عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:21 PM   #3

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

كان لعرضه والاسلوب الذي قدمه فيه تأثير واحد مؤكد فقد جمد موقفها منه بعد ان كان الثلج قد بدأ بالذوبان وعادت مرة اخرى تلك الفتاة الباردة والغير مهتمة التي تعرف عليها في مقهى مسرح شافتسيري. ولكنها...قبلت كما كان يتوقع ولذلك بدأ يحترقها ويزدريها كانتنظرته اليها ستختلف كثيرا لو انها رفضته لو انها اظهرت شيئا من عزة النفس وبدأت تعمل على تنظيم حياتها وشؤونها ولكن بمجرد ان قبلت وبدون اعتراض رأى فيها تلك المخلوقة التعيسة الضعيفة التي كانت على استعداد للقبول برجل من الواضح انها لا تحبه عوضا عن ايجاد عمل تعيش منه بكرامة وعزة نفس.
صعقت والدته عندما ابلغها بعزمه على الزواج من هيلين. والده توفي اثناء تسلق سلم الشهرة والنجاح وامه رفضت طلباته المتكررة للانتقال الى لندن والعيش معه لانها فضلت البقاء في المنزل الذي عاشت فيه سنوات عديدة من الحب والسعادة مع زوجها وعلى الرغم من الاختلافات الواضحة والعديدة في نظرتيهما للحياةوالمبادئ والمثل وفي وضعيهما المادي والاجتماعي فان جايك ظل يعتبر امه افضل واروع سيدة تعرف اليها في حياته.
التقت هيلين بوالدة جايك اثناء حفلة الزفاف التي كانت رائعةومترفة والتي حضرها جميع اصدقائها السابقين ولاحظ جايك انه كان يبدو عليها بوضوح انها تزوجته لتعود الى ذلك المجتمع الذي تعتبر فيه الممتلكات والاموال اهم وافضل بكثير من قوة الشخصية والذكاء والتضحية. وكانت والدة جايك كما توقع كطائر خارج سربه وكانت هيلين ايضا بالنسبة الى السيدةهوارد امرأة غير جديرة بأبنها وبما ان الوالدة لم تكن متملقة اومعسولة اللسان فقد اوضحت ابنها بصراحة جارحة ومؤلمة انه كان بامكانه اختيار زوجة افضل بكثير من هيلين. وثارت مثلها وقيمها العليا احتجاجا على ما يخطط له ابنها لانها احست بأنه لا يشعر بأي محبة او اهتمام جدي بهذه الانسانة الباردة التي لا تعرف من الحياة سوى القشور التافهة.
ومع ذلك فقد نجح الاتفاق كما وضع اسسه جايك وهاهما بعد ثلاث سنوات يعيشان وفقا لما اتفقا عليه. هو سعيد بملكيته الجميلة الجديدة وهي سعيدة بحياة الترف والغنى واللامسؤولية التي تعودت عليها ولا تعرف غيرها.
اعماله كانت تضطره للسفر كثيرا للخارج وبالتالي فانهما لا يمضيان سوية سوى فترات قصيرة متقطعة لاتزيد في مجملها عن ثلاثة اشهر ولكن هيلين كانت دائما مستعدة وجاهزة عندما يحتاجها لاي مناسبة اجتماعية كحضور حفلة او مسرحية او لاستضافه المتزوجين من الاصدقاء ورجال الاعمال وشخصيات المجتمع. ومع ان علاقتهما لم تكن تتعد حدود اللياقة والتهذيب المتبادلين بين الغرباء فانهما يتصرفان مع بعضهما برقي وانسانية....وهو تصرف مفقود بين معظم معارفهما.
اكتشف جايك ان لهيلين ذوقا رفيعا جدا في التأثيث والديكور فأطلق يدها للقيام بما تراه مناسبا وكانت عند حسن ظنه فقد جعلت من ذلك المنزل الجميل في بلغرافيا متحفا رائعا ومحط انظار الذواقة من شخصيات المجتمع. ولاحظ جايك بارتياح ان اصدقاءه يعتبرونه رجلا محظوظا جدا لان لديه زوجة تتمتع بهذا القدر من الذوق والحس الجمالي المرهف.
تنبه جايك الى ان القطار بدأ يدخل محطة كنغس كروس فهب واقفا وارتدى سترته البنية الجميلة وتهيأ للخروج. كان رجلا ضخم الجثة طويلا وعريض المنكبين ولكنه يتحرك بخفة الفهود ومع انه لم يكن وسيما الا ان الفتيات كن يجدنه جذابا الى ابعد الحدود وكان ذكيا ويعرف أن ثروته الكبيرة تشكل احد العوامل الرئيسية في تلك الجاذبية ونجاحها.
توقف القطار فحمل جايك حقيبته وغادر المقصورة باتجاه الباب الامامي. كان سائقه الخاص لايتمر ينتظره على رصيف المحطة وبمجرد نزوله من القطار حياه لايتمر باحترام وتهذيب فائقيين قائلا:
" اسعدت مساء يا سيدي...هل كانت رحله جيدة؟ "
" لا بأس, شكرا. كيف حالك انت يا لايتمر وكيف هي زوجتك؟ "
وكان الترحيب المعتاد والكلمات القليلة التي تتكرر هي نفسها تقريبا مع كل رحلة وكل عودة. دخل جايك السيارة الكبيرة الفخمة وجلس خلف مقود القيادة ينفث دخان سيكاره الفاخر وينتظر بعصبية انتهاء سائقه من من توضيب الحقائب في صندوق السيارة انه الان في لندن ويتحرق للوصل الى لبيته بعد ان غاب عنه لاكثر من ثلاثة اشهر. صعد لايتمر الى جانب رب عمله الذي انطلق بالسيارة بمجرد سماعه صوت اغلاق الباب. كان جايك يحب قيادة سيارته بنفسه في اوقات فراغه. وفجأةتطلع بسائقه وسأله:
" كيف حال السيده هاورد يا لايتمر؟ هل استلمت الزهور التي ارسلتها لها من غلاسكو؟ "
" نعم يا سيدي وصلت الزهور. واعتقد ان السيدة بخير والحمد لله ولكنها اصيب كغيرها عندما برد الطقس بزكام خفيف وسعال متقطع "
هز جايك برأسه ثم سأله:
" وعائلتك يا لايتمر؟ هل الجميع بخير؟ كيف حال ابنك هذه الايام اعني الابن الموجود في الجامعة؟ هل تعتقد انه سيتخصص في الفيزياء والكيمياء؟ "
ابتسم لايتمر واجاب بحماس وفخر:
" انه يرغب في ذلك يا سيدي واعتقد ان نتائجه حتى ألان مرضية. انه في السنة الثالثة كما تعلم وأنا متأكد من انه يقدر لك اهتمامك يا سيدي "
وصل جايك إلى منزله الواقع في ميدان كيرسلاند الذي يضم أبنية فخمة يملكها رجال أعمال وحرفيون ومهنيون. وكان لايتمر يعيش مع زوجته التي تعمل كمدبرة منزل في بيت جايك وبقية أفراد عائلته في شقة حديثة ملحقة بالفيلا ولكنها خاصة بهم وتثير إعجاب وربما غيرة الأصدقاء والأقرباء. أوقف جايك سيارته أمام البيت فما كان من سائقه إلا أن نزل قبله وفتح له الباب قائلا:
" هل ستحتاجني بعد خلال هذه الليلة يا سيدي؟ "
رفع جايك طوق سترته ليرد عن عنقه هواء الليل البارد وقال:
" لا اعتقد شكرا. بإمكانك الآن أن تضع السيارة في مكانها "
" حاضر سيدي "
صعد جايك الدرجات الست وفتح الباب بمفتاحه الذي لا يفارقه وتوجه نحو القاعة عبر مدخل جميل رائع وهناك لاحظ أن الأبواب التي تؤدي إلى غرفتي الطعام والاستقبال والغرفة التي يستخدمها كمكتب خاص كانت جميعها مغلقة على غير عادتها. اين هي هيلين؟ كانت دائما تحضر لملاقاته واستقباله عندما يعود! الم تسمع صوت السيارة او فتح الباب وإغلاقه؟
رمى سترته دون اكتراث على احد المقاعد وهم بالخروج وفي تلك الآونة فتح الباب المؤدي إلى المطبخ والطابق السفلي حيث يسكن السائق وعائلته ودخلت منه مدبرة المنزل السيدة لايتمر حيته بتهذيب قائلة وهي تأخذ سترته لتعلقها في غرفته:
" مساء الخير يا سيدي وأهلا بك؟ هل كانت رحلتك موفقة؟ "
" شكرا والحمد لله. كيف حالك انت يا سيدة لايتمر؟ "
انهى جملته وتطلع حوله بتساؤل واستغراب. اجابته السيدة لايتمر بهدوء ولكن وجهها كان منزعجا بعض الشئ. انها امرأة مخلصة ولطيفة بدأت تعمل في خدمته منذ عشر سنوات عندما اصبح ابنها الاصغر قادرا على الاعتناء بنفسه. زوجها يعم مع جايك منذ ثلاثةعشر عاما وقد اصبحا بعد تلك السنوات القليلة يعرفان مخدومهما حق المعرفة ولذا شعرت في تلك اللحظة لنه سيسأل عن زوجته.
" اين السيدة هوارد؟ "
ازداد انزعاجها فاحمر خداها وقالت:
" انها خارج المنزل يا سيدي "
الا يعرف ذلك! ضبط اعصابه وحد من غضبه قليلا ثم سألها بانفعال:
" اعرف انها ليست هنا...ولكن اين هي؟ "
" لست متأكدة يا سيدي لم تقل الى اين ذهبت. كل ما اعرفه انها مع السيد مانرينغ "
صعق جايك لسماع هذا الاسم. كان يتوقع سماع اي اسم اخر ولكن. . .
" مانرينغ؟ كيث مانرينغ؟ "
" اعتقد ذلك يا سيدي. العشاء...جاهز يا سيدي. من المؤكد انك جائع. هل تريد....ان....؟ "
حل جايك ربطة عنقه بعصبية ظاهرة وسألها مقاطعا:
" اخبريني...هلكانت زوجتي تعلم انني سأصل هذه الليلة ؟"
" طبعا يا سيدي. الزهور التي ارسلتها من غلاسكو وصلت مساء امس "
" حسنا "
عقد جايك جبينه وضاق اتساع عينيه غضبا ثم قال:
" حسنا يا سيدة لايتمر. سأستحم الان واتناول عشائي بعد. . ."
وتطلع الى ساعته الذهبية الكبيرة ثم تابع جملته:
" . . . بعد عشرين دقيقة تقريبا "
صعد جايك الى غرفته بسرعة وكأنه يهرب من واقع مرير وكان كلما صعد درجة شعر بمزيد من الغضب والاستياء. تألم بشدة وكأنه طعن بالظهر. لماذا اختارت هيلين هذه الليلة بالذات لتخرج من المنزل؟ بعد كل الرحلات السابقة كانت تنتظر وصوله وتستقبله بابتسامة رقيقة واستعدادا لا يضاهى للاستماع الي تفاصيل صفقاته التجارية وكانت تبدي تعاطفا او تقدم نصيحة كلما كان ذلك ضروريا. اللعنة! اليست هذه مهمتها المتفق عليها؟ لقد اشتراها...نعم اشتراها لهذا الغرض لا لكي تمضي وقتا ممتعا مع ذلك اللعين كيث مانرينغ!.
خلع ثيابه ودخل الحمام وظلت افكاره مشوشة ومشاعره غاضبة. كيف تجرؤ على الخروج وملاقاة رجل هجرها قبل ثلاث سنوات في حين انه هو جايك هوارد الذي انتشلها من مصيبتها...وتزوجها...واغدق عليها الاموال بدون حساب


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس