عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-08, 09:43 PM   #12

لورا
 
الصورة الرمزية لورا

? العضوٌ??? » 143
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 4,146
?  نُقآطِيْ » لورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond reputeلورا has a reputation beyond repute
افتراضي

4- صمت في الأعماق


استيقظت هيلين وهي تشعر بأن أحدا يراقبها وعندما رفعت يدها بكسل لترفع خصلات شعرها عن عينيها شاهدت جايك يقف كالتمثال في باب غرفتها. كان يرتدي بزة زرقاء داكنة تزيد من سحره وجاذبيته. إصابتها رعشة خفيفة لم تعرف على التو سببها فشدت الغطاء الحريري حتى عنقها بطريقة لا شعورية وكأنها تدفع عن نفسها خطرا محدقا.
ابتسم بسخرية لدى مشاهدته رد الفعل العفوي ذلك وقال لها بخبث وتهكم:
" لا تفزعي يا عزيزتي! لم أقد السيارة طوال الليل من نيوكاسل تدفعني رغبة جامحة أو رغبات حيوانية! ولكنني متعب لا بل مرهق وأريد التحدث إليك قبل ذهابي إلى النوم "
حاولت هيلين بسرعة جمع شتات أفكارها ومشاعرها وسألته متلعثمة:
" لماذا...لماذا تريد التحدث معي؟ "
رفع كتفيه المتعبتين ثم حرك رأسه قليلا وقال لها بهدوء بالغ:
" سنمضي عطلة نهاية الأسبوع خارج لندن. تم إعداد كل شئ الليلة الماضية. حاولت الاتصال بك أمس لأبلغك التفاصيل إلا أن أحدا لم يرد على الهاتف. هل كنت خارج البيت؟ "
لم تتمكن هيلين من منع الاحمرار الذي غزا خديها فجأة وشعرت أن وجودها تحت الغطاء وعدم قدرتها على النهوض من دون الكشف عن بعض مفاتنها يجعلانها في موقف دفاعي ضعيف. وتمنت لو أن لها الشجاعة الكافية للخروج من سريرها ولف نفسها بشئ ما فوق قميص نومها الشفاف.
تطلع جايك حوله بعصبية فوقع نظره على فستان السهرة الذي كان ملقى على كرسي قريب. رفع حاجبيه وقال لها بنبرة حادة جافة:
" إذن كنت خارج البيت أمس! هل يمكنني أن أسألك أين أمضيت السهرة؟ "
تنهدت هيلين وردت عليه بعصبية:
" انك لست ولي أمري والقيم على أعمالي يا جايك, وأنت تعرف ذلك "
ضاقت عيناه غضبا وقال لها بشدة:
" إن لم أكن أنا ولي أمرك فمن يكون؟ اخبريني من هو المسؤول عنك؟ "
على الدم ف عروق هيلين غضبا واشمئزازا وقالت له بعنف:
" هل تتفضل بالخروج من غرفتي؟ لا أريد البقاء في سريري طوال النهار "
" هيا اخرجي من سريرك! أنا لا أمنعك من ذلك "
ضم ذراعيه على صدره واخذ يحدق بها بتهكم وكأنه يتحداها للوقوف أمامه شبه عارية. انقلبت هيلين على نفسها وعضت وسادتها وهي تصرخ به:
" أكرهك يا جايك هوارد...أكرهك "
" لماذا أيتها العزيزة؟ الاني عدت فجأة وأفسدت لك مشاريعك مع الصديق كيث؟ الم تكوني معه هو أمس؟ لا تزعجي نفسك بالإجابة فأنا اعرف...أخبرتني السيدة لايتمر "
استدارت هيلين بعصبية نحوه وقالت:
" هكذا إذن...لقد عينت السيدة لايتمر جاسوسة على تصرفاتي وتحركاتي أليس كذلك؟ آه كم أنت حقير وخسيس ووضيع "
قست ملامح جايك وتوترت عضلات وجهه وعنقه ثم قال لها بصوت اقرب إلى الصراخ منه إلى الكلام العادي:
" عندما اتصلت بالمنزل أمس ولم يجبني احد شعرت بالقلق. لم يخطر ببالي شئ أخر آنذاك. وبالطبع اتصلت بالسيدة لايتمر لمعرفة ما بك. الم يكن ممكنا ان يكون هاتفنا معطلا أو أن تكوني أنت مريضة...أو أي شئ أخر من هذا القبيل؟ "
" وحتى إن كان كذالك. . . "
انزل جايك ذراعيه الى جانبيه وقد عيل صبره وقال لها مقاطعا:
" وحتى ان كان لا شئ! هذا غير مهم الان انا لا انوي ابدا اضاعة أي وقت الان بسبب هذا الغبي. سأتولى امره في وقت لاحق "
وصمت لحظة ثم قال لها بعصبية هادئة :
" يبدو انك غير مهتمة لمعرفة المكان الذي سنمضي فيه نهاية الاسبوع "
عقدت هيلين جبينها وقد لاحظت ان شجارها مع جايك انساها سبب عودته قبل الموعد المقرر وقالت:
" بالطبع انا مهتمة "
اقترب جايك من سريرها ووقف يوجه اليها نظرات تحمل الكثير من الغرابة ثم قال:
" هل انت حقا مهتمة؟ اذن اسمعي...اندانا يملك منزلا ريفيا وقد دعانا هو وزوجته لتمضية نهاية الاسبوع معهما "
" اندانا؟ ولكن...ولكن اليس هو...؟ "
" نعم, نعم انه السفير الذي كنت اتحدث اليه فور وصولنا الى حفلة الاستقبال تلك الليلة. والان هل بدأت تلاحظين مدى اهمية هذا اللقاء وانفعالي لتحقيقه؟"
وضعت هيلين يدها على جبينها واجابت بصوت خافت:
" اعتقد...اعتقد ذلك. متى ينتظران وصولنا؟ "
" على العشاء هذه الليلة. ولذا فأنا افضل البدء برحلتنا حوالي الرابعة عد الظهر "
" حسنا "
وعضت هيلين على شفتيها بقوة. فكرة قضاء نهاية الاسبوع في ضيافة سفير وزوجته بمنزلهما الريفي لم تكن سيئة على الاطلاق لكنها كانت تتمنى لو ان لديها المزيد من الوقت لتعد نفسها بطريقة افضل. في الفترة الاخيرة اخذت توجه اليه عدة اسئلة وكأنها تحقق معه او تستجوبه وهذا امر قد يثير شكوك جايك من انها اصبحت غير مرتاحة في حياتها.
لم يفهم جايك معنى النظرة القلقة والمشككة التي شاهدها في عيني هيلين فسالها بحدة وانفعال:
" هل من شئ يزعجك؟ هل اعددت لنفسك ترتيبات اخرى مع كيث؟ هل كنت تفترضين انني لن اعود قبل بداية الاسبوع المقبل؟ "
ارتجفت هيلين غضبا وقالت:
" نعم...لدي ترتيبات اخرى. . . "
وكانت على وشك ابلاغه بدعوة جنيفر الى السهرة مساء الاحد ولكن جايك لم ينتظر لسماع بقية الجملة بل انحنى فوقها وامسك برأسها بين يديه القويتين وصرخ بها وهو يهز ذلك الرأس المسكين بعنف ووحشية:
" هذا انذار لك يا هيلين! انا لن اقبل بالمزيد من هذه التفاهات منك! انا املكك...انا املكك ايتها الغبية...اسميا على الاقل واذا كان اتفاقنا لم يعد يرضيك او انك بدأت تحنين لاقامة علاقة فعليةمع رجل فأنا..انا وحدي سأتولى الاهتمام بذلك! هل تفهمين...هل تفهمين؟ "
فتحت هيلين عينيها وسألته بصوت خائف:
" ماذا تعني بذلك؟ "
انتصب جايك واقفا وقال لها بشراسة ووجهه متجهم:
" أوه, انا متأكد من انك تفهميني تماما "
شعرت هيلين بانقباض شديد في صدرها واحست بأن تنفسها اصبح صعبا ومتقطعا فصرخت به:
" انك...انك تثير اشمئزازي! "
" حقا! حقا! ايتها المرتزقة الفاجرة الصغيرة! انك تتجاوزين حدك برعونة وغباء وهذا خطر عليك "
شهقت هيلين بالبكاء واخفت وجهها بالوسادة. لم تشعر في حياتها ابدا بمثل هذا الاذلال والتحقير كيف ستتمكن بعد الان من النظر الى هاتين العينين القاسيتين وهذا الوجه الفتاك المدمر! في تلك اللحظة استدار جايك نحو الباب بهدف الخروجمن غرفتها ولكنه توقف برهة وسحب الغطاء الحريري الملقى فوقها ثم رماه على الارض وسار نحو الباب متمهلا ومتحديا وقبل خروجه من الغرفة التفت نحوها وقال لها بقساوة بالغة قبل ان يغلق الباب وراءه بعنف:
" منظر امرأة شبه عارية يا هيلين ليس امرا جديدا او غير مألوف "




لورا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس