عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:27 PM   #5

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

2-ضحكة نصفها حزن


أنهت هيلين تسريح شعرها ووضع قليل من المساحيق على وجهها ثم جلست تنتظر جايك الذي الذي كان بدوره يستعد لسهرة تلك الليلة. دعيا إلى حفلة استقبال في إحدى السفارات وتلك أول أمسية سيقضيانها معا منذ عودته قبل أسبوع تقريبا.
الليالي الأربعة السابقة أمضاها في العمل المتواصل لم يتوجه إلى غرفته قبل مضي الجزء الأكبر من ساعات الليل ومع أن هيلين كانت معتادة على ذلك طوال السنوات الثلاثة الماضية إلا أنها لاحظت أن الجو الذي ساد خلال الأسبوع الأول لعودته الأخيرة من الولايات المتحدة اتسم إلى حد كبير بالتوتر والانفعال وكأن تحولا جذريا قد حدث في علاقتهما أو في تصرف كل منهما مع الأخر.
قبل رحلته هذه كانا يتحدثان فترات طويلة ولا بأس أن كان معظم الحديث يتركز حول تجارته وصفقاته المتعددة ولكن العلاقة لم تكن أبدا متوترة على هذا النحو أو إلى هذا الحد. وتساءلت بانزعاج بالغ عما إذا كانت هي وحدها المسؤولية عن هذا التوتر أم أن اللوم يجب أن يقع على عاتقهما معا.!
نظرت إلى المرآة الموجودة أمامها بحزن وتأثر هل من المنطق أو المعقول أن يتوقع منها جايك التخلي عن أشخاص تعرفهم منذ حداثة سنها والاكتفاء بصداقات شكلية وسطحية مع أصدقائه وزوجاتهم صحيح أن لهما أصدقاء مشتركين أمثال جايلز سانت جون ولكن هناك أشخاص تعتبرهم هي مقبولين تماما في حين يجدهم جايك تافهين ومحتقرين وغير جديرين بصداقة أو حتى بمعرفة أو لقاء.
كيث مانرينغ هو واحد من هؤلاء الأشخاص. إنها تعرف كيث منذ سنوات عدة وكانت في إحدى الفترات تتوقع الزواج منه إلا أن هذه المشاعر بالذات أصبحت ملكا للماضي وذكرياته ولم يعد يجمع بينهما سوى الصداقة وفعلا فأي محاولة من جانب جايك لاتهامها بغير ذلك أو للإيحاء بأن ثمة علاقة غير الصداقة العادية البريئة هي محاولة رخيصة وحقيرة. تناولت قلم التجميل وأجرت تعديلا بسيطا فوق عينيها اليمنى ثم عادت إلى التفكير وأحلام اليقظة...والتساؤل. كم من مرة في الأعوام الثلاثة الماضية عانت من التعليقات الجارحة والملاحظات اللاذعة التي كانت تتحفها بها إحدى النساء اللاتي يدعين الاهتمام والصداقة والحرص على المصالح الزوجية...تلك الملاحظات التي تدور في مجملها حول علاقات جايك الغرامية وهذه التي شوهد معها بانتظام وتلك التي كان يغازلها ويجاملها وربما...! وتذكرت هيلين أنها في بادئ الأمر كانت تشعر بالصدمة والحزن...وحتى بالإذلال ولكنها اعتادت بعد ذلك على التأقلم مع الواقع المر لا بل أرغمت نفسها على تقبل ذلك الواقع لأنها لم يكن بإمكانها الحوؤل دونه أو القيام بأي شئ لمنعه أو الحد منه. جايك رجل شبق يتصرف مع النساء كم تفعل النحلة مع الأزهار وهناك الكثير من النساء اللواتي هن على أتم الاستعداد لتلبية حاجاته ومتطلباته وهيلين تعرف أن أيا منهن لا تعني شيئا بالنسبة إلى جايك فبمجرد أن تبدأ إحداهن في وضع شروط أو التقدم بمطالب يطردها من حياته وأفكاره بسرعة وبدون تردد. انه من أولئك الرجال القساة الذين لا يعيرون أي اهتمام لمشاعر النساء أو عواطفهن. ابتسمت هيلين بسخرية عندما لاحظت إنها في بعض الأحيان تأسف لهؤلاء الضحايا.
وقفت وتأملت صورتها كاملة في المرأة الضخمة أمامها إنها بلا شك امرأة جميلة ولا داعي للتواضع و الخجل ولو لم تكن جميلة لما أصبحت زوجة جايك هوارد. كل ما حصل عليه أو يمتلكه يجب أن يكون الأفضل ولكن معرفتها لهذه النقطة الحساسة لم تسعدها أو تمنحها أي شعور بالرضا والسرور. فهي سجينة وهو السجان...هي عصفور جميل رائع يضعه جايك في قفص ذهبي ليسمع صوته عندما يريد ويمتع به نظره عندما يشاء. سمعت طرقا خفيفا على الباب فردت بسرعة وبنبرة حادة عفوية بدون أن تلتفت إلى الوراء:
" ادخل "
فتح جايك الباب ولكنه لم يدخل. كان جذابا في ثياب السهرة الرسمية ومع ذلك فقد ظهر لها من زاوية معينة بدائيا للغاية...ربما كانت طريقة سيره وتحركه أو ربما كانت تلك النظرات المتعجرفة القاسية في عينيه السوداوين الساخرتين. كان يبدو واثقا من نفسه إلى حد كبير وشعرت هيلين بأنه يتوقع سهرة رائعة واستمتاعا بالغا في تلك الأمسية. السهرة بالنسبة إليه كانت نوعا من التحدي...مناسبة لاستخدام مواهبه وشخصيته القوية للتأثير على عدد كبير من الموجودين وخاصة ذوي النفوذ منهم. انه بلا شك ينظر إلى هذه الحفلة كخطوة هامة نحو حصول مؤسسة هوارد على موطئ قدم في تلك الدولة وجارتها الأربعة أيضا. حماس هذا الرجل واندفاعه كانا ولا يزالان وراء نجاحه في قيام تلك المؤسسة العملاقة. ومهما بلغت قوته وثروته
وضخامة مؤسسته فانه سيظل محافظا على ذلك الطموح الجارف والشخصية الفذة.
شعرت هيلين بثروة عارمة داخلها عندما وصل شريط أفكارها إلى هذه النقطة الأخيرة بالذات وتساءلت في تلك الآونة كما كانت تفعل منذ الأسبوع الأول لزواجهما عن الحكمة في قبولها الزواج منه ولماذا قبلت بهذا المنصب الذي تحسدها عليه مئات الشابات والسيدات مع انه منصب مزعج وبارد ومؤلم! لماذا اكتفت بأن لا تكون سوى...زوجة جايك هوارد؟ قسوته, عنجهيته, طبيعته المادية, سحره السريع التأثير, جاذبيته الفتاكة, ثقته التامة بنفسه وقدراته....كلها خصائص تضايقها وترفضها في شريك العمر. ولكنها دأبت على إقناع نفسها دوما بأن عليها تقبل الواقع...على مرارته والحياة الزوجية مع جايك...على صعوبتها. لن تسمح له أبدا بالدخول إلى قلبها وعواطفها لأن من شأن ذلك القضاء على البقية الباقية من أعصابها ومشاعرها...وحتى من كرامتها.
أغمضت عينيها لحظة فسمعته يقول بلهجة توحي بالود والاهتمام:
" انك...جميلة! ولكني متأكد من انك تعرفين ذلك ولست بحاجة لسماعها من الآخرين "
" انه لمن دواعي السرور دائما أن يحصل الإنسان على تأكيدات من الآخرين لما يعرفه أو يشعر به "
هز جايك رأسه بشيء من التهكم ثم اخرج علبة من جيبه قائلا:
" هذه هدية لك "
مشى نحوه ثم سألها وهو يفتح غطاء العلبة أمام عينيها:
" هل يعجبك؟ "
وكيف لا! قالتها لنفسها وهي تتأمل العقد الرائع الجمال المتقن الصنع...والباهظ الثمن ولكنها احتفظت برباطة جأشها وضبطت أعصابها وقالت له بهدوء وبابتسامة خفيفة:
" شكرا...هل تسمح بوضعه حول عنقي؟ "
" طبعا "
رمي جايك العلبة على السرير ووضع العقد حول عنقها بخفة ومهارة قائلا ببروده مماثلة:
" انه جميل عليك وأظنه يناسبك وخاصة مع ما ترتدينه الليلة "
استدارت هيلين نحوه ولأول مرة منذ دخوله غرفتها وقالت له بلهجة أكثر من عادية وتنم عن عدم اكتراث إلى حد ما:
" نعم انه رائع "
تأملها جاك بتمعن وكأنه يحاول بنظراته الثاقبة معرفة رد فعلها الحقيقي على هديته لها ثم هز كتفيه وكأنه هو الأخير غير مهتم أو مكترث بتجاوبها اللامبالي وقال:
" اشتريته لك من نيويورك ظنا مني انه سيعجبك "
" انه يعجبني "
حملت حقيبة يدها المخملية ثم نظرت إليه وسألته بهدوء:
" هل أنت مستعد للخروج؟ "
رفع جايك معطفها الأنيق الذي كان ملقى على حافة السرير وساعدها على ارتداءه وهو يجيب:
" نعم أنا مستعد. لايتمر يحضر السيارة ألان. هل نذهب أم انك تريدين شئ أخر ؟"
لم تجب بل سارت نحو الباب بدون أن تلتفت نحوه أو وراءها وكان لايتمر ينتظرهما بصبر وهدوء قرب الباب الرئيسي.
جايك يحب قادة السيارات ولكنه يفضل الجلوس في المقعد الخلفي عندما تكون هناك حفلات رسمية أو لقاءات عمل أو اجتماعات ضرورية.
أوقف لايتمر السيارة أمام مدخل السفارة وخرج منها مسرعا ليفتح الباب للسيدة في حين تولى احد موظفي الاستقبال فتح الباب الأخر. وبما انه لم يكن هناك أي مكان شاغر لإيقاف السيارة في ذلك الشارع طلب جايك من سائقه أن يذهب إلى البيت على أن يعود إليهما في وقت لاحق.
بعد صعودهما الدرج الرخامي العريض ووصولهما المدخل المؤدي إلى قاعة الاستقبال استأذنت هيلين زوجها وتبعت إحدى المضيفات إلى غرفة جانية مخصصة للسيدات لكي تضع معطفها مع بقية المعاطف وتتأكد من حسن مظهرها قبل الدخول الى القاعة الرئيسية. كانت الغرفة تعج بزوجات الدبلوماسيين والسياسيين وشخصيات المجتمع. علقت هيلين معطفها وألقت نظرة سريعة على نفسها في إحدى المرايا ثم خرجت لملاقاة زوجها والدخول معه إلى الصالة الكبرى. كان جايك بانتظارها ولكنه لم يكن وحده كان يقف مع رجل متوسط العمر يتكلم بحماسه وحيوية فيما كان جايلز سانت جونز وزوجته جنيفر يصغيان باهتمام بالغ. لوحت جنيفر بيدها عندما شاهدت هيلين وتقدمت نحوها بلهفة قائلة وهي تقبلها:
" هيلين...عزيزتي! لقد مضى دهر على أخر لقاء بيننا. أين أنت وماذا كنت تفعلين خلال هذه المدة الطويلة؟ "



لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس