عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:38 PM   #10

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

وبحثت في رأسها عبثا عن كلمات تشق بها الصمت المزعج الذي خيم عليهما. يجب أن تقول شيئا وبسرعة لأنها ن لم تفعل ذلك ستشعر جنيفر بأن هناك أسببا أخرى حملت هيلين على عدم التحدث كثيرا عن زوجها أو بحث تصرفاته معها ولحسن الحظ دخلت في تلك اللحظات سيدة شابة وحيتهما بصورة رسمية أنها (ماري سوليفان) زوجة عضو مجلس العموم البريطاني. دعيت للانضمام إليهما فقبلت الدعوة شاكرة وكالعادة تحول الحديث إلى الطقس وأزياء الخريف وما شابه. وبعد نصف ساعة تقريبا وقفت السيدة سوليفان وشكرتهما على دعوتهما اللطيفة وودعتهما على أمل اللقاء في وقت لاحق واغتنمت هيلين الفرصة وأعربت عن رغبتها في العودة إلى بيتها وفيما كانتا تتوجهان إلى الباب الخارجي سألتها جنيفر بشكل طبيعي جدا وكأن شيئا لم يحدث بينهما:
" متى تتوقعين عودة جايك من السفر؟ أريدكما أن تحضرا للسهرة وتناول العشاء معنا قبل ان يختفي جايك في رحلة أخرى "
حدت هيلين من رغبتها في القول إنها لا تعرف موعد عودة جايك وأجابت بهدوء مماثل:
" شكرا جزيلا يا جنيفر. اعتقد انه سيعود في أواخر الأسبوع إنها مجرد رحلة سريعة إلى معامل الشمال "
" أوه هذا رائع! هل يناسبكما إذا مساء الأحد؟ "
" ولم لا؟ ولكن سأتصل بك للتأكيد "
تأملت جنيفر وجه هيلين بعناية وجدية ثم قالت فجأة:
" كل شئ على ما يرام يا هيلين...أليس كذلك؟ اعني...اعني هل أزعجك ما قلته لك هذا الصباح؟ "
أرغمت هيلين نفسها على الابتسام ثم قالت:
" بالطبع لا يا جنيفر. إني... إني اشعر بصداع قوي اعتقد انه علي التوجه إلى البيت والاستلقاء بعض الوقت "
بدا السرور والارتياح على وجه جنيفر عندما سمعت أن هيلين ليست غاضبة ثم قالت لها:
" لا تنسي أن تتصلي بي بالنسبة إلى سهرة الأحد "
عندما عادت إلى البيت كانت تشعر بالكثير من الارتياح النفسي والفكري وكأنها أقنعت نفسها بأنها جعلت من الحبة قبة وحتى انزعاج السيدة لايتمر الواضح من اضطرارها لإعادة تسخين الأكل نتيجة لتأخر السيدة ساعة كاملة لم يعكر مزاج هيلين. اعتذرت من الخادمة بتهذيب وجلست إلى المائدة لتناول طعام الغداء بهدوء وسكينة.
" اتصل السيد مانرينغ قبل قليل وكان يريد التحدث معك سيدتي "
وضعت هيلين الملعقة من يدها وسألت باستغراب:
" السيد مانرينغ؟ "
ضمت السيدة لايتمر ذراعيها وقالت بلهجة تنم عن الشعور بالأهمية:
" نعم يا سيدتي "
عقدت هيلين جبينها ورفعت الملعقة نحو فمها ثم سألت باكتراث وانفعال اقل من السابق:
" وهل أبلغك بما يريد؟ "
هزت الخادمة كتفيها وقالت:
" لا يا سيدتي...ولكنه تمنى عليك الاتصال بمجرد عودتك الى البيت "
" أوه! "
ماذا يريد منها كيث ألان غير التحدث بشأن الحفلة الموسيقية؟ ولكن لا يزال هناك أسبوع كامل قبل موعد الحفلة! تنهدت هيلين وهزت برأسها وهي تتابع أكلها ثم وجهت ابتسامة خفيفة نحو مدبرة المنزل وقالت:
" شكرا لك يا سيدة لايتمر. سأتصل به في وقت لاحق "
تعكر مزاجها وفقدت شهيتها مع أن الطعام كان لذيذا وحسب رغبتها وطلبها. فبعد حديثها ذلك الصباح مع جنيفر لم تعد راغبة في لقاء احد وان كانت تلك رغبة كيث فانه بلا شك سيصاب بخيبة أمل كبرى. اتصلت به حوالي الخامسة فلم يستطع إخفاء سروره لذلك الاتصال وبعد كلمات الترحيب والسلام التقليدية قال لها من دون إبطاء:
" أخبرتني جنيفر أن جايك مسافر في الوقت الحاضر فما رأيك بتناول العشاء معي هذه الليلة!
تنهدت هيلين بتململ وانزعاج...جنيفر! الصديقة العزيزة! لم تتأخر على الإطلاق بل سارعت الاتصال بكيث وإبلاغه الأمر بمجرد عودتها من المطهم...لماذا يا جنيفر؟ وشعرت فجأة بشئ من الازدراء لهذا التدخل السافر في حياتها وشؤونها الخاصة.ولكن ألا يعقل مثلا أن تكون جنيفر على اقتناع بأن صديقتها ترحب بأي فرصة للاجتماع بكيث؟ آه منك يا جنيفر! متى ستصدقين أن كل شئ بيننا انتهى تماما منذ ثلاث سنوات؟
" متأسفة يا كيث ولكني لم اعد نفسي لأي سهرة الليلة "
" وهذا سبب أخر يجب أن يحملك على قبول دعوتي "
ثم تنحنح وقال بلهجة حازمة:
" اسمعي يا هيلين...هناك مكان جديد في هنلي وقلت في نفسي لماذا لا نجربه سويا يمكننا الاكتفاء بتناول طعام العشاء وإعادتك باكرا إلا إذا رغبت أنت في إطالة السهرة "
ترددت هيلين كثيرا في الإجابة. السيدة لايتمر تعد لها العشاء في السابعة وتذهب الى غرفتها في حين تظل هي وحيدة ضجرة تتململ عدة ساعات قبل الذهاب إلى سريرها. إنها لا تنام باكرا أبدا كما إنها لا تنام كثيرا هذه الأيام فلماذا لا تذهب مع كيث إلى حفلة عشاء بريئة؟.
وفجأة ضجت أفكارها بصور جايك...ماذا يفعل في هذه الأمسية؟ هل سيمضي هذه الليلة وحيدا في جناحه الفخم؟ إنها تشك في ذلك كثيرا فمن الأرجح انه يقيم حفلة طنانة لكبار موظفيه في احد النوادي الليلة هناك تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح ثم ينهيها مع...! إذن لماذا تتردد؟
" حسنا يا كيث لم لا؟ متى نذهب؟
"شعر كيث بسعادة بالغة وسألها بلهفة:
" هل السابعة وقت مبكر جدا؟ "
تطلعت هيلين بساعتها الذهبية الرقيقة وإجابته بعد أن قدرت لنفسها الفترة التي ستحتاجها لتأخذ حماما وترتدي ثياب السهرة:
" لا...لا اعتقد ذلك السابعة تناسبني. هل ستأخذني من هنا؟ "
" طبعا, طبعا. إلى اللقاء إذن "
أعادت هيلين سماعة الهاتف بشئ من التردد فمع أنها قطعت على نفسها وعدا بتناول العشاء معه إلا إنها في الحقيقة لنم تكن راغبة كثيرا في مغادرة المنزل هذه الليلة. لو لم يتصل بها كيث لكانت الهت نفسها على الأرجح بمشاهدة بعض البرامج التلفزيونية أو ربما بقراءة ذلك الكتاب الذي ابتاعته قبل بضعة أيام. أما ألان فقد وافقت على تمضية عدة ساعات بصحبة رجل قد يشكل لها وجوده معها مصاعب معينة على الرغم من أن ذلك الوجود يفرحها ويسليها إذ أن كيث شأنه في ذلك شأن جنيفر قد لا يقبل تماما بأن تكون علاقتهما الراهنة مختلفة إلى حد كبير عن تلك التي كانت قائمة قبل بضعة سنوات.
أمضت ساعة كاملة وهي تريح أعصابها وهي غارقة حتى عنقها في ماء ساخن معطر ثم ارتدت ثيابها وسرحت شعرها وجلست تنتظر في غرفتها.
في السابعة إلا خمس دقائق رن الجرس ففتحت الباب السيدة لايتمر التي كانت على علم مسبق بقدوم كيث ودعته إلى الدخول وانتظار السيدة في غرفة الجلوس. وبعد بضع دقائق نزلت هيلين وبادرته بالسؤال:
" هل شربت شيئا؟ "
ابتسم كيث بشئ من السخرية وأجابها:
" في الحقيقة لم اشرب شيئا. خادمتك لا تفرح كثيرا بقدومي وفعلا إني أخشى لمس أي شئ في هذا المنزل إن لم تكوني أنت موجودة...مخافة اتهامي بالسرقة "
ضحكت هيلين وقالت:
" أنت تبالغ كثيرا, أليس كذلك؟ في أي حال هل تشرب شيئا؟ "
تطلع كيث حوله بعصبية وتردد ثم قال:
" هل هناك أي مجال على الإطلاق لانقضاض ذلك الزوج العنيف علينا بشكل مفاجئ؟ اعني...إنني اكره كثيرا لقاء الأسد في عرينه! "
هزت هيلين رأسها بتململ واضح وقالت له:
" ألان تأكد لي انك تبالغ كثيرا. قل لي بربك ماذا تشرب؟ "
تردد كيث قليلا وقال:
" أي نوع من أنواع العصير الموجودة هنا "
ثم اخرج علبة سكائره وعرض واحدة على هيلين فرفضت شاكرة. أشعل سيكاره فلاحظت هيلين أن يديه الثابتتين عادة كانتا ترتجفان قليلا. هل يخيفه جايك إلى هذا الحد يا ترى؟ أليس مضحكا أن يشعر كيث بالخوف من زوجها؟ ولكن تخوفه من جايك أمر طبيعي لقد شاهدت أشخاص كثيرين اشد وادهي من كيث يتحطمون على صخرة تلك الشخصية القوية والفذة التي يتمتع بها جايك...هذا الرجل الذي تزوجته قبل ثلاث سنوات يحطم منافسيه ويسحقهم معنويا لا بالكلام الذي يقوله بل بالأسلوب الذي يتبعه.


لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس