عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-11, 08:02 PM   #233

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

كان رده عليها هو الصمت .. لم تسمع من الطرف الاخر شيئا .. فبدى لها وكانه يفكر ان كان عليه التكلم معها .. سالته بعد هنيهة من الصمت :"اين انت؟"
قال لها بحدة وعصبية ظهرت واضحة في صوته:"ماذا تريدين؟"
اجابته قائلة بهدوء :"اريد التحدث اليك."
"الامر منتهي لن اعود الى هناك."
اخذت امل نفسا طويلا وقالت له:"قولي اين انت فقط .. فانا لن اخبر احدا بمكانك."
"امل ساقفل الخط مع السلامة."
قالت له امل بسرعة:"انتظر قليلا." ثم اكملت بجدية كاذبة:"الياس لقد خرجت من المنزل الان .. لكي اتي اليك .. وكما تعرف الم تخبرني اين انت فلن يعرف سائق الاجرة الى اين يوصلني .. وبالتالي ستكون مسوولا ان ضعت في مدينة لاعرف عنها شيئا."
سمعت امل الياس يصرخ في الهاتف قائلا:"من قال لك بان تخرجي من البيت للبحث عني؟"
لم تجبه امل ولم تتاثر بصراخه بل سالته باصرار:"اين انت؟"
ابتسمت امل بخبث وهي تحمل الورقة التي كتبت عليها المكان الذي يوجد فيه الياس .. لم تتوقع بان تنجح خطتها بهذه السهولة والتي لم تخطط لها من قبل .. لقد صدق كذبتها الصغيرة .. ارتدت امل اول ماوقعت عليه عيناها ثم خرجت مسرعة من المنزل بعد ان اخبرت السيد احمد بان عليها الخروج لاسباب ضرورية جدا.. استقلت سيارة اجرة .. واعطت السائق الورقة التي دونت عليها العنوان .. لم يكن لديها فكرة عن ذلك المكان الذي ذهب اليه الياس .. لكنها راقبت السائق وهو يبتعد بالسيارة من المدينة .. ويسلك طريقا كله يطل على البحر .. بعد مدة قصيرة قال لها سائق الاجرة:"اين اوقف السيارة يا انسة فهذا هو اسم المكان الذي دون على الورقة؟"
نظرت امل من نافذة سيارة الاجرة فرات بان ليس هناك سوى البحر والرمال الخالية .. لكنها لمحت فجاة دراجة نارية واقفة وصاحبها يقف بجانبها .. فقالت له بفرح:"اوقفها امام تلك الدراجة النارية."
اذعن السائق لطلبها وعندما اوقف السيارة خرجت منها وهي تقول للسائق:"انتظرني هنا."
ذهبت الى الياس الذي كان ينظر اليها وشرارات الغضب تتطاير من عينيه وبدى وكانه يريد ان يرميها بكلمات التوبيخ .. لكنها بادرته بالقول:"ساشرح لك سبب قدومي في مابعد .. اولا ادفع لسائق الاجرة ثمن توصيله لي."
قال الياس غير مصدق:"هه وعلي ان ادفع ايضا من جيبي."
كانت امل تراقبه وهو يدفع لسائق الاجرة حقه .. وبعدما غادر السائق بسيارته .. التفت اليها الياس وقال بحدة:"لما جئت؟"
واكمل قائلا:"بل لما كذبت علي حتى تستطيعي معرفة مكاني."
تلعثمت امل وهي تساله:"كيف كذبت عليك؟"
صرخ الياس بحدة في وجهها قائلا:"لاتدعي البرائة.. انا متاكد بانك كنت ماتزالين في البيت عندما اتصلت بي .. لانك لو كنت في سيارة الاجرة ساعة اتصالك.. لما تاخرت للوصول الى هنا."
اجابته امل بنفس العصبية والغضب قائلة:"لاتصرخ في وجهي هكذا." ثم اكملت بهدوء عندما رات نظراته الحادة اليها وقالت:"اجل لقد كذبت عليك .. لانه كان الحل الوحيد لايجادك .. وبصراحة انها ليست غلطتي ان كنت غبيا وتصدق كلامي بسرعة."
لم يجيبها الياس في الحين على كلامها .. بل ذهب الى دراجته النارية وركب فوقها ثم قال لها:"حسنا اذا .. ان كنت غبيا فسارى ذكائك كيف سيخرجك من هذا المكان النائي بعد ان اذهب من هنا."
"هل انت مجنون؟" قالت هذا امل ثم ركضت بسرعة الى مقدمة الدراجة النارية ووقفت امامه وهي تمسك بذراعه وتقول باسترجاء واضح:"هيا الياس لاتكن قاسيا .. لم اقصد ذلك فعلا ."
نظر اليها الياس ..ثم نزل من فوق دراجته وبدا بالمشي امامه ناحية البحر .. فتبعته امل .. ووجدت سهولة في المشي بمحاذته لانه كان يخطوا بخطوات بطيئة .. بعد صمت رهيب قطعه فقط اصوات الامواج وهي تضرب الصخور التي كانت على الشاطىء بعنف .. قررت امل اخيرا ان تبدا بالحديث فلم تجد شيئا تبدا به سوى انها قالت :"المكان جميل هنا."
لم تسمع ردا من الياس .. بل انه حتى لم يجب عليها .. بل تابع طريقه حتى وصل الى الشاطىء .. ظنت للوهلة الاولى بانه سوف يدخل الى الماء .. لكنه بدا من جديد بالمشي بمحاذة الشاطىء تاركا الامواج تبلل سرواله الجينز بدون مبالات .. وقد تبلل ايضا سروال امل معه .. عندما فشلت محاولاتها العديدة في رفع سروالها كي لايتبلل ..فتركته عندها حرا كما فعل صديقها الياس .. استمر في المشي حتى وصل الى منحذر صخري .. والتي تضرب فيه الامواج بوحشية مخيفة.. شهقت امل عندما بدا الياس بتسلق تلك الصخور غير عابىء لراي امل التي بدات بالاحتجاج فور تسلقه للمنحذر:"ماذا تفعل .. الى اين انت ذاهب."
لم يرد عليها الياس بل تركها مع غضبها الذي احست بانه على وشك الانفجار .. لكنها فهمت اخيرا بانه تعمد فعل ذلك .. كي يعاقبها على لحاقها به الى هنا وازعاجها له .. ابت ان تستسلم له وتحقق مايرمي اليه .. ان ظن بانها لن تستطيع تسلق تلك الصخور فهو مخطىء .. هكذا فكرت امل قبل ان تبدا هي الاخرى بتسلق المنحذر ورائه .. تتبع خطواته واحدة بواحدة .. لم يكلف الياس نفسه عناء للتفات اليها .. والاطمئنان عليها.. بل واصل تسلقه بعناد .. وامل بالمثل .. مع انها كانت تتعثر كثيرا بين الحجارة .. الا انها واصلت بعزيمة واصرار .. وصل الياس الى قمة المنحذر الصخري ووقف على راسه .. بعكس امل التي بقيت تحاول الصعود الى هناك بدون جدوى فقد كان ذلك خطوة صعبة جدا بالنسبة لها .. تفاجئت عندما رات يدا ممدودة لها فرفعت راسها لكي ترى الياس ينظر اليها بعينيه الرماديتين .. امسكت بيده فرفعها اليه وقال لها:"يا لك من عنيدة .. لقد اصريت على تقليد ماافعل من دون ان تهتمي بالعواقب."
قالت له امل وهي تبتسم:"واخيرا تكلمت؟"
لم يجيبها الياس بل استمر في النظر امامه .. كان يبدوا المنظر رائعا من ذلك المنحذر الصخري .. فالبحر يبدوا بلا تناهي .. شديد الزرقة ومشهد الشمس وهي تغيب وكانها تختبىء وراء البحر جعل المشهد من المستحيل وصفه لشدة روعته.. حدقت امل بدورها الى ذلك المشهد وبقيت تتامله لدقائق عدة .. عندها خاطبت الياس قائلة:"انه مكان رائع جدا .. هل يعرفه انور ايضا."
من دون ان يلتفت اليها قال :"لا .. لايعرفه احد غيري .. فهو مكان منعزل .. وانا اتي اليه طلبا للهدوء والوحدة قليلا مع نفسي."
"مكانك السري اذا."
اجابها انور بسخرية:"كان ولم يعد كذلك عندما اطلعوا عليه بعض الفضوليين ."
لم تجبه امل على سخريته .. فقد عرفت بانه يعنيها بكلامه .. وانها قد تدخلت على خصوصياته .. سالته مغيرة الموضوع :"اتسائل دائما عن سر تميز صداقة انور عن غيرها بالنسبة لك."
اجابها الياس وهو يريح راسه على صخرة كانت ورائه.. وقد اعجبه بانها قد تطرقت الى موضوع مغاير عن ماحدث اليوم مع والده :"انور صديقي الحقيقي .. لقد وجدت فيه النصح والارشاد .. الصديق بمعنى الكلمة هو من يحب لك الخير مثلما يحب لنفسه .. وهذا ما وجدته ايضا في انور ..لهذا لن افرط بصداقتي به ابدا "ثم اكمل قائلا:" بينما الاخرون يدعون صداقتي .. فقط لكي اصبح مثلهم منحرفا .. معتقدين بانني غافل عن نواياهم السيئة .. لكنهم لايعلمون بانني اصادقهم فقط لانني اريد ذلك وليس لانهم من يريدون ذلك.. وبانهم هم من تحت امرتي."
قالت امل وهي ترفع احدى حاجبيها:"اذا فقط تريد التمرد على والديك."
نهض الياس من مكانه بحدة وقال لامل بعصبية:"ما افعله ليس من شانك."
نهضت امل هي ايضا بحدة وقالت:"بل من شاني .. عندما ارى صديقي يتصرف باستهتار ويترك المنزل وكان لااحد يهمه او ربما لانه يظن بان العالم يدور من حوله فقط."
قال الياس بوقاحة:"اااه حقا .. اصبحت انا المستهتر .. مهما فعلت فانا رجل واستطيع تدبر امري .. وليس مثلك انت .. فتاة هربت من بيت والديها .. من يعرف حقا ماحصل لك قبل ان تصلي الى هنا؟"
صوت الموج الهائج تردد في الاجواء وهو يضرب الصخور بقوة وكانه يعرب عن قوة الصفعة التي تلقها الياس على وجهه من امل .. والتي احست براحة كبيرة بعد ان صفعته وكانها قد نفست عن غضبها كله وانتقمت لكبريائها وكرامتها وشرفها الذي طعن فيه .. كانت تلهث لما قامت به من مجهود حتى تكون الصفعة مولمة لالياس وتعبر له عن مدى فظاعة كلماته .. كان الياس ينظر اليها غير مصدق ماتجرات امل على فعله.. بعد لحظة صمت كانت كفيلة بان يستوعب فيها الياس ماحصل .. امسكها بعدها الياس بقسوة من ذراعها والغضب يعمي بصيرته .. حتى ان شجاعة امل وغضبها قد تبدد ليصبح محله خوف عارم من غضب لم تره في حياتها كما تراه الان يسيطر على الياس .. دوى صوته بقوة وهو يقول:"من تظنين نفسك ..كيف خطر ببالك على ان تقومي بصفعي ."
كانت امل ترتعش من الخوف .. والدموع بدات تنزل من عينيها بدون توقف.. بينما الياس لم يتوقف هو الاخر عن سيل كلماته الجارحة.. وهز ذراعها بقسوة .. حتى انها ظنت بان ذراعها على وشك ان تخلع من مكانها ان استمر الياس بهزها بتلك الطريقة.
"فتاة مثلك .. لايعرف حتى اصلها.. جائت من حثالة الفتيات لكي تصفعني انا ." "وانا الذي كذبت على عائلتي كي ادخل الى بيتهم المحترم فتاة حقيرة مثلك حتى تعيش فيه وتدنس سمعتهم الطيبة."
في غمرة بكائها وخوفها .. استطاع ان يتغلب الغضب عليها من كلماته الفظيعة والقاسية بحقها.. فمكان منها الا ان دفعته عنها بقوة .. لكي يختل توازنها وتسقط من اعلى المنحذر الصخري .. بقي الياس يحدق بصمت رهيب الى جسدها الذي هوى من على المنحدر الصخري فجاة بينما كانت قبل لحظة بين يديه ..لكي يوقظه صوت ارتطام جسدها بالماء بقوة .. عندها فاق من دهشته .. وصرخ باسمها .. حاول رويتها في الظلام لان الشمس كانت قد اختفت وراء البحر منذ بداية شجارهما .. وحل الظلام مكانها .. استطاع ان يرى راسها يطفو على الماء تارة ثم يعود ويختفي تحت الماء .. فعرف بانها في مشكلة وبانها لاتستطيع السباحة .. خلع حذائه من رجليه بسرعة .. ثم قفز الى الماء وكله امل بان لايكون قد تاخر كثيرا لانقاذها من براثن الامواج التي لاترحم .
امسك بها بقوة كي لاتنتزعها منه الامواج القوية .. وهو يحاول ماامكن ان يبقى راسها فوق الماء حتى تستطيع ان تتنفس .. سبح بها حتى خرج من المياه .. ثم جرها فوق الرمال الرطبه.. حتى اصبحوا بعدين عن مياه البحر.. كانت فاقدة الوعي .. كاد ان يجن في تلك اللحظة وهو يشاهدها وكان الحياة قد انسحبت منها بدون رجعة .
كان يصرخ وهو يحاول ضرب وجنتيها بظهر يده حتى تستفيق:"امل استفيقي .. هيا امل." استمر في محاولاته والرعب يكاد يقتله من احتمال ان تموت .. "امل كوني بخير ارجوك .. انا اسف لما قلته .. اقسم لك بانني لم اقصد ذلك .. ارجوك فقط استيقظي ويمكنك معاقبتي كما تشائين."
عندما لم يجد منها ردا ولا استجابة .. قرر بان يقوم لها بالتنفس الاصطناعي .. اقفل انفها بسرعة باصابعه .. واطبق فمه على فمها حتى يستطيع بث تنفسه فيه .. كان تارة ينفخ في فمها وتارة يستمع الى نبضها .. ابتعد الياس بسرعة عنها عندما فتحت عينيها ..وبدات تخرج الماء الذي شربته من فمها .. فقال لها بقلق كبير:"هل تسمعينني الان.. كيف تشعرين ؟"
كانت تنظر اليه بعينين واهنتين .. ماتزال تحت صدمة ماحدث .. اومات له بانها بخير بعد ان كرر سواله .. ثم ساعدها على الجلوس .. تنفس الياس بارتياح بعد ان راى بان امل قد اصبحت بخير .. ثم امسك بيدها وقال لها:"انا اسف لما حصل .. كدت تموتين بسببي ."
ابعدت امل يدها عن يده .. ووضعتها على حنجرتها .. لانها كانت تشعر بالم في ذلك المكان وبالصعوبة بالكلام .. في تلك اللحظة لم تريد سوى بان تنام .. فهي لم تكن تشعر بجسدها .. وكانها مخدرة من التعب .. عرف الياس بانه ليس الوقت المناسب لطلب السماح والغفران منها فقال لها :"هيا بنا ساوصلك الى المنزل."
لم تنطق امل ببنس حرف طول مسافة طريقهم الى البيت .. وكذلك الياس .. فقد بقي صامتا طول الطريق .. حتى وصلوا الى منطقتهم.. ترك الياس دراجته بعيدا عن البيت كما يفعل دائما .. واصطحب امل الى منزله .. كان سعيدا لنجات امل من حادثة الغرق .. فهو لايستطيع التخيل مااصابه عندما راها شبه ميتة امامه .. نظر اليها وهي تمشي بجانبه .. كان يتسائل في نفسه عن السبب الذي جعل كل ذلك الرعب يدب في نفسه .. لقد سبق وراى انور يكاد يموت .. قبل ان يقوم بانقاذه .. لكنه لم يحس ساعتها نفس الاحساس .. صحيح لقد كان خائفا على انور من ان يفقد حياته من دون ان تكون له معرفة به سابقا ..لان ببساطة الروح البشرية غالية على كل انسان .. لكن امل شيء مختلف .. احس بانها ان ماتت .. فستاخد معها روحه .. لم يكن متاكدا عندما كان ينقذها .. انه ينقذ امل .. بل كان يشعر وكانه يحاول انقاذ نفسه من الموت والضياع .. بقي ينظر الى جانب وجهها المتعب والشاحب .. حتى مروا بجماعة من الشباب كانت مجتمعة حول بعض .. كانوا اصدقاء الياس .. نظروا اليه بصمت ودهشة وقد تفاجئوا من عودته .. فلابد بان الجميع يعرف بامر رحيله عن البيت .. لكن دهشتهم كانت كبيرة عندما لمحوا امل .. حتى انهم لم يستطيعوا الكلام او يعلقوا على ماحدث كعادتهم .. فعرف الياس بانهم قد تذكروا امل.. فقد راوها في شفشاون معه ومع انورعندما ضاعت في الغابة .. لاحظ نظرات واحد منهم اليها .. نظرات وقحة لم تعجبه ابدا .. كانت تلك نظرات سمير .. الذي لطالما نشبت بينه وبين الياس شجارات عديدة .. فقد كانوا يكرهون بعضهم البعض بشدة ..وبدون تفكير وضع الياس ذراعه بتملك حول كتفي امل.. وكانه يحميها من نظراته .. ويرسل اليه رسالة تحذير بعدم التفكير بالاقتراب منها .
فتح الياس باب البيت وافسح الطريق الى امل لكي تدخل .. لم يفكر الياس بوالديه في تلك اللحظة .. كان همه الوحيد الان هو بان يرى امل وهي ترتاح في سريرها .. لكنه بمجرد ان اقفل الباب ورائه .. طلت اخته من الدرج ..شهقت غير مصدقة رويتها لاخيها.. ثم نزلت بسرعة تقفز درجتين مع بعض.. لكي تضم الياس بشدة وهي تصرخ باعلى صوتها تخبر من في البيت بان الياس قد عاد .. حتى جائت السيدة نادية بسرعة وزوجها ورائها .. غير مصدقين بان ابنهم يقف امامهم .. ضمته امه بقوة والدموع تنهمر من عينيها وهي تقول له:"اياك ان تفعلها مجددا .. لقد كدت اموت قلقا عليك."
ابعد السيد احمد زوجته عن الياس .. حتى يتسنى له ضم ابنه .. مما جعل الياس يفغر فمه بدهشة من تصرف والده معه وقال له:"اهكذا تنفذ تهديدك وتترك والدك العزيز يجن على اختفائك المفاجىء .. الا تعرف بانني عندما اغضب اتفوه دائما بكلام لااعنيه .. كيف اطردك من بيتي وانا لااستطيع ان يمضي علي يوم بدون ان اطمئن على ابنائي وهم بجانبي جميعا."
كانت امل تراقب المشهد الذي امامها بابتسامة واهنة على شفتيها .. كانت سعيدة لمجرى الامور الذي حالت اليه .. وسعيدة ايضا لان لهفة عائلة الياس شديدة حتى انهم لم يلاحظوا الحالة الذي عادوا بها الى البيت .. فتسللت بهدوء الى غرفة اسراء .. حتى تستطيع ان تبدل ثيابها وتستحم .. ثم تنام .. فهذا مااصبح هدفها الاول الان .. وفي الغد تفكر في ماحصل لها اليوم .
بعد ان استحمت امل بسرعة وارتدت بيجامة قطنية .. دخلت الى غرفتها .. لكي تجد اسراء جالسة على سريرها .. وهي تحدق اليها وكانها كانت تنتظرها .. ابعدت امل غطاء السرير الخفيف ودخلت الى الفراش .. وقبل ان تستسلم للنوم الذي كان يرجوها بذلك .. سمعت اسراء تقول لها :"اشكرك على ما فعلته."
نظرت اليها امل وهي تقاوم اقفال عينينها وقالت بصوت مبحوح:"ماذا فعلت حتى تشكريني عليه."
قالت اسراء وهي تنهض الى الباب حتى تخرج من الغرفة:"اعرف بانك انت السبب في عودة الياس الى البيت .. لهذا فانا اشكرك كثيرا على ذلك .. لن تتخيلي كيف كان سيكون البيت بدون الياس." قالت ذلك وخرجت من الغرفة .. وقبل ان تقفل امل عينيها مستسلمة للنوم ..همست لنفسها قائلة :"وانا ايضا ماكنت لاستطيع ان اتخيل هذا البيت بدونه." ثم غرقت في نوم ثقيل.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس