غيرت حياته كثيرا وعلى حسب قوله كان ذلك التغيير جيدا.
"قبل سنتين جائني اتصال مهم من فرع شركتنا الذي يوجد في العاصمة الرباط .. كانت هناك مشكلة كبيرة .. وكان علي ان احلها بنفسي .. فسافرت في الليل الى هناك .. وفي الطريق الذي كان شبه خالي من السيارات .. حدثت لي حادثة سير .. وعلى اثرها انقلبت سيارتي .. وبقيت محتجزا فيها .. حاولت الخروج لكنني لم استطع .. كنت احس بالخدر يسري في انحاء جسدي .. حتى انني ظننت بان تلك اللحظات كانت هي اخر لحظات حياتي .. الا انني اذكر جيدا قبل ان افقد الوعي تماما .. صوت سيارة وقفت بسرعة في الطريق.. والتي كان في داخلها الياس واصدقائه .. كانوا عائدين من حفلة ما وعندما راو سيارتي المنقلبة .. والدخان يصعد منها .. طالبهم الياس بالتوقف .. كنت اسمعهم وهم يصرخون بان السيارةعلى وشك الانفجار ..وكانوا يتشاجرون مع الياس ويطالبونه بالابتعاد عن السيارة .. لانه لايستطيع مساعدتي .. فهو كان في الاصل غير متاكد من انني لازلت على قيد الحياة .. ومع كل تلك المعارضة والتحذيرابى ان يستمع الياس اليهم بل اقترب من السيارة بكل شجاعة واخرجني منها بدقائق قبل ان تنفجر وتصير حطاما يتطاير مع الهواء .. اخدني في سيارته المستاجرة الى المستشفى .. وقد بقي يزوروني حتى شفيت تماما من اثار الحادثة وهكذا تطورت علاقتنا كثيرا لكي نصبح اكثر من صديقين.. بل اخوين بكل ما للكلمة من معنى.. بفضله استطعت ان اذوق طعم الحياة واعرف بان الحياة ليست فقط دراسة وعمل ومال .. بل اصدقاء وعائلة .. فقد عرفني الى عائلته واصدقائه واصبحت واحدا منهم .. حتى لو كانوا مختلفين عني في اشياء كثيرة .. الا انني وجدت فيهم المحبة والطيبة التي افتقدتها في عائلتي ومجتمعي الراقي .. وهكذا اصبحت مكانته في قلبي عظيمة جدا . "
عندما انتهى انور من كلامه صمتت امل ولم تعلق على ماقاله .. لم تجرا بان تعترف امامه بان صديقه لديه جانب طيب بعد كل ما وصفته به .. فقالت له لكي تعيد جو المرح من جديد:"لقد قلت بانها قصة طويلة .. لكنها لم تكن كذلك."
اطلق انور ضحكة طويلة على كلام امل وقال:" بالنسبة لي كانت طويلة حتى انني كنت اشعر بالجوع الشديد وانا احكيها لك ..وكنت انتظر متى انتهي منها بسرعة حتى نذهب لتناول الطعام."
ذهبا بعد ذلك الى واحد من المطاعم المميزة والتي توجد في ساحة تاريخية .. وبعد ان سجل النادل طلباتهم ورحل .. سال انور امل قائلا:
"بصراحة امل كنت اريد التحدث اليك بشان مخططاتك المستقبلية."
صدمها سواله .. لم تكن تتوقع بانه سيسالها ذلك السوال الذي لا تعرف له جوابا .. سوال بدا يطرح نفسه عليها كثيرا.. خصوصا البارحة عندما عادت الى منزل فاطمة.. وسمعت زوجها يتشاجر معها حول اقامة امل معهم..وبانها مصدر ثقل عليهم هم بغنى عنه..الم ذلك امل كثيرا.. لذلك في الصباح رفضت ان تتناول طعام الافطار الذي اعدته لها فاطمة متحججة بانها قد فقد شهية للاكل.. مع ان ذلك لم يكن صحيحا ..فهي قد قررت بانها تفضل ان تبقى جائعة على ان تكون عالة على احد ما.. لهذا اصبح شغلها الشاغل هو ايجاد حل لمعضلتها.
قالت امل لانور بعد طول تفكير..مخفية عليه الضغوط التي تواجهها في بيت فاطمة:"انا افكر في البحث عن عمل اخر يضمن لي مرتبا جيدا ومسكنا امنا.. حتى احظى بحياة مستقرة وهادئة."
قال انور "ارجوك امل هل تسخرين مني ام من نفسك بهذا الكلام؟ تعرفين جيدا بانك لن تجدي عملا جيدا في هذه المدينة الصغيرة.. ثم انت بحاجة الى اكمال دراستك."
وضعت امل يدها على جبينها واعترفت في نفسها بحقيقة ما يقول.. فعلا المدينة صغيرة جدا وهي لا تعتمد الى على السياحة .. والعمل في ذلك الفندق لن يكفي حتى لاطعامها شهرا كاملا .. حتى انها في الصباح طلبت من المسوول عن العاملين بانها تحتاج لاجر اليومين الذي عملت فيهم..حتى تستطيع شراء بعض الطعام لنفسها .. ولكي لا تاكل من طعام اولاد فاطمة.
قالت امل لانور وهي تصر بان لا تدفع انور لرويتها كفتاة خائفة من مستقبلها.. لقد كان قرارها عندما هربت من المنزل وهي ستتحمل مسووليته:"انا اعرف بانه من الصعب ان اجد عملا جيدا هنا..لكنني سافعل اكثر من جهدي حتى انعم بحياة هادئة." وتابعت"ثم ان كانت هذه المدينة صغيرة ولا تتوفر على فرص شغل كثيرة..فهي ايضا تتوفر على معيشة رخيصة .. باستطاعتي تحملها.. و ليس كالمدن الكبرى."
سالها انور قائلا:"والدراسة؟"
ارتسم الحزن على وجه امل وهي تقول:"لقد كان ذلك هدفي في الماضي عندما هربت من بيت والدي..لكن بعد ان اتخدت الامور اتجاها اخر .. لم اعد افكر في الد..."
قطعها انور من اكمال ما كانت على وشك قوله..وقال لها بحدة:"اياك..اياك يا مل ان تستسلمي بهذه السرعة..لقد تخليت عن الكثير في الدار البيضاء من اجل ان تكملي دراستك وتعيشي بحرية وكرامة..والان تريدين ان تتخلي عن حلمك..ان كنت فقط تريدين مسكنا وطعاما تغطين به جوععك فمكان عليك ان ترحلي من بيتك وتقطعي كل هذه المسافة من اجل شيء كنت تملكينه هناك بل احسن من ما تبحثين عنه هنا."
تفاجئت امل من غضب انور لانها اخبرته عن عدم رغبتها في متابعة الدراسة لان ظروفها لاتسمح..لم تكن تريد ان تفقد شخصا يقف الى جانبها ويساندها.. فهي تحس بانها تحتاج اليه اكثر من اي شخص حتى لو كانت تحتاج اليه فقط من اجل التكلم معه ومشاركته مشاكلها..لهذا قالت حتى تغير الموضوع لانه بدا يزعجها فعلا المجرى الذي اتخذه:"ارجوك انور..دعنا من هذا الموضوع..فلازال هناك شهران على بداية العام الدراسي الجديد."
كان انور على وشك معارضتها فيما تقول الا انها اسرعت بالقول له:"لقد جئنا كما اظن لتناول طعام الغداء بهدوء وليس للتحدث عن موضوع يسبب لي القلق والانزعاج."
قال انور بهدوء محاولا توضيح لها سبب تكلمه في هذا الموضوع:"امل انا موجود هنا فقط لبضعة ايام.. وعلي ان اعود الى مدينتي طنجة..لدي مسووليات عديدة..وانا اريد قبل عودتي الى هناك ان اطمئن بان حياتك تسير كما يجب."
لم تعرف امل ما هي نوع المشاعر بالظبط التي سيطرت عليها في تلك اللحظة..من غضب لمعرفتها برحيله..الى حزن عميق لعترافها بانها كانت تعلم بداخلها بانه عاجلا ام اجلا سيرحل من امامها ويعود الى حياته الطبيعية ..حتى الخوف كان له دورا كبيرا في سيطرته عليها..حينما بدات ترى مستقبلها مجهول يتوعد لها بالوحدة والتشرد ومن يعرف ماذا سيحدث لها عندما تبقى بدون صديق ولا رحيم تلجا اليه وقت الشدة..لم تكن تدري بان الدموع قد بدات تنزل من عينيها بكثافة.. عندما راى انور دموعها التي تبلل وجهها وصمتها الغريب توتر من الوضع وامسك بيدها الذي كان على الطاولة محاولا التخفيف عنها:"امل هل قلت شيء ازعجك."
ادركت امل من سواله بانها تتصرف كطفلة خائفة من البقاء وحدها دون حماية والديها..لهذا ابعدت يديها عن يد انور التي كانت تمسك بها..لانها تكره ان يشعر انور بالشفقة عليها ..خصوصا بعدما فعلته من تصرف طفولي قبل قليل فقالت وهي تمسح دموعها وتستعيد رباطة جاشها:"لا ليس هناك شيء..فقط اريد ان اسالك متى ستعود الى طنجة؟"
رد عليها انور وهو يشعر بعدم الراحة من حالتها وقال:"بصراحة كان من المقرر سابقا اننا سنرحل غدا من هنا.. لكنني اجلت السفر الى اجل غير مسمى."
لم تهتم امل ان كان انور سيتضرر من هذا القرار او ان كان قد اغضب اصدقائه بقراره هذا.. كان همها الوحيد في تلك اللحظة هو ان تستغل بقاء انور لعدة ايام اخرى ..وتستمتع برفقته..كانت امل في هذه الفترة القصيرة قد تعلقت به كثيرا ..خصوصا انها وجدته شخصا غريبا يبهرها في كل يوم بميزة جديدة تكتشفها لديه.
..............
كانت امل وانور في طريقهما معا الى الفندق بعد ان اكلوا وشبعوا..تلذذت امل كثيرا بالوجبة خصوصا انها لم تاكل مثلها منذ منذ ان هربت من بيتها .. وكانت سعيدة ايضا لان انور لم يفتح معها معها مرة اخرى ذلك الموضوع بشان دراستها .. بل تركهاعلى راحتها.. دخلت امل مع انور الى الفندق ..لكنها توقفت في مدخل الفندق وهي ترى ذلك المشهد الذي ادخل الريبة والخوف الى قلبها.. كان هناك عدة اشخاص مجتمعين حول مكتب الاستقبال.. فقد كان هناك مدير الفندق والمسوول عن العاملين..وسائحة اجنبية تقف بجانب شرطيين وتبدو بانها قد فقدت اعصابها والاغرب من ذلك كان الشرطيان يتحدثان الى فاطمة.
(مالذي تفعله فاطمة هنا في هذا الوقت, الا يجب ان تكون نائمة لانها تعمل طوال الليل؟)


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس