عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-11, 11:58 AM   #2926

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

الفصل التاسع والعشرون
بداية .. أم نهاية ؟؟

خرجت نانسي من قاعة الامتحان متعطشة لاستنشاق الهواء العليل .. وجدت ماهر برفقة مجموعة من زملاءه يتناقشون حول أسئلة الامتحان ويتجادلون حتى لمحها فاعتذر من رفاقه واتجه نحوها .. قالت له على الفور :- لنذهب إلى الخارج
خرجا من مبنى الكلية .. وجلسا على أحد المقاعد فسألها ماهر :- كيف أبليت ؟
نظرت إليه بتأنيب قائلة :- ما كنت لأطرح هذا السؤال لو كنت مكانك
قال بتعاطف :- لن يلومك أحد يا نانسي .. الكل يعرف ظروفك الصعبة مع حالة الدكتور محمود الصحية
قالت ساخرة :- هذا صحيح .. لقد أتاح لي مراقبو القاعة عدة فرص كي أسترق ا لنظر إلى إجابات الشاب الجالس أمامي تعاطفا مع ظروفي دون أن يعلموا بأنني لم أره منذ أسابيع .. بل انا لم أتحدث إليه ولو مرة منذ تركت المستشفى بلا رجعة فور تأكدي من نجاته .. وإلا لكانوا رموني خارج الجامعة غضبا من برودي وجحودي
هز ماهر رأسه قائلا :- لا تقسي على نفسك يا نانسي .. لقد كنت تتصلين بطبيبه يوميا للاطمئنان على حاله .. كما كنت تتواصلين مع إحدى الممرضات لتعرفي أخباره أولا بأول
فكرت بمرارة بأن هذا صحيح .. و يا ليتها لم تفعل .. إذ كانت تسمع باستمرار عن زيارات ريم المتكررة له .. وعن الفتيات الجميلات اللاتي كن يعدنه بين الحين والآخر .. وهي ليست غبية كي لا تخمن بأن نسرين إحداهن
تمتمت :- ولكنه قد خرج قبل عشرة أيام من المستشفى .. ولم تعد أخباره تصلني كالسابق .. أرغب فقط بأن أطمئن عليه .. أن أتأكد بأنه بخير
كان الطلاب يروحون ويجيئون حولهما بلا توقف .. وماهر ينظر إليها بإمعان لفترة طويلة قبل أن يقول بهدوء :- ألم يحن الوقت لإنهاء هذه المهزلة يا نانسي ؟
نظرت إليه بارتباك فقال :- أنت تحبين الرجل بجنون بحق الله .. تحبينه ولا تتوقفين عن التفكير به .. إلى متى ستستمرين بقطع أنفك كناية بوجهك ؟
تمتمت بألم :- أنت لا تعرف شيئا يا ماهر
قال بحزم :- أنا لا أعرف شيئا عما فعله الدكتور محمود .. أو ما دفعك لتركه .. ولكنني أعرف شيئا واحدا .. وهو أنك إن كنت تحبينه بما يكفي .. فستذهبين إليه .. وتتحدثين إليه .. واجهيه وصارحيه .. واسمعي منه .. امنحيه الفرصة ليبرر نفسه لك .. على الأقل حتى توقني بأنك قد استنفذت جميع فرص الصلح بينكما
ظهر العجز في عينيها وهي تتخيل نفسها ذاهبة إليه .. تصارحه بجميع شكوكها وأوهامها .. بخيانته لها وتاريخه المظلم مع النساء .. تخيلته يؤكد لها هذا فارتجفت .. وتمتمت :- لا أستطيع الذهاب إليه هكذا وبكل بساطة
:- بل تستطيعين .. أنت زوجته .. ومن حقك الاطمئنان عليه .. قلقك على صحتك سيمنحك العذر المناسب
عندما لاحظ ترددها ..أمسك يديها .. ونظر إلى عييها قائلا :- أنا وعائلتي سنبقى دائما معك يا نانسي .. ولكنني لا أريدك أن تندمي يوما وتفكري بما كانت ستؤول إليه الأمور لو أنك منحت الرجل الذي تحبين فرصة أخرى
مشاعر ماهر الصادقة جعلت قوة من نوع مختلف تنبثق داخلها .. قوة نابعة عم امرأة عاشقة .. طال شوقها لرؤية من تحب .. لاحظ ماهر التغير فيها .. فابتسم قائلا0:-اذهبي إليه يا نانسي .. وتأكدي بأن مكانك سيظل محفوظا بين أفراد عائلتي لو قررت العودة
منحته ابتسامة امتنان وهي تقف بحسم .. وقد اتخذت قرارها
نزلت من سيارة الأجرة طالبة من السائق أن يعود بعد ساعتين .. نظرت إلى المنزل الكبير وقد عاودها الجبن من جديد .. محمود هناك .. خلف هذه الأسوار .. ولكنه ليس وحيدا .. فهو محاط بأفراد عائلته .. هل ستقوى على مواجهة رفضهم وكراهيتهم لها ؟ .. هل ستحتمل رؤية ريم تحوم حول محمود ملقية عليه ظلال الماضي المخزي بينهما ؟
استجمعت شجاعتها وسارت نحو البوابة ليستقبلها الحارس بحماس مرحبا بها .. وهو يفتح لها الباب على الفور .. استقبلتها نجوى عند باب المنزل بذهول سرعان ما انقلب إلى سرور وهي تضمها بقوة وترحب بها .. وقد أسرعت باقي الخادمات ليرحبن بها بنفس الحفاوة .. قالت نجوى بتأثر :- لقد اشتقنا لك يا عزيزتي .. لا فكرة لديك عن كآبة هذا المنزل بدونك .. جميعنا كنا في انتظار عودتك إلينا
شكرتها نانسي وهي تنظر حولها بتوتر منتظرة أن ترى أحد سكان المنزل قائلة :- كيف حال محمود ؟ أظنه في غرفته .. أليس كذلك ؟
كانت قلقة من رؤية أحد أقارب محمود فيمنعها من الدخول والوصول إليه .. إلا انها لم تتوقع إجابة نجوى التي قادتها إلى غرفة الجلوس قائلة :- الدكتور محمود يثير جنوننا جميعا .. بالكاد التزم الفراش منذ خروجه من المستشفى .. وقد خرج منذ الصباح غير عابئ بتعليمات الطبيب واحتجاجنا جميعا
جلست نانسي كما جلست نجوى قريبة منها وهي تقول بقلق :- كيف استطاع الخروج في حالته تلك ؟ كيف سمحت له العمة منار بإهمال نفسه وصحته هكذا ؟
:- السيدة منار ليست موجودة .. لا أحد في البيت سوى السيدة الكبيرة
عبست نانسي قائلة :- لا احد في المنزل !.. أين هم جميعا .. لا أصدق تركهم لمحمود في هذه الحالة والخروج
:- لقد غادروا المنزل منذ ايام في سفر مفاجئ .. لا أحد يقول شيئا في هذه البيت .. والدكتور محمود صامت على الدوام .. بل هو نادر ما يبقى في البيت
أهذا يعني انها لن تراه هذه المرة ؟ جزء منها شعر بالراحة لان المواجهة قد تأجلت قليلا .. وجزء منها شعر بالحزن لانها لن تراه .. وان الفرصة قد لا تتاح لها مجددا للقدوم إلى هنا
نظرت حولها متمتمة ::- لا أرى حنان .. أين هي ؟
تبادلت نجوى نظرات الخبث مع الخادمات وقالت :- لا احد يرى حنان هذه الأيام .. فهي بالكاد تقوم بعملها مستغلة مكانتها لديك ولدى السيد محمود .. إنها تقضي معظم الوقت برفقة مأمون .. كلما كان موجودا .. وهي في الغالب تتحدث إليه في هذه اللحظة في الحديقة الخلفية
اتسعت عينا نانسي بذهول .. حنان ومأمون !! .. ثم ضحكت وهي تهز رأسها .. يجب ألا يدهشها هذا ... فحنان لن تجد رجلا طيبا ومرحا ومناسبا لها كمأمون
ثم عبست وقد تذكرت شيئا :- مأمون هنا .. هل هذا يعني بان محمود قد قاد سيارته بنفسه ؟
هزت نجوى رأسها قائلة بيأس :- لقد أخبرتك بانه يثير جنوننا
لم يكن امامها الكثير من الوقت قبل عودة سيارة الأجرة .. قررت زيارة الجدة وقد اشتاقت لرؤيتها والاطمئنان عليها .. وقد اخبرتها نجوى بأن الجدة لا تعرف شيئا عن حادث محمود .. لقد اخبروها بانه قد اضطر للسفر فجأة .. فلم تشك بشيء خاصة عندما ذهب إليها محمود فور وصوله من المستشفى مطمئنا إياها قدر المستطاع
طرقت الباب برفق .. ثم فتحته عندما سمعت صوت الجدة .. أدارت المرأة المسنة رأسها قائلة :- أهو انت يا محمود ؟
تمتمت نانسي :- إنها انا يا جدتي
تهللت أسارير الجدة وهي تقول لها بسرور :- حمدا لله على سلامتك يا عزيزتي .. لقد طال غيابك كثيرا ... لن اعاتبك على سفرك دون وداعي لأن محمود قد أخبرني باضطرارك للسفر فجأة إلى فرنسا لأجل شقيقتك
ارتبكت نانسي وهي تجلس إلى جانبها قائلة :- آه 00 أنا آسفة
لم تكن لديها فكرة عن تفسير محمود لجدته سبب رحيلها .. فقررت التزام الاجوبة المختصرة كي لا تخطئ بالكلام .. خاصة وقد لاحظت شحوب وجه الجدة وإرهاقها الواضح .. سألتها برقة :- كيف حالك يا جدتي ؟
تنهدت الجدة قائلة :- بخير .. إلا انني قلقة على محمود .. لا يبدو لي طبيعيا منذ عودته من السفر .. الحمدلله انك قد عدت اخيرا لأنني أظن تعبه عائد إلى غيابك عنه .. هكذا كان محمود دائما .. شديد الحرص والتعلق بما هو له .. وقد لاحظت أنت بالطبع علاقته الوثيقة بأقاربه
تمتمت نانسي :- بالطبع
بحثت الجدة بيدها عن يد نانسي فأسرعت تقدمها لها طائعة .. قالت الجدة برقة :- أعرف بانك تكرهين وجود أشخاص آخرين حولكما ولم يمض على زواجكما أشهر قليلة .. وأخمن بأن سبب سفرك الرئيسي عائد إلى رفضك لوجود ريم ومنار وباقي أفراد العائلة .. أي امرأة كانت لتفعل المثل
لم تعرف نانسي ما تقول أمام بصيرة المرأة الحادة .. من الواضح بان محاولات محمود لإخفاء الوقائع عنها ليست مجدية تماما .. حتى عندما أخفى عنها أمر الحادث الذي تعرض له .. لم ينجح في تجنيب جدته القلق بسبب غريزتها المتيقظة
أكملت الجدة دون أن تنتظر ردا :- لابد أنك قد تفهمت الأمر الآن بما أنك قد عدت .. محمود لا يستطيع إبعاد عائلته عنه بسبب خوفه من تكرار ما حدث مع والديه .. تعرفين طبعا بان الحادث الذي أدى إلى وفاتهما كان مدبرا
لا . لم تكن تعرف .. حبست نانسي انفاسها وهي تستمع إلى وقائع كانت مجهولة لها تماما عن حياة محمود
:- كان من المفترض به أن يرافقها ذلك المساء .. ولكنه فضل البقاء ليدرس فلم يمانع والداه .. توفيا بحادث سير مريع .. انحرفت السيارة عن الطريق لأسباب مجهولة واصطدمت بعمود إنارة ضخم .. توفيا على الفور .. ولم يسامح محمود نفسه أبدا على ماحدث
أسرعت نانسي تقول بحرارة :- ولكن الحادث لم يكن ذنبه هو
:- لم يكن ذنبه .. ولكنهما ماتا .. وبقي هو حيا .. وهذا كان ذنبا كافيا لابن الثامنة عشرة .. انتهت التحقيقات .. واتضح بان الحادث كان مدبرا .. وأن أحدهم قد عبث بسيارة والده ليفقد تحكمه بها ... ولم يعرف الفاعل أبدا رغم وجود الكثير من الاعداء لوالده مرجل اعمال معروف
لم تكن نانسي بقادرة على استيعاب كل هذه المآسي التي عانى منها محمود في حداثته .. احست بالشفقة والعطف اتجاه الفتى الشاب الذي وجد نفسه عاجزا عن الإمساك بقاتل والديه .. تمتمت :- لابد ان الأمر كان صعبا عليه
:- أ:ثر مما يمكنك أن تتخيلي .. عندما انتقل عمه للإقامة معه برفقة زوجته وأولاده .. كانت قد تشكلت لدى محمود نوع من عقدة الحماية اتجاه أحباءه .. وجودهم إلى جانبه وتحت انظاره كان يضمن له أ، يقوم بحمايتهم كما يجب من ان يتعرض احدهم لأي أذى .. لهذا تجدينه متمسكا بهم .. ولهذا يجب أن تفهمي إصراره على بقاءهم حوله .. ليس لأنه يفضلهم عليك .. بل لأنه محمود .. الذي لا يستطيع منع نفسه من حماية غيره والعناية بهم .. إنها جزء من طبيعته .. الإحساس بالمسؤولية اتجاه من يحب .. وعلى الأرجح .. غيابك عنه كل هذه الفترة أرهقه إلى حد كبير .. فهو لن يشعر بالاطمئنان والراحة إلا إذا كنت تحت انظاره
صدقت نانسي كلمات الجدة على الفور .. وتذكرت غضبه عندما أخبره ماهر بالحادث الذي كادت تتعرض له .. ولومه لها لأنها لم تسمح له بحمايتها بطريقته .. تخيلته يهرع خارجا من مكتبه متجها إليها وكله لهفة لاحتضانها .. والعناية بها لولا الحادث الذي تعرض له
أحست بغصة تقف في حلقها فابتلعتها مرغمة .. لن تزعج الجدة بعرض مبتذل للمشاعر الآن .. تحدثت إليها قليلا .. ثم استأذنت لتقول لها الجدة قبل أن تخرج :- لن ترحلي مجددا .. أليس كذلك يا نانسي ؟
لم ترغب نانسي بالكذب عليها .. ولكنها في النهاية تمتمت مرغمة :- لا .. لن أرحل
نزلت الدرج ببطء وهي تفكر بكل كلمة سمعتها من الجدة .. وبالوعد الذي قطعته لها دون أن تنوي تنفيذه .. فلفت نظرها صراخ حنان باسمها وهي تقطع الدرجات نحوها .. فلفت نظرها صراخ حنان باسمها وهي تصعد الدرج نحوها لتضمها بلهفة قائلة :- حمدا لله على سلامتك يا نانسي .. لقد نورك بك المنزل .. قولي بانك قد عدت لتبقي .. فقد اشتقنا لك جميعا
قالت نانسي بخبث :- نعم .. أصدق بأنك لم تنقطعي عن التفكير بي .. أيتها الكاذبة .. ما أن أدير ظهري حتى تعبثين من ورائي مع مأمون
احمر وجه حنان وهي تتمتم :- الثرثارة نجوى
ضحكت نانسي لخجل حنان المفاجئ .. وربتت على كتفها قائلة :- أنت تستحقين السعادة يا حنان .. مبارك لك
برقت عينا حنان وهي تقول :- هناك الكثير لأحكيه لك .. هل تصدقين بأنه قد طلب يدي من....
بترت كلامها عندما لاحظت بان نانسي لا تستمع إليها .. وأن أنظارها المتوترة قد تركزت عند نقطة في الأسفل .. فاستدارت لترى محمود يدخل باب المنزل .. ويعبر البهو راميا سترته عن كتفيه فوق أحد المقاعد بحركة عنيفة .. وقد ظهر الغضب المكتوم على ملامحه وهو يعتلي الدرج .. ليتسمر مكانه فور ملاحظته لنانسي .. تقف على بعد درجات عنه .. جامدة مثله .. وكأنها لم تتوقع رؤيته
اهتزت عيناه حتى الأعماق وهو يلتهمها بعينيه .. كانت ترتدي قميصا أصفر بياقة مثلثة .. وتنورة حريرية بنية اللون هفهفت حول ساقيها بنعومة .. شعرها الذهبي كان حرا حول وجهها وخلف ظهرها مانحا إياها هالة ملائكية .. لم يعكرها سوى التعبير الحذر الذي ارتسم على ملامحها .. وهي تنظر إليه بنفس التصفح
بدا لها أكثر نحولا بقميصه الأبيض .. وسرواله الأسود الأنيق .. كانت يده محمولة بحامل قماشي معلق بعنقه .. وجهه الوسيم كان شاحبا ومرهقا .. شعره الناعم كان أطول من المعتاد وقد تدلت خصلة متمردة على جبينه لتمنحه مظهرا بعيدا عن وقاره المعتاد ... ذقنه كانت نامية وكأنه لم يحلقها منذ يومين .. برغم كل هذا .. لم يبد لها يوما اكثر جاذبية .. أحست بشوقها إليه يخنقها .. وبرغبة عارمة في قطع المسافة الفاصلة بينهما .. وغمره بذراعيها .. والإحساس بقوته ودفئه من جديد .. والتخفيف عنه وقد بدا لها تعيسا للغاية وهو ينظر إليها دون أن يفارقه الذهول بعد لرؤيتها


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس