عرض مشاركة واحدة
قديم 15-03-11, 09:48 PM   #11

سالم المساهلي

أديب وشاعر تونسي

 
الصورة الرمزية سالم المساهلي

? العضوٌ??? » 129688
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 33
?  نُقآطِيْ » سالم المساهلي is on a distinguished road
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زكية نجم مشاهدة المشاركة
ماذا لو يبوح النخل ؟؟

أشواق الخيل

كبرياء التراب

المحكيات

حديث البلاد

وحديثاً .. انعتاق

سلسلة من القوافي تؤطّر نُبْل المشاعر الأصيلة بإطار من الطرح المنفرد

والإستثنائية في تطويع الملكة الشعرية

لتنظم من وجدان الأمة العربية

أجمل الحكايا

فكأنّما غيثٌ شاعريٌ انهمر

يحملُ بين دفقاته همّ الأمة وجذور الإنتماء للتراب العربي

المعجون بدماء تاريخه المجيد

سؤالي .. شاعرنا

ممن استلهم سالم المساهلي مكامن شعره ؟؟

وهل في الخفايا أرقٌ وألقٌ يحملُ المزيد ؟؟

إن علاقتي باللغة العربية تأسست في خضم تكوُّن هويتي الثقافية ، وفي عالم الإنتماء ، لا تقتصر اللغة بالنسبة إلي على كونها أداة تواصل أو تعبير ولكنها تتجاوز ذلك إلى تشكيل الكيان الثقافي ، ليست حمالة دلالات ورموز وإيحاءات فحسب وإنما هي حمالة كيان ، أو كيانات ، تتجدد بتجدد التعاطي معها ، بناء وتشكيلا ، تحليلا وتأويلا ، هي علاقة أمومة أو بنوّة ثقافية تمتزج فيها العاطفة بالعقل والواقع بالتاريخ ، والماضي بالحاضر، والمطلق بالنسبي .. وليس جديدا أن نقول إن اللغة نافذتنا على العالم وبوّابتنا إلى الفعل والحضور ودليلنا في قراءة مفردات الوجود وتعبيراته .. وتتميز اللغة العربية عن غيرها بكونها لغة نبوية ورسالية قُدّ منها النص المقدس وأشرقت من مفاصلها رسالة السماء الخالدة ، وشعت من معانيها الحضارة العالمية لقرون ،ولاتزال تعيش على عطاءاتها التاريخية .. ولذلك أنشد العربي على إيقاعها أعذب الألحان وعاش بها ولها ، حتى تشكلت في أجناس إبداعية أدبية وفنية شتى ما تزال شاهدة على رجال صدقوا معها ووهبوها شغفهم وولعهم فوهبتهم بهاءها وجلالها . نشأت في ذلك الفضاء الإبداعي الضخم والمتنوع في مبناه ومعناه فشكل ذاكرتي الثقافية فكريا وأخلاقيا وجماليا
وضمّخ هويتي بكثير من الألوان والأشواق ، وملأ كياني جلالا وجمالا ..فمن ذلك النبع كرعت كما لم يكرع الآخرون ، كانت العربية بالنسبة إليّ ثدي الأم وصدرها الدافئ وعيناها المتوقدتين أملا وألما ، فليس عجيبا أن تكون عيني التي أبصر بها ومهجتي التي أكتب بها ، وتوقي الذي أستقله ، ورايتي التي أحملها .. في هذا الحب الجارف تتنزل تجربتي الشعرية التي تشرّبت نغمها من نشيد الفروسية العربية وتهجَّت خطاها الأولى على درب فحول الشعر العربي الجاهلي ومن تلاه في العصور الموالية ، وإني وإن كنت انشددت إلى تجارب عربية وعالمية حديثة ومعاصرة فإني لم أستطع أن أقتلع من وجداني ومن ذاكرتي حميمية التواصل مع الشعر العربي الأصيل إيقاعا وإبداعا..رغم ما في التجارب الحديثة من عمق ومن طرافة وجدة ، وما ذلك إلا لاقتناعي بأن أغلب هذه التجارب تقطع مع التراث أو تحاول تجاهله وشطبه ، فكأنها رؤى لاتؤمن بالتواصل والتراكم وتصورت التجديد هدما كليا لأسس القديم والحال أنه يصعب القطع مع الذاكرة في جميع تجلياتها .. تزامن كل ذلك مع دعوات الحداثة الشعرية التي مازلت أرى فيها اتجاها مرتبكا وخطى متعثرة تعوزها الرؤية وتنقصها الأشواق .. وبدت لي كبقية تجارب التحديث المختلفة في عالمنا العربي ، والتي ظلت محاولات يميزها الإرتجال والسطحية وتفتقر إلى الصدق والرؤية المتكاملة ، باستثناء بعض التجارب الناجحة في القصيدة الحرة .




سالم المساهلي غير متواجد حالياً